معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٢

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ٢

المؤلف:

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي


المحقق: مصطفى السقا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٥٧

١

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما

كتاب حرف الجيم

الجيم والألف

الجأب مهموز ، بالباء المعجمة بواحدة : هو الذي تنسب إليه دارة الجأب ؛ وقد شفيت من تحديده فى رسم توضح.

وقال الأخطل :

وما خفت بين الحيّ حتّى رأيتهم

لهم بأعالى الجأبتين حمول

وقد ضبط هذا الموضع فى بيت آخر من شعره ، بتقديم الباء على الهمزة ، ولكنه (١) مثنّى ، وذلك قوله وذكر بازيا :

فحمّت له أصلا وقد ساء ظنّه

مصيف لها بالجبأتين مشارب

مصيف : يعنى قطاة دخلت فى الصيف. والذي يسبق فيه أنه موضع آخر ؛ لأنّى هكذا صحّحت البيتين من كتاب أبى علىّ ومن غير كتابه : «الجأبتان» (٢) بالجزيرة. والجبأتان بتقديم الباء صحيح : ماء معروف ؛ قال الكميت :

كأنّى على حبّ البويب وأهله

أرى (٣) بالجباتين العذيب وقادسا

قلب حركة الهمزة على الباء ، وأراد بقادس : القادسيّة.

__________________

(١) ولكنه : ساقطة من ج.

(٢) كذا فى س ، ج بتقديم الهمز على الباء ؛ وفى ز ، ق : الجبأتان ، بتقديم الباء.

(٣) فى الأصول : يرى ، والذي أثبتناه عن لسان العرب فى (قدس).

٣

جابلق بفتح الباء واللام ، بعدها قاف ؛ قال الخليل : جابلق وجابلص (١) بالصاد المهملة : مدينتان ، إحداهما بالمشرق ، والأخرى بالمغرب ، ليس خلفهما أنيس. قال الخليل (٢) : بلغنا أن معاوية أمر الحسن بن علىّ أن يخطب الناس ، وهو يظنّ أن الحسن سيحصر لحداثته ، فيسقط من أعين الناس. فصعد المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أيّها الناس ، إنكم لو طلبتم ما بين جابلق وجابلص رجلا جدّه نبىّ ، ما وجدتموه غيرى وغير أخى ، (وإن أدرى لعلّه فتنة لكم ومتاع إلى حين) وأشار بيده إلى معاوية. ورواه قاسم بن ثابت بهذا اللفظ سواء.

وقد جاء فى شعر أبى الأسود جابلق ، على أنه اسم موضع معروف قد شاهده ، قال أبو الأسود الدّؤلىّ :

تلبّس بى يوم التقينا عويمر

بجابلق فى جلد أخيس باسل

فإنّما التقيا بجابلق (٣).

وذكر الحسن بن (٤) أحمد بن يعقوب الهمدانى فى كتاب الإكليل : أن فى جابلق وجابلص بقايا عاد وثمود الذين آمنوا بهود وصالح.

جابة (٥) بالباء المعجمة بواحدة : موضع مذكور فى رسم القهر (٦) ، وأنشدنا

__________________

(١) ويقال أيضا بتسكين اللام فيهما ، (انظر معجم البلدان ، وتاج العروس).

(٢) الخليل : ساقطة من ج.

(٣) لعله من رستاق أصبهان كما فى ياقوت.

(٤) الهمدانى صاحب صفة حزيرة العرب والإكليل اللذين ينقل عنهما المؤلف كثيرا فى هذا المعجم : هو أبو محمد ، الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمدانى ، بالدال المهملة ، المتوفى سنة ٣٣٤ ه‍ ، وقد عرفنا به فى المقدمة. وفى مواضع متفرقة من الجزء الأول فقط سقط من الأصول جميعا «الحسن بن» ، ولعله خطأ من الناسخين الأولين ، فقد يشتبه اسمه على الناسخين وبعض قراء المعجم باسم أحمد بن محمد الهمدانى ، بالدال المعجمة ، المعروف بابن الفقيه ، صاحب كتاب البلدان ، المتوفى سنة ٣٤٠ ه‍.

(٥) كذا فى س ، زبلا همز. وفى ج بالهمز بدل الألف ، وهو تحريف. ولو كانت الكلمة مهموزة ، لنبه المؤلف على همزها كعادته ، ولذكر معها «الجأبين» المذكورة فى رسم «الجأب».

(٦) فى س : العهر ، بالعين المهملة ، وهو تحريف.

٤

الشاهد عليه هناك ، من (١) شعر عمرو بن معدى كرب. وورد فى شعر أبى صخر مثنّى : الجابتان ؛ اضطرّ فثنّاه ، أو اضطرّ عمرو فأفرده ؛ قال أبو صخر :

لمن الديار تلوح كالوشم

بالجابتين فروضة الحزم

فبرملتى قردى فذى عشر

فالبيض فالبردان فالرّقم

وبضارج طلل أجدّ لنا

شوقا إلى فيحان فالنّظم

ولها بذى فنوان منزلة

قفر سوى الأرواح والرّهم (٢)

البيض : فى بلاد بنى (٣) يربوع ، وكذلك البردان والرّقم ؛ وكلّها محدودة فى مواضعها.

