همع الهوامع - ج ٢

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

همع الهوامع - ج ٢

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٧

الأثواب ، قال ابن مالك : وحجتهم السماع ، وأما البصريون فاستندوا في المنع إلى القياس ؛ لأنه من باب المقادير ، فكما لا يجوز الرطل زيت لا يجوز هذا.

(مسألة : الجمهور على أنه لا يضاف اسم لمرادفه ونعته ومنعوته ومؤكده) لأن المضاف يتعرف أو يتخصص بالمضاف إليه ، والشيء لا يتعرف ولا يتخصص إلا بغيره ، والنعت عين المنعوت ، وكذا ما ذكر بعده (إلا بتأويل) كقولهم : سعيد كرز ، أي : مسمى هذا اللقب ، وخشرم دبر ، أي : الذي له ذا الاسم ؛ لأنهما اسمان للنحل ، وصلاة الأولى ومسجد الجامع ، و(دِينُ الْقَيِّمَةِ) [البينة : ٥] ، أي : الساعة الأولى واليوم أو الوقت الجامع والملة القيمة ، وسحق عمامة وجرد قطيفة الأصل عمامة سحق وقطيفة جرد قدم وجعل نوعا مضافا إلى الجنس كخاتم فضة ويوم يوم وليلة ليلة.

(وشرط الكوفية) في الجواز (اختلاف اللفظ فقط) من غير تأويل تشبيها بما اختلف لفظه ومعناه ، كيوم الخميس ، و(شَهْرُ رَمَضانَ) [البقرة : ١٦٥] ، و(وَعْدَ الصِّدْقِ) [الأحقاف : ١٦] ، و(حَقُّ الْيَقِينِ) [الواقعة : ٩٥] ، و(مَكْرَ السَّيِّئِ) [فاطر : ٤٣] ، و (يا نساء المؤمنات) [:] ، كما جاء ذلك في النعت والعطف والتأكيد نحو : (وَغَرابِيبُ سُودٌ) [فاطر : ٢٧].

١٢٢٢ ـ كذبا ومينا

(كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) [الحجر : ٣٠].

(و) قال (أبو حيان : لا يتعدى السماع) بل يقتصر عليه فلا يقاس (وهل هي) أي : هذه الإضافة (محضة أو لا أو واسطة) بينهما (أقوال) :

الأول : قاله جماعة واختاره أبو حيان ؛ لأنه لا يقع بعد (رب) ولا (أل) ، ولا ينعت بنكرة ، ولا ورد نكرة فلا يحفظ (صلاة أولى) و (مسجد جامع).

والثاني : قاله الفارسي وابن الدباس وغيرهما ؛ لشبهه بحسن الوجه وأمثاله ؛ لأن الأصل في (صلاة الأولى) ونحوه (الصلاة الأولى) على النعت ، ثم أزيل عن حده كما أن أصل حسن الوجه (حسن وجهه) فأزيل عن الرفع.

والثالث : قاله ابن مالك ، قال : لأن لها اعتبارين اتصال من وجه أن الأول غير مفصول بضمير منوي وانفصال من وجه أن المعنى لا يصح إلا بتكلف خروجه عن الظاهر.

__________________

١٢٢٢ ـ ذكر البيت في نسخة العلمية بدون شرح.

٣٤١

قال أبو حيان : ولم يسبقه أحد إلى ذكر هذا القسم الثالث ، (ثم تجري) هذه الأقوال (فيما ألغي فيه مضاف) نحو :

١٢٢٣ ـ إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما

(أو مضاف إليه) نحو :

١٢٢٤ ـ أقام ببغداد العراق وشوقه

لأهل دمشق الشّام شوق مبرّح

 (ولا يقدم) على المضاف (معمول مضاف إليه) لأنه من تمامه كما لا يتقدم المضاف إليه على المضاف (وجوزه الكسائي على أفعل) نحو : أنت أخانا أول ضارب ، واقتصر في «التسهيل» على ذكر المثال وأن ثعلبا حكاه عنه. قال أبو حيان : فهل هو مختص بلفظ (أول) أو (عام) في كل أفعل تفضيل يحتاج إلى تحرير النقل في ذلك ، ولا يظهر فرق بين (أول) وغيره فيجوز هذا بالله أفضل عارف ، والصحيح أنه لا يجوز شيء من ذلك ؛ لعدم سماع ذلك من كلامهم ولمخالفة الأصول.

(وجوز الزمخشري وابن مالك) التقديم (على غير) النافية (مطلقا) نحو : زيد عمرا غير ضارب ، قال :

١٢٢٥ ـ فتى هو حقّا غير ملغ فريضة

ولا تتّخذ يوما سواه خليلا

قال أبو حيان : والصحيح أنه لا يجوز ذلك ، والبيت نادر لا يقاس عليه ، (و) جوزه (قوم) على غير (إن كان) المعمول (ظرفا) أو مجرورا ؛ لتوسعهم فيه كقوله :

١٢٢٦ ـ إنّ امرأ خصّني يوما مودّته

على التّنائي لعندي غير مكفور

قال أبو حيان : والصحيح المنع ؛ لاتحاد العلة في ذلك في المفعول ، أما (غير) التي

__________________

١٢٢٣ ـ البيت من الطويل ، وهو للبيد بن ربيعة في ديوانه ص ٢١٤ ، والأشباه والنظائر ٧ / ٩٦ ، والأغاني ١٣ / ٤٠ ، وبغية الوعاة ١ / ٤٢٩ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣٣٧ ، ٣٤٠ ، ٣٤٢ ، والخصائص ٣ / ٢٩ ، وشرح المفصل ٣ / ١٤ ، والعقد الفريد ٢ / ٧٨ ، ٣ / ٥٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٧٥ ، والمنصف ٣ / ١٣٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٩٢.

١٢٢٤ ـ البيت من الطويل ، وهو لبعض الطائيين في المقاصد النحوية ٣ / ٣٧٨ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٠٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٧١.

١٢٢٥ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢ / ٩٥٣ ، ومغني اللبيب ٢ / ٦٧٥.

١٢٢٦ ـ البيت من البسيط ، وهو لأبي زبيد الطائي في سر صناعة الإعراب ١ / ٣٧٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٥٠.

٣٤٢

لم يرد بها نفي فلا يجوز التقديم عليها باتفاق ، فلا يقال : أكرم القوم زيدا غير شاتم ، (وجوز قوم) التقديم (على حق) كقوله :

١٢٢٧ ـ فإن لا أكن كلّ الشجاع فإنّني

بضرب الطّلى والهام حقّ عليم

قال أبو حيان : والصحيح المنع لندور هذا البيت وإمكان تأويله ، وجوز قوم التقديم على (مثل) نقله ابن الحاج نحو : أنا زيدا مثل ضارب ، (وقد يكتسب المضاف) من المضاف إليه (تأنيثا وتذكيرا إن صح حذفه) ولم يختل الكلام به (وكان بعضا) من المضاف إليه (أو كبعض) منه كقولهم : قطعت بعض أصابعه ، وقرئ : تلتقطه بعض السيارة [يوسف : ١٠] ، وقوله :

١٢٢٨ ـ كما شرقت صدر القناة من الدّم

وقوله :

١٢٢٩ ـ رؤية الفكر ما يؤول له الأم

ر معين على اجتناب التّواني

بخلاف ما إذا لم يصح لو حذف فلا يقال : قامت غلام هند ، ولا أمة زيد جاء ، أو صح ولم يكن بعضا ولا كبعض ، فلا يقال : أعجبتني يوم الجمعة ، ولا جاءت يوم عاشوراء.

