معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٣

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٣

المؤلف:

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي


المحقق: مصطفى السقا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٣
الصفحات: ٤٠٠

١

٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

كتاب حرف السين

السين والهمزة

السّؤبان (١) بضم أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده باء معجمة بواحدة ، على وزن فعلان : واد فى ديار بنى تميم ، قد (٢) تقدم ذكره فى رسم البطاح ، وفى رسم الجريب. ويوم من أيّام حروب بنى عامر وبنى تميم يسمّى يوم السّؤبان. وفى ذلك اليوم (٣) سمّى عامر بن مالك ملاعب الأسنّة ، وفيه فرّ طفيل ؛ قال أوس بن حجر :

فودّ (٤) أبو ليلى طفيل بن مالك

بمنعرج السّؤبان لو يتقصّع

يلاعب أطراف الأسنّة عامر

وصار له حظّ الكتيبة أجمع (٥)

__________________

(١) ذكر البكرى «السؤبان» هنا فى فصل السين مع الهمزة. وكذلك جاء مهموزا فى ديوان أوس بن حجر المطبوع فى فينا سنة ١٨٩٢ ، وفى شرح النقائض لأبى عبيدة ، المطبوع فى ليدن ص ٩٣٣ ، وجاء فى اللسان والتاج ومعجم البلدان ومعلقة زهير ، بسين بعدها واو ساكنة. وأقول : لعل الهمز هو الأصل ، ولكن التخفيف أشهر. على أن النسخة ق المخطوطة التى بأيدينا ، ترسمه بالواو بدون همز حيث وقع. ويقال فى اللغة : «إنه لسؤبان مال» أى حسن الرعية والحفظ له ، والقيام عليه ، هكذا حكاه ابن جنى. قال : وهو فعلان من السأب ، الذي هو الزق ، لأن الزق إنما وضع لحفظ ما فيه. قلت : ولعل المكان سمى السؤبان لأن المال الذي يرعى فيه يحفظ ويصلح عليه.

(٢) فى ج : وقد.

(٣) اليوم : ساقطة من ج.

(٤) فى ج والديوان : فرد ، وهو خطأ بشهادة «لو» فى البيت.

(٥) جاء هذا الشطر فى ج هكذا : «وسار له خط الكثيب أجمع» ، وهو خطأ. وفى ـ

٣

ثم قال :

كأنّهم بين الشّميط وصارة

وجرثم والسّؤبان خشب مصرّع

قال ابن دريد : ويروى بمنعرج السّلّان. وقوله «يتقصّع» : أى يدخل القاصعاء.

وقال آخر فى ملاعب الأسنّة :

فررت وأسلمت ابن عمّك عامرا

ملاعب أطراف الوشيج المزعزع (١)

السين والألف

سائر على لفظ فاعل من سار يسير : جبل قد تقدّم (٢) ذكره فى رسم مثعر ، وسيأتى فى رسم وجرة ، وهو متّصل بكتانة التى بنجد ، قال ابن هرمة :

عفا سائر منها فهضب كتانة

فدر فأعلى عاقل فالمخمّر (٣)

السّائفة بالفاء ، على بناء فاعلة والهمزة بإزاء العين : رملة بالبادية معروفة ـ.

سابل بكسر الباء : موضع بالشام ، قد تقدّم ذكره فى رسم الجولان. فانظره (٤)

__________________

ـ الديوان : «وسارله خط الكتيبة أجمع» ، وفيه خطأ فى «سار» وفى «خط».

ويؤيد رواية الأصل عندنا رواية البيت فى خزانة الأدب الكبرى للبغدادى (ج ١ ص ٣٣٨) ، وهى :

يلاعب أطراف الأسنة عامر

وراح له حظ الكتيبة أجمع

(١) الوشيج : شجر الرماح. وقيل هو ما نبت من القنا والقصب معترضا أو ملتفا داخلا بعضه فى بعض. واحدته : وشيجة ، وهى عرق الشجرة. والمزعزع : المحرك.

(٢) سيأتى ذكر مثعر فى كتاب الميم.

(٣) كذا فى الأصل هنا ، وهو الصواب ، لأن المخمر واد فى حمى ضرية ، وكذا ما ذكر معه من الأماكن. وفى ج هنا وفى رسم كتانة ، وفى ق فى المحسر : «فالمحسر» ، وهو تحريف ، لأن المحسر واد بمزدلفة ، وهو بعيد جدا عن ضرية والأماكن المذكورة فى البيت.

(٤) فى ج : هناك ، بعد : فانظره.

٤

سابور : من بلاد فارس ، وهى التى لقى فيها عمر بن عبيد الله بن معمر قطرىّ بن الفجاءة الخارجىّ ، [فقتل هناك عبيد الله بن عمر] ، فقاتل أبوه قتال موتور (١).

