همع الهوامع - ج ٢

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

همع الهوامع - ج ٢

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٧

النفي في الفعل (والألف زائدة) عليها دخلت للإيجاب ، وقيل : للإضراب (أو للتأنيث ، خلافا لزاعمه) استدل قائل الأول بلزوم كون ما قبلها منفيا أبدا ، والثاني بإمالتها وكتابتها بالياء ، والقياس على تأنيث (رب) وثم ونحوهما بالتاء ، (وتختص بالنفي وتثبته) سواء كان مجردا نحو : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى) [التغابن ٧] ، أو مقرونا بالاستفهام حقيقيا كان نحو : أليس زيد بقائم ، فيقال : بلى ، أو توبيخا نحو : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) [القيامة : ٣ ـ ٤] ، أو تقريريا نحو : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) [الأعراف : ١٧٢] ، أجري النفي مع التقرير مجرى النفي المجرد في رده (ببلى) ، ولذلك قال ابن عباس وغيره : لو قالوا : نعم كفروا ، ووجهه أن (نعم) تصديق للخبر بنفي أو إيجاب ، وأما وقوعها بعد الاستفهام المثبت في حديث : «أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنّة؟» (١) قالوا : بلى ، فهو إما قليل ، أو من تغيير الرواة كما تقرر في غير ما موضع.

جلل

(جلل) حرف (له) أي : للجواب (كنعم ، حكاه الزجاج) في كتاب الشجرة ، (ويرد اسما بمعنى عظيم) قال :

١٣٣٩ ـ قومي هم قتلوا أميم أخي

فإذا رميت يصيبني سهمي

ولئن عفوت لأعفون جللا

ولئن سطوت لأوهنن عظمي

 (و) بمعنى (حقير) قال امرؤ القيس وقد قتلوا أباه :

١٣٤٠ ـ ألا كلّ شيء سواه جلل

__________________

١٣٣٩ ـ البيتان من الكامل ، وهما للحارث بن وعلة في سمط اللآلي ص ٣٠٥ ، ٥٨٤ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٢٠٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٦٣ ، ولسان العرب ١١ / ١١٨ ، مادة (جلل) ، والمؤتلف والمختلف ص ١٩٧ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠ / ٢٣ ، ولسان العرب ١٣ / ٤٥٣ ، مادة (وهن) ، ومغني اللبيب ص ١٢٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٣٥.

١٣٤٠ ـ البيت من المتقارب ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٢٦١ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٣ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٦٤ ، ولسان العرب ١١ / ١١٧ ، مادة (جلل) ، وبلا نسبة في مغني اللبيب ١ / ١٢٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٣٠.

(١) أخرجه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب كيف الحشر (٦٥٢٨) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة (٢٢١).

٤٠١

(و) بمعنى (أجل) قالوا : فعلت ذلك من جللك ، أي : من أجلك ، وقال جميل:

١٣٤١ ـ رسم دار وقفت في طلله

كدت أقضي الغداة من جلله

قيل : أراد من أجله ، وقيل : أراد من عظمه في عيني.

جير

(جير بالكسر) على أصل التقاء الساكنين كأمس ، (والفتح) للتخفيف كأين وكيف حرف (له) أي : للجواب (كنعم) قال في «المغني» : لا اسم بمعنى حقا فيكون مصدرا ، ولا بمعنى (أبدا) فيكون ظرفا ، وإلا لأعربت ودخل عليها (أل) ، ولم تؤكد (أجل) في قوله :

١٣٤٢ ـ أجل جير إن كانت رواء أسافله

ولا قوبل بها (لا) في قوله :

١٣٤٣ ـ إذا تقول لابنة العجير

تصدق لا إذا تقول جير

وأما قوله :

١٣٤٤ ـ وقائلة : أسيت؟ فقلت ، جير

فالتنوين فيه للترنم وهو غير مختص بالاسم انتهى.

وفي شرح «التسهيل» لأبي حيان : جير من حروف الجواب فيها خلاف أهي اسم أو حرف؟.

السين وسوف

(السين وسوف) كلاهما (للتنفيس) أي : تخليص المضارع من الزمن الضيق وهو الحال إلى الزمان الواسع وهو الاستقبال ، (قال البصرية : وزمانه مع السين أضيق منه) مع سوف نظرا إلى أن كثرة الحروف تفيد مبالغة في المعنى ، والكوفيون أنكروا ذلك ، ورده ابن مالك بتعاقبهما على المعنى الواحد في الوقت الواحد ، قال تعالى : (وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ

__________________

١٣٤١ ـ تقدم الشاهد برقم (٩٨٧) ، (١١٤٣).

١٣٤٢ ـ تقدم تخريج الشاهد برقم (١٢٠٢).

١٣٤٣ ـ تقدم تخريج الشاهد برقم (١٢٠٣).

١٣٤٤ ـ تقدم تخريج الشاهد برقم (١٢٠٠).

٤٠٢

الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) [النساء : ١٤٦] ، (أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً) [النساء : ١٦٢] ، (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) [النبأ : ٤] ، (ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ) [التكاثر : ٤] ، وقال الشاعر :

١٣٤٥ ـ وما حالة إلّا سيصرف حالها

إلى حالة أخرى وسوف تزول

وبالقياس على الماضي فإن الماضي والمستقبل متقابلان ، فكما أن الماضي لا يقصد به إلا مطلق المضي دون تعرض لقرب أو بعد ، فكذلك المستقبل ، قلت : وهو ممنوع فإن الماضي أيضا فرقوا فيه ، وقالوا : إن (قد) تقربه من الحال ، (قيل : والاستمرار) ذكره بعضهم في (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ) [البقرة : ١٤٢] الآية ، مدعيا أن ذلك إنما نزل بعد قوله : (ما وَلَّاهُمْ) [البقرة : ١٤٢] ، فجاءت السين إعلاما بالاستمرار لا بالاستقبال ، قال في «المغني» : وهذا لا يعرفه النحويون وما ذكره من أن الآية نزلت بعد قوله : (ما وَلَّاهُمْ) غير موافق عليه.

(وتختص سوف خلافا للسيرافي بدخول اللام) نحو : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ) [الضّحى : ٥] ، (و) بجواز (فصلها بالفعل ملغى) نحو :

١٣٤٦ ـ وما أدري وسوف إخال أدري

والأمران ممتنعان في السين ، وجوزهما السيرافي فيها أيضا.

(وسو) بحذف الفاء (وسي) بحذفها وقلب الواو ياء مبالغة في التخفيف ، (وسف) بحذف الوسط (لغات) حكاها الكوفيون قال الشاعر :

١٣٤٧ ـ فإن أهلك فسو تجدون فقدي

(وقيل) : إن هذا الحذف بوجوهه (ضرورة) خاص بالشعر لا لغة ، (وليست السين مقتطعة منها) أي : من سوف ، بل هي أصل برأسها (على الأصح) لأن الأصل عدم الاقتطاع ، وقيل : إنها فرعها ومقتطعة منها ، ورجحه ابن مالك ، ورد بأنها لو كانت فرعا لها لساوتها في المدة ، ولكانت أقل استعمالا منها ، وأجيب عن الأول بالتزامه كما تقدم ،

__________________

١٣٤٥ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص ٦٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧١٨.

