تفسير القرآن العظيم - ج ٢

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم

تفسير القرآن العظيم - ج ٢

المؤلف:

عبد الرحمن بن محمّد ابن إدريس الرازي ابن أبي حاتم


المحقق: أسعد محمّد الطيّب
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٢

الوجه الثالث :

[٢٠٥٤] حدثنا أبي ، ثنا عبيس بن مرحوم ، ثنا حاتم ، ثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه عن علي بن أبي طالب ، انه كان يقول : الشطرنج من الميسر.

الوجه الرابع :

[٢٠٥٥] حدثنا أبي ثنا القعنبي ، قال : قرأت على مالك ، عن داود بن حصين أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : كان من ميسر أهل الجاهلية بيع اللحم بالشاة والشاتين.

الوجه الخامس :

[٢٠٥٦] حدثنا أحمد بن عصام ، ثنا روح ، ثنا عبد الله بن عمر ، عن عبيد الله ابن عمر ، قال : سألت القاسم بن محمد ، عن النرد : أهي من الميسر؟ قال : كل ما لهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو ميسر.

الوجه السادس :

[٢٠٥٧] حدثنا محمد بن عزيز الايلي ، ثنا سلامة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ان الأعرج قال : الميسر : الضرب بالقداح على الأموال والثمار.

الوجه السابع :

[٢٠٥٨] حدثنا أبي ثنا العباس بن الوليد الخلال ، ثنا ابن عياش ، حدثنا سليمان بن سليم ، عن يحي بن جابر ، عن يزيد بن شريح ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ثلاث من الميسر : الصغير بالحمام ، والقمار ، والضرب بالكعاب.

قوله : (قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ)

[٢٠٥٩] حدثنا أبي ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاويه بن صالح عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قال (قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ) يعني : فيما ينقص من الدين عند شربها.

[٢٠٦٠] حدثنا أبو زرعة ، ثنا نحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله بن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير ، قال الله : (فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ) لأن في شرب الخمر والقمار ، ترك الصلاة ، وترك ذكر الله.

٤١

قوله : (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ)

[٢٠٦١] حدثنا أبي ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس (وَمَنافِعُ) يقول : فيما يصيبون من لذتها وفرحها إذا شربوا

الوجه الثاني :

[٢٠٦٢] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (١) قوله : (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) المنافع : ثمنها وما يصيبون من الجزور.

[٢٠٦٣] قال أبو محمد : خالفه ابن أبي زائدة ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، فقال : ثمنها قبل ان تحرم ، حدثني بذلك أبى ، ثنا سهل بن عثمان ، ثنا نحيى بن أبي زائدة. وتابع شبل ، شبابة فقال : من الجزور. وكذلك قاله ابن جريج ، عن مجاهد.

والوجه الثالث :

[٢٠٦٤] حدثنا أبو زرعة ، ثنا نحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله : (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) يعني (أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) يعني : قبل التحريم ، فذمها ولم يحرمها ، وكان المسلمون يشربونها على المنافع وهي يومئذ لهم حلال.

[٢٠٦٥] أخبرنا محمد بن سعد العوفي ، فيما كتب إلى حدثني أبي ثنا عمي الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس : (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) ومنافعهما قبل التحريم وإثمهما بعد ما حرمت.

قوله تعالى : (وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما)

[٢٠٦٦] حدثنا أبي ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله : (وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) يقول : ما يذهب من الدين ، والإثم فيه ، اكبر مما يصيبون من فرحتها ولذتها.

__________________

(١) تفسير مجاهد ١ / ١٠٦.

٤٢

[٢٠٦٧] قرأت على محمد بن الفضل بن موسى ، ثنا محمد بن علي بن الحسن أنبأ محمد بن مزاحم ، ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله : (وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) يقول : إثمهما اليوم بعد التحريم اكبر من منفعتهما قبل التحريم.

قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ)

[٢٠٦٨] حدثنا أبي ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا إبان ، ثنا نحيى ، أنه بلغه أن معاذ بن جبل ، وثعلبة أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله ان لنا أرقاء واهلين ، فما ننفق من أموالنا؟ فأنزل الله عز وجل (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ)

قوله تعالى : (قُلِ الْعَفْوَ)

[٢٠٦٩] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص بن عمر المكتب ، وعقبة بن خالد عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم عن ابن عباس : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) قال : ما يفضل عن أهلك. قال أبو محمد : وروى عن عبد الله بن عمر ومجاهد وعطاء والحسن وعكرمة ومحمد بن كعب وقتادة والقاسم وسالم وسعيد بن جبير وعطاء الخراساني والربيع بن أنس نحو ذلك.

