تفسير القرآن العظيم - ج ٦

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم

تفسير القرآن العظيم - ج ٦

المؤلف:

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم


المحقق: أسعد محمّد الطيّب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٥

القرآن وعلومه تفسير

قوله تعالى : (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ) الآية

[١٠٥٦٤] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، ثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : فلما خرج آخر أصحاب موسى ودخل آخر أصحاب فرعون أوحى إلى البحر أن أطبق عليهم فخرجت إصبع فرعون بلا إله إلا الله (الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ) قال جبريل : فعرفت أن الرب رحيم وخفت أن تدركه الرحمة مسته بجناحي وقلت : (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).

[١٠٥٦٥] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن كعب عن عبد الله بن شداد قال : ونادى فرعون حين رأى من سلطان الله وقدرته ما رأى عرف ذله وخذلته نفسه نادى (آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ).

قوله تعالى : (آلْآنَ)

[١٠٥٦٦] حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني ، ثنا أبو الجماهر ، ثنا سعيد بن بشير عن قتادة ، قوله : (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ) أي لو كان هذا في الرخاء (وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).

[١٠٥٦٧] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدى قال : فبعث الله ميكائيل يعيره فقال : (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).

قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ)

[١٠٥٦٨] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، ثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس فلما خرج موسى وأصحابه قال من تخلف في المدائن من قوم فرعون : ما غرق فرعون ولا أصحابه ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون فأوحى إلى البحر أن الفظ فرعون عريانا فلفظه عريانا أصلع أخيبس قصيرا فهو قوله : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً).

[١٠٥٦٩] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) قال : ننجيك بجسدك.

٢٤١

[١٠٥٧٠] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عمرو العنقزي ، عن أبي بكر الهذلي عن الحسن (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) قال : جسمك لا روح فيه ، وروى عن عبد الله بن شداد انه قال : أي سويا لم يذهب منك شيء.

الوجه الثاني :

[١٠٥٧١] حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا مفضل ابن فضالة حدثني أبو صخر في قول الله : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) قال : البدن : الدرع الجديد.

[١٠٥٧٢] حدثنا أبي قال ذكر لي عن نزل ابن المحبر ، ثنا المفضل بن أبي موسى ابن سالم عن أبيه ، في قول الله : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) قال شيء كان فرعون يلبسه يقال له : البدن.

قوله تعالى : (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً)

[١٠٥٧٣] حدثنا أبي محمد بن عمران ابن أبي ليلى ، ثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قوله : (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) لمن قال إن فرعون لم يغرق وكان نجاه عبرة لم يكن نجاه عافية ثم أوحى إلى البحر أن الفظ ما فيك فلفظهم على الراجل حتى رآهم من قال : إن فرعون لم يغرق وأصحابه وكان البحر لا يلفظ غريقا يبقى في بطنه حتى يأكله السمك فليس يقبل البحر غريقا إلى يوم القيامة.

[١٠٥٧٤] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) قال : لما غرق الله فرعون لم يصدق طائفة من الناس بذلك فأخرج الله تعالى آية وعظة.

[١٠٥٧٥] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمر بن حماد بن طلحة ، ثنا أسباط ، عن السدى قوله : (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) : لبني إسرائيل آية.

[١٠٥٧٦] حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن سعد ابن أخى يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، ثنا عمي ، ثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن كعب ، عن عبد الله بن شداد (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) أي عبرة وبينة أنك لم تكن كما تقول لنفسك.

٢٤٢

قوله تعالى : (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ)

[١٠٥٧٧] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثنا عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قوله : (آياتِنا) يعني : القرآن.

قوله تعالى : (وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ)

[١٠٥٧٨] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا محمد بن ثور ، عن معمر عن قتادة (مُبَوَّأَ صِدْقٍ) قال : بوأهم الله الشام وبيت المقدس.

[١٠٥٧٩] حدثنا أبي ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا مروان الفزاري ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قوله : (مُبَوَّأَ صِدْقٍ) قال : منازل صدق مصر والشام.

[١٠٥٨٠] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلى أنبأ أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : (وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ) قال : الشام وقرأ : (الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ).

قوله تعالى : (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) الآية

[١٠٥٨١] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قوله : (الطَّيِّباتِ) قال : الطيبات : ما أحل لهم من كل شيء أن يصيبوه وهو الحلال من الرزق.

