معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ١

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ١

المؤلف:

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي


المحقق: مصطفى السقا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٥٢

الكلاب ، وهو نقا قريب من النّباج ، وانظره فى رسم المرّوت.

إرمام بكسر أوّله وبميمين ، كأنّه مصدر أرمّ إرماما : موضع فى ديار طيّىء أو ما يليها ، قال زيد الخيل لمّا حضرته الوفاة بفردة ، وهى ماء من مياه جرم :

أمطّلع صحبى المشارق غدوة

وأترك فى بيت (١) بفردة منجد

سقى الله ما بين القفيل فطابة

فبرقة (٢) إرمام فما حول منشد

هنالك لو أنّى مرضت لعادنى

عوائد من لم يشف منهنّ يجهد

وقال جرير :

ولقد ذكرتك والمطىّ خواضع

مثل الحفون ببرقتى إرمام

وقال النّمر بن تولب :

فبرقة إرمام فجنبا متالع

فوادى المياه فالبدىّ (٣) فأنجل

والبدىّ وأنجل : واديان. قال لبيد :

لاقى البدىّ الكلاب فاعتلجا

سيل أتيّيهما (٤) لمن غلبا

والكلاب : واد أيضا. وقال يعقوب : إرمام : واد لبنى أسد. وانظره فى رسم مأسل ، وفى رسم سميراء. ويدلّك على أنه بإزاء صارة قول الراعى :

جواعل إرماما يمينا وصارة

شمالا وقطّعن الوهاد الدّوافعا

إرمينية بكسر أوّله وإسكان ثانيه ، بعده ميم مكسورة وياء ، ثم نون مكسورة : بلد معروف ، يضمّ كورا كثيرة ، سمّيت بكون (٥) الأمن فيها ،

__________________

(١) فى ج : «بيتى».

(٢) فى ج : «فرحبة».

(٣) فى ج : «بالبدى».

(٤) كذا فى ق. وفى ج : «أتيهما» وفى س : «أتييها» وهما تحريف.

(٥) كذا فى س ، ق ، ز. وفى ج : «بكور» تحريف.

١٤١

وهى أمّه كالروم وغيرها. وقيل سمّيت بأرمون بن لمطى (١) بن يومن (٢) ابن يافث بن نوح.

إرنايا بكسر أوّله وإسكان ثانيه ، وبالنون والياء أخت الواو : موضع ، قال الأخطل :

وقد وجدتنا أمّ بشر لقومها

برحبة إرنايا خليلا مصافيا

أرنم بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وبالنون المضمومة ، على مثال أفعل : جبل بقرب ذات الجيش ، وهو على ثمانية أميال من المدينة ، قال كثيّر :

تأمّلت من آياتها بعد أهلها

بأطراف أعظام فأذناب أرنم

أعظام : جبال معروفة ، وهى من صدر (٣) ذات الجيش (٤).

ذو أروان بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، بعده واو ، على وزن فعلان ، ويقال : بئر أروان ، وهى مذكورة فى رسم ذوران ، من حرف الذال ، فانظره هنالك.

أروم بفتح أوّله على مثال فعول ، وإرام ، بكسر أوّله على مثال فعال : موضعان متقاربان بنجد ، قال أبو دواد :

أقفرت من سروب قومى تعار

فأروم فشابة فالسّتار

وأروم منهما : جبل ، وهما مذكوران فى رسم الرّبذة. وأروم فى رسم تعار ورسم النير. قال السّكونى : هما جبلان فى قبلة الرّبذة.

أروم بفتح أوّله وضمّ ثانيه : موضع تلقاء الجفار بنجد ، مذكور فى رسم النير.

__________________

(١) كذا فى س ، ق ، ز ، وفى ج : «لنطى» بالنون.

(٢) فى ق : «برمن» ، وفى ج : «يونان». وعبارة ياقوت : «سميت إرمينية بأرمينيا بن لنطى بن أومر بن يافث بن نوح».

(٣) كذا فى س ، ق ، ز. وفى ج : «مدر» تحريف.

(٤) فى س : «العيش» تحريف.

١٤٢

أرونى بفتح أوّله ، وبالواو والنون ، على وزن أوتكى وأجفلى : موضع فى ديار بنى مرّة ، قال الحارث بن ظالم لمّا سجنه الملك :

وددت بأطراف البنان لو انّنى

بذى أرونى ترمى ورائى الثعالب

الثعالب : من بنى قتّال بن مرّة ، وكانوا رماة.

أرياب بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، بعده الياء أخت الواو ، والألف والباء المعجمة بواحدة : بلد باليمن ، وفيه كان منزل سلامة ذى فائش ، الذي مدحه الأعشى فقال :

رأيت سلامة ذا فائش

إذا زاره الضيف حيّا وبشّ

بأرياب بيت له للضيوف

أصيل العماد رفيع العرش

وقال حسّان :

وقد كان فى أرياب عزّ ومنعة

وقيل بسيط كفّه وأنامله

(١) وأرياب : ما بين بعدان وإرم من ظاهر السّحول (٢).

أريح قرية بالشام ، وهى أريحاء ، سمّيت بأريحاء بن لملك بن أرفخشد بن سام بن نوح ، قال صخر الغىّ ، وذكر سيفا :

فليت (٣) عنه سيوف أريح حتّى با بكفّى ولم أكد أجد أراد : باء ، فقصر للضرورة. وروى السّكّرىّ : «إذ با بكفّي». وربّما قالوا : أريحاء ، فإذا نسبوا قالوا : أريحىّ لا غير ، وانظره فى رسم حاء.

