تفسير القرآن العظيم - ج ٨

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم

تفسير القرآن العظيم - ج ٨

المؤلف:

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم


المحقق: أسعد محمّد الطيّب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٢

القرآن وعلومه تفسير القرآن

١
٢

٣

سورة الأنبياء

٢١

قوله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) آية ١

[١٣٥٩٨] عن ابن جريج في قوله : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) قال : ما يوعدون (١).

قوله تعالى : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ ...) آية ٢

[١٣٥٩٩] عن قتادة في قوله : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ) يقول : ما ينزل عليهم شيء من القرآن. وفي قوله : (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) قال : غافلة. وفي قوله : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) يقول : أسروا الذين ظلموا النجوى (٢).

قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ...) آية ٣

[١٣٦٠٠] عن السدي في قوله : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) قال : أسروا نجواهم بينهم (هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ) يقولون : إن متابعة محمد صلى الله عليه وسلم متابعة السحر. وفي قوله : (قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ) قال : الغيب وفي قوله : (بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ) قال : أباطيل أحلام (٣).

قوله تعالى : (بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ ...) آية ٥

[١٣٦٠١] عن قتادة في قوله : (بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ) أي فعل الأحلام إنما هي رؤيا رآها (بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ) كل هذا قد كان منه (فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) كما جاء موسى وعيسى بالبينات والرسل (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) أي أن الرسل كانوا إذا جاءوا قومهم بالآيات فلم يؤمنوا لم ينظروا (٤).

[١٣٦٠٢] ذكر عن زيد بن الحباب ، ثنا ابن لهيعة ثنا الحارث بن يزيد الحضرمي عن علي بن رباح اللخمي ، حدثني من شهد عبادة بن الصامت يقول : كنا في المسجد

__________________

(١) الدر ٥ / ٦١٦.

(٢) الدر ٥ / ٦١٦.

(٣) الدر ٥ / ٦١٦.

(٤) المرجع السابق ٥ / ٦١٧.

٤

ومعنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقرئ بعضنا القرآن ، فجاء عبد الله بن أبى بن سلول ومعه نمرقه وزربيه فوضع واتكأ وكان صبيحا جدلا فقال : يا أبا بكر ، قل لمحمد : يأتينا بآية كما جاء الأولون؟ جاء موسى بالألواح وجاء داود بالزبور وجاء صالح بالناقة وجاء عيسى بالإنجيل وبالمائدة ، فبكى أبو بكر رضي الله عنه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو بكر : قوموا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق. فقال رسول الله : إنه لا يقام لي ، إنما يقام لله عز وجل ، فقلنا ، يا رسول الله ، إنا لقينا من هذا المنافق ، فقال إن جبريل قال لي : اخرج فأخبر بنعم الله التي أنعم بها عليك وفضيلته التي فضلت بها ، فبشرني أنه بعثني إلى الأحمر والأسود ، وأمرني أن أنذر الجن ، وآتاني كتابه وأنا أمي وغفر ذنبي ما تقدم وما تأخر ، وذكر اسمي في الأذان وأيدني بالملائكة ، وآتاني النصر ، وجعل الرعب أمامي ، وآتاني الكوثر ، وجعل حوضي من أعظم الحياض يوم القيامة ، ووعدني المقام المحمود والناس مهطعون مقنعو رؤوسهم ، وجعلني في أول زمرة تخرج من الناس ، وأدخل في شفاعتي سبعين ألفا من أمتي الجنة بغير حساب ، وآتاني السلطان والملك ، وجعلني في أعلى غرفة في الجنة في جنات النعيم فليس فوقي أحد إلا الملائكة الذين يحملون العرش ، وأحل لي الغنائم ، ولم تحل لأحد كان قبلنا (١).

قوله تعالى (أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) آية ٦

[١٣٦٠٣] عن مجاهد في قوله : (أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) قال : يصدقون بذلك (٢).

قوله تعالى (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) آية ٨

[١٣٦٠٤] عن ابن عباس في قوله : (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) يقول : لم نجعلهم جسدا لا يأكلون الطعام ، إنما جعلناهم جسدا يأكلون الطعام (٣).

قوله تعالى (وَما كانُوا خالِدِينَ) آيات ٨ ـ ٩

[١٣٦٠٥] عن قتادة في قوله : (وَما كانُوا خالِدِينَ) قال : لا بد لهم من الموت أن يموتوا ، وفي قوله : (ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ) إلى قوله : (وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ) قال : هم المشركون (٤).