قوله تعالى : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ)

[١٠٥٨٢] حدثنا أبي ، ثنا أبو محمد اليماني بمصر جارا أي أبي صالح ، ثنا النضر ابن محمد الجرشي ، ثنا عكرمة بن عمار ، حدثني أبو زميل سماك الحنفي ، ثنا ابن عباس وقلت له : اني أجد في نفسي شيئا لا أستطيع أن أتكلم به قال : لعله شك أو شيء مما شك قلت : نعم قال : ما نجى من هذا أحد حتى نزل على النبي صلى الله عليه وسلم : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) ثم قال : إذا وجدت من ذلك فقل : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ).

٢٤٣

[١٠٥٨٣] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن العلاء ، ثنا سعيد بن شرحبيل ، ثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) قال : لم يشك رسول الله ولم يسأل.

قوله : (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ)

[١٠٥٨٤] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن منيب ، ثنا أبو معاذ النحوي ، ثنا عبيد بن سليمان ، عن الضحاك ، قوله : (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) يعني : أهل التقوى وأهل الإيمان ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

[١٠٥٨٥] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلى ، ثنا أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) قال : هو عبد الله بن سلام رضي الله عنه ، كان من أهل الكتاب وآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى : (لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ)

[١٠٥٨٦] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن خلف ، ثنا آدم ، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية قال : قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ) يقول : فلا تكونن في شك من ذلك.

قوله تعالى : (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) الآية

[١٠٥٨٧] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إلى ، ثنا أحمد بن المفضل ، ثنا أسباط ، عن السدى ، قوله : (بِآياتِ اللهِ) أما بآيات محمد صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ)

[١٠٥٨٨] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ، ثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : (حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ) يقول : سبقت كلمة ربك.

[١٠٥٨٩] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا محمد بن ثور ، عن معمر عن قتادة : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) : حق عليهم سخط الله بما عصوه.

٢٤٤

قوله تعالى : (وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ)

قد تقدم تفسيره

قوله تعالى : (فَلَوْ لا)

[١٠٥٩٠] حدثنا موسى بن أبي موسى ، ثنا هارون بن حاتم ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد ، عن أسباط ، عن السدى ، عن أبي مالك ، قوله : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها) يقول : فما كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها.

[١٠٥٩١] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ) قال : فلم تكن قرية آمنت.

[١٠٥٩٢] حدثنا أبي ، ثنا علي بن نصر ، ثنا عبيد بن عقل ، ثنا سهل ، عن ابن كثير : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ) أي فلم تكن قرية آمنت (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ) ويوسف.

قوله تعالى : (كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ)

[١٠٥٩٣] حدثنا عبد الله بن سليمان ، ثنا الحسين بن علي ، ثنا عامر بن الفرات ، ثنا أسباط ، عن السدى (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها) قال : كان يونس بن متى عليه السلام من أنبياء الله عز وجل بعثه الله إلى قرية يقال لها نينوى على شاطئ دجلة.

[١٠٥٩٤] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : وكان من حديث يونس بن متى فيها بلغني أن الله تبارك وتعالى بعثه إلى أهل قرية أهل نينوى ، وهي من بلاد الموصل.

قوله تعالى : (آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ)

[١٠٥٩٥] حدثنا محمد بن عمار ، ثنا هدبة بن خالد ، ثنا أبان العطار ، ثنا يعلي ابن عطاء ، ثنا أبو علقمة الهاشمي أو رجل آخر أن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال : إن الحذر لا يرد القدر ، وإن الدعاء يرد القدر وذلك في كتاب الله : (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ) الآية.

٢٤٥

[١٠٥٩٦] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أحمد بن الأشقر عن قيس بن الربيع عن حجاج عن عمير بن سعيد عن علي قال : تيب على قوم يونس يوم عاشوراء.

[١٠٥٩٧] حدثنا أبي عبد الله بن رجاء ، أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو ابن ميمون ، ثنا عبد الله بن مسعود أن يونس النبي صلى الله عليه وسلم وعد قومه العذاب وأخبر أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام ففرقوا بين كل والدة وولدها ثم خرجوا وصاروا إلى الله واستغفروا فكشف الله عنهم العذاب.

