منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ١

لطف الله الصافي الگلپايگاني

منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السلام - ج ١

المؤلف:

لطف الله الصافي الگلپايگاني


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مكتب المؤلّف دام ظلّه
المطبعة: سلمان الفارسي
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٧

الباب الثاني

الأحاديث الناصّة على الاثني عشر

والمفسّرة للأحاديث المخرّجة في الباب الأول (١)

__________________

(١) ـ لا يخفى عليك أنّه توجد طائفة من هذه الأخبار المفسّرة في ما أخرجناه في الباب الأول مما دلّ على أنّ الاثني عشر من بني هاشم ومن ذريّة رسول الله وعترته صلّى الله عليهم أجمعين وأنّ أولهم علي عليه‌السلام وأنّ المهدي منهم عليهم‌السلام وأنّه آخرهم وأنّ التسعة منهم من ولد الحسين عليه‌السلام وأنّ أولهم علي وثانيهم الحسن وثالثهم الحسين ورابعهم علي بن الحسين عليهم‌السلام وأنّ سبعة منهم من صلب محمد بن علي الباقر عليهم‌السلام وأنّهم إذا هلكو ماجت الأرض بأهلها وغير ذلك من الأوصاف ، وهذه مثل ح ٤٩ و ٦١ و ٦٢ و ٦٦ و ٧٠ و ٧١ و ٧٢ و ٧٤ و ٧٥ و ٧٦ و ٧٧ و ٧٨ و ٨٠ و ٨١ و ٨٢ و ٨٣ و ٨٦ و ٨٧ و ٨٨ و ٨٩ و ٩٠ و ٩١ و ٩٤ و ٩٥ و ٩٧ و ٩٨ و ١٠٢ و ١٠٥ و ١٠٦ و ١٠٧ و ١٠٨ و ١٠٩ و ١١٠ و ١١٣ و ١١٥ و ١١٧ و ١١٨ و ١٢٠ و ١٢١ و ١٢٥ و ١٢٦ و ١٢٧ و ١٢٨ و ١٢٩ و ١٣١ و ١٣٢ و ١٣٣ و ١٣٤ و ١٣٥ و ١٣٦ و ١٣٧ و ١٤١ يبلغ المجموع اثنين وخمسين ويضاف على ما في هذا الباب الذي يبلغ ما فيه ١٦١ يصير مجموع الأخبار الشارحة لسائر أحاديث الباب ٢١٣ حديثا.

١٠١
١٠٢

١٤٩ ـ (١) ـ ينابيع المودة : في المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ـ وهو آخر من مات من الصحابة بالاتفاق ـ عن علي رضي‌الله‌عنهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي أنت وصيّي حربك حربي وسلمك سلمي ، وأنت الإمام وأبو الائمّة الأحد عشر الذين هم المطهرون المعصومون ، ومنهم المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا فويل لمبغضيهم ، يا علي لو أنّ رجلا أحبّك وأولادك في الله لحشره الله معك ومع أولادك وأنتم معي في الدرجات العلى ، وأنت قسيم الجنة والنار تدخل محبّيك الجنة ومبغضيك النار.

١٥٠ ـ (٢) ـ مقتضب الأثر : حدثني أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطّان قال : حدثنا محمد بن غالب بن حرب الضبي يعرف بتمتام قال : حدثنا هلال بن عقبة أخو قبيصة بن عقبة قال : حدثني حيان بن أبي بشر الغنوي ، عن معروف بن خربوذ المكّي قال : سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة الكناني يقول : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : ليلة القدر في كل سنة ينزل فيها على الوصاة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما ينزل ، قيل له : ومن الوصاة يا أمير المؤمنين؟ قال : أنا وأحد عشر من

__________________

(١) ـ ينابيع المودة : ص ٨٥ ، ب ١٦.

(٢) ـ مقتضب الأثر : ص ٢٩ ، ح ١٨ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٣٨٢ ، ب ٤٢ ، ح ٩.

١٠٣

صلبي هم الائمّة المحدّثون ، قال معروف : فلقيت أبا عبد الله مولى ابن عباس في مكة فحدثته بهذا الحديث ، فقال : سمعت ابن عباس يحدّث بذلك ويقرأ : وما أرسلنا من قبلك من نبيّ ولا رسول ولا محدّث ، وقال : هم والله المحدثون.

١٥١ ـ (٣) ـ الإرشاد : أبو القاسم (جعفر بن محمد) ، عن محمد بن يعقوب ، عن أبي علي الأشعري ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن سماعة ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن ابن اذينة ، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : الاثنا عشر الائمّة من آل محمد كلهم محدّث ، علي بن أبي طالب وأحد عشر من ولده ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي هما الوالدان.