ساتيدما بكسر التاء ، بعدها ياء ، ودال مهملة : هو جبل (٢) متّصل من بحر الروم إلى بحر الهند وليس يأتى يوم من الدهر إلّا سفك عليه دم ، فسمّى ساتيدما. وكان قيصر قد غزا كسرى ، وأتى بلاده على غرّة ، فاحتال له حتّى انصرف عنه ، واتبعه كسرى فى جنوده ، فأدركه بساتيدما ، فانهزموا مرعوبين من غير قتال ، فقتلهم قتل الكلاب ، ونجا قيصر ولم يكد ؛ قال الشاعر (٣) ، وأنشده النحويّون :

لمّا رأت ساتيدما استعبرت

لله درّ اليوم من لامها

فى شعر أبى النجم ، ساتيدما : قصر من قصور السواد. قال أبو النجم يذكر سكر خالد القسرىّ لدجلة :

فلم يجئها المدّ حتّى أحكما سكرا (٤) لها أعظم من ساتيدما

__________________

(١) فى ج : «فقتل هناك عبيد الله بن معمر ، فقاتل ابنه قتال موتور. وعبيد الله بن معمر جد عبيد الله بن عمر ـ وفى العبارة خطأ من وجهين ، الأول أن الذي قتل هو عبيد الله بن عمر ، لا ابن معمر ، والثانى أن الذي قاتل قتال الموتور هو أبوه عمر بن عبيد الله. والخبر مفصل فى كتاب الكامل للمبرد ، فى أخبار الخوارج ، ولم ترد فى ق عبارة : «فقتل هناك عبيد الله بن معمر».

(٢) وقيل : هو نهر بقرب أرزن. والصواب أنه جبل ممتد ، ونهر أيضا. ولفظه أعجمى ، وقد تلعب به الشعراء ، على حسب ما يعرض لهم من الضرورة ، فحذفوا الميم أحيانا ، ومدوه أحيانا.

(٣) هو عمرو بن قميئة صاحب امرئ القيس الشاعر فى رحلته إلى قيصر. والضمير فى رأت : قيل يعود على ابنته ، وإنما بكت لمفارقتها بلاد قومها ، ووقوعها إلى بلاد الروم ، وقال ياقوت : الضمير يعود على نفس الشاعر ، لا على ابنته.

(٤) السكر ، بالكسر : العرم والمسناة. وهى السد يقام فى مجرى النهر ، لحجز المياه.

٥

ورأيت البحترى قد مدّه ، فلا أعلم ضرورة أم لغة ، والبحترىّ شديد التّوقّى فى شعره من اللحن والضرورة ، قال :

ولمّا استقرت فى جلولا ديارهم

فلا الظّهر من ساتيد ماء ولا اللّحف (١)

ساجر بالراء المهملة : موضع (٢) بين ديار غطفان وديار بنى تميم ، قال جربر :

بكر العواذل بالملامة بعد ما

قطع الخليط بساجر ليبينا

وقال ابن أحمر :

فوارس سلّى يوم سلّى وساجر

إذا هرّت الخيل الحديد المذرّبا (٣)

وقد تقدّم ذكر ساجر فى رسم بتيل.

والسّواجر : موضع آخر ، يأتى ذكره فى موضعه من هذا الحرف إن شاء الله.

ساجوم على بناء فاعول : موضع (٤) ذكره أبو بكر.

ساحوق بالقاف : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم البثاءة ، وهو على بريدين منها ، قال الكميت :

ونحن غداة ساحوق تركنا حماة الأجدلين مجدّلينا يعنى بالأجدلين ملكين (٥). وقال عبيد :

إن تقتلوا منّا ثلاثة فتية

فلمن بساحوق الرعيل المطنب

__________________

(١) فى ج : استقلت. واللحف ، بكسر اللام ، وبالحاء المهملة : أصل الجبل. وفى ج ، ق بالجيم المعجمة بواحدة من تحتها ، تحريف.

(٢) ساجر : اسم ماء يجتمع من السيل (عن هامش الأصل وياقوت).

(٣) هرت : كرهت. والمذرب : المحدد المسنون.

(٤) قال نصر : هو واد.

(٥) فى معجم البلدان لياقوت : الأجدلان : أبرقان من ديار عوف بن كعب بن سعد من أطراف الستار ؛ وهو واد لامرىء القيس بن زيد مناة بن تميم.

٦

أى الكثير. وقيل إنّ ساحوق فى بلاد جديلة.

ذو ساعدة بئر مذكورة فى رسم النّقيع (١).

ساق على لفظ ساق القدم : موضع بتهامة (٢). قال الأصمعى : هى ساق القروين (٣) ، بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، وهى (٤) ضلع سوداء. والقروين بفتح أوّله ، بعده راء مهملة ساكنة ، ويقال القروين بفتح الراء ، قال ابن مقبل :

سلكن القنان بأيمانها

وساقا وعرفة ساق شمالا

عرفة ساق : أحد (٥) العرف الثلاثة التى تقدّم ذكرها (٦) فى حرف العين.

__________________

(١) فى الأصول : البقيع ، وهو خطأ نبهنا عليه كثيرا.

