تفسير القرآن العظيم - ج ٦

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم

تفسير القرآن العظيم - ج ٦

المؤلف:

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم


المحقق: أسعد محمّد الطيّب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٥

القرآن وعلومه تفسير

قوله تعالى : (يُضاهِؤُنَ)

[١٠٠٤٨] حدثنا أبى ثنا أبو صالح كاتب الليث ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبى طلحة عن ابن عباس قوله : (يُضاهِؤُنَ) يقول : يشبهون.

قوله تعالى : (قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ)

[١٠٠٤٩] حدثنا محمد بن يحيي أنبأ العباس بن الوليد ثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة قوله : (يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) يقول : ضاهت النصارى قول اليهود قبلهم.

[١٠٠٥٠] أخبرنا محمد بن سعد ـ فيما كتب إلى ـ ثنا أبي ثنا عمي عن أبيه عن جده عن ابن عباس قوله : (يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) يقول : قالوا بمثل ما قال أهل الأديان.

الوجه الثاني :

[١٠٠٥١] أخبرنا محمد بن حبال بن حماد ـ فيما كتب إلى ـ ثنا ابن عبد الغفار الصنعاني قال : قال سفيان بن عيينة في قول الله تعالى : (يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) قال : الذين قالوا الجن بنات الله.

قوله تعالى : (قاتَلَهُمُ اللهُ)

[١٠٠٥٢] حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبى روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله : (قاتَلَهُمُ اللهُ) يقول : لعنهم الله. وروى عن أبي مالك. مثل ذلك.

والوجه الثاني :

[١٠٠٥٣] أخبرنا عمرو بن ثور ـ فيما كتب إلي ـ ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان في قوله : (قاتَلَهُمُ اللهُ) قال : عاداهم الله.

قوله تعالى : (أَنَّى يُؤْفَكُونَ)

[١٠٠٥٤] حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قوله : (أَنَّى يُؤْفَكُونَ) قال : كيف يكذبون. وروى عن أبي مالك. مثل ذلك.

٤١

قوله تعالى : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ) آية ٣١

[١٠٠٥٥] أخبرنا محمد بن سعد ـ فيما كتب إلي ـ ثنا أبي ثنا عمي عن أبيه عن جده عن ابن عباس قوله : (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ) قال : الأحبار : القراء.

[١٠٠٥٦] حدثنا حجاج بن حمزة ثنا جعفر بن عون ، أنبأ سلمة ابن نبيط عن الضحاك الأحبار قال : قراؤهم ، ورهبانهم قال : علماؤهم.

قوله تعالى : (أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ)

[١٠٠٥٧] حدثنا أبي ثنا سعيد بن سليمان ثنا عبد السلام بن حرب أنبأ غطيف بن أعين الجزري عن مصعب بن سعد عن عدي بن حاتم قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب وهو يقول (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) قلت : يا رسول الله لم يكونوا يعبدونهم ، قال : أجل ، ولكن يحلون لهم ما حرم الله فيستحلونه ويحرمون عليهم ما أحل الله فيحرمون.

[١٠٠٥٨] حدثنا أبو سعيد الأشج وعمرو الأودي قالا : ثنا وكيع عن الأعمش عن حبيب عن أبي البختري قال : قيل لحذيفة (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) أكانوا يعبدونهم؟ قال : لا ، ولكنهم كانوا يحلون لهم الحرام فيستحلونه ويحرمون عليهم الحلال فيحرمونه. وروى عن أبي العالية وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين والضحاك والسدى. نحو ذلك

قوله تعالى : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً)

[١٠٠٥٩] حدثنا محمد بن يحيي ثنا أبو غسان ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال : فيما حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة ، أو سعيد بن جبير عن ابن عباس (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) أي وحدوا ربكم.

قوله تعالى : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)

[١٠٠٦٠] حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) قال : توحيد.

[١٠٠٦١] حدثنا محمد بن يحيي أنبأ أبو غسان ثنا سلمة قال : قال محمد بن إسحاق : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) أي ليس معه غيره شريك في أمره.

٤٢

قوله تعالى : (سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)

[١٠٠٦٢] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا حفص بن غياث عن حجاج عن ابن أبى مليكة عن ابن عباس : سبحان الله : تنزيه الله نفسه عن السوء قال : ثم قال عمر لعلي وأصحابه عنده : لا إله إلا الله قد عرفناه فما سبحان الله؟ فقال له علي : كلمة أحبها لنفسه ورضيها ، فأحب أن تقال.

والوجه الثاني :

[١٠٠٦٣] حدثنا أبو سعيد بن يحيي بن سعيد القطان ثنا زيد بن الحباب ثنا أبو الأشهب عن الحسن قال : سبحان الله : اسم لا يستطيعون الناس أن ينتحلوه.

