حسن التعليل
١ ـ تعريفه :
هو في معجم المصطلحات (١) «أن يتلمّس الأديب للشيء أو للظاهرة علّة أدبية طريفة تناسب الغرض الذي يرمي إليه بدلا من علّته أو علّتها الحقيقية ، وذلك كقول ابن الرومي (البسيط) :
أمّا ذكاء فلم تصفرّ إذ جنحت |
|
إلّا لفرقة ذاك المنظر الحسن |
فالعلّة الأدبية التي تلمّسها ابن الرومي لاصفرار الشمس عند ميلها للغروب الخوف من فراق وجه الممدوح لا السبب العلمي المعروف من دوران الأرض حول محورها».
والطّريف في حسن التعليل أنّ المبدع ـ كاتبا أو شاعرا ـ ينكر صراحة أو ضمنا علّة الشيء المعروفة والشائعة عند الناس ليأتي بعلّة يرتئيها وتناسب الغرض الذي يرمي إليه. وفي حسن التعليل تظهر قدرة الكاتب على اختراع المعاني ، وابتداع الصّور التي لم يسبق إليها. وأكثر ما يكون تعليله صادما لأنه يخالف المألوف ويأتي بالجديد المقنع الذي لا يوافق العرف العامّ ولكنّه لا يرفض لطرافته ودقّة نظر صاحبه.
٢ ـ أقسامه :
ذهب الخطيب القزويني إلى أنه (٢) «أربعة أقسام ، لأنّ الوصف إمّا ثابت قصد به بيان علّته ، أو غير ثابت أريد إثباته ، والأوّل إمّا أن لا
__________________
(١). معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب ، وهبة ـ المهندس ، ص ٨٤.
(٢). الإيضاح في علوم البلاغة ، الخطيب القزويني ، ص ٥١٨.