١٥٢ ـ (٤) ـ كتاب سليم بن قيس : أبان ، عن سليم ، عن علي عليه‌السلام في حديث أنه قال : يا سليم إنّ أوصيائي أحد عشر رجلا من ولدي أئمة كلّهم محدّثون ، قلت : يا أمير المؤمنين من هم؟ قال : ابني هذا الحسن ثم ابني هذا الحسين ثم ابني هذا ، وأخذ بيد ابن ابنه علي بن الحسين وهو رضيع ، ثم ثمانية من ولده واحدا بعد واحد ، هم الذين أقسم الله بهم فقال : (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) فالوالد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا ، وما ولد ـ يعني هؤلاء الأحد عشر أوصياء ـ قلت : يا أمير المؤمنين

__________________

(٣) ـ الارشاد : ج ٢ ، ص ٣٧٥ ، ب ٥٩ ، ح ٥ ، كشف الغمّة : ج ٢ ، ص ٤٤٨.

أقول : لا يخفى أنّ تحديث الملائكة بشرا غير النبي يجوز ، جاء به القرآن الكريم والسنة فلا يتوهم من مثل هذه الأحاديث دلالتها على نبوة غير رسول الله الخاتم محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما اتهم الشيعة بالعقيدة به بعض النواصب وأعداء آل محمد ومنكري فضائلهم عليهم‌السلام فما يحدّث به الملائكة غير النبي غير ما يوحى الى النبي بواسطتهم وبغير واسطة أحد ، لا يشارك النبي في ذلك أحد من الأمّة كائنا من كان.

(٤) ـ كتاب سليم بن قيس : ص ٢٢٧.

١٠٤

فيجتمع إمامان؟ قال : نعم ، إلّا أنّ واحدا صامت لا ينطق حتى يهلك الأول ... الحديث.

١٥٣ ـ (٥) ـ فرائد السمطين : باسناده عن عبد الله بن حكيم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لاثنا عشر ، أولهم أخي وآخرهم ولدي ، قيل : يا رسول الله ومن أخوك؟ قال : على بن ابي طالب. قيل : فمن ولدك؟ قال : المهدى الذي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما والذي بعثني بالحقّ بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي ، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب.

١٥٤ ـ (٦) ـ فرائد السمطين : بالاسناد عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا سيد المرسلين وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين وإن اوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم عليهم‌السلام.

__________________

(٥) ـ فرائد السمطين : ج ٢ ، ص ٣١٢ السمط الثاني ، ب ٦١ ، ح ٥٦٢ ، كمال الدين : ج ١ ، ص ٢٨٠ ، ب ٢٤ ، ح ٢٧ ، ينابيع المودة : ص ٤٤٧ ، ب ٧٨ ، مختصرا ، غاية المرام : ص ٦٩٢ ، ب ١٤١ ، ح ٦ ، بحار الأنوار : ج ٥١ ، ص ٧١ ، ب ١ ، ح ١٢.

(٦) ـ فرائد السمطين : ج ٢ ، ص ٣١٣ ، السمط الثاني ، ب ٦١ ، ح ٥٦٤ ، كمال الدين : ج ١ ، ص ٢٨٠ ، ب ٢٤ ، ح ٢٩. إلّا أنّه قال : أنا سيد النبيين ، غاية المرام : ب ١٤١ ، ح ٨ ، مثل كمال الدين وقال : (وآخرهم المهدي) ، ينابيع المودة : ص ٢٥٨ عن كتاب مودة القربى ، المودة العاشرة ، وص ٤٤٥ ، ب ٧٧ ، وص ٤٤٧ ، ب ٧٨ إلّا انه قال : (وآخرهم القائم المهدي) وقال : أنا سيد النبيين ، بحار الانوار : ج ٣٦ ، ص ٢٢٦ ، ب ٤١ ، ح ١ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ١ ، ص ٦٤ ، ح ٣١ ، كشف الاستار : ص ٧٤ ، ف ١ ، مثل غاية المرام.

١٠٥

١٥٥ ـ (٧) ـ ينابيع المودة : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، حدثنا أبي ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أبي احمد محمد بن زياد الأزدي ، عن أبان بن عثمان ، عن ثابت بن دينار ، عن زين العابدين علي بن الحسين ، عن أبيه سيد الشهداء الحسين ، عن أبيه سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي سلام الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الائمّة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله عزوجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها.

١٥٦ ـ (٨) ـ كمال الدين : علي بن أحمد ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الائمّة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن ابي طالب وآخرهم القائم ، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمّتي بعدي ، المقرّ بهم مؤمن ، والمنكر لهم كافر.

__________________

(٧) ـ ينابيع المودة : ص ٤٩٢ و ٤٩٣ ، ب ٩٤ ، كمال الدين : ج ١ ، ص ٢٨٢ ، ب ٢٤ ، ح ٣٥ ، عيون أخبار الرضا : ج ١ ، ص ٦٥ ، ح ٣٤ ، الأمالي للصدوق : ص ٩٧ ، المجلس ٢٣ ، ح ٩ ، وفي المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ، ص ٢٩٨ فصل فيما روته الخاصة : روى جلّ من مشايخنا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الائمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، روضة الواعظين : ج ١ ، ص ١٠٢.

