معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ١

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - ج ١

المؤلف:

أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي


المحقق: مصطفى السقا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣٥٢

جوفه أحساء ماء ، منها حسى يقال له الهدّار ، يفور بماء كثير ، بحذائه حاميتان سوداوان ، فى جوف إحداهما مياه ملحة ، يقال لها الرّفدة ، حواليها نخلات وآجام يستظلّ بها المارّ ، شبيهة بالقصور ، وهى لبنى سليم ؛ وبإزائها شواحط ، وهو مذكور فى موضعه.

أبلىّ بضمّ أوّله ، مشدّد الياء ، على وزن فعلىّ : موضع تنسب إليه رجلة أبلىّ ، وهو مذكور فى حرف الراء.

أبنبم بفتح أوله وثانيه ، وبعده نون ساكنة ، وباء معجمة بواحدة مفتوحة : موضع مذكور محدّد فى رسم يبنبم ، سبق (١) وصفه هناك.

أبنى مضمومة الأوّل ، ساكنة الثانى ، بعده نون ، على وزن فعلى : موضع بناحية البلقاء من الشام ، وهى التى روى فيها الزّهرى عن عروة عن أسامة بن زيد : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى أبنى ، فقال ائتها صبا حاثم حرّق). ومن روى فى هذا الحديث «أبلى» باللام ، فقد صحّف ، لأنّ أبلى فى ناحية نجد ؛ وقد ذكرناها محدّدة قبل هذا. ورواه أبو داود بالسّند (٢) المذكور : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى أسامة ، وقال : أغر على أبنى صباحا ثم حرّق). وقال أبو داود : سمعت ابن أبى عمر العدنىّ قال : سمعت أبا مسهر قيل له أبنى ، قال : نحن أعلم ، هى بين (٣) فلسطين والبلقاء ، هى التى بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا أبا أسامة مع جعفر بن أبى طالب وعبد الله بن رواحة. فقتلوا جميعا رحمهم الله بمؤتة ، من أرض البلقاء.

__________________

(١) الصحيح : «سيأتى». ولعل هذا سهو من الناسخ.

(٢) فى ج : «بالمسند».

(٣) كذا فى ق. وفى س ، ج : يبنى.

١٠١

أبهر بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، وبعده هاء مفتوحة ، وراء مهملة : موضع ، قال ابن أحمر :

أبا سالم إن كنت ولّيت ما ترى

فأسجح فقد لاقيت سكنا بأبهرا

أبهر (١) بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده هاء مفتوحة ، وراء مهملة : موضع من الجبل ، إليه ينسب الفقيه المالكى البغدادىّ : أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الأبهرىّ.

الأبواء بفتح أوّله ومدّ آخره : قرية جامعة ، مذكورة فى رسم الفرع ، ورسم قدس ، ورسم الحشى ، والمسافة بينها وبين المدينة مذكورة فى رسم العقيق. والأبواء : الأخلاط من الناس ، قال كثيّر : إنما سمّيت الأبواء للوباء الذي بها ؛ ولا يصحّ هذا إلّا على القلب. وبواديها من نبات الطّرفاء مالا يعرف فى واد أكثر منه. وعلى خمسة أميال منها مسجد للنبى صلى الله عليه وسلم. وبالأبواء توفّيت أمّه عليه السلام. وأوّل غزواته عليه السلام غزوة الأبواء ، بعد اثنى عشر شهرا من مقدمه المدينة يريد بنى ضمرة ، وبنى بكر بن عبد مناة بن كنانة ، فواد عنه بنو ضمرة ، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يلق كيدا.

الأبواص بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وبعده واو مفتوحة ، وألف وصاد مهملة : موضع مذكور فى رسم الأخراص.

أبيدة بفتح أوله ، وبالدال المهملة : منزل بنى سلامان من الأزد بالسّراة ، قال ساعدة.

__________________

(١) ترجم المؤلف «أبهر» فى موضعين لاختلاف المعنيين ، ولعله سهو منه.

١٠٢

فجاء (١) كدرّ من حمير أبيدة

يمجّ لعاع البقل فى كلّ مشرب (٢)

كدرّ : حمار صلب. وقال أبو داود : أبيدة : أرض خثعم ، وأنشد لعامر ابن الطّفيل:

ونحن صبحنا حىّ أسماء غارة

أبالت حبالى الحىّ من وقعها دما

وبالنّقع من وادى أبيدة جاهرت

أنيسا وقد أردين سادة خثعما

يعنى أنس بن مدرك الخثعمىّ.

أبير بضم أوله وبالراء المهملة ، على وزن فعيل : جبل فى أرض ذبيان ، قال النابغة الذّبيانىّ :

خلال المطايا يتّصلن وقد أتت

قنان أبير دونها والكواتل

القنان : جمع قنّة. والكواتل : جبل أيضا ، وقيل : هو منزل فى طريق الرّقّة. وقد روى «الكواثل» بالثاء المثلثة ، وزعموا أنها أرض من أرض ذبيان. ذكر ذلك كلّه الطّوسى.

