مفرّحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام

السيّد زين العابدين بن نور الدين الحسيني الكاشاني

مفرّحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام

المؤلف:

السيّد زين العابدين بن نور الدين الحسيني الكاشاني


المحقق: عمار عبودي نصار وحيدر لفتة مال الله
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار مشعر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-540-056-7
الصفحات: ١٣٥

٢١

٢٢

٢٣

٢٤

هذه

مفرحة الأنام

في تأسيس بيت الله الحرام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل بيته الحرام بين جبال خشنة ، وأمر عبادهُ بالحجّ (به) (١) ؛ ليحيا من حي من المطيعين بمناسكهم الحسنة (عن بيّنة) (٢) ، ويهلك من هلك من المتمرِّدين بعقيدتهم الفاسدة عن بيّنة ، (و) (٣) صلّى الله على سيّدنا (ونبيّنا) (٤) محمّد المبعوث على حين فترةٍ من الرُّسل ، في (تلك الأزمنة) (٥) ، وآله المعصومين الذين مَن تبعهم جعله الله من أصحاب الميمنة.

أمّا بعد : كان إدخال السرور على المؤمنين من السعادة العظمى كما رويت (٦) أحاديث كثيرة في أُصول الكليني (٧) في باب إدخال السرور

__________________

(١) سقطت من (ك) والصحيح أن يقول إليه.

(٢) سقطت من (ك).

(٣) سقطت من (ك).

(٤) سقطت من (ق).

(٥) وردت في (ق) (من الأزمنة).

(٦) وردت في (ك) (روي).

(٧) ويعني به (كتاب الكافي) وهو من أجلّ الكتب الإسلاميّة وأهمّ مصنّفات الإماميّة ، ألّفهُ

٢٥

على المؤمن (١) ، وأنا أروي طرفاً منها ، حدّثني سلطان المحقّقين والمدقّقين الشيخ محمّد أمين الإسترابادي (رحمه‌الله) (٢) بأسانيده الصحيحة وطرقهِ المضبوطة في مضانّها ، عن ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني (٣) ، عن عدّة من أصحابنا ، (عن) (٤) سهل بن زياد ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً ، عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي (٥) قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن سرَّ مؤمناً فقد سرّني ، ومَن سرّني فقد سَرَّ الله» (٦) ، وعن عبيد الله

__________________

الشيخ أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي وأمضى في تأليفه عشرون سنة ، وقد أشار إليه الإسترآبادي في محكي زوائده عن مشايخه بأنّه لم يصنّف مثل الكافي كتاب يوازيه أو يُدانيه ، ينظر : القمّي ، عبّاس ، الكنى والألقاب ، و ٢٣ ص ١٠٣ ـ ١٠٤.

(١) يُنظر : الأصول من الكافي ، ج ٢ ، ص ١٨٨ ـ ١٩٢.

(٢) سقطت من (ك).

(٣) هو الشيخ أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي الملقّب ب (ثقة الإسلام) ، يعدّ أحد علماء المذهب الإمامي المجدِّدين ، له عدّة مؤلّفات أشهرها (أُصول الكافي) و (الردّ على القرامطة) ، و (رسائل الأئمّة عليهم‌السلام) ، توفّي ببغداد سنة ٣٢٩ / ٩٤٠ م ودفن عند باب الكوفة. للمزيد من التفاصيل ينظر : آل بحر العلوم ، تحفة العالم ، ج ٢ ، ص ٢١٨ ـ ٢١٩ ، القمّي ، الكنى والألقاب ، ج ٣ ، ص ١٠٣ ـ ١٠٤.

(٤) سقطت من (ك).

(٥) أبو حمزة الثمالي : هو ثابت بن أبي صفيّة مولى آل المهلّب ، كوفيٌ ثقة ، لقى عليّ بن الحسين ، وأبا جعفر ، وأبا عبدالله ، وأبا الحسن عليهم‌السلام وروى عنهم ، وكان من خيار أصحابهم وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية حتّى قال عنه الصادق عليه‌السلام : «أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه» ينظر : النجاشي ، رجال النجاشي : ص ١١٥.

(٦) الكليني ، الروضة من الكافي ، ج ٩ ، ص ٦٦.