١٣٤٦ ـ البيت من الوافر ، وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ٧٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٧ ، وتقدم الشاهد برقم (٥٩٩) ، (٩٦٣).

١٣٤٧ ـ البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٥٨ ، ورصف المباني ص ٣٩٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٧٦.

٤٠٣

وعن الثاني بأن الفرع قد يفوق الأصل كنعم وبئس فإنهما فرعا محرك العين وهما أكثر استعمالا.

قد

(قد حرف يختص بالفعل المتصرف الخبري المثبت المجرد) من جازم وناصب وحرف تنفيس ، فلا يدخل على الجامد كعسى وليس ، ولا الإنشائي كنعم وبئس ، ولا المنفي ولا المقترن بما ذكر ، (و) هي معه كالجزء ، ومن ثم (لا يفصل منه بشيء) فيقبح أن يقال : قد زيدا رأيت (إلا بقسم) كقوله :

١٣٤٨ ـ أخالد قد والله أوطأت عشوة

وسمع : (قد لعمري بت ساهرا) ، و (قد والله أحسنت) ، (وتكون للتوقع) من المضارع كقولك : قد يقدم الغائب اليوم إذا كنت تتوقع قدومه.

ومع الماضي قال الخليل : يقال : قد فعل لقوم ينتظرون الخبر ، ومنه قول المؤذن : قد قامت الصلاة ؛ لأن الجماعة منتظرون لذلك ، وفي التنزيل : (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) [المجادلة : ١] ؛ لأنها كانت تتوقع إجابة الله عزوجل لدعائها ، (وقيل) : لا تكون له (مع الماضي) ، بل مع المضارع خاصة ؛ لأن التوقع انتظار الوقوع والماضي قد وقع.

(وأنكره ابن هشام) في «المغني» (مطلقا) فقال : والذي يظهر لي قول ثالث وهو أنها لا تفيد التوقع أصلا ، أما في المضارع فلأن قولك يقدم الغائب يفيد التوقع بدون (قد) ؛ إذ الظاهر من حال المخبر عن مستقبل أنه متوقع له ، وأما في الماضي فلأنه لو صح إثبات التوقع لها بمعنى أنها تدخل على ما هو متوقع لصح أن يقال في لا رجل بالفتح : إن لا للاستفهام ؛ لأنها لا تدخل إلا جوابا لمن قال : هل من رجل ونحوه ، فالذي بعد (لا) يستفهم عنه من جهة شخص آخر كما أن الماضي بعد (قد) متوقع كذلك ، قال : وعبارة ابن مالك في ذلك حسنة فإنه قال : إنها تدخل على ماض متوقع ، ولم يقل إنها تفيد التوقع ولم يتعرض للتوقع في الداخلة على المضارع البتة ، وهذا هو الحق انتهى.

وقال أبو حيان في شرح «التسهيل» : لا يتحقق التوقع في (قد) مع دخوله على

__________________

١٣٤٨ ـ البيت من الطويل ، وتقدم الشاهد برقم (٩١٤) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٧٦.

٤٠٤

الماضي ؛ لأنه لا يتوقع إلا المنتظر ، وهذا قد وقع والذي تلقفناه من أفواه الشيوخ بالأندلس أنها حرف تحقيق إذا دخلت على الماضي ، وحرف توقع إذا دخلت على المستقبل ، إلا إن عني بالتوقع أنه كان متوقعا ثم صار ماضيا.

(و) تكون (لتقريب الماضي من الحال) تقول : قام زيد فيحتمل الماضي القريب والماضي البعيد ، فإذا قلت : قد قام اختص بالقريب ، (والتقليل مع المضارع) نحو : قد يصدق الكذوب ، وقد يجود البخيل ، (والتحقيق معهما) مثاله مع الماضي : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) [الشمس : ٩] ، ومع المضارع : (قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) [النور : ٦٤] ، (قال سيبويه : والتكثير) كقوله :

١٣٤٩ ـ قد أترك القرن مصفرّا أنامله

كأنّ أثوابه مجّت بفرصاد

 (و) قال (ابن سيده : والنفي) وحكي : (قد كنت في خير فتعرفه) بنصب (تعرف) ، وأشار إليه في التسهيل بقوله : وربما نفي بقد فنصب الجواب.

قال ابن هشام : ومحله عندي على خلاف ما ذكر وهو أن يكون كقولك للكذوب : هو رجل صادق ، ثم جاء النصب بعدها نظرا إلى المعنى ، قال : وإن كانا إنما حكما بالنفي لثبوت النصب فغير مستقيم لمجيء قوله :

١٣٥٠ ـ وألحق بالحجاز فأستريحا

وقراءة بعضهم : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ) [الأنبياء : ١٨] بالنصب.

كل

(كل اسم) موضوع (لاستغراق أفراد المنكر) نحو : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران : ١٨٥] ، (والمعرف المجموع) نحو : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ) [مريم : ٩٥] ، (وأجزاء المفرد المعرف) نحو : كل زيد حسن ، (وتقع توكيدا ، وسيأتي) في مبحث التأكيد في الكتاب الخامس ، (ونعتا دالا على الكمال) لنكرة أو معرفة (فتضاف حتما لظاهر مماثلة لفظا

__________________

١٣٤٩ ـ البيت من البسيط ، وهو لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص ٦٤ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٥٣ ، ٢٥٧ ، ٢٦٠ ، وشرح شواهد المغني ص ٤٩٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٦٨ ، ولعبيد بن الأبرص أو للهذلي في شرح شواهد المغني ص ٤٩٤ ، وللهذلي في الأزهية ٢١٢ ، والجنى الداني ص ٢٥٩ ، وشرح المفصل ٨ / ١٤٧ ، والكتاب ٤ / ٢٢٤ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٣٧.

١٣٥٠ ـ تقدم الشاهد برقم (٢١٠) ، (١٠٢٢).

