تفسير القرآن العظيم - ج ٥

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم

تفسير القرآن العظيم - ج ٥

المؤلف:

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم


المحقق: أسعد محمّد الطيّب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٢

١
٢

قوله : (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ)

[٧٩٣٣] أخبرنا محمد بن سعد فيما كتب إلي حدثني أبي حدثني عمي عن أبيه عن عطية عن ابن عباس : قوله : (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا) يعني اللبن ، كانوا يحرمونه على إناثهم ويشربونه ذكرانهم ، كانت الشاة إذا ولدت ذكرا ذبحوه ، فكان للرجال دون النساء. وإن كانت أنثى تركت فلم تذبح (١).

أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي فيا كتب إلي ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي : قوله : (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ) فهذه الأنعام ، ما ولد منها حي.

قوله : (خالِصَةٌ)

[٧٩٣٤] حدثنا علي بن الحسين ثنا المقدمي ثنا حصين بن نمير ثنا سفيان بن حسين : (قالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ) ، قال : خالصة لأزواجنا.

قوله : (لِذُكُورِنا)

[٧٩٣٥] حدثنا أبي ثنا عبد الله بن الصباح ثنا أبو علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي الهذيل عن ابن عباس ، في قول الله : (ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا) قال : اللبن.

[٧٩٣٦] حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (٢) : (هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا) قال : السائبة والبحيرة.

[٧٩٣٧] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إلي ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي : قوله : (خالِصَةٌ لِذُكُورِنا) فهي خالصة للرجال دون النساء.

قوله : (وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا)

[٧٩٣٨] حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (٣) : قوله : (وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا) قال : النساء. وروى عن السدي وقتادة نحو ذلك.

__________________

(١) ابن كثير ٣ / ٣٣٩.

(٢) التفسير ١ / ٢٢٤.

(٣) المرجع السابق.

٣

قوله : (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً)

[٧٩٣٩] أخبرنا محمد بن سعد فيما كتب إلي حدثني أبي حدثني عمي عن أبيه عن عطية عن ابن عباس : (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ) قال : كانت الشاة إذا ولدت ذكرا ذبحوه فكان للرجال دون النساء ، وإن كانت أنثى تركت فلم تذبح ، وإن كانت ميتة فهم فيه شركاء ، فنهاهم الله عن ذلك (١).

[٧٩٤٠] أخبرنا أحمد بن عثمان الأودي فيما كتب إلي ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي : قوله : (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ) قال : ما ولدت من ميت فيأكله الرجال والنساء.

وروى عن عكرمة وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحو ذلك.

قوله : (سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ)

[٧٩٤١] حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : قوله : (سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ) قال : قولهم الكذب في ذلك. وروى عن أبي العالية وقتادة نحو ذلك.

قوله : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا) آية ١٤٠

[٧٩٤٢] حدثنا أبي ثنا أبو بكر بن بشار العبدي ثنا يحيي بن سعيد عن سفيان عن الأعمش عن أبي رزين ، في قوله : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ) قال : قد ضلوا قبل ذلك.

قوله تعالى : (قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ)

[٧٩٤٣] حدثنا محمد بن يحيي ، أنبأ العباس ثنا بن زريع ، أنبأ سعيد عن قتادة : قوله : (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ) وهذا صنع أهل الجاهلية ، كان أحدهم يقتل ابنته مخافة السباء والفاقة ، ويغذو كلبه.

قوله : (وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ)

[٧٩٤٤] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن المفضل أنبأ أسباط عن السدي قال : ثم ذكر ما صنعوا في أموالهم وأولادهم فقال : (وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِراءً عَلَى اللهِ).

__________________

(١) ابن كثير ٣ / ٣٣٩.

٤

[٧٩٤٥] حدثنا محمد بن يحيي ، أنا العباس بن الوليد ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة : قوله : (وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِراءً عَلَى اللهِ) ، قال : هم أهل الجاهلية ، جعلوا بحيرة وسائبة ووصيلة وحاميا ، تحكما من الشيطان في أموالهم (١).