٢٦

ابن الوليد الوصّافي (١) قال : سمعت أبا جعفر يقول : «(إنّ) (٢) فيما ناجى الله (عزوجل) (٣) به عبده موسى عليه‌السلام قال : إنّ لي عباداً أُبيحهم جنّتي واحكّمهم (٤) فيها.

(ف) (٥) قال : ياربّ ومَن هؤلاء الذين تبيحهم جنّتك وتحكّمهم فيها؟

قال : مَن أدخل على مؤمن سروراً.

ثمّ قال : إنّ مؤمناً كان في مملكته جبّار فولع (٦) (به) (٧) فهرب منه إلى دار الشرك فنزل برجلٍ من أهل الشرك فأظلّهُ وأرفقهُ وأضافهُ فلمّا حضرهُ الموت أوحى الله (عزوجل) (٨) إليه : وعزّتي وجلالي لو كان [لك](٩) في جنّتي مسكن لأسكنتك فيها ولكنّها محرّمةٌ على من مات بي مشركاً ، ولكن يا نار هيديه (١٠) ولا تؤذيه ، ويؤتى برزقه طرفي النهار ،

__________________

(١) أسند المؤلف الحديث مباشرة إلى عبيدالله بن الوليد الوصافى ولم يذكر سلسلة السند التى بتدأ من محمد بن يحى عنن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عبدالله بن مسكان عن عبيدالله بن الوليد الوصافى. ينظر : الكلينى ، الاصول من الكافى ، ج ٢ ، ص ١٨٨.

(٢) سقطت من (ك).

(٣) سقطت من (ك).

(٤) أحكمهم : أى أجعل لهم الحكم فيها. ينظر : الرازى ، مختار الصاح ، مادة حكم.

(٥) سقطت من (ك).

(٦) ولع : استخف. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادة ولع.

(٧) وردت فى (ك) (فيه).

(٨) سقطت من (ك).

(٩) إضافة يقتضيها السياق.

(١٠) هيديه : أي حرّكيه بهداوة وإصلاح. ينظر : الفراهيدي ، العين ، مادّة هيد.

٢٧

قلت : من الجنّة؟ ،

قال : من حيث شاء الله» (١).

وعن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن جمهور (٢) قال : كان النجاشي ـ وهو رجلٌ من الدهاقين ـ (٣) عاملاً على الأهواز (٤) وفارس (٥) ، فقال (بعض أهل عمله) (٦) لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّ في ديوان النجاشي عَليَّ خراجاً (٧) ، وهو مؤمن يدين بطاعتك ، فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتاباً.

فقال : فكتب إليه أبو عبدالله عليه‌السلام : «بسم الله الرحمن الرحيم ـ سُرَّ

__________________

(١) ينظر : الكليني ، الأصول من الكافي ، ج ٢ ، ص ١٨٨ ـ ١٨٩.

(٢) هناك قطع في تسلسل السند فقد ورد في الأصول من الكافي هكذا : عن محمّد بن يحيى عن محمّد بن أحمد عن اليساري عن محمّد بن جمهور. يُنظر : ج ٢ ، ص ١٨٨ ـ ١٨٩.

(٣) الدهاقين : مفردها دهقان وهي لفظة فارسية معرّبة وتُطلق على كبير التجّار من مالكي الأراضي. يُنظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة دهقن.

(٤) الأهواز : جمع هوز وأصلها حوز فلمّا كثر استعمال الإيرانيّين لهذه الكلمة صحّفوها فأصبحت في كلامهم هاء ، والأهواز اسم لكورة بأسرها ، أمّا البلد الذي يغلب عليه هذا الاسم فهو (سوق الأهواز) ويُنسب بنائها إلى الامبراطور الساساني سابور ذو الأكناف. للمزيد من التفاصيل يُنظر : ياقوت ، أبو عبدالله الرومي الحموي ، معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٨٤ ـ ٢٨٦.

(٥) فارس : ولاية واسعة وإقليم فسيح ، تحدّها من جهة العراق (أرجان) ومن جهة كرمان (السيرجان) ومن جهة ساحل بحر الهند (سيراف) ومن جهة السند (مكران) ، وفارس اسم لبلد وليس لرجل. للمزيد من التفاصيل ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٢٢٦.