جابية فاعلة من جبى : موضع بالشام ، وهو جابية الملوك ، وباب الجابية بدمشق معلوم.

الجار بالراء المهملة : هو ساحل المدينة ، وهى قرية كثيرة القصور ، كثيرة الأهل ، على شاطىء البحر فيما (٤) يوازى المدينة ، ترفأ إليها (٥) السّفن من مصر وأرض الحبشة ، ومن البحرين والصين ؛ ونصفها فى جزيرة من البحر ، ونصفها فى الساحل. وبحذائها قرية فى جزيرة من البحر ، تكون ميلا فى ميل ، لا يعبر إليها إلّا فى السّفن ، وهى مرفأ للحبشة خاصّة ، يقال لها قراف ،

__________________

(١) فى ز : فى ، بدل من.

(٢) فى ديوان أبى صخر طبعة برلين بعناية ولهوزن سنة ١٨٨٤ ، ص ١٠١ : بنوان ، ولم أجد بنوان ولا فنوان فى المعاجم. والرهم بضم الراء وسكون الهاء : جمع رهام كسحاب ، وهو ما لا يصيد من الطير ، كما فى (لسان العرب) ؛ ويجوز أن يكون بالراء المكسورة وفتح الهاء ، جمع رهمة ، وهى المطر الضعيف الدائم ، وسكنت الهاء للشعر.

(٣) بنى : ساقطة من س.

(٤) فى : ساقطة من س.

(٥) فى ز : إليه.

٥

وسكانها تجار ، وكذلك سكّان الجار ، ويؤتون بالماء (١) على فرسخين من وادى يليل ، الذي يصبّ فى البحر هناك.

قال المؤلّف أبو عبيد رحمه الله ، هذا قول السّكونى. والصحيح أن يليل يصبّ فى غيقة ، وغيقة تصبّ فى البحر ، على ما بيّن فى موضعه.

وذات السّليم : ماء لبنى صخر بن ضمرة قرب الجار. وحسنى : جبل بين الجار وودّان ، قال كثيّر :

عفت غيقة من أهلها فحريمها

فبرقة حسنى قد عفت فصريمها (٢)

وكلفى : موضع بين الجار وودّان أيضا ، أسفل من الثّنيّة وفوق شقراء ؛ قال كثيّر :

عفت ميث كلفى بعدنا فالأجاول

فأجماد حسنى فالبراق القوابل (٣)

والبزواء : أرض بيضاء مرتفعة ، من الساحل بين الجار وودّان ، يسكنها بنو ضمرة ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، قال كثيّر :

يقبّلن بالبزواء والجيش واقف

مزاد الرّوايا يصطببن فضالها (٤)

__________________

(١) فى معجم البلدان : من على.

(٢) كذا فى الأصول. وفى منتهى الطلب من أشعار العرب المخطوط بدار الكتب المصرية المرقوم ٥٣ ش ، ج ١ ص ٣٣١ : «فبرقة حسمى قاعها فصريمها».

(٣) فى صفة جزيرة العرب للهمدانى ومعجم البلدان لياقوت : عفا. وكلفى : ضبطها البكرى فى بابها : بفتح الكاف ؛ وضبطت فى معجم البلدان واللسان والقاموس وشرحه : بالضم. وأجماد : كذا فى الأصول هنا. وفى رسم الأجاول : أثماد ، فى جميع الأصول ، وصفة جزيرة العرب ومعجم البلدان.

(٤) هذه هى الرواية الصحيحة للبيت ؛ كما فى أساس البلاغة فى (صب) وفى صفة جزيرة العرب. وقوله (يقبلن) : النون عائدة إلى الخيل المذكورة فى الأبيات قبله ؛ وهو من قبلة الفم ، لا من القبل ، وهو شرب الخمر نصف النهار ، كما قال البكرى فى تفسيره فى رسم البزواء ، فانظره هناك ، وقوله (يصطبين) : هو من الصب ـ

٦

قال ابن الكلبى : لقى مضاض بن عمرو والجرهمىّ ، ميّة بنت مهلهل بالساحل ، فقال لها :

أعيذك بالرّحمن أن تجمعى هوى

عليه وهجرانا وحبّك قاتله

فسمّى الموضع الجار (١).

والجار (٢) : موضع آخر باليمن ، مذكور فى رسم تعشار.

الجارد بكسر الراء ، وبالدال المهملة : موضع ذكره أبو بكر ولم يحدده.

جازر زعم أبو الحسن الأخفش أنّه نهر الموصل ، بكسر الزاى بعدها راء ، (٣) وأنّ خازر ، بالخاء المعجمة ، هى خازر المدائن (٤). وانظره فى رسم خازر.

