تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

[قال ابن عساكر :](١) حميد بن هلال لم يدرك معاذا.

وقد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرّحمن ، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، نا محمّد بن رمح ، نا أبو نعيم ، نا سفيان ، عن حرملة ، عن خالد الحذّاء ، عن أبي نصر ، عن عبد الله بن الصامت ، عن معاذ قال : ما بزقت عن يميني منذ أسلمت.

ورواه غيره عن أبي نعيم ، فلم يذكر حرملة.

قرأت على أبي غالب بن أبي علي ، عن أبي إسحاق الحنبلي ، أنا أبو عمر الخزاز ، أنا أحمد بن معروف ، نا ابن فهم ، نا ابن سعد (٢) ، أنا الفضل بن دكين ، وقبيصة بن عقبة ، نا سفيان ، عن خالد الحذّاء عن أبي نصر حميد بن هلال العدوي ، عن عبد الله بن الصامت قال : قال معاذ : ما بزقت عن يميني منذ أسلمت.

قال : ونا ابن سعد (٣) ، أنا موسى بن داود ، نا محمّد بن راشد ، عن الوضين بن عطاء ، عن محفوظ بن علقمة ، عن أبيه.

أن معاذ دخل قبّته فرأى امرأته تنظر من خرق في القبّة ، فضربها.

قال : وكان معاذ يأكل تفاحا ومعه امرأته ، فمرّ غلام له (٤) ، فناولته امرأته تفاحة قد عضّتها فضربها معاذ.

أنبأنا أبو القاسم علي (٥) بن إبراهيم ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصيرفي ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب (٦) الأصم ، نا الربيع بن سليمان ، نا عبد الله ابن وهب ، نا سليمان بن بلال (٧) ، حدّثني موسى ـ يعني ـ ابن (٨) عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٥٨٦.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٨٦.

(٤) قوله : «فمر غلام له» مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس.

(٥) قوله : «أبو القاسم علي» مكانه بياض في «ز».

(٦) قوله : «بن يعقوب» مكانه بياض في «ز».

(٧) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ١ / ٤٥٧.

(٨) قوله : «يعني ابن» مكانه بياض في «ز».

٤٤١

أن أبا عبيدة بن الجرّاح لما أصيب استخلف معاذ بن جبل وذاك ـ يعني ـ في طاعون عمواس (١) اشتد الوجع فصرخ الناس إلى معاذ : ادع الله أن يرفع عنّا هذا الرجز ، قال معاذ (٢) : إنه ليس برجز ولكنها دعوة نبيّكم وموت الصالحين قبلكم ، وشهادة يخص الله من شاء (٣) منكم ، أيها الناس أربع خلال من استطاع أن لا يدركهن ، قالوا : وما هي؟ قال : يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويأتي زمان يقول الرجل : والله ما أدري ما أنا ، لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة ، ويأتي زمان يصبح الرجل على دين ويمسي على دين آخر ، ويأتي على الناس زمان يعطى الرجل المال من مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله عليه.

قرأت على أبي غالب أحمد بن الحسن ، عن إبراهيم بن عمر ، أنا محمّد بن العباس ، نا أبو الحسن بن معروف ، نا الحسين بن محمّد ، نا ابن سعد (٤) ، أنا عبيد الله بن موسى ، أنا موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع قال :

لما أصيب أبو عبيدة بن الجرّاح في طاعون عمواس استخلف معاذ بن جبل ، واشتد الوجع ، فقال الناس لمعاذ : ادع الله يرفع عنّا هذا الرجز ، قال : إنه ليس برجز ، ولكنه دعوة نبيّكم ، وموت الصالحين قبلكم ، وشهادة يختص بها الله من يشاء منكم ، أيّها الناس ، أربع خلال من استطاع أن لا يدركه شيء منهن (٥) فلا تدركه ، قالوا : وما هي؟ قال : يأتي زمان يظهر فيه الباطل ، ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر ، ويقول الرجل : والله ما أدري على ما أنا ، لا يعيش على بصيرة ، ولا يموت على بصيرة ، ويعطى المال من مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله ، اللهمّ آت آل معاذ نصيبهم الأوفر من هذه الرحمة ، فطعن ابناه ، فقال : كيف تجدانكما؟ قالا : يا أبانا ، (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(٦) ، قال : وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين ، ثم طعنت (٧) امرأتاه ، فهلكتا ، وطعن هو في إبهامه ، فجعل يمسّها بفيه ويقول : اللهمّ إنها صغيرة فبارك فيها ، فإنك تبارك في الصغير ، حتى هلك.

