تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٢٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قريش غير مدافع ، قال : وتكلّمت (١) الأنصار ، فقالت : أبت الطلقاء إلّا عداوة ، فبلغ ذلك عثمان فدعا ابن عامر ، فقال : أبا عبد الرّحمن ، ق عرضك ، ودار الأنصار فألسنتهم ما قد علمت قال : فأفشى فيهم الصّلات والكساء ، فأثنوا عليه ، فقال له عثمان : انصرف [إلى عملك ، قال : فانصرف](٢) والناس يقولون قال ابن عامر ، وفعل ابن عامر ، فقال ابن عمر : إذا طابت المكسبة زكت النفقة ، ولم تحتمله البصرة ، فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له ، فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم ، فتقدّم ، فافتتح بست وما يليها ، ثم مضى إلى كابل ، وزابلستان فافتتحها (٣) جميعا ، وبعث بالغنائم إلى ابن عامر ، قالوا : ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئا شيئا من خراسان حتى افتتح هراة وبوشنج وسرخس ، وأبرشهر ، والطالقان ، والفارياب ، وبلخ ، فهذه خراسان التي كانت في زمن ابن عامر ، وزمن عثمان ، ولم يزل ابن عامر على البصرة وهو سيّر عامر بن عبد الله بن عبد قيس العنبري من البصرة إلى الشام بأمر عثمان بن عفان ، وهو أوّل (٤) من اتّخذ السوق للناس بالبصرة ، اشترى دورا فهدمها وجعلها سوقا ، وهو أوّل من لبس الخزّ بالبصرة ، لبس جبة دكناء ، فقال الناس : الأمير جلد دبّ ثم لبس جبّة حمراء فقالوا : لبس الأمير قميصا أحمر ، وهو أوّل من اتّخذ الحياض بعرفة ، وأجرى إليها العين ، وسقى الناس الماء ، فذلك جار إلى اليوم ، فلما استعتب عثمان من عماله كان فيما اشترطوا عليه أن يقرّ ابن عامر على البصرة لتحببه إليهم ، وصلته هذا الحي من قريش ، فلما نشب (٥) الناس في أمر عثمان دعا ابن عامر مجاشع بن مسعود ، فعقد له على جيش إلى عثمان ، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلا ، فقالوا : ما الخبر؟ قالوا : قتل عدو الله نعثل وهذه خصلة من شعره ، فحمل عليه زفر بن الحارث وهو يومئذ غلام مع مجاشع بن مسعود فقتله ، فكان أوّل مقتول [قتل](٦) في دم عثمان ، ثم رجع مجاشع إلى البصرة ، فلما رأى ذلك ابن عامر حمل ما في بيت

__________________

(١) بالأصل وم : «فكلمت» والمثبت عن ابن سعد.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن ابن سعد.

(٣) الأصل وم ، وفي ابن سعد : فافتتحهما.

(٤) كذا بالأصل وم ، وليست اللفظة في المطبوعة وابن سعد.

(٥) بالأصل وم : شتت ، والمثبت عن ابن سعد.

(٦) زيادة عن ابن سعد.

٢٦١

المال واستعمل (١) على البصرة عبد الله بن عامر الحضرمي ، ثم شخص إلى مكة ، فوافى بها طلحة والزبير وعائشة ، وهم يريدون الشام ، فقال : لا بل ائتوا البصرة ، فإن لي بها صنائع ، وهي أرض الأموال ، وبها عدد الرجال ، والله لو شئت ما خرجت [منها](٢) حتى أضرب بعض الناس ببعض ، فقال طلحة : هلا فعلت (٣) ، أشفقت على مناكب تميم ، ثم أجمع رأيهم على المسير إلى البصرة ، ثم أقبل بهم فلما كان من أمر الجمل ما كان وهزم الناس ، جاء عبد الله بن عامر إلى الزبير ، فأخذ بيده فقال : أبا عبد الله أنشدك الله في أمة محمّد ، فلا أمة محمد بعد اليوم أبدا ، فقال الزبير : خلّ بين الغارين يضطربان ، فإن مع الخوف الشديد المطامع ، فلحق ابن عامر بالشام حتى نزل دمشق ، وقد قتل ابنه عبد الرّحمن يوم الجمل ـ وبه كان يكنى ـ فقال حارثة (٤) بن بدر أبو العنبس الغداني في خروج ابن عامر إلى دمشق :

أتاني من الأنباء أنّ ابن عامر

أناخ وألقى في دمشق المراسيا

يطيف بحمّامي دمشق وقصره

فعيشك إن لم (٥) يأتك القوم راضيا

رأى (٦) يوم إنقاء العراض (٧) وقيعة

وكان إليها قبل ذلك داعيا

كأن السّريجيات (٨) فوق رءوسهم

بوارق غيث راح أو طفّ دانيا

فند نديدا لم ير الناس مثله

وكان عراقيا فأصبح شاميا

ولمّا خرج ابن عامر عن البصرة بعث عليّ إليها عثمان بن حنيف الأنصاري ، فلم يزل بها حتى قدم طلحة والزبير وعائشة ، ولم يزل عبد الله بن عامر مع معاوية بالشام ، ولم يسمع له بذكر في صفين ، ولكن معاوية لمّا بايعه الحسن بن علي ولّى بسر (٩) بن أبي

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي ابن سعد : واستخلف.

(٢) الزيادة عن ابن سعد.

(٣) عن ابن سعد ، وبالأصل وم : ففعلت.

(٤) بالأصل وم : «جارية بن بدر أبو العباس الغداني» والمثبت عن ابن سعد.

(٥) سقطت من الأصل وأضيفت عن م وابن سعد للوزن ، وفي ابن سعد : بعيشك.

(٦) بالأصل وم : «وإني» والمثبت عن ابن سعد.

(٧) كذا بالأصل وم والمطبوعة ، وفي ابن سعد : إنقاء الفراض.