(٨) ـ كمال الدين : ج ١ ، ص ٢٥٩ ، ب ٢٤ ، ح ٤ ، العيون : ج ١ ، ص ٥٩ ، ح ٢٨ ، ب ٦ ، كفاية الأثر : ص ١٤٥ ، ب ٢٣ ، ح ٢ ، بحار الأنوار ج ٣٦ ، ص ٢٤٤ ، ب ٤١ ، ح ٥٧ ، الانصاف : ص ٣٢٣ ، باب الياء ح ٢٩٦ ، منار الهدى : ص ٣٦٩.

١٠٦

١٥٧ ـ (٩) ـ الأمالي للصدوق : حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد الأنباري قال : حدثنا الحسن بن علي بن فضّال ، عن اسماعيل بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم‌السلام قال : قلت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أخبرني بعدد الائمّة بعدك ، فقال : يا علي هم اثنا عشر أوّلهم أنت وآخرهم القائم.

١٥٨ ـ (١٠) ـ مائة منقبة : حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد رحمه‌الله قال : حدثني محمد بن الحسين ، عن ابراهيم بن هاشم (هشام خ ل) قال : حدثني محمد بن سنان قال : حدثني زياد بن المنذر قال : حدثني سعيد (سعد خ ل) بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : معاشر الناس اعلموا أنّ [لله بابا] من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر ، فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال : يا رسول الله اهدنا الى هذا الباب حتى نعرفه ، قال : هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفته على الناس أجمعين ، معاشر الناس من أحبّ أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن ابي طالب عليه‌السلام فإنّ ولايته ولايتي وطاعته طاعتي ، معاشر الناس من أحبّ أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، معاشر الناس من أراد أن يتولى الله ورسوله فليقتد بعلي بن أبي طالب والائمّة من ذريتي فإنّهم

__________________

(٩) ـ الأمالي للصدوق : المجلس الحادي والتسعون ، ح ١٠ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٢٣٢ ، ب ٤١ ، ح ١٥.

(١٠) ـ مائة منقبة : ص ٧١ ، المنقبة الحادية والأربعون ، اليقين : ص ٦٠ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٢٦٣ ، ب ٤١ ، ح ٨٤.

١٠٧

خزّان علمي.

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله وما عدّة الائمّة؟ فقال : يا جابر سألتني رحمك الله عن الاسلام بأجمعه ، عدّتهم عدّة الشهور وهي عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض ، وعدّتهم عدّة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران عليه‌السلام حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، وعدّتهم عدة نقباء بني إسرائيل. قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) فالائمّة يا جابر اثنا عشر (إماما) أولهم علي بن ابي طالب عليه‌السلام وآخرهم القائم المهدي صلوات الله عليهم.

١٥٩ ـ (١١) ـ الاختصاص : عنه ـ يعني الصدوق ـ قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن علي بن سالم ، عن أبيه [عن سالم بن دينار] ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت ابن عباس يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ذكر الله عزوجل عبادة ، وذكري عبادة ، وذكر على عبادة ، وذكر الائمّة من ولده عبادة ، والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنّ وصيي لأفضل الأوصياء وإنّه لحجة الله على عباده وخليفته على خلقه ومن ولده الائمّة الهداة بعدي ، بهم يحبس الله العذاب عن أهل الأرض ، وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه ، وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم ، وبهم يسقي خلقه الغيث ، وبهم يخرج النبات ، اولئك أولياء الله حقّا وخلفائي صدقا ، عدّتهم عدّة الشهور وهي اثنا عشر شهرا ، وعدّتهم عدّة

__________________

(١١) ـ الاختصاص : ص ٢٢٣ ، ب ٧١ ، حديث في الائمة عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٣٧٠ ، ب ٤١ ، ح ٢٣٤.

١٠٨

نقباء موسى بن عمران ، ثم تلا هذه الآية : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) (١) ثم قال : أتقدّر يا بن عباس أن الله يقسم بالسماء ذات البروج ، ويعني به السماء وبروجها؟ قلت : يا رسول الله فما ذاك؟ قال : أمّا السماء فأنا ، وأمّا البروج فالائمّة بعدي أولهم علي وآخرهم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين.

١٦٠ ـ (١٢) ـ غيبة النعماني : أخبرنا محمد بن همام قال : حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن عيسى القوهستاني قال : حدثنا بدر بن اسحاق بن بدر الانماطي في سوق الليل بمكة ، وكان شيخا نفيسا من إخواننا الفاضلين وكان من أهل قزوين ـ في سنة خمس وستين ومائتين ، قال : حدثني أبي اسحاق بن بدر قال : حدثني جدي بدر بن عيسى قال : سألت أبي عيسى بن موسى ـ وكان رجلا مهيبا ـ فقلت له : من أدركت من التابعين؟ فقال : ما أدري ما تقول [لي] ولكني كنت بالكوفة فسمعت شيخا في جامعها يتحدث عن عبد خير ، قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي الائمّة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدك أحد عشر إماما وأنت أولهم ، وآخرهم اسمه اسمي يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ، يأتيه الرجل والمال كدس ، فيقول : يا مهدى أعطني ، فيقول : خذ.