رأس الأبيض مذكور فى الرّءوس من حرف الراء.

إبين بكسر أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده ياء معجمة باثنتين من تحتها مفتوحة ثم نون : اسم رجل كان فى الزمن القديم ، وهو الذي تنسب إليه عدن إبين من بلاد اليمن. هكذا ذكره سيبويه فى الأبنية ، بكسر الهمزة على وزن إفعل ، مع إصبع وإشفى. وقال أبو حاتم : سألت أبا عبيدة كيف تقول إبين أو أبين؟ فقال إبين وأبين جميعا. قال الهمدانىّ : هو ذو أبين بن ذى يقدم بن الصّوّار (٣) بن عبد شمس بن وائل بن الغوث ، قال الرائش (٤) :

__________________

(١) فى ج «فجاء» بصيغة الفعل الماضى. والتصويب عن س ، ق ولسان العرب.

(٢) رواية الشطر الثانى من البيت فى لسان العرب هكذا. «بفائله والصفحتين ندوب

(٣) فى ج : «الصوأر» كجعفر.

١٠٣

واذكر به (١) سيّد الأقوام ذا بين

من القدام وعمرا والفتى التانى

أراد أبين ، وحمير ترطح (٢) مثل هذه الألف ، فتقول فى اذهب : ذهب

الهمزة والتاء

أتحم بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وبالحاء ، على وزن أفعل ، موضع باليمن ، وهو الذي تنسب إليه الثياب الأتحميّة.

أترب بفتح أوله ، وإسكان ثانيه ، بعده راء مهملة مفتوحة ، وباء معجمة بواحدة : قرية باليمامة ، وانظرها فى رسم يترب.

الأتم بفتح أوله ، وسكون ثانيه : موضع فى ديار بنى سليم ، قاله أبو عمرو الشّيبانى ، وأنشد لعمرو بن كلثوم أو غيره :

صبحناهنّ يوم الأتم شعثا

فراسا والقبائل من غفار

قال : وفراس وغفار : من كنانة. وقال غيره : الأتم : موضع بالعراق ، وأنشد للنابغة الذّبيانى :

فأوردهن بطن الأتم شعثا

يصنّ المشى كالحدأ التّؤام (٣)

الأتمة بفتح أوله وثانيه ، بعده ميم مفتوحة ، على وزن فعلة : واد من أودية البقيع ، الذي حماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهى أتمة ابن الزّبير ، وهى بساط طويلة واسعة ، تنبت عصما للمال ، وهناك بئر تنسب إلى ابن الزّبير. وكان الأشعث المدنىّ ينزل الأتمة ويلزمها ، فاستمشى ماشية كثيرة ، وأفاد مالا جزلا.

__________________

(١) فى ج : «وأذكرته». والبيت من البسيط.

(٢) فى س ، ق : «تطرح».

(٣) فى س ، ق «الخيام».

١٠٤

الهمزة والثاء

أثارب بفتح أوّله ، وراء مهملة مكسورة ، وباء معجمة بواحدة : موضع بالشام.

أثافت بضمّ (١) أوّله ، وبالفاء بعدها تاء معجمة باثنتين من فوقها. قال الهمدانىّ : وبعضهم يقول أثافة ، على لغة من يقول فى تابوت : تابوه. وهو فى بلاد همدان ، وهى دار الكباريّين ، من ولد ذى كبار بن سيف بن عمرو بن سبع بن السّبيع ابن صعب بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد.

أثال مضموم الأول : جبل بنجران ، قال امرؤ القيس :

ناعمة نائم أبجلها

كأنّ حاركها أثال

وقال محمد بن حبيب : أثال : واد قريب من مصر ، وهو وادى أيلة ، وقال كثيّر :

إذ هنّ فى غلس الظلام قوارب

أعداد أيلة من مياه أثال (٢)

وهذا غير الذي ذكره امرؤ القيس. وقال الجعدىّ فى أثال الذي عنى امرؤ القيس ، فأضافه إلى الكور ـ والكور : من ناحية نجران أيضا ـ قال : فحبىّ فالصفح فالثغر فالأجداد قفر والكور كور أثال وقال إبراهيم بن السّرىّ وقد أنشد قول لبيد :

على الأعراض أيمن جانبيه

وأيسره على كورى أثال

أثال : جبل ، وكوراه : جبلان قريب منه. وقال متمّم بن نويرة :

قاظت أثال إلى الملا وتربّعت

بالحزن عازبة تسنّ وتودع

__________________

(١) فى معجم البلدان : (بالفتح).

(٢) الشطر الثانى فى تاج العروس : «أوراد عين من عيون أثال» وفى معجم البلدان : «أعداد عين ... الخ».

١٠٥

قال أبو حنيفة : أثال : بالقصيم من بلاد بنى أسد ، والملا : لبنى أسد أيضا.