جاسم على بناء فاعل : موضع بالشام ، من عمل الجولان ، يقرب (٥) من بصرى. قال الذّبيانى يرثى النّعمان بن الحارث :

سقى الله قبرا بين بصرى وجاسم

ثوى فيه جود فاضل ونوافل

فآب مضلّوه بعين جليّة

وغودر فى الجولان حزم ونائل

والجولان : موضع قبره. ويروى : «فآب مصلّوه» بالصاد المهملة. ثم قال بعد هذا :

ولا زال يسقى بين شرج وجاسم

بجود من الوسمىّ قطر ووابل

__________________

ـ أى يأخذن ما بقى فى المزاد من الماء. وفى ج هنا : يصطفين ؛ وفى س : يصطبين ؛ وكلاهما تحريف. وقوله (فضالها) : هو جمع فضلة ، وهى بقية الماء فى المزادة. والفضلة أيضا والفضال ككتاب : اسم للخمر ، كما فى لسان العرب فى (فضل) ، وقد حرفت الكلمة فى رسم البزواء إلى (فصالها) بالصاد. فلتراجع ثمة ولتصلح.

(١) أى لأنه استجار فيه بالرحمن ، أن تجمع عليه محبوبته الحب والهجران.

(٢) فى ق هنا كلمة : أيضا ، بعد الجار.

(٣) هذه العبارة واردة فى ج وحدها.

(٤) هذه العبارة واردة فى ج وحدها.

(٥) فى ج : بقرب.

٧

فشرج مجاورة (١) لهذه المواضع المذكورة. وقال عدىّ بن الرّقاع :

وكأنّها بين النساء أعارها

عينيه أحور من جأذر جاسم

ويروى «من جأذر عاسم» بالعين ، وأظنّهما متجاورين.

جاش بالشين (٢) المعجمة ، سيأتى ذكره فى رسم فيد ؛ قال اليزيدى : جاش ، غير مهموز. قال : وقال (٣) ثابت : هو بلد ، وأنشد لطرفة :

بتثليث أو نجران أو حيث تلتقى

من النّجد فى قيعان جاش مسايله

وقال أبو علىّ الهجرىّ : جاش : واد ، وأنشد :

وردن جاشا والحمام واقع

وماء جاش سائل وناقع

وينبئك أن جاش باليمن تلقاء مأرب ، قول سلمىّ (٤) بن ربيعة :

وأهل جاش وأهل (٥) مأرب

وحىّ لقمان والتّقون (٦)

__________________

(١) فى ج : مجاور.

(٢) فى معجم البلدان : «جاس ، بالسين المهملة» وهو خطأ ، لأنه ورد كثيرا فى الأشعار والمعاجم اللغوية بالشين ، وكذلك ذكره الهمدانى فى صفة جزيرة العرب ، وهو أعرف ببلاده.

(٣) قال : ساقطة من ج.

(٤) ضبط سلمى فى المراجع بوجهين : بضم السين وتشديد الياء ؛ وبفتح السين مع القصر ؛ وهو سلمى بن ربيعة من بنى السيد بن ضبة (انظر شرح الحماسة للتبريزى ٣ ص ٨٣ طبعة بلاق).

(٥) أهل : ثابتة فى ز ، س ، ولسان العرب ؛ وساقطة من ج ، ق ، والبيان والتبيين.

(٦) البيت من مقطوعة ثمانية أبيات فى الحماسة (ج ٣ ص ٨٣ ، ٨٤ طبعة بلاق) ، قال التبريزى فى وصفها : «هذه الأبيات خارجة من العروض التى وضعها الخليل ابن أحمد ، ومما وضعه سعيد بن مسعدة ؛ وأقرب ما يقال فيها أنها تجىء على السادس من البسيط». وأنشد الجاحظ منها أربعة أبيات فى البيان والتبيين (ج ١ ص ١٠٧ طبع القاهرة سنة ١٣٣٢ ه‍). وأنشد فى اللسان فى (تقن) ثلاثة أبيات ، فيها هذا البيت ، ونسبها (لسليمن) بن ربيعة ، وهو تحريف من الناسخ. والتقون : بنو تقن بن عاد ، منهم عمرو بن تقن ، وكعب بن تقن ، وبه ضرب المثل ، فقيل : أرى من ابن تقن.

٨

وقال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمدانى فى كتاب الإكليل : يبنبم وحبونن وجاش ومريع : من ديار مذحج. قال : وكذلك (١) الهجيرة والكتنة. قال : وهى اليوم لبنى نهد.

جالس فاعل من الجلوس : طريق معروفة ؛ أنشد أبو العبّاس :

فإن تك أشطان النّوى اختلفت بنا

كما اختلف ابنا جالس وسمير (٢)

وهما طريقان يخالف كلّ واحد منهما الآخر.

جامل بكسر الميم ، على وزن فاعل : موضع بصدد قطن المحدّد فى رسمه.

جاو بالواو غير مهموز. قال الهمدانىّ : هو من منازل التّراخم باليمن.