١٦١ ـ (١٣) ـ ينابيع المودة : أخرج صاحب المناقب ، حدثنا الحسن بن

__________________

(١) ـ البروج : ١.

(١٢) ـ غيبة النعماني : ص ٩٢ ، ب ٤ ، ص ٢٣ ، غيبة الشيخ : ص ١٣٥ ، ح ٩٩ ، بالاختصار وفيه : المهديون المغصوبون حقوقهم من ولدك ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٢٥٩ ، ب ٤١ ، ح ٧٨ ، وص ٢٨١ ، ب ٤١ ، ح ١٠١.

(١٣) ـ ينابيع المودة : ص ٤٨٥ ، ب ٩٣ ، كمال الدين : ج ١ ، ص ٢٥٤ ، ب ٢٣ ، ح ٤ ،

١٠٩

محمد بن سعد ، حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفي ، حدثنا محمد بن أحمد الهمداني ، حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري ، حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم ، حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما خلق الله خلقا أفضل منّي ولا أكرم عليه منّي ، قال علي : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال : يا علي ، إنّ الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين وفضّلني على جميع النبيين والمرسلين ، والفضل بعدى لك يا علي وللائمة من ولدك من بعدك ، فإنّ الملائكة من خدّامنا وخدّام محبينا يا علي ، الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا ، يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء ولا الجنّة ولا النار ولا السماء ولا الأرض ، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم الى معرفة ربّنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه ، لأنّ أول ما خلق الله عزوجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتحميده ، ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنّا مخلوقون ، وأنّه تعالى منزّه عن صفاتنا فسبّحت الملائكة بتسبيحنا ونزّهته عن صفاتنا ، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلّا الله وأنّا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن تعبد معه أو دونه ، فقالوا : لا إله إلّا الله ، فلما شاهدوا كبر محلنا كبّرنا لتعلم الملائكة أن الله أكبر فلا ينال مخلوقه عظم المحل إلّا به ، فلما شاهدوا ما

__________________

العيون : ج ١ ، ص ٢٦٢ ، ب ٢٢ ، ح ٢٢ ، علل الشرائع : ص ١٣ ، بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ٣٣٥ ، ب ٨ ، ح ١ ، وج ٥٧ ، ص ٣٠٣ ، ب ٣٩ ، ح ١٦ ، وفي غير الينابيع «الحسن بن محمد بن سعيد».

١١٠

جعله الله لنا من العزّ والقوّة ، قلنا : لا حول ولا قوة إلّا بالله ، لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلّا بالله فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض طاعة الخلق إيّانا ، قلنا : الحمد لله لتعلم الملائكة أنّ الحمد لله على نعمته ، فقالت الملائكة : الحمد لله ، فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتكبيره وتحميده ، وإن الله تبارك وتعالى خلق آدم عليه‌السلام فأودعنا في صلبه ، وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما وإكراما له ، وكان سجودهم لله عبودية ولآدم إكراما وطاعة لأمر الله لكوننا في صلبه ، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلّهم أجمعون ، وإنه لما عرج بي الى السماء ، أذّن جبرئيل مثنى مثنى وأقام مثنى مثنى ، ثم قال : تقدّم يا محمد فقلت : يا جبرئيل أتقدّم عليك؟ فقال : نعم ، إنّ الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه على ملائكته أجمعين ، وفضّلك خاصة على جميعهم ، فتقدّمت فصليت بهم ولا فخر ، فلما انتهيت إلى حجب النور ، قال لي جبرئيل : تقدّم يا محمد ، وتخلّف هو عنّي فقلت : يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال : يا محمد ، إنّ هذا انتهاء حدّ [ي] الذي وضعني الله فيه فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدّي حدود ربي جلّ جلاله ، فزج بي النور زجّة (١) حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علوّ ملكه ، فنوديت : يا محمد أنت عبدى وأنا ربّك فإياي فاعبد وعليّ فتوكل ، وخلقتك من نوري وأنت رسولي إلى خلقي وحجّتي على بريتي ، لك ولمن اتبعك خلقت جنّتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ، ولأوصيائك أوجبت كرامتي ، فقلت : يا رب ، ومن أوصيائي؟ فنوديت : يا محمد أوصياؤك المكتوبون على سرادق عرشي ، فنظرت فرأيت اثني عشر نورا

__________________

(١) الصحيح «فزخ» بالخاء المعجمة كما في كمال الدين وغيره ولفظه : «فزخّ لي زخة في النور» وقال العلامة المجلسي رحمه‌الله : زخّ به أي دفع ورمي.