الأثاية بضم أوّله ، وبالياء أخت الواو ، وآخرها هاء ، وهى محدّدة فى رسم الرّويثة. وروى سلمة الضّمرىّ عن البهزىّ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج يريد مكّة وهو محرم ، حتّى إذا كان بالرّوحاء إذ حمار وحشىّ عقير ، فذكر ذلك للنبىّ صلى الله عليه وسلم ، فقال : دعوه ، فإنّه يوشك أن يأتى صاحبه ، فجاء البهزىّ ، وهو صاحبه ، فقال : يا رسول الله ، شأنك (١) بهذا الحمار ، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أبا بكر (٢) ، فقسمه بين الرّفاق. ثم مضى ، حتّى إذا كان بالأثاية ، بين الرّويثة والعرج ، إذا (٣) ظبى حاقف (٤) فى ظلّ ، وفيه سهم ، فزعم أن رسول الله صلعم أمر رجلا يقف عنده ، لا يريبه أحد من الناس حتّى يجاوزه.

أثبرة بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، وكسر الباء المعجمة بواحدة ، وراء مهملة ، معرفة لا ينصرف : بلد. ويقال : يثبرة (٥) ، تبدل الهمزة ياء ، كما قالوا : أزنىّ ويزنىّ. وليس بجمع ثبير : الجبل المعروف بمكة (٦) كما ظنّ بعضهم ، قال الراعى :

أو رعلة من قطا فيحان حلّأها

عن ماء أثبرة الشّبّاك والرّصد

الأثبة بفتح أوّله وثانيه ، بعده باء معجمة بواحدة ، مفتوحة أيضا ، على

__________________

(١) فى س ، ق : «شأنكم».

(٢) «أبا بكر» : ساقطة من ج.

(٣) فى ج : «إذ».

(٤) حاقف : أى نائم قد انحنى فى نومه. (عن النهاية لابن الأثير).

(٥) ذكرها صاحبا اللسان والتاج فى مادة «ثبر» وأنشدا بيت الراعى. والذي فى معجم ياقوت : «يثربة» ، وأنشد بيت الراعى.

(٦) «بمكة» : ساقطة من ج.

١٠٦

وزن فعلة ، وهى أرض بالبقيع ، سمّيت بغدير بها ، يقال له الأثبة ، وهى أرض كثيرة النّخل ، كانت وقفا على عبّاد بن حمزة بن عبد الله بن الزّبير. قال الزّبير (١) بن بكّار : وكان ينزلها يحيى بن الزّبير.

إثبيت بكسر أوّله ، وسكون ثانيه ، بعده باء معجمة بواحدة مكسورة ، ثم ياء ، ثمّ تاء معجمة باثنتين : جبل فى ديار بنى (٢) تميم ، قال جرير :

أتعرف أم أنكرت أطلال دمنة

بإثبيت فالجونين بال جديدها

وقال ابن مقبل :

أو قدن نارا بإثبيت التى رفعت

من جانب القفّ ذات الضال والهبر

وكان بإثبيت يوم من أيّامهم ، قال الراعي فى وقعتهم بكلب :

نشرناهم أيّام إثبيت بعدما

شفينا غلالا بالرماح العواتر (٣)

يقال : عتر يعتر ، وخطر يخطر. إذا اهتزّ واضطرب.

ذات الأثل موضع بين ديار بنى أسد وديار بنى سليم ، وفيه (٤) اقتتل الفريقان ، وطعن ربيعة بن ثور الأسدىّ صخر بن عمرو بن الشّريد فى جنبه ، وفات القوم من تلك الطّعنة ، ومرض منها حولا ، وفى ذلك يقول صخر :

سائل بنى أسد وجمعهم

بالجزع ذى الطّرفاء والأثل

وبنو الشّريد يقولون : إن هذا اليوم يوم الكلاب.

ذو الأثل موضع بودّان ، بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، قال النّصيب :

__________________

(١) «قال الزبير» : ساقطة من ج.

(٢) «بنى» : ساقطة من ج.

(٣) فى س ، ق : «نشدناهم» بدل : «نشرناهم» و «الغليل» بدل. «غلالا».

وفى معجم البلدان :

«نتونا عليهم يوم إثبيت بعدما

شفينا غليلا ... الخ»

(٤) فى ج : «وفيها».

١٠٧

عفا الجرف ممّن حلّه فأجاوله

فذو الأثل من ودّان وحش منازله

وانظره فى رسم الأخراب.

أثلة بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، وبالهاء : موضع ، قال زياد بن عليّة الهذلىّ :

بلا هاد هداها ما تسدّى

إليها بين أثلة فالقدام

وأظنّها تلقاء مصر. وقال معقل بن خويلد :

لعمرك ما خشيت وقد بلغنا

جبال الجوز من بلد تهام

صريخا (١) محلبا من أهل لفت

لحىّ بين أثلة فالنّحام (٢)

يقول : صعدنا فى السّراة ، وهى تنبت الجوز.

أثماد (٣) بفتح أوله ، جمع ثمد : موضع مذكور محدد فى رسم شباك ، وفى رسم السيلحين ، تنسب إليه برقة.

برقة الأثماد موضع مذكور ، محدّد فى رسم السّيلحين ، وفى رسم شباك.

