أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٣
قريش غير مدافع ، قال : وتكلّمت (١) الأنصار ، فقالت : أبت الطلقاء إلّا عداوة ، فبلغ ذلك عثمان فدعا ابن عامر ، فقال : أبا عبد الرّحمن ، ق عرضك ، ودار الأنصار فألسنتهم ما قد علمت قال : فأفشى فيهم الصّلات والكساء ، فأثنوا عليه ، فقال له عثمان : انصرف [إلى عملك ، قال : فانصرف](٢) والناس يقولون قال ابن عامر ، وفعل ابن عامر ، فقال ابن عمر : إذا طابت المكسبة زكت النفقة ، ولم تحتمله البصرة ، فكتب إلى عثمان يستأذنه في الغزو فأذن له ، فكتب إلى ابن سمرة أن تقدم ، فتقدّم ، فافتتح بست وما يليها ، ثم مضى إلى كابل ، وزابلستان فافتتحها (٣) جميعا ، وبعث بالغنائم إلى ابن عامر ، قالوا : ولم يزل ابن عامر ينتقص شيئا شيئا من خراسان حتى افتتح هراة وبوشنج وسرخس ، وأبرشهر ، والطالقان ، والفارياب ، وبلخ ، فهذه خراسان التي كانت في زمن ابن عامر ، وزمن عثمان ، ولم يزل ابن عامر على البصرة وهو سيّر عامر بن عبد الله بن عبد قيس العنبري من البصرة إلى الشام بأمر عثمان بن عفان ، وهو أوّل (٤) من اتّخذ السوق للناس بالبصرة ، اشترى دورا فهدمها وجعلها سوقا ، وهو أوّل من لبس الخزّ بالبصرة ، لبس جبة دكناء ، فقال الناس : الأمير جلد دبّ ثم لبس جبّة حمراء فقالوا : لبس الأمير قميصا أحمر ، وهو أوّل من اتّخذ الحياض بعرفة ، وأجرى إليها العين ، وسقى الناس الماء ، فذلك جار إلى اليوم ، فلما استعتب عثمان من عماله كان فيما اشترطوا عليه أن يقرّ ابن عامر على البصرة لتحببه إليهم ، وصلته هذا الحي من قريش ، فلما نشب (٥) الناس في أمر عثمان دعا ابن عامر مجاشع بن مسعود ، فعقد له على جيش إلى عثمان ، فساروا حتى إذا كانوا بأداني بلاد الحجاز خرجت خارجة من أصحابه فلقوا رجلا ، فقالوا : ما الخبر؟ قالوا : قتل عدو الله نعثل وهذه خصلة من شعره ، فحمل عليه زفر بن الحارث وهو يومئذ غلام مع مجاشع بن مسعود فقتله ، فكان أوّل مقتول [قتل](٦) في دم عثمان ، ثم رجع مجاشع إلى البصرة ، فلما رأى ذلك ابن عامر حمل ما في بيت
__________________
(١) بالأصل وم : «فكلمت» والمثبت عن ابن سعد.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن ابن سعد.
(٣) الأصل وم ، وفي ابن سعد : فافتتحهما.
(٤) كذا بالأصل وم ، وليست اللفظة في المطبوعة وابن سعد.
(٥) بالأصل وم : شتت ، والمثبت عن ابن سعد.
(٦) زيادة عن ابن سعد.
المال واستعمل (١) على البصرة عبد الله بن عامر الحضرمي ، ثم شخص إلى مكة ، فوافى بها طلحة والزبير وعائشة ، وهم يريدون الشام ، فقال : لا بل ائتوا البصرة ، فإن لي بها صنائع ، وهي أرض الأموال ، وبها عدد الرجال ، والله لو شئت ما خرجت [منها](٢) حتى أضرب بعض الناس ببعض ، فقال طلحة : هلا فعلت (٣) ، أشفقت على مناكب تميم ، ثم أجمع رأيهم على المسير إلى البصرة ، ثم أقبل بهم فلما كان من أمر الجمل ما كان وهزم الناس ، جاء عبد الله بن عامر إلى الزبير ، فأخذ بيده فقال : أبا عبد الله أنشدك الله في أمة محمّد ، فلا أمة محمد بعد اليوم أبدا ، فقال الزبير : خلّ بين الغارين يضطربان ، فإن مع الخوف الشديد المطامع ، فلحق ابن عامر بالشام حتى نزل دمشق ، وقد قتل ابنه عبد الرّحمن يوم الجمل ـ وبه كان يكنى ـ فقال حارثة (٤) بن بدر أبو العنبس الغداني في خروج ابن عامر إلى دمشق :
أتاني من الأنباء أنّ ابن عامر |
|
أناخ وألقى في دمشق المراسيا |
يطيف بحمّامي دمشق وقصره |
|
فعيشك إن لم (٥) يأتك القوم راضيا |
رأى (٦) يوم إنقاء العراض (٧) وقيعة |
|
وكان إليها قبل ذلك داعيا |
كأن السّريجيات (٨) فوق رءوسهم |
|
بوارق غيث راح أو طفّ دانيا |
فند نديدا لم ير الناس مثله |
|
وكان عراقيا فأصبح شاميا |
ولمّا خرج ابن عامر عن البصرة بعث عليّ إليها عثمان بن حنيف الأنصاري ، فلم يزل بها حتى قدم طلحة والزبير وعائشة ، ولم يزل عبد الله بن عامر مع معاوية بالشام ، ولم يسمع له بذكر في صفين ، ولكن معاوية لمّا بايعه الحسن بن علي ولّى بسر (٩) بن أبي
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي ابن سعد : واستخلف.
(٢) الزيادة عن ابن سعد.
(٣) عن ابن سعد ، وبالأصل وم : ففعلت.
(٤) بالأصل وم : «جارية بن بدر أبو العباس الغداني» والمثبت عن ابن سعد.
(٥) سقطت من الأصل وأضيفت عن م وابن سعد للوزن ، وفي ابن سعد : بعيشك.
(٦) بالأصل وم : «وإني» والمثبت عن ابن سعد.