__________________

(١) ابن كثير

(٢) الدر ٥ / ٦١٧.

(٣) الدر ٥ / ٦١٧.

(٤) الدر ٥ / ٦١٧.

٥

قوله تعالى (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) آية ١٠

عن ابن عباس في قوله : (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) قال : فيه شرفكم (١).

[١٣٦٠٦] عن مجاهد في قوله : (كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) قال : فيه حديثكم (٢).

[١٣٦٠٧] عن الحسن في قوله : (كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) قال : فيه دينكم ، أمسك عليكم دينكم كتابكم (٣).

[١٣٦٠٨] عن السدي في قوله : (كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) يقول : فيه ذكر ما تعنون به وأمر آخرتكم ودينكم (٤).

قوله تعالى (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ ..) آيات ١١ ـ ١٢

[١٣٦٠٩] عن مجاهد في قوله : (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ) قال : أهلكناها. وفي قوله : (لا تَرْكُضُوا) قال : لا تفروا : وفي قوله : (لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) قال : تتفهمون (٥).

[١٣٦١٠] عن الربيع في الآية قال : كانوا إذا أحسوا بالعذاب وذهبت عنهم الرسل من بعد ما أنذروهم فكذبوهم ، فلما فقدوا الرسل وأحسوا بالعذاب أرادوا الرجعة إلى الإيمان وركضوا هاربين من العذاب ، فقيل لهم : (لا تَرْكُضُوا). فعرفوا أنه لا محيص لهم (٦).

[١٣٦١١] عن السدى في قوله : (إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) قال : يفرون (٧).

قوله تعالى : (وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ ...) آيات ١١ ـ ١٢

[١٣٦١٢] عن قتادة في قوله : (وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ) يقول : ارجعوا إلى دنياكم التي أترفتم فيها ، (لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) من دنياكم شيئا استهزاء بهم. وفي قوله : (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ) قال : لما رأوا العذاب وعاينوه ، لم يكن لهم هجيري إلا قولهم (إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) حتى دمر الله عليهم وأهلكهم (٨).

__________________

(١) ـ (٤) الدر ٥ / ٦١٧.

(٥) ـ (٦) الدر ٥ / ٦١٨.

(٧) ـ (٨) الدر ٥ / ٦١٨ ـ ٦١٩.

٦

قوله تعالى (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ) آية ١٥

[١٣٦١٣] عن مجاهد في قوله : (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ) قال : هم أهل حصون ، كانوا قتلوا نبيهم ، فأرسل الله عليهم بختنصر فقتلهم. وفي قوله : (حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) قال : بالسيف ضربت الملائكة وجوههم حتى رجعوا إلى مساكنهم (١).

[١٣٦١٤] عن وهب قال : حدثني رجل من المجررين قال : كان باليمن قريتان ، يقال لإحداهما حضور ، وللأخرى فلانة ، فبطروا وأترفوا حتى كانوا يغلقون أبوابهم ، فلما أترفوا بعث الله إليهم نبيا فدعاهم فقتلوه ، فألقى الله في قلب بختنصر أن يغزوهم فجهز إليهم جيشا فقاتلوهم فهزموا جيشه ، ثم رجعوا منهزمين إليه فجهز إليهم جيشا آخر أكثف من الأول فهزموهم أيضا ، فلما رأى بختنصر ذلك غزاهم هو بنفسه فقاتلوه فهزمهم ، حتى خرجوا منها يركضون فسمعوا مناديا يقول : (لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ) فرجعوا فسمعوا مناديا يقول : يا لثارات النبي ، فقتلوا بالسيف فهي التي قال الله : (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ) إلى قوله (خامِدِينَ) (٢).

قوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) آية ١٦

[١٣٦١٥] عن قتادة في قوله : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) يقول : ما خلقناهما عبثا ولا باطلا (٣).

قوله تعالى : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) آية ١٧

[١٣٦١٦] عن عكرمة في قوله : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) قال : اللهو : الولد (٤).

[١٣٦١٧] عن السدى في قوله : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) الآية. يقول : لو أردت أن أتخذ ولدا لاتخذت من الملائكة (٥).

[١٣٦١٨] عن الحسن قال : اللهو بلسان اليمن : المرأة (٦).

__________________

(١) الدر ٥ / ٦١٨ ـ ٦١٩.

(٢) الدر ٥ / ٦١٨ ـ ٦١٩.