وسأعيد ذكره فى حرف الباء ، عند ذكر البرق.

الإثمد بفتح الهمزة ، وسكون الثاء ، وضمّ الميم ، كأنه جمع ثمد : موضع ، قال امرؤ القيس :

تطاول ليلك بالإثمد

ونام الخلىّ ولم ترقد

أثور بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه (٤) ، بعده واو وراء مهملة : هو الموصل.

__________________

(١) كذا فى الأصول : وفى اللسان والتاج ومعجم البلدان : «نزيعا».

(٢) كذا فى الأصول. وفى معجم البلدان واللسان وتاج العروس. «النجام» بالجيم قال فى التاج : والنجام ككتاب : واد أو موضع ، وأنشد بيت معقل بن خويلد الهذلى. ثم قال : هكذا فسروه. ويحتمل أن يكون «النجام» هنا جمع نجمة للنبت.

(٣) سقط الكلام على هذه الترجمة من ج.

(٤) فى معجم البلدان : بالفتح ، ثم الضم وسكون الواو.

١٠٨

مذكور فى رسم سيحون. وإنّما سمى الموصل لأنّه وصل بين الفرات ودجلة.

أثيث بفتح أوله ، وكسر ثانيه ، بعده ياء معجمة باثنتين من تحتها ، ثم ثاء معجمة بثلاث.

وأثيّث بضم أوله ، تصغير أثيث ، وتخفّف ياؤه ، فيقال أثيث : قلتان بشرقىّ البقيع فى الحرّة ، يبقى ماؤهما ويصيف ، وهما مذكورتان فى رسم البقيع ، ورسم حرض.

ذو أثير بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، بعده ياء وراء مهملة : ثنيّة عند ذى قرد (١). ذكر ذلك أبو جعفر الطّبرىّ ، وانظره فى رسم ذى قرد (٢).

والمشهور فى صحراء أثير ضمّ الهمزة ، وفتح الثاء ، على التصغير ، منسوبة إلى أثير بن عمرو السّكونى المتطبّب ، وهو الذي استخرج من رئة شاة عرقا ، وأدخله فى جراحة علىّ ، رضى الله عنه ، ثم نفخ العرق واستخرجه ، فإذا عليه بياض الدّماغ ، فقال : اعهد عهدك يا أمير المؤمنين.

الأثيل بضمّ أوّله ، مصغّر ، على وزن فعيل : موضع بالصّفراء ، مذكور محدّد فى رسمها.

الهمزة والجيم

أجأ بفتح أوّله وثانيه ، على وزن فعل ، يهمز ولا يهمز ، ويذكّر ويؤنّث ، وهو مقصور فى كلا الوجهين ، من همزه وترك همزه ، وهو أحد جبلى طيّئ ، قال امرؤ القيس ، فهمزه وأنّثه :

أبت أجأ أن تسلم العام جارها

فمن شاء فلينهض لها من مقاتل

__________________

(١) فى ج : «قردد».

(٢) فى ج : «قردد».

١٠٩

وقال العجّاج ، فلم يهمزها :

فإن تصر ليلى بسلمى أو أجا

أو باللّوى أو ذى حسا ويأججا

أو حيث كان الولجات ولجا

أو حيث رمل عالج تعلّجا

أو حيث صار بطن قوّ عوسجا

أو ينتهى الحىّ نباكا فالرّجا

بجوف بصرى أو بجوف توّجا

أو يجعل البيت رتاجا مرنجا

ذو حسا : موضع بالبادية ، فى أرض غطفان. ويأجج : موضع قريب من مكة ، مما يلى التّنعيم. والولج : مكان يسمّى بهذا الاسم. والولجة من الأرض : مكان يدخل فى غيره ، مأخوذ من الولوج. ورمل عالج : فى شقّ فزارة إلى أرض كلب. وتعلّج : دخل بعضه فى بعض. وقوّ : موضع دون النّباج بالجزيرة. وقوله : «أو يجعل البيت رتاجا مرتجا» ، يريد : أو يصير خباؤها مرتجا بجوف بصرى من أرض الشام. وتوّج : من أرض فارس. ونباك : من أرض البحرين. والرّجا : أرض قبل نجران.

وقال أبو علىّ القالىّ فيما نقله عن رجاله : كانت سلمى امرأة ، ولها خلم يقال له أجأ ، والتى تسدّى الأمر بينهما العوجاء ، فهرب أجأ بهما ، فلحقه زوج سلمى ، فقتل أجأ وصلبه على ذلك الجبل ، فسمّى به ، وفعل كذلك بسلمى على الجبل الآخر فسمى بها : والعوجاء : جبل هنالك أيضا ، صلب عليه المرأة الأخرى ، فسمّى بها.