أريحاء [اقرأ أريح].

بئر أريس بفتح أوّله وكسر ثانيه ، بعده ياء وسين مهملة : بئر بالمدينة

__________________

(١) هذه العبارة ساقطة من ج.

(٢) هذه العبارة ساقطة من ج.

(٣) فى اللسان : «فلوت».

١٤٣

معروفة. روى عبد الله وغيره عن نافع عن ابن عمر ، قال : لبس خاتم النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، حتى وقع من (١) عثمان فى بئر أريس ، فلم يقدر عليه.

الأريض بفتح أوّله وكسر ثانيه ، وبالياء أخت الواو ، والضاد المعجمة : ماء مذكور فى رسم ضريّة.

خشب الأريط بفتح أوّله وبالطاء المهملة : موضع بين ديار بنى ربيعة والشام ، مذكور فى رسم ذى خشب ، فانظره هنالك (٢)

أريك بفتح أوّله وكسر ثانيه وبالكاف ، على وزن فعيل : موضع فى ديار غنىّ (٣) بن يعصر ، قال الذّبيانى :

عفا ذو حسا من فرتنى فالفوارع

فجنبا أريك فالتّلاع الدّوافع

وذو حسا : موضع فى بلاد بنى مرّة. ويروى. «عفا حسم». وقال عبيدة : أريك فى بلاد ذبيان. قال : وهما أريكان : أريك الأسود ، وأريك الأبيض ؛ والأريك : الجبل الصغير ؛ قال. وبشطّ أريك قتل الأسود بنى ذبيان وبنى دودان ، وسبى نساءهم قال الأعشى فى مدحه (٤) الأسود :

وشيوخ صرعى بشطّ أريك ونساء كأنّهنّ السّعالي وهو مذكور فى رسم حسا أيضا ، ويدلّك على أن أريكا جبل مشرف ، قول جابر بن حنىّ يصف ناقة :

تصعّد فى بطحاء عرق كأنّما (٥)

ترقّى إلى أعلى أريك بسلم

__________________

(١) فى ج : بزيادة «يد» بعد «من».

(٢) فى ق ، ز : «هناك».

(٣) فى ج : «بنى غنى».

(٤) فى ق ، ز : «مدح»

(٥) فى ج. «كأنها».

١٤٤

وقال الأخفش : إنّما سمّى أريكا لأنّه جبل كثير الأراك.

الأريمان بفتح أوّله ، وبالياء أخت الواو ، تثنية أريم : موضع ، قال الطّرمّاح :

فياليت شعرى هل بصحراء دارة

إلى واردات الأريمين ربوع

هكذا وقع فى شعر الطّرمّاح ، باتّفاق من (١) الروايات ، وأنا أظنّه الأرنمين «بالنون» ، تثنية أرنم المتقدّم الذكر ، فإن ذلك غير مرتاب به ، ولا ممترى فى صحّته ؛ ولم أر الأريمين «بالياء» إلّا فى شعر الطّرمّاح.

أريمة مضموم الأول مفتوح الثانى ، بالياء أخت الواو ، على لفظ التصغير : منازل بنى عمرو بن الحارث الهذليين. وقد ذكرته بشواهده فى رسم اللهيماء.

أرينبات بضمّ أوّله وفتح ثانيه ، بعده ياء معجمة باثنتين من تحتها ، ونون ، وباء معجمة بواحدة ، على لفظ جمع أرينبة مصغرة : مياه لغنىّ بظهر (٢) جبلة ، وجبلة : جبل ضخم قد حددته فى موضعه ، قال عنترة :

وقفت وصحبتى بأرينبات (٣)

على أقتاد عوج كالسّمام (٤)

__________________

(١) سقطت لفظة «من» من ج.

(٢) فى ج : «بظاهر».

(٣) فى هامش س عن نسخة أخرى : «بعريتنات».

(٤) تنبيه : اعتاد المؤلف أن ينبه فى كل باب على الأسماء الأعجمية الواردة فيه ؛ وقد فيه فى أثناء هذا الباب على ست كلمات بأنها أعجمية ، وهى : أران ، والأردن ، وأرسناس ، وأرغيان ، وإرمينية ، وبئر أريس ؛ وقد اختلفت مواضعها فى ترتيبنا هذا للمعجم ، عن مواضعها فى ترتيب المؤلف ؛ فلذلك أسقطنا من هذا الباب عبارتى : «ومن الأسماء الأعجمية» و «رجع إلى العربية» ، اقتداء بما فعلت ج ، واكتفاء بمثل هذه الإشارة عند اللزوم.

١٤٥

الهمزة والزاى

ذات الإزاء ممدود على مثال فعال ، كإزاء الحوض : موضع فى ديار بنى سعد ، قال المخبّل :

تحمّلن من ذات الإزاء كما انبرى

ببزّ التّجار من أوال سفائن

الأزاغب بالغين المعجمة والباء المعجمة بواحدة ، كأنّه جمع أزغب ، وهو موضع فى ديار بنى تغلب ، قال الأخطل :

أتانى وأهلى بالأزاغب أنّه

تتابع من آل الصّريح ثمانى

الصّريح : فرس كان ليزيد بن معاوية.