والوجه الثاني :

[٢٠٧٠] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح قوله (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) قال : اليسر من كل شيء ، عن طاوس.

والوجه الثالث :

[٢٠٧١] حدثنا أبى ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ ، قُلِ الْعَفْوَ) : يقول : الطيب منه ، يقول : أفضل مالك وأطيبه.

والوجه الرابع :

[٢٠٧٢] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح قال : كان مجاهد (١) يقول : (الْعَفْوَ) الصدقة المفروضة ، عن قيس المكي.

__________________

(١) تفسير مجاهد ١ / ١٠٦.

٤٣

الوجه الخامس :

[٢٠٧٣] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) يقول : ما لا يتبين في أموالكم وكان هذا قبل ان تفرض الصدقة.

[٢٠٧٤] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدى (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) يقول : الفضل هذا نسخته الزكاة. قال أبو محمد : وروى عن عطاء الخراساني ، نحو ذلك.

قوله تعالى : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) آية ٢٢٠

[٢٠٧٥] حدثنا أبي ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) يعني : في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها.

[٢٠٧٦] حدثنا أبى ، ثنا محمد بن علي الطنافسي ، ثنا أبو اسامة ، عن الصعق التميمي ، قال : شهدت الحسن ، وقرأ هذه الآية في البقرة : (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) قال : هي والله لمن تفكر فيها ليعلم أن الدنيا دار بلاء ثم دار فناء وليعلم أن دار الآخرة ، دار جزاء ، ثم دار بقاء.

والوجه الثاني :

[٢٠٧٧] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن قتادة (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) فتعرفوا فضل الآخرة على الدنيا.

قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ)

[٢٠٧٨] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السدى ، عن من حدثه ، عن ابن عباس : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) قال : من يتعمد أكل مال اليتيم ، ومن يتحرج عنه ، لا يألو عن إصلاحه.

٤٤

[٢٠٧٩] قرأت على محمد بن الفضل بن موسي ، ثنا محمد بن علي بن الحسن أنبأ محمد بن مزاحم ، ثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان. قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ) يعني : الذين يلون اموال اليتامى ، يقول : إصلاح اليتامى خير قال أبو محمد : وروي عن السدى وسعيد بن جبير وإبراهيم ، نحو ذلك

قوله : (قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ)

[٢٠٨٠] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، ثنا ابن وهب ، أخبرنى ابن لهيعة عن عقيل بن خالد ، قال : سألت ابن شهاب عن قول الله تعالى : (قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ) قال : فترى ان خيرا لهم ان يصلح ما لهم معزولا علي حدته ، ولا يلبس بغيره. ومن كان يرى ان خلط أموالهم بماله أزيد لهم وأصلح للقيام على أموالهم ، فيرى أن يفعل ذلك بهم إن كان خيرا لهم.

قوله تعالى : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ)

[٢٠٨١] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عمران بن عيينة ، عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لما نزلت : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً) جعل كل رجل في حجره يتيم ، يعزل ماله علي حدة. فشق ذلك علي المسلمين ، فأنزل الله : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) فأحل لهم خلطتهم.

[٢٠٨٢] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن السدى ، عن من حدثه ، عن ابن عباس (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) قال : المخالطة : أن تشرب من لبنه ، ويشرب من لبنك ، وتأكل من قصعته ويأكل من قصعتك ، وتأكل من ثمرته ، ويأكل من ثمرتك.

[٢٠٨٣] حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان ، ثنا أبو داود ، عن زمعة ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قوله : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) قال : هذا إذا كان طعامك أفضل من طعامه.

[٢٠٨٤] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن نجيح عن مجاهد ، قوله : (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) قال : مخالطة اليتيم في الرعي والأدم.

٤٥

قوله تعالى : (فَإِخْوانُكُمْ)

[٢٠٨٥] ذكر زائدة ، عن منصور ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قرأ علينا هذه الآية : وإن تخالطوهم فإخوانكم في الدين.

[٢٠٨٦] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلي ، ثنا الحسين بن محمد ، ثنا شيبان ، عن قتادة قوله : (فَإِخْوانُكُمْ) قال : يكونون من إخوة الإسلام.

