قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مغنى اللبيب [ ج ١ ]

166/336
*

وقوله :

٢٧٢ ـ أرواح مودع أم بكور

أنت فانظر لأىّ ذاك تصير

وحمل عليه الزجاج (هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ) والنهى نحو «زيد فلا تضربه» وقال ابن برهان : تزاد الفاء عند أصحابنا جميعا كقوله :

٢٧٣ ـ [لا تجزعى إن منفس أهلكته](١)

فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى [ص ٤٠٣]

انتهى ، وتأول المانعون قوله «خولان فانكح» على أن التقدير هذه خولان ، وقوله «أنت فانظر» على أن التقدير : انظر فانظر ، ثم حذف انظر الأول وحده فبرز ضميره ، فقيل : أنت فانظر ، والبيت الثالث ضرورة ، وأما الآية فالخبر (حَمِيمٌ) وما بينهما معترض ، أو هذا منصوب بمحذوف يفسره فليذوقوه مثل (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) وعلى هذا فحميم بتقدير : هو حميم.

ومن زيادتها قوله :

٢٧٤ ـ لمّا اتّقى بيد عظيم جرمها

فتركت ضاحى جلدها يتذبذب

لأن الفاء لا تدخل فى جواب لما ، خلافا لابن مالك ، وأما قوله تعالى (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) فالجواب محذوف ، أى انقسموا قسمين فمنهم مقتصد ومنهم غير ذلك ، وأما قوله تعالى (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ، فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) فقيل : جواب لما الأولى لما الثانية وجوابها ، وهذا مردود لاقترانه بالفاء ، وقيل (كَفَرُوا بِهِ) جواب لهما ؛ لأن الثانية تكرير للأولى ، وقيل : جواب الأولى محذوف : أى أنكروه.

مسألة ـ الفاء فى نحو (بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ) جواب لأمّا مقدرة عند بعضهم ، وفيه إجحاف ، وزائدة عند الفارسى ، وفيه بعد ، وعاطفة عند غيره ، والأصل تنبّه

__________________

(١) ويروى «إن منفسا أهلكته».