الوجه الثالث :

[١٠٠٦٤] حدثنا أبي ثنا ابن نفيل ثنا النظر بن عربي قال : سأل رجل ميمون بن مهران عن سبحان الله ، فقال : اسم يعظم الله به ، ويحاشي به من السوء.

قوله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) آية ٣٢

[١٠٠٦٥] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم ـ فيما كتب إلى ـ ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدى قوله : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) قال : يريدون أن يطفئوا الإسلام.

[١٠٠٦٦] ذكره أحمد بن محمد بن أبي أسلم ثنا إسحاق بن راهويه أنبأ محمد بن يزيد الواسطي عن جويبر عن الضحاك في قوله : (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ) يقول : يريدون أن يهلك محمد وأصحابه ، أن لا يعبدوا الله بالإسلام في الأرض.

قوله تعالى : (بِأَفْواهِهِمْ) آية ٣٢

[١٠٠٦٧] أخبرنا أحمد بن عثمان فيما كتب إلى حدثنا أحمد بن مفضل حدثنا أسباط عن السدى قوله : (بِأَفْواهِهِمْ) يقول : بكلامهم.

قوله تعالى : (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) آية ٣٢

[١٠٠٦٨] ذكره أحمد بن محمد بن أبي أسلم ثنا إسحاق بن راهويه أنبأ محمد بن يزيد عن جويبر عن الضحاك في قوله : (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ

٤٣

الْكافِرُونَ) يعني بها : كفار العرب ، وأهل الكتاب من حارب منهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم وكفر بآياته.

قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) آية ٣٣

[١٠٠٦٩] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلى ثنا الحسين بن محمد المروذي ثنا شيبان عن قتادة (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِ) قال :

قاتل الله قوما ينتحلون دينا لم يصدقه قوم قط ولم يفلحه ولم ينصره إذا أظهروه إهراق به دماؤهم ، وإذا سكتوا عنه كان فرحا في قلوبهم ذلك والله دين سوء قد ألاصوا هذا الأمر منذ بضع وستين سنة ، فهل أفلحوا فيه يوما أو أنجحوا؟.

قوله تعالى : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)

[١٠٠٧٠] حدثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال : يظهر الله نبيه علي أمر الدين كله ، فيعطيه إياه كله ، ولا يخفى عليه منه شيء.

الوجه الثاني :

[١٠٠٧١] ذكره محمد بن عامر بن إبراهيم ثنا أبى عن النعمان بن عبد السلام عن سفيان وغيره عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال : بعث الله محمدا (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ، فديننا فوق الملل ، ورجالنا فوق نسائهم ولا يكون رجالهم فوق نسائنا.

الوجه الثالث :

[١٠٠٧٢] حدثنا علي بن الحسين ثنا المقدمي ثنا معمر عن ليث عن مجاهد (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) قال : لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة إلا الإسلام وحتى تأمن الشاة الذئب والبقرة الأسد ، والإنسان الحية وحتى لا تقرض فأرة جرابا وحتى توضع الجزية ويكسر الصليب ويقتل الخنزير فهو قوله : (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) وروى عن الضحاك أنه قال : يظهر الإسلام علي الدين كل دين.

٤٤

قوله تعالى : (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) آية ٣٣

[١٠٠٧٣] حدثنا أبي ثنا أبو صالح كاتب الليث ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : (وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) قال : كان المشركون واليهود يكرهون أن يظهر الله نبيه علي أمر الدين كله.

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ) آية ٣٤

[١٠٠٧٤] أخبرنا أحمد بن عثمان فيما كتب إلى ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي قوله : (إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ) أما الأحبار : فمن اليهود وأما الرهبان : فمن النصارى.

[١٠٠٧٥] حدثنا أبي ثنا عمران بن موسى الطرسوسي ثنا عبد الصمد بن يزيد خادم الفضيل بن عياض قال : سمعت الفضيل بن عياض تلا هذه الآية (إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ) قال : تفسير الأحبار : العلماء وتفسير الرهبان : العباد.

قوله تعالى : (لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ)

[١٠٠٧٦] حدثنا أبو زرعة ثنا يحيي بن عبد الله بن بكير ثنا عبد الله بن لهيعة ثنا عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قول الله (بِالْباطِلِ) : يعني بالظلم.

[١٠٠٧٧] ذكره ابن أبي سلم ثنا إسحاق بن راهوية أنبأ محمد بن يزيد ثنا جويبر عن الضحاك في قوله : (لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ) والباطل : كتب كتبوها ـ والله لم ينزلها الله ، فأكلوا بها الناس فذلك قوله : (لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ).

قوله تعالى : (وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ).