(٢) هذا وهم من البكرى إذا كان يريد ساق القروين ، لأنه فى ديار بنى أسد بنجد ، كما قال صاحب التاج ، وكما يتضح من قول ابن مقبل الآتى قريبا : لأن القنان المذكور معه من جبال ضرية ، وكما يتضح من قول زهير بن أبى سلمى المزنى :

عفا من آل ليلى بطن ساق

فأكشبة العجالز فالقضيم

قال نصر : العجالز : مياه لضبة بنجد. وانظر معجم البلدان فى «عجالز».

(٣) القروين عند البكرى (هنا وفى رسم القروين) : بقاف منقوطة باثنتين من فوقها.

وفى معجم البلدان ، وفى التاج تبعا له فى (ساق) وفى (عرف) : الفروين ، بفاء منقوطة بواحدة ، مثنى فرو.

(٤) الضلع : جبيل مستطيل فى الأرض ليس بمرتفع فى السماء ، كأنهم شبهوه بالضلع فى طوله ودقته ، وقد يشبهونه بقرن الظبى وبالساق ، ولذلك قالوا فى ساق القروين : هو جبل لأسد ، كأنه قرن ظبى.

(٥) لم يقل «إحدى العرف الثلاث» : كأنه حمله على المكان ، فذكره.

(٦) العرفة : أرض بارزة مستطيلة تنبت الشجر ، جمعها عرف. وقد ذكر البكرى من العرف ثلاثا عن ابن حبيب ، وهى : عرفة ساق ، وعرفة صارة ، وعرفة الأملح. وقال ياقوت : هى بضع عشرة عرفة ، وذكرها مفصلة مرتبة. قال : وأصلها كل متن منقاد ينبت الشجر. وقال الأصمعى : والعرف : أجارع وقفاف ، إلا أن كل واحدة منهن تماشى الأخرى ، كما تماشى جبال الدهناء ؛ وأكثر عشبهن الشقارى والصفراء والقلقلان والخزامى (انظر معجم البلدان فى العرفة). وسيأتى ذكر العرف فى كتاب العين.

٧

وقال الطّوسىّ : عناب : جبل على طريق المدينة. وساق : جبل حذاء عناب ، فيقال له ساق العناب ، ويقال لهما جميعا : الساقان وربّما قيل : العنابان. وقد تقدّم ذلك (١) فى رسم العناب. وأنشد الطوسىّ لكعب ابن زهير :

جعلن القنان بإبط الشّمال

وساق العناب جعلن يمينا

وقال الراجز :

يا إبلى هل تعرفين ساقا؟

قالت نعم (٢) وقورها الأنساقا

وفى شعر لبيد : ساق : جبل لبنى أسد ، بين النّباج والنّقرة ، قال لبيد :

يصرّف أحناء الأمور تخاله (٣)

بأحقاف ساق مطلع الشمس ماثلا

وقد تقدّم أيضا ذكر الساقين فى رسم الرّجا ، وقد أضافهما ابن الدّمينة إلى قضة ، على ما تقدّم ذكرها.

أمّ سالم : موضع قد تقدّم ذكره فى حرف الهمزة ونظراؤهن (٤).

ساهب على وزن فاعل : موضع آخر.

سايون على وزن فاعول : واديين ليّة واليمن ، قال ابن مقبل :

أمست بأذرع أكباد فحمّ لها

ركب بليّة أو ركب بسايونا (٥)

__________________

(١) فى ج : ذكره. وسيأتى فى موضعه.

(٢) نعم : ساقطة من ج.

(٣) فى ج بحاله.

(٤) وردت هذه الكلمة فى ق وحدها ، ولم يتقدم شىء يرجع إليه النون. ولعله يريد المواضع المبدوءة بكلمة «أم» (انظر صفحة ١٩٥ ، ١٩٦ من الجزء الأول ، من هذه الطبعة).

(٥) فى ق ، ج هنا وفى رسم أذرع : بسايونا. وفى معجم البلدان لياقوت : بساوينا.

وعليه اعتمد صاحب التاج ، وقال إنه الرواية. انظر تاج العروس فى سين وسين.

٨

ساية (١) بالياء أخت الواو : قرية جامعة قد تقدّم ذكرها فى رسم الفرع ؛ (٢) وقال المعطّل :

وقالت تعلّم أن ما بين ساية

وبين دفاق روحة وغداتها

وبساية دفنت ليلى الأخيليّة ، منصرفها من عند الحجّاج بالكوفة.

وشابة ، بالشين معجمة (٣) ، والباء معجمة (٤) بواحدة : فى ديار هذيل ، مذكورة فى موضعها (٥).