قوله عز وجل : (افْتِراءً عَلَى اللهِ)

[٧٩٤٦] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلي ثنا الحسين بن محمد المروزي ثنا شيبان عن قتادة : قوله : (وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِراءً عَلَى اللهِ ، قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) ، قال : هم أهل الجاهلية ، جعلوا بحيرة وسائبة ووصيلة وحاميا ؛ تحريما من الشيطان ، وحرموا من مواشيهم وحرثهم ، فكان ذلك من الشيطان (افْتِراءً عَلَى اللهِ).

قوله تعالى : (قَدْ ضَلُّوا)

[٧٩٤٧] ذكر عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي رزين : قوله : (قَدْ ضَلُّوا) قال : ضلوا بقتل أولادهم.

قوله : (وَما كانُوا مُهْتَدِينَ)

[٧٩٤٨] وبه عن أبي رزين : قوله : (قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ) قال : لم يكونوا مهتدين بقتل أولادهم.

قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ)(٢)

قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) آية ١٤١ (٣)

[٧٩٤٩] عن ابن سيرين ، في قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) قال : كانوا يعطون الشيء لمن اعتراضهم.

[٧٩٥٠] حدثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيي بن آدم ثنا عبد الرحيم وعلي بن مسهر عن عبد الملك عن عطاء : قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) قال : تعطي من حضرك فسألك يومئذ ، تعطيه قبضات ، وليس بالزكاة.

__________________

(١) الدر ٣ / ٣٦٦.

(٢) لم يفسر المؤلف هذه الآية.

(٣) إضافة يقتضيها السياق.

٥

من فسرها على أن يعطي عند الدراس وعند الحصاد ، وإذا كاله عزل زكاته :

[٧٩٥١] حدثنا ابو سعيد الأشج ثنا وكيع عن سفيان عن منصور وابن أبى نجيح عن مجاهد : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) قال : عند الدراس وعند الحصاد ، عند الصرام يقبض لهم ، فإذا كاله عزل زكاته. وروى عن سعيد بن جبير مثل ذلك.

من فسرها على الزكاة المفروضة وأن الزكاة ناسخة الدفع منها يوم الحصاد :

[٧٩٥٢] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو معاوية عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس : قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) ، قال : العشر ونصف العشر.

[٧٩٥٢] حدثنا عمر بن شيبة ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا يزيد بن درهم عن أنس بن مالك ، في قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) ، قال : الزكاة المفروضة.

[٧٩٥٤] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن إدريس عن أبيه عن عطية العوفي : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) ، قال : كانوا إذا حصدوا ، وإذا درس وإذا غربل ، أعطوا منه شيئا ، فنسخها العشر ونصف العشر.

وروى عن سعيد بن المسيب ، وعكرمة ، والنخعي ، وابن الحنفية ، وطاوس ، وعطاء الخراساني ، والحسن ، والضحاك ، وجابر بن زيد ، والسدي ، وقتادة ، ومالك ابن أنس ، إنهم قالوا : العشر ونصف العشر.

[٧٩٥٥] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عكرمة قال : نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن.

من فسرها على أن يرضخ منها قرابته الذميين

[٧٩٥٦] ذكر عن عفان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا يونس عن الحسن ، في قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) قال : قرابته من اليهود والنصارى والمجوس يرضخ لهم.

[٧٩٥٧] حدثنا أبي ثنا يحيي بن المغيرة ثنا جرير عن العلاء بن المسيب عن حماد ، في قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) قال : كانوا يطعمون منه رطبا.

قوله : (يَوْمَ حَصادِهِ)

[٧٩٥٨] حدثنا أبي ثنا طلحة عن ابن عباس : قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) يوم يكال ويعلم كيله. وروى عن الضحاك نحو ذلك.

٦

قوله : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)

[٧٩٥٩] حدثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا محمد بن ثور عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس ـ يعني قوله : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ـ قال : أحل الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة.

[٧٩٦٠] حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن موسى أنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) قال : في الطعام والشراب.