[١٠٠٧٨] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إلى ثنا ابن مفضل ثنا أسباط عن السدى قوله : (وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أما سبيل الله : فمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

الوجه الثاني :

[١٠٠٧٩] حدثنا أبي ثنا المسيب بن واضح ثنا علي بن بكار عن ابن عون في قول الله : (يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ). قال : هم الذين يثبطون عن الجهاد في سبيل الله.

٤٥

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ).

[١٠٠٨٠] حدثنا أبي ثنا حميد بن مالك ثنا يحيي بن يعلي المحاربي ثنا أبي ثنا غيلان بن جامع المحاربي عن عثمان بن اليقظان عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) كبر ذلك على المسلمين ، قالوا : ما يستطيع أحد منا لولده ما لا يبقى بعده فقال عمر : أنا أفرج عنكم فانطلق عمر ، واتبعه ثوبان ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ، إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية فقال نبي الله : ـ صلى الله عليه وسلم ـ «إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب بها ما بقي من أموالكم وإنما فرض المواريث في أموال تبقى بعدكم». قال : فكبر عمر ثم قال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «ألا أخبرك بخير ما يكنزه المرء؟. المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها سرته ، وإذا أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته».

[١٠٠٨١] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا وكيع عن عبد العزيز عن نافع عن ابن عمير قال : ما أدى زكاته فليس بكنز ، وإن كان تحت سبع أرضين وما لم تؤد زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا، وروى عن ابن عباس قال : ما أدى زكاته فليس بكنز.

والوجه الثاني :

[١٠٠٨٢] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق أنبأ الثوري أخبرنى أبو حصين عن أبي الضحى عن جعدة بن هبيرة عن علي في قوله : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ). قال : أربعة آلاف فما دونها نفقة وما فوقها كنز.

والوجه الثالث :

[١٠٠٨٣] حدثنا الحسن بن أبى الربيع أنبأ عبد الرزاق (١) عن الثوري عن منصور عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال : لما نزلت (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ) قال المهاجرون : فأي المال نتخذ؟ فقال عمر : أسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنه قال : فأدركته على بعيري ، فقلت : يا رسول الله ، إن المهاجرين قالوا : أي المال نتخذ؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه».

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٤٦.

٤٦

[١٠٠٨٤] حدثنا محمد بن عوف ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا أمامة يقول : حلية السيوف من الكنوز ؛ ما أحدثكم إلا ما سمعت.

والوجه الرابع :

[١٠٠٨٥] حدثنا أبي ثنا حماد بن زاذان ثنا هشيم عن حصين عن زيد بن وهب قال : مررت بالربذة فإذا أنا بأبى ذر فقال : اختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ). فقال معاوية : نزلت في أهل الكتاب.

والوجه الخامس :

[١٠٠٨٦] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إلي ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي قوله : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ). فهؤلاء أهل القبلة.

والوجه السادس :

[١٠٠٨٧] حدثنا أبى ثنا ابن الطباع ثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن زياد عن راشد بن مسلم عن عراك بن مالك وعمر بن عبد العزيز أنهما قالا : في قول الله (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ). قالا : نسختها الآية الأخرى ، (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها).

قوله تعالى : (وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ).

[١٠٠٨٨] قرأت على محمد بن الفضل ثنا محمد بن علي ثنا محمد بن مزاحم ثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قوله : (وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ) يعني : الزكاة المفروضة والنفقة في سبيل الله وفي طاعته.

قوله (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)

[١٠٠٨٩] حدثنا أحمد بن عمرو بن أبى عاصم النبيل حدثني أبى عمرو بن الضحاك حدثنا أبي أنبأنا شبيب بن بشر وأنبأنا عكرمة عن ابن عباس في قول الله (بِعَذابٍ أَلِيمٍ) قال : أليم : كل شيء موجع. وروى عن أبى العالية وسعد بن جبير وأبى مالك والضحاك وقتادة وأبي عمران الجوني ومقاتل بن حيان والربيع بن أنس نحو ذلك.

٤٧

قوله تعالى : (يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ) آية ٣٥

[١٠٠٩٠] حدثنا أبي ثنا أبو سلمة ثنا وهيب وحماد عن سهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : «ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاة كنزه إلا جيء به يوم القيامة وبكنزه فيحمى عليه صفائح من نار جهنم فيكوى بها جبينه وجنبه وظهره حتى يحكم الله بين عباده (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) (... مِمَّا تَعُدُّونَ)». ثم يري سبيله إما إلى الجنة ، وإما إلى النار والسياق لوهيب.

قوله تعالى : (فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ).

[١٠٠٩١] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا وكيع عن سفيان عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قوله : (يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ). قال : شجاع أقرع ينطوي على عنقه أو جبهته.