[١٠٥٩٨] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا الوليد ، ثنا خليد ، عن قتادة في قول الله : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ) قال : لم تكن قرية آمنت من الأمم قبل قوم يونس كفرت ثم آمنت حين عاينت العذاب إلا قوم يونس فاستثنى الله قوم يونس.

[١٠٥٩٩] وذكر لنا أن قوم يونس كانوا ببعض أرض الموصل ، فلما فقدوا نبيهم قذف الله في قلوبهم ، فلبسوا المسوح واخرجوا المواشي من كل بهيمة وولدها فعجوا إلى الله أربعين صباحا فلما عرف الله عز وجل منهم الصدق بقلوبهم والتوبة والندامه على ما مضى منهم كشف عنهم العذاب بعد أن تدلى عليهم ، لم يكن بينهم وبين العذاب إلا ميل.

[١٠٦٠٠] أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قرأه ، ثنا محمد بن سعيد بن شأبور أخبرني عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، في قول الله : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها) إذا نزل بها بأس الله ولم نفعل ذلك بقرية إلا قرية يونس.

قوله تعالى : (كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)

[١٠٦٠١] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن يزيد بن زياد الهاشمي ، عن عبد الله بن أبي سلمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بعثه الله إلى أهل قرية فردوا عليه ما جاءهم به فامتنعوا منه فلما فعلوا ذلك أوصى الله إليه إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا ، فأخرج من بين أظهرهم فأعلم قومه الذي وعده الله من عذابه إياهم فقالوا : ارمقوه فإن هو خرج من بين أظهركم فهو والله كأين ما وعدكم ، فلما كانت الليلة التي وعدوا العذاب في

٢٤٦

صبيحتها اندلج فرآه القوم فحذروا فخرجوا من القرية إلى براز بين أراضيهم وفرقوا بين كل دابة وولدها ثم عجوا إلى الله وأنابوا واستقالوا فأقاله ، وتنظر يونس الخبر عن القرية وأهلها حتى مر به مار فقال : ما فعل أهل القرية قال : فعلوا أن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه قد صدقهم ما وعدهم من العذاب فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض ثم فرقوا بين كل ذات والد وولدها ثم عجوا إلى الله وتأبوا إليه فقبل منهم وأخر عنهم العذاب.

[١٠٦٠٢] حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن أبي زياد القطوني ، ثنا سيار بن حاتم ، ثنا صالح المزي ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي الجلد قال : إن العذاب لما هبط على قوم يونس جعل يحور على رءوسهم مثل قطع الليل المظلم فمشى ذو العقول منهم إلى شيخ من علمائهم فقالوا : إنا قد نزل بنا ما ترى فعلمنا دعاء ندعو الله به عسى أن يرفع عنا عقوبته قال : قولوا يا حي ، يا حي ويا حي محي الموتى ويا حي لا إله إلا أنت فكشف عنهم العذاب.

[١٠٦٠٣] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو نعيم ، عن إسماعيل بن عبد الملك ، عن سعيد بن جبير قال : غشى قوم يونس العذاب كما يغشى الثوب بالقبر.

[١٠٦٠٤] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا خليل بن علج ، حدثني معروف الموصلي أن سحابة غشيتهم تنضح عليهم شرر النار.

[١٠٦٠٥] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان ، ثنا الوليد ، ثنا خليد عن قتادة : (كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) قال : كشف عنهم العذاب بعد ان تدلى عليهم لم يكن بينهم وبين العذاب إلا ميل.

قوله تعالى : (وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ)

[١٠٦٠٦] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبد الله بن موسى ، ثنا إسرائيل عن السدى ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : (وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) قال : الحياة.

[١٠٦٠٧] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن حاتم الزمي ، ثنا عبيدة بن حميد ، عن عمار الدهني ، عن حميد المدني ، عن كريب مولى ابن عباس : عن ابن عباس قوله تعالى : (إِلى حِينٍ) قال : حتى نصير إلى الجنة أو إلى النار.

٢٤٧

[١٠٦٠٨] حدثنا عبد الله بن أحمد الدشتكي ، ثنا أبي ، حدثني أبي عن أبيه ، عن إبراهيم الصائغ ، عن يزيد النحوي قال : قال عكرمة (إِلى حِينٍ) قال : الحين : الذي لا يدرك.