[٧٩٦١] حدثنا أبي ثنا عمرو بن علي ثنا معتمر بن سليمان عن عاصم الأحول عن أبي العالية : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) ، قال : كانوا يعطون شيئا سوى الزكاة ، ثم تسارفوا ، فأنزل الله تعالى : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).

[٧٩٦٢] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال : لو أنفقت مثل أبي قبيس ذهبا في طاعة الله لم يكن إسرافا ، ولوا أنفقت صاعا في معصية الله تعالى كان إسرافا.

[٧٩٦٣] حدثنا أبي ثنا عمرو بن علي ثنا محمد بن الزبرقان ثنا موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب ، في قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا) والسرف أن لا يعطى في حق.

[٧٩٦٤] ذكر عن محمد بن بشار ثنا محمد بن بكر البرساني ثنا أبو معدان عن عون بن عبد الله ، في قوله : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ، قال : الذي يأكل مال غيره.

[٧٩٦٥] حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنبأ عبد الرزاق أنبأ ابن جريج أخبرني أبو بكر ابن عبد الله عن عمرو بن سليم ، وعن غيره قال : سمعت سعيد بن المسيب ، في قوله : (وَلا تُسْرِفُوا) ، قال : لا تمنعوا الصدقة فتعصوا.

[٧٩٦٦] قال ابن جريج : جذّ معاذ بن جبل رضي الله عنه نخله ، فلم يزل يتصدق من ثمره حتى لم يبق منه شيء ، فنزلت : (وَلا تُسْرِفُوا).

[٧٩٦٧] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ، أما : (لا تُسْرِفُوا) فلا تعطوا أموالكم وتقعدوا فقراء.

٧

[٧٩٦٨] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ ثنا أصبغ قال : سمعت ابن زيد ابن أسلم ، في قوله : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) قال : كان أبي يقول : عشوره. قال : وقال للولاة : (لا تُسْرِفُوا) لا تأخذوا ما ليس لكم بحق (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ، فأمر هؤلاء أن يؤدوا حقه عشوره ، وأمر الولاة أن لا يأخذوا إلا بالحق.

قوله تعالى : (وَمِنَ الْأَنْعامِ) آية ١٤٢

[٧٩٦٩] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدي ، قوله : (وَمِنَ الْأَنْعامِ) ، قال : الأنعام ، الراعية.

قوله : (حَمُولَةً وَفَرْشاً)

[٧٩٧٠] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله : (حَمُولَةً) ما حمل من الإبل.

الوجه الثاني :

[٧٩٧١] حدثنا أحمد بن سنان ثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله : قوله : (حَمُولَةً) ، قال : الحمولة ، الكبار : وروى عن الحسن مثله.

الوجه الثالث :

[٧٩٧٢] حدثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : قوله : (حَمُولَةً وَفَرْشاً) فأما الحمولة ، فالإبل والخيل والبغال والحمير وكل شيء يحمل عليه.

الوجه الرابع :

[٧٩٧٣] حدثنا محمد بن عمار ثنا عبد الرحمن الدشتكي أنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن الحسن ، في قوله : (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً) ، قال : الحمولة ، الإبل والبقر.

قوله : (وَفَرْشاً)

[٧٩٧٤] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : والفرش الصغار.

٨

[٧٩٧٥] حدثنا أبي ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن مسلم عن مجاهد عن ابن عباس ، في قوله : (وَفَرْشاً) ، قال : الفرش صغار الإبل. وروى عن الحسن نحو ذلك.

والوجه الثاني :

[٧٩٧٦] حدثنا أبي ثنا أبو صالح كاتب الليث حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : قوله : (وَفَرْشاً) ، قال : والفرش الغنم. وروى عن أبي العالية والحسن وقتادة والضحاك والربيع نحو ذلك.

قوله تعالى : (كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ)

[٧٩٧٧] حدثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو عامر الخزاز عن الحسن ـ يعني قول الله : (مِمَّا رَزَقَكُمُ) ـ أما إنه لم يذكر أصفركم وأحمركم ، ولكنه أسفركم قال : تنتهون إلى حلاله. وروى عن مقاتل بن حيان نحو ذلك.