٤٠٥

ومعنى) نحو : أطعمنا شاة كل شاة ، وقوله :

١٣٥١ ـ وإنّ الذي حانت بفلج دماؤهم

هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد

 (قيل : ومعنى فقط وتالية للعوامل فتضاف للظاهر) نحو : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدثر : ٣٨] ، (أو ضمير محذوف) نحو : (كُلًّا هَدَيْنا) [الأنعام : ٨٤] ، أي : كلهم ، (فإن أضيف لضمير مذكور لم يعمل فيها غير الابتداء غالبا) نحو : (إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ) [آل عمران : ١٥٤] فيمن رفع كله ، (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ) [مريم : ٩٥] ، ومن القليل قوله :

١٣٥٢ ـ يميد إذا مادت عليه دلاؤهم

فيصدر عنه كلّنا وهو ناهل

 (وقيل : دائما ، ثم إن أضيفت لمعرفة روعي في ضميرها المعنى أو اللفظ) ، وقد اجتمعا في قوله تعالى : (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) [مريم : ٩٣ ـ ٩٥] (وأوجبه) أي : مراعاة اللفظ (ابن هشام) فقال في «المغني» : والصواب أن الضمير لا يعود إليها من خبرها إلا مفردا مذكرا على لفظها نحو : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ) [مريم : ٩٥] ، (كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) [:] ، «كلكم جائع إلا من أطعمته» (٤) ، وقوله : «كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها» (٥) ، و «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (٦) ، و «كلنا لك عبد» (٧) ، وأما الآية الأولى فجملة (لقد أحصاهم) أجيب بها القسم وليست خبرا عن (كل) ، وضميرها راجع ل : (من) لا لكل ، (أو) أضيفت (إلى نكرة ، فثالثها) أي : الأقوال (وهو المختار وفاقا له)

__________________

١٣٥١ ـ البيت من الطويل ، وهو للأشهب بن رميلة في خزانة الأدب ٦ / ٧ ، ٢٥ ، ٢٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٦٧ ، وتقدم برقم (٩٣).

١٣٥٢ ـ البيت من الطويل ، وهو لكثير عزة في ديوانه ص ٥٠٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٧٥ ، وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢ / ٥٢١ ، ومغني اللبيب ١ / ١٩٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧١١.

(١) أخرجه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب تحريم الظلم (٢٥٧٧).

(٢) أخرجه مسلم ، كتاب الطهارة ، باب فضل الوضوء (٢٢٣).

(٣) أخرجه البخاري ، كتاب الجمعة ، باب الجمعة في القرى والمدن (٨٩٣) ، ومسلم ، كتاب الإمارة ، باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر (١٨٢٩).

(٤) أخرجه مسلم ، كتاب الصلاة ، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (٤٧٧) ، وأبو داود ، كتاب الصلاة ، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع (٨٣٧).

٤٠٦

أي : لابن هشام (إن نسب الحكم لكل فرد فاللفظ) نحو : كل رجل يشبعه رغيفان (أو) نسب (للمجموع فالمعنى) نحو : كل رجل قائمون ، أي : مجموع الرجال ، وأول الأقوال وعليه ابن مالك وجوب مراعاة المعنى مطلقا فلذلك جاء الضمير مفردا مذكرا في نحو : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ) [القمر : ٥٢] ، ومفردا مؤنثا نحو : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدثر : ٣٨] ، ومثنى في نحو :

١٣٥٣ ـ وكلّ رفيقي كلّ رحل وإن هما

تعاطى القنا قوماهما أخوان

ومجموعا مذكرا في نحو : (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [الروم : ٣٢] ، ومجموعا مؤنثا في نحو :

١٣٥٤ ـ وكلّ مصيبات الزّمان وجدتها

سوى فرقة الأحباب هيّنة الخطب

والثاني : وعليه أبو حيان جواز الأمرين مطلقا كقوله :

١٣٥٥ ـ جادت عليه كلّ عين ثرّة

فتركن كلّ حديقة كالدّرهم

فقال : تركن ، ولم يقل : تركت ، فدل على جواز كل رجل قائم وقائمون ، (أو قطعت) عن الإضافة لفظا (فجوزهما) أي : مراعاة اللفظ والمعنى (أبو حيان) مثال اللفظ : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) [الإسراء : ٨٤] ، (فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ) [العنكبوت : ٤٠] ، ومثال المعنى : (وَكُلٌّ كانُوا ظالِمِينَ) [الأنفال : ٥٤].

(وقال ابن هشام) في «المغني» : الصواب أنه (إن قدر) المنوي (مفردا نكرة وجب الإفراد) كما لو صرح بالمفرد ، (أو) قدر (جمعا معرفا فالجمع) واجب ، وإن كانت المعرفة

__________________

١٣٥٣ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ٢ / ٣٢٩ ، وخزانة الأدب ٧ / ٥٧٢ ، ٥٧٣ ، ٥٧٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٣٦ ، ولسان العرب ٥ / ٤٢٤ ، مادة (يدي) ، ومغني اللبيب ١ / ١٩٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٢٣.

١٣٥٤ ـ البيت من الطويل ، وهو لقيس بن ذريح في ديوانه ص ٦٦ ، وشرح شواهد المغني ص ٥٣٨ ، ومجالس ثعلب ص ٢٨٦ ، وبلا نسبة في مغني اللبيب ص ١٩٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١١٩ ، وتقدم عرضا مع الشاهد (١٣٥٤).

١٣٥٥ ـ البيت من الكامل ، وهو لعنترة في ديوانه ص ١٩٦ ، وجمهرة اللغة ص ٨٢ ، ٩٧ ، والحيوان ٣ / ٣١٢ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٨٨١ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٨٠ ، ٢ / ٥٤١ ، ولسان العرب ٤ / ١٠١ ، مادة (ثرر) ، ١٨٢ ، مادة (حرر) ، ١٠ / ٣٩ ، مادة (حرق) ، ومغني اللبيب ١ / ١٩٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٨٠ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٤٢٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣١٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٤٨.

٤٠٧

لو ذكرت لوجب الإفراد ، ولكن فعل ذلك تنبيها على حال المحذوف فيهما ، فالأول نحو : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) [الاسراء : ٨٤] ، (كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ) [البقرة : ٢٨٥] ، (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) [النور : ٤١] ، والثاني نحو : (كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) [البقرة : ١١٦] ، (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء : ٣٣] ، (وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) [النمل : ٨٧].

(مسألة) قال البيانيون : (إذا وقعت) كل (في حيز النفي توجه) النفي (إلى الشمول) خاصة ، (وأفاد) بمفهومه (ثبوت الفعل لبعض الأفراد) كقولك : ما جاء كل القوم ، ولم آخذ كل الدراهم ، وكل الدراهم آخذ ، وقوله :

١٣٥٦ ـ ما كلّ رأي الفتى يدعو إلى رشد

(أو وقع النفي) في (حيزها توجه إلى كل فرد) نحو قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما قال له ذو اليدين : أنسيت أم قصرت الصلاة؟ : «كل ذلك لم يكن» (٢).

كلما

(كلما ظرف يقتضي التكرار مركب من كل وما المصدرية أو النكرة) التي بمعنى وقت ، ومن هنا جاءتها الظرفية كقوله تعالى : (كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) [البقرة : ٢٥] ، فإما أن يكون الأصل كل رزق ، ثم عبر عن معنى المصدر بما والفعل ثم أنبأ عن الزمان ، أي : كل وقت رزق ، كما أنيب عنه المصدر الصريح في جئتك خفوق النجم ، أو يكون التقدير كل وقت رزقوا فيه ، فحذف العائد ولا يحتاج في هذا إلى تقدير وقت (وناصبه) الفعل الذي هو (جوابه في المعنى) مثل قالوا في الآية ، (قال أبو حيان : ولا يكون تاليه وجوابه إلا فعلا ماضيا).