(٨) في ابن سعد : «الشريجيات» والسريجيات نسبة إلى سريج كزبير قين معروف ، وهو الذي تنسب إليه السيوف السريجية. (تاج العروس ـ بتحقيقنا ـ مادة : سرج).

(٩) بالأصل وم : بشر ، خطأ والصواب ما أثبت عن ابن سعد ، وقد مرّ ترجمته في كتابنا.

٢٦٢

أرطأة للبصرة ، ثم عزله ، فقال له ابن عامر : إنّ لي بها ودائع عند قوم ، فإن لم تولّني البصرة ذهبت ، فولّاه البصرة ثلاث سنين ، ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة ، فقال معاوية : يرحم الله أبا عبد الرّحمن بمن نفاخر وبمن نباهي؟.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أحمد بن الحسين (١) ـ ببخارا ـ أنا أبو بكر [أحمد](٢) بن محمّد بن بسطام المروزي ، نا أحمد بن سيار الفقيه ، قال : قرئ على الحسن بن إسحاق ، عن سليمان بن صالح ، قال : ذكر مسلم بن محارب (٣) عن داود بن أبي هند.

أن عبد الله بن عامر بن كريز حين فتح خراسان قال : لأجعلنّ شكري لله أن أخرج من موضعي محرما ، فأحرم من نيسابور ، فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع ، وقال :

لبيك تضبط من الوقت الذي يحرم منه الناس.

قال : وأنا أبو الحسين بن الفضل (٤) ، أنا عبد الله بن [جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ـ حدثني عمار بن الحسن ، نا سلمة ، عن محمد بن إسحاق قال : ثم خرج عبد الله بن](٥) عامر من نيسابور معتمرا قد أحرم منها ، وخلّف على خراسان الأحنف بن قيس ، فلما قضى عمرته أتى عثمان بن عفان ، وذلك في السنة التي قتل فيها عثمان ، فقال له عثمان : لقد غرّرت بعمرتك حين أحرمت من نيسابور.

أخبرنا أبو غالب بن الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٦) قال : قال أبو عبيدة : وعلى الميمنة ـ يعني ميمنة طلحة والزبير يوم الجمل ـ وهي مضر ، عبد الله بن عامر ، ويقال : عبد الله بن الحارث (٧)

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي ، أنا المبارك بن

__________________

(١) بالأصل : «أحمد بن أبي الحسين» والمثبت عن م.

(٢) زيادة عن م ، سقطت اللفظة من الأصل.

(٣) بالأصل وم : «عازب» خطأ والمثبت عن المطبوعة.

(٤) بالأصل وم : «ابن عبد الفضل» خطأ ، والسند معروف.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم وزيادته لازمة ، والسند معروف وما زدناه يوافق عبارة المطبوعة.

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٨٤.

(٧) بالأصل وم : «الحول» والمثبت عن خليفة.

٢٦٣

عبد الجبار ، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، نا خلف بن سالم ، نا وهب بن جرير ، أنا جويرية بن أسماء قال : سمعت أبا بكر الهذلي يقول : قال علي بن أبي طالب يوم الجمل : أتدرون من حاربت؟ أمجد الناس أو أنجد الناس ، يعني ابن عامر ، وأشجع الناس ـ يعني الزبير ـ وأدهى الناس طلحة بن عبيد الله.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص (١) ، نا أحمد بن عبد الله بن سعيد ، نا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن محمّد ، وطلحة قالا (٢) : وأما ابن عامر فإنه خرج أيضا مشجّجا (٣) ـ يعني بعد الجمل ـ فتلقاه رجل من بني حرقوص يدعى مري (٤) فدعاه للجوار ، فقال : نعم ، فأجازه ، وأقام عليه ، فقال : أي البلدان أحبّ إليك؟ قال : دمشق ، فخرج في ركب من بني حرقوص حتى بلغوا به دمشق ، وقال حارثة بن بدر ، وكان مع عائشة وأصيب ابنه وأخوه ذراع (٥) :

أتاني من الأنباء أن ابن عامر

أناخ وألقى في دمشق المراسيا

يطيف بحمّامي دمشق وقصره (٦)

فعيشك إن لم تأتك اليوم راضيا

أجارتك منّا عصبة مازنية

تراها لدى الهيجاء تجر (٧) الأمانيا

كأنّ السّريجيات فوق رءوسهم

عشية غيث راح أو طفّ دانيا

فند نديدا لم ير الناس مثله

وكان عراقيا فأصبح شاميا

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٨) قال : وفيها ـ يعني سنة إحدى

__________________

(١) بالأصل وم : المخلصي.

(٢) انظر تاريخ الطبري ط بيروت (٣ / ٥٦) حوادث سنة ٣٦.

(٣) مهملة بدون نقط بالأصل وم ، والمثبت عن الطبري.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الطبري : مريّا.

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي الطبري : «زراع» وفي الأغاني ٨ / ٣٨٧ (ضمن أخبار حارثة بن بدر) وكان لحارثة بن بدر أخ يقال له : «درع» وبهامشها عن إحدى نسخها : «دراع» قال : وقد أحرق مع ابن الحضرمي بالبصرة.

(٦) بالأصل وم هنا : «وانها» والمثبت عن الرواية السابقة للبيت.

(٧) بالأصل وم : يجر.

(٨) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٠٤ و ٢٠٦ و ٢٠٧.