قوله تعالى : (مَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ)

[١٠٦٠٩] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو نعيم عن سفيان عن عاصم عن أبي رزين ، عن ابن عباس ، قال : الحين حينان فحين يعرف وحين لا يعرف فأما الذي لا يعرف : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).

[١٠٦١٠] حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا الحسين بن علي ، ثنا عامر ابن الفرات عن أسباط ، عن السدى يقول : (فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) يقول إلى أجلهم.

قوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) الآية

[١٠٦١١] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله بن بكير حدثني ابن لهيعة ، ثنا عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قول الله : (مُؤْمِنِينَ) يقول مصدقين.

قوله تعالى : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) الآية

[١٠٦١٢] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح حدثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : حين يقول : سخط.

الوجه الثاني :

[١٠٦١٣] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله بن بكير ، ثنا عبد الله بن لهيعة ، ثنا عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، قوله : (الرِّجْسَ) يعني : إثما.

الوجه الثالث :

[١٠٦١٣] ذكر حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد الرجس ما لا خير فيه.

الوجه الرابع :

[١٠٦١٤] حدثنا علي بن الحسين ، أبو الجماهر ، ثنا سعيد ، عن قتادة (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) قال : الرجس : الشيطان.

٢٤٨

[١٠٦١٥] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلى ، ثنا أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله : (رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) قال : الرجس : الشر من عمل الشيطان.

قوله تعالى : (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الآية ١٠١

[١٠٦١٦] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد ، قوله : (لا يُؤْمِنُونَ) قال : أوجب عليهم أنهم لا يؤمنون.

قوله تعالى : (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ) الآية ١٠٢

[١٠٦١٧] حدثنا علي بن الحسن ، ثنا أبو الجماهر ، ثنا سعيد ، عن قتادة : (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ) أي مثل قوم نوح وعاد وثمود : (قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ).

[١٠٦١٨] حدثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي السعدي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر هو المراري ، عن الربيع في قوله : (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) : خوفهم عذابه وعقوبته ونقمته.

قوله تعالى : (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ) الآية ١٠٣

[١٠٦١٩] حدثنا أبى ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع بن أنس قال : ثم أخبرهم أنه إذا وقع من ذلك امر نجى الله رسله والذين آمنوا فقال : (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ)

قوله تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي)

[١٠٦٢٠] حدثنا أبي ، ثنا ابن أبي عمر ، ثنا سفيان ، عن خلف بن حوشب ، قال : كان مع الربيع بن أبي راشد فسمع رجلا يقرأ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ) قال : لو لا أني أخالف من كان قبلي ما زالت مسكني حتى أموت.

قوله تعالى : (فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) الآية ١٠٤

[١٠٦٢١] حدثنا أبي ، ثنا هشام بن خالد ، ثنا شعبة بن إسحاق ، ثنا سعيد عن قتادة ، قوله : (مِنْ دُونِ اللهِ) قال : الوثن.

٢٤٩

قوله تعالى : (وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ) الآية ١٠٤

[١٠٦٢٢] حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني ، ثنا حفص بن عمر ، ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة في قوله : (يَتَوَفَّاكُمْ) قال يتوفى الأنفس.

قوله تعالى (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً) قد تقدم تفسيره غير مرة.

[١٠٦٢٣] حدثنا محمد بن يحيي أنبأ العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة ، قوله : (حَنِيفاً) قال : الحنفية الختان ، وتحرم الأمهات والبنات والعمات والخالات ما حرم الله والمناسك.

قوله : (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ)

[١٠٦٢٤] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : (ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) قال : الأوثان.

قوله تعالى : (فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ)

[١٠٦٢٥] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن مزاحم ، ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله : (الظَّالِمِينَ) يعني : المشركين.

قوله تعالى : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ)

[١٠٦٢٦] حدثنا الحسين بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ، ثنا حجاج عن ابن جريج ، عن مجاهد ، قوله : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) : هو الحق.

قوله تعالى : (يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)

[١٠٦٢٧] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحيي بن عبد الله ، حدثني ابن لهيعة ، ثنا عطاء ، عن سعيد بن جبير ، قوله : (الْغَفُورُ) يعني غفور الذنوب (الرَّحِيمُ) يعني رحيما بالمؤمنين.