قال : وجاوى بالياء : فى بلد خولان. قال : وهو (٣) أشبه بالأسماء العربية.

جايذان بياء بعد الألف ، منقوطة باثنتين من تحتها ، بعدها ذال معجمة ، وألف ونون : اسم موضع ، ذكره أبو حاتم فى «لحن العامة» ، قال : يقولون : برّ زيدانىّ ، وسمك زيدانىّ ، وإنما هو جايذانى ، منسوب إلى موضع يقال له جايذان.

الجيم والباء

الجبأتان بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، مهموز : موضع بالجزيرة ، قد (٤) تقدّم ذكره فى رسم الجأب.

__________________

(١) فى ج : وهكذا.

(٢) قال الأزهرى : رأيت لأبى الهيثم بخطه ، وأنشد البيت. وفى ج : (بنا) بدل (ابنا) ، تحريف.

(٣) فى ج : وهى.

(٤) فى ج : وقد.

٩

الجبا بالفتح (١) : مواضع مختلفة.

فالجباء بالمدّ : جبل باليمن. ويقال جبأ بالهمز والقصر ، وإليه ينسب شعيب الجبئىّ المحدّث ، والمحدّثون يقولون الجبائىّ ، وهو خطأ (٢). وهذا الجبل بناحية الجند.

والجبا ، مقصور : موضع بنجد ، قال كثيّر :

أشاقك (٣) برق آخر الليل واصب

تضمّنه فرش الجبا فالمسارب

وجبا ، مقصور أيضا : موضع بالمعافر من اليمن.

وجبا براق ، مقصور أيضا ، مضاف إلى البراق ، جمع برقه : موضع بالجزيرة ، قال الأخطل :

فأضحى رأسه بصعيد عكّ

وسائر جسمه بجبا براق

وقد ألحق فيه أبو الطيّب تاء التأنيث ، قال وذكر المغنم :

غطا بالغنثر البيداء حتّى

تخيّرت المتالى والعشار

__________________

(١) بالفتح : ساقطة من ج.

(٢) الجبأ بالهمز والقصر : (كما قال الهمدانى فى صفة جزيرة العرب فى مواضع متفرقة) : هو مدينة المعافر ، أو كورة المعافر ، بالقرب من الجند ، (قال الصغانى : وهذا هو الصحيح) ، وملوكها آل الكرندى ، من بنى ثمامة آل حمير الأصغر.

وينسب إليها شعيب بن الأسود الجبئى المحدث من أقران طاوس ، وقد أخذ عنه محمد بن إسحاق وسلمة بن وهران. ومن قال فى نسبته : الجبائى فهو خطأ. والجبأ أيضا والجباء بالمد والهمز ، بوزن سحاب : جبل بالمعافر أيضا ، ونسب إليه بعضهم شعيب بن الأسود المذكور ؛ ويقال فى نسبته : الجبئى والجبائى ؛ ولا خطأ فى هاتين النسبتين ، ولكن بعض المحدثين يقول : الجبائى بتشديد الباء ، مع فتح الجيم ، أو الجبائى بضمها ، وكلاهما خطأ (انظر معجم البلدان ، والأنساب للسمعانى ، وتاج العروس فى جبأ ، وجب ، وجبا).

(٣) فى اللسان ومعجم البلدان ومنتهى الطلب من أشعار العرب ص ٣٣٤ : أهاجك

١٠

ومرّوا بالجباة يضمّ فيها

كلا الجيشين من نقع إزار

وقد نزح العوير فلا عوير

ونهيا والبييضة والجفار (١)

العوير : ماء بالشام ، مذكور فى موضعه ، وكذلك ما بعده.

الجبابات جمع جبابة ، بياءين أيضا : موضع بين ديار بكر والبحرين ؛ وقد ذكرته فى رسم ذى قار ، فانظره هناك.

الجبابة بفتح أوّله ، وباء أخرى بعد الألف : موضع بنجد ، قال الأفوه :

هم سدّوا عليكم بطن نجد

وضرّات الجبابة والهضيب

الضّرّات : الأظراب الصّغار : والهضيب : موضع هناك.

الجباجب كأنها (٢) جمع جبجب. قال الحربىّ (٣) : هى منازل منّى.

قال : وروى ابن إسحاق عن عاصم بن عمر ، قال : لمّا بايعت الأنصار النّبيّ صلى الله عليه وسلم نادى الشيطان : يأهل الجباجب ، هل لكم فى محمّد والصّباة (٤)