(٧) كذا بالأصل وم والمطبوعة ، وفي ابن سعد : إنقاء الفراض.
(٨) في ابن سعد : «الشريجيات» والسريجيات نسبة إلى سريج كزبير قين معروف ، وهو الذي تنسب إليه السيوف السريجية. (تاج العروس ـ بتحقيقنا ـ مادة : سرج).
(٩) بالأصل وم : بشر ، خطأ والصواب ما أثبت عن ابن سعد ، وقد مرّ ترجمته في كتابنا.
أرطأة للبصرة ، ثم عزله ، فقال له ابن عامر : إنّ لي بها ودائع عند قوم ، فإن لم تولّني البصرة ذهبت ، فولّاه البصرة ثلاث سنين ، ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة ، فقال معاوية : يرحم الله أبا عبد الرّحمن بمن نفاخر وبمن نباهي؟.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أحمد بن الحسين (١) ـ ببخارا ـ أنا أبو بكر [أحمد](٢) بن محمّد بن بسطام المروزي ، نا أحمد بن سيار الفقيه ، قال : قرئ على الحسن بن إسحاق ، عن سليمان بن صالح ، قال : ذكر مسلم بن محارب (٣) عن داود بن أبي هند.
أن عبد الله بن عامر بن كريز حين فتح خراسان قال : لأجعلنّ شكري لله أن أخرج من موضعي محرما ، فأحرم من نيسابور ، فلما قدم على عثمان لامه على ما صنع ، وقال :
لبيك تضبط من الوقت الذي يحرم منه الناس.
قال : وأنا أبو الحسين بن الفضل (٤) ، أنا عبد الله بن [جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ـ حدثني عمار بن الحسن ، نا سلمة ، عن محمد بن إسحاق قال : ثم خرج عبد الله بن](٥) عامر من نيسابور معتمرا قد أحرم منها ، وخلّف على خراسان الأحنف بن قيس ، فلما قضى عمرته أتى عثمان بن عفان ، وذلك في السنة التي قتل فيها عثمان ، فقال له عثمان : لقد غرّرت بعمرتك حين أحرمت من نيسابور.
أخبرنا أبو غالب بن الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٦) قال : قال أبو عبيدة : وعلى الميمنة ـ يعني ميمنة طلحة والزبير يوم الجمل ـ وهي مضر ، عبد الله بن عامر ، ويقال : عبد الله بن الحارث (٧)
أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي ، أنا المبارك بن
__________________
(١) بالأصل : «أحمد بن أبي الحسين» والمثبت عن م.
(٢) زيادة عن م ، سقطت اللفظة من الأصل.
(٣) بالأصل وم : «عازب» خطأ والمثبت عن المطبوعة.
(٤) بالأصل وم : «ابن عبد الفضل» خطأ ، والسند معروف.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم وزيادته لازمة ، والسند معروف وما زدناه يوافق عبارة المطبوعة.
(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٨٤.
(٧) بالأصل وم : «الحول» والمثبت عن خليفة.
عبد الجبار ، أنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، أنا عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد ، نا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدي ، نا خلف بن سالم ، نا وهب بن جرير ، أنا جويرية بن أسماء قال : سمعت أبا بكر الهذلي يقول : قال علي بن أبي طالب يوم الجمل : أتدرون من حاربت؟ أمجد الناس أو أنجد الناس ، يعني ابن عامر ، وأشجع الناس ـ يعني الزبير ـ وأدهى الناس طلحة بن عبيد الله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص (١) ، نا أحمد بن عبد الله بن سعيد ، نا السّري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن محمّد ، وطلحة قالا (٢) : وأما ابن عامر فإنه خرج أيضا مشجّجا (٣) ـ يعني بعد الجمل ـ فتلقاه رجل من بني حرقوص يدعى مري (٤) فدعاه للجوار ، فقال : نعم ، فأجازه ، وأقام عليه ، فقال : أي البلدان أحبّ إليك؟ قال : دمشق ، فخرج في ركب من بني حرقوص حتى بلغوا به دمشق ، وقال حارثة بن بدر ، وكان مع عائشة وأصيب ابنه وأخوه ذراع (٥) :
أتاني من الأنباء أن ابن عامر |
|
أناخ وألقى في دمشق المراسيا |
يطيف بحمّامي دمشق وقصره (٦) |
|
فعيشك إن لم تأتك اليوم راضيا |
أجارتك منّا عصبة مازنية |
|
تراها لدى الهيجاء تجر (٧) الأمانيا |
كأنّ السّريجيات فوق رءوسهم |
|
عشية غيث راح أو طفّ دانيا |
فند نديدا لم ير الناس مثله |
|
وكان عراقيا فأصبح شاميا |
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٨) قال : وفيها ـ يعني سنة إحدى
__________________
(١) بالأصل وم : المخلصي.
(٢) انظر تاريخ الطبري ط بيروت (٣ / ٥٦) حوادث سنة ٣٦.
(٣) مهملة بدون نقط بالأصل وم ، والمثبت عن الطبري.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي الطبري : مريّا.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي الطبري : «زراع» وفي الأغاني ٨ / ٣٨٧ (ضمن أخبار حارثة بن بدر) وكان لحارثة بن بدر أخ يقال له : «درع» وبهامشها عن إحدى نسخها : «دراع» قال : وقد أحرق مع ابن الحضرمي بالبصرة.
(٦) بالأصل وم هنا : «وانها» والمثبت عن الرواية السابقة للبيت.
(٧) بالأصل وم : يجر.
(٨) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٠٤ و ٢٠٦ و ٢٠٧.