أسماء لازمة الإضافة

(مسألة) في أسماء لازمت الإضافة ؛ لاحتياجها إليها في فهم معناها (لزم الإضافة) مطلقا (حمادى وقصارى) بضم أولاهما وقصرهما بمعنى الغاية ، يقال : قصاراك أن تفعل كذا ، أي : غايتك وآخر أمرك ، وحكى الجوهري فيما فتح القاف وقصر أيضا قال :

١٢٣٠ ـ قصر الجديد إلى بلى

والعيش في الدّنيا انقطاعه

__________________

١٢٢٧ ـ البيت من الطويل ، وهو للأشتر في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٢٧٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٥٢.

١٢٢٨ ـ البيت من الطويل ، وهو للأعشى في ديوانه ص ١٧٣ ، والأزهية ص ٢٣٨ ، والأشباه والنظائر ٥ / ٢٥٥ ، وخزانة الأدب ٥ / ١٠٦ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٤ ، والكتاب ١ / ٥٢ ، ولسان العرب ٤ / ٤٤٦ ، مادة (صدر) ، ١٠ / ١٧٨ ، مادة (شرق) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٧٨ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٠٥ ، والخصائص ٢ / ٤١٧ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٢٠.

١٢٢٩ ـ البيت من الخفيف ، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣١١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٦٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٢٢.

١٢٣٠ ـ البيت من مجزوء الكامل ، تفرد به السيوطي في الهمع ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥١٣.

٣٤٣

(و) لزم (الإضافة إلى ضمير وحده) فلا يضاف إلى ظاهر وسواء ضمير الغائب وغيره ، وتجب مطابقته لما قبله نحو : (إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ) [غافر : ١٢].

١٢٣١ ـ والذّنب أخشاه إن مررت به

وحدي ...

١٢٣٢ ـ وكنت إذ كنت إلهي وحدكا

وقوله :

١٢٣٣ ـ أعاذل هل يأتي القبائل حظّها

من الموت أم خلّي لنا الموت وحدنا

 (لازم النصب) على المصدر لفعل من لفظه ، حكى الأصمعي : وحد الرجل يحد إذا انفرد ، وقيل : لم يلفظ بفعله كالأبوة والأخوة والخؤولة ، وقيل : محذوف الزوائد من إيحاد ، وقيل : نصبه على الحال لتأويله بموحد ، وقيل : على حذف حرف الجر والأصل على وحده.

(و) لازم (الإفراد والتذكير) لأنه مصدر (وقد يثنى) شذوذا (أو يجر بعلى) سمع حلبا على وحديهما ، وقلنا ذلك وحدينا ، واقتضيت كل درهم على وحده ، وجلس على وحده ، (أو إضافة نسيج وقريع) بوزن كريم (وجحيش وعيير) مصغرين إليه (ملحقات بالعلامات على الأصح) يقال : هو نسيج وحده ، وقريع وحده إذا قصد قلة نظيره في الخير ، وأصله في الثوب ؛ لأنه إذا كان رفيعا لم ينسج على منواله ، والقريع السيد ، وهو جحيش وحده وعيير وحده إذا قصد قلة نظيره في الشر وهما مصغر عير وهو الحمار وجحش وهو ولده ، يذم بهما المنفرد باتباع رأيه ، ويقال : (هما نسيجا وحدهما) و (هم نسجاء وحدهم) ، و (هي نسيجة وحدها) وهكذا ، وقيل : لا يتصل بنسيج وأخواته العلامات ، فيقال : هما نسيج

__________________

١٢٣١ ـ البيت من المنسرح ، وهو للربيع بن ضبع الفزاري في أمالي المرتضى ١ / ٢٥٦ ، وحماسة البحتري ص ٢٠١ ، وخزانة الأدب ٧ / ٣٨٤ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٦ ، والكتاب ١ / ٩٠ ، ولسان العرب ١٣ / ٢٥٩ ، مادة (ضمن) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٩٧ ، ونوادر أبي زيد ص ١٥٩ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ١٧٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣١٩.

١٢٣٢ ـ الرجز لعبد الله بن عبد الأعلى القرشي في شرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٨١ ، وشرح المفصل ٢ / ١١ ، والكتاب ٢ / ٢١٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٣٩٧ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١١٢ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥٤١ ، ومغني اللبيب ١ / ١٧٩ ، والمقتضب ٤ / ٢٤٧ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٢١.

١٢٣٣ ـ البيت من الطويل ، وهو لمعن بن أوس المزني في لسان العرب ١٤ / ٢٣٨ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٧٣.

٣٤٤

وحدهما وهكذا ، و (قريع) لم يذكرها في «التسهيل» ، وذكرها أبو حيان وشيخه الشاطبي ، وزاد الشاطبي : (رجل وحده) ، (و) لزم الإضافة (إلى معرفة مثناة) لفظا أو معنى (تفريقه) معطوفا (بالواو) فقط (ضرورة كلا وكلتا) نحو : وكلا الرجلين ، (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ) [الكهف : ٣٣].

١٢٣٤ ـ كلانا غنيّ عن أخيه حياته

١٢٣٥ ـ إنّ للخير وللشرّ مدى

وكلا ذلك وجه وقبل

ومن تعريفه بالواو :

١٢٣٦ ـ كلا أخي وخليلي واجدي عضدا

(وقال الكوفية : أو نكرة) محدودة بناء على جواز توكيدها ، سمع : كلتا جاريتين عندك مقطوعة يدها ، (وقال ابن الأنباري : و) إلى (مفرد إن كررت) كلا نحو : كلاي وكلاك محسنان ، (و) لزم الإضافة (ذو وفروعه) أي : ذوا وذوو وذات وذاتا وذوات ، (وأولو وأولات إلى اسم جنس) قياسا كذي علم وذي حسن ، (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ) [الطلاق : ٢] ، (ذَواتا أَفْنانٍ) [الرحمن : ٤٨] ، (وإلى علم سماعا) نحو : ذو يزن وذو رعين وذو الكلاع وذو سلم وذو عمرو وذو تبوك ، (وقيل : قياسا) قاله الفراء.

(والغالب إلغاؤها) أي : كونها ملغاة ، أي : زائدة (حينئذ) وقد لا تلغى نحو : (أنا الله ذو بكة) ، أي : صاحب بكة ، (والمختار جوازها) أي : إضافتها (إلى ضمير) كما يفهم من كلام أبي حيان أن الجمهور عليه ، كقوله :

__________________

١٢٣٤ ـ البيت من الطويل ، وهو للأبيرد الرياحي في الأغاني ١٣ / ١٢٧ ، ولعبد الله بن معاوية بن جعفر في الحماسة الشجرية ١ / ٢٥٣ ، وللمغيرة بن حبناء التيمي في لسان العرب ١٥ / ١٣٧ ، مادة (غنا) ، ولعبد الله ابن معاوية أو للأبيرد الرياحي في شرح شواهد المغني ٢ / ٥٥٥ ، وبلا نسبة في أمالي المرتضى ١ / ٣١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٨٦.