كلا

(كلا : الأكثر) على أنها (بسيطة) وقال ثعلب : هي مركبة من كاف التشبيه ولا النافية ، قال : وإنما شددت لامها لتقوية المعنى ، ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين ، قال أبو حيان : وهذه دعوى لا يقوم عليها دليل ، (و) الأكثر على (أنها حرف ردع وزجر) لا معنى لها

__________________

١٣٥٦ ـ الشطر من البسيط ، وهو بلا نسبة في مغني اللبيب ١ / ٢٠٠ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٣١٤.

(١) أخرجه مسلم ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب السهو في الصلاة والسجود له (٥٧٣).

٤٠٨

عندهم إلا ذلك ، حتى إنهم يجيزون أبدا الوقف عليها والابتداء بما بعدها ، وحتى قال جماعة منهم : متى سمعت (كلا) في سورةفاحكم بأنها مكية ؛ لأنه فيها معنى التهديد والوعيد ، وأكثر ما نزل ذلك بمكة ؛ لأن أكثر العتو كان بها.

(وزاد) لها (قوم) لما رأوا أن معنى الردع والزجر ليس مستمرا فيها معنى (ثانيا) يصح عليه أن يوقف دونها ويبتدأ بها ، ثم اختلفوا في تعيين ذلك المعنى (فالكسائي) قال : تكون (بمعنى حقا) أيضا (وزعمها مكي اسما حينئذ كمرادفها) ، ولأنها تنون في قراءة بعضهم : (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) [مريم : ٨٢] ، وغيره قال : اشتراك اللفظ بين الاسمية والحرفية قليل ومخالف للأصل ، ومحوج لتكلف دعوى علة لبنائها ، وخرج التنوين في الآية على أنه بدل من حرف الإطلاق المزيد في رؤوس الآي ، ثم إنه وصل بنية الوقف ، (وأبو حاتم) قال : تكون بمعنى (ألا) الاستفتاحية ، قال أبو حيان : ولم يتقدمه إلى ذلك أحد ، ووافقه على ذلك الزجاج وغيره ، (والنضر) ابن شميل قال : (تكون بمعنى إي) فتكون حرف تصديق ، وتستعمل مع القسم وخرج عليه قوله تعالى : (كَلَّا وَالْقَمَرِ) [المدثر : ٣٢] ، فقال : معناه : إي والقمر.

قال ابن هشام : وقول أبي حاتم عندي أولى من قول الكسائي والنضر ؛ لأنه أكثر اطرادا ، فإن قول النضر لا يتأتى في قوله : (كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ) [المؤمنون : ١٠٠] ، وقوله : (كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء : ٦٢] ؛ لأنها لو كانت فيهما بمعنى إي لكانت للوعد بالرجوع وللتصديق بالإدراك ، وقول الكسائي لا يتأتى في نحو : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ) [المطففين : ١٨] ؛ لأن إن تكسر بعد ألا الاستفتاحية ، ولا تكسر بعد حقا ولا بعد ما كان بمعناها ، قال أبو حيان : وذهب الفراء وأبو عبد الرحمن اليزيدي ومحمد بن سعدان إلى أن كلا بمنزلة سوف ، قال : وهذا مذهب غريب.

كم

(كم) على وجهين (خبرية بمعنى كثير ، واستفهامية بمعنى أيّ عدد ، لا لقلة ولا كثرة ، ولا هي حرف ولا مركبة ، خلافا لزاعمي ذلك) ، بل هي اسم بسيط ، وضعت مبهمة تقبل قليل العدد وكثيره ، والدليل على اسميتها دخول حرف الجر عليها والإضافة إليها ، وعود الضمير عليها ، وذهب بعضهم فيما حكاه صاحب «البسيط» إلى أن الخبرية حرف للتكثير في مقابلة (رب) الدالة على التقليل ، وذهب الكسائي والفراء إلى أن (كم) بوجهيها مركبة من (كاف) التشبيه و (ما) الاستفهامية ، وحذفت ألفها كما تحذف مع سائر حروف الجر نحو :

٤٠٩

بم ولم وعم ، وكثر الاستعمال لها فأسكنت وحدث لها بالتركيب معنى غير الذي كان لكل واحد من مفرديها ، كما قاله النحويون في لو لا وهلا.

وزعم بعضهم على أن الاستفهامية للتكثير (وتقع) كم في حالتيها (مبتدأ) قال بعضهم : وجاز الابتداء بالخبرية وإن كانت نكرة مجهولة حملا على الاستفهامية ، (فيقبح الإخبار عنها بمعرفة وظرف ، ويمنع بمؤقت) ، وإنما يحسن بنكرة ، نحو : كم رجل قام أو زارك وكم غلاما دخل في ملكك ، (و) تقع (معمول ناسخ يعمل فيما قبله) ككان وظن ، نحو : كم كان مالك وكم ظننت إخوتك ، بخلاف ناسخ لا يعمل فيما قبله ك : (ما) وإن وأخواتها.

(و) تقع (خبرا) للمبتدأ نحو : كم دراهمك ، أو ل : (كان) نحو : كم كان غلمان قومك ، (ومفعولا به) نحو : كم غلاما اشتريت ، ومجرورة بحرف تعلق بتاليها نحو : بكم درهما اشتريت ثوبك ، وبكم جارية عتقت ، (ومضافة ، قيل : إن كان) ذلك المضاف (معمولا له) أي : لتاليها ، نحو : غلام كم رجل ضربت ، ورقبة كم أسير فككت ، فإن غلاما معمول لضربت ، ورقبة معمول لفككت ، بخلاف غلام كم رجل قام أو أتاك ، غلام كم رجل دخل في ملكك ، قال أبو حيان : وهذا الشرط شرطه بعض أصحابنا ولا أراه ، بل أرى جواز الصورتين الأخيرتين.

ولا فرق بين (كم) والمضاف إليها فكما أن (كم) تقع مبتدأة في كم رجل قام أو أتاك وفي كم غلاما دخل في ملكك ، فكذلك ما أضيف إليها ، (وظرفا) نحو : كم ميلا سرت وكم يوما صمت ، (ومصدرا) نحو : كم ضربة ضربت زيدا ، (وقيل : ومفعولا له) نحو : لكم إكراما لك وصلت ، قاله ابن هشام الخضراوي ، قال : ولا بد من حرف العلة ؛ لأنه لا يحذف إلا في لفظ المصدر ، قال أبو حيان : ولا نعلم أحدا نص على جواز ذلك غيره ، (وقد توقف أبو عبد الله) السوسي (الرعيني) من نحاة تونس في إجازة ذلك ، (ولا) تقع مفعولا (معه) لأنه لا يتقدم.