١١١

وفي كل نور سطرا أخضر عليه اسم وصيّ من أوصيائي ، أوّلهم علي وآخرهم القائم المهدي ، فقلت : يا ربّ هؤلاء أوصيائي من بعدي؟ فنوديت : يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريّتي ، وهم أوصياؤك ، وعزّتي وجلالي لأطهرنّ الأرض بآخرهم المهدي من الظلم ولأملّكنه مشارق الارض ومغاربها ولاسخرنّ له الرياح ، ولأذللنّ له السحاب الصعاب ولأرقينّه في الأسباب ولأنصرنّه بجندي ولأمدنّه بملائكتي حتى تعلو دعوتي ويجمع الخلق على توحيدى ، ثم لأديمنّ ملكه ولأداولنّ الأيام بين أوليائي الى يوم القيامة.

١٦٢ ـ (١٤) ـ ينابيع المودة : في حديث طويل نقله عن المناقب عن أبي الطفيل عامر بن واثلة في قضية مجيء يهودي من يهود المدينة إلى علي عليه‌السلام وسؤالاته عنه قال (اليهودي) : أخبرني كم لهذه الامة بعد نبيّها من إمام؟ وأخبرني عن منزل محمد أين هو في الجنة؟ وأخبرني من يسكن معه في منزله؟ قال علي عليه‌السلام : لهذه الامة بعد نبيّها اثنا عشر إماما لا يضرّهم خلاف من خالفهم ، قال اليهودي : صدقت ، قال علي عليه‌السلام : ينزل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جنة عدن وهي وسط الجنان وأعلاها وأقربها من عرش الرحمن جلّ جلاله ، قال اليهودي : صدقت ، قال علي عليه‌السلام : والذي يسكن معه في الجنة هؤلاء الائمّة الاثنا عشر أولهم أنا وآخرنا القائم المهدي ، قال : صدقت ، قال علي عليه‌السلام : سل عن الواحدة ، قال : أخبرني كم تعيش بعد نبيّك وهل تموت أو تقتل؟ قال : أعيش بعده ثلاثين سنة وتخضب هذه ـ وأشار إلى لحيته ـ من هذا ـ وأشار برأسه ـ فقال اليهودي : أشهد أن لا إله الّا الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأشهد

__________________

(١٤) ـ ينابيع المودة : ص ٤٤٣ ، ب ٧٦.

١١٢

أنك وصي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

١٦٣ ـ (١٥) ـ شرح غاية الأحكام : عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام أنه قال : منّا اثنا عشر مهديّا أولهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام وآخرهم القائم عليه‌السلام.

١٦٤ ـ (١٦) ـ روض الجنان في تفسير القرآن : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الائمّة من بعدي اثنا عشر أولهم علي ، ورابعهم علي ، وثامنهم علي ، وعاشرهم علي ، وآخرهم مهدي.

١٦٥ ـ (١٧) ـ المناقب : عن الصادق عليه‌السلام قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله تعالى أخذ ميثاقي وميثاق اثني عشر إماما بعدي وهم حجج الله على خلقه ، الثاني عشر منهم القائم الذي يملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

١٦٦ ـ (١٨) ـ فرائد السمطين : بإسناده عن الاصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون.

__________________

(١٥) ـ كشف الاستار : ص ١٠٩ ، ف ١ ، ط مكتبة نينوى عن شرح غاية الأحكام.

(١٦) ـ روض الجنان : ج ٩ ، ص ٢٤٠ ، من تفسير سورة التوبة ، الآية : ٣٦.

(١٧) ـ المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ، ص ٢٨٣.

(١٨) ـ فرائد السمطين : السمط الثاني : ج ٢ ، ص ١٣٢ ، ب ٣١ ، ح ٤٣٠ ، وص ٣١٣ ، ب ٦١ ، ح ٥٦٣ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ، ص ٢٠٩ ، كمال الدين : ج ١ ، ص ٢٨٠ ، ب ٢٤ ، ح ٢٨ ، العيون : ج ١ ، ص ٦٤ ، ب ٦ ، ح ٣٠ ، كفاية الأثر : ص ١٩ ، ب ١ ، ح ٤ ، بحار الانوار : ج ٣٦ ، ص ٢٨٦ ، ب ٤١ ، ح ٥٠ و ١٠٨ ، ينابيع المودة : ص ٢٥٨ عن كتاب مودة القربى ، الصراط المستقيم : ج ٢ ، ص ١١٠ في الباب العاشر في الفصل الثاني من القطب الاول ، كفاية الأثر : ص ١٩ ، ب ١ ، ح ٤.

١١٣

١٦٧ ـ (١٩) ـ كفاية الأثر : حدثنا علي بن الحسين قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين (الحسن خ ل) البزوفري رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا القاضي أبو اسماعيل جعفر بن الحسين البلخي قال : حدثنا شقيق (بن أحمد خ ل) البلخي ، عن سماك ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : أهل بيتي أمان لأهل الارض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، قيل : يا رسول الله فالائمّة بعدك من أهل بيتك؟ قال : نعم [الائمّة] بعدى اثنا عشر [إماما] تسعة من صلب الحسين عليه‌السلام امناء معصومون ، ومنّا مهديّ هذه الامة ، ألا إنّهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي ، ما بال أقوام يؤذونني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي.