قوله : (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)

[٢٠٨٧] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل عن السدى ، عن من حدثه ، عن ابن عباس (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) قال : من يتعمد أكل مال اليتيم ، ومن يتحرج عنه ولا يألو عن إصلاحه.

[٢٠٨٨] حدثنا أبي ثنا عيسى بن جعفر ، ثنا مسلم بن خالد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : (وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ) يعني : ان الله لا يخفى عليه الذين يريدون منكم الإصلاح لهم ، والإفساد عليهم. قال أبو محمد : وروى عن مقاتل ابن حيان والسدى ، نحو ذلك.

قوله : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

[٢٠٨٩] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل عن السدى ، عن من حدثه ، عن ابن عباس : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) قال : لو شاء ما أحل لكم ما أصبتم مما لا تعمدون.

[٢٠٩٠] حدثنا أبى ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) يقول : لو شاء الله لأحرجكم وضيق عليكم ، ولكنه وسع ويسر ، فقال : (وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ).

[٢٠٩١] حدثنا أبي ، ثنا نحيى بن المغيرة ، ثنا جرير ، عن منصور عن الحكم عن مقسم ، عن ابن عباس ، في قول الله : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) ولو شاء الله لجعل ما أصبتم من أموال اليتامى موبقا.

٤٦

[٢٠٩٢] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) حرم عليكم الرعي والأدم.

[٢٠٩٣] حدثنا أبى ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه عن الربيع بن انس : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) يقول : لأجهدكم فلم تقوموا بحق ، ولم تؤدوا فريضة.

[٢٠٩٤] حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا حم بن نوح البلخي ثنا أبو معاذ ، يعني : خالد بن سليمان ، ثنا أبو مصلح ، عن الضحاك في قوله : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ) قال : لو لم يبين لكم لاثمتم.

قوله : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ) آية ٢٢١

[٢٠٩٥] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ) ثم استثنى نساء اهل الكتاب ، فقال : (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ) (١) قال أبو محمد : وروى عن عكرمة وسعيد بن جبير والحسن ومكحول والضحاك والربيع بن أنس وزيد بن أسلم ، نحو ذلك.

الوجه الثاني :

[٢٠٩٦] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمس ، ثنا وكيع ، ثنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير في قوله : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ) قال : أهل الأوثان.

[٢٠٩٧] حدثنا أبى ، ثنا أبو زياد ، ثنا ابن مهدي ، عن سفيان ، عن حماد مثله غير أنه قال : اهل الأوثان : المجوس.

والوجه الثالث :

[٢٠٩٨] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (٢) قوله : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ) من نساء مكة من المشركين ، ثم أحل منهن ، نساء أهل الكتاب.

__________________

(١) سورة المائدة آية ٥.

(٢) تفسير مجاهد.

٤٧

الوجه الرابع :

[٢٠٩٩] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمس ، ثنا وكيع ، عن جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عمر ، إنه كره نكاح أهل الكتاب ويتأول (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ).

الوجه الخامس :

[٢١٠٠] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، ثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ) نزلت في أبى مرثد الغنوي ، استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في عناق ان يتزوجها ، وهي امرأة مسكينة من قريش ، وكانت ذات حظ من الجمال ، وهي مشركة ، وأبو مرثد يومئذ مسلم ، فقال : يا رسول الله إنها تعجبني. فأنزل الله : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ)

الوجه السادس :

[٢١٠١] حدثنا جعفر بن محمد بن هارون بن عزرة ، ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد ، عن قتادة : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ) قال : يعني بذلك نساء مشركات العرب ، ليس لهن كتاب يقرءونه.

قوله تعالى : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ)

[٢١٠٢] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدى : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) قال : نزلت في عبد الله بن رواحة ، وكانت له أمة سوداء ، وأنه غضب عليها فلطمها ، ثم فزع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم : ما هي با عبد الله؟ قال يا رسول الله ، هي تصوم وتصلي وتحسن الوضوء ، وتشهد ألا إله إلا الله ، وأنك رسول الله. فقال يا عبد الله : هذه مؤمنة. فقال عبد الله : فو الذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها. ففعل. فطعن عليه أناس من المسلمين ، فقالوا : نكح أمة ، وكانوا يريدون ان ينكحوا إلى المشركين وينكحونهم ، رغبة في أحسابهم ، فأنزل الله تعالى : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ) (١).

__________________

(١) ابن كثير ١ / ٣٧٧.