(وجواب) كم (الاستفهامية يجوز رفعه) ، وإن اختلف محل كم من النصب والرفع والجر ، (والأولى) فيه (مراعاة محلها) فيجري على حسبه إن رفعا فرفع ، وإن نصبا فنصب ، وإن جرا فجر ، مثال ذلك كم عبدا دخل في ملكك ، وكم عبدا اشتريت ، وبكم عبدا استعنت ، فجواب هذه كلها على الأول أن تقول : عشرون عبدا ، وعلى الثاني أن تقول في المثال الأول : عشرون ، وفي الثاني : عشرين ، وفي الثالث : بعشرين.

٤١٠

كأين

(كأين اسم ككم) في المعنى (مركب من كاف التشبيه و) أيّ الاستفهامية المنونة ، وحكيت ولهذا جاز الوقف عليها بالنون ؛ لأن التنوين لما دخل في التركيب أشبه النون الأصلية ، ولهذا رسم في المصحف نونا ، ومن وقف عليها بحذفه اعتبر حكمه في الأصل وهو الحذف في الوقف ، وقيل : الكاف فيها هي (الزائدة) ، قال ابن عصفور : ألا ترى أنك لا تريد بها معنى تشبيه ، قال : وهي مع ذلك لازمة كلزوم (ما) الزائدة في (لا سيما) ، وغير متعلقة بشيء كسائر حروف الجر الزوائد ، وأي مجرور بها ، (وقيل) : هي (اسم بسيط) واختاره أبو حيان قال : ويدل على ذلك تلاعب العرب بها في اللغات الآتية ، (وإفادتها للاستفهام نادر) ، والغالب وقوعها خبرية بمعنى كثير نحو : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها) [العنكبوت : ٦٠] ، ومثالها استفهامية قولك : بكأين تبيع هذا الثوب؟ كذا مثله ابن عصفور ، ومثله ابن مالك بقول أبيّ لابن مسعود : كأين تقرأ سورةالأحزاب آية؟ فقال : ثلاثا وسبعين (١) ، (ومن ثم) أي : من أجل أن إفادتها للاستفهام نادر (أنكره الجمهور) فقالوا : لا تقع استفهامية البتة.

(وتلزم الصدر فلا تجر ، خلافا لابن قتيبة وابن عصفور) حيث ذكرا أنها يدخل عليها حرف الجر في المثال السابق ، قال أبو حيان : ويحتاج دخول حرف الجر عليها إلى سماع ، ولا ينبغي القياس على (كم) الخبرية ؛ لأن ذلك يقتضي أن يضاف إليها ككم ، ولا يحفظ من كلامهم.

(ولا يخبر عنها) إذا وقعت مبتدأ (إلا بجملة فعلية) مصدرة بماض أو مضارع نحو : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ) [آل عمران : ١٤٦] ، (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها) [يوسف : ١٠٥] ، قال أبو حيان : قد استقرأت ما وقعت فيه فوجدت الخبر فيه لا يكون إلا كذلك ، ولم أقف على كونه اسما مفردا ولا جملة اسمية ولا فعلية مصدرة بمستقبل ، ولا ظرفا ولا مجرورا فينبغي ألا يقدم على شيء من ذلك إلا بسماع من العرب ، قال : والقياس يقتضي أن يكون في موضع نصب على المصدر أو الظرف أو خبر كان ، كما كان ذلك في (كم) ، وفي «البسيط» : أنها تكون مبتدأ وخبرا ومفعولا ، (ويقال) فيها : (كائن) بالمد بوزن اسم الفاعل من كأن ساكنة النون ، وبذلك قرأ ابن كثير ، وقال الشاعر :

__________________

(١) أخرجه أحمد في مسنده (٢٠٧٠٢).

٤١١

١٣٥٧ ـ وكائن بالأباطح من صديق

يراني لو أصبت هو المصابا

(وكئن) بالقصر بوزن عم ، (وكأي) بوزن رمي وبه قرأ ابن محيصن ، (وكيء) بتقديم الياء على الهمزة ، قال أبو حيان : وهذه اللغات الثلاث نقلها النحويون ، ولم ينشدوا فيها شعرا فيما علمت.

كذا

(كذا اسم مركب) من (كاف) التشبيه و (ذا) اسم إشارة ، وهو بعد التركيب (كناية عن عدد) مبهم (ككم) الخبرية ، (لكن) يفارقها في أنها (ليس لها الصدر) تقول قبضت كذا وكذا درهما ، (و) في أنها (الغالب) في استعمالها (تكرارها بالعطف) عليها كالمثال ، (وأوجبه ابن خروف) فقال : إنهم لم يقولوا كذا درهما ولا كذا كذا درهما ، وذكر ابن مالك أنه مسموع ولكنه قليل.

(وتتصرف) بوجوه الإعراب فتكون في موضع رفع وفي موضع نصب وفي موضع جر بالإضافة والجر ، ولا تقتصر على إعراب خاص ، (ولا تتبع) بتابع لا بنعت ولا عطف بيان ولا تأكيد ولا بدل ، (ولا محل لكافها) من الإعراب فلا تتعلق بشيء ؛ لأن التركيب أخرجها عن ذلك ، ومن النحويين من حكم على موضع الكاف بالإعراب وجعلها اسما مبتدأ كمثل.

(وثالثها) : هي (زائدة) لازمة فرارا من التركيب ؛ إذ لا معنى للتشبيه فيها وذا مجرورة بها كما في كائن سواء ، وقائل ذلك فيهما واحد وهو ابن عصفور.

لا

(لا) حرف (للجواب نقيض نعم) وهذه تحذف الجمل بعدها كثيرا ، تقول : أجاءك زيد؟ فيقال : لا ، والأصل لا لم يجئ.

نعم

(نعم) بفتح النون والعين في أشهر اللغات ، (وكسر عينها) مع فتح النون لغة لكنانة ، وبها قرأ الكسائي ، (و) كسر (نونها) مع كسر العين إتباعا لغة لبعضهم حكاها في

__________________

١٣٥٧ ـ البيت من الوافر ، وهو لجرير في خزانة الأدب ٥ / ٣٩٧ ، ٤٠١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٢ ، وتقدم برقم (١٨٩).

٤١٢

«المغني» ، (وإبدالها) أي : العين (حاء) فيقال : نحم (لغة) حكاها النضر بن شميل ، وفي «المغني» أن ابن مسعود قرأ بها ، قال أبو حيان : لأن الحاء تلي العين في المخرج وهي أخف من العين ؛ لأنها أقرب إلى حروف الفم.