(٣) الدر ٥ / ٦٢٠.

(٤) الدر ٥ / ٦٢٠.

(٥) الدر ٥ / ٦٢٠.

(٦) الدر ٥ / ٦٢٠.

٧

[١٣٦١٩] عن قتادة في قوله : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) قال : اللهو بلغة أهل اليمن : المرأة ، وفي قوله : (إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ) أي ، إن ذلك لا يكون ولا ينبغي (١).

[١٣٦٢٠] عن إبراهيم النخعي في قوله : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) قال : نساء. (لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا) قال : من الحور العين (٢).

[١٣٦٢١] عن ابن عباس في قوله : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) قال : لعبا (٣).

[١٣٦٢٢] عن مجاهد في قوله : (لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا) قال : من عندنا (إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ) أي ما كنا فاعلين. يقول : وما خلقنا جنة ولا نارا ولا موتا ولا بعثا ولا حسابا ، وكل شيء في القرآن (أَنْ) فهو إنكار (٤).

قوله تعالى (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ ...) آية ١٨

[١٣٦٢٣] عن قتادة رضي الله عنه في قوله : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِ) قال : القرآن (عَلَى الْباطِلِ) قال : اللبس (فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) قال : هالك (٥).

[١٣٦٢٤] عن الحسن رضي الله عنه في قوله : (وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) قال : هي والله واصف كذب إلى يوم القيامة (٦).

قوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) آية ١٩

[١٣٦٢٥] عن قتادة في قوله : (وَمَنْ عِنْدَهُ) قال : الملائكة (٧).

[١٣٦٢٦] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) يقول : لا يرجعون (٨).

[١٣٦٢٧] عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : (وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) قال : لا يحسرون (٩).

[١٣٦٢٨] عن السدي رضي الله عنه في قوله : (وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) قال : لا يعيون (١٠).

[١٣٦٢٩] عن السدي في قوله : (وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) قال : لا ينقطعون من العبادة (١١).

__________________

(١) ـ (٦) الدر ٥ / ٦٢٠.

(٧) ـ (١١) الدر ٥ / ٦٢٠ ـ ٦٢١.

٨

قوله تعالى : (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) آية ٢٠

[١٣٦٣٠] عن عبد الله بن الحارث بن نوفل رضي الله عنه أنه سأل كعبا عن قوله : (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) أما شغلهم رسالة؟ أما شغلهم عمل؟

فقال : جعل لهم التسبيح كما جعل لكم النفس ، ألست تأكل وتشرب ، وتجيء وتذهب ، وتتكلم وأنت تتنفس؟ فكذلك جعل لهم التسبيح (١).

قوله تعالى : (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) آية ٢١

[١٣٦٣١] عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) قال : يحيون (٢).

[١٣٦٣٢] عن السدى في قوله : (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ) يقول : ينشرون الموتى من الأرض ، يقول : يحيونهم من قبورهم (٣).

قوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا ...) آية ٢٢

[١٣٦٣٣] عن قتادة في قوله : (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ) يعني مما اتخذوا من الحجارة والخشب. وفي قوله : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ) قال : لو كان معهما آلهة إلا الله (لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ) يسبح نفسه تبارك وتعالى إذا قيل عليه البهتان.

قوله تعالى : (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) آية ٢٦

[١٣٦٣٤] عن قتادة رضي الله عنه قال : قالت اليهود : إن الله عز وجل صاهر الجن فكانت بينهم الملائكة. فقال الله تكذيبا لهم : (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) أي الملائكة ليس كما قالوا ، بل هم عباد أكرمهم الله بعبادته يوم القيامة (إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) قال : لأهل التوحيد (٤).

قوله تعالى : (إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) آية ٢٨

[١٣٦٣٥] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) قال : الذين ارتضاهم لشهادة أن لا إله الا الله (٥).

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٥ / ٦٢٠ ـ ٦٢١.

(٤) ـ (٥) الدر ٥ / ٦٢٤ ـ ٦٢٥.

٩

قوله تعالى : (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ ...) آية ٢٩

[١٣٦٣٦] عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ) يعني من الملائكة (إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ) قال : ولم يقل ذلك أحد من الملائكة إلا إبليس ، دعا إلى عبادة نفسه وشرع الكفر (١).

[١٣٦٣٧] عن قتادة في قوله : (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ) ... الآية. قال : إنما كانت هذه خاصة لإبليس (٢).