[١٠٠٩٢] حدثنا علي بن الحسن ثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال : قال عبد الله : (يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ). قال : لا يعذب رجل يكنز بكنزه في أن يمس درهم درهما ، ولا دينار دينارا ولكن يوسع جلده ، ولا يمس درهم درهما ، ولا دينار دينارا.

[١٠٠٩٣] حدثنا أبي ثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفرديسي ثنا معاوية بن يحيي الأطرابلسي حدثنا أرطأة حدثنا أبو عامر الهوزني قال : سمعت ثوبان مولى رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال : «ما من رجل يموت وعنده أحمر أو أبيض إلا جعل الله له بكل قيراط صفحة من نار يكوى بها قدمه إلي ذقنه مغفورا له بعد أو معذبا».

قوله تعالى : (هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ) الآية.

[١٠٠٩٥] حدثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي وائل عن عبد الله قال : ثعبان ينقر رأس أحدهم فيقول : أنا مالك الذي بخلت ، يعني قوله : (سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ)

٤٨

قوله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ)

إلي قوله : (وَالْأَرْضَ) آية ٣٦

[١٠٠٩٦] حدثنا أحمد بن يونس بن المسيب الضبي ثنا مكي ابن إبراهيم ثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : وقف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم بالعقبة فاجتمع إليه ما شاء الله من المسلمين ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : يا أيها الناس إن الزمان قد استدار في هذا اليوم كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض و (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ)

[١٠٠٩٧] حدثنا حجاج بن حمزة حدثنا شبابة حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (١) (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ) يعرف بها شأن النسيء ما نقص من السنة.

قوله تعالى : (فِي كِتابِ اللهِ).

[١٠٠٩٨] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتاب إلى ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدى (فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) أما كتاب الله : فالذي عنده.

قوله تعالى : (مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ).

[١٠٠٩٩] حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا أحمد بن حنبل ثنا إسماعيل بن علية حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي بكرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خطب الناس في حجته فقال : «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض» ، السنة (اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ) (... مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) ، ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة ، والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان.

[١٠٠٠٠] حدثنا أبى ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرما وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم ، والعمل الصالح والأجر أعظم.

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٧٧.

٤٩

قوله : (ذلِكَ الدِّينُ).

[١٠٠٠١] حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب أنبأ بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قوله : (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) قال : القضاء القيم.

الوجه الثاني :

[١٠٠٠٢] قرأت علي محمد بن الفضل ثنا محمد بن علي أنبأ محمد بن مزاحم أنبأ بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) يقول : ذلك الحساب اليم.

الوجه الثالث :

[١٠٠٠٣] حدثنا أبي ثنا هشام بن خالد ثنا الوليد ثنا عمر بن محمد عن زيد بن أسلم في قوله : (الدِّينُ الْقَيِّمُ) قال : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

قوله تعالى : (الْقَيِّمُ).

[١٠٠٠٤] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي فيما كتاب إلى ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدى قوله : (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) قال : المستقيم.

[١٠٠٠٥] قرأت على محمد بن الفضل ثنا محمد ، أنبأ محمد ثنا بكير عن مقاتل قوله : (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) يقول : ذلك الحساب البين.

قوله تعالى : (فَلا تَظْلِمُوا).

[١٠٠٠٦] حدثنا أبى ثنا قبيصة ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) قال : لا تحرموهن كحرمتهم.

[١٠٠٠٧] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتاب إلى ثنا أصبغ قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول : في قول الله (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) قال : الظلم : العمل بمعاصي الله ، والترك لطاعته.

قوله تعالى : (فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ).

[١٠٠٠٨] حدثنا جعفر بن النضر الواسطي ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) قال : في الشهور كلها.

٥٠

[١٠٠٠٩] حدثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) في كلهن.

[١٠٠١٠] حدثنا محمد بن يحيى أنبأ العباس بن الوليد ثنا يزيد ابن زريع عن سعيد عن قتادة قوله : (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواه ، وإن كان الظلم ـ على كل حال عظيما ـ ، وكأن الله يعظم من أمره ما شاء.

قوله تعالى : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً).

[١٠٠١١] حدثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن طلحة عن ابن عباس قوله : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) يقول : جميعا.

[١٠٠١٢] أخبرنا أحمد بن عثمان فيما كتاب إلى ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدى (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) أما كافة : فجميع ، وأمركم مجتمع.

[١٠٠١٣] قرأت على محمد بن الفضل ثنا محمد بن علي ثنا محمد بن مزاحم ثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قوله : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) نسخت هذه الآية كل آية فيها رخصة.

قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) آية ٣٧

[١٠٠١٤] حدثنا أحمد بن يونس بن المسيب ، ثنا مكي بن إبراهيم ثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : وقف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعقبة فقال : (إِنَّمَا النَّسِيءُ) من الشيطان (زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا).