وادى الأزرق بالراء المهملة بعد الزاى ، ثم قاف ، أفعل من الزّرقة ، وهو خلف أمج ، إلى مكة بميل. ومن (١) حديث ابن عبّاس : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على (٢) واد فقال : أىّ واد هذا؟ فقالوا : وادى الأزرق. فقال : كأنّى أنظر إلى موسى وهو هابط فى (٣) هذه الثنيّه ، له جؤار بالتّلبية. ثم أتى على ثنيّة ، فقال : أى ثنيّة هذه؟ قالوا ثنيّة هرشى ، فقال : كأنّى أنظر إلى يونس بن متّى على ناقة حمراء جعدة ، خطامها خلبة (٤) ، وهو يلبّى على هذه الثنيّة». وقد يجمع فيقال : الأزارق ، قال الراجز :

قلت لسعد وهو بالأزارق

عليك بالمحض وبالمشارق (٥)

واللهو عند بادن غرانق

__________________

(١) كذا بالواو فى ز ، وبدونها فى جميع الأصول.

(٢) فى ج : «إلى».

(٣) كذا فى ز ، وفى سائر الأصول «إلى».

(٤) خلبة : ليف.

(٥) جمع مشرقة ، بفتح الميم ، وتثليث الراء : موضع القعود ـ

١٤٦

المشارق : جمع مشرقة ، والغرانق الشّابّة.

إزميم بكسر أوّله ، على وزن إفعيل : موضع ذكره ابن دريد ولم يحدّده.

الهمزة والسين

الأساود جمع أسود : ظراب مذكورة فى رسم الصّلعاء ، فانظرها هناك.

أسبط بضمّ أوّله ، وإسكان ثانيه ، وبالباء المعجمة بواحدة (١) ، وبالطاء المهملة ، على وزن أفعل ، مثل أبلم ، وهو خوص المل. وأسبط : جبل قد ذكرته وحدّدته فى رسم عصوصر.

إسبيل بكسر أوّله ، وإسكان ثانيه ، وكسر الباء المعجمة بواحدة ، على وزن إفعيل ، نحو إكليل ، وهو بلد باليمن. قال الأصمعى : أنشدنى خلف الأحمر لبعض اليمانيّين :

لا أرض إلّا إسبيل

وكلّ أرض تضليل

وقال أبو عبيدة : إسبيل : جبل باليمن ؛ وأنشد للنّمر بن تولب :

ولو أنّ من حتفه ناجيا

لكان هو الصّدع الأعصما

بإسبيل ألقت به أمّه

على رأس ذى حبك أيهما (٢)

إستارة بكسر أوّله ، وبالراء المهملة : اسم طريق من المدينة إلى الفرع ، مذكور فى رسم نقم ، فانظرها هناك.

إستارة بكسر أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده تاء معجمة باثنتين من فوقها ، وراء

__________________

ـ فى الشمس. وقد فسر ابن الأعرابى البيت بقوله : أى عليك بالشمس فى الشتاء ، فانعم بها ولذ. وقال ابن سيده : إن المشارق هنا جمع لحم مشرق ، وهو هذا المشرور عند الشمس ؛ يقوى ذلك قوله : بالمحض ، لأنهما مطعومان. يقول : كل اللحم ، واشرب اللبن المحض (لسان العرب).

(١) فى ج «وبالياء الموحدة المضمومة».

(٢) فى ج ، ق : «أيهما» بالباء الموحدة ، والصواب ما أثبتناه ، كما فى تاج العروس.

١٤٧

مهملة. وهى قرية من عمل الفرع ، قد تقدم ذكرها فى رسم الفرع ورسم السّتار (١).

الأسحاء بفتح أوّله ، وبالحاء المهملة ، ممدود ، على وزن أفعال. هكذا ذكره السّكونى ، ولست منه على يقين. وإليه تنسب عين الأسحاء ، وهى على مرحلة من المدينة وأنت تريد تيماء. وانظرها فى رسم تيماء.

الإسحمان بكسر أوّله وإسكان ثانيه ، وكسر الحاء المهملة ، على وزن إفعلان (٢) من السّحمة. وهو (٣) جبل قد ذكرته وحدّدته فى رسم المجزّل. هكذا ذكره سيبويه فى الأمثلة مع إمّدان ، وهو موضع أيضا. فأمّا الإمدّان فى شعر زيد الخيل ، فهو الماء [الملح](٤) والنّزّ على وجه الأرض ، قال زيد الخيل :

فأصبحن قد أقهين عنّى كما أبت

حياض الإمدّان الظماء القوامح (٥)

وقال كراع : أسحمان بفتح أوّله ، وفتح الحاء : جبل ، قال : ولامثال له إلّا يوم أرونان ، أى كثير الجلبة ، من الرّون وهو الجلبة ، وأخطبان طائر ، وعجين أنبخان غيره : أى فاسد حامض منتفخ. وقال غيره : يوم أرونان ، أى شديد. وقال سيبويه : وممّا جاء على أفعلان : عجين أنبخان ، ويوم أرونان ، (٦) ولا نعلم غير هذين (٧). وقد تقدّم ذلك فى رسم إمدّان.

__________________

(١) اتفقت س ، ق ، ز على شرح كلمة «إستارة» فى موضعين مختلفين ، مع اتفاق عبارتيها أولا وثانيا ، كما أثبتناهما فى صلب الكتاب. والذي يظهر لنا أن المؤلف كتب العبارة الثانية فى المسودة ليكتفى بها عن الأولى ، ولكنه لم يرمجها بالقلم ؛ أو أنه نوى أن يجمع بين الموضعين فى التبييض ، ولكنه لم يفعل. وبهذا يتضح لنا ما نراه من تكراره ذكر مكان ما فى مواضع مختلفة ، مع اتفاق العبارة حينا ، واختلافها حينا آخر. أما ج فلم تذكر الكلمة إلا مرة واحدة ، وعبارتها ملفقة من مجموع النصين ، كما يظهر بأدنى تأمل.