قوله تعالى : (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ)

[٧٩٧٨] حدثنا عبد الرحمن بن خلف بن عبد الرحمن الحمصي ثنا محمد بن شعيب ثنا شيبان بن عبد الرحمن ثنا منصور بن المعتمر عن أبي الضحى عن مسروق قال : أتى عبد الله بن مسعود بضرع وملح فجعل يأكل ، فاعتزل رجل من القوم ، فقال ابن مسعود رضي الله عنه : ناولوا صاحبكم. فقال : لا أريده ، قال : أصائم أنت؟ قال : لا ، قال : فما شأنك؟ قال : حرمت أن آكل ضرعا أبدا. فقال ابن مسعود : هذا من (خُطُواتِ الشَّيْطانِ) ، فأطعم وكفر عن يمينك.

[٧٩٧٩] حدثنا أبي قال : ذكر بعض الرازيين ثنا أبو زهير عن محمد بن كريب عن أبيه عن مجاهد عن ابن عباس : قوله : (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) قال : ما خالف فهو من خطوات الشيطان.

[٧٩٨٠] حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : قوله : (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) خطاه ، أو قال : خطاياه.

[٧٩٨١] حدثنا أبو عبد الله الطهراني أنا حفص بن عمر العدني ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة : (خُطُواتِ الشَّيْطانِ) قال : نزغات الشيطان.

٩

[٧٩٨٢] حدثنا أبي ثنا يحيي بن المغيرة أنبأ جرير عن سليمان اليتيمي عن أبي مجلز ، في قوله : (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) قال : المنذور المعاصي.

[٧٩٨٣] حدثني أبي ثنا ثابت بن محمد الزاهد ثنا حسين الجعفي عن القاسم بن الوليد الهمداني قال : سألت قتادة ، قلت : أرأيت قوله : (لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ)؟ قال : كل معصية لله فهو من خطوات الشيطان. وروى عن السدي نحو قول قتادة.

[٧٩٨٤] كتب إلى أبو زيد القراطيسي ثنا أصبغ عن ابن زيد : قوله : (خُطُواتِ الشَّيْطانِ) ، قال : لا تتبعوا طاعته ، هي ذنوب لكم ، وهي طاعة للخبيث

قوله : (الشَّيْطانِ)

[٧٩٨٥] حدثنا أبي ثنا خالد بن خواش المهلبي ثنا حماد بن زيد عن الزبير بن الخريت عن عكرمة قال : إنما سمي الشيطان لأنه تشيطن.

قوله : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) آية ١٤٣

[٧٩٨٦] حدثنا أبي ثنا ابن الأصبهاني أنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عطاء قال : قال ابن عباس : الأزواج الثمانية ، من الإبل والبقر والضأن والمعز ، على قدر الميسرة ، وما عظمت فهو أفضل.

[٧٩٨٧] حدثنا جعفر بن النضر بن حماد الواسطي ثنا إسحاق بن يوسف عن شريك عن أبي إسحاق عن النعمان بن مالك عن ابن عباس أنه قال : الأزواج الثمانية ، من الإبل والبقر والمعز والضأن.

[٧٩٨٨] أخبرنا أحمد بن عثمان الأودي فيما كتب إلي ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي : قوله : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ) (... وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ) يقول : أنزلت لكم ثمانية أزواج من هذا الذي عددت ذكرا وأنثى.

[٧٩٨٩] حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (١) : قوله : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) ما نهى الله عن البحيرة والسائبة.

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٢٦.

١٠

[٧٩٩٠] حدثنا أبي ثنا عبد الرحمن بن صالح العتكي ثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن حسن بن صالح عن ليث بن أبي سليم قال الجاموس والبختي (١) من الأزواج الثمانية.

قوله تعالى : (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ)

[٧٩٩١] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلي حدثني أبي حدثني عمي عن أبيه عن عطية عن ابن عباس : قوله : (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) ، يقول : لم أحرم شيئا من ذلك.

[٧٩٩٢] أخبرنا أحمد بن عثمان الأودي فيما كتب إلي ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي : قوله : (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) فالذكرين حرمت عليكم أم الأنثيين؟

قوله تعالى : (أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ)

[٧٩٩٣] حدثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : قوله : (أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ) يعني : هل يشتمل الرحم إلا على ذكر أو أنثى؟ فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا؟

[٧٩٩٤] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا ابن عطية عن أبي رجاء عن الحسن : (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ) قال : ما حملت الرحم.