وقال محمد بن سهل الكاتب : كان أجأ بن عبد الحيّ ، تعشّق سلمى بنت حام من العماليق ، وكانت العوجاء حاضنة سلمى ، والرسول بينهما ، فهرب بهما إلى هذه الجبال ، فسمّيت بهم. والعوجاء : جبل هناك أيضا ، ويسمّى بالحاضنة ، لما كانت العوجاء حاضنة سلمى. وقال أبو النّجم ، فترك همزة أجأ :

١١٠

«قد جبّرته جنّ سلمى وأجا»

الأجارب بفتح أوّله وثانيه ، وبالراء المهملة المكسورة ، وبالباء المعجمة بواحدة ، على وزن أفاعل ، كأنّه جمع أجرب : موضع فى ديار بنى جعدة ، فى رسم حبىّ.

أجارد بضمّ الهمزة ، وبالراء والدال المهملتين ، على وزن أفاعل : موضع.

هكذا ذكره سيبويه فى الأبنية ، وذكر معه أحامر : اسم موضع أيضا.

الأجاول موضع قد تقدّم ذكره فى رسم أبضة ، مفتوح الأوّل والثانى ، مكسور الواو. وقال محمّد بن حبيب : الأجاول : نواحى كلفى ، وهى بين الجار وودّان ، أسفل من الثنيّة ، قال كثيّر :

عفت ميت كلفى بعدنا فالأجاول

فأثماد (١) حسنى فالبراق القوابل

وقال النّابغة الذبيانىّ :

أهاجك من أسماء رسم المنازل

ببرقة نعميّ فذات الأجاول

ويروى : بروضة نعميّ. وقال النّصيب :

عفا الجرف ممّن حلّه فأجاوله

فذو الأثل من ودّان وحش منازله

وهذا يشهد لصحّة قول محمد بن حبيب.

الأجباب كأنّه جمع جبّ : موضع فى ديار بنى جعفر بن كلاب ، قال زهير :

كأنّها من قطا الأجباب حلّأها

ورد وأفرد عنها أختها الشّرك

قال لبيد : «وبنو ضبينة حاضر والأجباب» وقال الطّائى :

والجعفريّون استقلّت عيرهم

عن قومهم وهم نجوم كلاب

__________________

(١) كذا فى ج هنا وفى سائر الأصول. وفى ج فى رسم «الجار» : «أحماد».

١١١

حتّى إذا أخذ الفراق بقسطه

منهم وشطّ بهم عن الأجباب

ويروى : عن الأحباب.

أجبال جمع جبل : موضع فى ديار بنى أسد ، وهناك قتلت بنو أسد بدر بن عمرو أبا حذيفة بن بدر ، وهناك قبره ، قال الحطيئة :

فقبر بأجبال وقبر بحاجر

وقبر القليب أسعر القلب ساعره

قبر بحاجر : يعنى قبر حصن بن حذيفة ، قتيل بنى عقيل. ويعنى بالقليب : جفر الهباءة ، وهناك قبر حذيفة بن بدر ، قتيل بنى عبس.

أجدث بفتح أوّله ، ودال مهملة مضمومة ، وثاء مثلثة ، على وزن أفعل : موضع قبل ذات عرق ، قال المتنخّل :

عرفت بأجدث فنعاف عرق

علامات كتحبير النّماط

الأجرد أحد جبلى جهينة ، والثانى الأشعر ، وإليهما تنسب أوديتهم. والأجرد : ممّا يلى بواط الجلسىّ ، وهما بواطان.

فمن أودية الأجرد التى تسيل فى الجلس : مبكثة ، وهى تلقاء وادى بواط. ويلى مبكثة رشاد ، وهو يصبّ فى إضم ، وكان اسمه غوى فيما تزعم جهينة ، فسمّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم رشادا ، وهو لبنى دينار (١) إخوة الرّبعة. ويلى رشادا الحاضرة ، وبها قبر عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، وهى عين لهم ، ويصبّ على الحاضرة البلىّ ، وفيه

__________________

(١) فى ج هنا : «ذبيان» وهو تحريف. وقد ذكره البكرى صحيحا فى رسم : «الأشعر». وقال : وبنو دينار موالى بنى كلب بن كثير ؛ وكان دينار طبيبا لعبد الملك بن مروان ، وأخوه الربعة من بنى جهينة. وقال السهيلى فى غزوة بواط : وبواط جبلان فرعان لأصل ، وأحدهما جلسى ، والآخر غورى ، وفى الجلسى بنو دينار ، ينسبون إلى دينار مولى عبد الملك بن مروان.

١١٢

نخل ، وهو لمحمّد بن إبراهيم اللهبىّ ، ثم يلى الحاضرة تبرز ، وبه عيون صغار : عين لعبد الله بن محمد بن عمران الطّلحى ، يقال لها الأذنبة ، وهى خير ما له ؛ والظّليل لمبارك التركى ، و

عيون تتبدّد فى أسنان الجبال.