(٦) وردت في (ك) (بعض عمّاله).

(٧) الخراج : هي الضريبة التي تُفرض على الأراضي الزراعيّة. للمزيد من التفاصيل ينظر : الماوردي ، الأحكام السلطانية ، ص ١٨٦ ـ ١٨٧.

٢٨

أخاك يَسُرّك الله».

قال : فلمّا (وردَ) (١) عليه [صاحب](٢) الكتاب [دخل عليه](٣) وهو في مجلسه ، فلمّا خلى ناوله الكتاب (وقال) (٤) له : هذا كتاب أبي عبدالله عليه‌السلام! فقبّله ووضعه على عينيه (وقال) (٥) له : ما حاجتك؟

قال : خراجٌ عليَّ في ديوانك.

فقال له : وكم هو؟

قال : عشرة الآلاف درهم.

فدعا كاتبه (وأمره) (٦) بأدائها عنه ، ثمّ أخرجه منها وأمر أن يثبتها له (القابل) (٧).

ثمّ قال له : هل سررتك؟

قال : نعم جُعلت فداك.

ثمّ أمر له بمركب وجارية وغلام وأمر له بتخت (٨) ثياب ، [وهو](٩) في كلّ ذلك يقول له : هل سررتك؟

__________________

(١) في (ك) : أوردَ.

(٢) إضافة يقتضيها السياق.

(٣) سقطت من (ك).

(٤) وردت في (ك) و (ق) (فقال).

(٥) وردت في (ك) (ثمّ قال).

(٦) وردت في (ك) (وأمر).

(٧) وردت في (ك) (القايل).

(٨) التخت : وعاء تصان فيه الثياب. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة (تخت).

(٩) إضافة يقتضيها السياق.

٢٩

فيقول له : نعم (جُعلت فداك) (١).

(فكلّما) (٢) قال نعم زادهُ حتّى فرغ.

ثمّ قال له : احمل فراش هذا البيت الذي كنت جالساً فيه حين دفعت إليَّ كتاب مولاي الذي ناولتني فيه ، وارجع إلى حوائجك.

قال : ففعل.

(وخرج) (٣) الرجل (فصار) (٤) إلى أبي عبدالله عليه‌السلام (بعد ذلك) (٥) فحدّثه (الرجل بالحديث على جهته) (٦) فجعل يُسر بما فعل.

فقال (له) (٧) الرجل : يابن رسول الله كأنّه قد سرّك ما فعل بي؟

فقال : اي والله لقد سرَّ الله ورسوله» (٨).

وإظهار معجزة الأئمّة (٩) المعصومين عليهم‌السلام (من المقصد الأقصى [ف] أردت أن أُدخل السرور على المؤمنين ، وإظهار معجزاتهم التي ظهرت منهم صلوات الله عليهم) (١٠).

__________________

(١) سقطت من (ك).

(٢) وردت في (ك) (وكلّما).

(٣) وردت في (ك) (وخرج).

(٤) سقطت من (ك).

(٥) سقطت من (ك).

(٦) سقطت من (ك).

(٧) سقطت من (ك).

(٨) ينظر : الكليني ، الأصول من الكافي ، ج ٢ ، ص ١٩٠ ـ ١٩١.

(٩) سقطت من (ق).

(١٠) سقطت من (ك).

٣٠

(في) (١) سنة ألفٍ وأربعين في تأسيس الكعبة المشرّفة زيدت مهابتها فكتبت هذه الرسالة مشتملة على ثلاث فصول وخاتمة وسمّيتها ب (مفرحة الأنام في تأسيس بيت الله الحرام) وأرجو من (كرم) (٢) الله أن يجعلها سبباً (لرضاه) (٣) عنّي وعن جميع المؤمنين (بحقّ محمّد وآله الطاهرين) (٤).

الفصل الأوّل : في سبب سقوط الكعبة المعظّمة ـ زادها الله (شرفاً وتكريماً) (٥) ومرتبةً وتعظيماً ـ وكيفيّة بنائها.