٢٦٤

وأربعين ـ ولّى ـ يعني معاوية ـ عبد الله بن عامر بن كريز البصرة ، وسنة أربع وأربعين افتتح ابن عامر كابل ، وفيها وفد ابن عامر إلى معاوية ، واستخلف على البصرة قيس بن الهيثم السّلمي ، وفيها ـ يعني سنة خمس وأربعين ـ عزل معاوية ابن عامر عن البصرة ، وولّى الحارث بن عمرو الأزدي ، فقدم في أوّل السنة ، ثم عزله وولّى زيادا ، فقدم البصرة في شهر ربيع الأول أو الآخر (١).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ ، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن (٢) أحمد بن محمّد بن الجهم الكاتب ، حدّثني أبي أبو طالب ، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي السّعيدي ، حدّثني إسحاق بن عيسى بن علي الهاشمي من كتب لهم عتيقة ، قال :

كان عبد الله بن عامر بالبصرة عاملا لمعاوية ، فضعّفه (٣) في عمله ضعفا شديدا حتى شكي إلى معاوية حتى (٤) أكثر عليه في أمره ، كتب إليه [يسأله](٥) أن يزوره ، فقدم عليه وكان يزوره ويأتيه ، ويتغدى عنده ، ثم دخل عليه يودّعه راجعا إلى عمله ، فودّعه وقبل وداعه ، ثم قال : إنّي سائلك ثلاثا ، فقال : هي لك ، وأنا ابن أم حكيم ، قال : ترد عليّ عملي ولا تغضب عليّ ، قال : قد فعلت ، قال : وهب لي مالك بعرفة ، قال : قد فعلت ، قال : وتهب لي دورك بمكة ، قال : قد فعلت ، قال : وصلتك رحم ، قال : وإنّي سألتك يا أمير المؤمنين ثلاثا ، فقل قد قد فعلت ، قال : قد فعلت ، وأنا ابن هند ، قال : تردّ إليّ مالي بعرفة ، قال : قد يردّ (٦) إليك مالك بعرفة ، قال : وتهب لي دورك بمكة (٧) ، قال : وتنكحني هند بنت معاوية ، قال : وقد فعلت ، قال : ولا تحاسبني عاملا ولا تتبع أثري ، قال : قد فعلت.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد المعدّل ، أنا

__________________

(١) قوله : «الأول أو الآخر» ليس في تاريخ بغداد.

(٢) في المطبوعة : علي بن محمد بن أحمد بن الجهم.

(٣) كذا بالأصل وم ، ولعل الصواب : «فضعّف» وهو ما يقتضيه السياق.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٨٨ «فلما» وهو أشبه.

(٥) زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور : «رددت» وهو أصوب.

(٧) قوله : «قال : وتهب لي دورك بمكة» سقط من مختصر ابن منظور والمطبوعة.

٢٦٥

أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) ، حدّثني أحمد بن شبويه ، نا سليمان بن صالح ، حدّثني عبد الله بن المبارك ، عن جرير بن حازم عن (٢) عبد الملك (٣) بن عمير ، عن قبيصة بن جابر عن (٤) معاوية في حديثه لما سأله عن من ترى لهذا الأمر من بعده ـ يعني الخلافة ـ؟ ئقال : وأما فتاها حياء وحلما وسخاء فابن عامر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عمر [محمد بن عبد الواحد الزاهد ببغداد ، نا ثعلب ، عن عمر](٥) ـ هو ابن شبّة ـ نا أبو سلمة أيوب بن عمر المرّي ، أخبرني عبد الله بن محمّد الفروي ، قال : اشترى عبد الله بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق ، يشرع (٦) بها داره عن السوق بثمانين أو سبعين ألف درهم ، فلما كان الليل سمع بكاء أهل خالد ، فقال لأهله : ما هؤلاء؟ قال : يبكون دارهم ، قال : يا غلام ، فأتهم فأعلمهم أن الدار والمال لهم جميعا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي بن إبراهيم ، أنا عبد الصمد بن علي بن المأمون ، أنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق ، أنا سليمان ، نا أبو الحسن عمر بن الحسن بن علي بن مالك القاضي ، أنا محمّد بن زكريا بن دينار الغلّابي ، نا ابن عائشة ، عن أبيه ، قال

لما ولي ابن عامر البصرة انحدر عليه صديقان له من أهل المدينة حتى سارا إلى البصرة ، ثم إن أحدهما ندم (٧) على مسيره ، وكان نزيها غنيّ القلب ، فقال لصاحبه : أنا راجع ، قال : أنشدك الله أبعدك الشقة البعيدة والنفقة الكثيرة ، ترجع صفرا؟ قال : إنّي لم أزل عن ابن عامر غنيا ، والذي أغناه قادر أن يغنيني عنه ، ثم اعتزم فرجع عنه ، فلم يلق ابن عامر قال : فقال صاحبه : ما علمت من رجوعه إلّا وقد ساءني ، غير أني كنت أتسلّا عن ذلك بفراغ وجه ابن عامر لي ، وأمّلت أن يجعل لي صلتي وصلة صاحبي ، قال :

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٩٣.

(٢) بالأصل وم : «بن» خطأ.

(٣) بالأصل وم : عبد الله ، خطأ والصواب ما أثبت.

(٤) بالأصل وم : «بن» خطأ.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن المطبوعة.

(٦) بالأصل : «يسرع» وفي مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٨٨ : ليشرع بها داره على السوق.

(٧) بالأصل وم : «قدم» والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٨٩.