ومن أودية الأجرد التى تصبّ فى الغور هزر ، وهى لبنى جشم ، رهط من بنى مالك ، وفيه يقول أبو ذؤيب :

«أكانت كليلة أهل الهزر (١)»

ومن مياه جهينة بالأجرد : بئر بنى سباع ، وهى بذات الحرى ، وبئر الحواتكة ، وهى بزقب الشّطّان ، الذي ذكره كثيّر فقال :

كأنّ أناسا لم يحلّوا بتلعة

فيضحوا ومغناهم من الدار بلقع

ويمرر عليها فرط عامين قد خلت

وللوحش فيها مستراد ومرتع

مغانى ديار لا تزال كأنّها

بأصعدة الشّطّان ريط مضلّع

وهو بالمنصف بين عين بنى هاشم التى بملل ، وبين عين إضم.

الأجشر بفتح أوّله ، وبالشين المعجمة المضمومة ، والراء المهملة : موضع مذكور فى رسم فيف.

الأجفر كأنّه جمع جفر : ماء مذكور فى رسم ضريّة.

أجلى بفتح أوله وثانيه ، على وزن فعلى ، هكذا ذكره سيبويه : موضع ببلاد بنى فزارة ، وهو على الوادى المعروف بالجريب ، قال الراجز :

حلّت سليمى جانب الجريب

بأجلى محلّة الغريب

وقال النّمر بن تولب :

__________________

(١) رواية بيت أبى ذؤيب فى اللسان وتاج العروس هى :

لقال الأباعد والشامتو

ن كانوا كليلة أهل الهزر

١١٣

خرجن من الخوار وعدن فيه

وقد وازنّ من أجلى برعن

وأجلى بعيد من الخوار. وقال ثعلب : قال مزيد أبو المجيب الرّبعى : أجلى : هضيبات حمر ، بين فلجة ومطلع الشمس ، وماؤهنّ الثّعل ، اجتمع فيه النّصىّ (١) والصّلّيان والرّمث ، بجهراء من نجد طيبة ، والجهراء : الصحراء ؛ ولذلك قالت بنت الخسّ وسئلت : أىّ البلاد امرأ؟ قالت : خياشيم الحزن ، أو جواء الصّمّان. قيل : ثم أىّ؟ قالت : أزهاء أجلى أنّى شئت. وروى أبو حنيفة ، قيل : ثم أىّ ، قالت : أزهاء أجأ أنّى شئت. قال : وأجأ : أحد جبلى طيّئ ، وهواؤه أطيب الأهوية.

وموضع آخر يقال له إيجلى ، مذكور فى حرف الهمزة والياء.

الأجماد بفتح أوّله ، وسكون ثانيه ، بعده ميم وألف ودال مهملة ، على وزن أفعال : أرض بناحية البصرة ، قال الأعشى :

أنّى تذكّر ودّها وصفاءها

سفها وأنت بصوّة الأجماد

ويروى : بصوّة الأجداد ، وانظره فى رسم شباك.

أجماد عاجة مثل الأوّل ، مضاف إلى عاجة ، عين مهملة وجيم ، على مثل حاجة : أرض دون المدينة ، قال ابن مقبل :

ألا ليت ليلى بين أجماد عاجة

وتعشار أجلى عن صريح فأسفرا

أجنادين بفتح الهمزة والنون والدال المهملة ، بعدها ياء ونون ، على لفظ التثنية ، كأنّه تثنية أجناد : موضع من بلاد الأردنّ بالشام ، وقيل : بل من أرض فلسطين ، بين الرّملة وجيرون ، قال كثيّر :

إلى أهل أجنادين من أرض منبج

على الهول إذ ضفر القوى متلاحم

__________________

(١) كذا فى س ، ق. وفى ج : الحلى ، وهو النصى.

١١٤

ومنبج بالجزيرة. وقال أيضا :

فإلّا تكن بالشام دارى مقيمة

فإنّ بأجنادين منّى ومسكن

مشاهد لم يعف التّنائى قديمها

وأخرى بميّافارقين فموزن

مسكن : من أرض العراق ، وهو موضع معسكر مصعب ، وبه قتل. يخبر كثيّر أنه كان مع عبد الملك فى حروبه تلك.

الأجواف على وزن أفعال ، كأنّه جمع جوف مذكور ، محدّد فى رسم القاعة.

الأجول جبل مذكور فى رسم فيد ، محدّد ، مفتوح الأوّل ، ساكن الثانى بعده واو مفتوحة ، على وزن أفعل ، قال المتنخّل :

فالتطّ بالبرقة شؤبوبه

والرعد حتّى برق الأجول

أجياد بفتح أوّله ، وإسكان ثانيه ، وبالياء أخت الواو ، والدال المهملة ، كأنّه جمع جيد : موضع من بطحاء مكة ، من منازل قريش البطاح. وقد بيّنت منازلهم بيانا شافيا فى رسم بطحاء مكة ، قال عمر بن أبى ربيعة :

هيهات من أمة الوهّاب منزلنا

إذا حللنا بسيف البحر من عدن

واحتلّ أهلك أجيادا فليس لنا

إلا التذكّر (١) أو حظّ من الحزن

وقال أبو صخر الهذلىّ :

«ودارها بين منعوق وأجياد»

قال العتبىّ : ومن رواية يونس بن عمرو عن أبيه ، عن أبى عبيدة البصرى ، أن رعاء الإبل ورعاء الغنم تفاخروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأوطأهم رعاء الإبل غلبة ، قالوا : ما أنتم يا رعاء النّقد؟ هل تخبّون أو تصيّدون؟

__________________

(١) كذا فى س ، ق والأغانى. ورواية البيت فى معجم البلدان :

وجاورت أهل أجياد فليس لنا

منها سوى الشوق أو حظ من الحزن

١١٥

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعث موسى وهو راعى غنم ، وبعث داوود وهو راعى غنم ، وأنا راعى غنم أهلى بأجياد. فغلبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أجيادون بزيادة واو ونون ، مذكور فى رسم بطحاء مكة.