حرف (للجواب تصديقا لمخبر) كقولك لمن قال : قام زيد ، أو ما قام زيد : نعم ، (وإعلاما لمستخبر) كقولك لمن قال : هل جاء زيد؟ نعم ، وفي التنزيل : (فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ) [الأعراف : ٤٤] ، (ووعدا لطالب) كقولك لمن قال : اضرب زيدا : نعم ، وكذا لمن قال : لا تضرب زيدا ، وهلا تفعل ، (وتكون بعد إيجاب) نحو : قام زيد فيقال : نعم ، (و) بعد (نفي) نحو : ما قام زيد فيقال : نعم ، (و) بعد (سؤال عنهما) نحو : أكان كذا؟ وأما قام زيد؟ فيقال : نعم ، فهي في الموجب والسؤال عنه تصديق في الثبوت ، وفي المنفي والسؤال عنه تصديق النفي.

(قيل : وترد للتذكير) بما بعدها ، وذلك إذا وقعت صدرا لجملة بعدها كقولك : نعم هذه أطلالهم.

قال ابن هشام : والحق أنها في ذلك حرف إعلام ، وأنها جواب لسؤال مقدر ، وقال أبو حيان : هي فيه تصديق لما بعدها وقدمت ، قال : والتقديم أولى من ادعاء معنى لم يثبت لها.

هل

(هل ويقال) فيها : (أل) بإبدال هائها همزة (لطلب التصديق) نحو : هل قام زيد وهل زيد قائم ، (وباقي الأدوات للتصور) نحو : من جاءك متى تقوم ، (وتختص) عن الهمزة (بورودها للجحد) أي : يراد بالاستفهام بها النفي ، ولذلك دخلت على الخبر بعدها إلا في نحو : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) [الرحمن : ٦٠] ، والباء في قوله :

١٣٥٨ ـ ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم

وصح العطف في قوله :

__________________

١٣٥٨ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ص ٨٦٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٩٢ ، وتقدم الشاهد برقم (٤٥١).

٤١٣

١٣٥٩ ـ وإنّ شفائي عبرة مهراقة

وهل عند رسم دارس من معوّل

إذ لا يعطف الإنشاء على الخبر ، والهمزة لا ترد لذلك.

(و) تختص (بعدم دخولها على اسم بعده فعل اختيارا) ولذلك وجب النصب في نحو : هل زيدا ضربته ؛ لأن (هل) إذا كان في حيزها فعل وجب إيلاؤها إياه ، فلا يقال : هل زيد قام؟ إلا في ضرورة قال :

١٣٦٠ ـ أم هل كبير بكى لم يقض عبرته

قال أبو حيان : ويمتنع حينئذ أن تكون مبتدأ وخبرا ، بل يجب حمله على إضمار فعل ، قال : وسبب ذلك أن (هل) في الجملة الفعلية مثل (قد) ، فكما أن (قد) لا تليها الجملة الابتدائية فكذلك (هل) ، بخلاف الهمزة فتدخل على اسم بعده فعل اختيارا نحو : (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ) [القمر : ٢٤] ، وتقول : أزيد قام على الابتداء والخبر ؛ لأنها أمّ أدوات الاستفهام فاتسع فيها.

(وجوزه) أي : دخول (هل) على اسم بعده فعل في الاختيار (الكسائي) فأجاز هل زيد قام جوازا حسنا ؛ لأنهم أجازوا هل زيد قائم وابتدؤوا بعدها الأسماء ، فكذا مع وجود الفعل ، ورد بأنهم ضعفوا بناءه على الفعل مع حضوره فالابتداء أحرى.

(قيل : وترد للتسوية) كما ترد الهمزة نحو : علمت هل قام زيد أم عمرو ، قال أبو حيان : كذا زعم بعضهم ويحتاج ذلك إلى سماع من العرب ، والمعروف أن ذلك مما تفرد به الهمزة.

(قيل : والتقرير) قال أبو حيان : والمعروف أن ذلك للهمزة دون هل (قال) الجلال (القزويني) : في بعض (والتمني) في بعض ، وقال المبرد في «المقتضب» : وترد (بمعنى

__________________

١٣٥٩ ـ البيت من الطويل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٩ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٤٨ ، ٥ / ٢٧٧ ، ٢٨٠ ، ١١ / ٢٩٢ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٥٧ ، ٢٦٠ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٤٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٧٢ ، والكتاب ٢ / ١٤٢ ، ولسان العرب ١١ / ٤٨٥ ، مادة (عول) ، ٧٠٩ ، مادة (هلل) ، والمنصف ٣ / ٤٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٩٩.

١٣٦٠ ـ البيت من البسيط ، وهو لعلقمة الفحل في ديوانه ص ٥٠ ، والأزهية ص ١٢٨ ، والأشباه والنظائر ٧ / ٤٩ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٨٦ ، ٢٨٨ ، ٢٨٩ ، ٢٩٣ ، ٢٩٤ ، وشرح اختيارات المفضل ص ١٦٠٠ ، ١٦٠١ ، والكتاب ٣ / ١٧٨ ، ولسان العرب ١٢ / ٣٧ ، مادة (أمم) ، واللمع ص ١٨٢ ، والمحتسب ٢ / ٢٩١ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٧٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٧٩.

٤١٤

قد) ، وبذلك فسر قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) [الإنسان : ١] ، قال جماعة : قد أتى (وأنكره قوم) آخرهم أبو حيان وقال : لم يقم على ذلك دليل واضح ، إنما هو شيء قاله المفسرون في الآية ، وهذا تفسير معنى لا تفسير إعراب ، ولا يرجع إليهم في مثل هذا إنما يرجع في ذلك إلى أئمة النحو واللغة لا إلى المفسرين.

(وقال الزمخشري) في «المفصل» (والسكاكي) في «المفتاح» : أبلغ من هذه الدعوى (هو) أي : معنى قد (معناها أبدا ، والاستفهام المفهوم منها) إنما هو (من همزة مقدرة) معها.

قال ابن هشام : ونقله عن سيبويه وعبارته في «المفصل» : وعند سيبويه أن (هل) بمعنى (قد) ، إلا أنهم تركوا الألف قبلها ؛ لأنها لا تقع إلا في الاستفهام ، وقد جاء دخولها عليها في قوله :

١٣٦١ ـ سائل فوارس يربوع بشدّتنا

أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم

انتهى.

قال ابن هشام : ولو كان كما ذكر لم تدخل إلا على الفعل كقد ، قال : ولم أر في «كتاب سيبويه» ما نقله عنه ، إنما قال في باب عدة ما يكون عليه الكلم ما نصه : وهل هي للاستفهام ، لم يزد على ذلك ، وقال أبو حيان : وفي «الإفصاح» ذكر جماعة من النحويين وأهل اللغة أن (هل) تكون بمعنى (قد) مجردة من الاستفهام ، وربما فسروا بذلك قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) [الإنسان : ١] ، وأرى هذا القول مأخوذا من قول سيبويه ، وتقول : قعد أم هل قام هي بمنزلة (قد) ، فقيل : أراد أنها بمنزلة (قد) في الأصل ، وقال أبو حيان في موضع آخر : زعموا أن (هل) بمنزلة (قد) ، ولا يتأتى ذلك إلا إذا دخلت على الجملة الفعلية المثبتة ، أما إذا دخلت على الجملة الاسمية فلا تكون إذ ذاك بمعنى قد ؛ لأن (قد) لا تدخل على الجملة الاسمية.