٤٨

[٢١٠٣] قرأت على محمد بن الفضل بن موسى ، ثنا محمد بن علي بن الحسن أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ) بلغنا والله اعلم أنها كانت امة لحذيفة سوداء فأعتقها وتزوجها حذيفة ، يعني : ونسخ من هذه الآية نساء اهل الكتاب وأحلهن للمسلمين.

قوله : (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا)

[٢١٠٤] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن الزهري وقتادة ، في قوله : (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا) قال : لا يحل لك أن تنكح يهوديا ولا نصرانيا ولا مشركا ، من غير أهل دينك.

[٢١٠٥] حدثنا أبى ، ثنا محمد بن عبد الرحمن العرزمي ، ثنا حفص بن غياث عن بعض الكوفيين ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال : في القرآن آية عرفها من عرفها ، وجهلها من جهلها قوله : (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا) قال أبو محمد : يعني انه اصل بأن النكاح لا يجوز إلا بولي ، لمخاطبته الأولى : (وَلا تَنْكِحُوا) لا تزوجوا.

قوله تعالى : (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ)

[٢١٠٦] حدثنا أبى ، ثنا صفوان بن صالح الدمشقي ، ثنا مروان يعني ابن معاوية قال : سألت مالك بن انس عن تزويج القدري؟ فقال : لا ، قال الله تعالى : (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ)

قوله تعالى : (أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)

[٢١٠٧] حدثنا محمد بن نحيى أنبأ الحسن بن عمرو بياع السابري ، ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قوله : (أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ) إلى : (يَتَذَكَّرُونَ) ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم ، كان يقول والذي نفس محمد بيده لتدخلن الجنة الا من أبى (١)

__________________

(١) البخاري ٨ / ١٣٩

٤٩

قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) آية ٢٢٢

[٢١٠٨] حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق البغدادي ، ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ، ثنا حماد بن سلمة ، أنبأ ثابت وعاصم الأحول ، عن أنس بن مالك ، ان اليهود كانوا إذا حاضت منهم المرأة ، أخرجوها من البيت ، ولم يؤاكلوها ولم يشاربوها ولم يجامعوها في البيوت ، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فأنزل الله تعالى (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً) الآية. قال : فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤاكلوهن وأن يكونوا معهن في البيوت ، وان يصيبوا كل شيء ، إلا النكاح (١).

[٢١٠٩] حدثنا عبد الله بن أحمد الدشتكي ، حدثني أبى ، عن أبيه عن إبراهيم الصائغ ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، ان ابن عباس أخبره أن القرآن أنزل في شأن الحائض ، والمسلمون يخرجونهن من بيوتهن كفعل العجم. ثم استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. فجاء القرآن في ذلك : فقال الله لرسوله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ)

[٢١١٠] قرأت علي محمد بن الفضل بن موسى ، ثنا محمد بن علي بن الحسن ابن شقيق ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) أنزلت في ثابت بن الدحداح ، هو وأبو الدحداح صاحب الحديقة.

قوله : (هُوَ أَذىً)

[٢١١١] حدثنا عبد الله بن احمد ، حدثني أبى ، حدثني أبى ، عن أبيه عن إبراهيم الصائغ ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ان ابن عباس أخبره أن القرآن انزل في شأن الحائض ، فقال الله عز وجل لرسوله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) قال : (قُلْ هُوَ أَذىً) لهم أذى.

__________________

(١) مسلم ١ / ٢٤٦ رقم ٣٠٢ ، وأبو داود ، رقم ٢١٦٥.

٥٠

[٢١١٢] حدثنا أسيد بن عاصم ، ثنا الحسين بن حفص ، ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في هذه الآية : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً) قال : الدم : أذى.

[٢١١٣] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق (١) أنبأ معمر ، عن قتادة في قوله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً) قال : قذر. قال أبو محمد : وروى عن السدى نحو قول قتادة.