١٢٣٥ ـ البيت من الرمل ، وهو لعبد الله بن الزبعرى في ديوانه ص ٤١ ، والأغاني ١٥ / ١٣٦ ، وشرح التصريح ٢ / ٤٣ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٥٤٩ ، وشرح المفصل ٣ / ٢ ، ٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤١٨ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٣٩ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣١٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٨٩ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٠٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٢٦.

١٢٣٦ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٤٠ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣١٧ ، وشرح التصريح ٢ / ٤٣ ، وشرح شواهد المغني ص ٥٥٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٩٠ ، ومغني اللبيب ص ٢٠٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤١٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٤٣.

٣٤٥

١٢٣٧ ـ إنّما يعرف ذا الفض

ل من النّاس ذووه

وقوله :

١٢٣٨ ـ أبار ذوي أرومتها ذووه

وقوله :

١٢٣٩ ـ رجوناه قدما من ذويك الأفاضل

(خلافا للكسائي والنحاس والزبيدي والمتأخرين) في منعهم ذلك ، إلا في الشعر وجزم به الجوهري في «الصحاح» ، وفي «رؤوس المسائل» بعد نقله المنع عن الثلاثة المذكورين ، وأجازه غير هؤلاء.

وقد استعمل جمع (ذي) مقطوعا عن الإضافة في قوله :

١٢٤٠ ـ فلا أعني بذلك أسفليكم

ولكنّي أريد به الذّوينا

وجميع ما تقدم لزم الإضافة لفظا (و) لزم الإضافة (معنى لا لفظا) فيجوز القطع على نيتها.

آل

(آل) وأصله أول قلبت واوه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها بدليل قولهم : أويل ، وقيل : أهل أبدلت هاؤه همزة ، ثم الهمزة ألفا لسكونها بعد همزة مفتوحة بدليل أهيل ، وإنما يضاف (إلى علم عالم غالبا) كقوله :

__________________

١٢٣٧ ـ البيت من مجزوء الرمل ، وهو بلا نسبة في شرح المفصل ١ / ٥٣ ، ٣ / ٣٨ ، ولسان العرب ١٥ / ٤٥٨ ، مادة (ذو) ، والمزهر ١ / ١٥٧ ، وعمدة الحفاظ (ذوو) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٥٨.

١٢٣٨ ـ البيت من الوافر ، وهو لكعب بن زهير في ديوانه ، وأمالي ابن الحاجب ص ٣٤٤ ، وشرح المفصل ١ / ٥٣ ، ٣ / ٣٦ ، ٣٨ ، ولسان العرب ١٥ / ٤٥٨ ، مادة (ذو) ، وبلا نسبة في المقرب ١ / ٢١١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٥٤.

١٢٣٩ ـ البيت من الطويل ، وهو للأحوص في ديوانه ص ١٨٢ ، والعقد الفريد ٢ / ٩٠ ، وفيه (الأوائل) مكان (الأفاضل) ولسان العرب ١٥ / ٤٥٨ ، مادة (ذو) وفيه (الأوائل) مكان (الأفاضل) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٧٨.

١٢٤٠ ـ البيت من الوافر ، وهو للكميت بن زيد في ديوانه ٢ / ١٠٩ ، وخزانة الأدب ١ / ١٣٩ ، ١٤١ ، ١٤٣ ، ٤ / ٤٩٦ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٢٧ ، والكتاب ٣ / ٢٨٢ ، ولسان العرب ١٥ / ٤٥٧ ، ٤٥٩ ، مادة (ذو) ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١ / ١٧٩ ، ٧ / ٤٣٠ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٨٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٩٢.

٣٤٦

١٢٤١ ـ نحن آل الله في بلدتنا

لم نزل آلا على عهد إرم

ومن إضافته إلى علم غيره.

١٢٤٢ ـ من الجرد من آل الوجيه ولا حق

وهما علما فرس ، وإلى الجنس آل الصليب ، (والصحيح جوازه إلى ضمير) كقوله :

١٢٤٣ ـ وانصر على آل الصّلي

ب وعابديه اليوم آلك

وقيل : لا يجوز ، وعزي للكسائي والنحاس والزبيدي.

كل وبعض

(و) لزم الإضافة معنى أيضا (كل وبعض ، والجمهور) على (أنهما) عند التجرد منها (معرفتان بنيتها) لأنهما لا يكونان أبدا إلا مضافين ، فلما نويت تعرف من جهة المعنى ، (ومن ثم) أي : من هنا وهو كونهما عند القطع معرفتين بنيتها ، أي : من أجل ذلك (امتنع وقوعهما حالا ، وتعريفهما بأل خلافا للأخفش وأبي علي) الفارسي (وابن درستويه) في قولهم بأنهما نكرتان ، وأنهما معرفان بأل ، وينصبان على الحال قياسا على نصف وسدس وثلث ، فإنها نكرات بإجماع وهي في المعنى مضافات ، وحكوا مررت بهم كلا بالنصب على الحال ، وهذا القول مشهور عن الأولين وظفرت بنقله عن ابن درستويه أيضا في «كتاب ليس» لابن خالويه ، فذكرته تقوية لهما.

أي

(و) لزم الإضافة معنى أيضا (أي) بأقسامها فتكون نفس ما تضاف إليه ، (وهي مع النكرة ككل ، ومع المعرفة كبعض ، ومن ثم) أي : من هنا وهو كونها مع المعرفة كبعض ، أي : من أجل ذلك (لم تضف لمفرد معرفة إلا مكررة ، أو منويا بها الأجزاء) ليصح فيها معنى البعضية نحو :

١٢٤٤ ـ إني وأيّك فارس الأحزاب

__________________

١٢٤١ ـ البيت من الرمل ، وهو بلا نسبة في شفاء العليل ص ٧١١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨١٠.

١٢٤٢ ـ ذكر البيت في نسخة العلمية بدون شرح.

١٢٤٣ ـ البيت من مجزوء الكامل ، وهو لعبد المطلب بن هاشم في الأشباه والنظائر ٢ / ٢٠٧ ، وشرح الأشموني ١ / ٥ ، وبلا نسبة في الممتع في التصريف ١ / ٣٤٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦١٦.

١٢٤٤ ـ البيت من الكامل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٤٢ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣١٧ ، وشرح التصريح ٢ / ٤٤ ، ١٣٨ ، والمحتسب ١ / ٢٥٤ ، ومغني اللبيب ص ١٤١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٢٢ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٠٣.

٣٤٧

ونحو : أيّ زيد حسن؟ ، أي : أيّ أجزائه ، فإن لم يكن تعين إضافتها إلى نكرة أو مثنى نحو : أي رجل ، وأي الزيدين عندك؟ هذا حكم شامل لأي بأنواعها ، وتقدم ما يختص بكل نوع منها في مبحث الموصول.

(ومر كثير) مما لزم الإضافة في المصادر والظروف والاستثناء (فلم نعده) حذرا من التكرار.