__________________

(١) مكانها بياض في «ز».

(٢) قوله : «فقال معاذ» مكانه بياض في «ز».

(٣) قوله : «الله من شاء» مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها مقابل البياض : طمس بالأصل.

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٥٨٨ ـ ٥٨٩.

(٥) بالأصل وبقية النسخ : منهم ، والمثبت عن ابن سعد.

(٦) سورة البقرة ، الآية : ١٤٧.

(٧) بالأصل والنسخ : «طعننا» والمثبت عن ابن سعد.

٤٤٢

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا أبو أحمد الزبيري ، نا مسرّة بن معبد ، عن إسماعيل بن عبيد الله قال : قال معاذ بن جبل :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ستهاجرون إلى الشام ، فيفتح (٢) لكم ويكون فيه داء (٣) كالدّمّل أو كالحرّة يأخذ بمراق الرجل ، يستشهد الله به أنفسهم ويزكّي به أعمالهم» ، اللهم إن كنت تعلم أن معاذ بن جبل سمعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه ، فأصابهم الطاعون ، فلم يبق منهم أحد ، فطعن في إصبعه السبابة فكان يقول : ما يسرّني أنّ لي بها حمر النعم [١٢١٩٨].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي الصنعاني ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرزّاق ، عن (٤) معمر ، عن قتادة قال :

وقع طاعون بالشام في عهد عمر ، حتى كان الرجل لا يرفع إليه شيئا ، قال (٥) : فقام عمرو بن العاص ـ وهو أمير بالشام يومئذ ـ فقال : تفرقوا من هذا الرجز في هذه الجبال وهذه (٦) البريّة ، فقال شرحبيل بن حسنة : بل رحمة ربكم ، ودعوة نبيّكم ، وموتة الصالحين قبلكم ، ولقد أسلمت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإن هذا لأضلّ من حمار أهله ، قال : فقال معاذ بن جبل وسمعه يقول ذلك : اللهم ادخل على آل معاذ نصيبهم من هذا البلاء ، قال : فطعنت له امرأتان فماتتا (٧) ، ثم طعن ابن معاذ فدخل عليه فقال : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(٨) ، فقال : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)(٩) ، قال : ثم مات ابنه ذلك ، فدفنه معاذ ، ثم طعن معاذ بن جبل فغشي عليه فإذا أفاق قال : ربّ غمّني غمك ، فوعزتك إنك لتعلم أنّي أحبك ، قال : ثم يغشى عليه ، فإذا أفاق قال مثل ذلك.

__________________

(١) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٨ / ٢٥٤ رقم ٢٢١٤٩.

(٢) بالأصل : ففتح ، والمثبت عن «ز» ، ود ، و «م» ، والمسند.

(٣) كذا بالأصل ود ، وم ، و «ز» ، وليس فيها : «فيه» والذي في المسند : ويكون فيكم كالدمل.

(٤) قوله : «الرزاق ، عن» مكانه بياض في د ، وم.

(٥) قوله : «شيئا ، قال» مكانه بياض في د ، وكتب على هامشها : طمس ، وبياض أيضا في م.

(٦) قوله : «الجبال ، وهذه» مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس.

(٧) مكانها بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مطموس.

(٨) سورة آل عمران ، الآية : ٦٠.

(٩) سورة الصافات ، الآية : ١٠٢.

٤٤٣

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، أنا سيف بن عمر ، عن أبي عثمان ، وأبي حارثة ، والربيع ، بإسنادهم ، قالوا :