[١٠٠١٥] حدثنا أبي ثنا أبو صالح كاتب الليث ثنا معاوية بن صالح عن علي بن طلحة عن ابن عباس قال : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) قال : النسيء : إن جنادة بن عوف بن مالك الكناني كان يوافى الموسم كل عام ، وكان يكني أبا ثمامة فينادي ، إلا أن أبا ثمامة لا يحاب ولا يعاب ، ألا وأن عام صفر الأول حلال ، فيحله للناس ،

٥١

فيحل صفر عاما ويحرمه عاما ويحرم المحرم عاما ، فذلك قول الله : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً) (١).

[١٠٠١٦] حدثنا أبي حدثنا يحيي بن المغيرة أنبأ جرير عن منصور عن أبى وائل (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا) إلى قوله : (ما حَرَّمَ اللهُ) قال : كان الناسي رجلا من كنانة ، ذا رأي يأخذون من رأيه ، رأسا فيهم ، فكان عاما يجعل المحرم صفر ، فيغيرون فيه ويستحلونه ، فيصيبون فيغنمون ، قال : وكان عاما يحرمه.

[١٠٠١٧] حدثنا أبي ثنا مقاتل بن محمد ، ثنا وكيع عن سفيان عن أبي وائل في قوله : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ). قال : كان رجل يسمى النسيء من بني كنانة ، كان يجعل المحرم صفر يستحل به الغنائم ، فنزلت هذه الآية.

قوله تعالى : (زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ).

[١٠٠١٨] ذكره أحمد بن محمد بن أبى أسلم ثنا إسحاق بن راهوية ثنا روح ثنا شبل عن ابن أبى نجيح عن مجاهد (زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) قال : ازدادوا به كفرا إلى كفرهم.

قوله تعالى : (يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً).

[١٠٠١٩] حدثنا صالح بن بشير بن سلمة الطبراني ثنا مكي بن إبراهيم ثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه قال : وقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالعقبة ، فاجتمع إليه ما شاء الله من المسلمين ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : «و (إِنَّمَا النَّسِيءُ) من الشيطان (زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً) فكانوا يحرمون المحرم عاما ويستحلون صفر ، يحرمون صفر ويستحلون المحرم ، وهو النسيء.

[١٠٠٢٠] حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب أنبأ بشر بن عمارة عن أبى روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) قال : المحرم كانوا يسمونه صفر ، وصفر يقول : صفران الأول والآخر ، يحل لهم مرة الأول ، ومرة الآخر.

__________________

(١) ابن كثير ٤ / ٩١.

٥٢

[١٠٠٢١] حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : كانوا يسقطون المحرم ثم يقولون : صفران ، لصفر وشهر ربيع الأول ثم يقولون : شهرا ربيع ، لشهر ربيع الآخر ولجمادي الأول ثم يقولون لرمضان : شعبان ويقولون لشوال : رمضان ويقولون لذي القعدة : شوال ثم يقولون لذي الحجة : ذو القعدة ثم يقولون للمحرم : ذو الحجة ، فيحجون في المحرم ، ثم يأتنفون فيعدون علي ذلك عدة مستقيمة علي وجه ما ابتدوا ، فيقولون : المحرم ، فيحجون في المحرم ويحجون في كل شهر مرتين ، ثم يسقطون شهرا آخر ، ثم يعدون علي العدة الأولى يقولون : صفر وشهر ربيع الأول على نحو عددهم في أول ما اسقطوا (١).

[١٠٠٢٢] حدثنا عبد الله بن سليمان حدثنا الحسين ابن علي مهران حدثنا عامر بن الفرات حدثنا أسباط عن السدى قوله : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ) قال : كان رجل من بني مالك بن كنانة يقال له : جنادة بن عوف يكني أبا أمامة ينسئ الشهور ، وكانت العرب يشتد عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر لا يغير بعضهم علي بعض ، فإذا أراد أن يغير علي أحد قام يوم ممنى فخطب فقال : «إني قد أحللت المحرم» ، وحرمت صفر مكانه فيقاتل الناس في المحرم ، فإذا كان صفر غمدوا السيوف ووضعوا الأسنة ، ثم يقوم في قابل فيقول : «إني قد أحللت صفر» ، وحرمت المحرم.

قوله تعالى : (لِيُواطِؤُا).

[١٠٠٢٣] حدثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : (لِيُواطِؤُا) يقول : يشبهوا.

قوله تعالى : (عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ).

[١٠٠٢٤] حدثنا عبد الله بن سليمان ثنا الحسين بن علي ثنا عامر ابن الفرات ثنا أسباط عن السدى قوله : (لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ) فيواطئوا أربعة أشهر.