قوله تعالى : (كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ...) آية ٣٠

[١٣٦٣٨] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (كانَتا رَتْقاً) قال : لا يخرج منهما شيء (فَفَتَقْناهُما) قال : فتقت السماء بالمطر ، وفتقت الأرض بالنبات (٣).

[١٣٦٣٩] حدثنا أبى ثنا إبراهيم بن حمزة ، ثنا حاتم عن حمزة بن أبى محمد ، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر : أن رجلا أتاه يسأله عن السموات والأرض (كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما)؟ قال : اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله ، ثم تعالى فأخبرني ما قال لك. قال : فذهب إلى ابن عباس فسأله ، فقال ابن عباس : نعم ، كانت السماوات رتقا لا تمطر ، وكانت الأرض رتقا لا تنبت ، فلما خلق الأرض أهلا فتق هذه بالمطر ، وفتق هذه بالنبات فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره ، فقال ابن عمر : الآن قد علمت ان ابن عباس قد أوتى في القرآن علما صدق ـ هكذا كانت : قال ابن عمر قد كنت أقول : ما يعجبني جراءة ابن عباس على تفسير القرآن ، فالآن قد علمت أنه قد أوتى في القرآن علما ، وقال عطية العوفي : كانت هذه رتقا لا تمطر ، فأمطرت وكانت هذه رتقا لا تنبت ، فأنبتت (٤).

[١٣٦٤٠] عن ابى صالح رضي الله عنه في قوله : (كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) قال : كانت السماء واحدة ففتق منها سبع سموات ، وكانت الأرض واحدة ففتق منها سبع أرضين (٥).

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٥ / ٦٢٤ ـ ٦٢٥.

(٤) ابن كثير ..

(٦) الدر ٥ / ٦٢٥.

١٠

[١٣٦٤١] عن الحسن وقتادة في قوله : (كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) قال : كانتا جمعا ففصل الله بينهما بهذا الهواء (١).

قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ..) آية ٣٠

[١٣٦٤٢] حدثنا أبى ثنا أبو الجماهر ، حدثنا سعيد بن بشير ، ثنا قتادة عن أبى ميمونة عن أبى هريرة أنه قال : يا نبي الله ، إذا زرتك قرت عيني ، وطابت نفسي فأخبرني عن كل شيء ، قال : كل شيء خلق من ماء (٢).

[١٣٦٤٣] عن أبى العالية رضي الله عنه في قوله : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) قال : نطفة الرجل (٣).

[١٣٦٤٤] عن الحسن رضي الله عنه في قوله : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) قال : خلق كل شيء من الماء ، وهو حياة كل شيء (٤).

قوله تعالى : (وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً) آية ٣١

[١٣٦٤٥] عن قتادة رضي الله عنه في قوله : (فِجاجاً) أي أعلاما (سُبُلاً) أي طرقا (٥).

قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً ...) آية ٣٢

[١٣٦٤٦] عن مجاهد في قوله : (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) قال : مرفوعا (وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ) قال : الشمس والقمر والنجوم من آيات السماء (٦).

[١٣٦٤٧] حدثنا علي بن الحسين ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثني أبى عن أبيه عن أشعث يعني ابن إسحاق القمي عن جعفر بن أبى المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال رجل : يا رسول الله ، ما هذه السماء ، قال : «موج مكفوف عنكم» (٧).

قوله تعالى : (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) آية ٣٣

[١٣٦٤٨] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ) قال : دوران

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٥ / ٦٢٥.

(٤) ـ (٦) الدر ٥ / ٥٢٧.

(٧) ابن كثير

١١

(يَسْبَحُونَ) قال : يجرون (١).

[١٣٦٤٩] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ) قال : فلكة كفلكة المغزل (يَسْبَحُونَ) قال : يدورون في أبواب السماء ما تدور الفلكة في المغزل (٢).

[١٣٦٥٠] عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ) قال : هو فلك السماء (٣).

[١٣٦٥١] عن حسان بن عطية قال : الشمس والقمر والنجوم مسخرة في فلك بين السماء والأرض (٤).

[١٣٦٥٢] عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ) قال : الفلك الذي بين السماء والأرض من مجاري النجوم والشمس والقمر وفي قوله : (يَسْبَحُونَ) قال : يجرون (٥).

قوله تعالى : (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ) الآية ٣٤

[١٣٦٥٣] عن عائشة قالت : دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وقد مات ، فقبله وقال : وا نبياه! ... وا خليلاه!. وا صفياه! ... ثم تلا (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ) الآية. وقوله : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (٦).