الفصل الثاني : في علّة بناء الكعبة في الأرض (وبدء) (٦) الطواف بها وذكر صفة الكعبة المشرّفة وطولها وعرضها وارتفاعها من خارجها وداخلها وسقفها وأساطينها وغلظ جدارها وبابها وسلّميها الداخل والخارج والحجر (٧) والميزاب (٨) والحجر الأسود

__________________

(١) سقطت من (ق).

(٢) سقطت من (ك).

(٣) وردت في (ق) (لمرضاته).

(٤) وردت في (ق) (بجاه محمّد وآله الطيّبين).

(٥) سقطت من (ق).

(٦) وردت في (ك) (وبدو).

(٧) الحجر : موضعه ما بين الميزاب وباب الحجر الغربي ، وقد ورد عن عائشه فضل الصلاة عنددخول بيت الله الحرام في موضع الحجر وأنّه كان جزءاً من البيت الحرام ، ينظر : الأزرقي ، أخبار مكّة ، ج ١ ، ص ٣١١.

(٨) الميزاب : يقع في منتصف الحائط الشمالي الغربي من الكعبة المعظّمة ، وهو من عمل الوالي الحجّاج بن يوسف الثقفي (٧٢ ـ ٧٦ ه‍) وقد وضع في هذا المكان حتّى لا يتجمّع ماء المطر

٣١

والحطيم (١) و (المستجار) (٢) وكسوتها (الداخلة والخارجة) (٣) وشاذروانها (٤) ومطافها (٥) والمقام (٦) والمنبر (٧).

الفصل الثالث : في ذكر المسجد الحرام وأبوابه (وأسمائها) (٨)

__________________

على سطح الكعبة ، وقد غيّره السلطان العثماني سليمان القانوني بآخر من الفضّة سنة ٩٥٩ ه‍ / ١٥٥١ م ثمّ أبدله السلطان العثماني أحمد سنة ١٠٢١ ه‍ / ١٦١٢ م وفي العام ١٢٧٣ ه‍ / ١٨٥٦ م أبدله السلطان العثماني عبد المجيد بميزاب من الذهب هو الموجود الآن. يُنظر : الحزبوطلي ، تاريخ الكعبة ، ص ١٨٦.

(١) الحطيم : هو جدار حجر الكعبة وهو بين الكعبة وزمزم والمقام ويظهر أنّه سمّي بذلك لأنّ العرب كانت تطرح فيه ما طافت به من الثياب فتبقى لتتحطّم من طول الزمان ، ويُعتقد أنّه المكان الذي تتحطّم فيه آثام الحاجّ. يُنظر : البكري ، المسالك والممالك ، ج ١ ، ص ٣٠٥ ؛ الفاسي ، شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ١٩٧.

(٢) ورد في (ك) (المسجار) وهو المكان الذي يستجيرُ به العبد بربّه لرفع الذنوب عنه طالباً العفو والمغفرة. ينظر : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ١٩٦.

(٣) ورد في (ق) (الخارجة والداخلة).

(٤) الشاذروان : هو البناء المحيط بأسفل جدار الكعبة ممّا يلي أرض المطاف من جهاتها الشرقيّة والغربيّة والجنوبيّة ، وشكله بناء مسنم بأحجار الرخام والمرمر ، أمّا الجهة الشمالية فليس فيها شاذروان. ينظر : كرارة ، الدين وتاريخ الحرمين ، ص ٦٠.

(٥) المطاف : هو موضع حول الكعبة ، وفي الحديث ذكر أنّ الطواف بالبيت يعني الدوران حوله. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة طاف.

(٦) المقام : هو الحجر الذي وقف عليه نبيّ الله (إبراهيم الخليل) عليه‌السلام حين بنى الكعبة ، وقد أشار ابن عبّاس وسعيد بن جبير أنّ الخليل عليه‌السلام وقف عليه حين أذَّن للناس بالحجّ. ينظر : العلي ، صالح أحمد ، المعالم العمرانية ، ص ٤٧.

(٧) المنبر ، هو المحلّ المرتفع الذي يرتقيه الخطيب أو الواعظ ليكلّم منه الجمع ، وسمّي بذلك لارتفاعه. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة (نبر).

(٨) وردت في (ك) (وأسمائه).

٣٢

وأساطينه وما فيه من القباب في صحن المسجد وفي رواقه وصفة زمزم (المكرّم) (١).