السّين والباء

وادى السّباع جمع سبع : بالبصرة (٦) ، معروف ، وهو الذي قتل فيه

__________________

(١) جعل الكبرى «ساية» اسم قرية جامعة «ذات منبر» ، وجعلها ياقوت فى المعجم اسم واد من حدود الحجاز ، أو واد يطلع إليه من السراة ؛ وجعله صاحب اللسان تبعا لابن سيده اسم واديين ؛ قال : وساية واد عظيم به أكثر من سبعين نهرا تجرى ، تنزله مزينة وسليم. وساية أيضا وادى أمج ، وأهل أمج خزاعة. وحعلها صاحب القاموس وشارحه اسم بلدة بمكة ، أو اسم واد بين الحرمين. والصواب أنه اسم لقرية ولواد ، فساية : قرية على وادى ساية ، ويقال له وادى أمج أيضا ، على الطريق بين مكة والمدينة. ووالى ساية تابع لصاحب المدينة.

(٢) جاء فى هامش ق بعد كلمة الفرع هذه العبارة : «وهى مذكورة أيضا فى رسم شراء ، وفى رسم شمنصير ، وهى فعلة من سويت ، وقلبت الواو وهى ساكنة ، كما قلبت فى ياجل ، كذلك قال الفراء ـ طرة». وهذه الكلمة ليست من كلام البكرى ، بدليل قوله فى آخرها «طرة». ثم هى مكتوبة بخط نسخى جميل جدا غير خط. الناسخ الأصلى المغربى ، والتنبيه بقوله «طرة» يشير إلى أن الكلام ليس ملحقا بالأصل ، وإنما هى فائدة متممة له ، تذكر على الهامش ؛ وقد ألحقت هذه العبارة بالأصل فى ج.

(٣) فى ج : المعجمة ، بأل فى الموضعين.

(٤) فى ج : المعجمة ، بأل فى الموضعين.

(٥) فى ج : موضعها.

(٦) هو من البصرة على سبعة (عن هامش ق).

٩

الزّبير بن العوّام رضى الله عنه ، سمّى بذلك لأن أسماء بنت عمران بن إلحاف ابن قضاعة ـ وقال ابن الكلبىّ : هى أسماء بنت دريم بن القين بن أهود ابن بهراء ـ كانت تنزله ، ويقال لها أمّ الأسبع لأنّ ولدها أسد ، وكلب ، والذّئب ، والدّبّ ، والفهد ، والسّرحان. وأقبل وائل بن قاسط ، فلّما نظر إليها رأى امرأة ذات جمال ، فطمع بها ، ففطنت له ، فقالت : لو هممت بك لأتاك أسبعى. فقال : ما أرى حولك أسبعا ، فدعت بنيها ، فأتوا بالسيوف من كلّ ناحية ، فقال : والله ما هذا إلّا وادى السباع ، فسمّى به (١).

السّبال بكسر أوّله ، على لفظ جمع سبلة : أرض بديار بنى عامر. وقال يعقوب :

هى أقرن (٢) سود فى ديار عذرة ، قال حميد بن ثور :

بكدراء (٣) تبلغها بالسّبا

ل من عين جبّة ريح الثّرى

وانظره فى رسم محجّر.

سبّى (٤) بفتح أوّله ، وتشديد ثانيه ، مقصور ، على وزن فعلى : رملة معروفة بديار غطفان ، قال ابن أحمر :

__________________

(١) الظاهر أنه سمى بذلك لكثرة السباع فيه ، وهو واد مخوف جدا ، ولذلك قال سحيم بن وثيل يصفه بأن الركب لا يستطيعون التلبث به إذا ساروا فيه :

مررت على وادى السباع ولا أرى

كوادى السباع حين يظلم واديا

أقل به ركب أتوه تئية

وأخوف إلا ما وقى الله ساريا

(٢) أقرن : جمع قرن. والقرن : الجبيل المنفرد.

(٣) فى ج هنا وفى جبة : بكورا.

(٤) فى التاج : سبى كحتى : ماء لسليم. وفى معجم نصر : فى أرض فزارة : ونقل كسر السين فيها ياقوت عن أبى عبيدة.

١٠

فافترّت الجدّة البيضاء واجتنبت

من رمل سبّى العدب لوعث والكثبا (١)

سبتأ بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده تاء معجمة باثنتين من فوقها ، مقصور ، مهموز ، على مثال سبتع : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الأباتر.

السّبخة (٢) بفتح أوّله وثانيه ، وبالخاء المعجمة : موضع بالمدينة ، بين موضع الخندق وبين سلع ، الجبل المتّصل بالمدينة ، وقد تقدم ذكره فى رسم خيبر. وبالسّبخة جالت بعض خيل للشركين ، وقد اقتحمت من مكان ضيّق فى الخندق ، منهم عمرو بن عبد ودّ فقتله علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه بالسّبخة هذه.

والسّبخة المذكورة فى رسم خيبر : موضع آخر غير هذا (٣).

السّبع على لفظ الواحد من السّباع (٤). وهى قرية عمرو بن العاصى من فلسطين بالشام ، وبها بعض أهله. قاله أبو زكرياء يحيى بن عثمان بن صالح السّهمىّ ، فى كتاب الفوائد له.