__________________

(١) يقال : غطاه وغطّاه : إذا ستره. والغنثر (بضم الغين والثاء كما فى لسان العرب عن ابن جنى) : ماء بالشام ، لما وصل إليه سيف الدولة حاز به أموال الأعداء. ومن رواه بالعين المكسورة ، والثاء المثلثة والياء ، فهو الغبار. والمتالى : جمع متلوة ، وهى الناقة التى يتلوها ولدها. والعشار ، جمع عشراء : الناقة التى قربت ولادتها. وتحيرت : يروى بالحاء المهملة ، ورواه ابن جنى (تخيرت) بالخاء مبنيا للمجهول ، يعنى تخير أصحابه منها المتالى والعشار ، وهى من أعز أموال العرب. والجباة : بفتح الجيم ، والعوير : بفتح العين ، ونهيا : بكسر النون ، والبيضة ، والجفار. كلها مياه فى الشام ، لما وصل إليها جيش سيف الدولة نزحوا مياهها ، لشدة العطش والجهد ، فلم يبقوا منها شيئا. (انظر شرح ديوان المتنبى المسمى بالتبيان ، المنسوب إلى أبى البقاء العكبرى ، طبعة مصطفى البابى الحلبى وأولاده بالقاهرة سنة ١٩٣٦ ، ج ٢ ، ص ١٠٥ ، ١٠٦).

(٢) فى ج : كأنه.

(٣) فى ز ، ق : الجرمى ، تحريف.

(٤) فى سيرة ابن هشام : هل لكم فى مذمم والصباة معه. والصباة جمع الصابى ، وهو الذي خرج من دينه إلى دين آخر. وفى ج : والصباء بالهمز ، كما فى بعض نسخ السيرة ، وهو جمع الصابئ كصائم وصوّام. والأول لغة قريش ، وهى لا تهمز.

١١

معه ، قد أجمعوا على حربكم؟

وقال محمد بن حبيب : الجباجب : بيوت مكّة. قال (١) : وإياها أراد الفرزدق بقوله:

تبحبحتم من بالجباب وسرّها

طمت بكم بطحاؤها لا الظواهر (٢)

أراد الجباجب ؛ وقال الجعدىّ :

تلاقى ركيب منكم غير طائل

إذا جمعتهم من عكاظ الجباجب

وقال الحربىّ : والجبجب : المستوى من الأرض ، ليست بحزونة.

جباح بضمّ أوّله ، وبالحاء المهملة : اسم أرض لبنى كعب ، تلى حمى ضرية ، مذكور هناك ؛ قال ابن مقبل :

ولم يغد بالسّلّاف حىّ أعزّة

تحلّ جباحا (٣) أو تحلّ محجّرا

ولم يعرف الأصمعى جباح ، وعرفها أبو عبيدة. وقال ابن مقبل أيضا :

أمن رسم دار بالجباح عرفتها

إذا رامها سيل الحوالب عرّدا (٤)

وورد فى شعر النّصيب على لفظ الجمع ، فإن كان أراد هذا ، وإلا فلا أدرى ما أراد ، وهو قوله :

عفا الجبح الأعلى فبرق الأجاول

فميث الرّبا من بيض تلك الخمائل

__________________

(١) قال : ساقطة من ج.

(٢) تبحبحتم ، بباءين وحاءين : كذا فى الديوان المطبوع بالقاهرة سنة ١٩٣٦ ، وفى ق ، ز ، ومعناه توسطتم أهل الجباجب ، وهم سكان مكة ، وتمكنتم منها. وفى ج ، س : «تجبجبتم من الجناب» ، وهو تحريف. وقوله «لا الظواهر» : كذا فى الأصول. وفى الديوان المطبوع : والظواهر.

(٣) فى منتهى الطلب ج ١ ص ٧١ : جناحا.

(٤) فى ج ، س : أم مكان : أمن ، وأنشده المؤلف فى رسم الجناح هكذا :

أمن رسم دار بالجناح عرفتها

إذا رامها سيل الحوالب عردا

والشطر الثانى فى ج هنا : «إذا رامها سيل الحوادث عددا».

١٢

جبار بضمّ أوّله ، وبالراء المهملة : ماء مذكور فى رسم بيذخ ، قد مضى ذكره والشاهد عليه من شعر الأسود بن يعفر.

وورد فى شعر السّليك بن السّلكة : جفار ، بضم الجيم كالأوّل ، وبالفاء أخت القاف ، والنقل من الموضعين صحيح لا يرتاب به (١) ؛ فلا أدرى إن كان ذلك الماء المذكور ، ووهم أحد الروايتين (٢) للبيتين ، أو الذي أراد السليك موضع آخر ؛ قال السّليك :

لخثعم إن بقيت وإن أبوه

أوار بين بيشة أو جفار

وجبار : فى رسم فدك.

الجبّ بضمّ أوّله ، وتشديد ثانيه : ماء معروف لبنى ضبينة ، قد ذكره لبيد فقال :

وبنو ضبينة واردو الأجباب

وقال ابن أحمر فصغّره :

خلد الجبيب وباد حاضره

إلّا منازل كلّها قفر

ومن روى فى هذا البيت «الخبيب» بالخاء المعجمة ، فهو موضع آخر ، وقد حددته فى حرف الخاء.