الخاتمة : في صفة الأمكنة المشرّفة بمكّة المعظّمة سوى ما ذُكِرَ مثل (المولد الشريف لسيّد المرسلين) (٢) ومولد سيّدة نساء العالمين عليها‌السلام (٣) (وموضع) (٤) علامة مرفقه الشريف في الحجر المبني (على الجدار) (٥) وذكر الجبانتين (٦) (المعلى) (٧) والشبيكة (٨) وما في (المعلى) (٩) من قبور أهل الصلاح من المؤمنين نثرها وسجعها يوم الأربعاء سابع شوّال عام ألف وأربعين (١٠) (والتمس) (١١) من إخوان الصفا وخلّان الوفا (١٢) إذا

__________________

(١) سقطت من (ك).

(٢) وردت في (ك) (مولد سيّد المرسلين).

(٣) وردت في (ق) (صلوات الله عليها).

(٤) سقطت من (ق).

(٥) سقطت من (ق).

(٦) الجبانتين : المقبرتين. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة (جبن).

(٧) ينظر ص ج من مقدّمة التحقيق.

(٨) الشبيكة : هي مقبرة تقع أسفل مكّة دون باب الشبيكة وهي مشهورة بين الناس لما حوته من رفات أهل الخير فضلاً عن الغرباء ، والظاهر أنّها ذاتها مقبرة الأحلاف. للمزيد من التفاصيل ينظر : الفاسي ، شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٢٨٤.

(٩) وردت في (ك) (المعلي).

(١٠) إشارة إلى تاريخ كتابة الرسالة.

(١١) وردت في (ك) (والملتمس).

(١٢) استعارة بلاغيّة فيها سجع ، يقصد بها أهل العلم من ذوي الاختصاص. أمّا إخوان الصفا

٣٣

نظروا فيها ورأوا (خللاً) (١) يصلحونه (ويذكرونني) (٢) بالخير فإنّ الإنسان محلّ الخطأ والنسيان ، إلّامَن عصمه الله (في كلّ أُمّة) (٣) وجلَّ مَن لا يكون (الخطأ في كلامه) (٤)(حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(٥).

__________________

وخلّان الوفا فهو اسم لإحدى الجماعات الإسلاميّة السرّية التي ظهرت في العصر العبّاسي في القرن الرابع الهجري وكانت تهدف إلى الثورة عن طريق نشر الوعي الفكري في المجتمع ولهم ما يزيد على خمسون رسالة تبحث في هذا المجال. ينظر : عبد النور ، اخوان الصفا ، ص ٥ ـ ١٠ ، ص ١٥ ـ ٢٥.

(١) وردت في (ك) (خلالاً).

(٢) وردت في (ك) (ويذكروني).

(٣) سقطت من (ك).

(٤) وردت في (ق) (فيه عيب وعذر).

(٥) آل عمران : ١٧٣.

٣٤

الفصل الأوّل

في سبب سقوط الكعبة ـ زيدت مهابتها ـ وكيفيّة بنائها

إعلم يا أخي وفّقك الله وإيّاي (في الدارين) (١) إنّ نهار الأربعاء التاسع عشر من شهر شعبان المعظّم سنة تسعة وثلاثين بعد الألف (٢) أمطرت السماء بمكّة المعظّمة ـ زادها الله شرفاً وتعظيماً ـ ودخل سيل عظيم في المسجد الحرام وامتلأ المسجد إلى أن دخل الماء في جوف الكعبة طول إنسان مربوع القامة (٣) وشبر وإصبعين مضمومتين وأنا الذي قست الماء بطولي حيث دخلت الكعبة بعد سقوطها (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ)(٤) وخرَّب بيوتاً كثيرة وأهلك من الناس كبيرهم وصغيرهم [بلغوا نحو](٥) أربعمائة واثنين وأربعين نسمة (٦) ـ والله أعلم ـ

__________________

(١) سقطت من (ك).

(٢) أي في سنة ١٦٢٩ م.

(٣) مربوع القامة : متوسّطالقامة لابالطويل ولابالقصير. ينظر : ابن منظور ، لسان العرب ، مادّة ربع.

(٤) سورة هود ، آية ٧.

(٥) إضافة يقتضيها السياق.

