روى الشيخ الحرّ العاملي عن الصدوق في « علل الشرائع » عن محمد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن سنان ، عمّن ذكره عن أبي عبد اللّه عليهالسلام في حديث : انّ نبيّاً من الأنبياء بعثه اللّه إلى قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه ، فأتاه ملك ، فقال له : إنّ اللّه بعثني إليك فمرني بما شئت ، فقال : لي اسوة بما يُصنع بالحسين عليهالسلام. (١)
فعدّ محمد بن سنان من مشايخ ابن أبي عمير استناداً إلى هذه الرواية ، وهو ضعيف. (٢)
ولكن الاستظهار غير تام.
أمّا أوّلاً : فإنّ محمد بن سنان من معاصري ابن أبي عمير ، لا من مشايخه ، وقد توفّي ابن سنان سنة ٢٢٠ هـ وتوفّي ابن أبي عمير سنة ٢١٧ هـ ، فطبع الحال يقتضي أن لا يروي من مثله.
وثانياً : أنّ الموجود في « علل الشرائع » (٣) : و « محمد بن سنان » مكان : « عن محمد بن سنان » ، فاشتبه « الواو » بـ « عن ».
إنّ تبديل لفظ « الواو » بـ « عن » كثير في المسانيد ، وقد نبّه عليه المحقّق صاحب « المعالم » في مقدّمات « منتقى الجمان » وبالتأمّل فيه ينحلّ كثير من العويصات الموجودة في الأسانيد ، كما ينحلّ قسم من النقوض التي أوردت على القاعدة ، ولأجل كونه أساساً لحلّ بعض العويصات وردّ النقوض نأتي بعبارة « المنتقى » بنصه :
__________________
١. مستدرك الوسائل : ٢ ، الباب ٧٧ من أبواب الجنائز ، الحديث ١٩.
٢. مشايخ الثقات : ١٧٧.
٣. علل الشرائع : ٧٧ ، الباب ٦٧ ، الحديث ٢ ، طبعة النجف.