[٧٩٩٥] حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق (٢) أنا معمر عن قتادة في قوله : (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) ، يقول : سلهم (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحامُ الْأُنْثَيَيْنِ)؟ أي : إني لم أحرم شيئا من هذا.

قوله : (نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)

[٧٩٩٦] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إليّ ، حدثني أبي ثنا عمي ، عن أبيه عن عطية عن ابن عباس : قوله : (نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) يقول : كله حلال ، يعني ما تقدم ذكره مما حرمه أهل الجاهلية.

__________________

(١) نوع من الإبل.

(٢) التفسير ١ / ٢١٢.

١١

[٧٩٩٧] حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق (١) أنا معمر عن قتادة ، في قوله : (نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ، وذكر من الإبل والبقر نحو ذلك.

قوله : (وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ)

تقدم تفسيره.

قوله تعالى : (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللهُ بِهذا)

[٧٩٩٨] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن الأسلم يقول في قوله : (قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) ، قال : هذا لقولهم : (ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا) وقولهم : (هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ) فحجرها على من نريد وعمن نريد. وقالوا : (أَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها) لا يركبها أحد ، (وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا) ، فقال الله عز وجل : (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ) : أيّ هذين حرام على هؤلاء؟ أن يكون لهؤلاء حل وعلى هؤلاء حرام ، (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللهُ بِهذا) الذي تقولون ، (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

قوله تعالى : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) الآية ١٤٤

[٧٩٩٩] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي فيما كتب إلي ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي قال : وإنما ذكر هذا من أجل ما حرموا من الأنعام ، وكانوا يقولون : الله أمرنا بهذا. فقال الله : (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ).

قوله تعالى : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً) الآية ١٤٥

[٨٠٠٠] حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرا ، فبعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأنزل كتابه ، وأحل حلاله وحرم حرامه ، فما أحل فهو حلال ، وما حرم فهو حرام ،

__________________

(١) التفسير ١ / ٢١٢.

١٢

وما سكت عنه فهو عفو منه ، ثم تلا هذه الآية : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً) الآية.

[٨٠٠١] حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق (١) أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه ، في قوله : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً) ، قال : كان أهل الجاهلية يستحلون أشياء ، ويحرمون أشياء ، فقال : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ) ... شيئا فيما كنتم تستحلون إلا هذا ، يقول : (إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ).

الوجه الثاني :

[٨٠٠٢] حدثنا أبي ثنا الربيع بن يحيي ثنا أسباط عن عمرو بن مرة قال : سمعت جابر بن زيد قال : سألت البحر يعني ابن عباس في رجل ذبح ونسى أن يذكر ، فتلا هذه الآية : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً).

الوجه الثالث :

[٨٠٠٣] حدثنا أبي ثنا مسدد ثنا أبو عوانة وأبو الأحوص قالا : ثنا سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : ماتت شاة لأم الأسود وفأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ألا انتفعتم بمسكها؟ (٢) فقالوا : يا رسول الله ، مسك ميتة؟ فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) ، فسلخت. قال ابن عباس : فجعلوا مسكها قربة ، ثم رأيتها ـ بعد ـ شنّة (٣).

قوله تعالى : (عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ)

[٨٠٠٤] حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن أبي حماد ثنا زافر عن أبي بكر الهذلي عن الحسن قال : لولا حديث الزهري ما لبسنا فراكم ولا خفافكم حتى نعلم أذكية هي أم غير ذكية؟ قال أبو بكر : فحديث به الزهري فقال : حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتيبة عن ابن عباس ، في قوله : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) الآية ، قال : طاعم الطعام.

وأما القد والشعر والسن والظفر ، من الميتة ، فإنه لا يؤكل.

__________________

(١) التفسير ١ / ٢١٢.

(٢) جلدها.

(٣) الإمام أحمد ١ / ٣٢٧ ، بلفظ مختلف.