(٦) هناك تضارب في الروايات حول عدد قتل السيل الذي ضرب الكعبة والمسجد الحرام سنة

٣٥

من جملتهم معلّم أطفال مع ثلاثين طفلاً في نفس المسجد (١) لأنّه كان في صُفةٍ مرتفعة في أصل جدار من جدرانه ولمّا دخل السيل (من) (٢) أبواب المسجد على ما قدر على الخروج مع أطفاله ورجى نقصان السيل وآخر الأمر (ما) (٣) قدر أحد من خارج المسجد [أن](٤) يصل إليهم حتّى غرقوا. (فنعوذ) (٥) بالله من شرور أنفسنا ، ثمّ فتحوا (درباً لخروج) (٦) الماء من باب إبراهيم عليه‌السلام (٧) وخرج السيل وبقي الماء حوالي البيت الشريف إلى (سُرّة) (٨) الآدمي ، ودخلت يوم الخميس نهار

__________________

١٠٢٩ ه‍ / ١٦٢٩ م فمنهم من قال إنّهم بلغوا ١٠٠٠ ألفاً قضوا في هذا الحادث فيما أشار آخر أنّ عدد الموتى بلغ ٤٠٠٢ ألف شخص. ينظر : الأزرقي ، أخبار مكّة ، ملحق ج ١ ، ص ٣٥٦ ؛ النوري ، ميرزا حسين ، دار السلام فيما يتعلّق بالرؤيا والمنام ، (طهران ـ د. ت) ، ج ٢ ، ص ١١٣ ـ ١١٧.

(١) كان المسجد في هذه الحقبة مكتضّاً بحلقات الدرس ، إذ لا يكاد يخلو من ذلك طيلةالوقت ، وإذا ما علمنا أنّ المسجد يشكّل المدرسة الفعلية والمركز الأساس الذي يستقي منه طلبة العلم معارفهم لتبيّن لنا الأسباب الموجبة لوجود الطلبة به على الدوام. يُنظر : الفاسي ، شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٣٣٨ ـ ٣٣٩.

(٢) سقطت من (ك).

(٣) وردت في (ك) (وما).

(٤) إضافة يقتضيها السياق.

(٥) وردت في (ق) (نعوذ).

(٦) وردت في (ق) (درب خروج).

(٧) باب إبراهيم : هو الباب الثاني في الجانب الغربي من المسجدالحرام وهوأكبر أبواب المسجد ، سُمّي بذلك نسبة إلى خيّاط اسمه إبراهيم كان يُقيم عنده وليس كما أُشيع أنّه سمّي بذلك نسبةً إلى النبيّ إبراهيم الخليل عليه‌السلام. يُنظر : كرارة ، الدِّين وتاريخ الحرمين ، ص ١٣٠ ـ ١٣١.

(٨) سقطت من (ق).

٣٦

عشرين من الشهر المذكور (١) ورأيت المطاف خالياً من الطائفين (بسبب) (٢) ماء السيل الذي حواليه فدخلت في الماء وطفت بالبيت (الشريف) (٣) سبعة أشواط فلمّا دعوت في الحطيم [و](٤) (أردت أن أُصلّي [و](٥) ما لقيت مكاناً أُصلّي فيه) (٦) لأنّ كلّ واحد من مقام إبراهيم عليه‌السلام وحجر إسماعيل عليه‌السلام (٧) ، والمطاف كان ممتلئاً (٨) من ماء السيل فطلعت المنبر فصلّيت (عليه ركعتي الطواف) (٩) ، ولمّا نزلت من المنبر سقطت الكعبة الشريفة تمام (العرض الشامي) (١٠)

__________________

(١) أي شهر شعبان.

(٢) وردت في (ك) (من سبب).

(٣) سقطت من (ك).

(٤) إضافة يقتضيها السياق.

(٥) إضافة يقتضيها السياق.

(٦) وردت في (ك) (أردت أن أُصلّي فيه).

(٧) حجر إسماعيل : هو في الأصل كان عريشاً بناه إبراهيم إلى جانب الكعبة ثمّ أصبح مرعاًلغنم إسماعيل عليه‌السلام ، وقد قامت قريش عند بنائها الكعبة بإدخال أذرع من هذا الحجر ضمن البناء. للمزيد من التفاصيل ينظر : الفاسي ، شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٢١١.

