قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإحاطة في أخبار غرناطة [ ج ٣ ]

الإحاطة في أخبار غرناطة [ ج ٣ ]

46/456
*

أبو الحسن النّباهي في تذييله لتاريخ مالقة : كان رجلا ساذجا ، مخشوشنا ، سنّيّ المنازع ، شديد الإنكار على أهل البدع. جلس للتّحليق العام بالمسجد الجامع ، وأقرأ به الفقه والعربية والفرائض.

مشيخته : قال : منهم أبو علي بن أبي الأحوص ، وأبو جعفر بن الزبير ، وأبو محمد بن أبي السّداد ، والقاضي أبو القاسم ابن السّكوت. قال : وأنشد للزاهد أبي إسحاق بن قشوم ، قوله : [الطويل]

يروقك يوم العيد حسن ملابس

ونعمة أجسام ولين قدود

أجل لحظات الفكر منك فلا ترى

سوى خرق تبلى وطعمة دود

وأنشد لأبي عمرو الزاهد : [السريع]

تختبر الدّنير في ميذق

والدّرهم الزايف إذ يبهم

والمرء إن رمت اختبارا له

ميذقه الدّنير والدّرهم

من عفّ عن هذا وهذا معا

فهو التّقيّ الورع المسلم

تواليفه : له تقييد حسن في الفرائض ، وجزء في تفضيل التّين على التّمر ، وكلام على نوازل الفقه.

وفاته : وتوفي في الكائنة العظمى بطريف (١).

محمد بن أحمد بن علي بن قاسم المذحجي

من أهل ملتماس (٢) ، يكنى أبا عبد الله.

حاله : من «العائد» : كان ، رحمه الله ، من سراة بلده وأعيانهم ، أستاذا متفنّنا مقرئا لكتاب الله ، كاتبا بليغا ، شديد العناية بالكتب ، كثير المغالاة في قيمها وأثمانها ، حتى صار له من أعلاقها وذخائرها ما عجز عن تحصيله كثير من أهل بلده. كتب بخطّه ، وقيّد كثيرا من كتب العلم. وكان مقرئا مجوّدا ، عارفا بالقراءات ، بصيرا بالعربية ، ثقة ضابطا ، مبرّزا في العدالة ، حريصا على العلم استفادة ثم إفادة ، لا يأنف من حمله عن أقرانه ، وانتفع به أهل بلده ، والغرباء أكثر.

__________________

(١) موقعة طريف : هي الموقعة الشهيرة التى كانت بين الإسبان وبني مرين ، وكان مع بني مرين قوات الأندلس بقيادة السلطان أبي الحجاج يوسف بن إسماعيل النصري ، سنة ٧٤١ ه‍ ، وكانت الهزيمة فيها للمسلمين. اللمحة البدرية (ص ١٠٥ ـ ١٠٦).

(٢) نرجح أنها منتماس Montemas ، من قرى بلّش ، كما سيأتي بعد قليل.