__________________

(١) اقترت : تتبعت ما فى بطن الوادى من باقى الرطب ، وذلك إذا هاجت الأرض ، ويبست متونها. وفى ج : افترت ، خطأ. والضمير للناقة أو للإبل. والجدة : الخطة فى الجبل. والعداب كسحاب : من الرمل كالأوعس ، وهو الرمل اللين ، وقيل : هو ما استرق من الرمل ، حيث يذهب معظمه ، ويبقى شىء من لينه قبل أن ينقطع. والوعث من الرمل : ما ليس بكثير جدا. والكثب : جمع كثيب.

(٢) السبخة ، بالتحريك ويسكن : أرض ذات نز وملح ، جمعها سباخ.

(٣) والسبخة أيضا : موضع بالبصرة ، وقرية أخرى من قرى البحرين ، ذكرهما ياقوت فى المعجم ، ولم يذكر غيرهما.

(٤) قال ياقوت : والسبع [بسكون الباء] : ناحية فى فلسطين ، بين بيت المقدس والكرك ، فيه سبع آبار ، سمى الموضع بذلك ، وكان ملكا لعمرو بن العاص ، أقام به لما اعتزل الناس. قال : وأكثر الناس يروى هذا بفتح الباء.

قلت : وهو المكان المعروف الآن ببئر السبع.

١١

قال : (ونا) أبى ، قال (نا) ابن لهيعة ، حدثنى إسحاق بن ربيعة بن لقيط التّجيبى ، عن أبيه ، قال : خرجت إلى عبد الله بن عمرو فى الفتنة وهو بالسّبع ، حين أخرجه أهل مصر ، فلقيت على بابه مطعم بن عبيدة البلوىّ ، فقال : أين تريد؟ قلت : أردت هذا الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأكون معه ، حتّى يجمع الله أمر الناس. قال : فاجتذبنى وقال : وفّقك الله من غلام! ثم قال : عهد إلىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسمع وأطيع وإن كان علىّ أسود مجدّع ، فو الله لا يزال بينى وبين النار منهم ستر أبدا.

قال أبو زكرياء يحيى بن عثمان : لم يرو مطعم عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلّا هذا الحديث الواحد.

وبأرضه بالسّبع مات عبد الله بن عمرو. وهذه الفوائد يرويها أبو عمر النّمرىّ عن خلف بن قاسم. قال : (نا) بكر بن عبد الرحمن الخلّال بمصر ، (نا) أبو زكرياء. وروى البخارىّ (نا) أبو اليمان (أنا) شعيب عن الزهرىّ أخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بينما راع فى غنمه عدا عليها الذّئب ، فأخذ منها شاة ، فطلبه الراعى ، فالتفت إليه الذئب فقال : من لها يوم السّبع ، يوم ليس لها راع غيرى. وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها ، فالتفتت إليه ، فكلمته ، فقالت : إنّى لم أخلق لهذا ، ولكنّى خلقت للحرث. فقال الناس. سبحان الله! فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم : فإنّى أو من بهذا وأبو بكر وعمر.

قال الهروىّ وذكر هذا الحديث : قال ابن الأعرابىّ : السّبع : الموضع

١٢

الذي عنده (١) المحشر يوم القيامة.

وروى هذا الحديث عبد الرّزّاق عن معمر عن الزّهرىّ. وقال فيه عند ذكر السّبع : يعنى مكانا ، من لفظ الزهرىّ ، أو من لفظه.

وحدّثنى الحكم بن محمد قال : (نا) أبو الطيّب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون قال : سمعت أحمد بن عمرو بن جابر الرملىّ يقول : سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنّى يقول ، وذكر حديث النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، حتّى إذا أخذ الذئب الشاة وأخذت منه ، فقال : من لها يوم السّبع ، يوم لا راعى لها غيرى؟ قال : السّبع : هو عيد كان لهم فى الجاهليّة ، يشتغلون فيه بأكلهم ولعهم (٢) ، فيجىء الذئب فيأخذها.

السّبعان بفتح أوّله ، وضمّ ثانيه ، على بناء فعلان. هكذا ذكره سيبويه ، وهو جبل قبل؟ (٣) ، قال ابن مقبل (٤) :

ألا يا ديار الحىّ بالسّبيعان

أملّ عليها بالبلى الملوان

وورد فى شعر الراعى السّبيعان ، على لفظ تصغير الاثنين (٥) من السّباع ، قال : [كانّى بصحراء السّبيعين لم أكن بأمثال هند قبل هند مفجّعا قالوا : وهما جبلان معروفان. وورد فى شعر ابن الرّقاع سبيع ، مفرد ، مصغّر ، ولا أدرى هل هو أحد هذين الجبلين أو غيره ، قال (٦)] :

__________________

(١) فى ج : عنه : وفى معجم البلدان : فيه وفى اللسان : إليه.

(٢) فى اللسان والتاج : بعيدهم ولهوهم.

(٣) قال الأزهرى : هو موضع معروف فى ديار قيس.