جبّان بفتح أوله ، وتشديد ثانيه : موضع فى ديار بنى عقيل ، قال ابن مقبل :

تحمّلن من جبّان بعد إقامة

وبعد عناء من فؤادك عان

جبّة بفتح أوله وثانيه وتشديده : اسم ماء ، قال حميد بن ثور الهلالىّ :

بكدراء (٣) تبلغها بالسّبا

ل من عين جبّة ريح الثّرى

__________________

(١) فى ج : فيه

(٢) فى ج : الروايتين.

(٣) كذا فى س ، ز ، ق ؛ وهو اسم موضع. وفى ج : بكورا ، وهو تحريف.

١٣

وجيّة ، بكسر أوله ، وبالياء أخت الواو : موضع آخر ، يذكر فى موضعه من هذا الحرف.

جبّل بفتح أوّله ، وضمّ ثانيه وتشديده : قرية بين بغداد وواسط ، إليها ينسب موسى بن إسماعيل والحكم بن سليمان الجبّليّان المحدّثان.

وختّل (١) بالخاء المعجمة المضمومة ، والتاء المعجمة باثنتين من فوقها : موضع آخر بخراسان ، كورة من كور الشاش (٢) ، متصلة بكورة (٣) طوس ، إليه ينسب عبّاد بن موسى الختّلىّ وابنه إسحاق بن عبّاد المحدّثان.

جبجب بجيمين مضمومتين ، وباءين : اسم ماء بيثرب ، فانظره هناك.

وحبحب بحاءين مهملتين مفتوحتين : ماء لبنى جعدة ، وهو مذكور فى موضعه.

وقالت ليلى الأخيليّة فى «جبجب» بالجيمين :

طربت وما هذى بساعة مطرب

إذ (٤) الحىّ حلّوا بين عاذ وجبجب

عاذ : موضع هناك.

وقال ابن الأعرابى : جبجب : جبل ، وأنشد للأحوص :

فأنّى له سلمى إذا حلّ وانتوى

بحلوان واحتلّت بمزج وجبجب

هكذا ضبطه بفتح الجيم ، ونقلته من خطّه ومزج : واد ، قاله ابن الأعرابى ويذكر أن جبجبا من عكاظ.

__________________

(١) كذا فى س ، ز ، ق ومعجم البلدان. وفى القاموس : وختل كسكر ...

قال : وضبطه نصر بضم التاء المشددة.

(٢) كذا فى ز ، ق. وفى س : الشاس. وفى ج : الشاهين ، وكلاهما تحريف.

(٣) فى خ. بكور جمع كورة.

(٤) فى ج : إذا.

١٤

جبلان بضمّ أوّله ، وإسكان ثانيه : بلد باليمن ، قريب من حضور ، وسكانه الشّراحيّون ، من ولد شراح بن يريم بن سفيان ذى حرث (١) ، من ذى رعين ، وكذلك سكّان زبيد.

جبلة مفتوح الثّلاث : جبل ضخم ، على مقربة من أضاخ ، بين الشّريف ماء لبنى نمير ، وبين الشّرف ، ماء لبنى كلاب.

وقال الأصبهانى : «جبلة : هضبة حمراء طويلة ، لها شعب عظيم واسع ، وبها اليوم عرينة ومن (٢) بجيلة». وبين جبلة وضريّة المنسوب إليها الحمى ، ثمانية فراسخ ، وكلها من نجد. وجبلة وأضاخ مذكوران فى رسم ضريّة.

وواردات : هضبات صغار قريب (٣) من جبلة. وأسفل واردات التقت حقوق قيس وتميم فى الدار ؛ ليس لبنى تميم ملك أشدّ ارتفاعا ، ولا أقرب من مياه قيس ، من أمواه هنالك ثلاثة : الوريقة ، والمريرة ، والشّرفة (٤). وهذه الأمواه فى شرقىّ جبلة ؛ وماء آخر عال لبنى تميم ، يقال له سقام ، على طريق أضاخ إلى مكّة وإلى ضريّة ، بينه وبين أضاخ ثمانية أميال ، وأضاخ كانت الحدّ بين قيس وتميم ، وأضاخ قيسيّة. وفى واردات يقول الأخطل :

ومهراق الدماء بواردات

تبيد المخزيات وما يبيد (٥)

وفى عام مولد النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يوم جبلة ، بعد رحرحان بعام ، جمع فيه لفيط بن زرارة قبائل بنى تميم طرّا إلا بنى سعد ، وجمع بنى أسد

__________________

(١) فى ج : سفيان بن ذى رعين. وفى ق : ذى حرث من ذى رعين

(٢) كذا فى الأغانى طبعة دار الكتب ج ١١ ص ١٣٧. وفى ج : وبها «كان» اليوم «بين عرينة وبجيلة». واللفظتان : كان ، وبين مقحمتان ، لأنه لم يكن هناك يوم بين عرينة وبجيلة.

(٣) فى ج : قريبة.

(٤) فى ق : والشربة.

(٥) فى الأغانى طبع دار الكتب المصرية ج ٨ ص ١١٣ : «ولا تبيد».