٢٦٦

وكان لابن عامر رجل مقيم بالمدينة ، فكتب إليه بشخوص من شخص يريده ، ولا يقدم الرجل إلّا على جائزة معدّة ، وأمر قد أحكم له ، قال : فلما دخل عليه قال : أين أخوك؟

فقصّ عليه القصة (١) ، قال : فأمر للمقيم بصلته ، وأضعف ذلك للظاعن ، فخرج المقيم متوجها وهو يقول :

أمامة ما حرص الحريص بنافع

فتيلا ولا زهد المقيم بضائر (٢)

خرجنا جميعا من مساقط روسنا

على ثقة منا بجود ابن عامر

فلما أنخنا الناعجات (٣) ببابه

تخلّف عني الخزرجي ابن جابر

فقال ستكفيني عطية قادر

على ما أراد اليوم للناس قاهر

فقلت : خلالي وجهه ولعله

سيجعل لي خطّ الفتي المتأخر

فلما رآني سأل عنه صبابة

إليه كما حنت طراب (٤) الأباعر

فأضعف عبد الله إذ غاب حظّه

على حظّ لهفان من الجوع فاغر

وأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي

ولا ضائري شيء خلاف المقادر

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمّد بن علي بن عاصم ، أنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق ، أنا علي بن الفرج بن علي العنبري (٥) ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن عبّاد بن موسى العكلي ، نا الحسن بن علي بن زبّان البصري ، مولى بني هاشم ، حدّثني سفيان بن عبدة الحميري ، وعبيد بن يحيى الهجري قالا :

خرج إلى عبد الله بن عامر بن كريز وهو عامل العراق لعثمان بن عفّان ، رجلان من أهل المدينة أحدهما ابن جابر بن عبد الله الأنصاري ، والآخر من ثقيف ، فكتب به إلى عبد الله بن عامر فيما يكتب به من الأخبار ، فأقبلا يسيران حتى إذا كانا بناحية البصرة قال الأنصاري للثقفي : هل لك في رأي رأيته؟ قال : أعرضه ، قال : رأيت أن تنيخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا ونمسّ ماء ثم نصلّي ركعتين ، ونحمد الله على ما قضى من

__________________

(١) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٩٠ القصص.

(٢) بالأصل وم : بصائر والمثبت عن المختصر.

(٣) الناعجات : جمع ناعجة ، وهي الناقة البيضاء ، والسريعة (قاموس).

(٤) الإبل الطراب التي تنزع إلى أوطانها (اللسان).

(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : العكبري.

٢٦٧

سفرنا ، قال : هذا الذي لا يردّ ، فتوضّيا ثم صلّيا ركعتين ركعتين ، فالتفت الأنصاري إلى الثقفي فقال : يا أخا ثقيف ، ما رأيك؟ قال : وأيّ موضع رأي هذا؟ قضيت سفري وانصبت بدني ، وأنضبت (١) راحلتي ، ولا مؤمّل دون ابن عامر ، فهل لك رأي غير هذا؟ قال : نعم ، قال : إنّي لمّا صلّيت هاتين الركعتين فكّرت فاستحييت من ربي أن يراني طالبا رزقا من غيره ، اللهمّ رازق ابن عامر ارزقني من فضلك ، ثم ولّى راجعا إلى المدينة ، ودخل الثقفي البصرة ، فمكث أياما فأذن له ابن عامر ، فلمّا رآه رحّب به ثم قال : ألم أخبر أنّ ابن جابر خرج معك؟ فخبّره خبره ، فبكى ابن عامر ، ثم قال : أما والله ما قالها أشرا ولا بطرا ، ولكن رأى مجرى الرّزق ومخرج النعمة ، فعلم أنّ الله الذي فعل ذلك ، فسأله من فضله ، فأمر للثقفي بأربعة آلاف درهم وكسوة ، وطرف ، وأضعف ذلك كله للأنصاري ، فخرج الثقفي وهو يقول :

أمامة ما حرص الحريص بزائد

فتيلا ولا زهد الضعيف بضائر (٢)

خرجنا جميعا من مساقط رءوسنا

على ثقة منّا بخير ابن عامر

فلما أنخنا الناعجات ببابه

تأخر عني اليثربيّ ابن جابر

وقال : ستكفيني (٣) عطية قادر

على ما يشاء اليوم ، بالخلق قاهر

وإن (٤) الذي أعطى العراق ابن عامر

لربي الذي أرجو لسدّ مفاقري

فلما رآني سال عنه صبابة

إليه كما حنّت طراب الأباعر

فأضعف عبد الله إذ غاب حظّه

على حظّ لهفان من الحرص فاغر

فأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي

ولا ضائري شيء خلاف المقادر

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال : قرأت في كتاب أبي عبيد الله المرزباني بخطه ، وحدّثني محمّد (٥) بن أحمد بن محمّد بن عمر المعدّل عنه ، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن الجمال ، نا الحسن بن عليل العتري ، نا

__________________

(١) عن م وبالأصل : وأنصبت.

(٢) بالأصل وم : بصاير ، وقد مرّ.

(٣) بالأصل وم : سيكفيني.

(٤) هذا البيت ورد في الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٣٠ نسبة إلى ابن أذينة.

(٥) بالأصل وم : «أبو محمد» حذفنا «أبو» فهي مقحمة ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٢١٣.

٢٦٨

عباس بن فرج الرياشي ، حدّثني الوليد [بن هشام](١) القحذمي (٢) قال : وعد عبد الله بن عامر أنس بن أبي أناس (٣) شيئا ، وقد كان عوّده ذلك ، قال : فمطله ، فقام إليه بمكة في الموسم فقال :

ليت شعري عن خليلي ما الذي

غاله في الودّ حتى ودعه؟

لا تهنّي بعد إذ أكرمتني

وقيح عادة منتزعه

فاذكر البلوى التي أبليتني

ومقالا قلته في المجمعة

لا يكن برقك برقا خلّبا

إنّ خير البرق ما الغيث معه

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد البلخي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (٤) ، نا إبراهيم بن الحسين بن علي ، أنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي ، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، نا ليث بن أبي سليم مولى معاوية عن مغراء (٥) الضّبّي ، قال :

لما قدم عبد الله بن عامر الشام أتاه من شاء الله أن يأتيه من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وغيرهم إلّا أبو الدرداء ، فإنه لم يأته ، فقال : لا أرى أبا الدرداء أتاني فيمن أتى ، فلآتينّه ولأقضينّ من حقه ، فأتاه فسلّم عليه ، وقال له : أتاني أصحابك ، ولم تأتني فأحببت أن آتيك وأقضي من حقك ، فقال له أبو الدرداء : ما كنت قطّ أصغر في عين الله ولا في عيني منك اليوم إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرنا أن نتغير عليكم إذا تغيّرتم.