وأربعين ـ ولّى ـ يعني معاوية ـ عبد الله بن عامر بن كريز البصرة ، وسنة أربع وأربعين افتتح ابن عامر كابل ، وفيها وفد ابن عامر إلى معاوية ، واستخلف على البصرة قيس بن الهيثم السّلمي ، وفيها ـ يعني سنة خمس وأربعين ـ عزل معاوية ابن عامر عن البصرة ، وولّى الحارث بن عمرو الأزدي ، فقدم في أوّل السنة ، ثم عزله وولّى زيادا ، فقدم البصرة في شهر ربيع الأول أو الآخر (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ ، أنا أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن (٢) أحمد بن محمّد بن الجهم الكاتب ، حدّثني أبي أبو طالب ، حدّثني أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر القرشي السّعيدي ، حدّثني إسحاق بن عيسى بن علي الهاشمي من كتب لهم عتيقة ، قال :
كان عبد الله بن عامر بالبصرة عاملا لمعاوية ، فضعّفه (٣) في عمله ضعفا شديدا حتى شكي إلى معاوية حتى (٤) أكثر عليه في أمره ، كتب إليه [يسأله](٥) أن يزوره ، فقدم عليه وكان يزوره ويأتيه ، ويتغدى عنده ، ثم دخل عليه يودّعه راجعا إلى عمله ، فودّعه وقبل وداعه ، ثم قال : إنّي سائلك ثلاثا ، فقال : هي لك ، وأنا ابن أم حكيم ، قال : ترد عليّ عملي ولا تغضب عليّ ، قال : قد فعلت ، قال : وهب لي مالك بعرفة ، قال : قد فعلت ، قال : وتهب لي دورك بمكة ، قال : قد فعلت ، قال : وصلتك رحم ، قال : وإنّي سألتك يا أمير المؤمنين ثلاثا ، فقل قد قد فعلت ، قال : قد فعلت ، وأنا ابن هند ، قال : تردّ إليّ مالي بعرفة ، قال : قد يردّ (٦) إليك مالك بعرفة ، قال : وتهب لي دورك بمكة (٧) ، قال : وتنكحني هند بنت معاوية ، قال : وقد فعلت ، قال : ولا تحاسبني عاملا ولا تتبع أثري ، قال : قد فعلت.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد المعدّل ، أنا
__________________
(١) قوله : «الأول أو الآخر» ليس في تاريخ بغداد.
(٢) في المطبوعة : علي بن محمد بن أحمد بن الجهم.
(٣) كذا بالأصل وم ، ولعل الصواب : «فضعّف» وهو ما يقتضيه السياق.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٨٨ «فلما» وهو أشبه.
(٥) زيادة لازمة للإيضاح عن مختصر ابن منظور.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور : «رددت» وهو أصوب.
(٧) قوله : «قال : وتهب لي دورك بمكة» سقط من مختصر ابن منظور والمطبوعة.
أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) ، حدّثني أحمد بن شبويه ، نا سليمان بن صالح ، حدّثني عبد الله بن المبارك ، عن جرير بن حازم عن (٢) عبد الملك (٣) بن عمير ، عن قبيصة بن جابر عن (٤) معاوية في حديثه لما سأله عن من ترى لهذا الأمر من بعده ـ يعني الخلافة ـ؟ ئقال : وأما فتاها حياء وحلما وسخاء فابن عامر.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عمر [محمد بن عبد الواحد الزاهد ببغداد ، نا ثعلب ، عن عمر](٥) ـ هو ابن شبّة ـ نا أبو سلمة أيوب بن عمر المرّي ، أخبرني عبد الله بن محمّد الفروي ، قال : اشترى عبد الله بن عامر من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق ، يشرع (٦) بها داره عن السوق بثمانين أو سبعين ألف درهم ، فلما كان الليل سمع بكاء أهل خالد ، فقال لأهله : ما هؤلاء؟ قال : يبكون دارهم ، قال : يا غلام ، فأتهم فأعلمهم أن الدار والمال لهم جميعا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي بن إبراهيم ، أنا عبد الصمد بن علي بن المأمون ، أنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق ، أنا سليمان ، نا أبو الحسن عمر بن الحسن بن علي بن مالك القاضي ، أنا محمّد بن زكريا بن دينار الغلّابي ، نا ابن عائشة ، عن أبيه ، قال
لما ولي ابن عامر البصرة انحدر عليه صديقان له من أهل المدينة حتى سارا إلى البصرة ، ثم إن أحدهما ندم (٧) على مسيره ، وكان نزيها غنيّ القلب ، فقال لصاحبه : أنا راجع ، قال : أنشدك الله أبعدك الشقة البعيدة والنفقة الكثيرة ، ترجع صفرا؟ قال : إنّي لم أزل عن ابن عامر غنيا ، والذي أغناه قادر أن يغنيني عنه ، ثم اعتزم فرجع عنه ، فلم يلق ابن عامر قال : فقال صاحبه : ما علمت من رجوعه إلّا وقد ساءني ، غير أني كنت أتسلّا عن ذلك بفراغ وجه ابن عامر لي ، وأمّلت أن يجعل لي صلتي وصلة صاحبي ، قال :
__________________
(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٩٣.
(٢) بالأصل وم : «بن» خطأ.
(٣) بالأصل وم : عبد الله ، خطأ والصواب ما أثبت.
(٤) بالأصل وم : «بن» خطأ.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، واستدرك عن المطبوعة.
(٦) بالأصل : «يسرع» وفي مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٨٨ : ليشرع بها داره على السوق.
(٧) بالأصل وم : «قدم» والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٨٩.