(مسألة : أضيف للفعل آيةبمعنى علامة) مع (ما) المصدرية أو النافية ودونهما تشبيها لها بالظرف كقوله :

١٢٤٥ ـ بآية تقدمون الخيل شعثا

وقوله :

١٢٤٦ ـ ألكني إلى سلمى بآية أو مأت

وقوله :

١٢٤٧ ـ بآية ما تحبّون الطّعاما

وقوله :

١٢٤٨ ـ بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا

__________________

١٢٤٥ ـ البيت من الوافر ، وهو للأعشى في خزانة الأدب ٦ / ٥١٢ ، ٥١٥ ، ولسان العرب ١٢ / ٢٩٢ ، مادة (سلم) ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٥٠ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨١١ ، وشرح المفصل ٣ / ١٨ ، والكتاب ٣ / ١١٨ ، ولسان العرب ١٤ / ٦٢ ، مادة (أيا) ، ومغني اللبيب ١ / ٤٢ ، ٥٣٨ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨١٤.

١٢٤٦ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في شفاء العليل ص ٧١٨ ، تفرد به السيوطي في الهمع ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٥١.

١٢٤٧ ـ البيت من الوافر ، وهو ليزيد بن عمرو بن الصعق في خزانة الأدب ٦ / ٥١٢ ، ٥١٤ ، ٥١٥ ، ٥١٨ ، ٥١٩ ، ٥٢٣ ، ٥٢٦ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٨٦ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٣٦ ، وشرح المفصل ٣ / ١٨ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٤٠ ، والكتاب ٣ / ١١٨ ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٢٥٠ ، ومغني اللبيب ٢ / ٤٢٠ ، ٦٣٨ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨١٥.

١٢٤٨ ـ البيت من الطويل ، وهو لعمرو بن شأس في شرح أبيات سيبويه ١ / ٧٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٣٥ ، والكتاب ١ / ١٩٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٩٦ ، وبلا نسبة في المنصف ١ / ١٠٣ ، وفي لسان العرب ١٠ / ٣٩٣ ، مادة (ألك) ، والأشباه والنظائر ٨ / ٧٠ ، والخصائص ٣ / ٢٧٤ ، ومغني اللبيب ٢ / ٤٢٠ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٥٠.

٣٤٨

(وقيل : هو على حذف ما) المصدرية ، والإضافة إلى المصدر المؤول ، قال ابن جني : وعلى الأول (ما) الموجودة زائدة ويؤيده عدم تصريحهم بالمصدر أصلا ، وإضافتها إلى الجملة الاسمية في قوله :

١٢٤٩ ـ بآية الخال منها عند برقعها

(وقيل : لا يطرد) ذلك ، بل يقتصر فيه على السماع قاله المبرد ، (و) أضيف إليه أيضا (ذو في قولهم : اذهب) بذي تسلم (أو افعل بذي تسلم) وهي بمعنى صاحب (أي بذي سلامتك) والمعنى في وقت ذي سلامة ، فالباء بمعنى في ، وقيل : للمصاحبة ، أي : افعله مقترنا بسلامتك ، كما تقول : افعله بسعادتك ، وقيل : للقسم ، أي : بحق سلامتك ، وهلا هو خبر في معنى الدعاء ، أي : والله يسلمك ، (وقيل : ذو موصولة) أعربت على لغة ، و (تسلم) صلتها والمعنى اذهب في الوقت الذي تسلم فيه ، ثم حذف الجار اتساعا فصار تسلمه ، ثم الضمير.

(ويلحق الفعلين الفروع) فيقال : اذهبا بذي تسلمان ، واذهبوا بذي تسلمون ، واذهبي بذي تسلمين.

(مسألة : يحذف المضاف لدليل) جوازا نحو : (أَوْ كَصَيِّبٍ) [البقرة : ١٩] ، أي : كأصحاب صيب ، (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ) [النور : ٤٠] ، أي : كذي ظلمات بدليل (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ) [البقرة : ١٩] ، (يَغْشاهُ مَوْجٌ) [النور : ٤٠].

(ودونه ضرورة) كقوله :

١٢٥٠ ـ عشيّة فرّ الحارثيّون بعد ما

قضى نحبه في ملتقى القوم هوبر

يريد : ابن هوبر.

(وإنما يقاس إذا لم يستبد الثاني بنسبة الحكم) نحو : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] ،

__________________

١٢٤٩ ـ البيت من البسيط ، وهو لمزاحم بن عمرو السلولي ، وبلا نسبة في لسان العرب ٧ / ٢٢٣ ، مادة (قضض) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٥٧.

١٢٥٠ ـ البيت من الطويل ، وهو لذي الرمة في ديوانه ٢ / ٦٣٧ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣٧١ ، وشرح المفصل ٣ / ٢٣ ، ولسان العرب ٥ / ٢٤٨ ، مادة (هبر) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٣٢٧ والمقرب ١ / ٢١٤ ، ٢ / ٢٠٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٤٩.

٣٤٩

أي : أهلها ، (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) [البقرة : ٩٣] ، أي : حبه ، فإن جاز استبداده به اقتصر فيه على السماع ولم يقس ، (خلافا لابن جني) في قوله بالقياس مطلقا ، فأجاز جلست زيدا على تقدير جلوس زيد.

(وقد يحذف متضايفان وثلاثة) نحو : (فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) [الحج : ٣٢] ، أي : فإن تعظيمها من أفعال ذوي تقوى ، (قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ) [طه : ٩٦] ، أي : أثر حافر فرس الرسول ، (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ) [النجم ٩] ، أي : مقدار مسافة قربه مثل قاب ، (ثم الأفصح نيابة الثاني) أي : المضاف إليه عن المضاف (في أحكامه) من الإعراب كما تقدم والتذكير نحو :

١٢٥١ ـ يسقون من ورد البريص عليهم

بردى يصفّق بالرّحيق السّلسل

أي : ماء بردى ، وإلا لقال : تصفق وهو نهر بدمشق ألفه للتأنيث ، والتأنيث نحو :

١٢٥٢ ـ والمسك من أردانها نافحه

أي : رائحته ، وعود ضميره نحو : (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ) [الكهف : ٥٩] ، أي : أهلها ، وغير ذلك كحديث : «إن هذين حرام على ذكور أمتي» (٣) ، أي : استعمال هذين.

(وفي) نيابته عنه في (التنكير إذا كان) المضاف المحذوف (مثلا خلف) فقال ابن مالك تبعا للخليل : نعم ، ولذلك نصب على الحال نحو : (تفرقوا أيادي سبأ) ، أي : مثلها ، أو ركب مع (لا) كحديث : «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر

__________________

١٢٥١ ـ البيت من الكامل ، وهو لحسان بن ثابت في ديوانه ص ١٢٢ ، وجمهرة اللغة ص ٣١٢ ، وخزانة الأدب ٤ / ٣٨١ ، ٣٨٢ ، ٣٨٤ ، ١١ / ١٨٨ ، وشرح المفصل ٣ / ٢٥ ، ولسان العرب ٣ / ٨٨ ، مادة (برد) ، ٧ / ٦ ، مادة (برص) ، ١٠ / ٢٠٢ ، مادة (صفق) ، ومعجم ما استعجم ص ٢٤٠ ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١ / ٤٥١ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٢٤ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٧٥.