قوله تعالى : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) آية ٣٥

[١٣٦٥٤] عن ابن عباس قوله : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) قال : نبتليكم بالشدة والرخاء والصحة والسقم ، والغنى والفقر ، والحلال والحرام والطاعة والمعصية ، والهدى والضلالة (٧).

قوله تعالي (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) آية ٣٦

[١٣٦٥٥] عن السدى رضي الله عنه قال : «مر النبي صلى الله عليه وسلم على أبى سفيان وأبى جهل وهما يتحدثان ، فلما رآه أبو جهل ضحك وقال لأبي سفيان : هذا نبي بني عبد مناف. فغضب أبو سفيان فقال : ما تنكرون أن يكون لبني عبد مناف

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٥ / ٥٢٧.

(٤) الدر ٥ / ٥٢٧.

(٥) ـ (٧) الدر ٥ / ٦٢٩ ـ ٦٣٠.

١٢

نبي. فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فرجع إلى أبي جهل فوقع به وخوفه وقال : ما أراك منتهيا حتى يصيبك ما أصاب عمك وقال لأبى سفيان : أما إنك لم تقل ما قلت إلا حمية فنزلت هذه الآية (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) الآية (١).

قوله تعالى : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) آية ٣٧

[١٣٦٥٦] عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) قال : آدم حين خلق بعد كل شيء آخر النهار من يوم خلق الخلق ، فلما أجرى الروح في عينيه ولسانه ورأسه ولم يبلغ أسفله ، قال : يا رب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس (٢).

قوله تعالى : (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) آية ٤٣

[١٣٦٥٧] عن ابن عباس في قوله : (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) قال : لا ينصرون (٣).

قوله تعالى : (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ) آية ٤٢

[١٣٦٥٨] عن مجاهد في قوله : (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ) قال : يحفظكم (٤).

[١٣٦٥٩] عن ابن عباس في قوله : (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) قال : لا يجارون (٥).

قوله تعالى : (أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) آية ٤٣

[١٣٦٦٠] عن قتادة في قوله : (أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) يعني الآلهة (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) يقول : لا يصحبون من الله بخير. وفي قوله : (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) قال : كان الحسن يقول : ظهور النبي صلى الله على من قاتله أرضا أرضا وقوما قوما ، وقوله : (أَفَهُمُ الْغالِبُونَ) أي ليسوا بغالبين ، ولكن الرسول هو الغالب وفي قوله : (قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) أي بهذا القرآن (وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ) يقول : إن الكافر أصم عن كتاب الله ، لا يسمعه ولا ينتفع به ، ولا يعقله كما يسمعه أهل الإيمان ، وفي قوله : (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ) يقول : لئن أصابتهم عقوبة (٦).

__________________

(١) الدر ٥ / ٦٢٩ ـ ٦٣٠.

(٢) الدر ٥ / ٦٣٠

(٣) ـ (٦) الدر ٥ / ٦٣٢.

١٣

[١٣٦٦١] عن رفاعة بن رافع الزرقي قال : «قال رجل : يا رسول الله ، كيف ترى في رقيقنا نضربهم؟ فقال : توزن ذنوبهم وعقوبتكم إياهم ، فإن كانت عقوبتكم أكثر من ذنوبهم أخذوا منكم. قال : أفرأيت سبنا إياهم؟ قال : توزن ذنوبهم وأذاكم إياهم ، فإن كان أذاكم إياهم أكثر أعطوا منكم قال : أرأيت يا رسول الله ولدي أضربهم؟ قال : إنك لا تتهم في ولدك ولا تطيب نفسك ، تشبع ويجوعون وتكسى ويعرون» (١).

قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها) آية ٤٧

[١٣٦٦٢] عن مجاهد أنه كان يقرأ : «وإن كان مثقال حبة من خردل آتينا بها» بمد الألف. قال : جازينا بها (٢).

[١٣٦٦٣] عن عاصم بن أبي النجود ، أنه كان يقرأ : (وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها) على معنى جئنا بها لا يمد أتينا (٣).

[١٣٦٦٤] عن السدى في قوله : (وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ) قال : وزن حبة. وفي قوله : (وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) قال : محصين (٤).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً) آية ٤٨

[١٣٦٦٥] عن ابن عباس في قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً) قال : انزعوا هذه الواو واجعلوها في (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ) (٥).