(٤) الشعر : قيل لابن أحمر (ياقوت).

(٥) فى ج : الاثنتين ، تحريف.

(٦) ما بين الحاصرتين : ساقط من ق.

١٣

حلّت بحزم سبيع أو بمرفضه

ذى الشيح حيث تلاقى التّلع فانسحلا (١)

حبس (٢) سبل بفتح أوّله وثانيه : موضع ماء فى حرّة بنى سليم ، يأتى ذكره فى رسم السّوارقية ، فانظره هناك.

سبلان بفتح أوّله وثانيه ، على وزن فعلان : جبل بأردبيل من بلاد أذربيجان ، وبه لقّب إبراهيم بن زياد سبلان ، لثقله.

سبلل بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده لامان ، على بناء فعلل : اسم أرض ، قال صخر الغىّ :

وما إن صوت نائحة بليل

بسبلل لا تنام مع الهجود

سبوحة بفتح أوّله ، وضمّ ثانيه ، بعده حاء مهمله : واد قبل اليمن (٣).

قال ابن أحمر :

قالت لنا يوما ببطن سبوحة

فى موكب زجل الهواجر مبرد (٤)

السّبيلة بضمّ أوّله ، وفتح ثانيه ، بعده الياء أخت الواو ، على لفظ

__________________

(١) حلت : فى التاج : ظلت. والحرم : ما غلظ من الأرض ، وهو الحزن. وللرفص مجرى الماء وقراره ، حيث ينتهى إليه السيل من الحزون وأعالى الأرض.

(٢) انظر شرح كلمة الحبس فى رسم السوارقية.

(٣) قال فى التاج : سبوحة : مكة ، أو واد فى عرفات. وقال ياقوت : واد يصب من نخلة اليمانية على بستان ابن عامر ، واستشهد ببيت ابن أحمر.

(٤) فى معجم البلدان : «له» فى موضع «لنا». وزجل الهواجر : له صوت عند الهاجرة ، وهى شدة الحر. ومبرد : من أبرد القوم : إذا نزلوا للتغوير ، فإذا زلت الشمس ناروا إلى ركابهم ، فغيروا عليها أقتابها ورحالها ، ونادى مناديهم : ألا قد أبردتم فاركبوا (التاج).

١٤

التصغير : ماء (١) لبنى حمّان ، قال الراعى (٢) :

تقول ابنتى لمّا رأت بعد مائنا

وإطلابه (٣) : هل بالسّبيلة مشرب

فقلت لها إنّ القوافى قطّعت

بقيّة خلّات بها نتقرّب

رأيت بنى حمّان أسقوا بناتهم

وما لك فى حمّان أمّ ولا أب

سبية بكسر أوّله ، وإسكان ثانيه ، وتخفيف الياء : قرية من قرى الرّملة (٤).

السّبيّة بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، بعده الياء أخت الواو مثقّلة : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم حوضى (٥).

السين والتاء

السّتار بكسر أوّله ، وبالراء المهملة فى آخره ، وهو جبل معروف بالحجاز ، أسفل من النّباج ، وهو بإزاء الحرّاس المحدّد فى رسم شواحط ؛ وحذاءه ماءتان ، إحداهما يقال لها الثّجار ، والأخرى الثّجير ، ليس ماؤهما بعذب. يقال أثجر الماء : إذا فاض. وأسفل منهما هضبتان عمودان طويلان بصحراء مستوية ، لا يرقاهما إلّا الطائر ، يقال لأحدهما عمود ألبان ، وألبان : موضع هناك ؛

__________________

(١) فى ج : ماءة.

(٢) زادت ق هنا بخط مغربى ، غير خط الأصل ، هذه العبارة : «يهجو بنى حمان بن عبد العزى بن كعب بن سعد».

(٣) يقال : ماء مطلب ، وبلد مطلب : أى بعيد.

(٤) أى رملة فلسطين ، وضبطها ياقوت بفتح السين.

(٥) قال ياقوت : سبية : رملة بالدهناء ، عن الأزهرى. وقال نصر : سبية : روضة فى ديار بنى تميم بنجد.

١٥

وللآخر عمود السفح ، وهو عن يمين المصعد من الكوفة إلى مكّة ، على ميل من أفاعية ، وهى هضبة كبيرة. وهناك قرية ، وأهلها يستعذبون الماء من ماءة هناك ، يقال لها الصّبحيّة ، وهى بئر واحدة ، وبإزائها هضبة كبيرة ، يقال لها حدمة ؛ ولابة ، وهى حرة سوداء لا تنبت شيئا ، يقال لها : منيحة ، وهى لجسر وبنى سليم ؛ وقرية يقال لها : مرّان ، التى على طريق البصرة ، قد تقدّم ذكرها ، ثم قباء قد تقدّم ذكرها (١) أيضا : وبحذائها جبل يقال له هكران ، وهو قليل النبات ، قال الراجز :