(٢) سقطت هذه العبارة من ق ، ز.

(٣) زيادة عن تاج العروس تستقم بها العبارة.

(٤) نسبه فى تاج العروس إلى زيد أو أبى الطمحان يذكر نساء ؛ وفيه «الهجان» بدل «الظماء» ؛ و «أتت» بدل «أبت» ؛ وهذه محرفة.

(٥) سقطت هذه العبارة من ج ، س.

١٤٨

أسقف بفتح أوّله وإسكان ثانية وضمّ القاف. قال كراع : أفعل من أبنية الجموع ، لم يأت واحدا إلّا فى أسماء مواضع شاذّة ، وهى أسقف ، وأذرح ، وأضرع. وقول كراع هذا حجّة لمن أنكر الفتح فى أسنمة.

وأسقف : بلد قبل رحرحان ، قال عنترة :

فإن يك عزّ فى ذؤابة غالب

فإنّ لنا برحرحان وأسقف

كتائب تردى (١) فوق كل كتيبة

لواء كظلّ الطائر المتصرّف

وقال الحطيئة ، واسمه جرول :

أرسم ديار من هنيدة تعرف

بأسقف من عرفانها العين تذرف

وقد روى هذا الاسم بفتح القاف وضمّها فى شعر الشّمّاخ ، وهو قوله :

بأسقف تسديها (٢) الصّبا وتنيرها

ولم أره بفتح القاف إلّا هنا. وانظره فى رسم المسهّر ، فهناك ما يدلّ أنّه متّصل بخاخ.

الأسمق بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده ميم مفتوحة ، وقاف : جبل مذكور فى رسم ضريّة.

أسن بضمّ أوّله وثانيه ، بعده نون ، على وزن فعل ، جبل فى ديار بنى جعدة بنجران ، وهو مذكور مع ما يتّصل به فى رسم الكور ، فانظره هناك. وقال أبو حاتم عن الأصمعىّ : أسن : بلد باليمن ، وأنشد لابن مقبل :

زارتك دهماء وهنا بعد ما هجعت

عنك العيون ببطن القاع من أسن

أسنمة بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، وضمّ النون وكسرها معا ، كأنّه جمع

__________________

(١) فى ديوان عنترة : «شهبا» بدل : «تردى».

(٢) كذا فى ق والديوان ، وهو الصحيح. وفى ج : «تسويها الصبا وتثيرها» وفى ز : «تسريها الصبا وتنيرها». وفى س : «تسديها الصبا وتثيرها». وكله تحريف.

١٤٩

سنام من الرمل ؛ هكذا قال الخليل ؛ وأسنمة : اسم رملة (١) قريب من فلج ؛ قال (٢) زهير بن أبى سلمي (٣) :

وعرّسوا ساعة فى كثب أسنمة

ومنهم بالقسوميّات معترك

ثمّ استمرّوا وقالوا إنّ موعدكم

ماء بشرقىّ سلمى فيد أو ركك

قال أبو سعيد (٤) : القسوميات : عادلة عن طريق فلج ذات اليمين ، وهى ثمد فيها ركايا كثيرة ، تملأ فتشرب مشاشتها الماء ثم تردّه. وركّ : ماء حيث ذكر ، احتجاج فأظهر الإدغام. وقال كثيّر ، فأظهر أيضا :

وقد جاوزن (٥) هضب قتائدات

وعنّ لهنّ من ركك شروج (٦)

وقال عمارة بن عقيل : هى أسنمة ، بضمّ الهمزة والنون ، قال : وهى أسفل الدّهناء ، على طريق فلج وأنت مصعد إلى مكّة ، وهو نقا محدّد طويل ، كأنّه سنام. وأنكر سيبويه أن يكون فى الأسماء ولا فى الصفات مثل أفعل بفتح الهمزة وضمّ العين ، إلّا أن يكسّر عليه الواحد. قال محمّد بن الحسن الزّبيدى : قد جاء أفعل للواحد ، قالوا أسنمة وأذرح ، لموضعين. فإن قال قائل : أذرح جمع لا يعرف واحده ، سمّى به المكان ، فذلك غير ممكن له فى أسنمة ، لأنّ أفعلة بالهاء لم تأت جمعا لشىء البتّة. قال : وقد حكى أصبع وأبلمة ، على مثال وزن أسنمة ؛ وإنّما هى عند سيبويه أبلمة ، بضمّ الهمزة واللام ، وكذلك أصبع.

__________________

(١) فى ج وحدها : «رمل».

(٢) كذا فى ج ، س : «قال» بدون واو قبلها.

(٣) سقطت عبارة «ابن أبى سلمى» من ق ، ز.

(٤) فى ج : «سعد».

(٥) كذا فى ق ، ج. وفى س ، ز : «جاورن».

(٦) كذا فى ق ، ج. والشرج : متسع الوادى. وفى س : «شروح» ، ولعله تحريف.

١٥٠

ع (١) : وعلى مذهبه يجيء قول عمارة بن عقيل ، وقد اختاره غير واحد من اللّغويّين فى أسنمة وأفاعية ، أعنى ضمّ أوّلهما ، وهو قول الأصمعىّ ؛ روى ابن الأنبارى ، عن أبى حاتم ، عنه قال : يقال لجبل بقرب طخفة أسنمة ، بضمّ الهمزة والنون. وكذلك ذكره أبو محمّد.