وكان لابن عامر رجل مقيم بالمدينة ، فكتب إليه بشخوص من شخص يريده ، ولا يقدم الرجل إلّا على جائزة معدّة ، وأمر قد أحكم له ، قال : فلما دخل عليه قال : أين أخوك؟
فقصّ عليه القصة (١) ، قال : فأمر للمقيم بصلته ، وأضعف ذلك للظاعن ، فخرج المقيم متوجها وهو يقول :
أمامة ما حرص الحريص بنافع |
|
فتيلا ولا زهد المقيم بضائر (٢) |
خرجنا جميعا من مساقط روسنا |
|
على ثقة منا بجود ابن عامر |
فلما أنخنا الناعجات (٣) ببابه |
|
تخلّف عني الخزرجي ابن جابر |
فقال ستكفيني عطية قادر |
|
على ما أراد اليوم للناس قاهر |
فقلت : خلالي وجهه ولعله |
|
سيجعل لي خطّ الفتي المتأخر |
فلما رآني سأل عنه صبابة |
|
إليه كما حنت طراب (٤) الأباعر |
فأضعف عبد الله إذ غاب حظّه |
|
على حظّ لهفان من الجوع فاغر |
وأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي |
|
ولا ضائري شيء خلاف المقادر |
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمّد بن علي بن عاصم ، أنا أبو السهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق ، أنا علي بن الفرج بن علي العنبري (٥) ، نا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن عبّاد بن موسى العكلي ، نا الحسن بن علي بن زبّان البصري ، مولى بني هاشم ، حدّثني سفيان بن عبدة الحميري ، وعبيد بن يحيى الهجري قالا :
خرج إلى عبد الله بن عامر بن كريز وهو عامل العراق لعثمان بن عفّان ، رجلان من أهل المدينة أحدهما ابن جابر بن عبد الله الأنصاري ، والآخر من ثقيف ، فكتب به إلى عبد الله بن عامر فيما يكتب به من الأخبار ، فأقبلا يسيران حتى إذا كانا بناحية البصرة قال الأنصاري للثقفي : هل لك في رأي رأيته؟ قال : أعرضه ، قال : رأيت أن تنيخ رواحلنا ونتناول مطاهرنا ونمسّ ماء ثم نصلّي ركعتين ، ونحمد الله على ما قضى من
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٩٠ القصص.
(٢) بالأصل وم : بصائر والمثبت عن المختصر.
(٣) الناعجات : جمع ناعجة ، وهي الناقة البيضاء ، والسريعة (قاموس).
(٤) الإبل الطراب التي تنزع إلى أوطانها (اللسان).
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : العكبري.
سفرنا ، قال : هذا الذي لا يردّ ، فتوضّيا ثم صلّيا ركعتين ركعتين ، فالتفت الأنصاري إلى الثقفي فقال : يا أخا ثقيف ، ما رأيك؟ قال : وأيّ موضع رأي هذا؟ قضيت سفري وانصبت بدني ، وأنضبت (١) راحلتي ، ولا مؤمّل دون ابن عامر ، فهل لك رأي غير هذا؟ قال : نعم ، قال : إنّي لمّا صلّيت هاتين الركعتين فكّرت فاستحييت من ربي أن يراني طالبا رزقا من غيره ، اللهمّ رازق ابن عامر ارزقني من فضلك ، ثم ولّى راجعا إلى المدينة ، ودخل الثقفي البصرة ، فمكث أياما فأذن له ابن عامر ، فلمّا رآه رحّب به ثم قال : ألم أخبر أنّ ابن جابر خرج معك؟ فخبّره خبره ، فبكى ابن عامر ، ثم قال : أما والله ما قالها أشرا ولا بطرا ، ولكن رأى مجرى الرّزق ومخرج النعمة ، فعلم أنّ الله الذي فعل ذلك ، فسأله من فضله ، فأمر للثقفي بأربعة آلاف درهم وكسوة ، وطرف ، وأضعف ذلك كله للأنصاري ، فخرج الثقفي وهو يقول :
أمامة ما حرص الحريص بزائد |
|
فتيلا ولا زهد الضعيف بضائر (٢) |
خرجنا جميعا من مساقط رءوسنا |
|
على ثقة منّا بخير ابن عامر |
فلما أنخنا الناعجات ببابه |
|
تأخر عني اليثربيّ ابن جابر |
وقال : ستكفيني (٣) عطية قادر |
|
على ما يشاء اليوم ، بالخلق قاهر |
وإن (٤) الذي أعطى العراق ابن عامر |
|
لربي الذي أرجو لسدّ مفاقري |
فلما رآني سال عنه صبابة |
|
إليه كما حنّت طراب الأباعر |
فأضعف عبد الله إذ غاب حظّه |
|
على حظّ لهفان من الحرص فاغر |
فأبت وقد أيقنت أن ليس نافعي |
|
ولا ضائري شيء خلاف المقادر |
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال : قرأت في كتاب أبي عبيد الله المرزباني بخطه ، وحدّثني محمّد (٥) بن أحمد بن محمّد بن عمر المعدّل عنه ، حدّثني أحمد بن إبراهيم بن الجمال ، نا الحسن بن عليل العتري ، نا
__________________
(١) عن م وبالأصل : وأنصبت.
(٢) بالأصل وم : بصاير ، وقد مرّ.
(٣) بالأصل وم : سيكفيني.
(٤) هذا البيت ورد في الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٣٠ نسبة إلى ابن أذينة.
(٥) بالأصل وم : «أبو محمد» حذفنا «أبو» فهي مقحمة ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٢١٣.
عباس بن فرج الرياشي ، حدّثني الوليد [بن هشام](١) القحذمي (٢) قال : وعد عبد الله بن عامر أنس بن أبي أناس (٣) شيئا ، وقد كان عوّده ذلك ، قال : فمطله ، فقام إليه بمكة في الموسم فقال :
ليت شعري عن خليلي ما الذي |
|
غاله في الودّ حتى ودعه؟ |
لا تهنّي بعد إذ أكرمتني |
|
وقيح عادة منتزعه |
فاذكر البلوى التي أبليتني |
|
ومقالا قلته في المجمعة |
لا يكن برقك برقا خلّبا |
|
إنّ خير البرق ما الغيث معه |
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد البلخي ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (٤) ، نا إبراهيم بن الحسين بن علي ، أنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي ، نا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، نا ليث بن أبي سليم مولى معاوية عن مغراء (٥) الضّبّي ، قال :
لما قدم عبد الله بن عامر الشام أتاه من شاء الله أن يأتيه من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم وغيرهم إلّا أبو الدرداء ، فإنه لم يأته ، فقال : لا أرى أبا الدرداء أتاني فيمن أتى ، فلآتينّه ولأقضينّ من حقه ، فأتاه فسلّم عليه ، وقال له : أتاني أصحابك ، ولم تأتني فأحببت أن آتيك وأقضي من حقك ، فقال له أبو الدرداء : ما كنت قطّ أصغر في عين الله ولا في عيني منك اليوم إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمرنا أن نتغير عليكم إذا تغيّرتم.
أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم (٦) الحافظ ، أنا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا داود بن رشيد ، نا أبو المليح ، عن ميمون ـ يعني ابن مهران ـ قال : أراد ابن
__________________
(١) بياض بالأصل ، والذي أضفناه بين معكوفتين عن المطبوعة ، وسقطت اللفظتان من م والكلام متصل.
(٢) تقرأ بالأصل وم : «الفندمي» والمثبت عن المطبوعة.
(٣) بالأصل وم : «إياس» خطأ ، والصواب ما أثبت ، وهو شاعر مشهور ، ترجمته في المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٥٥. والشعر والشعراء لابن قتيبة ص ٣٦١.
(٤) بالأصل وم : منجاب ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.
(٥) مغراء بفتح أوله وسكون ثانيه والمدّ (تقريب التهذيب).
(٦) الخبر في ذكر أخبار أصبهان ١ / ٦٢.
عمر شرى أهل بيت كان (١) يعجبهم فأعطى بهم ألف دينار ، فأبي عليه ذاك (٢) فاشتراهم عبد الله بن عامر بن كريز بعشرة آلاف دينار فأعتقهم.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، أنا أبو الحسين الكارزي (٣) ، أنا علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد ، نا يزيد بن هارون ، عن عمرو بن ميمون بن مهران : أن عبد الله بن عامر حين مرض مرضه الذي مات فيه ، فدخل عليه أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم وفيهم ابن عمر ، قال : ما ترون في حالي؟ قال : ما نشكّ أنّ لك في النجاة ، قد كنت تقري الضيف ، وتعطي المختبط.
قال أبو عبيد : المختبط الذي يسأله عن غير معرفة كانت بينهما ، ولا يد سلفت منه إليه ولا قرابة.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو يعلى بن الفرّاء.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، قالا : أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى ، أنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، نا عيسى ـ يعني ابن سالم الشاشي ـ نا أبو المليح ، عن ميمون ، قال :
بعث عبد الله بن عامر حين حضرته الوفاة إلى مشيخة أهل المدينة ، وفيهم ابن عمر ، فقال : أخبروني كيف كانت سيرتي؟ قال : كنت تصدّق وتعتق ، وتصل رحمك ، قال : وابن عمر ساكت ، فقال : يا أبا عبد الرّحمن ما يمنعك أن تتكلم؟ قال : قد تكلم القوم ، قال : عزمت عليك لتكلمنّ (٤) ، فقال ابن عمر : إذا طابت المكسبة زكت النفقة ، وستقدم فترى.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر بن محمّد بن علي ، أنا أحمد بن الحسن ، وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا
__________________
(١) في ذكر أخبار أصبهان : كان يعجب منهم.
(٢) بالأصل وم : «فأتى» والمثبت عن ذكر أخبار أصبهان.
(٣) في م : «الكازري» خطأ والصواب ما أثبت بتقديم الراء وهذه النسبة إلى كارز ، قرية بنواحي نيسابور على نصف فرسخ منها.
(٤) في م : لتتكلمن.
أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (١) ، قال : قال مسدّد : مات سعيد بن العاص ، وأبو هريرة ، وعائشة ، وعبد الله بن عامر (٢) سنة سبع أو ثمان وخمسين.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي (٣) ، أنا ابن الغمر (٤) ، أنا أبو سليمان الرّبعي ، قال : قال الهيثم : [فيها يعني سنة سبع وخمسين مات سعيد بن العاص وعبد الله بن عامر. قال : وقال ابن قتيبة](٥) فيها ـ يعني سنة تسع وخمسين ـ مات عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بمكة ، وذكر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح ، عن الهيثم بذلك.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٦) ، قال : وفيها ـ يعني سنة تسع وخمسين ـ مات عبد الله بن عامر بن كريز.
٣٣٥٨ ـ عبد الله بن عامر
أبو عمران ـ ويقال : أبو عبيد الله ، ويقال :
أبو عامر (٧) ـ اليحصبي (٨) قارئ أهل الشام (٩)
قرأ القرآن العظيم على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وقرأ المغيرة على
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ١ / ٥٠٢ في ترجمة سعيد بن العاصي الأموي.
(٢) في التاريخ الكبير : وعبد الله بن عباس.
(٣) بالأصل وم : السلمي ، خطأ ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.
(٤) بالأصل وم : «العمر» خطأ والصواب ما أثبت وضبط وهو : مكي بن محمد بن الغمر ، انظر تبصير المنتبه ٣ / ٩٧١.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن المطبوعة.
(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٢٦.
(٧) زيد في كناه في تهذيب الكمال : وقيل : أبو نعيم ، وقيل : أبو عثمان ، وقيل : أو معبد ، وقيل : أبو محمد ، وقيل : أبو موسى ، والأول أصح (يعني : أبو عمران).
(٨) نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وهذا ما عليه المحققون من النّسّاب ، كما في تهذيب الكمال ، والصاد في يحصب مثلثة (قاموس).
(٩) ترجمته وأخباره في تهذيب الكمال ١٠ / ٢٤٤ تهذيب التهذيب ٣ / ١٧٩ طبقات القرّاء للجزري ١ / ٤٢٣ معرفة القرّاء الكبار للذهبي ١ / ٨٢ ترجمة رقم ٣٣ أخبار القضاة لوكيع ٣ / ٢٠٣ ميزان الاعتدال ٢ / ٤٤٩ شذرات الذهب ١ / ١٥٦ الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٢٧ سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٩٢ تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠ ص ٣٩٩) انظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
عثمان ، وقيل : إنّ ابن عامر قرأ على عثمان نفسه.
وولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني (١).
وقيس بن الحارث الغامدي (٢).
قرأ عليه القرآن : إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وأبي عبيد الله مسلم بن مشكم ، وهما من أقرانه ، ويحيى بن الحارث الذّماري.