١٣

قوله : (إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً)

[٨٠٠٥] حدثنا أبو تبة أحمد بن الفرج الحمصي ثنا المؤمل ثنا إسرائيل ثنا سماك عن عكرمة عن سودة بنت زمعة قالت : كانت لنا شاة فماتت ، فألقيناها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما فعلت الشاة؟ قلنا : ماتت يا رسول الله فألقيناها. فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) الآية ، قال : ألا انتفعتم بإهابها ، فأرسلنا إليها ، فسلخناها ودبغنا إهابها ، فجعلنا منه سقاء ، فانتفعنا به حتى كان شنا.

[٨٠٠٦] حدثني أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني أنبأ حفص بن عمر العدني ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال : ليس من الدواب شيء حرام إلا ما حرم الله في كتابه ، قوله : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً).

[٨٠٠٧] حدثنا الفضل بن شاذان ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني عيسى بن نميلة الفزاري عن أبيه قال : كنت عند عبد الله بن عمر فسأله رجل عن أكل القنفذ ، فقرأ : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) فقال شيخ عنده : سمعت أبا هريرة يقول : سئل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : خبيث من خبائث. فقال ابن عمر : إن كان قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قاله.

قوله تعالى : (أَوْ دَماً مَسْفُوحاً)

[٨٠٠٨] حدثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : قوله : (أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) يعني مهراقا.

[٨٠٠٩] حدثنا أبي ثنا سهل بن عثمان ثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : آكل الطحال؟ قال : نعم. قال : إن عامتها دم؟ قال : إنما حرم الله الدم المسفوح.

[٨٠١٠] حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : سمعت سفيان ابن عيينة يقول في قوله : (أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) المسفوح : العبيط.

١٤

[٨٠١١] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر عن يحيي بن سعيد عن القاسم قال : كانت عائشة إذا سئلت عن كل ذي ناب عن السباع ، وكل ذي مخلب من الطير قالت : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) ثم تقول : إن البرمة (١) لتكون فيها الصفرة.

[٨٠١٢] ذكر عن الفضل بن موسى عن شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : كان أهل الجاهلية إذا ذبحوا أودجوا الدابة ، وأخذوا الدم فأكلوه. قالوا : هو دم مسفوح.

[٨٠١٣] حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة : في قوله : (أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) قال : حرم الدم ما كان مسفوحا ، فأما لحم يخالطه الدم فلا بأس به.

[٨٠١٤] حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنا عبد الرزاق (٢) أنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة أنه قال : لولا هذه الآية : (أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) لاتّبع المسلمون من العروق ما اتبع اليهود.

قوله تعالى : (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً)

[٨٠١٥] حدثنا الحسن بن أحمد ثنا إبراهيم بن عبد الله حدثني سرور بن المغيرة عن عباد بن منصور عن الحسن : قوله : (أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ) قال : حرم الله الميتة والدم ولحم الخنزير.

قوله : (أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ)

[٨٠١٦] حدثنا عصام بن داود ثنا آدم ثنا أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية : (وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) ، يقول : ما ذكر عليه غير اسم الله. وروى عن الربيع بن أنس نحو ذلك.

الوجه الثاني :

[٨٠١٧] حدثنا أبي ثنا أبو حذيفة ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : (أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) ، قال : ما ذبح لغير الله. وروى عن الحسن وقتادة والضحاك والزهري مثل ذلك.

__________________

(١) القدر.

(٢) التفسير ١ / ٢١٢.

١٥

قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ)

[٨٠١٨] حدثني أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني أنبأ حفص بن عمر ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة : قال ابن عباس : (فَمَنِ اضْطُرَّ) فليأكل منه الشيء قدر ما يسده ، ولا يشبع منه.

[٨٠١٩] حدثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) يقول : من أكل شيئا من هذه وهو مضطر ـ فلا حرج ، ومن أكله وهو غير مضطر فقد بغى واعتدى.

قوله : (غَيْرَ باغٍ)

[٨٠٢٠] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن القاسم بن أبي بزة عن مجاهد : (غَيْرَ باغٍ) ، قال : الباغي على الأئمة.