الأسواف بفتح أوّله ، وبالواو والفاء ، على وزن أفعال : موضع بالمدينة معروف ، وهو من حرم المدينة. روى مالك عن رجل قال : دخل على زيد ابن ثابت وأنا بالأسواف ، فرآنى قد اصطدت نهسا ، فأخذه زيد من يدى ، فأرسله. وسمّى غير مالك هذا الرجل ، وهو (٢) شرحبيل ، قال : دخل زيد بن ثابت الأسواف ، فرآنى قد اصطدت نهسا ، فقال لى : أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّم ما بين لابتى المدينة. وروى الحربىّ قال : قال إسحاق ابن عبد الملك : عاتكة التى يعنى الأحوص بقوله :

يا بيت عاتكة الّذى أتعزّل

حذر العدا وبه الفؤاد موكّل

ليست بنت يزيد ، ولكنّه قابل بين قرنى بئر الأسواف ، فكنى عنه بعاتكة.

أسود البرم البرم : جمع برمة ، وهو جبل أيضا ، مذكور فى رسم الرّبذة ، تقطع فيه حجارة البرم (٣) ، فلذلك أضيف إليها.

أسود العين جبل مذكور محلّى فى رسم ضريّة. قال الشاعر :

إذا ما فقدتم أسود العين كنتم

كراما وأنتم ما أقام ألائم

يعنى أنهم ألائم. لا ينتقلون عن اللّؤم إلى الكرم أبدا. لأنّهم لا يفقدون هذا الجبل أبدا.

__________________

(١) رمز لاسم المؤلف

(٢) سقطت «وهو» من ج وحدها.

(٣) كذا فى ز وحدها ، وهو المناسب لما بعده ، وفى بقية النسخ : «البرام».

١٥١

أسودة بفتح أوّله ، وكسر الواو ، كأنّه جمع سواد ، وهى بئر بالبادية ، قد تقدّم ذكرها فى رسم أخرجة.

أسّىّ بضم أوّله ، وكسر ثانيه وتشديده ، بعده ياء مشددة : بلد باليمن ، به حمّة تعرف بحمّة سليمان. قال الهمدانى : وهى أكمة سوداء يخترقها (١) جرف (٢) عميق ، إذا دخله الإنسان نتح عرقا. وتقول العامّة إن الإنسان إذا. دخله وصاح : قد جاء سليمان فأوقد له نارا (٣) ، لا يلبث أن تزداد حرارته. قال : ويدخله الإنسان على سبيل التّبرّك والتشفّى من الأوصاب. هكذا تكرّر فى كتاب الهمدانى مضبوطا فى نسخة معاناة (٤) : أسّىّ.

وهناك وادى أشىّ ، بالشين المعجمة ، صحيح ، يذكر فى موضعه إثر هذا إن شاء الله.

أسيس بضمّ أوّله وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها ، بعدها سين مهملة ، على لفظ تصغير أسّ : موضع بالشام ، قال عدىّ بن الرقاع :

قد حبانى الوليد يوم أسيس

بعشار فيها غنى وبهاء

أسيل جبل من جبال ناعط ، فى بلاد همدان من اليمن. بضمّ أوّله ، وفتح ثانيه ، على لفظ التصغير.

ذات الأسيل عين مذكورة فى رسم الأشعر. بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، على وزن فعيل.

__________________

(١) فى ج : «يجترفها».

(٢) كذا فى س ، ج. وفى ز ، ق : «جوف» وهو تحريف.

(٣) كذا فى س ، ج. وفى ق ، ز : فأوقدوا» مع حذف «له نارا».

(٤) كذا فى ق ، ز ، ج. والمعاناة : المضبوطة المصححة بدقة. وفى س : «معناه».

ولم نجد عبارة الهمدانى فى صفة جزيرة العرب كما ساقها المؤلف.

١٥٢

الهمزة والشين

الأشافىّ بفتح أوّله ، وبالفاء والياء المشددة ، على وزن أفاعيل : هو واد فى ديار بنى شيبان. وقد تقدّم ذكره بأتمّ من هذا فى رسم الأمرار.

الأشاقيص بفتح أوّله ، وبالقاف والصاد المهملة ، على وزن أفاعيل : موضع قد ذكرته وحدّدته فى رسم بسيطة ، وفى رسم البدىّ ، فانظره هناك.

أشاهم (١) بضم أوله وكسر الهاء : بلد ؛ قال ابن أحمر :

إلى ظعن ظلّت (٢) بجو أشاهم

فلما مضى حدّ النهار وقصّرا

غدير الأشطاط بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، بعده طاء مهملة ، وألف وطاء أخرى : على وزن أفعال ، تلقاء الحديبية ، وهو المذكور فى حديث الحديبية ، من رواية الزهرىّ ، عن عروة ، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم. وقوله فيه : حتّى إذا كان بغدير الأشطاط لقيه عينه (٣) الخزاعىّ ؛ وهو بسر ابن سفيان بن عمرو بن عويمر الخزاعىّ.

الأشعب بفتح أوله ، وبالعين المهملة مفتوحة ومضمومة ، والباء المعجمة بواحدة : قرية باليمامة. هكذا ضبطه أبو على إسماعيل بن القاسم ، عن ابن عرفة (٤) وأنشد (٥) للنّابغة الجعدىّ :

__________________

(١) سقط رسم : «أشاهم» من ج. وقال فى تاج العروس : ويقال هو أشاهن بالنون.