قوله تعالى : (فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ)

[٢١١٤] حدثنا عبد الله بن احمد ، حدثني أبى ، عن أبيه عن إبراهيم يعني : الصائغ ، عن يزيد النحوي عن عكرمة ، أن ابن عباس أخبره ان القرآن انزل في شأن الحائض ، المسلمون يخرجونهم من بيوتهم كفعل العجم ، فاستفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فجاء القرآن في ذلك ، فقال الله لرسوله : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) قال الله : (هُوَ أَذىً) لهم أذى (فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) فظن المؤمنون ان الاعتزال ، كما كانوا يفعلون ، يخرجونهم من بيوتهم ، حتى إذا قرأ آخر الآية ، فهم المؤمنون ما الاعتزال إذ قال الله : (وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ)

[٢١١٥] حدثنا أبي ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح عن علي ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : (فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) يقول : اعتزلوا نكاح فروجهن. قال أبو محمد : وروى عن مجاهد (٢) ومقاتل بن حيان ، نحو ذلك.

[٢١١٦] حدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج ، ثنا ابن يمان عن الزبرقان ، قال : سألت أبا رزين ، عن قوله : (فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) قال : ائتوهن من قبل الطهر ، ولا تأتونهن من قبل الحيض.

قوله تعالى : (وَلا تَقْرَبُوهُنَ)

[٢١١٧] أخبرنا محمد بن سعد العوفي فيما كتب الى ، حدثني أبي حدثني عمي الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس : (وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ) قال : يقول : إذا طهرت من الدم. قال أبو محمد : وروى عن عكرمة ومجاهد (٣) والحسن نحو ذلك.

__________________

(١) التفسير ١ / ١٠٣.

(٢) تفسير مجاهد ١ / ١٠٧.

(٣) انظر تفسير سفيان الثوري ص ٦٦.

٥١

[٢١١٨] قرأت على محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان : (حَتَّى يَطْهُرْنَ) يعني يغتسلن من المحيض.

قوله تعالى : (فَإِذا تَطَهَّرْنَ)

[٢١١٩] حدثنا ابي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، يعني قوله : (فَإِذا تَطَهَّرْنَ) يقول : إذا طهرت من الدم ، وتطهرت بالماء. قال أبو محمد : وروى عن مجاهد وعكرمة والحسن ومقاتل ابن حيان والليث بن سعد ، نحو ذلك.

قوله تعالى : (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ)

[٢١٢٠] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، أنبأ ابن وهب ، أخبرنى أبو صخر عن أبي معاوية البجلي يعني : عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير قال بينا انا ومجاهد جالسان عند ابن عباس إذ أتاه رجل ، فقال ألا تشفيني عن آية الحيض؟ قال : بلى فاقترأ : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً) إلى قوله : (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) فقال ابن عباس : من حيث جاء الدم ، من ثم أمرت أن تأتي.

قال أبو محمد : وروى عن مجاهد وإبراهيم ، انهما قالا : في الفرج.

والوجه الثاني :

[٢١٢١] حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي رزين : (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) قال : من قبل الطهر. قال أبو محمد : وروى عن عكرمة والربيع بن انس وقتادة والضحاك. ومقاتل بن حيان وعطاء الخراساني ، نحو ذلك.

والوجه الثالث

[٢١٢٢] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا وكيع ، عن إسماعيل الأزرق ، عن أبي محمد الأسدي ، عن ابن الحنفيه ، في قوله : (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) قال : من قبل الحلال ، من قبل التزويج.

__________________

(١) انظر تفسير سفيان الثوري ص ٦٦.

٥٢

قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)

[٢١٢٣] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص ، ثنا عاصم بن سليمان الأحول عن الشعبي قال : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، ثم قرأ : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)

[٢١٢٤] حدثنا أبي ثنا ، أبو نعيم الفضل بن دكين ، ثنا طلحة بن عمرو عن عطاء ، في قوله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) قال : التوابين من الذنوب (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) قال : المتطهرين بالماء للصلاة. وروى عن أبي العالية ومجاهد ومقاتل بن حيان وجابر ابن زيد ، نحو ذلك.

قوله تعالى : (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)

[٢١٢٥] حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ، ثنا وكيع ، عن شعبة ، عن مسلم القرى ، قال : قلت لابن عباس : أصب الماء على رأسي وأنا محرم؟ قال : لا بأس. إن الله يقول (يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)

[٢١٢٦] حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي ، ثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، في قوله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ) قال : التوابين من الذنوب : (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) قال : المتطهرين بالماء.

الوجه الثاني :

[٢١٢٧] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو أسامة ، عن عوف ، عن المنهال ، قال كنت عند أبي العالية ، فتوضأ وتوضأت ، فقلت : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) فقال : إن الطهور بالماء لحسن ، ولكنهم المتطهرون من الذنوب.