(و) قال (ابن مالك : تتعين له إذا قرنت بالهمزة) كالبيت السابق ، قال أبو حيان : ولا

__________________

١٣٦١ ـ البيت من البسيط ، وهو لزيد الخيل في ديوانه ص ١٥٥ ، والجنى الداني ص ٣٤٤ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٧٢ ، وشرح المفصل ٨ / ١٥٢ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٣٨٥ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٤٢٧ ، ٧ / ٥٥ ، وتذكرة النحاة ص ٧٨ ؛ وجواهر الأدب ص ٢٨١ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٦١ ، ٢٦٣ ، ٢٦٦ ، والخصائص ٢ / ٤٦٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٣٨.

٤١٥

دلالة له في ذلك على التعيين ؛ لأن ذلك لم يكثر كثرة توجب القياس ، إنما جاء منه هذا البيت أو بيت آخر إن كان جاء ، وإذا كان الأمر كذلك احتمل أن يكون مما دخل فيه أداة الاستفهام على مثلها على سبيل التأكيد ، كدخول حرف الجر على مثله في نحو :

١٣٦٢ ـ فأصبحن لا يسألنه عن بما به

ونحو :

١٣٦٣ ـ ولا للما بهم أبدا دواء

وإذا احتمل ذلك لم تتعين مرادفة (قد) انتهى.

ووافقه ابن هشام في «المغني» ، ثم المراد بمعنى (قد) المذكورة قيل : التقريب ، قال في «الكشاف» : (هَلْ أَتى) أي : قد ، أي : على معنى التقرير والتقريب جميعا ، أي : أتى على الإنسان قبل زمان قريب طائفة من الزمان الطويل الممتد لم يكن فيه شيئا مذكورا.

قال ابن هشام : وفسرها غيره ب : (قد) خاصة ، ولم يحملوا (قد) على معنى التقريب ، بل على معنى التحقيق ، وقال بعضهم : معناها التوقع وكأنه قيل لقوم يتوقعون الخبر عما أتى على الإنسان وهو آدم عليه‌السلام ، قال : والحين زمن كونه طينا.

(مسألة : صدر الكلام للاستفهام والتحضيض والتنبيه غير (ها) ولام الابتداء ولعل وما النافية) فلا يقدم عليها معمول الفعل بعدها ، لا يقال : عمرا ما ضرب زيد ، (وفي لا) النافية أقوال :

أحدها : أن لها الصدر ك : (ما).

(ثانيها وثالثها) وهو (الأصح) إن كانت في جواب قسم (ورب) غالبا لا للتنفيس في الأصح.

نونا التوكيد

(نون التوكيد) نوعان (خفيفة وثقيلة ، والتأكيد بها) أي : الثقيلة (أشد من التأكيد)

__________________

١٣٦٢ ـ تقدم البيت برقم (١٠٥٥) ، (١٠٩٤).

١٣٦٣ ـ البيت من الوافر ، وهو لمسلم بن معبد الوالبي في خزانة الأدب ٢ / ٣٠٨ ، ٣١٢ ، ٦ / ١٥٧ ، ٩ / ٥٢٨ ، ٥٣٤ ، ١٠ / ١٩١ ، ١١ / ٢٦٧ ، ٢٨٧ ، ٣٣٠ ، وشرح شواهد المغني ص ٧٧٣ ، وبلا نسبة في الإنصاف ص ٥٧١ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٤٣ ، والجنى الدني ص ٨٠ ، ٣٤٥ ، والخصائص ٢ / ٢٨٢ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢١ ، وتقدم البيت عرضا مع الشاهد (١٠٥٥) ، (١٠٩٤).

٤١٦

بالخفيفة نص عليه الخليل ، (وليست هي الأصل) ، والخفيفة فرع عنها خففت كما تخفف أن (خلافا للكوفية) حيث ذهبوا إلى ذلك ، واستدل البصريون على أن الخفيفة نون على حدتها بأن لها أحكاما ليست للشديدة كما سيأتي ، (وتدخل جوازا على الأمر) كاضربن وقوله :

١٣٦٤ ـ فأنزلن سكينة علينا

(والمضارع الخالي من تنفيس ذا طلب) سواء كان ذلك الطلب أمرا أم نهيا أم تحضيضا أم تمنيا أم استفهاما بحرف أم باسم كقوله :

١٣٦٥ ـ فإيّاك والميتات لا تقربنّها

وقوله :

١٣٦٦ ـ هلا تمنّن بوعد غير مخلفه

وقوله :

١٣٦٧ ـ فليتك يوم الملتقى ترينني

وقوله :

١٣٦٨ ـ وهل يمنعنّي ارتيادي البلا

د من حذر الموت أن يأتين

__________________

١٣٦٤ ـ الرجز لعبد الله بن رواحة في ديوانه ص ١٠٧ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٢٢ ، والكتاب ٣ / ٥١١ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٢٣٤ ، وتخليص الشواهد ص ١٣٠ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٣٩ ، ومغني اللبيب ١ / ٩٨ ، ٢٦٩ ، ٣١٧ ، ٢ / ٣٣٩ ، ٥٣٩ ، ٦٩٤ ، والمقتضب ٣ / ١٣ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٧٩.

١٣٦٥ ـ البيت من الطويل ، وهو للأعشى في ديوانه ص ١٨٧ ، والأزهية ص ٢٧٥ ، وتذكرة النحاة ص ٧٢ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٦٧٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٠٨ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٧٧ ، ٧٩٣ ، والكتاب ٣ / ٥١٠ ، ولسان العرب ١ / ٧٥٩ ، مادة (نصب) ، ٢ / ٤٧٣ ، مادة (سبح) ، ١٣ / ٤٢٩ ، مادة (نون) ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٩٣.

١٣٦٦ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٩٩ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٩٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٠٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٢٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٤٢.

١٣٦٧ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ١٠٠ ،. وشرح الأشموني ٢ / ٤٩٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٠٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٢٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٤٤.

١٣٦٨ ـ البيت من المتقارب ، وهو للأعشى في ديوانه ص ٦٥ ، ٦٩ ، والكتاب ٤ / ١٨٧ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٤٦ ، وشرح المفصل ٩ / ٤٠ ، ٨٦ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٢٤ ، والمحتسب ١ / ٣٤٩ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٤٩٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٥٧.

٤١٧

وقوله :

١٣٦٩ ـ أفبعد كندة تمدحنّ قبيلا

وقوله :

١٣٧٠ ـ فأقبل على رهطي ورهطك نبتحث

مساعينا حتى ترى كيف نفعلا

وقوله :

١٣٧١ ـ ألا ليت شعري ما يقولن فوارس

إذا حارب الهام المصيّح هامتي

 (خلافا لابن الطراوة في المستفهم عنه باسم) حيث قال : لا يلحقه ، وخص ذلك بالهمزة وهل ، ورد بالسماع في البيتين المذكورين.