وروى عنه : عبد الله بن العلا ، بن زبر ، ومحمد بن الوليد الزبيدي ، ويحيى بن الحارث الذماري وجعفر بن ربيعة ، وربيعة بن يزيد ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، ومعاوية بن يزيد الرّقاشي ، وأخوه عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب ، أنا القاضي أبو المكارم محمّد بن سلطان بن محمد الغنوي (٣).
ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وأنا (٤) أبي أبو العباس ، عن يحيى بن الحارث ، أنا أبو (٥) محمّد عبد العزيز بن أحمد ، والحسين بن محمّد بن أبي الرضا ، وغنائم بن أحمد بن عبيد الله ، وأبو القاسم بن أبي العلاء.
ح وأنا أبو الحسن علي (٦) ابن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز الصوفي ، وعلي بن الخضر بن عبدان ، وغنائم بن أحمد الخياط ، وأبو القاسم بن أبي العلاء.
ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن البرّي (٧) ، نا عمّي أبو الفضل عبد الواحد بن علي.
__________________
(١) ثمة سقط في الكلام بالأصل وم أخلّ بالمعنى ، وقد أثبت في المطبوعة عن هامش إحدى النسخ : وروي عن معاوية بن أبي سفيان ، وواثلة بن الأسقع ، والنعمان بن بشير ، وفضالة بن عبيد ـ قصة.
وزيد في من روى عنهم في تهذيب الكمال : أبا أمامة صدي بن عجلان الباهلي ، وأبا إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله.
(٢) بالأصل وم : «العامري» والمثبت عن تهذيب الكمال.
(٣) إعجامها مضطرب بالأصل وم ، والصواب ما أثبت عن المطبوعة.
(٤) كذا ورد السند بالأصل وم ، وفي المطبوعة : أنا أبي أبو العباس ، وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد.
(٥) كذا ورد السند بالأصل وم ، وفي المطبوعة : أنا أبي أبو العباس ، وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد.
(٦) عن م ، وبالأصل : «عن».
(٧) بالأصل : «ابن أبي البري» والمثبت عن م.
وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، وأبو يعلى حمزة بن علي ، وأبو العشائر محمّد بن الخليل ، قالوا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء.
[قالوا](١) أنا عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم (٢) بن أبي نصر ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن أبي ثابت ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا وهب بن جرير ، أنا أبي ، قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدّث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن جعفر بن ربيعة عن عبد الله بن عامر عن معاوية (٣) بن أبي سفيان ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّما أنا خازن ، وإنّما يعطي الله عزوجل ، فمن أعطيته عطاء أنا به طيّب النفس بورك له فيه ، ومن أعطيته عطاء عن شره نفس ، وشدّة مسئلة كان كالذي يأكل ولا يشبع» [٦٠١٥].
وروي من وجه آخر عن ابن عامر : أخبرنا أعلى من هذا بدرجة أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الأصبهاني ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين ، وأبو طاهر أحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن سليمان الغضائري ـ بحلب ـ نا سوّار بن عبد الله ، نا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت سفيان الثوري ، عن معاوية بن صالح ، عن يزيد بن ربيعة ـ هكذا قال : وإنما هو ربيعة بن يزيد ـ عن (٤) عبد الله بن عامر ، قال : سمعت معاوية يخطب على المنبر يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين» [٦٠١٦] ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنما أنا خازن ، فمن أعطيته عطاء عن طيبة نفس فهو مبارك لأحدكم ، ومن أعطيته عن مسألة فهو كالآكل لا يشبع» [٦٠١٧].
وهما مختصران من حديث :
أخبرناه ـ أعلى من الأول بدرجتين : ـ أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد ، وأمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالا : أنا أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، نا حرملة ، نا ابن وهب ، حدّثني معاوية ، عن ربيعة بن يزيد ، عن
__________________
(١) الزيادة عن المطبوعة وهي مستدركة فيها بين معكوفتين.
(٢) بالأصل وم : «عن أبي القاسم» خطأ والصواب ما أثبت.
(٣) بالأصل وم : «عبد الله بن عامر بن ربيعة بن أبي سفيان».
(٤) بالأصل وم : «بن» والصواب ما أثبت. وانظر بداية الترجمة فقد روى عنه ربيعة بن يزيد.
عبد الله بن عامر : أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر بدمشق يقول : يا أيها الناس إيّاكم وأحاديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلّا حديثا كان يذكر في عهد عمر ، فإن عمر رجل (١) يخيف الناس في الله عزوجل ، قال : ثم قال : ألا إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».
ألا وإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «أنا خازن ، وإنما الله عزوجل يعطي ، فمن أعطيته عطاء عن طيب نفس فالله يبارك فيه ، ومن أعطيته عطاء عن شره وشدّة مسئلة فهو كالذي يأكل ولا يشبع» ، ألا وإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «لا يزال (٢) أمّة من أمّتي قائمة على الحقّ لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم ، حتى يأتي أمر الله ، وهم ظاهرون على الناس» [٦٠١٨].
أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى موسى بن محمّد بن حيّان (٣) ، نا عبد الرّحمن ـ يعني ابن مهدي ـ عن معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : سمعت معاوية يخطب على منبر دمشق يقول : إياكم والأحاديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلّا حديثا ذكر على عهد عمر ، فإنّ عمر ـ رحمهالله ـ كان يخيف الناس في الله ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».
وسمعته يقول : «إنّما أنا خازن ، وإنّما يعطي الله ، فمن أعطيته عطاء عن طيبة نفس قمن (٤) أن يبارك لأحدكم ، ومن أعطيته بشره وشدّة مسألة فهو كالذي يأكل ولا يشبع».
وسمعته يقول : «لا تزال أمّة من أمّتي على الحق ، لا يضرّهم من خالفهم ، ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس» [٦٠١٩].
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن محمد (٥) ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة (٦) ، قال : سمعت أبا مسهر ـ
__________________
(١) بالأصل وم : «رجلا».
(٢) كذا بالأصل وم.
(٣) بالأصل «حبان» والمثبت عن م.
(٤) كذا بالأصل وم. والقمن : الخليق والجدير.