قوله تعالى : (فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ)

وبه عن السدى قوله : (فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللهُ) فيحلوا المحرم.

__________________

(١) قال ابن كثير : هذه صفة غريبة في النسيء ٤ / ٩٢.

٥٣

قوله تعالى : (زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ).

[١٠٠٢٥] حدثنا الحسن بن أحمد ثنا موسى بن محلم ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عباد بن منصور قال : سألت الحسن عن قوله : (زُيِّنَ لَهُمْ) قال : زين لهم الشيطان.

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) آية ٣٨

[١٠٠٢٦] حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (١) قوله : (ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) حين أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح ، وبعد الطائف وبعد حنين ، أمروا بالنفر في الصيف حين خرفت النخل ، وطابت الثمار واشتهوا الظلال وشق عليهم المخرج.

قوله تعالى : (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ).

[١٠٠٢٧] حدثنا عبد الله بن سليمان ثنا الحسين بن علي ثنا عامر ابن الفرات ثنا أسباط عن السدي قوله : (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) فيقول : حين قعدوا وأبوا الخروج.

قوله تعالى : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ).

[١٠٠٢٨] حدثنا أبي ثنا سلمة بن شبيت ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان عن شريح بن عبيد قال : قال أبو ثعلبة : الله أحب إليكم أم الدنيا؟ قالوا : بل الله قال : فما بالكم (إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) فلم تخرجوا حتى يخرجكم الشرط من منازلكم؟ وإذا قيل لكم انصرفوا علي بركة الله مأذونا لكم ضربتم أكبادها وأسهرتم عيونها ، حتى تبلغوا أهليكم؟.

قوله تعالى : (فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ).

[١٠٠٢٩] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا المحاربي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن المستورد أخى بني فهر قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم» «ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه في اليم ، فلينظر بم ترجع» (٢).

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٧٨.

(٢) مسند الإمام احمد ٤ / ٢٢٨.

٥٤

[١٠٠٣٠] حدثنا بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي بحمص ، ثنا الربيع بن روح ثنا محمد بن خالد الوهبي حدثنا زياد ، يعني الجصاص ، عن أبي عثمان قلت : يا أبا هريرة ، سمعت إخواني بالبصرة يزعمون أنك تقول : سمعت نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : «إن الله يجزي بالحسنة ألف ألف حسنة» ، فقال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ : بل سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : «إن الله يجزي بالحسنة ألفي ألف حسنة» ، ثم تلا هذه الآية (فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) فالدنيا ، ما مضى منها إلى ما بقي منها عند الله قليل.

[١٠٠٣١] حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن أبى حماد ثنا مهران عن سفيان عن الأعمش (فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) قال : كزاد الراعي.

[١٠٠٣٢] حدثنا علي بن الحسين ثنا حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد البخاري ، ثقة ، ثنا إبراهيم بن الأشعث لأم ثنا عبد العزيز بن أبى حازم عن أبيه قال : لما حضرت عبد العزيز بن مروان الوفاة قال : «ائتوني بكفني الذي أكفن فيه أنظر إليه» ، فلما وضع بين يديه نظر إليه فقال : أما ليه من كثير؟ ما أخلف من الدنيا إلا هذا؟ ثم ولى ظهره فبكى وهو يقول : «أف لك من دار إن كان كثيرك لقليل» ، وإن كان قليلك لقصير ، وإن كنا منك لفي غرور (١).

قوله تعالى : (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً).

[١٠٠٣٣] حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الكندي الأشج ثنا زيد بن الحباب عن عبد المؤمن بن خالد الحنفي ثنا نجدة بن نفيع قال : سألت ابن عباس عن هذه الآية (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) فقال ابن عباس : استنفر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيا من العرب ، فتثاقلوا عليه ، فأنزل ـ الله تعالى ـ هذه الآية (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) فأمسك الله عنهم المطر ، قال : فكان عذابهم.

والوجه الثاني :

[١٠٠٣٤] حدثنا أبى ثنا ابن أبي عمر العدني ثنا سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن عكرمة قال : لما نزلت (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) وقد كان تخلف

__________________

(١) انظر ابن كثير ٤ / ٩٤.

٥٥

عنه ناس في البدو يفقهون قومهم ، فقال المنافقون : قد بقي ناس من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم في البوادي وقالوا : هلك أصحاب البوادي ، فنزلت (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً)

[١٠٠٣٥] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا حجاج بن محمد أنا ابن جريح وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن عبد الله بن عباس قال في براءة : (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً) الآية ، فنسخ هؤلاء الآيات (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) الآية ، وروى عن عكرمة والحسن وزيد بن أسلم : إنها منسوخة.