قوله تعالى : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ)

[١٠٦٢٨] حدثنا أبي ، ثنا الحسن بن الربيع ، ثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) قال : ما جاءك من الخير.

٢٥٠

قوله تعالى : (فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ)

[١٠٦٢٩] أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إلى ، ثنا أحمد بن المفضل ، ثنا أسباط ، عن السدى ، قوله : (عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) أما الوكيل فالحفيظ.

قوله تعالى : (وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ)

[١٠٦٣٠] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلى ، ثنا أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قول الله : (وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) قال : هذا منسوخ حتى يحكم الله بجهادهم وأمره بالغلظة عليهم.

آخر تفسير سورة يونس.

٢٥١

سورة هود

١١

تفسير السورة التي يذكر فيها هود صلى الله عليه وسلم

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

قوله تعالى : (الر)

[١٠٦٣١] حدثنا أبي ، ثنا أبو عمارة ، ثنا شريك ، عن عطاء بن السائب ، قال شريك : لا أراه إلا عن أبي الضحى يعني : مسلم بن صبيح ، عن ابن عباس (الر) قال : أنا الله أرى وروى ، عن الضحاك مثله.

الوجه الثاني :

[١٠٦٣٢] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا هدبة بن عبد الوهاب ، ثنا علي بن الحسين ابن واقد ، عن أبيه ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس (الر) حروف الرحمن معروفة فحدثت به الأعمش فقال : عندك مثل هذا ولا تخبرنا وروي ، عن سالم بن عبد الله أنه قال (الر) رحم ونور اسم الرحمن مقطع.

الوجه الثالث :

[١٠٦٣٣] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة (الر) قال : من اسماء القرآن.

والوجه الرابع :

[١٠٦٣٤] حدثنا أبي ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا يحيي بن أبي زائدة ، قال ابن جريج : قال مجاهد : (الر) قال : هذا فواتح يفتح الله بها القرآن قال : قلت : (الم) لم تكن تقل هي أسماء قال : لا.

قوله تعالى : (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ)

[١٠٦٣٥] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبد الحميد الحماني أبو يحيي ، عن أبي بكر الهذلي ، عن الحسن (الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ) قال أحكمت بالأمر والنهي.

٢٥٢

الوجه الثاني :

[١٠٦٣٦] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان بن صالح ، ثنا سعيد وخليد ، عن قتادة في قول الله : (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ) قال : أحكمه الله من الباطل ثم فصله.

[١٠٦٣٧] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلى ، ثنا أصبغ قال سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قرأ : (الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ) قال : هي كلها محكمة يعني : سورة هود.

قوله تعالى : (ثُمَّ فُصِّلَتْ)

[١٠٦٣٨] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : (ثُمَّ فُصِّلَتْ) يقول : فسرت.

والوجه الثاني :

[١٠٦٢٩] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبد الحميد الحماني ، عن أبي بكر الهذلي ، عن الحسن (ثُمَّ فُصِّلَتْ) قال : بالوعد والوعيد.

[١٠٦٣٠] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أبي عمر العدني ، ثنا سفيان ، عن رجل ، عن الحسن (فُصِّلَتْ) قال : بالثواب والعقاب.

الوجه الثالث :

[١٠٦٣١] حدثنا أبو زرعة ، ثنا صفوان ، ثنا الوليد ، ثنا سعيد وخليد ، عن قتادة في قول الله : (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) قال : ثم فصلت بعلمه فبين حلاله من حرامه وطاعته من معصيته.

والوجه الرابع :

[١٠٦٣٢] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي فيما كتب إلى ، ثنا أصبغ بن الفرج قال : سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يعني : قوله : (فُصِّلَتْ) قال : ثم ذكر محمدا صلى الله عليه وسلم فحكم فيها بينة وبين من خالفه ، وقرأ : (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ) الآية كلها ثم ذكر قوم نوح فقال وعذبهم بعد طول نظره ثم هود وقرأ : (نَجَّيْنا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا) فكان هذا تفصيل ذلك وكان أوله محكما قال : وكان أبي يقول ذلك يعني : زيد بن أسلم.