١٢٥٢ ـ البيت من السريع ، وصدره :

مرّت بنا في نسوة خولة

وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٢٤ ، ٢ / ٢٧٢ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٦٢.

(١) أخرجه أبو داود ، كتاب اللباس ، باب في الحرير للنساء (٤٠٥٧) ، والنسائي ، كتاب الزينة ، باب تحريم الذهب على الرجال (٥١٤٤).

٣٥٠

بعده» (١) ، وقال سيبويه : لا ، (ويجوز إبقاء جره إن عطف على مماثل للمحذوف أو مقابل) له ، فالأول نحو :

١٢٥٣ ـ أكلّ امرئ تحسبين امرأ

ونار توقّد باللّيل نارا

أي : وكل نار ، والثاني نحو : (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) [الأنفال : ٦٧] ، أي : ما في الآخرة.

(وشرط ابن مالك) للجواز (اتصال العطف) كما مثل ، (أو فصله بلا) نحو :

١٢٥٤ ـ ولم أر مثل الخير يتركه الفتى

ولا الشرّ يأتيه امرؤ وهو طائع

ولم يشترطه الأكثرون كما في الآية المذكورة (و) شرط (قوم سبق نفي أو استفهام ، كما تقدم في الأمثلة) قال أبو حيان : والصحيح جوازه مع عدمهما كقوله :

١٢٥٥ ـ لو انّ طبيب الإنس والجنّ داويا ال

لذي بي من عفراء ما شفياني

وقوله :

١٢٥٦ ـ كل مثر في رهطه ظاهر العز

ز وذي غربة وفقر مهين

 (و) الجر (دون عطف ضرورة) كقوله :

١٢٥٧ ـ الآكل المال اليتيم بطرا

__________________

١٢٥٣ ـ البيت من المتقارب ، وهو لأبي دؤاد في ديوانه ص ٣٥٣ ، والأصمعيات ص ١٩١ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ١٣٤ ، ٢٩٧ ، وخزانة الأدب ٩ / ٥٩٢ ، ١٠ / ٤٨١ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٦ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٩٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧٠٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٠٠ ، وشرح المفصل ٣ / ٢٦ ، والكتاب ١ / ٦٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٠٩.

١٢٥٤ ـ البيت من الطويل ، وهو لبشر القشيري في شرح عمدة الحافظ ص ٥٠١ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٢٥ ، ٢ / ٢٧٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥١٣.

١٢٥٥ ـ البيت من الطويل ، وهو لعروة بن حزام في خزانة الأدب ٣ / ٢١٦ ، وذيل الأمالي ص ١٦١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٢٧.

١٢٥٦ ـ البيت من الخفيف ، تفرد به السيوطي في الهمع ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٠٥.

١٢٥٧ ـ الرجز تفرد به السيوطي في الهمع ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٦١.

(١) أخرجه البخاري ، كتاب المناقب ، باب علامات النبوة في الإسلام (٣٦١٨) ، ومسلم ، كتاب الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل ... (٢٩١٨).

٣٥١

أي : مال اليتيم ، (خلافا للكوفية) في تجويزهم ذلك في الاختيار ، حكوا : أطعمونا لحما سمينا شاة ، أي : لحم شاة ، فقاسوا عليه نحو : يعجبني ضرب زيد ، أي : ضرب زيد ، والبصريون حملوا ذلك على الشذوذ.

(ويحذف المضاف إليه) منويا (ويكثر) هذا الحذف (في الأسماء التامة) ، ويقل في غيرها كقبل وبعد ونحوهما ، وقال ابن عصفور : لا يقاس إلا في مفرد مضافه زمان ، وقد يبقى المضاف بلا تنوين إن عطف هو على مضاف لمثله ، (أو عطف عليه مضاف لمثله).

فالأول نحو : حديث البخاري عن أبي برزة : غزوت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبع غزوات أو ثماني (١) بفتح الياء بلا تنوين.

والثاني نحو : حديث أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تحيضين في علم الله ستة أو سبعة أيام» (٢).

(وخصه الفراء بالمصطحبين كاليد والرجل) نحو : قطع الله يد ورجل من قالها ، والنصف والربع وقبل وبعد ، بخلاف نحو : دار وغلام ، فلا يقال : اشتريت دار غلام زيد.

قال ابن مالك : وقد ينفى بلا تنوين من غير عطف كقراءة ابن محيصن (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) [البقرة : ٣٨] ، أي : لا خوف شيء عليهم ، وقوله :

١٢٥٨ ـ سبحان من علقمة الفاخر

الفصل بين المتضايفين

(مسألة : لا يفصل بين المتضايفين) أي : المضاف والمضاف إليه (اختيارا) لأنه من تمامه ومنزل منه منزلة التنوين ، (إلا بمفعوله وظرفه على الصحيح) كقراءة ابن عامر : قتل أولادهم شركائهم [الأنعام : ١٣٧] ، وقرئ : (مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) [إبراهيم : ٤٧] ، وحديث البخاري : «هل أنتم تاركو لي صاحبي» (٤) ، وقوله : ترك يوما نفسك وهواها سعي لها في رداها ، وقوله :

__________________

١٢٥٨ ـ البيت من السريع ، وهو للأعشى في ديوانه ص ١٩٣ ، وأساس البلاغة ص ٢٠٠ ، (سبح) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٢٣ ، وتقدم برقم ٧٤٣.

(١) أخرجه البخاري ، كتاب الجمعة ، باب إذا انفلتت الدابة في الصلاة (١٢١١).

(٢) أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ٥ / ٢٨ (٢١٩٠) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار ٧ / ١٤٢.

(٣) أخرجه البخاري ، كتاب المناقب ، باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو كنت متخذا خليلا» (٣٦٦١).

٣٥٢

١٢٥٩ ـ كناحت يوما صخرة بعسيل

وقيل : لا يجوز بهما ، وعلى المفعول أكثر النحويين ، ورد في الظرف بأنه يتوسع فيه وفي المفعول بثبوته في السبع المتواترة ، وحسنه كون الفاصل فضلة فإنه يصلح بذلك ؛ لعدم الاعتداد ، وكونه غير أجنبي من المضاف ، ومقدر التأخير.

وخرج بمفعوله وظرفه المفعول والظرف الأجنبيان فالفصل بهما ضرورة كقوله :

١٢٦٠ ـ تسقي امتياحا ندي المسواك ريقتها

وقوله :

١٢٦١ ـ كما خطّ الكتاب بكفّ يوما

يهوديّ ...

وقوله :

١٢٦٢ ـ هما أخوا في الحرب من لا أخا له

(وجوزه) أي : الفصل (الكوفية مطلقا) بالظرف والمجرور وغيرهما (و) جوزه (يونس بالظرف والمجرور) غير المستقل ، (و) جوزه (ابن مالك بقسم) ، حكى الكسائي : هذا غلام والله زيد ، وقال أبو عبيدة : إن الشاة لتجتر فتسمع صوت والله ربها.