(٢) كذا فى ق. وفى س : «حلت».

(٣) كذا فى ز ، ج. وفى ق : عينة وفى س «عينة». وهما تحريف ، لأن رسول الله كان بعثه جاسوسا على أعدائه (انظر أمر الحديبية فى المواهب اللدنية).

(٤) فى س : «ابن أبى عروبة» وهو تحريف.

(٥) فى ج ، س : «قال النابغة الجعدى».

١٥٣

فليت رسولا له حاجة

إلى الفلج العود فالأشعب

والأشغب (١) أيضا والفلج : بنجد. والعود : القديم.

الأشعر على وزن أفعل ، من كثرة الشعر ، وهو أحد جبلى جهينة ؛ سمّى بذلك لكثرة شجره والثانى هو الأجرد ، وقد تقدّم ذكره فى حرف الهمزة والجيم ، سمّى بذلك لانجراده ؛ ويقال له الأقرع أيضا. والأشعر يمان وراء المدينة ، ينزله قوم من مزينة. والأجرد شآم. وقال أبو حنيفة : يقال لجماعة الشجر شعار ، لا واحد لها ، وللأرض إذا كثر بها الشجر : شعراء. والأشعر : جبل بالحجاز كثير الشجر. وجبل آخر يقال له شعران. قال : وسمّيت بذلك كلها (٢) لكثرة شجرها ، واشتقاق ذلك من الشّعر.

ع : وشعران سأذكره وأحدّده فى حرف الشين (٣) إن شاء الله تعالى (٤).

روى عبد الله بن سلمان الأغرّ (٥) ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا وقعت الفتن فعليكم بجبلى جهينة. وبحذاء الأشعر من شقّه اليمانى وادى الرّوحاء ، ومن شقّه الشامى بواطان : الغورىّ والجلسىّ ، وهما جبلان متفرّقا الرأسين ، أصلهما واحد ، وبينهما ثنيّة سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة ذى العشيرة من ينبع ، فأهل بواط الجلسىّ بنو دينار موالى بنى كليب (٦) بن كثير ، وكان دينار

__________________

(١) فى ج : «الأشعب» بالعين المهملة.

(٢) هذه الكلمة ساقطة من ج وحدها.

(٣) كذا فى ق ، ز. وفى س ، ج : «حرفه»

(٤) الكلمة «تعالى» : ساقطة من ق ، ج.

(٥) فى ج : «الأعز».

(٦) كذا فى ز ، ق. وفى س ، ج : «كلب».

١٥٤

طبيبا لعبد الملك بن مروان ، وهم (١) إخوة الرّبعة من بنى (٢) جهينة. ومن أودية الأشعر حورتان : الشامية واليمانية ، وهما لبنى كليب بن كثير المذكورين ، وبنى عوف بن ذهل الجهنيّين أيضا. وبحورة اليمانية واد يقال له ذو الهدى ، سمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك أنّ شدّاد بن أميّة الذّهلى ، قدم عليه بعسل أهداه له ، فقال : من أين شرت هذا؟ فقال : من واد يقال له ذو الضلالة ، فقال : بل ذو الهدى. وبها (٣) المخاضة ، وهى بقاع كانت لقوم من جهينة ، ثم صارت لعبد الرحمن بن محمد بن غرير (٤) ، وهى التى يقول فيها ابن بشير الخارجىّ :

ألا أبلغا أهل المخاضة أنّنى

مقيم بزورا آخر الدهر معتمر

وكانت وعرة ، وبها غرض يستخرج منه الشّبّ ؛ والغرض : شقّ فى أعلى الجبل ، أو فى وسطه ، قال الشاعر :

يا كاس ما ثغب (٥) برأس ممنّع

نزل أضرّ غروضه شؤبوب

بألذّ منك شريعة وبشامه

نديان (٦) يقصر دونه (٧) اليعقوب

هكذا نقل السّكّونى ؛ والمعروف عند اللّغويّين ، أن الغرض بفتح الغين المعجمة ، وإسكان الراء المهملة : الشّعيبة فى الوادى ، والجمع غرضان.

__________________

(١) كذا فى ز ، ق. وفى ج ، س : «وأخوه».

(٢) هذه الكلمة زيادة ساقطة من س.

(٣) فى س : «ولها المحاضة». تحريف.

(٤) كذا فى ز. وفى ج : «غوير». وفى ق : «عزيز». وفى س : «عزير».

(٥) كذا فى س ، ق. وفى ج «نقب» وهو تحريف.

(٦) كذا فى ق ، ز والحيوان للجاحظ ؛ وفى س ، ج : «ثديان». وفى تاج العروس : «عال».

(٧) كذا فى ز ، ق ، وتاج العروس. وفى س ، ج : «دونها».