٢٥٣

قوله تعالى : (مِنْ لَدُنْ)

[١٠٦٣٣] حدثنا محمد بن يحيي ، ثنا أبو غسان زنيج ، ثنا سلمة قال يعني : محمد ابن إسحاق ، ثنا محمد بن جعفر بن الزبير قوله : (حَكِيمٍ) قال : حكيم في عذره وحجته إلى عباده.

قوله تعالى : (خَبِيرٍ)

[١٠٦٣٤] حدثنا محمد بن يحيي ، ثنا العباس بن الوليد النرسي ، ثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة ، قوله : (حَكِيمٍ خَبِيرٍ) قال : خبير بخلقه.

[١٠٦٣٥] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا آدم ، ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية قوله : (حَكِيمٍ) قال : حكيم في امره.

قوله تعالى : (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ)

[١٠٦٣٦] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن نمير ، ثنا الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بني عبد المطلب يا بني فهر يا بني أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني قالوا : نعم قال : فإني (نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ).

[١٠٦٣٧] حدثنا أبي ، ثنا عبد الرحمن بن صالح ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الفزاري ، عن شيبان النحوي ، أخبرنى ، قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : نذير من النار وبشير قال : مبشر بالجنة.

قوله تعالى : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ)

[١٠٦٣٨] حدثنا أبي ، ثنا عمران بن موسى الطرسوسي ، ثنا عبد الصمد بن يزيد ، قال : سمعت الفضل يقول : قول العبد : أستغفر الله قال : تفسيره : اقبلني.

قوله تعالى : (يُمَتِّعْكُمْ)

[١٠٦٣٩] ذكره أبي قال ذكر ، عن أبي كزينة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس (يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً) قال : يمتعكم في الدنيا.

[١٠٦٤٠] حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا الحسين بن علي بن مهران ، ثنا عامر بن الفرات ، عن أسباط ، عن السدى ، عن أبي مالك وأبى صالح ، عن ابن عباس وعن مرة الهمذاني ، عن ابن مسعود (يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً) يقول : يمتعكم في الدنيا.

٢٥٤

قوله تعالى : (مَتاعاً حَسَناً)

[١٠٦٤١] حدثنا أبي ، ثنا هشام بن خالد ، ثنا شعيب بن إسحاق ، ثنا سعيد ، عن قتادة (يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً) فأنتم في ذلك المتاع ، فخذوه بطاعة الله ومعرفة حقه فإن الله منعم يحب الشاكرين ، وأهل الشكر في مزيد من الله ، وذلك قضاؤه الذي قضاه.

قوله تعالى : (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى)

[١٠٦٤٢] حدثنا جحا بن حمزة ، ثنا يحيي بن آدم ، ثنا إسرائيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : (أَجَلٍ مُسَمًّى) قال : إلى يوم القيامة ، وروى ، عن عكرمة وعطية ، وعطاء الخراساني والسدى والربيع بن أنس نحو ذلك.

[١٠٦٤٣] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : (أَجَلٍ مُسَمًّى) قال أجل الساعة.

[١٠٦٤٤] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب إلى ، حدثني أبي ، ثنا عمي ، عن أبيه ، عن عطية ، عن ابن عباس ، قوله : (أَجَلٍ مُسَمًّى) فهو أجل موت الإنسان.

[١٠٦٤٥] حدثنا محمد بن يحيي ، ثنا العباس بن الوليد ، ثنا يزيد بن رزيع ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : (أَجَلٍ) منتهى يقول : أجل حياتك إلى ان تموت وأجل موتك إلى أن تبعث فأنت بين اجلين من الله ، وروى عن خالد بن مهران أنه قال : أجل البعث. وعن الحسن ما بين أن يخلق إلى أن يموت.

[١٠٦٤٦] حدثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، عن قيس ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قول الله : (أَجَلٍ مُسَمًّى) قال : لا يعلمه إلا الله.

قوله تعالى : (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)

[١٠٦٤٧] حدثنا أبي ، ثنا هشام بن خالد ، ثنا شعيب بن إسحاق ، ثنا ابن أبي عروبة ، عن قتادة (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) أي : في الآخرة.

والوجه الثاني

[١٠٦٤٨] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) : ما احتسب به من مال أو عمل بيده أو رجله أو كلامه ، وما تطول به من أمره كله.