١٦٨ ـ (٢٠) ـ كفاية الأثر : حدثنا علي بن محمد قال : حدثنا محمد بن أحمد الصفواني قال : حدثنا فيض بن المفضّل الحلبي (الجلي خ ل) قال : حدثني مسعر بن كدام ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : الائمّة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم.

١٦٩ ـ (٢١) ـ كفاية الأثر : أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي قال : حدثنا أبو سلمان (أبو سليمان خ ل) أحمد بن أبي هراسة (أبي هرشة خ ل) قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري قال : حدثنا اسماعيل بن أبي أويس ، عن أبيه ، عن عبد الحميد الأعرج ، عن عطاء قال : دخلنا على عبد الله بن عباس وهو

__________________

(١٩) ـ كفاية الأثر : ص ٢٩ ، ب ٣ ، ح ٢ ، بحار الانوار : ج ٣٦ ، ص ٢٩١ ، ب ٤١ ، ح ١١٤.

(٢٠) ـ كفاية الأثر : ص ٣٤ ، ب ٣ ، ح ١٠ ، بحار الانوار : ج ٣٦ ، ص ٢٩٣ ، ب ٤١ ، ح ١٢١.

(٢١) ـ كفاية الأثر : ص ٢٠ ، ب ١ ، ح ٥ ، بحار الانوار : ج ٣٦ ، ص ٢٨٧ ، ب ٤١ ، ح ١٠٩.

١١٤

عليل بالطائف في العلة التي توفي فيها ونحن زهاء (رهطا ن خ) ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف وقد ضعف ، فسلّمنا عليه وجلسنا ، فقال لي : يا عطاء من القوم؟ قلت : يا سيدي هم شيوخ هذا البلد ، منهم عبد الله بن سلمة بن حضرم (حضرمي خ ل) الطائفي وعمارة بن أبي الأجلح وثابت بن مالك ، فما زلت أعدّ له واحدا بعد واحد ثمّ تقدّموا إليه فقالوا : يا بن عمّ رسول الله إنّك رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمعت منه ما سمعت ، فأخبرنا عن اختلاف هذه الامة فقوم (قد خ ل) قدّموا عليّا عليه‌السلام على غيره وقوم جعلوه بعد ثلاثة ، قال : فتنفّس ابن عباس وقال : سمعت رسول الله يقول : علي مع الحقّ والحقّ معه (مع علي خ ل) وهو الإمام والخليفة من بعدي فمن تمسّك به فاز ونجا ، ومن تخلّف عنه ضلّ وغوى. يلي تكفيني وغسلي (بلى يكفّنني ويغسلني خ ل) ويقضي ديني وأبو سبطيّ الحسن والحسين ، ومن صلب الحسين تخرج الائمّة التسعة ، ومنّا مهديّ هذه الامة.

فقال له عبد الله بن سلمة الحضرمي : يا بن عمّ رسول الله فهلّا كنت تعرّفنا قبل هذا؟ فقال : قد والله أدّيت ما سمعت ونصحت لكم ولكن لا تحبّون الناصحين ، ثم قال : اتقوا الله عباد الله تقية من اعتبر تمهيدا (بهذا خ ل) واتقى في وجل وكمش في مهل (وهل خ ل) ورغب في طلب ورهب في هرب ، فاعملوا لآخرتكم قبل حلول آجالكم وتمسّكوا بالعروة الوثقى من عترة نبيّكم ، فإنّي سمعته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : من تمسّك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ، ثم بكى بكاء شديدا ، فقال له القوم : أتبكي ومكانك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكانك؟ فقال لي : يا عطاء إنّما أبكي لخصلتين ، هول المطلع وفراق الأحبّة.

ثم تفرّق القوم (عنه خ ل) فقال لي : يا عطاء خذ بيدي واحملني الى

١١٥

صحن الدار (فأخذنا بيده أنا وسعيد وحملناه الى صحن الدار خ ل) ثم رفع يديه الى السماء وقال : اللهم إنّي اتقرّب إليك بمحمد وآله (وآل محمد خ ل) اللهم إنّي اتقرب إليك بولاية الشيخ علي بن أبي طالب. فما زال يكررها حتى وقع إلى الارض فصبرنا عليه ساعة ثم أقمناه فاذا هو ميّت رحمة الله عليه.

١٧٠ ـ (٢٢) ـ كفاية الأثر : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله (عبد الله خ ل) الجوهري قال : حدثنا عبد الصمد بن على بن محمد بن مكرم قال : حدثنا الطيالسي أبو الوليد ، عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، عن أبيه ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قوله عزوجل : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) (١) قال : جعل الإمام (الإمامة خ ل) في عقب الحسين يخرج من صلبه تسعة من الائمّة ومنهم مهديّ هذه الامة ، ثم قال عليه‌السلام : لو أنّ رجلا صفن بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضا لأهل بيتي دخل النار.