(٨) ورد في (ك) (ممتلياً).

(٩) ورد في (ق) (ركعتي الطواف عليه) وركعتا الطواف : من الركعات الواجبة على الذي يطوف حول البيت وله الحقّ في تأديتهما في أيّ وقتٍ يشاء من ذلك اليوم وأنّ فيهما ثواباً عظيماً فقد ورد أنّه يخرج من ذنوبه كما ولدته امّه كما أشار إلى ذلك رسول الله محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا يرفع الحاج قدماً ولا يضع اخرى إلّاويُكتب له بأجر كلّ خطوة خمسمائة حسنة وحطّ خمسمائة سيّئة. للمزيد من التفاصيل ينظر : الكليني ، أُصول الكافي ، ج ١ ، ص ٢٨٢.

(١٠) وردت في (ك) (عرض الشامي).

٣٧

وطول وجه الكعبة إلى الباب تقريباً وطول ظهرها إلى قريب من النصف تخميناً ، وكنت آخر طائف بالبيت الشريف (من أهل الايمان) (١) فتعجّبت وقلت في نفسي : سبحان الله؟ هذه إشارة عجيبة من المعصومين عليهم‌السلام لأنّ (تجديد) (٢) الأساس كان من سيّد العابدين والزاهدين عليّ بن الحسين (زين العابدين) (٣) عليه‌السلام فكان انتهاء قيام جداره بطواف (عبد) (٤) من عبيده زين العابدين بن نور الدِّين الحسيني (الموسوي) (٥) والحمد لله وكنت قبل هذه القضيّة قرأت (في) (٦) (كتاب الحجّ) من كتاب الكليني في باب ورود (تبع) (٧) حديث تأسيس عليّ بن

__________________

(١) سقطت من (ق).

(٢) وردت في (ك) (ابتداء).

(٣) تشير العديد من المصادر أنّ الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام (٣٨ ـ ٩٥ ه‍ / ٦٥٨ ـ ٧١٣ م) هو الذي أشرف على بناء الكعبة عقب انهيارها بفعل أحجار المنجنيق التي ضربت بها من الجيش الاموي بقيادة الحجّاج بن يوسف الثقفي ضدّ عبدالله بن الزبير الذي لاذ بها (أي بالكعبة) ولمّا أرادوا أن يعيدوا بنائها لم يتمكّنوا بسبب وجود أفعى تمنعهم من ذلك فسأل حينها الحجّاج عن الطريقة التي يُعاد بها بناء البيت الحرام بدون أذى فأشار إليه شيخ إلى الإمام زين العابدين عليه‌السلام الذي أمره أن يدعو الناس أن يعيدوا ما أخذوه من تراب الكعبة (من أساسها) فأعادوه ووضع الإمام الأساس وأمر البنّائين أن يقوموا بعملهم فاختفت الحيّة بكرامة من الإمام وتمّ رفع حيطان الكعبة وتشييدها بجهوده عليه‌السلام. للمزيد من التفاصيل ينظر نصّ الرواية في : الكليني ، الفروع من الكافي ، ج ٤ ، ص ٢٢٢ ؛ ابن شهرآشوب ، رشيد الدِّين محمّد بن علي ، المناقب ، (طهران ـ د. ت) ، ج ٢ ، ص ٢٨١.

(٤) وردت في (ك) (عبده).

(٥) سقطت من (ق).

(٦) سقطت من (ك).

(٧) وردت في (ك) (تتبع).

٣٨

الحسين عليهما‌السلام (١) الكعبة المشرّفة وخطرَ ببالي أنّ الشيعة (رضي‌الله‌عنهم) (٢) كانت تفتخر بأنّ مؤسّس الكعبة الشريفة بعد (النبي) (٣) إبراهيم عليه‌السلام (وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم) (٤) (وبعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله) كان) (٥) عليّ بن الحسين عليهما‌السلام فإذا جاء رجل من عند سلطان الروم (٦) وبنى الكعبة (الشريفة) (٧) ينسدّ باب هذا الافتخار (عن) (٨) الشيعة (ورأى رجل من المؤمنين في المنام أنّ تابوت الحسين عليه‌السلام وضع عند باب الكعبة وصلّى عليه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع جميع الأنبياء والأولياء وقال : ياسيّد زين العابدين خُذ التابوت وأدخل الكعبة وادفن الحسين عليه‌السلام في جوف الكعبة ، فلمّا جاءالرجل وحكى لي هذه الرؤيا فقلت في نفسي يا زين العابدين دفن (المعصوم) (٩) منصب (للمعصوم) (١٠) فهذه إشارة بأنّ المنصب المخصوص

__________________

(١) ينظر صفحة ١٣ من النص ، هامش ٦.