قوله تعالى : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ) آية ٥٠

[١٣٦٦٦] عن قتادة في قوله : (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ) أي هذا القرآن (٦).

[١٣٦٦٧] عن ميمون بن مهران قال : خصلتان فيهما البركة : القرآن والمطر. وتلا : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) (... وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ) (٧).

قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ) آية ٥١

[١٣٦٦٨] عن مجاهد في قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ) قال : هديناه صغيرا وفي قوله : (ما هذِهِ التَّماثِيلُ) قال : الأصنام.

__________________

(١) ـ (٧) الدر ٥ / ٦٣٣.

١٤

قوله تعالى : (الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ) آية ٥٢

[١٣٦٦٩] عن قتادة في قوله : (الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ) قال : عابدون. وفي قوله : (قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ) أي على دين ، وإنا متبعوهم على ذلك (١).

[١٣٦٧٠] حدثنا الحسن بن محمد الصباح ، حدثنا أبو معاوية الضرير ، حدثنا سعد بن طريف عن ابن الأصبغ بن نباتة ، قال : مر عليّ على قوم يلعبون بالشطرنج ، فقال : (ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ)؟ لأن يمس صاحبكم جمرا حتى يطفأ خير له من أن يمسها (٢).

قوله تعالى : (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) آية ٦٠

[١٣٦٧١] حدثنا محمد بن عوف ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا جرير بن عبد الحميد عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال : ما بعث الله نبيا إلا شابا ولا أوتى العلم عالم إلا وهو شاب ، وتلا هذه الآية : (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (٣).

قوله تعالى : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ) آية ٥٧

[١٣٦٧٢] عن قتادة في قوله : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ) قال : ترى أنه قال ذلك من حيث لا يسمعون (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً) قال : قطعا (إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ) يقول : الا كبير آلهتهم وأنفسها وأعظمها في أنفسهم (لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) قال : كايدهم بذلك لعلهم يتذكرون أو يبصرون ، وفي قوله : (قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) قال : كرهوا أن يأخذوه بغير بينة ، وفي قوله : (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ) .. إلى قوله : (أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ) قال : وهذه هي الخصلة التي كايدهم بها (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ) قال : أدركت القوم غيرة سوء فقالوا : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) (٤).

قوله تعالى : (جُذاذاً) آية ٥٢٥٨

[١٣٦٧٣] عن ابن عباس في قوله : (جُذاذاً) قال : حطاما (٥).

[١٣٦٧٤] عن ابن عباس في قوله : (جُذاذاً) قال : فتاتا (٦).

__________________

(١) الدر ٥ / ٦٣٥.

(٢) ابن كثير.

(٣) ابن كثير.

(٤) الدر ٥ / ٦٣٧ ـ ٦٣٨.

(٥) الدر ٥ / ٦٣٧ ـ ٦٣٨.

(٦) الدر ٥ / ٦٣٧ ـ ٦٣٨.

١٥

قوله تعالى : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ) آية ٦٣

[١٣٦٧٥] عن أبى هريرة قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لم يكذب إبراهيم في شيء قط إلا في ثلاث كلهن في الله قوله : (إِنِّي سَقِيمٌ) ولم يكن سقيما ، وقوله لسارة : أختي : قوله : (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) (١) (٢).

قوله تعالى : (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ) آية ٦٥

[١٣٦٧٦] عن ابن زيد (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ) قال : في الرأي (٣).

قوله تعالى : (قالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ ...) الآية ٦٨

[١٣٦٧٧] حدثنا أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب ، حدثني عمي ، حدثنا جرير بن حازم أن نافعا حدثه قال : حدثني مولاة الفاكه بن المغيرة المخزومي قالت : دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحا ، فقلت : يا أم المؤمنين ، ما تصنعين بهذا الرمح؟ فقالت : نقتل به هذه الأوزاغ ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن إبراهيم حين ألقى في النار ، لم يكن في الأرض دابة إلا تطفئ النار ، غير الوزغ ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله (٤).

[١٣٦٧٨] عن المنهال بن عمرو قال : أخبرت أن إبراهيم ألقى في النار فكان فيها إما خمسين وإما أربعين ، قال : ما كنت أياما وليالي قط أطيب عيشا إذ كنت فيها وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها (٥).

قوله تعالى : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) آية ٦٩

[١٣٦٧٩] عن شمر بن عطية قال : لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار نادى الملك الذي يرسل المطر : رب خليلك رجا أن يؤذن له فيرسل المطر فقال الله : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) فلم يبق في الأرض يومئذ نار إلا بردت (٦).