١٧١ ـ (٢٣) ـ كفاية الأثر : حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال : حدثنا هارون بن موسى رحمه‌الله قال : حدثنا أبو الحسن (أبو الحسين خ ل) محمد بن [أحمد بن عيسى بن] منصور الهاشمي قال : حدثنا أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدثنا أبو ثابت المدني قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن هشام بن سعيد ، عن عيسى بن عبد الله بن

__________________

(٢٢) ـ كفاية الأثر : ص ٨٦ ، ب ١٠ ، ح ٣ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٣١٥ ، ب ٣٦ ، ح ١٦٠ ، مناقب ابن شهرآشوب : ج ٤ ، ص ٤٦ ، باب إمامة أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام الى قوله «منهم مهديّ هذه الام»).

(١) ـ الزخرف : ٢٨.

(٢٣) ـ كفاية الأثر : ص ٩١ ، ب ١٠ ، ح ٢ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٣١٧ ، ب ٤١ ، ح ١٦٥ وفيه «الحسن والحسين» بعد فاطمة.

١١٦

مالك ، عن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : (يا خ ل) أيها الناس إنّي فرط لكم وإنّكم واردون عليّ الحوض ، حوضا عرضه ما بين صنعاء الى بصرى (وبصرى خ ل) فيه قد حان عدد النجوم من فضّة وإنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا (ني خ ل) كيف تخلفوني فيهما ، السبب الأكبر كتاب الله طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض. فقلت : يا رسول الله من عترتك؟ قال : أهل بيتي من ولد علي وفاطمة عليهما‌السلام وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرارهم عترتي من لحمي ودمي.

١٧٢ ـ (٢٤) ـ مائة منقبة : حدثني أبو عبد الله محمد بن علي بن زنجويه رحمه‌الله قال : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثني جعفر بن سلمة قال : حدثني ابراهيم بن محمد قال : أخبرنا أبو غسّان قال : حدثني يحيى بن سلمة ، عن أبيه ، عن أبي ادريس ، عن المسيّب ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : والله لقد خلفني رسول الله في امّته فأنا حجّة الله عليهم بعد نبيّه ، وإنّ ولايتي لتلزم أهل السماء كما تلزم أهل الأرض [و] إنّ الملائكة لتتذاكر (ليتذاكرون خ ل) فضلي وذلك تسبيحها (تسبيحهم خ ل) عند الله ، أيّها الناس اتبعوني أهدكم سواء السبيل (سبيل الرشاد خ ل) ولا تأخذوا يمينا وشمالا فتضلّوا ، وأنا وصيّ (رسول الله خ ل) نبيّكم وخليفته وإمام (المتقين خ ل) المؤمنين ومولاهم وأميرهم وأنا قائد شيعتي إلى الجنّة

__________________

(٢٤) ـ المناقب المائة : المنقبة الثانية والثلاثون ، ص ٥٩ ، ورواه في غاية المرام في عدة مواضع عن أبي الحسن الفقيه ابن شاذان (صاحب المناقب المائة) من طرق العامة وأخرجه في الاستنصار : ص ٢١ ، في الفصل الذي عقده لنقل روايات العامة عن ابن شاذان.

١١٧

وسائق أعدائي إلى النار ، أنا سيف الله على أعدائه ورحمته على أوليائه ، أنا صاحب حوض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولوائه وصاحب مقامه وشفاعته ، أنا والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين ، خلفاء الله في أرضه وأمناؤه على وحيه وأئمّة المسلمين بعد نبيّه (نبيّهم خ ل) وحجج الله على بريّته.

١٧٣ ـ (٢٥) ـ كفاية الأثر : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي قال : حدثني أبو الحسين محمد بن (أبي) عبد الله الكوفي الأسدي قال : حدثني محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثني مندل بن علي ، عن أبي نعيم ، عن محمد بن زياد ، عن زيد بن أرقم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعلي عليه‌السلام : أنت الإمام والخليفة بعدي وابناك سبطاي وابناك هذان إمامان وسيّدا شباب أهل الجنّة (وهما سيّدا شباب أهل الجنة خ ل) وتسعة من صلب الحسين أئمة معصومون ومنهم قائمنا أهل البيت. ثم قال : يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام إليه رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأمي يا رسول

__________________

(٢٥) ـ كفاية الأثر : ص ١٠٠ ، ب ١٣ ، ح ١ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٣١٩ ، ب ٤١ ، ح ١٧.

أقول : روي في كتب القوم نحو هذا الحديث في الأربعة الذين ليس في القيامة راكب غيرهم فأخرج الخطيب في تاريخ بغداد : ج ١١ ص ١١٢ رقم ٥٨٠٥ بسنده عن عكرمة عن ابن عباس. وبسنده الآخر في ج ١٣ ص ١٢٢ رقم ٧١٠٦ عن الأصبغ عن ابن عباس ، وفي الحديثين بعض فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام غير ما في هذا الحديث.