(وإما) كقوله :

__________________

١٢٥٩ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٨٤ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٢٨ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٨ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٢٨ ، ولسان العرب ١١ / ٤٤٧ ، مادة (عسل) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٨١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٠٣.

١٢٦٠ ـ البيت من البسيط ، وهو لجرير في ديوانه ١ / ٧٧١ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٨ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٧٤ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٨٧ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٢٨ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٧٠.

١٢٦١ ـ البيت من الوافر ، وهو لأبي حية النميري في الإنصاف ٢ / ٤٣٢ ، وخزانة الأدب ٤ / ٢١٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٩ ، والكتاب ١ / ١٧٩ ، ولسان العرب ١٢ / ٣٩٠ ، مادة (عجم) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٧٠ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٨٩ ، والخصائص ٢ / ٤٠٥ ، ورصف المباني ص ٦٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٢٨ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٢٥.

١٢٦٢ ـ البيت من الطويل ، وهو لعمرة الخثعمية في الإنصاف ٢ / ٤٣٤ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٠٨٣ ، ولسان العرب ١٤ / ١٠ ، مادة (أبي) ، ولها أو لدرنا بنت عبعية في شرح المفصل ٣ / ٢١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٧٢ ، والكتاب ١ / ١٨٠ ، ولدرنا بنت عبعبة أو لدرنا بنت سيار في شرح أبيات سيبويه ١ / ٢١٨ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٣٦.

٣٥٣

١٢٦٣ ـ هما خطّتا إمّا إسار ومنّة ،

وإما دم ، والموت بالحرّ أجدر

ذكرها في «الكافية» ، والأول في «الخلاصة» ، ولا ذكر لهما في «التسهيل».

(ويجوز) الفصل ضرورة لا اختيارا (بنعت) نحو :

١٢٦٤ ـ من ابن أبي شيخ الأباطح طالب

(ونداء) قال في شرح «الكافية» : كقوله :

١٢٦٥ ـ كأنّ برذون أبا عصام

زيد حمار دقّ باللّجام

أراد كأن برذون زيد يا أبا عصام ، وقال ابن هشام : يحتمل أن يكون (أبا) هو المضاف إليه على لغة القصر ، وزيد بدل أو عطف بيان ، ومثّله أبو حيان بقول زهير :

١٢٦٦ ـ وفاق كعب بجير منقذ لك من

تعجيل تهلكة والخلد في سقرا

أي : يا كعب ، (وفاعل) يتعلق بالمضاف أو غيره كقوله :

١٢٦٧ ـ ما إن وجدنا للهوى من طبّ

ولا عدمنا قهر وجد صبّ

وقوله :

١٢٦٨ ـ أنجب أيّام والداه به

إذ نجلاه فنعم ما نجلا

__________________

١٢٦٣ ـ البيت من الطويل ، وهو لتأبط شرا في ديوانه ص ٨٩ ، انظر المعجم المفصل ٨ / ٣٥٥ ، وتقدم الشاهد برقم (٨٦).

١٢٦٤ ـ البيت من الطويل ، وهو لمعاوية بن أبي سفيان في شرح التصريح ٢ / ٥٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٧٨ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٢٥٨ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٠٤ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٩٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٢٣.

١٢٦٥ ـ الرجز بلا نسبة في الخصائص ٢ / ٤٠٤ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٢٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٠٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٩٥ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٨٠ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٦.

١٢٦٦ ـ البيت من البسيط ، وهو لبجير بن زهير في المقاصد النحوية ٣ / ٤٨٩ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٢٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٤٠٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٢١.

١٢٦٧ ـ الرجز بلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٩٠ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٢٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٩٣ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٨٣ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٦.

١٢٦٨ ـ البيت من المنسرح ، وهو للأعشى في ديوانه ص ٢٨٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٨ ، ولسان العرب ١ / ٦٤٦ ، مادة (نجل) ، والمحتسب ١ / ١٥٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٧٧ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ١٨٦ ، وشرح الأشموني ١ / ٣٢٨ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٩٤ ، ولسان العرب ١ / ٧٤٨ ، مادة (نجب) ، ومجالس ثعلب ص ٩٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٤٨.

٣٥٤

(وفعل ملغى) كقوله :

١٢٦٩ ـ بأيّ تراهم الأرضين حلّوا

أي : بأي الأرضين تراهم حلوا؟ (ومفعول له) أي : من أجله كقوله :

١٢٧٠ ـ أشمّ كأنّه رجل عبوس

معاود جرأة وقت الهوادي

أي : معاود وقت الهوادي جرأة.

المضاف للياء

(مسألة : المضاف للياء يكسر آخره) لمناسبة الياء (إلا مثنى ومجموعا) على حده ، وما حمل عليهما ، (ومعتلا) لا يجري مجرى الصحيح (فيسكن) آخره وهو الألف من الأول والأخير ، والواو من الثاني ، والياء من الثلاثة ، (ثم تدغم) في ياء الإضافة (الياء) التي في آخر الكلمة (والواو) بعد قلبها ياء ، ويكسر ما قبلها إن كان ضما للمجانسة نحو : يدي وزيدي وقاضي ومسلمي ، (وتسلم الألف) فلا تقلب في المثنى كزيداي ، والمقصور كعصاي ومحياي ، (وقلبها) ياء (في المقصورة لغة) لهذيل وغيرهم كما قال أبو حيان ، كقوله :

١٢٧١ ـ سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم

وقرأ الحسن : يا بشراي [يوسف : ١٩].

(و) قلبها (في لدى وإلى وعلى) الاسمين (أكثر) وأشهر في اللغات من السلامة ، نحو : لدي وعلي الشيء وإلي ، وبعض العرب يقول : لداي وعلاي نقله أبو حيان معترضا به على صاحب «التمهيد» في نفيه ذلك.

__________________

١٢٦٩ ـ البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٢٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٠ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٩٠ ، وفي الأصل (أبي الدبران) والتصويب من المقاصد النحوية وشرح الأشموني ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٠٧.

١٢٧٠ ـ البيت من الوافر ، وهو لأبي زبيد الطائي في ديوانه ص ٩٨ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٢٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٦٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٦٦.

١٢٧١ ـ البيت من الكامل ، وهو لأبي ذؤيب في إنباه الرواة ١ / ٥٢ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٧٠٠ ، وشرح أشعار الهذليين ١ / ٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٦٢ ، وشرح قطر الندى ص ١٩١ ، وشرح المفصل ٣ / ٣٣ ، وكتاب اللامات ص ٩٨ ، ولسان العرب ١٥ / ٣٧٢ ، مادة (هوا) ، والمحتسب ١ / ٧٦ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٩٣ ، انظر المفصل ١ / ٥٢٣.

٣٥٥

(ثم الياء) المضاف إليها (في غير المفرد الصحيح تفتح) كما تقدم ، (وقد تكسر مع المقصور) ، قرأ الحسن : (عَصايَ) [طه : ١٨] ، (و) قد تكسر المدغمة في جمع أو غيره كقراءة حمزة : (بِمُصْرِخِيَ) [إبراهيم : ٢٢] ، وقول الشاعر :

١٢٧٢ ـ عليّ لعمرو نعمة بعد نعمة

سمع بكسر الياء (و) الياء (فيه) أي : في المفرد الصحيح (تفتح وتسكن) أي : يجوز كل منهما (وفي الأصل) منهما (خلاف) قيل : الفتح أصل ؛ لأنه حرف واحد فقياسه التحريك به ، ثم سكن تخفيفا وجزم به ابن مالك في «سبك المنظوم» ، وقيل : السكون أصل ؛ لأنه حرف علة ضمير فوجب السكون كواو ضربوا ، ولأن بناء الحرف على حركة إنما هو لتعذر الابتداء به ، والمتصل بغيره لا تعذر فيه.