(و) تدخل (لزوما) المضارع (المثبت المستقبل جواب قسم) نحو : والله ليقومن ، بخلاف المنفي نحو : (لا أُقْسِمُ) [القيامة : ١] ، والحال نحو : والله ليقوم زيد الآن ، والمقرون بحرف تنفيس نحو : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) [الضحى : ٥] ؛ لأنهما معا يخلصان للاستقبال فكرهوا الجمع بين حرفين لمعنى واحد.

(و) تدخل (كثيرا ، وقيل : لزوما) المضارع (التالي) إما الشرطية نحو : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ) [الزخرف : ٤١] ، (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ) [الأعراف : ٢٠٠] ، ولم يقع في القرآن إلا مؤكدا بالنون ، ومن ثم قال المبرد والزجاج : إنها لازمة لا يجوز حذفها إلا في الضرورة كقوله :

١٣٧٢ ـ إمّا تري رأسي تغيّر لونه

__________________

١٣٦٩ ـ صدر البيت :

قالت فطيمة حلّ شعرك مدحه

وهو من الكامل ، وهو لامرىء القيس في ديوانه ص ٣٥٨ ، وهو للمقنع في الكتاب ٣ / ٥١٤ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ١٠١ ، وجواهر الأدب ص ١٤٣ ، وخزانة الأدب ١١ / ٣٨٣ ، ٣٨٤ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٩٥ ، وشرح التصريح ص ٢٠٤ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٦٣.

١٣٧٠ ـ البيت من الطويل ، وهو للنابغة الجعدي في شرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٥١ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٤٩٥ ، والكتاب ٣ / ٥١٣ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٢٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٥٤.

١٣٧١ ـ البيت من الطويل ، وهو لرجل من ضبة في نوادر أبي زيد ص ٢٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٤٩.

١٣٧٢ ـ البيت من الكامل ، وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص ١٢٤ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٣٤ ، وتاج العروس (محل ، ثغم) ، واللسان ١٤ / ٤٧ ، مادة (أما) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٧٠.

٤١٨

ولكثرة حذفها في الشعر قال سيبويه والجمهور بجوازه في الكلام ، (لا الجزاء والمنفي بما ولا ولم والتعجب والماضي ومدخول ربما وما الزائدة وسائر أدوات الشرط ، والخالي مما ذكر واسم الفاعل) أي : لا تدخل في شيء من هذه الأنواع (إلا شذوذا وضرورة أو مثلا) كقوله :

١٣٧٣ ـ حديثا متى ما يأتك الخير ينفعا

وقولك : ما في الدار يقومن زيد ، وقوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) [الأنفال : ٢٥] ، وقول الشاعر :

١٣٧٤ ـ فلا ذا نعيم يتركن لنعيمه

وقوله :

١٣٧٥ ـ يحسبه الجاهل ما لم يعلما

وقوله :

١٣٧٦ ـ فأحر به من طول فقر وأحريا

__________________

١٣٧٣ ـ البيت من الطويل ، وهو للنجاشي الحارث في ديوانه ص ١١٠ ، وخزانة الأدب ١١ / ٣٨٧ ، ٣٩٥ ، ٣٩٧ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٠٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٤٤ ، وبلا نسبة في الكتاب ٣ / ٥١٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٠٣.

١٣٧٤ ـ عجز البيت :

وإن قال مرّطني وخذ رشوة أبي

والبيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في شفاء العليل ص ٨٨٣ ، والبحر المحيط ٤ / ٤٨٣ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٣١٣.

١٣٧٥ ـ الرجز للعجاج في ملحق ديوانه ٢ / ٣٣١ ، وله أو لأبي حيان الفقعسي أو لمساور العبسي أو للدبيري أو لعبد بني عبس في خزانة الأدب ١١ / ٤٠٩ ، ٤١١ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٧٣ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٨٠ ، ولمساور العبسي أو للعجاج في المقاصد النحوية ٤ / ٣٢٩ ، ولأبي حيان في شرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٦٦ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٥٧.

١٣٧٦ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في جواهر الأدب ص ٥٨ ، وشرح الأشموني ٢ / ٥٠٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٥٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٤٦ ، ولسان العرب ١ / ٦٥٠ ، مادة (غضب) ، ١٤ / ١٧٣ ، مادة (حرى) ، ١٥ / ١٢٩ ، مادة (غضا) ، ومغني اللبيب ١ / ٣٣٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦٤٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٧٥.

٤١٩

وقوله :

١٣٧٧ ـ دامنّ سعدك لو رحمت متيّما

وقوله :

١٣٧٨ ـ ربّما أوفيت في علم

ترفعن ثوبي شمالات

وقوله :

١٣٧٩ ـ قليلا به ما يحمدنك وارث

وقوله :

١٣٨٠ ـ من يثقفن منهم فليس بآيب

وقوله :

١٣٨١ ـ ومهما تشا منه فزارة تمنعا

وقوله :

١٣٨٢ ـ ليت شعري وأشعرنّ إذا ما

__________________

١٣٧٧ ـ البيت من الكامل ، وهو بلا نسبة في الجنى الداني ص ١٤٣ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٩٥ ، وشرح شواهد المغني ص ٧٦٠ ، ومغني اللبيب ٢ / ٣٣٩ ، والمقاصد النحوية ١ / ١٢٠ ، ٤ / ٣٤١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٦٢.

١٣٧٨ ـ تقدم الشاهد مع تخريجه برقم (١١٥٢).

١٣٧٩ ـ البيت من الطويل ، وهو لحاتم الطائي في ديوانه ص ٢٢٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٠٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٥١ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٢٨ ، ونوادر أبي زيد ص ١١٠ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ١٠٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٩٧ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٠٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٣٥.

١٣٨٠ ـ البيت من الكامل ، وهو لبنت مرّة بن عاهان في خزانة الأدب ١١ / ٣٨٧ ، ٣٩٩ ، ولبنت أبي الحصين في شرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٦٢ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ١٠٧ ، وشرح الأشموني ٢ / ٥٠٠ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٠٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٤٧ ، والكتاب ٣ / ٥١٦ ، والمقتضب ٣ / ١٤ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٧٨.

١٣٨١ ـ البيت من الطويل ، وهو للكميت بن معروف في حماسة البحتري ص ١٥ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٧٢ ، وللكميت بن ثعلبة في خزانة الأدب ١١ / ٣٨٧ ، ٣٨٨ ، ٣٩٠ ، ولسان العرب ٨ / ٢٧٣ ، مادة (قزع) ، وللكميت بن معروف أو للكميت بن ثعلبة الفقعسي في المقاصد النحوية ٤ / ٣٣٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥١١.

١٣٨٢ ـ البيت من الخفيف ، وهو للسموءل بن عادياء في لسان العرب ٢ / ٧٥ ، مادة (قوت) ، والمقاصد ـ

٤٢٠