٢٥٥

قوله تعالى : (وَإِنْ تَوَلَّوْا)

[١٠٦٤٩] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس (وَإِنْ تَوَلَّوْا) يعني : الكفار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه في المؤمنين.

قوله تعالى : (فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ)

[١٠٦٥٠] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ، ثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، في قوله : (عَذابَ) يقول : نكال.

قوله تعالى : (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ)

[١٠٦٥١] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا زيد بن الحباب ، عن أبي سنان ، عن الضحاك في قوله : (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) قال : البر والفاجر.

[١٠٦٥٢] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا آدم ، ثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية يعني قوله : (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) قال : يرجعون إليه بعد الحياة.

قوله تعالى : (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

[١٠٦٥٣] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا محمد بن عمرو زنيج ، ثنا سلمة قال : قال محمد بن إسحاق : (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي : إن الله على كل ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير.

قوله تعالى : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ)

[١٠٦٥٤] حدثنا أبي ، ثنا ابن أبي سريح ، ثنا أبو أسامة ، عن ابن جريج ، عن محمد بن عباد قال سمعت ابن عباس يقول : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) قال : كانوا لا يأتون النساء ولا الغائط. وهم يفضون إلى السماء يتغشون فيما فنزلت هذه الآية.

[١٠٦٥٥] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) يقول : يكنون.

[١٠٦٥٦] أخبرنا محمد بن سعد فيما كتب إلى حدثني أبي ، ثنا عمي ، ثنا أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) يقول : يكتمون ما في قلوبهم.

٢٥٦

الوجه الثاني :

[١٠٦٥٧] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا محمد بن ثور ، عن معمر قال أخبرت ، عن عكرمة أن ابن عباس قال : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) الشك في الله وعمل السيئات.

[١٠٦٥٨] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : (يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) : تضيق شكا وامتراء في الحق.

[١٠٦٥٩] حدثنا أبي ، ثنا عمرو بن عون ، ثنا هشيم ، عن حصين قال : سمعت عبد الله بن شداد في قوله : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) قال : كان إذا أمر برسول الله صلى الله عليه وسلم غطى رأسه وثنى صدره لأنه لا يراه.

[١٠٦٦٠] أخبرنا العباس بن الوليد النرسي قراءة ، أخبرني محمد بن شعيب بن شأبور أخبرنى عثمان بن عطاء ، عن أبيه عطاء بن أبي مسلم الخراساني : أما (يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) فيقال : يطأطئون رءوسهم ويحنون صدورهم.

[١٠٦٦١] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن منيب ، ثنا أبو معاذ النحوي ، عن عبيد ابن سليمان ، عن الضحاك في قوله : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) يقول : تلتوي صدورهم.

[١٠٦٦٢] ذكره أبو زرعة ، ثنا نصر بن علي ، ثنا أبو هارون النحوي ، عن هشام ، عن الحسن (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) قال : حديث النفس.

قوله تعالى : (لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ)

[١٠٦٦٣] حدثنا الحسين بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ، ثنا الحجاج قال : قال ابن جريج : سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول : سمعت ابن عباس يقرأ : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ) فسألته ، عنها قال : كان أناس يستحيون أن يتخلوا فيفضوا في السماء ، وأن يصيبوا نساءهم ، فيفضوا فنزل ذلك فيهم.

الوجه الثاني :

[١٠٦٦٤] حدثنا أبي ، ثنا هشام بن خالد ، ثنا شعيب بن إسحاق ، ثنا سعيد بن أبي

٢٥٧

عروبة ، عن قتادة قوله : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ) قال : كانوا يحنون صدورهم لكي لا يسمعو كتاب الله وكما ذكره قال تعالى (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) وذلك أخفى ما يكون ابن آدم إذا أحنى ظهره استفشى ما به وأضمر همه في نفسه فإن الله لا يخفى عليه.

[١٠٦٦٥] حدثنا عبد الله بن سليمان ، ثنا الحسن بن علي ، ثنا عامر بن الفرات ، عن أسباط ، عن السدى قوله : (لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ) ليستتروا.

الوجه الثالث :

[١٠٦٦٦] حدثنا أبي ، ثنا أبو هوذة بن خليفة ، ثنا عوف ، عن الحسن في قوله : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ) وهو من جهالتهم به.

قوله تعالى : (مِنْهُ)

[١٠٦٦٧] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : (لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ) قال : من الله إن استطاعوا.