(وقل حذفها) أي : الياء (مع كسر المتلو) أي : ما قبلها كقوله تعالى : (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ) [الزمر : ١٧ ـ ١٨] بحذف الياء وصلا ووقفا خطا.

(و) قل (قلبها ألفا) كقوله :

١٢٧٣ ـ أطوّف ما أطوّف ثم آوي

إلى أمّا ويرويني النقيع

 (وخصه ابن عصفور بالضرورة) وأطلق غيره جوازه ، (و) قل حذفها ، أي : الألف (مع فتح المتلو) به دالا عليها كقوله :

١٢٧٤ ـ ولست بمدرك ما فات منّي

بلهف ولا بليت ولا لو انّي

قال أبو عمرو بن العلاء (و) مع (ضمه) كقوله :

__________________

١٢٧٢ ـ البيت من الطويل ، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٤١ ، وخزانة الأدب ٢ / ٣٢٤ ، ٤ / ٤٣٧ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٣ / ٣٢٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١١١.

١٢٧٣ ـ البيت من الوافر ، وهو لنقيع بن جرموز في المؤتلف والمختلف ص ١٩٥ ، ونوادر أبي زيد ص ١٩ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٣٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥١٢ ، ولسان العرب ٨ / ٣٦٠ ، مادة (نقع) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٤٧ ، والمقرب ١ / ٢١٧ ، ٢ / ٢٠٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٤٦.

١٢٧٤ ـ البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٦٣ ، ١٧٩ ، والإنصاف ١ / ٣٩٠ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٧ ، وخزانة الأدب ١ / ١٣١ ، والخصائص ٣ / ١٣٥ ، ورصف المباني ص ٢٨٨ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٥٢١ ، ٢ / ٧٢٨ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣٣٢ ، ٢ / ٢٨٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٢٥.

٣٥٦

١٢٧٥ ـ ذريني إنّما خطئي وصوبي

عليّ وإنما أهلكت مال

أي : مالي ، (وأنكره أبو زيد) الأنصاري ، وقال : المعنى في البيت إن الذي أهلكته مال لا عرض ، (قال ابن مالك : فإن كانت) الإضافة (غير محضة) كإضافة مكرمي مرادا به الحال أو الاستقبال (فلا حذف ولا قلب) ؛ لأنها حينئذ في نية الانفصال فلم تمازج ما اتصلت به فتشبه ياء قاض في جواز الحذف ، فلا حظ لها في غير الفتح والسكون ، قال أبو حيان : وغيره من النحويين لم يذكروا هذا القيد ، ثم نقله في «الارتشاف» عن «المجالس» لثعلب و «النهاية».

(فإن نودي) المضاف للياء لا بعد ساكن (ففيها) أي : الياء لغات أشهرها (الحذف وإبقاء الكسر) دالا عليها ؛ لأن المنادى كثير التغيير لكثرة الاستعمال نحو : (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) [الزمر : ١٦] ، (فالإبقاء ساكنة) يليه ، (فمفتوحة) نحو : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا) [الزمر : ٥٣] ، (فقلبها ألفا) يليه نحو : (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ) [الزمر : ٥٦] ، (فحذفها) أي : الألف (مع فتح المتلو) استغناء به عنها ، كما استغنوا بالكسر على الياء ، وهذا الوجه أجازه الأخفش والمازني والفارسي ، (ومنعه الأكثرون) ، قال أبو حيان : ويحتاج إلى سماع من العرب في النداء.

(فمع ضمه) أي : المتلو (حيث لا لبس) يحصل بالمنادى المفرد ، قرئ (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) [الأنبياء : ١١٢] ، (قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَ) [يوسف : ٣٣] ، أي : إليّ يا رب ، وحكى سيبويه : يا قوم لا تفعلوا ، ويا رب اغفر لي ، ووجه بأنه لما حذف المعاقب للتنوين بني على الضم ، كما بني ما ليس بمضاف إذا حذف تنوينه.

قال أبو حيان : والظاهر أن حكمه في الإتباع حينئذ حكم المبني على الضم غير المضاف ، لا حكم المضاف للياء ، (وأنكره) أي : الضم ابن هشام (اللخمي) وقال : إنما أجازه سيبويه فيما كثر إرادة الإضافة فيه ، (وقال خطاب) الماردي : هو رديء قبيح ؛ لأنه يلتبس المضاف بغيره ، إما بعد ساكن مدغم أو غيره فلا سبيل إلى نحو : يا قاضي وبني،

__________________

١٢٧٥ ـ البيت من الوافر ، وهو لأوس بن غلفاء في إنباه الرواة ١ / ١٢٠ ، وخزانة الأدب ٨ / ٣١٣ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٤٠ ، ولسان العرب ١ / ٥٣٥ ، مادة (صوب) والمقاصد النحوية ٤ / ٢٤٩ ، ونوادر أبي زيد ص ٤٦ ، ولابن عنقاء الفزاري في الأشباه والنظائر ٦ / ١٩٤ ، وجمهرة اللغة ص ٣٥١ ، ١٣١١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٧٥.

٣٥٧

(فإن كان) المضاف إلى الياء في النداء (أما أو عما مع ابن وابنة قل إثباتها وقلبها ألفا) ثابتة ، حتى لا يكاد يوجد إلا في ضرورة كقوله :

١٢٧٦ ـ يا ابن أمّي ويا شقيّق نفسي

وقوله :

١٢٧٧ ـ يا ابنة عمّا لا تلومي واهجعي

(وغلب الحذف) لكثرة استعمالها في النداء (مع كسر الميم دلالة على الياء) المحذوفة (وفتحها) دلالة (على الألف) المحذوفة المنقلبة عن الياء المقدر فتح ما قبلها (لا تركيبا ، خلافا لسيبويه) وأصحابه في قولهم : إنه مركب مبني كأحد عشر وبعلبك ، قال تعالى : (يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي) [طه : ٩٤] ، قرئ في السبع بالكسر والفتح (قال قوم : ومع ضمها) ، أما غير أم وعم مع ابن وابنة فلا يحذف منه الياء كيا ابن أخي ويا ابن خالي ، (وتزيد أم وأب) على الحذف والإبقاء والقلب بوجوهها (بقلبها) أي : الياء (تاء مكسورة) وهو الأكثر ، (ومفتوحة) وبهما قرئ في السبع ، (قيل : ومضمومة) ، قال الفراء والنحاس : وحكى الخليل يا أمت لا تفعلي ، ومنعه الزجاج ، (والأصح أنها) توصل ، أي : التاء (عوض) من الياء أو الألف.