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم (٦) الحافظ ، أنا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا داود بن رشيد ، نا أبو المليح ، عن ميمون ـ يعني ابن مهران ـ قال : أراد ابن

__________________

(١) بياض بالأصل ، والذي أضفناه بين معكوفتين عن المطبوعة ، وسقطت اللفظتان من م والكلام متصل.

(٢) تقرأ بالأصل وم : «الفندمي» والمثبت عن المطبوعة.

(٣) بالأصل وم : «إياس» خطأ ، والصواب ما أثبت ، وهو شاعر مشهور ، ترجمته في المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٥٥. والشعر والشعراء لابن قتيبة ص ٣٦١.

(٤) بالأصل وم : منجاب ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.

(٥) مغراء بفتح أوله وسكون ثانيه والمدّ (تقريب التهذيب).

(٦) الخبر في ذكر أخبار أصبهان ١ / ٦٢.

٢٦٩

عمر شرى أهل بيت كان (١) يعجبهم فأعطى بهم ألف دينار ، فأبي عليه ذاك (٢) فاشتراهم عبد الله بن عامر بن كريز بعشرة آلاف دينار فأعتقهم.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، أنا أبو الحسين الكارزي (٣) ، أنا علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد ، نا يزيد بن هارون ، عن عمرو بن ميمون بن مهران : أن عبد الله بن عامر حين مرض مرضه الذي مات فيه ، فدخل عليه أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفيهم ابن عمر ، قال : ما ترون في حالي؟ قال : ما نشكّ أنّ لك في النجاة ، قد كنت تقري الضيف ، وتعطي المختبط.

قال أبو عبيد : المختبط الذي يسأله عن غير معرفة كانت بينهما ، ولا يد سلفت منه إليه ولا قرابة.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو يعلى بن الفرّاء.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، قالا : أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى ، أنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، نا عيسى ـ يعني ابن سالم الشاشي ـ نا أبو المليح ، عن ميمون ، قال :

بعث عبد الله بن عامر حين حضرته الوفاة إلى مشيخة أهل المدينة ، وفيهم ابن عمر ، فقال : أخبروني كيف كانت سيرتي؟ قال : كنت تصدّق وتعتق ، وتصل رحمك ، قال : وابن عمر ساكت ، فقال : يا أبا عبد الرّحمن ما يمنعك أن تتكلم؟ قال : قد تكلم القوم ، قال : عزمت عليك لتكلمنّ (٤) ، فقال ابن عمر : إذا طابت المكسبة زكت النفقة ، وستقدم فترى.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن محمّد بن علي ، أنا أحمد بن الحسن ، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا

__________________

(١) في ذكر أخبار أصبهان : كان يعجب منهم.

(٢) بالأصل وم : «فأتى» والمثبت عن ذكر أخبار أصبهان.

(٣) في م : «الكازري» خطأ والصواب ما أثبت بتقديم الراء وهذه النسبة إلى كارز ، قرية بنواحي نيسابور على نصف فرسخ منها.

(٤) في م : لتتكلمن.

٢٧٠

أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (١) ، قال : قال مسدّد : مات سعيد بن العاص ، وأبو هريرة ، وعائشة ، وعبد الله بن عامر (٢) سنة سبع أو ثمان وخمسين.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي (٣) ، أنا ابن الغمر (٤) ، أنا أبو سليمان الرّبعي ، قال : قال الهيثم : [فيها يعني سنة سبع وخمسين مات سعيد بن العاص وعبد الله بن عامر. قال : وقال ابن قتيبة](٥) فيها ـ يعني سنة تسع وخمسين ـ مات عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بمكة ، وذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح ، عن الهيثم بذلك.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٦) ، قال : وفيها ـ يعني سنة تسع وخمسين ـ مات عبد الله بن عامر بن كريز.

٣٣٥٨ ـ عبد الله بن عامر

أبو عمران ـ ويقال : أبو عبيد الله ، ويقال :

أبو عامر (٧) ـ اليحصبي (٨) قارئ أهل الشام (٩)

قرأ القرآن العظيم على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وقرأ المغيرة على

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ١ / ٥٠٢ في ترجمة سعيد بن العاصي الأموي.

(٢) في التاريخ الكبير : وعبد الله بن عباس.

(٣) بالأصل وم : السلمي ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٤) بالأصل وم : «العمر» خطأ والصواب ما أثبت وضبط وهو : مكي بن محمد بن الغمر ، انظر تبصير المنتبه ٣ / ٩٧١.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة.

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٢٦.

(٧) زيد في كناه في تهذيب الكمال : وقيل : أبو نعيم ، وقيل : أبو عثمان ، وقيل : أو معبد ، وقيل : أبو محمد ، وقيل : أبو موسى ، والأول أصح (يعني : أبو عمران).

(٨) نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وهذا ما عليه المحققون من النّسّاب ، كما في تهذيب الكمال ، والصاد في يحصب مثلثة (قاموس).

(٩) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٤٤ تهذيب التهذيب ٣ / ١٧٩ طبقات القرّاء للجزري ١ / ٤٢٣ معرفة القرّاء الكبار للذهبي ١ / ٨٢ ترجمة رقم ٣٣ أخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٠٣ ميزان الاعتدال ٢ / ٤٤٩ شذرات الذهب ١ / ١٥٦ الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٢٧ سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٩٢ تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠ ص ٣٩٩) انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٢٧١

عثمان ، وقيل : إنّ ابن عامر قرأ على عثمان نفسه.

وولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني (١).

وقيس بن الحارث الغامدي (٢).

قرأ عليه القرآن : إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وأبي عبيد الله مسلم بن مشكم ، وهما من أقرانه ، ويحيى بن الحارث الذّماري.