قوله تعالى : (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

تقدم تفسيره عن ابن إسحاق ـ رحمه الله ـ.

قوله تعالى : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ). آية ٤٠

[١٠٠٣٦] حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ) ذكر ما كان من أول شأنه حين بعث ، يقول : فالله فاعل ذلك به ، ناصره كما نصره وهو (ثانِيَ اثْنَيْنِ).

قوله تعالى : (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا).

[١٠٠٣٧] حدثنا أبى ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن أبى إسحاق عن البراء ابن عازب قال : اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب : مره ليحمله لي فقال له عازب : لا ، حتى تخبرني كيف صنعت أنت ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين خرجتما والمشركون يطلبوكما ، فقال : ارتحلنا والقوم يطلبونا فلم يدكنا منهم غير سراقة بن جعشم على فرس له فقلت له : هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله ، قال : (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) فلما أن دنا كان بيننا وبينه قيد رمح أو ثلثه ، فقلت : هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله ، وبكيت فقال : ما يبكيك؟ فقلت : أما والله على نفسي أبكي ولكن أبي عليك ، فدعا عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : «اللهم اكفناه فساخت به فرسه إلى بطنها فوثب عنها» ثم قال : يا محمد ، قد علمت أن هذا عملك ، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه ،

٥٦

فو الله لأعمين على من ورائي من الطلب ، وهذه كنانتي فخذ سهما ، فإنك ستمر علي إبلي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا حاجة لنا في إبلك ، فدعا له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم فانطلق راجعا إلي أصحابه ومضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنا معه حتى قدمنا المدينة.

قوله تعالى : (ثانِيَ اثْنَيْنِ).

[١٠٠٣٨] حدثنا أبى ثنا أبو مالك ـ كثير بن يحيي ـ ثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال : وشرى علي بنفسه ؛ نام علي فراش رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان المشركون يرمونه ، فجاء أبو بكر فقال : يا رسول الله ، وهو يحسب أنه رسول الله فقال : لست نبي الله ، أدرك نبي الله ببئر ميمون ، فدخل معه الغار وكانوا يرمون رسول الله فلا يتضور وكان علي يتضور فلما أصبحوا قالوا : كنا نرمي محمدا فلا يتضور ، وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك.

قوله تعالى : (إِذْ هُما فِي الْغارِ).

[١٠٠٣٩] حدثنا يونس بن عبد الأعلى أنبأ عبد الله بن وهب ثنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب أنا عروة بن الزبير قال : قالت عائشة بينا نحن يوما جلوسا في نحر الظهيرة ؛ إذ قال قائل لأبى بكر : هذا رسول الله مقبلا ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال أبو بكر : فدى له أبي وأمي إن جاء به في هذه الساعة لأمر ، فجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاستأذن فأذن له ، فدخل فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي بكر : اخرج من عندك ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إنما هم أهلك بأبي أنت ، قال : فإنه قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر : الصحابة بأبي أنت يا رسول الله قال : نعم ، قال أبو بكر : فخذ مني إحدى راحلتي هاتين ، فقال : رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالثمن ، قالت عائشة : فجهزناهما أحسن الجهاز ، وصنعنا لهما صفرة في جراب ، وقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب ، فلذلك تسمى ذات النطاقين ، ثم لحق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بغار في جبل يقال له : ثور ، فمكثا فيه ثلاث ليال.

٥٧

قوله تعالى : (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا).

[١٠٠٤٠] حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيي بن سعيد القطان ثنا يحيي بن آدم ثنا حميد الرؤاسي عن سلمة بن نبيط الأشجعي عن نعم عن نبيط عن سالم بن عبيد وكان من أهل الصفة قال : أخذ عمر بيد أبي بكر فقال : من له هذه الثلاث؟ (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ) من صاحبه؟ (إِذْ هُما فِي الْغارِ) من هما؟ (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا).

[١٠٠٤١] حدثنا أبو زرعة ثنا يحيي بن عبد الله بن بكير ثنا ابن وهب عن عمرو ابن الحارث عن أبيه أن أبا بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ حين خطب قال : أيكم يقرأ سورة التوبة؟! قال رجل : أنا ، قال : اقرأ ، فلما بلغ (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ) بكى أبو بكر وقال : أنا والله صاحبه.

قوله تعالى : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ).

[١٠٠٤٢] حدثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبى إسحاق قال : سمعت البراء يقول : بينما رجل يقرأ سورة الكهف ليلة ؛ إذ رأى دابته تركض أو قال : فرسه تركض ، فنظر فإذا مثل الضبابة أو مثل الغمامة ، فذكر ذلك للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : تلك السكينة نزلت للقرآن ، أو تنزلت على القرآن.