(٢) وردت فى (ك) (رحمهم‌الله).

(٣) سقطت من (ق).

(٤) وردت فى (ك) (نبينا صلى الله وعليه وآله).

(٥) وردت فى (ك) (ثم بعده).

(٦) ويراد به السلطان العثمانى مراد الرابع (١٠٣٢ ـ ١٠٤٩ ه‍ / ١٦٢٢ ـ ١٦٣٩ م.

(٧) سقطت من (ك).

(٨) وردت فى (ك) (من).

(٩) وردت فى (ك) (المعصو).

(١٠) وردت في (ك) (المعصر) وقد ورد عن آل البيت عليهم‌السلام أنّ الإمام لا يليه إلّاإمام ، وقد أشار الإمام الصادق عليه‌السلام إلى ذلك بقوله «الإمام لا يُغسله إلّاإمام». يُنظر : الصدوق ، عيون أخبار الرضا ، ج ١ ، ص ٩٧ (في ردّ المصنّف على مذهب الواقفيّة).

٣٩

بعليّ بن الحسين عليهما‌السلام أعطاك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم [إيّاه](١) وهو تأسيس الكعبة فقوي بهذا المنام قلبي) (٢) واجتهدت اجتهاداً عظيماً و [كنت](٣) أقول عسى [أن](٤) (تبنى) (٥) بدراهم المؤمنين بأيّ حيلةٍ تكون ، (وأحاول) (٦) مع شريف مكّة (٧) حتّى (أُرضيه) (٨) بأن نبنيها ظاهراً باسم سلطان الروم وباطناً بمال أخي في الله (وسلطان) (٩) العارفين صدر الدِّين علي الملقّب ب (مسيح الزمان) (١٠) (أطال الله بقاءه وبلغه غاية ما يتمنّاه) (١١)

__________________

(١) إضافة يقتضيها السياق.

(٢) سقطت من (ق).

(٣) إضافة يقتضيها السياق.

(٤) إضافة يقتضيها السياق.

(٥) وردت في (ق) (تبني).

(٦) وردت في (ك) (وادجادل).

(٧) الشرافة منصب ديني وراثي يقوم بموجبه الشريف بالإشراف على الأماكن المقدّسة في مكّة والمدينة وكان آنذاك السيّد مسعود بن إدريس (١٠٣٩ ـ ١٠٤١ ه‍ / ١٦٢٩ ـ ١٦٣١ م) شريفاً على مكّة وفي عهده غمر السيل المسجد الحرام والكعبة المعظّمة وهلك عدد من الناس ، وقد عرف بكرمه وشجاعته وفراسته وحسن تدبيره ورعايته للعلم ، توفّي في الثامن عشر من ربيع الثاني من العام المذكور ودفن إزاء قبر خديجة الكبرى رضى الله عنه. ينظر : ابن شدقم ، تحفة الأزهار ، ج ١ ، ص ٥٣٤ ـ ٥٣٧ ؛ جارشلي ، أُمراء مكّة المكرّمة ، ص ١١١.

(٨) وردت في (ك) (أرضيته).

(٩) وردت في (ك) (سلطان).

(١٠) لم نعثر على ترجمته في المصادر ، والظاهر أنّه ذاته مسيح الله والد فتح الله مؤلِّف رسالة (أبنية الكعبة) وما جرى عليها من الهدم والبناء ، وقد عبَّر عنه المؤلِّف ب (مسيح الزمان) كما أشار الطهراني إلى ذلك. يُنظر : طبقات أعلام الشيعة ، ج ٥ ، ص ٤٣١.

(١١) سقطت من (ك).

٤٠