والوجه الثالث :

[٢١٢٨] حدثنا سليمان بن داود القزاز ثنا أبو داود ، ثنا إبراهيم بن نافع ، عن سليم يعني مولى أم علي ، عن مجاهد ، قال : من فعله فليس من المتطهرين ، يعني : من أتي امرأته في دبرها.

٥٣

والوجه الرابع :

[٢١٢٩] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا سهل بن زنجله ، ثنا أبو يحيى التيمي ، عن الأعمش ، في قوله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) قال : التوبة من الذنب والتطهر من الشرك.

قوله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ)

[٢١٣٠] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، ثنا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عامر بن يحيى ، عن حنش بن عبد الله عن عبد الله بن عباس ، قال : أتى ناس من حمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألوه عن أشياء ، فقال له رجل : إني أجب النساء فكيف ترى؟ فأنزل الله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ).

قوله : (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)

[٢١٣١] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن خثيم ، عن ابن سابط ، عن حفصة ، عن أم سلمة ، قالت : لما قدم المهاجرون المدينة : على الأنصار ، تزوجوا من نسائهم ، وكان المهاجرون يجبون (١) وكانت الأنصار لا تجبي ، فأراد رجل من المهاجرين من امرأته على ذلك فأبت عليه ، حتى تسأل النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتته ، فاستحين ان تسأله فسألته أم سلمة ، فنزلت هذه الآية (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) ثم قال : لا ، إلا في صمام واحد.

[٢١٣٢] قال أبو محمد : ذكر لي عن الخليل بن أحمد ، أنه قال : يجب على وجهه باركا قال : ووجه آخر : جبى : يجبي ، إذا ركع : يركع ، وهو أن تضع يديك علي ركبتيك وأنت قائم.

[٢١٣٣] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة ، أنبأ ابن وهب ، أخبرنى مالك بن انس ، وابن جريج وسفيان (٢) بن سعيد الثوري ، ان محمد بن المنكدر حدثهم عن جابر بن عبد الله ، أخبره ان اليهود قالوا للمسلمين : من أتى امرأة وهي مدبرة ، جاء

__________________

(١) أن تنكب المرأة على وجهها. ابن كثير ١ / ٣٨١.

(٢) التفسير ص ٦٧.

٥٤

ولده أحول ، فأنزل الله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) قال ابن جريج في الحديث : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج (١).

[٢١٣٤] حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، ثنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، قال : جاء عمر الي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، هلكت .. قال : مالذي أهلكك؟ قال : حولت رحلي الليلة. فلم يرد عليه شيئا ، فأوحى الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) يقول : أقبل وأدبر ، واتق الدبر والحيضة (٢)

والوجه الثاني :

[٢١٣٥] حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب ، ثنا أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، يعني عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، قال : بينا انا ومجاهد جالسان عند ابن عباس ، أتاه رجل فوقف فقال : كيف بالآية : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) قال : أي ويحك ، وفي الدبر من حرث. لو كان ما تقول حقا لكان المحيض منسوخا إذا شغل من هاهنا جئت من هاهنا ، ولكن : (أَنَّى شِئْتُمْ) من الليل والنهار.

والوجه الثالث :

[٢١٣٦] حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا وكيع ، عن يونس بن أبي إسحاق عن زائدة بن عمير الطائي ، عن ابن عباس ، في قوله : (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) قال : إن شئت عربي وإن شئت غير عربي.

قوله تعالى : (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)

[٢١٣٧] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو تميلة ، ثنا أبو المنيب عن عكرمة : (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) قال : الولد.

__________________

(١) التفسير ٥ / ١٦٠ ، ابن كثير ١ / ٣٨١.

(٢) الترمذي ٢٩٨٠ كتاب التفسير ، وقال : هذا حديث حسن غريب ٥ / ٢٠٠ ، مسند الإمام أحمد ١ / ٢٩٧.

٥٥

الوجه الثاني :

[٢١٣٨] قرأت علي محمد بن الفضل ، ثنا محمد بن علي ، أنبأ محمد بن مزاحم ، عن بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان : (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) يقول : طاعة ربكم وأحسنوا عبادته.

والوجه الثالث :

[٢١٣٩] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ، ثنا أسباط ، عن السدى ، أما قوله : (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) فالخير.

والوجه الرابع :

[٢١٤٠] ذكر لي عن عبد الله بن واقد أبي رجاء الهروي ، عن طلحة بن عمرو عن عطاء (١) : (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ) قال : التسمية عند الجماع.