وكان ذلك الطاعون موتان لم ير مثله طمع له العدو في المسلمين ، وتحرقت له قلوب المسلمين ، كثر موته وطال مكثه ، مكث أشهرا حتى تكلم في ذلك (١) الناس ، فاختلفوا ، فأمر معاذ بالصبر حتى ينجلي ، وأمر عمرو بن عبسة بالتنحي حتى ينجلي ، وقال الذين يرون التنحي : أيها الناس ، هذا رجز ، هذا الطوفان ، الذي (٢) بعث على بني إسرائيل وبلغ ذلك معاذا فأقبل ، والذين يرون الصبر فتكلموا قال معاذ : يا أيها الناس ، لم تجعلون دعوة نبيّكم ورحمة ربّكم عذابا؟ وتزعمون أن الطاعون هو الطوفان الذي بعث على بني إسرائيل؟ وإنّ الطاعون لرحمة من ربكم رحمكم بها ، ودعوة من نبيّكم لكم ، وكفت (٣) الصالحين قبلكم ، اللهمّ أدخل على آل معاذ منه نصيبهم الأوفى ، فطعن عبد الرّحمن بن معاذ ، وامرأته ، ودخل عليه معاذ يعوده ، فقال : يا بني كيف تجدك؟ فقال : يا أبت (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) ، قال : يا بني (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) ، فمات [الفتى](٤) وامرأته ، وطعنت امرأتان لمعاذ فماتتا في يوم واحد ، فأقرع بينهما ، فقدم إحداهما قبل صاحبتها في القبر ، وطعن خادمه ، وأم ولده فتوفيتا فدفنهما حتى إذا لم يبق غيره طعن في كفّه بثيرة صغيرة كأنها عدسة ، فجعل ينظر إليها ويقول : إنك لصغيرة ، وإنّ الله ليجعل في الصغير الخير الكثير ، ثم يقبّلها ويقول : ما أحبّ أنّ لي بك حمر النعم ، فلما نزل به الموت فجعل يغيب به ثم يغمى عليه ثم ينفس عنه فيقول : غمّ غمك ، فوعزتك إنّك لتعلم أنّي أحبك ، ثم يقول : جرّعني ما أردت (٥).

قال : ونا سيف ، عن داود بن أبي هند ، عن شهر بن حوشب قال :

قام معاذ بن جبل في ذلك الطاعون فقال : يا أيها الناس ، إنّ هذا الطاعون رحمة ربكم ، ودعوة نبيكم ، وذهاب الصالحين قبلكم ، اللهمّ أدخل على آل معاذ نصيبهم الأوفى ، ثم

__________________

(١) قوله : «في ذلك» استدركت على هامش «ز».

(٢) بالأصل : «الطوفان فإن الذي» والمثبت عن د ، وم ، و «ز».

(٣) الكفت : الجمع والضم ، كما في النهاية.

(٤) سقطت من الأصل ، واستدركت عن د ، وم ، و «ز».

(٥) حلية الأولياء ١ / ٢٤٠.

٤٤٤

جلس ، فأتاه آت فقال : إنّ عبد الرّحمن ابنك قد أصيب ، فأتاه يعوده ، فقال له ابنه : يا أبة ، (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) قال : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) فلما مات ، ومات أهله واحدا واحدا طعن معاذ ، فلمّا عاده أصحابه بكى الحارث بن عميرة (١) الزّبيدي ـ قرية من قرى اليمن تدعى زبيدا (٢) ـ وهو عند معاذ ، فأفاق معاذ ، فقال : ما يبكيك؟ قال : أبكي على العلم الذي يدفن معك ، قال : إن كنت طالب العلم لا محالة فاطلبه من ثلاث : من ابن أم عبد ، ومن عويمر ـ يعني أبا الدّرداء ـ ومن سلمان الفارسي ، وإيّاك وزلّة العالم (٣) فإنّ على الحق نورا يعرفه.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد (٤) ، أنا أبو الحسين محمّد ابن علي بن أبي الحديد المصري ، نا إبراهيم بن مرزوق ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا همّام ، نا قتادة ، ومطر الورّاق ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرّحمن بن غنم قال (٥) :

وقع الطاعون بالشام ، فخطب الناس عمرو بن العاص ، فقال : هذا الطاعون رجز ، ففروا منه في الأودية والشعاب ، فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة فغضب ، فجاء يجرّ ثوبه ونعلاه بيده فقال : صحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولكنه رحمة ربكم ، ودعوة نبيّكم ، ووفاة الصالحين قبلكم ـ أو قال : ممات الصالحين ـ فبلغ ذلك معاذ بن جبل فقال : اللهمّ اجعل نصيب آل معاذ الأوفر ، فماتت ابنتاه ، فدفنهما في قبر واحد ، فطعن ابنه عبد الرّحمن فقال : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) فقال معاذ بن جبل : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) قال : فطعن معاذ على كفه ، فجعل يقبّلها ويقول : هي أحبّ إليّ من حمر النعم ، فإذا سرّي عنه قال : رب غمّ غمّك ، فإنك تعلم أنّي أحبك.