[٨٠٢١] حدثنا أبي ثنا أبو حذيفة ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) ، يقول : لا قاطعا للسبيل ولا مفارقا للأئمة ، أو في معصية الله : لا رخصة له وإن اضطر إليه.

[٨٠٢٢] حدثنا أبو زرعة ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني أنبأ شريك عن سالم عن سعيد بن جبير : قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) ، قال : الذي يقطع الطريق ، فلا رخصة له إذا جاع أن يأكل الميتة ، وإذا عطش أن يشرب الخمر.

الوجه الثاني :

[٨٠٢٣] حدثنا أبو زرعة ثنا يحيي بن عبد الله ثنا ابن لهيعة حدثني عطاء عن سعيد ابن جبير ، قول الله : (غَيْرَ باغٍ) ، يعني : غير مستحله. وروى عن مقاتل بن حيان نحو ذلك.

الوجه الثالث :

[٨٠٢٤] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدي : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) ، أما (باغٍ) فيبغي فيه شهوته.

[٨٠٢٥] حدثنا عصام بن رواد ثنا آدم ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه : قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ) ، قال : لا يشوي من الميتة ليشتهيه ولا يأكل إلا المعلقة ، ويحمل معه ما يبلغه الحلال ، فإذا بلغه ألقاه.

١٦

قوله تعالى : (وَلا عادٍ)

[٨٠٢٦] ذكر عن محمد بن ربيعة ثنا سلمة بن سابور عن عطية عن ابن عباس : قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) ، قال : (غَيْرَ باغٍ) في الميتة (وَلا عادٍ) في آكله.

الوجه الثاني :

[٨٠٢٧] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو خالد عن الحجاج عن القاسم عن مجاهد : (غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) ، قال : العادي المخيف للسبيل. وروى عن سعيد بن جبير نحو ذلك.

والوجه الثالث :

[٨٠٢٨] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدي : أما العادي فيعتدى في أكله ، يأكل حتى يشبع ، ولكن منه قوته ما يمسك به نفسه حتى يبلغ حاجته.

[٨٠٢٩] حدثنا أبو زرعة ثنا الحسن بن عمرو بن عون الباهلي ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة ، في قوله : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) ، في أكله ، أن يتعدى الحلال إلى حرام وهو يجد عنه مندوحة.

قوله : (فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

[٨٠٣٠] قرأت على محمد بن الفضل ثنا محمد بن علي ثنا محمد بن مزاحم عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان : (غَفُورٌ رَحِيمٌ) فيما أكل في اضطرار ، وبلغنا والله أعلم أنه لا يزيد على ثلاث لقم.

[٨٠٣١] حدثنا أبو زرعة ثنا يحيي بن عبد الله ثنا ابن لهيعة حدثني عطاء عن سعيد ابن جبير : (فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ) يعني لما أكل من الحرام (رَحِيمٌ) يعني : رحيما به إذ أحل له الحرام في الاضطرار.

قوله : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا) آية ١٤٦

[٨٠٣٢] حدثنا أبي ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن مجاهد قال : تهودت اليهود يوم السبت.

١٧

قوله : (حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ)

[٨٠٣٣] حدثنا أبو سعيد بن يحيي بن سعيد القطان ثنا يحيي بن آدم ثنا شريك عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : قوله : (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ) ، قال : هو الذي ليس بمنفرد الأصابع ، يعني ليس بمشقوق الأصابع ، منها الإبل والنعام.

وروى عن سعيد بن جبير ومجاهد (١) وعكرمة وقتادة والضحاك وعطاء الخراساني ومقاتل بن حيان ، وكذلك روى عن حنش الصنعاني وزاد فيه : والخنزير. وكذلك روى عن السدي وقتادة وزاد فيه : والوز. وزاد سعيد بن جبير : والديك.

قوله تعالى : (وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما)

[٨٠٣٤] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي فيما كتب إلي ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي : قوله : (وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما) قال : حرمنا عليهم من الشحوم الثرب وشحم الكليتين ، وكان اليهود يقولون : إنما حرمه إسرائيل ، فنحن نحرمه.