[١٣٦٨٠] عن ابن عباس قال : لو لم يقل (وَسَلاماً) لقتله البرد (٧).

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٥ / ٦٣٧ ـ ٦٣٨.

(٤) ابن كثير

(٥) الدر ٥ / ٦٣٩.

(٦) ـ (٧) الدر ٥ / ٦٤٢ ـ ٦٤٣ ـ ٦٤٤.

١٦

قوله تعالى : (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها ...) آية ٧١

[١٣٦٨١] عن قتادة رضي الله عنه (وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً) قال : كانا بأرض العراق ، فأنجيا إلى أرض الشام. وكان يقال : الشام عماد دار الهجرة ، وما نقص من الأرض زيد في الشام وما نقص من الشام زيد في فلسطين. وكان يقال : هي أرض المحشر والمنشر ، وفيها ينزل عيسى بن مريم عليه السلام ، وبها يهلك الله شيخ الضلالة الدجال (١).

قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ) آية ٧٢

[١٣٦٨٢] عن مجاهد رضي الله عنه (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ) قال : أعطا. (وَيَعْقُوبَ نافِلَةً) قال : عطية (٢).

قوله تعالي (نافِلَةً)

[١٣٦٨٣] عن الحكم قال : النافلة ابن الابن (٣).

قوله تعالى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ ...) آية ٧٣

[١٣٦٨٤] عن قتادة رضي الله عنه في قوله : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ) الآية.

قال : جعلهم الله أئمة يقتدى بهم في أمر الله (٤).

قوله تعالى : (نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ) آية ٧٨

[١٣٦٨٥] حدثنا أبى ثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا خديج عن أبى إسحاق عن مرة عن مسروق قال : الحرث الذي نفشت فيه الغنم إنما كان كرما نفشت فيه الغنم ، فلم تدع فيه ورقة ولا عنقودا من عنب إلا أكلته ، فأتوا داود فأعطاهم رقابها : فقال سليمان : لا ، بل تؤخذ الغنم فيعطاها أهل الكرم ، فيكون لهم لبنها ونفعها : ويعطي أهل الغنم الكرم فيصلحوه ويعمروه حتى يعود كالذي كان ليلة نفشت فيه الغنم ، ثم يعطي أهل الغنم غنمهم وأهل الكرم كرمهم (٥).

[١٣٦٨٦] عن ابن عباس (نَفَشَتْ) قال : رعت (٦).

__________________

(١) ـ (٤) الدر ٥ / ٦٤٢ ـ ٦٤٣ ـ ٦٤٤.

(٥) ابن كثير

(٦) الدر ٥ / ٦٤٧.

١٧

[١٣٦٨٧] من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل : أن إياس بن معاوية لما استقضى ، أتاه الحسن فرآه حزينا فبكى إياس فقال : ما يبكيك؟! فقال : يا أبا سعيد ، بلغني أن القضاة ثلاثة : رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار ، ورجل مال به الهوى فهو في النار ، ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة ، فقال الحسن : إن فيما قص الله من نبأ داود ما يرد ذلك. ثم قرأ : أخذ الله على الحكام ثلاثة : إن لا يشتروا بآياته ثمنا قليلا ، ولا يتبعوا الهوى ، ولا يخشوا الناس. ثم تلا هذه الآية (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) الآية ، وقال : (فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) وقال : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) (١).

قوله تعالى : (وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) آية ٧٩

[١٣٦٨٨] عن قتادة في قوله : (وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) قال : يصلين مع داود إذا صلى (وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ) قال : كانت صفائح ، فأول من مدها وحلقها داود عليه السلام (٢).

[١٣٦٨٩] ذكر عن سفيان بن عيينة عن أبى سنان عن سعيد بن جبير قال : كان يوضع لسليمان ستمائة ألف كرسي فيجلس مما يليه مؤمنو الإنس ، ثم يجلس من ورائهم مؤمنو الجن ، ثم يأمر الطير فتظلهم ، ثم يأمر الريح فتحمله صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ ...) آية ٨١

[١٣٦٩٠] عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان سليمان بأمر الريح فتجتمع كالطود العظيم ، ثم يأمر بفراشه فيوضع على أعلى مكان منها ، ثم يدعوا بفرس من ذوات الأجنحة فترتفع حتى تصعد على فراشه ثم يأمر الريح فترتفع به كل شرف دون السماء ، فهو يطأطئ رأسه ما يلتفت يمينا ولا شمالا تعظيما لله وشكرا لما يعلم من صغر ما هو فيه في ملك الله يضعه الريح حيث يشاء أن يضعه (٣).