قال (٦) : ورأى رجلا يبكي عنده فقال له : ما يبكيك؟ فقال : ما أبكي على دنيا كنت أصيبها منك ، ولكن أبكي على العلم الذي كنت أصيبه منك ، قال : فلا تبكه ، فإنّ إبراهيم

__________________

(١) تقرأ بالأصل : الحميرة ، والمثبت عن د ، ومكانها بياض في م ود.

(٢) زبيد بفتح أوله ، وكسر ثانيه مدينة مشهورة باليمن ، بازائها ساحل المندب (معجم البلدان).

(٣) مكانها بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : طمس.

(٤) زيد بعدها في «ز» ، ود : «وأبو نصر بن طلاب قالا : أنا أبو بكر بن أبي الحديد» وهذه الزيادة كانت موجودة بالأصل ثم شطبت.

(٥) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١ / ٤٥٨.

(٦) سير الأعلام ١ / ٤٥٨ ـ ٤٥٩.

٤٤٥

صلوات الله وسلامه عليه كان في الأرض وليس بها علم ، فآتاه الله علما ، فإن أنا متّ فاطلب العلم عند أربعة ، عند : عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن سلام ، وسلمان الفارسي ، وعويمر أبي الدّرداء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر ، أنا أحمد ، نا الحسين ، نا ابن سعد (١) ، أنا حمّاد بن عمرو النصيبي ، نا زيد بن رفيع ، عن معبد الجهني قال :

كان رجل يقال له يزيد بن عميرة السكسكي ، وكان تلميذا لمعاذ بن جبل ، فحدّث أن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قعد يزيد عند رأسه يبكي ، فنظر إليه معاذ فقال : ما يبكيك؟ فقال له يزيد : أما والله ما أبكي لدنيا كنت أصيبها منك ، ولكني أبكي لما فاتني من العلم ، فقال له معاذ : إن العلم كما هو لم يذهب ، فاطلب العلم بعدي عند أربعة ، عند : عبد الله بن مسعود ، وعند عبد الله بن سلام الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هو عاشر عشرة في الجنّة» [١٢١٩٩] ، وعند عمر ، ولكن عمر شغل عنكم ، وعند سلمان الفارسي ، قال : وقبض معاذ ، ولحق يزيد بالكوفة ، فأتى مجلس عبد الله بن مسعود ، فلقيه فقال له ابن مسعود : إن معاذ بن جبل كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ، فقال أصحابه : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فقال ابن مسعود : إنّ معاذ بن جبل كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفرّاء ، أنا أبو محمّد عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي ، نا محمّد بن إبراهيم المصيصي ، نا مجّاعة بن ثابت البغدادي ، نا ابن لهيعة ، عن ابن هبيرة ، عن عتبة بن حميد (٢) الطويل عن عبادة بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن غنم الأشعري قال :

حضرت معاذ بن جبل وهو عند رأس ابن له يجود بنفسه ، فما ملكنا أن ذرفت أعيننا أو انتحب بعضنا ، فحرد معاذ وقال : مه ، والله ليعلم رضاي بهذا أحبّ إليّ من كلّ غزاة غزوتها

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٢ / ٣٥٢ ـ ٣٥٣.

(٢) في «ز» : حشد.