أعيار هكران الخداريّات

وفى أصله ماء يقال له الصّنو ، وبحذاء هكران جبل يقال له عنّ ، فى جوفه مياه وأوشال. وبإزاء عنّ جبلان ، أحدهما يقال له القفا ، والآخر يقال له بيش ، وهو لبنى هلال. وفى أصل بيش ماءة يقال لها نقعاء ، بئر لا تنكف. وبإزائها أخرى يقال لها الجرو ، وعكاظ من هذه على دعوة وأكثر قليلا ، قال الشاعر :

وقالوا هلاليّون جئنا من ارضنا

إلى حاجة جبنا لها الليل مدرعا

وقالوا خرجنا فى القفا وجنوبه

وعنّ فهمّ القلب أن يتصدّعا

وقال أبو خراش فى السّتار :

وإنّك لو أبصرت مصرع خالد

بجنب السّتار بين أبرق فالحزم

إستارة بكسر الهمزة (٢) : موضع قد تقدّم ذكره فى رسم الفرع. وبهذا

__________________

(١) العبارة : «ثم قباء قد تقدم ذكرها» : ساقطة من ج. وسيأتى ذكرها.

(٢) لم يذكر اللغويون ولا الجغرافيون غير البكرى نقلا عن الزبير : «إستارة» بهمزة فى أوله. وإنما هو بسين مكسورة فى أوله. على أن من الغريب أن يكون أوله همزة ويذكره المؤلف فى فصل السين مع التاء هنا. فكان حقه أن يذكره فى فصل الهمزة مع السين فى أول الكتاب.

١٦

الموضع كان ينزل يزيد بن عبد الله بن زمعة ، وهو القائل :

قوتل له ليلى بذى الأثل موهنا

لهنّ (١) خليلى عن ستارة نازح

فقلت لها يا ليل فى النّأى ، فاعلمى

شفاء لأدواء العشيرة صالح

حذف الهمزة من إستارة ضرورة.

ليلى : امرأة يزيد ، وكان مسلم بن عقبه (٢) قتل يزيد (٣) هذا ، فلمّا مات مسلم فى طريق مكّة ، ودفن على ثنيّة المشلّل ، وهى مشرفة على قديد ، انحدرت إليه ليلى هذه فنبشته ، وصلبته على ثتّية المشلّل.

السين والجيم

سجا مقصور على وزن فعل : غير منوّن ، لأنّه اسم بئر.

فأمّا شجا ، بالشين معجمة ، فمنوّن ؛ قال الشّمّاخ :

تحلّ شجا أو تجعل الشّرع دونها

وأهلى بأطراف اللّوى فالموتّج (٤)

__________________

(١) أصله : لإن ، بكسر الهمزة ، فأبدلت هاء.

(٢) فى ج : قتيبة. تحريف.

(٣) الذي قتله مسلم بن عقبة هو عبد الله بن زمعة ، أخو يزيد بن زمعة ، والله أعلم.

والبكرى نقل كلام الزبير فى نسب قريش ، فحكاه. قال الزبير : انحدرت إليه ليلى أم ولد يزيد بن عبد الله بن زمعة بن الأسود من إستارة ، فنبشته وصلبته على ثنية المشلل. وكان «مسرف» قتل يزيد بن عبد الله بن زمعة أبا ولدها. فوهم وهمين : أحدهما أنه يزيد. والثانى أنه يزيد بن عبد الله ، وإنما هو يزيد بن زمعة ، والله أعلم (عن هامش الأصل).

وقال أبو محمد بن حزم الحافظ الأندلسى : قوله «يزيد بن عبد الله» : يزيد أمه أم ولد صغدية ، وهى التى نبشت قبر مسلم بن عقبة لعنه الله وصلبته.

(عن هامش الأصل).

(٤) رواية البيت فى ديوان الشماخ طبعة السعادة هى :

تحل سجا أو تجعل الغيل دونها

وأهلى بأطراف اللوى فالموتج

١٧

وفى حرف الشين أيضا شحا ، بالحاء المهملة لا تجرى.

وفى حرف الواو : وشحى ، بفتح الواو وإسكان الشين المعجمة ، بعدها حاء مهملة ، مقصور ، وهى ركيّة معروفة ، قال الراجز :

صبّحن من وشحى قليبا سكا

يطمى إذا الورد عليه التكّا (١)

سجز بكسر أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعده زاى معجمة : موضع (٢) من سجستان ، إليها ينسب أبو قبيصة بن يزيد السّجزيّ المحدّث ، وربّما قالوا فى النسب إلى سجستان : سجزىّ.

سجسج بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، بعدهما مثلهما : بئر بالرّوحاء معرفة.