قوله تعالى : (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ)

[١٠٦٦٨] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : (يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) يقول : يغطون رءوسهم.

[١٠٦٦٩] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا وكيع ، عن سفين ، عن منصور ، عن أبي رزين (حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) قال : كان يحنى ظهره ويتغطى بثوبه.

[١٠٦٧٠] حدثنا عبد الله بن سليمان ، ثنا الحسين بن علي ، ثنا عامر بن الفرات ، عن أسباط ، عن السدى أما (يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) فيلبسون ثيابهم استغثوا بها على رءوسهم.

قوله تعالى : (يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ)

[١٠٦٧١] أخبرنا محمد بن سعيد العوفي فيما كتب إلى ، حدثني أبي ، ثنا عمي ، ثنا أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : (يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) يقول : فاعملوا بالليل والنهار.

٢٥٨

[١٠٦٧٢] حدثنا أبي ، ثنا هوذة ، ثنا عوف ، عن الحسن (يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) قال : في ظلمة الليل وفي أجواف بيوتهم.

قوله تعالى : (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)

[١٠٦٧٣] حدثنا محمد بن العباس ، ثنا محمد بن عمرو ، ثنا سلمة قال : قال محمد بن إسحاق (وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي : لا يخفى عليه ما في صدورهم بما استخفوا به منكم.

[١٠٦٧٤] حدثنا أبي ، ثنا هوذة ، ثنا عوف ، عن الحسن (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) : يعلم تلك الساعة.

قوله تعالى : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ)

[١٠٦٧٥] أخبرنا محمد بن سعد فيما كتب إلى ، ثنا أبي ، ثنا عمي ، ثنا أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) يعني : كل دابة وروي عن الضحاك مثل ذلك.

قوله تعالى : (إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها)

[١٠٦٧٦] حدثنا الحسين بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ، ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) ما جاءها من رزق فمن الله ، وربما لم يرزقها حتي تموت جوعا ، ولكن ما كان من رزق لها فمن الله.

قوله تعالى : (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها)

[١٠٦٧٧] حدثنا الحسين بن أبي الربيع ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا ابن التيمي ، عن ليث ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس يعني : قوله : (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها) قال : مستقرها حيث تأوي.

[١٠٦٧٨] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب ، ثنا بشر ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : (وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها) قال : يأتيها رزقها حين كانت.

٢٥٩

الوجه الثاني :

[١٠٦٧٩] حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني ، ثنا حفص بن عمر ، ثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : المستقر : ما كان في أرحام النساء وروى عن ابن مسعود وقيس بن أبي حاتم وابى عبد الرحمن السلمي وعطاء ومجاهد والنخعي والضحاك وقتادة والسدى وعطاء الخراساني نحو ذلك.

الوجه الثالث :

[١٠٦٨٠] حدثنا الحسن بن أبي الربيع أنبأ عبد الرزاق ، ثنا ابن عيينة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن إبراهيم قال : عبد الله : (مُسْتَقَرَّها) في الدنيا قال : أبو محمد : رواه الثقات ، عن أبي خالد ، عن النخعي ، عن ابن مسعود قال : (مُسْتَقَرَّها) في الرحم.

[١٠٦٨١] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السدى ، عمن حدثه ، عن ابن عباس (يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها) قال : مستقرها في الأرض.

الوجه الرابع :

[١٠٦٨٢] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، وأحمد بن بشير ، عن إسماعيل ابن خالد ، عن السدى قال : المستقر : ما فرغ من حلقه.

الوجه الخامس :

[١٠٦٨٣] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا أحمد بن منيع ، ثنا هشيم ، ثنا منصور ، عن الحسن في قوله : (مُسْتَقَرَّها) قال : المستقر : الذي قد مات فاستقر به عمله.

الوجه السادس :

[١٠٦٨٤] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن حاتم المؤدب ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، ثنا يعقوب الأشعري القمي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحنفية وسألته فقلت : مستقر : قال : المستقر في أصلاب الرجال.

الوجه السابع :

[١٠٦٨٥] حدثنا أبي ، ثنا ابن نفيل ، ثنا إسماعيل بن علية ، ثنا كلثوم بن جبير ،

٢٦٠