قوله : (إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما)

[٨٠٣٥] حدثنا أبي ثنا أبو صالح كاتب الليث حدثني معاوية بن صالح عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس : قوله : (إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما) يعني : ما علق بالظهر من الشحم. وروى عن الضحاك ومقاتل بن حيان نحو ذلك.

الوجه الثاني :

[٨٠٣٦] حدثنا أبو سعيد الأشج وأحمد بن سنان قالا : ثنا أبو معاوية عن ابن أبي خالد ، عن أبي صالح : (إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما) قال : الإلية. وروى عن السدي نحو ذلك.

قوله : (أَوِ الْحَوايا)

[٧٠٣٧] حدثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٢٦.

١٨

عن ابن عباس : قوله : (أَوِ الْحَوايا) هو المبعر. وروى عن سعيد بن جبير وأبي صالح ومجاهد (١) ومقاتل بن حيان والسدي وقتادة وعطاء الخراساني نحو ذلك.

الوجه الثاني :

[٨٠٣٨] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو أسامة عن جويبر عن الضحاك : (أَوِ الْحَوايا) قال : المباعر والمرابض.

[٨٠٣٩] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إليّ ثنا أصبغ ثنا ابن زيد ، في قوله : (أَوِ الْحَوايا) قال : الحوايا المرابض التي تكون فيها الأمعاء ، تكون وسطها ، وهي بنات اللبن ، وهي في كلام العرب تدعى المرابض.

الوجه الثالث :

[٨٠٤٠] أخبرنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري فيما كتب إليّ ثنا وهب بن جرير ثنا أبي عن علي بن الحكم عن الضحاك : أما قوله : (أَوِ الْحَوايا) فالبطون غير الثروب. وروى عن مقاتل بن حيان مثل ذلك ، وخالفه عبيد بن سلمان عن الضحاك فقال : يعني بالثروب : غير البطون.

قوله : (أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ)

[٨٠٤١] حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو معاوية عن ابن أبي خالد عن أبي صالح : (أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ) قال : الشحم ، وروى عن السدي نحو ذلك ، وقال : ما كان من شحم على عظم. وروى عن مقاتل بن حيان نحو ذلك.

[٨٠٤٢] حدثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن العلاء ثنا أبو خالد عن جويبر عن الضحاك : (أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ) قال : ما ألزق بالعظم.

قوله تعالى : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ)

[٨٠٤٣] حدثنا محمد بن يحيي ، أنا العباس بن الوليد النرسي ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة : قوله : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ) ، إنما حرم ذلك عليهم ؛ عقوبة ببغيهم.

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٢٦.

١٩

قوله : (بِبَغْيِهِمْ ، وَإِنَّا لَصادِقُونَ)

[٨٠٤٤] قرأت على محمد بن الفضل ثنا محمد بن علي ثنا محمد بن مزاحم عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان ، في قوله : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ) يقول : باستحلالهم ما كان الله حرم عليهم.

قوله : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ)

[٨٠٤٥] حدثنا حجاج بن حمزة ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (١) : قوله : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ) قال : اليهود.

قوله تعالى : (فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ) الآية

[٨٠٤٦] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي فيما كتب إلي ثنا أحمد بن مفضل ثنا أسباط عن السدي قال : كانت اليهود تقول : إنما حرمه إسرائيل ، فنحن نحرمه. فذلك قوله : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).

قوله تعالى : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا) آية ١٤٨

[٨٠٤٧] حدثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : (لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا) يقول الله تبارك وتعالى : لو شئت لجمعتكم على الهدى أجمعين.

قوله : (وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ)

[٨٠٤٨] حدثنا حجاج ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : قوله : (وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ) ـ قول قريش : (أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذا) : البحيرة والسائبة.

قوله : (كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) إلى آخر الآية.

[٨٠٤٩] حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني أنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن رجلا قال لابن عباس : إن ناسا يقولون : ليس الشر بقدر. فقال

__________________

(١) التفسير ١ / ٢٢٦.

٢٠