(ومن ثم) أي : من أجل ذلك (لا يجتمعان اختيارا) إذ لا يجمع بين العوض والمعوض ، وقولهم : يا أبتا بالألف ، وهي التي توصل بآخر المنادى لبعد أو استغاثة ، لا المبدلة من الياء كالتي في حسرتا.

وأجاز كثير من الكوفيين الجمع بينهما ، (أو ندب) المنادى المضاف للياء (فعلى

__________________

١٢٧٦ ـ البيت من الخفيف ، وهو لأبي زبيد في ديوانه ص ٤٨ ، وشرح التصريح ٢ / ١٧٩ ، والكتاب ٢ / ٢١٣ ، ولسان العرب ١٠ / ١٨٢ ، مادة (شقق) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٢٢ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٤٠ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٥٧ ، وشرح قطر الندى ص ٢٠٧ ، وشرح المفصل ٢ / ١٢ ، والمقتضب ٤ / ٣٥٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٨٥.

١٢٧٧ ـ الرجز لأبي النجم في ديوانه ص ١٣٤ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٦٤ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٤٠ ، وشرح التصريح ٢ / ١٧٩ ، وشرح المفصل ٢ / ١٢ ، والكتاب ٢ / ٢١٤ ، ولسان العرب ١٢ / ٤٢٤ ، مادة (عمم) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٢٤ ، ونوادر أبي زيد ص ١٩ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٤١ ، ورصف المباني ص ١٥٩ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٠١.

٣٥٨

السكون) أي : على لغة من أثبتها ساكنة (تفتح ، أو تقلب) فتحذف لاجتماع ألفين نحو :وا عبديا وا عبدا ، (وعلى) لغة (الفتح تفتح) فقط وتزاد الألف ولا تحتاج إلى عمل ثان ؛ لأن الياء مهيأة لمباشرة الألف بفتحها.

(وعلى) لغة (غيره) أي : الحذف مع كسر المتلو أو فتحه أو ضمه والقلب ألفا ، (تقلب) ألفا ، (وتحذف لألف الندبة) لاجتماع ألفين ، (وقد يستغنى بالكسرة) في المنادى (فلا يجب رد الياء في المعطوف عليه) المندوب عند الجمهور فيقال : يا غلام وا حبيباه ، (خلافا للفراء) في إيجابه الرد ، فتقول : يا غلامي وا حبيباه.

(ويقال في) إضافة (ابنم) إلى الياء : (ابنمي ، و) يقال (في فم : في) برد الواو التي هي الأصل وقلبها ياء وإدغامها في الياء ، (وقيل : فمي) ، وقيل : لا يجوز إلا في الضرورة ؛ لأن الإضافة ترد إلى الأصل ، واستدل ابن مالك وأبو حيان على جواز إبقاء الميم بحديث الصحيحين : «لخلوف فم الصائم» (١) (ويقال فيه في لغة التضعيف (فمي و) القصر (فماي ، و) يقال (في أب وإخوته : أبي وأخي وحمي وهني) بلا رد ؛ لأنه المستعمل كالإضافة إلى غير الياء نحو : إن هذا أخي ، (وجوز الكوفية والمبرد وابن مالك) أن يقال : (أبي) برد اللام كقوله :

١٢٧٨ ـ كأن أبيّ كرما وسؤدا

يلقي على ذي اللّبد الجديدا

 (زاد) ابن مالك : (وأخي) قال : ولم أجد له شاهدا ، لكن أجيزه قياسا على أبي كما فعل المبرد ، (و) يقال (على المختار) في ذي : ذي ؛ لأن الأصل في الرفع ذوي ، قلبت الواو ياء وأدغمت فيها كالجر والنصب ، ومقابل المختار هو منع إضافتها إلى الضمير.

الجر بالمجاورة

(خاتمة) في سبب للجر ضعيف (أثبت الجمهور) من البصريين والكوفيين (الجر بالمجاورة للمجرور في نعت) كقولهم : هذا جحر ضب خرب ، (وتوكيد) كقولهم :

__________________

١٢٧٨ ـ الرجز بلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص ٥١٥ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٤٤.

(١) أخرجه البخاري ، كتاب الصوم ، باب فضل الصوم (١٨٩٤) ، ومسلم ، كتاب الصيام ، باب فضل الصيام (١١٥١).

٣٥٩

١٢٧٩ ـ يا صاح بلّغ ذوي الزّوجات كلّهم

بجر كلهم على المجاورة ؛ لأنه توكيد لذوي المنصوب لا للزوجات ، وإلا لقال : كلهن.

(زاد قوم : وعطف نسق) كقوله تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ) [المائدة : ٦] ، فإنه معطوف على وأيديكم ؛ لأنه موصول ، قال أبو حيان : وذلك ضعيف جدا ولم يحفظ من كلامهم ، قال : والفرق بينه وبين النعت والتوكيد أنهما تابعان بلا واسطة فهما أشد مجاورة من العطف المفصول بحرف العطف.

وأجيب عن الآية بأن العطف فيها على المجرور الممسوح إشارة إلى مسح الخف ، (و) زاد (ابن هشام) في شرح «الشذور» (و) عطف (بيان) ، وقال : لا يمتنع في القياس جره على الجوار ؛ لأنه كالنعت والتوكيد في مجاورة المتبوع ، أما البدل فقال أبو حيان : لا يحفظ من كلامهم ولا خرج عليه أحد شيئا ، قال : وسببه أنه معمول لعامل آخر غير العامل الأول على الأصح ، ولذلك يجوز إظهاره إذا كان حرف جر بإجماع ، فبعدت مراعاة المجاورة ونزل منزلة جملة أخرى ، وكذا قال ابن هشام ، (وأنكره) أي : الجر بالمجاورة مطلقا (السيرافي وابن جني) ، وقال الأول : الأصل هذا جحر ضب خرب الجحر منه ، كمررت برجل حسن الوجه منه ، ثم حذف الضمير للعلم به ، ثم أضمر الجحر فصار خرب ، وقال الثاني : أصله خرب جحره نحو : حسن وجهه ، ثم نقل الضمير فصار خرب الجحر ، ثم حذف ورد بأن إبراز الضمير حينئذ واجب للإلباس وبأن معمول هذه الصفة لضعفها لا يتصرف فيه بالحذف.

(وقصره الفراء على السماع) ومنع القياس على ما جاء منه فلا يجوز هذه جحرة ضب خربة بالجر ، (وخصه قوم بالنكرة) كالمثال ، ورد بما حكاه أبو مروان كان والله من رجال العرب المعروف له ذلك.

(و) خصه (الخليل بغير المثنى) أي : بالمفرد والجمع فقط ، قيل : (و) بغير (الجمع) أيضا بالمفرد فقط ، لا يجوز عليهما هذان جحر ضب خربين ، ولا على الثاني هذه جحرة

__________________

١٢٧٩ ـ البيت من البسيط ، وهو لأبي الغريب النصري في خزانة الأدب ٥ / ٩٠ ، ٩٣ ، ٩٤ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١١ ، وتذكرة النحاة ص ٥٣٧ ، وشرح شواهد المغني ص ٩٦٢ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٢٨ ، ولسان العرب ٢ / ٢٩٢ ، مادة (زوج) ، ومغني اللبيب ص ٦٨٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٢٦.

٣٦٠