وروى عنه : عبد الله بن العلا ، بن زبر ، ومحمد بن الوليد الزبيدي ، ويحيى بن الحارث الذماري وجعفر بن ربيعة ، وربيعة بن يزيد ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، ومعاوية بن يزيد الرّقاشي ، وأخوه عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب ، أنا القاضي أبو المكارم محمّد بن سلطان بن محمد الغنوي (٣).

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وأنا (٤) أبي أبو العباس ، عن يحيى بن الحارث ، أنا أبو (٥) محمّد عبد العزيز بن أحمد ، والحسين بن محمّد بن أبي الرضا ، وغنائم بن أحمد بن عبيد الله ، وأبو القاسم بن أبي العلاء.

ح وأنا أبو الحسن علي (٦) ابن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز الصوفي ، وعلي بن الخضر بن عبدان ، وغنائم بن أحمد الخياط ، وأبو القاسم بن أبي العلاء.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن البرّي (٧) ، نا عمّي أبو الفضل عبد الواحد بن علي.

__________________

(١) ثمة سقط في الكلام بالأصل وم أخلّ بالمعنى ، وقد أثبت في المطبوعة عن هامش إحدى النسخ : وروي عن معاوية بن أبي سفيان ، وواثلة بن الأسقع ، والنعمان بن بشير ، وفضالة بن عبيد ـ قصة.

وزيد في من روى عنهم في تهذيب الكمال : أبا أمامة صدي بن عجلان الباهلي ، وأبا إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله.

(٢) بالأصل وم : «العامري» والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٣) إعجامها مضطرب بالأصل وم ، والصواب ما أثبت عن المطبوعة.

(٤) كذا ورد السند بالأصل وم ، وفي المطبوعة : أنا أبي أبو العباس ، وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد.

(٥) كذا ورد السند بالأصل وم ، وفي المطبوعة : أنا أبي أبو العباس ، وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد.

(٦) عن م ، وبالأصل : «عن».

(٧) بالأصل : «ابن أبي البري» والمثبت عن م.

٢٧٢

وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، وأبو يعلى حمزة بن علي ، وأبو العشائر محمّد بن الخليل ، قالوا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.

[قالوا](١) أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم (٢) بن أبي نصر ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا وهب بن جرير ، أنا أبي ، قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدّث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن جعفر بن ربيعة عن عبد الله بن عامر عن معاوية (٣) بن أبي سفيان ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّما أنا خازن ، وإنّما يعطي الله عزوجل ، فمن أعطيته عطاء أنا به طيّب النفس بورك له فيه ، ومن أعطيته عطاء عن شره نفس ، وشدّة مسئلة كان كالذي يأكل ولا يشبع» [٦٠١٥].

وروي من وجه آخر عن ابن عامر : أخبرنا أعلى من هذا بدرجة أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين ، وأبو طاهر أحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن سليمان الغضائري ـ بحلب ـ نا سوّار بن عبد الله ، نا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت سفيان الثوري ، عن معاوية بن صالح ، عن يزيد بن ربيعة ـ هكذا قال : وإنما هو ربيعة بن يزيد ـ عن (٤) عبد الله بن عامر ، قال : سمعت معاوية يخطب على المنبر يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين» [٦٠١٦] ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنما أنا خازن ، فمن أعطيته عطاء عن طيبة نفس فهو مبارك لأحدكم ، ومن أعطيته عن مسألة فهو كالآكل لا يشبع» [٦٠١٧].

وهما مختصران من حديث :

أخبرناه ـ أعلى من الأول بدرجتين : ـ أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد ، وأمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالا : أنا أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، نا حرملة ، نا ابن وهب ، حدّثني معاوية ، عن ربيعة بن يزيد ، عن

__________________

(١) الزيادة عن المطبوعة وهي مستدركة فيها بين معكوفتين.

(٢) بالأصل وم : «عن أبي القاسم» خطأ والصواب ما أثبت.

(٣) بالأصل وم : «عبد الله بن عامر بن ربيعة بن أبي سفيان».

(٤) بالأصل وم : «بن» والصواب ما أثبت. وانظر بداية الترجمة فقد روى عنه ربيعة بن يزيد.

٢٧٣

عبد الله بن عامر : أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر بدمشق يقول : يا أيها الناس إيّاكم وأحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلّا حديثا كان يذكر في عهد عمر ، فإن عمر رجل (١) يخيف الناس في الله عزوجل ، قال : ثم قال : ألا إنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».

ألا وإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أنا خازن ، وإنما الله عزوجل يعطي ، فمن أعطيته عطاء عن طيب نفس فالله يبارك فيه ، ومن أعطيته عطاء عن شره وشدّة مسئلة فهو كالذي يأكل ولا يشبع» ، ألا وإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يزال (٢) أمّة من أمّتي قائمة على الحقّ لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ، حتى يأتي أمر الله ، وهم ظاهرون على الناس» [٦٠١٨].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى موسى بن محمّد بن حيّان (٣) ، نا عبد الرّحمن ـ يعني ابن مهدي ـ عن معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : سمعت معاوية يخطب على منبر دمشق يقول : إياكم والأحاديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلّا حديثا ذكر على عهد عمر ، فإنّ عمر ـ رحمه‌الله ـ كان يخيف الناس في الله ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».

وسمعته يقول : «إنّما أنا خازن ، وإنّما يعطي الله ، فمن أعطيته عطاء عن طيبة نفس قمن (٤) أن يبارك لأحدكم ، ومن أعطيته بشره وشدّة مسألة فهو كالذي يأكل ولا يشبع».

وسمعته يقول : «لا تزال أمّة من أمّتي على الحق ، لا يضرّهم من خالفهم ، ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» [٦٠١٩].