٤٤٦

مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قال : ما يسرّني أنّ لي أحدا ذهبا (١) وأنّي أسخط بقضاء [قضاه](٢) الله بيننا قال : فقبض (٣) الغلام ، فغمضناه وذلك حين أخذ المؤذن في النداء لصلاة الظهر ، فقال معاذ : عجّلوا بجهازكم ، فما فجأنا إلّا وقد غسله وكفّنه وحنّطه خارجا بسريره قد جاز به المسجد غير مكترث لجميع الجيران ولا لمشاهدة الإخوان ، وتلاحق الناس ثم قالوا : أصلحك الله ، ألا انتظرتنا (٤) نفرغ من صلاتنا ونشهد جنازة ابن أخينا ، فقال معاذ : إنّا نهينا أن ننتظر بموتانا ساعة من ليل أو نهار ، ما يزال أول الأذى (٥) فيها من بقيا الجاهلية ، ثم نزل الحفرة هو وآخر فقلت الثالث : يا معاذ ، فقال : إنّما يقول الثالث الذين لا يعلمون فناولته يدي لأعينه ، فأبى فقال : والله ما أدع ذلك من فضل قوة ، ولكني أتخوف أن يظن الجاهل أنّ بي جزعا واسترخاء عند المصيبة ، ثم خرج فغسل رأسه ودعا بدهن فادّهن ودعا بكحل فاكتحل ، ودعا ببردة فلبسها ، وقعد في مسجده ، فأكثر من التبسّم والتكشير ليس به إلّا ما ينوي من ذلك ، ثم قال : إنا لله وإنا إليه راجعون في الله خلف من كلّ فائت وغنى من كل عزم ، وأنس من كل وحشة ، وعزاء من كل مصيبة ، رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمّد (٦) نبيا ، فقلنا : وما ذلك يا أبا عبد الرّحمن؟ فقال : وعظني خليلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما فقال : «يا معاذ ، من كان له ابن وكان عليه عزيزا ، وكان به ضنينا فأصيب به ، فاحتمل وصبر بمصيبته أنزل الله الميت دارا خيرا من داره ، وقرارا خيرا من قراره ، وأهلا خيرا من أهله ، وأوجب للمصاب المغفرة ، والهدى ، والرضوان ، والجوار في الجنّة ، ومن أصابته مصيبة فخرق فيها ثوبا فقد خرق دينه ، ومزّقه ، وبدّده ، ومن لطم عليها وجها حرم الله عليه النظر إلى وجهه ، ومن دعا عليها ويلا احتجب الله من بين يديه يوم القيامة ، ومن سالت دمعته من عينه لا يملكها كتب الله مصيبته له ولا عليه» [١٢٢٠٠].

ثم إنّ معاذا طعن في كفّه عام عمواس فقبلها وقال : حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم ، قلت : يا معاذ ، هل ترى شيئا؟ قال : نعم ، شكر لي ربي حسن عزائي ، أتاني روح ابني يبشرني أن محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مائة صف من الملائكة المقرّبين والشهداء والصالحين يصلّون على

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

(٢) استدركت عن هامش الأصل.

(٣) في «ز» : فقضى.

(٤) بالأصل ود ، و «ز» : «انتظرنا» والمثبت عن م.

(٥) بالأصل ود ، و «ز» : «الاذن» والمثبت عن م.

(٦) بالأصل : «ومحمد» والمثبت عن د ، و «ز» ، وم.

٤٤٧

روحي ويسوقوني إلى الجنّة ، ثم أغمي (١) عليه ، فرأيته كأنه يصافح قوما ويقول : مرحبا ، مرحبا ، مرحبا ، أتيتكم ، قال : فقضى (٢) ، فرأيته في المنام بعد ذلك ، حوله زحام كزحامنا على خيل بلق عليهم ثياب بياض ، وهو ينادي : يا سعد بين رامح ومطعون ، الحمد لله الذي أورثنا الجنّة ، نتبوّأ منها حيث نشاء ، فنعم أجر العاملين ، قال : فانتبهت وأهلي ينادوني :

الصلاة ، فندمت ألّا تركوني فأسرّ برؤيتي إيّاهم فوق الذي سررت.

وقد رويت تعزية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمعاذ من وجهين آخرين.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله القاضي ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن الحسن بن ماجة الأبهري ، أنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن المرزبان ، نا أبو جعفر محمّد ابن إبراهيم بن يحيى بن الحكم الحزوري ، نا أبو عمر الدوري حفص بن عمر الأزدي (٣) ، نا عبد الله بن عبد الرّحمن ، عن محمّد بن سعد ، عن عبادة بن نسيّ ، عن عبد الرّحمن بن غنم (٤) قال :

أصيب معاذ بولد ، فاشتدّ جزعه ، فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكتب إليه :