وفي الحديث الثاني قال : فينادي مناد من بطنان العرش .. هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين إلى جنان ربّ العالمين أفلح من صدقه وخاب من كذبه ، لو أنّ عابدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتّى يكون كالشن البالي ولقى الله مبغضا لآل محمد أكبّه الله على منخره في نار جهنّم.

وأخرج نحو هما في كنز العمال : ج ١٣ ص ١٥٣ ح ٣٦٤٧٨ عن علي عليه‌السلام وفيه : هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب.

١١٨

الله من هم؟ قال : أنا على دابة الله البراق وأخي صالح على (ناقته خ ل) ناقة الله التي عقرت وعمّي حمزة على ناقتي العضباء وأخي علي على ناقة من نوق الجنّة وبيده لواء الحمد ينادي لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، فيقول الآدميون : ما هذا إلّا ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من بطنان العرش : يا معشر الآدميّين ليس هذا ملك مقرّب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش ، (كذا) هذا الصديق الأكبر (والفاروق الأعظم خ ل) علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

١٧٤ ـ (٢٦) ـ كفاية الأثر : علي بن الحسن قال : حدثنا محمد بن الحسين البزوفري قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن قرضة (فرصد خ ل) ، عن شريك ، عن الأعمش ، عن زيد بن حسّان ، (يزيد بن حيّان خ ل) عن زيد بن أرقم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعلي بن أبي طالب : أنت سيد الأوصياء وابناك سيدا شباب أهل الجنة ، ومن صلب الحسين يخرج الله عزوجل الائمّة التسعة ، فإذا متّ ظهرت لك الضغائن (ضغائن خ ل) في صدور قوم ويمنعونك حقّك ويتمالون عليك (يتمالئون عليك ويمنعون حقّك خ ل).

١٧٥ ـ (٢٧) ـ كفاية الأثر : حدثنا علي بن الحسين البزوفري ، (حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال : حدثنا محمد بن الحسين البزوفري خ ل) [قال : حدثنا أحمد بن عيسى بن الفضل الأنماطي] قال : حدثنا داود بن

__________________

(٢٦) ـ كفاية الأثر : ص ١٠١ ، ب ١٣ ، ح ٢ ، بحار الانوار : ج ٣٦ ، ص ٣٢٠ ، ب ٤١ ، ح ١٧٢.

(٢٧) ـ كفاية الأثر : ص ٩٣ ، ب ١١ ، ح ١ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٣١٧ ، ب ٤١ ، ح ١٦٦ والسند فيه هكذا : علي بن الحسن بن محمد عن محمد بن الحسين البزوفري عن أحمد بن عيسى بن الفضل الأنماطي عن داود بن فضل عن أبي عائشة والظاهر أنّ الصحيح (ابن عائشة) والمكنّى به فيما وجدت في كتب الرجال هو عبيد الله بن محمد بن حفص التميمي.

١١٩

فضل ، عن ابن عائشة ، عن أبي عبد الرحمن عن ، سعيد بن المسيّب ، عن عمرو بن عثمان بن عفان قال : قال لي أبي : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : الائمّة عليهم‌السلام بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين ، ومنّا مهدي ، هذه الامة ، من تمسّك من بعدي بهم فقد استمسك بحبل الله ومن تخلّى منهم فقد تخلّى من الله.

١٧٦ ـ (٢٨) ـ كفاية الأثر : حدثنا علي بن محمد قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثني أحمد بن يونس ، قال : حدثني إسرائيل ، عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن (بن خ ل) أبي امامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الائمّة بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش ، تسعة من صلب الحسين والمهديّ منهم.

١٧٧ ـ (٢٩) ـ كفاية الأثر : حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال : حدثنا هارون بن موسى قال : حدثني محمد بن علي بن معمر قال : حدثني عبد الله بن معبد قال : حدثنا موسى بن ابراهيم الممتع قال : حدثني عبد الكريم بن هلال ، عن أسلم ، عن أبي الطفيل ، عن عمّار قال : لما حضر (ت ، خ ل) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوفاة دعا بعلي فسارّه طويلا ثم قال : يا علي أنت وصيي ووارثي قد أعطاك الله علمي وفهمي ، فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم وغصبت (وغصب خ ل) على حقّك (حقد خ ل) فبكت فاطمة عليها‌السلام وبكى الحسن والحسين فقال لفاطمة : يا سيدة النسوان ممّ بكاؤك؟ قالت : يا أبة أخشى الضيعة بعدك. قال : أبشري يا فاطمة ، فإنّك أول من يلحقني من أهل بيتي ، ولا تبكي ولا تحزني ، فإنّك سيدة نساء أهل الجنة ، وأباك سيد

__________________

(٢٨) ـ كفاية الأثر : ص ١٠٦ ، ب ١٤ ، ح ٢ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٣٢١ ، ب ٤١ ، ح ١٧٥.

(٢٩) ـ كفاية الأثر : ص ١٢٤ ، ب ١٧ ، ح ٢ ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ، ص ٣٢٨ ، ب ٤١ ، ح ١٨٤ الى «مهدي هذه الأمّة».

١٢٠