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن محمد (٥) ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة (٦) ، قال : سمعت أبا مسهر ـ

__________________

(١) بالأصل وم : «رجلا».

(٢) كذا بالأصل وم.

(٣) بالأصل «حبان» والمثبت عن م.

(٤) كذا بالأصل وم. والقمن : الخليق والجدير.

(٥) بالأصل وم : أحمد ، خطأ والصواب عن مشيخة ابن عساكر ص ٢٣٥ / أرقم ١٤٦٨.

(٦) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٤٤.

٢٧٤

أو حدّثت عنه ـ عن عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي ، قال : قال لي إسماعيل بن عبيد الله : على أخيك قرأت القرآن.

وقال لي إسماعيل بن عبيد الله : أخوك أكبر مني بخمس سنين.

قال : ونا أبو زرعة (١) ، حدّثني هشام ، نا عراك بن خالد بن يزيد المرّي ، نا يحيى بن الحارث الذّماري ، قال : قرأت على عبد الله بن عامر ، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب ، وقرأ المغيرة بن أبي شهاب على عثمان بن عفان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، وعلي بن يزيد ، السّلميان (٢) ، قالا : أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ـ زاد الفقيه : وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرزاق بن أبي الفضيل (٣) الكلاعي قالا : ـ أنا أبو (٤) الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم (٥) ، نا هشام بن عمّار ، نا عراك بن خالد ، قال : سمعت يحيى بن الحارث الذّماري يقول : جمعت القرآن على عبد الله بن عامر اليحصبي ، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفان ليس بينه وبينه أحد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي (٦) الخاني (٧) ، وأبو القاسم إسماعيل (٨) بن علي بن الحسين الحمّامي الصوفيان ـ بأصبهان ـ قالا : أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن الحسين بن مهرايزد (٩) النحوي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ،

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٤٩.

(٢) فوق السين فتحة ، (ضبط قلم) بالأصل.

(٣) عن م ، وبالأصل : الفضل.

(٤) عن هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.

(٥) بالأصل وم : حريم ، خطأ والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ التعريف به.

(٦) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل ، والصواب ما أثبت ، عن مشيخة ابن عساكر ص ٢٠٦ / أرقم ١٢١٣.

(٧) بالأصل وم : «الحاني» والمثبت عن مشيخة ابن عساكر.

(٨) عن م ، سقطت الكلمة من الأصل.

(٩) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل. والمثبت عن إنباه الرواة ٣ / ١٩٤ وانظر شذرات الذهب ٣ / ٣٠٧ ومرآة الجنان ٣ / ٨٣.

٢٧٥

قالا : نا هشام بن عمّار ، أنا عراك بن خالد بن صالح بن صبيح المرّي قال : سمعت يحيى بن الحارث الذّماري قال : قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي ، وقرأ عبد الله على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وقرأ المغيرة على عثمان قال هشام : وحديث عراك هذا عندنا أصح ، وذاك أن الوليد بن مسلم حدّثنا عن يحيى بن الحارث ، عن عبد الله بن عامر ، أنه قرأ على عثمان [بن عفان](١).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن أبي القاسم علي بن الفضل بن طاهر ، أنا أبو علي أحمد بن محمّد الأصبهاني ، نا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا علي بن عبد العزيز ، نا أبو عبيد القاسم بن سلام ، نا أبو مسهر [عبد الأعلى بن مسهر](٢).

قال الطبراني : وحدّثنا أيضا عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج الهاشمي ، نا عبد الأعلى بن مسهر عن أيوب بن تميم ، والوليد بن مسلم ، جميعا عن يحيى بن الحارث ، عن عبد الله بن عامر ، قال : قال لي فضالة بن عبيد : أمسك عليّ هذا المصحف ، ولا تردّنّ (٣) عليّ ألفا ولا واوا ، وستأتي أقوام لا يسقط عليهم ألف ولا واو ، وذكر الحديث.

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي ، نا علي بن عمر بن محمّد القزويني ، أنا عمر بن أحمد بن هارون الآجري ، نا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي ، نا ابن أبي الدنيا ، نا زياد بن أيوب ، نا زياد بن الحباب ، أخبرني معاوية بن صالح ، أخبرني معاوية بن يزيد الرقاشي ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : كنت (٤) [عند] فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاءه رجلان يختصمان في باز ، فقال أحدهما : وهبته له ، وأنا أرجو أن يثيبني منه ، وقال الآخر : وهب لي بازا ، ولم أسأله إياه ، ولم أتعرّض له ، فقال : اردد إليه بازه أو (٥) أثبه منه ، فإنما يرجع في المواهب النساء وشرار الأقوام.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن

__________________

(١) الزيادة عن م ، واللفظتان سقطتا من الأصل.

(٢) الزيادة بين معكوفتين عن م ، سقطت من الأصل.

(٣) عن م وبالأصل : «تزدن».

(٤) بالأصل وم : كتب ، والمثبت والزيادة عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٩٣.

(٥) بالأصل وم : «وأثبه» والمثبت عن مختصر ابن منظور.

٢٧٦

يعقوب ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان ، نا أبي ، نا أبو مسهر عن صدقة بن خالد ، نا الوليد بن سليمان بن أبي السّائب ، قال : سمعت ربيعة بن يزيد يقول : سمعت عبد الله بن عامر يقول : أرسل معاوية النعمان بن بشير ، حديث فيه طول.

قال أبي : وسمع عبد الله بن عامر هذا من فضالة بن عبيد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا يوسف بن رباح (١) بن علي ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عبد الله بن عامر اليحصبي قال أبو مسهر : أدرك معاوية ، وأدرك إمارة عمر بن عبد العزيز ، قال أبو مسهر : لم يدرك عثمان ، وأظنه أدرك معاوية ، وغيره يثبت ذلك.