١٥

قاطبة ، وبنى عبس (١) طرّا إلا بنى بدر ، واستنجد بالنّعمان بن المنذر ، فأنجده بأخيه لأمّه حسّان بن وبرة الكلبىّ ؛ وبصاحب هجر ، وهو الجون الكندىّ ؛ فأنجده بابنيه معاوية وعمرو ، وغزا بنى عامر ، فتحصّنوا ، بجبلة ، وأدخلوا العيّل (٢) والذّرارىّ فى شعبها ، ليقاتلوهم من وجه واحد ، وقد عقلوا إبلهم أيّاما قبل ذلك ، لا ترعى ، وصبّحهم القوم من واردات ، فلما دخلوا عليهم الشّعب ، حلّو عقل الإبل ، فأقبلت لا يردّها شىء تريد مراعيها ، فظنّت بنو تميم أن الشّعب قد تدهدى (٣) عليهم ، ومرّت تخبط كلّ ما لقيته ؛ فكان سبب ظفر بنى عامر ، وقتل لقيط يومئذ ، وقال العامرىّ فيه :

لم أر يوما مثل يوم جبله

يوم أتتنا أسد وحنظله

وغطفان والملوك أزفله

نضربهم بقضب منتخله

لم تعد أن أفرش عنها الصّقله (٤) وجبلة أخرى بالشام معروفة ؛ فمن رأيته يعرف بالجبلىّ ، فهو منسوب إلى جبلة هذه الشاميّه.

الجبوب بفتح أوله ، وباء معجمة بواحدة بعد الواو : موضع بعينه ، قال الفرزدق :

__________________

(١) فى ج : قيس ، تحريف.

(٢) فى ج : العيال.

(٣) تدهدى : انقلب وسقط.

(٤) الرجز ليزيد بن عمرو بن الصعق ، كما فى لسان العرب. والبيت الأول فيه :

نحن روءس القوم بين جبله

والأزفلة : الجماعة من الناس. ومنتخلة : متخيرة. وقوله «لم تعد أن أفرش عنها الصقلة» : يعنى لم تجاوز أن أقلع عنها الصقلة ؛ أى أنها جدد ، قريبة العهد بالصقل.

١٦

وليلة بتنا بالجبوب تخيلت

لنا أو (١) رأيناها لماما تماريا

والجبوب من الأرض : موضع حجارة.

الجبيب على لفظ التصغير ، مذكور فى الرسم قبله.

الجبيل تصغير جبل ، مذكور فى رسم فيد ، وهو جبيل (٢) عنزة.

الجيم والثاء المثلثة

الجثجاثة بفتح الجيم ، وسكون الثاء ، بعدها (٣) جيم وثاء مثلهما : قرية على ستّة عشر ميلا من المدينة. قال الزّبير : وبها منازل آل حمزة وعبّاد وثابت ، بنى عبد الله بن الزّبير ، وأنشد لإسماعيل بن يعقوب التّيمىّ ، يمدح يحيى بن أبى بكر بن يحيى بن حمزة :

مات من ينكر الظّلامة إلّا

مضرحىّ (٤) بجانب الجثجاثه

لعلىّ وجعفر ذى الجناحين وبنت النّبيّ خير ثلاثه وانظر الجثجاثة فى رسم النّقيع (٥) ورسم فيد.

الجيم والحاء

الجحر على لفظ جحر الضّبّ ، وهو شعب فى بلاد بنى مرّة ، لا منفذ له.

الجحفة : وهى قرية جامعة ، بها منبر ، والمسافة إليها ومنها مذكورة فى

__________________

(١) كذا فى س ، ز ، ق ، والديوان. وفى ج : ورأيناها.

(٢) فى ج ، س : جبل ، وهو تحريف.

(٣) فى ج : بعده.

(٤) المضرحى : السيد الكريم ، السرى ، عتيق النجار.

(٥) كذا فى ز ؛ وهو الصحيح ، وفى سائر الأصول : البقيع (انظر تحقيق البقيع والنقيع فى الجزء الأول ص ٢٦٦ من مطبوعتنا هذه).

١٧

رسم العقيق ، عند ذكر الطريق من المدينة إلى مكّة ؛ وسمّيت الجحفة لأن السيول اجتحفتها. وذكر ابن الكلبى أن العماليق أخرجوا بنى عبيل ، وهم إخوة عاد ، من يثرب ، فنزلوا الجحفة ، وكان اسمها مهيعة ، فجاءهم السّيل ، فاجتحفهم ، فسمّيت الجحفة.

وفى أول الجحفة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، بموضع يقال له عزور ؛ وفى آخرها عند العلمين مسجد الأئمّة ، وبين الجحفة والبحر نحو من ستّة أميال.