الأجيفر بضمّ أوّله ، وفتح ثانيه ، بعده ياء ساكنة ، وفاء مكسورة ، ثم راء مهملة ، على وزن أفيعل ، كأنّه تصغير أجفر : موضع فى ديار بنى أسد. قال كثيّر :

مقيم بالمجازة من قنونى

وأهلك بالأجيفر فالثّماد

الهمزة والحاء

أحاظة بضم الهمزة ، وبالظاء المعجمة أخت الطاء ، على وزن فعالة : بلد ، قال الشّنفرى :

فعبّت غشاشا ثمّ مرّت كأنّها

مع الفجر ركب من أحاظة مجفل

وقد قيل إنّ أحاظة قبيلة من ذى الكلاع من حمير ، وهو الصحيح.

أحامر بضمّ الهمزة وبالميم والراء المهملة ، على وزن أفاعل ، هكذا ذكره سيبويه فى الأبنية : اسم جبل ، وقد تقدّم تحديده وذكره فى رسم أبلى.

الاحتّ (١) بفتح أوّله ، وبالتاء المعجمة باثنتين ، على وزن أفعل : موضع فى بلاد هذيل ، قال أبو قلابة :

أيأسك (٢) من صديقك ثمّ يأسى (٣)

ضحى يوم الأحتّ من الإباب

يريد : يأسك من الإياب ، وهو مذكور فى رسم ألبان.

__________________

(١) فى معجم البلدان : «الأحث» بالثاء المثلثة.

(٢) فى معجم البلدان : «فيأسك».

(٣) فى ج ومعجم البلدان : «يأسا».

١١٦

أحجاء بفتح أوّله وإسكان ثانيه ، بالجيم ممدود : موضع ينسب إليه رجلة أحجاء. يأتى ذكرها فى الراء والجيم.

أحجار جمع حجر : موضع كثير الحجارة ، تنسب إليه برقة أحجار ، قال جرير :

ذكرتك والعيس العتاق كأنّها

ببرقة أحجار قياس من القضب

أحجار المراء موضع بمكّة ، على لفظ جمع (١) حجر ، كانت قريش تتمارى عندها ، وهى صفىّ السّباب. روى زرّ عن أبىّ قال : «لقى النّبيّ صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء ، فقال : إنّى بعثت إلى أمّة أمّيّة ، فيهم الغلام والعجوز والشيخ العاسى. فقال جبريل : فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف».

أحد جبل تلقاء المدينة دون قناة إليها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد طلع له (٢) : «أحد هذا جبل يحبّنا ونحبّه» رواه قتادة عن أنس ، عنه صلى الله عليه وسلم. ورواه عبّاس بن سهل ، عن أبى حميد الساعدىّ عنه. ورواه مالك عن عمرو مولى المطّلب ، عن أنس ، عن النّبيّ عليه السلام.

ولمّا خرج المشركون إلى المدينة لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نزلوا بعينين ، فى جبل ببطن السّبخة من قناة ، وسرّحوا الظهر فى زروع كانت بالصّمغة من قناة للمسلمين ، ومشى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، على الشّوط ، من حرّة بنى حارثة ، ثم قال : من رجل يخرج بنا على القوم من كثب فى طريق لا يمرّ بنا عليهم؟ فقال أبو خيثمة أخو بنى حارثة بن الحارث :

__________________

(١) كلمة «جمع» : ساقطة من ج.

(٢) فى ج : «به».

١١٧

أنا يا رسول الله. فنفذ به فى حرّة بنى حارثة وبين أموالهم ، حتّى نزل به (١) الشّعب من أحد ، فى عدوة الوادى إلى الجبل ، فجعل عسكره وظهره إلى أحد.

أمّ أحراد بفتح أوّله وبالراء المهملة والدال المهملة ، على وزن أفعال : بئر مذكورة محدّدة فى رسم سجلة.

أحراض بفتح أوّله وبالراء المهملة والضاد المعجمة ، على وزن أفعال : ماء بالمدينة ، قال ابن مقبل :

وأقفر منها بعد ما قد تحلّه

مدافع أحراض وما كان يخلف

الأحصّ بالصاد المهملة ، على وزن أفعل : واد لبنى تغلب ، كانت فيه بعض وقائعهم مع إخوتهم بكر ، قال مهلهل :

وادى الأحصّ لقد سقاك من العدى

فيض الدّموع بأهله الدّعس

الدّعس : من منازل بكر. وقال جرير :

عادت همومى بالأحصّ وسادى

هيهات من بلد الأحصّ بلادى

وهو مذكور فى رسم «شبيث». وبالأحصّ قتل جسّاس بن مرّة كليب ابن ربيعة.