أخبرنا أبو البركات أيضا ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن بن أحمد ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط (٢) قال : في الطبقة الثانية من أهل الشام : مات عبد الله بن عامر اليحصبي في سنة ثمان عشرة ومائة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، قالا :

نا محمّد بن سعد (٣) ، قال : في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : عبد الله بن عامر اليحصبي ، مات سنة ثمان عشرة ومائة ـ زاد ابن الفهم : وكان قليل الحديث ـ.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا

__________________

(١) بالأصل وم : «رياح» خطأ ، والصواب ما أثبت ، قياسا إلى سند مماثل.

(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٦٧ رقم ٢٩٣٩.

(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٧.

٢٧٧

أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (١) ، قال : عبد الله بن عامر أبو عمران اليحصبي ، سمع معاوية ، روى عنه ربيعة بن يزيد ، وجعفر بن ربيعة ، ويحصب من اليمن.

ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) ، قال : عبد الله بن عامر اليحصبي أبو عمران ، ويحصب من اليمن ، روى عن معاوية ، روى عنه ربيعة [بن يزيد ، وجعفر بن ربيعة](٣) سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عنه يحيى بن الحارث الذّماري ، وقرأ عليه القرآن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد ، أنا جعفر بن محمّد ، نا أبو زرعة ، قال في الطبقة الثالثة : وعبد الله بن عامر اليحصبي القاضي ، وقال أبو مسهر : قد قضى في أيّام الوليد.

أنبأنا أبو القاسم العلوي ، نا عبد العزيز الصوفي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال : أخوان : عبد الله بن عامر اليحصبي القارئ وعنه أخذت القراءة العثمانية بالشام ، وأخوه عبد الرّحمن بن عامر ، سمعته من أبي مسهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين (٤) بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير بن جوصا ، قال : سمعت أبا [الحسن](٥) بن سميع يقول في الطبقة [الثالثة](٦) : عبد الله بن عامر اليحصبي قارئ

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ١٥٦.

(٢) الجرح والتعديل ٥ / ١٢٢.

(٣) ما بين معكوفتين سقط الأول وأضيف عن الجرح والتعديل للإيضاح.

(٤) بالأصل وم : «أبو الحسن ، خطأ ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٥) بياض بالأصل ، والزيادة لازمة للإيضاح ، وفي م : «سمعت ابن سميع».

(٦) الزيادة عن المطبوعة ، سقطت اللفظة من الأصل وم.

٢٧٨

أهل الشام ، دمشقي ، روى عن فضالة بن عبيد [و](١) معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد العتيقي.

ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي (٢) قال : عبد الله بن عامر روى عنه ربيعة بن يزيد ، شامي ، تابعي ، ثقة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي ، [سمع معاوية ، روى عنه ربيعة بن يزيد ، وجعفر بن ربيعة. قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عامر عبد الله بن عامر اليحصبي](٣) عن معاوية ، روى عنه ربيعة بن يزيد.

وقال في موضع آخر : أبو عمران.

أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (٤) ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو عمران : عبد الله بن عامر اليحصبي الدمشقي ، ويحصب من اليمن ، سمع معاوية بن أبي سفيان ، روى عنه ربيعة بن يزيد الدمشقي ، وجعفر بن ربيعة القرشي كنّاه لنا محمّد ، قال : حدّثنا محمّد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٥) ، قال : سمعت أبا مسهر ـ أو حدّثت عنه ـ عن عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي ، قال : قال إسماعيل بن عبيد الله (٦) : على أخيك قرأت

__________________

(١) سقطت الواو من الأصل وزيدت من م.

(٢) كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٦٢.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك للإيضاح عن المطبوعة.

(٤) بالأصل وم : الهمداني ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.

(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٤٤.

(٦) بالأصل وم : «عبد الله» والصواب عن تاريخ أبي زرعة.

٢٧٩

القرآن ، وقال لي إسماعيل بن عبيد الله : أخوك أكبر منّي بخمس سنين.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصّريفيني ، نا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكتّاني ، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد ، قال : وأمّا أهل الشام فيسندون قراءتهم إلى عبد الله بن عامر اليحصبي ، وكان عبد الله أخذ القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وأخذها المغيرة عن عثمان بن عفان.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت ، أنا أبو العلاء ، أنا أبو بكر ، أنا أبو أميّة بن الغلّابي ، نا أبي ، قال (١) : قال رجل كان من ناحية الشام وذكر أنّ عطية بن قيس ، وعبد الله بن عامر اليحصبي ويرون (٢) أنه أدرك معاوية ، وكانا عالمي دمشق ، يقرءان الناس القرآن.

أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم ، قال : قال أبو مسهر ثم ولي ـ يعني القضاء ـ عبد الله بن عامر اليحصبي ، ثم زرعة بن ثوب.

قال : ونا أبو زرعة (٤) ، نا أبو مسهر أو حدّثت عنه ، حدّثني عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي ، عن أخيه عبد الله بن عامر ، قال : قال الوليد بن عبد الملك : أين مجلسك يا ابن عامر؟ (٥) مجلسك بين الجنانة (٦) والقنطرة.

قال عبد الرّحمن بن عامر : فكان إسماعيل بن عبيد الله يقول لي : هذا مجلسكم ابن عامر.

قال (٧) : ونا أبو زرعة ، حدّثني هشام ، قال : سمعت الهيثم بن عمران ، قال : كان عبد الله بن عامر رئيس أهل المسجد.

__________________

(١) بالأصل وم : قالا.

(٢) بالأصل وم : ويروي ، والمثبت عن المطبوعة.

(٣) الخبر في تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٠١.

(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٤٣.

(٥) بياض بالأصل وم مقدار كلمة ، والكلام متصل في تاريخ أبي زرعة الدمشقي.

(٦) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «الجبانة» وفي تاريخ أبي زرعة : الحناية.

(٧) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٤٣.

٢٨٠