(٥) بالأصل وم : أحمد ، خطأ والصواب عن مشيخة ابن عساكر ص ٢٣٥ / أرقم ١٤٦٨.
(٦) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٤٤.
أو حدّثت عنه ـ عن عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي ، قال : قال لي إسماعيل بن عبيد الله : على أخيك قرأت القرآن.
وقال لي إسماعيل بن عبيد الله : أخوك أكبر مني بخمس سنين.
قال : ونا أبو زرعة (١) ، حدّثني هشام ، نا عراك بن خالد بن يزيد المرّي ، نا يحيى بن الحارث الذّماري ، قال : قرأت على عبد الله بن عامر ، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب ، وقرأ المغيرة بن أبي شهاب على عثمان بن عفان.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، وعلي بن يزيد ، السّلميان (٢) ، قالا : أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ـ زاد الفقيه : وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرزاق بن أبي الفضيل (٣) الكلاعي قالا : ـ أنا أبو (٤) الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم (٥) ، نا هشام بن عمّار ، نا عراك بن خالد ، قال : سمعت يحيى بن الحارث الذّماري يقول : جمعت القرآن على عبد الله بن عامر اليحصبي ، وقرأ عبد الله بن عامر على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفان ليس بينه وبينه أحد.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي (٦) الخاني (٧) ، وأبو القاسم إسماعيل (٨) بن علي بن الحسين الحمّامي الصوفيان ـ بأصبهان ـ قالا : أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن الحسين بن مهرايزد (٩) النحوي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ،
__________________
(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٤٩.
(٢) فوق السين فتحة ، (ضبط قلم) بالأصل.
(٣) عن م ، وبالأصل : الفضل.
(٤) عن هامش الأصل وبجانبها كلمة صح.
(٥) بالأصل وم : حريم ، خطأ والصواب ما أثبت وضبط ، وقد مرّ التعريف به.
(٦) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل ، والصواب ما أثبت ، عن مشيخة ابن عساكر ص ٢٠٦ / أرقم ١٢١٣.
(٧) بالأصل وم : «الحاني» والمثبت عن مشيخة ابن عساكر.
(٨) عن م ، سقطت الكلمة من الأصل.
(٩) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل. والمثبت عن إنباه الرواة ٣ / ١٩٤ وانظر شذرات الذهب ٣ / ٣٠٧ ومرآة الجنان ٣ / ٨٣.
قالا : نا هشام بن عمّار ، أنا عراك بن خالد بن صالح بن صبيح المرّي قال : سمعت يحيى بن الحارث الذّماري قال : قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي ، وقرأ عبد الله على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وقرأ المغيرة على عثمان قال هشام : وحديث عراك هذا عندنا أصح ، وذاك أن الوليد بن مسلم حدّثنا عن يحيى بن الحارث ، عن عبد الله بن عامر ، أنه قرأ على عثمان [بن عفان](١).
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن أبي القاسم علي بن الفضل بن طاهر ، أنا أبو علي أحمد بن محمّد الأصبهاني ، نا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا علي بن عبد العزيز ، نا أبو عبيد القاسم بن سلام ، نا أبو مسهر [عبد الأعلى بن مسهر](٢).
قال الطبراني : وحدّثنا أيضا عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج الهاشمي ، نا عبد الأعلى بن مسهر عن أيوب بن تميم ، والوليد بن مسلم ، جميعا عن يحيى بن الحارث ، عن عبد الله بن عامر ، قال : قال لي فضالة بن عبيد : أمسك عليّ هذا المصحف ، ولا تردّنّ (٣) عليّ ألفا ولا واوا ، وستأتي أقوام لا يسقط عليهم ألف ولا واو ، وذكر الحديث.
أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي ، نا علي بن عمر بن محمّد القزويني ، أنا عمر بن أحمد بن هارون الآجري ، نا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي ، نا ابن أبي الدنيا ، نا زياد بن أيوب ، نا زياد بن الحباب ، أخبرني معاوية بن صالح ، أخبرني معاوية بن يزيد الرقاشي ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : كنت (٤) [عند] فضالة بن عبيد الأنصاري صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجاءه رجلان يختصمان في باز ، فقال أحدهما : وهبته له ، وأنا أرجو أن يثيبني منه ، وقال الآخر : وهب لي بازا ، ولم أسأله إياه ، ولم أتعرّض له ، فقال : اردد إليه بازه أو (٥) أثبه منه ، فإنما يرجع في المواهب النساء وشرار الأقوام.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي بن
__________________
(١) الزيادة عن م ، واللفظتان سقطتا من الأصل.
(٢) الزيادة بين معكوفتين عن م ، سقطت من الأصل.
(٣) عن م وبالأصل : «تزدن».
(٤) بالأصل وم : كتب ، والمثبت والزيادة عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٩٣.
(٥) بالأصل وم : «وأثبه» والمثبت عن مختصر ابن منظور.
يعقوب ، أنا محمّد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان ، نا أبي ، نا أبو مسهر عن صدقة بن خالد ، نا الوليد بن سليمان بن أبي السّائب ، قال : سمعت ربيعة بن يزيد يقول : سمعت عبد الله بن عامر يقول : أرسل معاوية النعمان بن بشير ، حديث فيه طول.
قال أبي : وسمع عبد الله بن عامر هذا من فضالة بن عبيد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا يوسف بن رباح (١) بن علي ، أنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، نا محمّد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عبد الله بن عامر اليحصبي قال أبو مسهر : أدرك معاوية ، وأدرك إمارة عمر بن عبد العزيز ، قال أبو مسهر : لم يدرك عثمان ، وأظنه أدرك معاوية ، وغيره يثبت ذلك.
أخبرنا أبو البركات أيضا ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا محمّد بن الحسن بن أحمد ، أنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، أنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خيّاط (٢) قال : في الطبقة الثانية من أهل الشام : مات عبد الله بن عامر اليحصبي في سنة ثمان عشرة ومائة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا.
ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، قالا :
نا محمّد بن سعد (٣) ، قال : في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : عبد الله بن عامر اليحصبي ، مات سنة ثمان عشرة ومائة ـ زاد ابن الفهم : وكان قليل الحديث ـ.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنا
__________________
(١) بالأصل وم : «رياح» خطأ ، والصواب ما أثبت ، قياسا إلى سند مماثل.
(٢) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٦٧ رقم ٢٩٣٩.
(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ٤٤٧.
أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا محمّد بن إسماعيل (١) ، قال : عبد الله بن عامر أبو عمران اليحصبي ، سمع معاوية ، روى عنه ربيعة بن يزيد ، وجعفر بن ربيعة ، ويحصب من اليمن.
ـ في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلّال ـ أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم (٢) ، قال : عبد الله بن عامر اليحصبي أبو عمران ، ويحصب من اليمن ، روى عن معاوية ، روى عنه ربيعة [بن يزيد ، وجعفر بن ربيعة](٣) سمعت أبي يقول ذلك.
قال أبو محمّد : روى عنه يحيى بن الحارث الذّماري ، وقرأ عليه القرآن.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد ، أنا جعفر بن محمّد ، نا أبو زرعة ، قال في الطبقة الثالثة : وعبد الله بن عامر اليحصبي القاضي ، وقال أبو مسهر : قد قضى في أيّام الوليد.
أنبأنا أبو القاسم العلوي ، نا عبد العزيز الصوفي ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، قال : أخوان : عبد الله بن عامر اليحصبي القارئ وعنه أخذت القراءة العثمانية بالشام ، وأخوه عبد الرّحمن بن عامر ، سمعته من أبي مسهر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين (٤) بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير بن جوصا ، قال : سمعت أبا [الحسن](٥) بن سميع يقول في الطبقة [الثالثة](٦) : عبد الله بن عامر اليحصبي قارئ
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٣ / ١ / ١٥٦.
(٢) الجرح والتعديل ٥ / ١٢٢.
(٣) ما بين معكوفتين سقط الأول وأضيف عن الجرح والتعديل للإيضاح.
(٤) بالأصل وم : «أبو الحسن ، خطأ ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(٥) بياض بالأصل ، والزيادة لازمة للإيضاح ، وفي م : «سمعت ابن سميع».
(٦) الزيادة عن المطبوعة ، سقطت اللفظة من الأصل وم.
أهل الشام ، دمشقي ، روى عن فضالة بن عبيد [و](١) معاوية بن أبي سفيان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد العتيقي.
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر ، قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي (٢) قال : عبد الله بن عامر روى عنه ربيعة بن يزيد ، شامي ، تابعي ، ثقة.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي ، [سمع معاوية ، روى عنه ربيعة بن يزيد ، وجعفر بن ربيعة. قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عامر عبد الله بن عامر اليحصبي](٣) عن معاوية ، روى عنه ربيعة بن يزيد.
وقال في موضع آخر : أبو عمران.
أنبأنا أبو جعفر الهمذاني (٤) ، أنا أبو بكر الصفّار ، أنا أحمد بن علي منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : أبو عمران : عبد الله بن عامر اليحصبي الدمشقي ، ويحصب من اليمن ، سمع معاوية بن أبي سفيان ، روى عنه ربيعة بن يزيد الدمشقي ، وجعفر بن ربيعة القرشي كنّاه لنا محمّد ، قال : حدّثنا محمّد.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٥) ، قال : سمعت أبا مسهر ـ أو حدّثت عنه ـ عن عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي ، قال : قال إسماعيل بن عبيد الله (٦) : على أخيك قرأت
__________________
(١) سقطت الواو من الأصل وزيدت من م.
(٢) كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص ٢٦٢.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك للإيضاح عن المطبوعة.
(٤) بالأصل وم : الهمداني ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.
(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٤٤.
(٦) بالأصل وم : «عبد الله» والصواب عن تاريخ أبي زرعة.
القرآن ، وقال لي إسماعيل بن عبيد الله : أخوك أكبر منّي بخمس سنين.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصّريفيني ، نا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكتّاني ، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد ، قال : وأمّا أهل الشام فيسندون قراءتهم إلى عبد الله بن عامر اليحصبي ، وكان عبد الله أخذ القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وأخذها المغيرة عن عثمان بن عفان.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت ، أنا أبو العلاء ، أنا أبو بكر ، أنا أبو أميّة بن الغلّابي ، نا أبي ، قال (١) : قال رجل كان من ناحية الشام وذكر أنّ عطية بن قيس ، وعبد الله بن عامر اليحصبي ويرون (٢) أنه أدرك معاوية ، وكانا عالمي دمشق ، يقرءان الناس القرآن.
أخبرنا أبو محمّد ، نا أبو محمّد ، أنا أبو محمّد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، نا عبد الرّحمن بن إبراهيم ، قال : قال أبو مسهر ثم ولي ـ يعني القضاء ـ عبد الله بن عامر اليحصبي ، ثم زرعة بن ثوب.
قال : ونا أبو زرعة (٤) ، نا أبو مسهر أو حدّثت عنه ، حدّثني عبد الرّحمن بن عامر اليحصبي ، عن أخيه عبد الله بن عامر ، قال : قال الوليد بن عبد الملك : أين مجلسك يا ابن عامر؟ (٥) مجلسك بين الجنانة (٦) والقنطرة.
قال عبد الرّحمن بن عامر : فكان إسماعيل بن عبيد الله يقول لي : هذا مجلسكم ابن عامر.
قال (٧) : ونا أبو زرعة ، حدّثني هشام ، قال : سمعت الهيثم بن عمران ، قال : كان عبد الله بن عامر رئيس أهل المسجد.
__________________
(١) بالأصل وم : قالا.
(٢) بالأصل وم : ويروي ، والمثبت عن المطبوعة.
(٣) الخبر في تاريخ أبي زرعة ١ / ٢٠١.
(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٤٣.
(٥) بياض بالأصل وم مقدار كلمة ، والكلام متصل في تاريخ أبي زرعة الدمشقي.
(٦) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «الجبانة» وفي تاريخ أبي زرعة : الحناية.
(٧) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٤٣.