[١٣٦٩١] عن قتادة في قوله : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ) الآية. قال : ورث الله لسليمان داود فورثه نبوته وملكه ، وزاده على ذلك أنه سخر له الرياح والشياطين (٤).

__________________

(١) الدر ٥ / ٦٦١.

(٢) الدر ٥ / ٦٤٧.

(٣) ـ (٤) الدر ٥ / ٦٥١ ـ ٦٥٢.

١٨

[١٣٦٩٢] عن ابن عمر أنه قرأ : (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ) يقول : سخرنا له الريح (١).

قوله تعالى : (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) آية ٨٢

[١٣٦٩٣] عن السدى في قوله : (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) قال : يغوصون في الماء (٢).

قوله تعالى : (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ) آية ٨٣

[١٣٦٩٤] قال : وقال أيوب عليه السلام : يا رب ، إنك أعطيتني المال والولد ، فلم يقم على بابي أحد يشكوني لظلم ظلمته ، وأنت تعلم ذلك. وإنه كان يوطأ لي الفراش فأتركها وأعول لنفسي : يا نفس ، إنك لم تخلقي لوطئ الفرش ، ما تركت ذلك إلا ابتغاء وجهك (٣).

[١٣٦٩٥] حدثنا أبى ثنا أبو سلمة حدثنا جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال : كان لأيوب عليه السلام أخوان فجاءا يوما فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه ، فقاما من بعيد فقال أحدهما للآخر : لو كان الله علم من أيوب خيرا ما ابتلاه بهذا؟ فجزع أيوب من قولهما جزعا لم يخرج من شيء قط ، فقال : اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعان وأنا أعلم مكان جائع ، فصدقني فصدق من السماء وهما يسمعان ، ثم قال : اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن لي قميصان قط وأنا أعلم مكان عار ، فصدقني فصدق من السماء وهما يسمعان. الله بعزتك ثم خر ساجدا ، ثم قال : اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبدا حتى تكشف عني ، فما رفع رأسه حتى كشف عنه (٤).

قوله تعالى : (وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) آية ٨٤

[١٣٦٩٦] عن نوف البكالي في قوله : (وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) قال : إني أذخرهم في الآخرة وأعطي مثلهم في الدنيا. فحدث بذلك مطرف ، فقال : ما عرفت وجهها قبل اليوم (٥).

[١٣٦٩٧] عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

__________________

(١) ـ (٣) الدر ٥ / ٦٥١ ـ ٦٥٢.

(٤) ابن كثير.

(٥) الدر ٥ / ٦٥٧.

١٩

«إن أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة ، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه ، كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم : تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد. قال : وما ذاك؟ قال : منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف عنه ما به. فلما جاء إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك ، فقال أيوب : لا أدري ما تقول ، غير أن الله يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتباعدان يذكران الله فأرجع إلى بيتي فاؤلف بينهما كراهة أن يذكر الله لا في حق. وكان يخرج لحاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها ، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) فاستبطأته فأتته فأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك ، هل رأيت نبي الله المبتلى؟ والله على ذاك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان ، صحيحا ،. قال : فإني أنا هو. قال : وكان له أندران ، أندر للقمح وأندر للشعير ، فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على اندر القمح ، أفرغت فيه الذهب حتى فاض ، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى أفاض (١).

[١٣٦٩٨] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. أخبرنا ابن وهب أخبرنى نافع بن يزيد عن عقيل عن الزهري عن أنس بن مالك. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة ، فرف ١ ه‍ القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه ، كانا من أخص إخوانه ، كانا يغدوان إليه ويروحان ، فقال أحدهما لصاحبه. تعلم ـ والله ـ لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين. فقال له صاحبه : وما ذاك؟ قال : منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف مآبه. فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له ، فقال أيوب عليه السلام : لا أدري ما تقول ، غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما ، كراهة أن يذكر الله إلا في حق. قال : وكان يخرج في حاجته ، فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ ، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه ، فأوحى إلى أيوب في مكانه : أن (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ، هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ) (٢).

__________________

(١) الدر ٥ / ٦٥٩.

(٢) ابن كثير.

٢٠