١٥٥

والعرض بفتح العين المهملة : صفح الجبل وناحيته. وكان عبد الملك قد اتّخذ فى خلافته بحورة الشامية منزلا يقال له ذو الحماط ، لأنّ موضعه كان شجيرا بالحماط. وبحورة الشامية هذه كان ينزل محمّد بن جعفر الطالبىّ ، فى بقاع بنى دينار ، أيّام كان يقاتل ابن المسيّب. والحورة : الشّعب فى الوادى. ومن أودية الحورة واد ينزع فى الفقارة ، سكّانه بنو عبد الله بن الحصين الأسلميّون والخارجيّون ، رهط الخارجىّ الشاعر ، وهم من عدوان ، تزعم جهينة أنهم حالفوهم فى الجاهلية. وبأسفل الحورة عين عبد الله بن الحسن ، التى تدعى سويقة ، ثم تنفذ بين السفح والمشاش. وبها ذات الشّصب. وبها المليحة. وبأسفل المليحة هضبة يقال لها الحياء (١) ، لكثرة نحلها ـ والجياء : موضع بيوت النحل ـ وهى بين شويلة وبين الحورة ، فيها نقب يقال له العويقل ، وفى العويقل يقول ابن أذينة :

ليت العويقل سدّته بجمّتها

ذات الجياء عليه ردم ماجوج (٢)

فيستريح ذوو الحاجات من غلظ

ويسلكوا السهل ممشى (٣) كلّ منتوج

فأجابه الخارجىّ :

خلّوا الطريق إليه إنّ زائره

والساكنين به الشّمّ الإباليج

ما زال منذ أزال الله موطئه

ومنذ أذّن أنّ البيت محجوج

يهدى له الوفد وفد الله مطربة

كأنها شطب بالقدّ (٤) منسوج

وكيف يوثقه سدّا وهم لهم

لبّيك لبّيك تكبير وتثجيج

__________________

(١) لعلها محرفة عن الحبيا ، وهى اسم موضع بالشام ، كما يفيده كلام المؤلف فى الحبيا.

(٢) كذا فى ز ، ق ، وفى س : «ياجوج».

(٣) فى ج : «يمشى» ، وهو تحريف.

(٤) كذا فى ق ، ج ، ز. وفى س : «القز».

١٥٦

المطربة : الطريق الضيّق فى الجبل ، لا يكون إلا به أو بالحرّة. ويلى حورة الشامية ، ينازعها من شقّها الشامى ، حراض ؛ وبها (١) بئر يقال لها بئر حراض ؛ ولعمران بن عبد الله بن مطيع بفرع حراض قصر. وهناك أيضا حريض ، وهو لبنى الرّبعة ، فيه ماء يسيح ، لا يفضى إلى شىء ينتفع به. وبلى حريضا ظلم ، وصدره لبنى الحارث ، بطن من مرّة من بنى الرّبعة. وبأسفل ظلم بئر يقال لها بئر عطيل المليحىّ ، ومليح : من الرّبعة. وبفرع ظلم الصّهوة ، صدقة عبد الله بن عبّاس على زمزم ، يفتل رقيقها الخزم من الصّهوة لزمزم ، ورقيقها متناسلون بها إلى اليوم. ويلى ظلما من شقّه الشامى مليحتان : مليحة الرّمث ، ومليحة الحريص ، لأنّ بها شعبا ضيّقا ، يحرص الإبل ، أى يقشّر جلودها ، يسد بخشبة. وهناك جبل سمار ، الذي يقول فيه الشاعر :

لئن ورد السّمار لنقتلنه

فلا وأبيك لا أرد السّمارا

وهناك أيضا عويسجة. وبين ظلم والمليحتين الدّحلان : دحل ودحل (٢). وعذمر ، وهو جبل عظيم ، بين مليحة وصعيد ظلم. وبطرف هذا الجبل الشامى ماء يقال له الوشل. وبطرفه الغربىّ ردهة عاصم. ثم يلى مليحتين بواطان المذكوران. ومن أودية الأشعر طاسى ، وهو يصبّ على الصّفراء ، وهى لبنى عبد الجبّار الكليبييّن (٣) ، وهم يزعمون أن لهم دعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فى أموالهم. ومن أوديته عباثر ، وهو لبنى عثم (٤) ، من جهينة ، وفيه يقول الخارجىّ :

__________________

(١) فى ج : «وبه».

(٢) سقطت كلمة «ودحل» من ج.

(٣) فى ج : «الكلبيين».

(٤) كذا فى ج ، ز. وفى س ، ق : «جشم» وهو تحريف ، لأن بنى عثم من جهينة ، وجشم اليمن ليست من جهينة (انظر تاج العروس فى جشم).

١٥٧

خليلىّ دلّانى (١) عباثر إنّها

يمرّ على قيس بن سعد طريقها

هدتنا لها مشبوبة يهتدى بها

يضيء ذرا ذات العظوم حريقها

يعنى قيس بن سعد بن زيد الأنصارى. وقد ذكرنا (٢) ذات العظوم. وفى عباثر طريق يفضى إلى ينبع ، ومن أودية الأشعر الغوريّة نملى ، وهى تصبّ على ينبع ، وبها بئران يقال لهما بئرا الصّريح ، واحدة لبنى زيد بن خالد الحراميين (٣) ، والأخرى للكليبيّين (٤). وبأسفل نملى عيون لحسين بن على بن حسين ، منها ذات الأسيل. وبأسفل نملى البلدة والبليد ، وبهما عينان لبنى عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاصى ، وقد ذكر كثيّر البليد وذكر ظعنا ، فقال فى ذلك :

فأتبعتهم عينىّ حتّى تلاحمت

عليها قنان من خفينن جون

وقد حال من حزم الحماتين دونهم

وأعرض من وادى البليد شجون

وفاتتك ظعن الحىّ لمّا تقاذفت

ظهور بها من ينبع وبطون

الأشقّ بفتح أوّله وثانيه وتشديد القاف ، على وزن أفعل : موضع تلقاء عالج. وقد ذكرته بشواهده فى رسم الدّحل ، فانظره هناك. وهو مذكور أيضا فى رسم ضرية.