[١٠٠٤٣] حدثنا أبى ثنا عبدة بن سليمان أنبأ ابن المبارك أنبأ يحيي بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن سعد بن مسعود : أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ كان في مجلس فرفع رأسه إلى السماء ثم طأطأ نظره ثم رفعه فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن هؤلاء القوم كانوا يذكرون الله ـ يعني أهل المجلس أمامه ـ فنزلت عليهم السكينة تحملها الملائكة كالقبة ، فلما دنت منهم تكلم رجل بباطل فرفعت عنهم.

[١٠٠٤٤] حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سفيان عن مسعد عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن علي قال : السكينة لها وجه كوجه الإنسان ، وهي بعد ريح هفافة.

والوجه الثاني :

[١٠٠٤٥] حدثنا أبو زرعة ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة عن أبى روق

٥٨

عن الضحاك عن ابن عباس في قوله : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) قال : الطمأنينة. وهي مثل الأخرى (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ) قد ذكر بالاستقصاء في البقرة.

قوله تعالى : (عَلَيْهِ).

[١٠٠٤٦] حدثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس وإبراهيم بن مهدي المصيصي والسياق لإبراهيم قالا : أخبرنا أبو معاوية ثنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب ابن أبي ثابت في قوله : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) قال : نزلت على أبى بكر ، فأما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكانت سكينته عليه قبل ذلك.

[١٠٠٤٧] حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن أبي حماد ثنا علي بن مجاهد عن أشعث بن إسحاق عن جعفر عن سعيد عن ابن عباس (سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) قال : على أبى بكر ، إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم تزل السكينة معه.

[١٠٠٤٨] ذكر عن يزيد بن زريع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله : (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) أي : (عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ).

قوله تعالى : (وَأَيَّدَهُ).

[١٠٠٤٩] حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل ثنا أبى أنا شبيب ثنا عكرمة عن ابن عباس في قوله : (فَأَيَّدْنَا) يقول : قوينا.

[١٠٠٥٠] حدثنا أبي ثنا شهاب بن عباد ثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن أبي خالد (وَأَيَّدَهُ) قال : أعانه جبريل ـ وروى عن الربيع بن أنس : نحو ذلك.

قوله تعالى : (بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها).

[١٠٠٥١] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتاب إلي ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدى قوله : (بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) قال : هم الملائكة.

قوله تعالى : (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) الآية

[١٠٠٥٢] حدثنا أبى ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى) وهو الشرك بالله ، (وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) قال : لا إله إلا الله.

٥٩

قوله تعالى : (وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

[١٠٠٥٣] حدثنا عصام بن رواد ثنا آدم ثنا أبو جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية (وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) يقول : (عَزِيزٌ) في نقمته إذا انتقم ، (حَكِيمٌ) في أمره. وروى عن قتادة والربيع نحو ذلك.

[١٠٠٥٤] حدثنا محمد بن يحيي أنبأ أبو غسان ثنا سلمة قال : محمد بن إسحاق العزيز في نصرته ممن كفر به إذا شاء الحكيم في عذره وحجته إلى عباده.

قوله تعالى : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً).

[١٠٠٥٥] حدثنا أبو زرعة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة ، ثنا ثابت وعلي بن زيد عن أنس بن مالك : أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى علي هذه الآية (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) قال : أرى ربنا يستنفرنا شيوخا وشبانا ، جهزوني بني ، قال بنوه : يرحمك الله ، قد غزوت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى مات ، وغزوت مع أبو بكر حتى مات وغزوت مع عمر حتى مات ، فنحن نغزو عنك ، فأبى فركب البحر فمات ، فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد تسعة أيام فلم يتغير فدفنوه فيها.

[١٠٠٥٦] حدثنا أبى ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ثنا حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة حدثنا أبو راشد الحبراني قال : وافيت المقداد بن الأسود جالسا على تابوت من توابيت الصيارفة يريد الغزو ، فقلت : لقد أعذر الله إليك فقال : أبت علينا سورة البحوث (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) يعني سورة التوبة ـ وروى عن ابن عباس وعكرمة وأبى صالح والحسن وشمر بن عطية ومقاتل بن حيان والشعبي وزيد بن أسلم ، قالوا : شبانا وكهولا.

[١٠٠٥٧] حدثنا أبو زرعة ثنا نصر بن علي قال : أخبرني أبي ثنا قرة بن خالد عن أبى يزيد المدني قال : كان المقداد ابن الأسود وأبو أيوب الأنصاري يقولان : أمرنا أن ننفر على كل حال ، ويتأولان (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً).

والوجه الثاني :

[١٠٠٥٨] أخبرنى محمد بن سعد فيما كتاب إلى ثنا أبي ثنا عمي عن أبيه عن

٦٠