وغدير خمّ على ثلاثة أميال من الجحفة ، يسرة عن الطريق. وهذا الغدير تصبّ فيه عين ، وحوله شجر كثير ملتفّ ، وهى الغيضة التى تسمّى خمّ. وبين الغدير والعين مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وهناك نخل ابن المعلّى وغيره. وبغدير خمّ قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلىّ : «من كنت مولاه فعلىّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه». وذلك منصرفه من حجّة الوداع ، ولذلك قال بعض الشيعة :

ويوما بالغدير غدير خمّ

أبان له الولاية لو أطيعا

وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (١) : (مهلّ أهل الشام من الجحفة ؛ ومهلّ أهل المدينة من ذى الحليفة ، ومهلّ أهل نجد من قرن ، ومهلّ أهل اليمن من يلملم). رواه أصحاب ابن عمر عن ابن عمر ، وأصحاب ابن عباس

__________________

(١) نص حديث ابن عمر فى البخارى (كتاب الحج): «مهل أهل المدينة ذو الحليفة ، ومهل أهل الشام مهيعة ، وهى الجحفة ؛ وأهل نجد قرن. قال ابن عمر رضى الله عنهما : زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ولم أسمعه ؛ ومهل أه اليمن يلملم».

١٨

عنه ؛ ورواه غير واحد عن عائشة وأنس (١) وجابر بن عبد الله وعمرو بن العاص ، كلّهم عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم. وقد روى من طريق ابن جريج ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل المشرق ذات عرق (٢). والصحيح أنه توقيت عمر رحمه الله ؛ وفى خلافته افتتحت العراق.

رجعنا إلى ذكر (٣) الجحفة :

وقد سماها رسول الله مهيعة أيضا ، قال عليه السلام : «اللهمّ انقل وبا (٤) المدينة إلى مهيعة» رواه هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عنه. وروى البخارى من طريق هشام أيضا ، عن أبيه ، عن عائشة ، فى حديث هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت (٥) : (لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال ، قالت : فدخلت عليهما ، فقلت : يا أبت ، كيف تجدك! ويا بلال كيف تجدك؟ قالت : فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول :

كلّ امرئ مصبّح فى أهله

والموت أدنى من شراك نعله

وكان بلال إذا أقلع عنه الحمّى (٦) يرفع عقيرته ويقول :

__________________

(١) أنس : كذا فى ز ، ق ، وهو الصحيح ، وانظر سند هذا الحديث أيضا فى رسم ذى الحليفة. وفى ج ، س : أبى ، وهو تحريف من قلم الناسخ.

(٢) نص حديث البخارى فى كتاب الحج : «عن ابن عمر رضى الله عنهما : لما فتح هذان المصران أتوا عمر ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حد لأهل نجد قرنا ، وهو جور عن طريقنا ، وإنا إن أردنا قرنا شق علينا. قال : فانظروا حذوها من طريقكم. فحد لهم ذات عرق».

(٣) ذكر : ساقطة من س ، ز.

(٤) كذا فى س ، ز. وفى ق ، ج : وباء ، بالمد.

(٥) فى س ، ز ، ق : قال.

(٦) الحمى : ساقطة من ج. وانظر عبارة الحديث فى البخارى فى باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة ، فهى التى نقلها المؤلف. وقد رواه البخارى أيضا فى باب حرم المدينة ، وفى كتاب المرضى والطب ، بإسقاط لفظ الحمى ؛ وفى رواية ابن ـ

١٩

ألا ليت شعرى هل أبيتنّ ليلة

بواد (١) وحولى إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مجنّة

وهل يبدون لى شامة وطفيل

قالت عائشة : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ ، وصحّحها (٢) ، وانقل حمّاها إلى الجحفة).

تلّ جحوش بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، وبالشين المعجمة : موضع معروف بالجزيرة ؛ قال عدىّ بن زيد :

بتلّ جحوش ما يدعو مؤذّنهم

لأمر رشد ولا يحتثّ أنفارا

الجيم والدال

جدد بضم أوله ، وفتح ثانيه ، بعده دال مثلها ، ويقال أيضا ذو جدد : موضع من تهامة ، قد حددته فى رسم دأثى ، وفى رسم تيماء المتقدم ذكرها ، قال عاسل بن غزيّة :

ثم انصببنا : جبال الصّفر معرضة

عن اليسار ، وعن أيماننا جدد

وجبال (٣) الصّفر : من تهامة.

وحدد : من أرض كلب ، يأتى ذكره (٤).

__________________

ـ هشام فى السيرة (طبعة الحلبى سنة ١٩٣٦ ج ٢ ص ٢٣٩): «قالت : وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت».

(١) فى السيرة لابن هشام ، وفى معجم البلدان ، ورواه المؤلف نفسه فى رسم فخ : «بفخ» وهو كما قال : موضع بينه وبين مكة ثلاثة أميال ، وبه مويه. وقال ياقوت فى المعجم : وهو واد بمكة.

(٢) عبارة الحديث ، كما فى البخارى : «وصححها ، وبارك لنا فى صاعها ومدها ، وانقل حماها ، فاجعلها بالجحفة»

(٣) فى ج : وجبل.

(٤) فى ج بعد ذكره : فى موضعه.

٢٠