أشقاب بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، وبالقاف ، بعدها باء معجمة بواحدة : موضع بين الجعرانة ومكّة ؛ قال قاسم بن ثابت : الأشقاب جمع شقب ، وهى

__________________

(١) فى ق : «دلابى».

(٢) فى س : «ما فى» بعد «ذكرنا».

(٣) فى ج : «الجذاميين» ، وهو تحريف.

(٤) فى ج : «للكلبيين» ، وهو تحريف.

١٥٨

مواضع دون الغيران ، تكون فى لهوب الجبال ولهوب الأودية ، يوكر (١) فيها الطير. ومن حديث مسعود بن خالد ، عن أبيه (٢) خالد بن عبد العزيز بن سلامة ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم نزل عليه بالجعرّانة ، فأجزره ، أى دفع إليه شاة فذبحها ؛ ثم بدت للنبىّ صلى الله عليه وسلم العمرة ، فأرسل خالدا إلى رجل من أصحابه يقال له مخرش بن عبد الله ، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم يومئذ خائف من دخول مكّة ، فسار به طريقا يعدله عمّا يخاف ، حتّى بلغوا أشقاب ، فقال : يا مخرش ، من هذا المكان إلى الكرّ وما والاه لخالد ، وما بقى من الوادى فهو لك يا مخرش. ثم إنه صلى الله عليه وسلم فحص فى الكرّ بيده ، فانبجس الماء ، فشرب ، ثم مضى حتّى قضى نسكه ، وأصبحوا عند خالد راجعين ، وأحلّه مخرش ، يعنى حلقه (٣).

الأشمذ بفتح أوّله ، وبالميم والذال المعجمة ، على وزن أفعل : جبل تلقاء خيبر قد ذكرته وحلّيته عند ذكر (٤) خيبر ، فانظره هناك. وهما أشمذان ، جبلان لأشجع ، وانظره فى رسم تيماء.

أشمس بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، وفتح الميم وضمّها معا ، بعدها سين مهملة ، على وزن أفعل وأفعل ، وهو جبل فى شقّ بلاد بنى عقيل ؛ قالت ليلى الأخيليّة :

ولم يملك الجرد الجياد يقودها

بسرّة بين الأشمسات فأيصر

__________________

(١) فى ج : «يكر».

(٢) فى ج ، س : «ومن حديث عبد الله بن مسعود ، عن أبيه ، عن خالد بن عبد العزى» ، بإقحام كلمة «عن» قبل «خالد».

(٣) كذا فى س ، ز وهو الصحيح : وفى ج ، ق «خلفه».

(٤) فى ج : «فى رسم».

١٥٩

جمعت فقالت الأشمسات ، أرادت الجبل وما يليه من البقاع. ومن رواه أشمس بضمّ الميم ، فقد يمكن أن يريد جمع شمس. وهو ماء معروف ، قد ذكرته فى موضعه من حرف الشين ، وانظره أشمس فى رسم الثّلماء.

الأشهبان تثنية أشهب : جبلان متقابلان بنجد ؛ قال حميد بن ثور :

صدور ودّان (١) فأعلى تنضب

فالأشهبين فجمال فالمجج

أشىّ بضم أوّله ، وفتح ثانيه ، وتشديد الياء أخت الواو ، على لفظ التصغير : واد أو جبل فى بلاد بنى (٢) العدويّة من بنى تميم. قال الرياشىّ : وأوطانهم ببطن الرّمة. وقال عمارة بن عقيل : أشىّ وادى البراجم. وقال عمر بن شبّة : أشىّ : بلد قريب من اليمامة ، وقال زياد بن حمل ، وهو المرّار العدوىّ (٣) ، وأتي اليمن ، فنزع إلى وطنه :

__________________

(١) فى ق : «غدير دوكان» وفى ج : «صدور دودان» وكلاهما محرف.

(٢) الكلمة ساقطة من ج.

(٣) البيتان المذكوران بعد من قصيدة طويلة ، ذكرها فى الحماسة : (٣ : ١٨٠) واختلف فى قائلها ؛ فقيل هو زياد بن حمل بن سعد بن عميرة بن حريث. وقيل زياد بن منقذ العدوى التميمى ؛ وقد ذكر القولين التبريزى فى شرح الحماسة ، والعينى فى شرح الشواهد الكبرى. وذكر ياقوت أنها لزياد بن منقذ أخى المرار العدوى التميمى ؛ واضطربت عبارة أبى عبيد البكرى هنا ، فنسبها لزيادة بن حمل ، وجعله هو المرار ، وليس بصحيح ، وإنما الصحيح ما قاله ياقوت. وقال الرضى فى شرح شواهد الشافية إنها لزياد بن منقذ ، وإنه كان قد نزل بصنعاء اليمن فاجتواها ، ولم توافقه ، فذمها فى هذه القصيدة ، ومدح بلاده وأهله ، وذكر اشتياقه إلى قومه ووطنه ببطن الرمة من بلاد بنى تميم. وفى هذه القصيدة يقول :

يا ليت شعرى متى أغدو تعارضنى

جرداء سابحة أو سابح قدم

نحو الأميلح من سمنان مبتكرا

بفتية فيهم المرار والحكم

تمنى أن يكون فى بلاده راكا إلى الأميلح مع اخويه المرار والحكم ومع أصحابه. فليس هو المرار إذن كما قال المؤلف.

١٦٠