الأحفاء بالفاء أخت القاف ، على وزن أفعال ، مفتوح الأوّل : بلد ، قال طفيل :

شربن بعكّاش الهبابيد شربة

وكان لها الأحفا خليطا تزايله

قصر الأحفاء ضرورة. ويروى : «الأخفا» بالخاء المعجمة. وعكّاش والهبابيد : ماءان لباهلة ، ويقال : هبّود اسم ماء ، فجمعه.

__________________

(١) «به» : ساقطة من ج ، ق.

١١٨

الأحفار بفتح أوّله ، وبالفاء أخت القاف ، والراء المهملة ، على وزن أفعال : موضع فى بلاد بنى تغلب ، قال الأخطل :

تغيّر الرّسم من سلمى بأحفار

وأقفرت من سليمى دمنة الدار

الأحقاف التى كانت منازل عاد ، اختلف فيها ، فقيل : هو جبل بالشام ، عن الضّحّاك. وقال مجاهد : الأحقاف حشاف من حسمى ؛ هكذا رواه الحربى عنه ؛ والحشاف : الحجارة فى الموضع السهل. وروى أبو عبيد الهروىّ عن الأزهرىّ أنه قال : الأحقاف منازل عاد ، رمال مستطيلة بشحر عمان ، ويقال للرمل إذا عظم واستدار : حقف ؛ وقيل إذا أشرف واعوجّ قال الهمدانى : الأحقاف بحضر موت.

قال : وروى ابن الكلبى عن رجاله ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : كنّا عند على بن أبى طالب رضى الله عنه فى خلافة عمر ، فسأل رجلا عن حضرموت ، فقال أعالم أنت بحضر موت؟ قال : إذا جهلتها فما أعلم غيرها. قال : أتعرف موضع الأحقاف؟ قال : كأنّك تسأل عن قبر هود. قال : نعم. قال : خرجت وأنا غلام فى أغيلمة من الحىّ ، نريد أن نأتى قبره ، لبعد صيته ، فسرنا (١) فى وادى الأحقاف أيّاما ، وفينا من قد عرف الموضع ، حتّى انتهينا إلى كثيب أحمر ، فيه كهوف ، فانتهى بنا ذلك الرجل إلى كهف منها ، فدخلناه ، فأمعنّا فيه ، فانتهينا إلى حجرين قد أطبق أحدهما فوق الآخر ، وفيه خلل يدخل منه (٢) [الرجل](٣) النحيف متجانفا ، فرأيت رجلا على

__________________

(١) كذا فى س ، ق ومعجم البلدان. وفى ج : «فصرنا».

(٢) كذا فى ق ومعجم البلدان. وفى س ، ج : «منها».

(٣) ما بين القوسين زيادة عن معجم البلدان.

١١٩

سرير ، شديد الأدمة ، كثّ اللحية ، قد يبس على سريره ، وإذا لمست شيئا من جسده وجدته صلبا ، وعند رأسه كتاب بالعربيّة :

أنا هود [النّبيّ](١) الذي (٢) آمنت بالله (٣) ، وأسفت على عاد لكفرها ، وما كان لأمر الله من مردّ.

قال علىّ : كذا سمعته من أبى القاسم ، صلى الله عليه وسلم.

إحليل بكسر أوله : اسم واد. قال : كانف العريمىّ :

فلو تسألى عنّا لنبّئت أنّنا

بإحليل لا نزوى ولا نتخشّع

قال أبو الفتح : ينبغى أن يكون سمّى تشبيها بأحاليل الضّرع ، أى مجاريه ؛ وذلك أن الوادى يجرى بالسّيل ، وكذلك سمّى ، من ودى يدى أى سال ، ولم يصرفه ، لأنّه ذهب به إلى البقعة ، ومثله قراءة من قرأ : (إنّك بالوادى المقدّس طوى) ، فلم يصرفه للتعريف والتأنيث.

الأحناءبفتح أوّله وبالنون ، ممدود على وزن أفعال ، كأنّه جمع حنو : موضع مذكور فى رسم فلج.

الأحوران بالواو والراء المهملة ، كأنه تثنية أحور : موضع رمل معروف بديار (٤) كلب.

غدت من رخيخ ثم راحت عشيّة

بحيران إرقال الهجين المجفّر

وتقطع رمل الأحورين براكب

صبور على طول السّرى والتّهجّر

أحوس بفتح أوّله ، وبالواو والسين المهملة ، على وزن أفعل : موضع نخل ببلاد مزينة. وأحوس من الأكحل ؛ قال معن بن أوس :

__________________

(١) ما بين القوسين زيادة عن معجم البلدان.

(٢) هذه الجملة ساقطة من معجم البلدان.

(٣) كذا فى ن. وفى س ، ج : «بدار».

١٢٠