[٢١٤١] حدثنا أبو زرعة ، ثنا نحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني عبد الله حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله : (وَاتَّقُوا اللهَ) يعني : المؤمنين ، يحذرهم.

[٢١٤٢] حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري ، ثنا سفيان ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يلقى العبد ربه يوم القيامة ، فيقول : يعني الرب عز وجل : ألم أكرمك ، واسودك ، وأسخر لك الخيل والإبل واذرك ترأس وتربع ، فظننت أنك غير ملاقي.

[٢١٤٣] حدثنا أبو زرعة ، ثنا يحي ، ثنا ابن لهيعة ، حدثني عطاء ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) يقول : بشرهم بالجنة في الآخرة.

قوله تعالى : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) آية ٢٢٤

[٢١٤٤] حدثنا أبي ثنا أبو غسان ـ مالك بن إسماعيل ، ثنا نحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه عن عطاء قال : جاء رجل إلى عائشة ، فقال : يا أم المؤمنين : اني نذرت ان كلمت فلانا ، فإن كل مملوك لي عتيق لوجه الله ، وكل مال لي ستر للبيت. قالت : لا تجعل مملوكيك عتقا لوجه الله ، ولا تجعل مالك سترا للبيت فإن الله يقول : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا) قالت : فكفر عن يمينك.

__________________

(١) انظر تفسير عبد الرزاق ١ / ١٠٤.

٥٦

والوجه الثاني :

[٢١٤٥] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) يقول : لا تجعلن عرضة ليمينك الا تصنع الخير ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير. قال أبو محمد : وروى عن مسروق وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي والشعبي ومجاهد وعطاء والزهري والحسن وعكرمة وطاوس ومكحول ومقاتل بن حيان وقتادة والربيع بن أنس والضحاك وعطاء الخراساني والسدى ، نحو ذلك

قوله : (أَنْ تَبَرُّوا)

[٢١٤٦] حدثنا أبو زرعة ثنا يحي بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : (أَنْ تَبَرُّوا) يعني : ألا تصلوا القرابة.

[٢١٤٧] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط عن السدى وأما : (تَبَرُّوا) فالرجل يحلف ألا يبر ذا رحمه ، فيقول : قد حلفت. فأمرهم الله ألا يعرض بيمينه بينه وبين ذي رحمه وليبره ، ولا يبالي بيمينه.

قوله تعالى : (وَتَتَّقُوا)

[٢١٤٨] حدثنا أبي ثنا النفيلي ، ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري ، في قول الله : (أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا) قال : التقوى : تحلف وتقول : قد حلفت ألا أعتق ولا أصدق.

قوله : (وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ)

[٢١٤٩] حدثنا أبو زرعة ، ثنا نحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة حدثني عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قول الله : (وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ) قال : كان الرجل يريد الصلح بين اثنين فيغضبه أحدهما أو يتهمه ، فيحلف ألا يتكلم بينهما في الصلح ، قال : ان تصلوا إلى القرابة (وَتَتَّقُوا) ، يعني : وتتقوا وتصلحوا بين الناس ، فهو خير من وفاء اليمين في المعصية.

٥٧

[٢١٥٠] قال أبو محمد : وروى عن السدى نحو ذلك ، وقال : هذا قبل أن تنزل الكفارات.

قوله : (وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

وبالإسناد عن سعيد بن جبير ، في قول الله : (وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) يعني : اليمين الذي حلفوا عليها.

قوله : (عَلِيمٌ)

[٢١٥١] وبه عن سعيد بن جبير ، في قول الله : (عَلِيمٌ) يعني علم بها كان هذا قبل أن تنزل كفارة اليمين.

قوله : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ)

[٢١٥٢] حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، ثنا عبدة بن سليمان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة في قول الله : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) قالت : هو قول الرجل : لا والله ، وبلى والله.

[٢١٥٣] حدثنا ابي ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني ابن لهيعة عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، قال : كانت عائشة تقول : إنما اللغو في المزاحة والهزل ، وهو قول الرجل ، لا والله ، وبلى والله ، فذلك لا كفارة فيه ، انما الكفارة فيما عقد عليه قلبه ان يفعله ثم لا يفعله. قال أبو محمد : وروى عن ابن عمر وابن عباس في احد أقواله ، والشعبي وعكرمة في احد قوليه وعطاء والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير وأبى قلابة والضحاك في أحد قوليه وأبي صالح والزهري ، نحو ذلك.