سجلة بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، على لفظ تأنيث السّجل من الدّلاء : بئر احتفرها قصىّ بمكّة ، وقال :

أنا قصىّ وحفرت سجله

تروى الحجيج زغلة فزغله

وقيل بل حفرها (٣) هاشم ، ووهبها أسد بن هاشم لعدىّ بن نوفل ، وفى ذلك تقول خالدة بنت هاشم :

نحن وهبنا لعدىّ سجله

تروى الحجيج زغلة فزغله

__________________

ـ وفى شرحه لأحمد بن الأمين الشنقيطى : سجا ، بالسين المهملة والقصر : لبى الأضبط ، وقيل لبنى قوالة ، وقيل ماء بنجد لبنى كلاب. وقال أبو على القالى فى المقصور والممدود : إنه بالشين المعجمة ، وإنه يكتب بالألف لأنه من الشجو ، وأنشد بيت الشماخ شاهدا عليه. والغيل بالفتح : ماء فى صدر يلملم. والأطراف النواحى. والموتج كمعظم : موضع قرب اللوى. وأخطأ فيه ياقوت حيث ضبطه بالمثلثة ، وإنما هو بالمثناة الفوقية.

(١) القليب : البئر. والسك : الضيق. ويطمى. يمتلئ. وفى التاج واللسان : بطمو ، وهو بمعناه. والتك : ازدحم.

(٢) فى ياقوت أن سجر اسم لسجستان ، البلد المعروف فى أطراف خراسان.

(٣) كذا فى ق والروض الأنف نقلا عن البكرى ، وفى ج : حافرها.

١٨

أى جرعة فجرعة. وقد دخلت هذه البئر فى زيادة بناء المسجد. قال الزّبير (١) : لما احتفرت بنو عبد مناف آبارها المذكورة فى رسم خمّ ، حفرت بنو أسد شفيّة. وقال الحويرث بن أسد:

ماء شفيّة كصوب المزن

وليس ماؤها بطرق (٢) أجن

وحفرت بنو عبد الدار أمّ أحراد ، فقالت أميّة بنت عميلة بن السّبّاق بن عبد الدار ، امرأة العوّام بن خويلد :

نحن حفرنا البحر أمّ أحراد

ليست كبذّر البزور (٣) الجماد

فأجابتها ضرّتها صفيّة بنت عبد المطّلب ، أمّ الزبير بن العوّام :

نحن حفرنا بذّر

تسقى الحجيج الأكبر

من مقبل ومدبر

وأمّ أحراد بثر

وحفرت بنو جمح السّنبلة ، وهى بئر خلف بن وهب ؛ وقال شاعرهم :

[نحن حفرنا للحجيج سنبله

صوب سحاب ذو الجلال أنزله (٤)

__________________

(١) هو الزبير بن أبى بكر ، قال ذلك فى كتاب له ، نبه عليه السهيلى فى الروض.

(٢) الطرق : الماء الذي خوضت فيه الإبل وبالت فيه. والأجن والآجن : المتغير الطعم واللون.

(٣) النزور : القليلة الماء

(٤) لهذا الرجز بقية ذكرها السهيلى فى الروض (١ : ١٠٢) وهى :

ثم تركناها برأس القنبله

تصب ماء مثل ماء المعبله

نحن سقينا الناس قبل المسأله

١٩

وحفر بنو سهم الغمر ؛ وقال بعضهم] :

نحن حفرنا الغمر للحجيج

تثجّ ماء أيّما ثجيج

وحفرت بنو تيم الحفير ؛ وقال بعضهم :

الله قد سنّى لنا الحفيرا

بحرا يجيش ماؤها غديرا

فلما احتفر عبد المطّلب زمزم عفّوا على (١) هذه المياه.

السين والحاء

سحام بضمّ أوّله : موضع تلقاء عماية ، قال امرؤ القيس :

لمن الديار عرفتها بسحام

فعما يتين فهضب ذى أقدام

فصفا الأطيط فصاحتين فعاسم

تمشى النّعاج به مع الأرءام

عماية : جب ضخم قد تقدّم ذكره وتحديده ، وثنّاه لأنّه عناه وجبلا آخر يتّصل به ، كما (٢) قال جرير : «فلو انّ عصم عمايتين». وقد تقدّم (٣) إنشاده هناك.

وذو أقدام : جبل أيضا هناك. وصاحة : موضع قد تقدّم (٤) ذكره وتحديده. وعاسم : بالشام ، قال ابن الرّقاع :

__________________

ـ وقد سقط من ق هذا الرجز ، وقول المؤلف بعده : «وحفر بنوسهم الغمر ، وقال بعضهم».

(١) فى ج : عن ، تحريف. وأصل عبارة المؤلف فى هذا السطر الأخير من كلام ابن إسحاق فى السيرة ، قال : فعفت زمزم على البئار (وفى نسخة : المياه) التى كانت قبلها يسقى عليها الحاج ، وانصرف الناس إليها ، لمكانها من المسجد الحرام ، ولفضلها على ما سواها من المياه ، ولأنها بئر إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، وافتخرت بها بنو عبد مناف على قريش كلها ، وعلى سائر العرب».

(٢) كما : ساقطة من ج.

(٣) سيأتى ذكره فى موضعه من ترتيبنا هذا للمعجم.

٢٠