والوجه الثاني ، وهو احد قولي عائشة :

[٢١٥٤] قرئ علي يونس بن عبد الأعلى ، انا ابن وهب ، أخبرني الثقة عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، أنها كانت تتأول هذه الآية يعني قوله : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) وتقول : هو الشيء يحلف عليه أحدكم ، لا يريد منه إلا الصدق ، فيكون علي غير ما حلف عليه. قال أبو محمد : وروى عن أبي هريرة وابن عباس في احد قوليه وسليمان بن يسار وسعيد بن جبير ومجاهد في أحد

٥٨

قوليه والحسن وإبراهيم وزرارة بن اوفى وأبي مالك وعطاء الخرساني وبكر بن عبد الله ، وأحد قولي عكرمة وحبيب بن أبي ثابت والسدى ومكحول ومقاتل وطاوس وقتادة والربيع بن أنس ونحيى بن سعيد وربيعة ، نحو ذلك.

[٢١٥٥] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا آدم ، ثنا شبابة ، عن جابر ، عن عطاء ابن أبي رباح ، عن عائشة ، قالت : هو قول : لا والله ، وبلى والله ، وهو يرى أنه صادق. ولا يكون كذلك.

والوجه الثالث :

[٢١٥٦] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عقبة بن خالد ، عن شعبة ، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) قال : هو الرجل يحلف علي المعصية ، يعني : ألا يصلي ، ولا يصنع الخير.

[٢١٥٧] حدثنا عصام بن رواد ثنا هشيم ، ثنا أبو بشر وداود بن أبي هند ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) قال : هو الرجل يحلف علي المعصية ، فلا يؤاخذ إن تركها ، ولكن يؤاخذ ان عمل بها.

والوجه الرابع :

[٢١٥٨] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق (١) قال هشيم أخبرني المغيرة ، عن ابراهيم ، قال : هو الرجل يحلف على الشيء ، ثم ينسى.

والوجه الخامس :

[٢١٥٩] حدثنا أبى ، قال بلغني عن يحيى بن أيوب ، عن ابن عجلان ، وعمرو بن الحارث ، عن زيد بن اسلم : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) قال : هو قول الرجل : أعمى الله بصري إن لم أفعل كذا وكذا أخرجني الله من مالي ، إن لم آتك غدا ، فهو هذا.

والوجه السادس :

[٢١٦٠] أخبرنى أبي ثنا أبو الجماهر ، ثنا سعيد بن بشير ، حدثني أبو بشر عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لغو اليمين : أن تحرم ما أحل الله لك ، فذلك ما ليس عليك فيه كفارة. قال أبو محمد : وروى عن سعيد بن جبير ، نحو ذلك.

__________________

(١) التفسير ١ / ١٠٥.

٥٩

والوجه السابع :

[٢١٦١] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا مسدد ، ثنا خالد ، ثنا عطاء عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : لغو يمين : أن تحلف وأنت غضبان.

قوله تعالى : (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ)

[٢١٦٢] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا مسدد ، ثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر عن سعيد ابن جبير ، في قوله : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) قال : قلت : هو قول الرجل : لا والله ، وبلى والله؟ قال : لا ، ولكنه تحريمك ما أحل الله لك ، فذلك الذي لا يؤاخذكم الله بتركه ، وكفر عن يمينك.

قوله : (بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ)

[٢١٦٣] حدثنا أبي ثنا أبو الجماهر ، أنبأ سعيد بن بشير ، أخبرنى أبو بشر عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) ما تعمدت قلوبكم فيه المآثم ، فهذا عليك فيه الكفارة. قال أبو محمد : وروى عن مجاهد وعطاء والسدى وسعيد بن جبير وقتادة والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان والحسن ، نحو ذلك.

والوجه الثاني :

[٢١٦٤] حدثنا ابي ، ثنا أبو صالح كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) من الشك والنفاق.

والوجه الثالث :

[٢١٦٥] حدثنا أبي ثنا نحيى بن المغيرة ، أنبأ جرير ، عن منصور عن ابراهيم ، في هذه الآية يعني قوله : (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ) إذا حلف علي اليمين وهو يعلم أنه كاذب ، فذاك الذي يؤاخذ به.

٦٠