«من محمّد رسول الله ، إلى معاذ بن جبل ، سلام عليك ، فإنّي أحمد الله إليك الذي لا إله إلّا هو ، أما بعد ، فعظّم الله لك الأجر ، وألهمك الصبر ، ورزقنا وإيّاك الشكر ، ثم إن أنفسنا وأهالينا وأموالنا وأولادنا من مواهب الله الهنيّة وعواريه المستودعة ، يمتع بها إلى أجل معدود ، وتقبض لوقت معلوم ، ثم افترض علينا الشكر إذا أعطى ، والصبر إذا ابتلى ، وكان ابنك من مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة ، متّعك الله به في غبطة وسرور ، وقبضه منك بأجر الصلاة والرحمة والهدى ، إن صبرت واحتسبت ، فلا تجمعنّ يا معاذ خصلتين : أن يحبط جزعك أجرك فتندم على ما فاتك ، فلو قدمت على ثواب مصيبتك قد أطعت ربك وتنجّزت موعده عرفت أن المصيبة قد قصّرت عنه ، واعلم يا معاذ أنّ الجزع لا يردّ ميتا ولا يدفع حزنا ، فأحسن العزاء وتنجّز الموعدة ، وليذهب أسفك بما هو نازل بك. فكأن قد ، والسلام» [١٢٢٠١].

وأخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا علي بن الحسن بن الحسين ،

__________________

(١) غير مقروءة ، بالأصل ، واستدركت اللفظة عن هامشه.

(٢) في «ز» : فقبض.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١١ / ٥٤١.

(٤) الخبر والكتاب في حلية الأولياء ١ / ٢٤٢ ـ ٢٤٣.

٤٤٨

أنا عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد ، نا أحمد بن محمّد بن زياد البصري ، نا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقّي ، نا عمرو بن بكر بن بكار البصري (١) ، نا مجاشع بن عمرو ، نا الليث بن سعد ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، عن معاذ بن جبل أنه مات ابن له ، فكتب إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعزّيه بابنه ، فكتب إليه :

«بسم الله الرّحمن الرحيم ، من محمّد رسول الله إلى معاذ بن جبل ، سلام عليك ، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو ، أمّا بعد ، فأعظم الله أجرك ، وألهمك الصبر ، ورزقنا وإيّاك الشكر ، فإنّ أنفسنا وأموالنا وأولادنا مواهب الله الهنية ، وعواريه المستودعة ، متّعك به في غبطة وسرور ، وقبضه منك بأجر كبير (٢) ، الصلاة والرحمة والهدى ، فاصبر ولا يحبط جزعك أجرك فتندم ، واعلم أنّ الجزع لا يردّ ميتا ، ولا يدفع حزنا ، وما هو (٣) نازل بك كأن قد والسّلام عليك» [١٢٢٠٢].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن أحمد بن إسحاق المسوحي ، نا هدبة بن خالد ، عن أبي جناب قال :

لما احتضر معاذ بن جبل قال : أعوذ بالله من صباح إلى النار ، ثم قال : مرحبا بالحفظة ، ثم قال : اللهمّ إنّك تعلم أنّي لم أكن أحب البقاء (٤) في الدنيا لحفر الأنهار ، ولا لغرس الأشجار ، ولكنّي كنت أحب البقاء لمكابدة الليل ، وظمأ الهواجر في الحرّ الشديد.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن (٥) بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان ، نا أبي ، نا أبو خالد الأحمر (٦) ، عن عمرو بن قيس قال :

__________________

(١) الخبر والكتاب من هذا الطريق في حلية الأولياء ١ / ٢٤٣.

وعقب أبو نعيم بقوله : «وكل هذه الروايات ضعيفة لا تثبت ، فإن وفاة ابن معاذ كانت بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنين ، وإنما كتب إليه بعض الصحابة فوهم الراوي فنسبها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان معاذ أجلّ وأعلم من أن يجزع ويغلبه الجزع عن الاستسلام. بل الصحيح ما رواه الحارث بن عميرة وأبو منيب الجرشي من استسلامه واصطباره عند وفاة ابنه ، ولا يعلم لمعاذ غيبة في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا إلى اليمن فقدم بعد وفاة النبي عليه‌السلام.

(٢) في «ز» : كثير.

(٣) في «ز» : «وهو» بدلا من «وما هو».

(٤) من هنا إلى قوله : لمكابدة .. سقط من «ز».

(٥) تحرفت بالأصل و «ز» ، إلى : «الحسين» والمثبت عن د ، وم.

(٦) في «ز» : أبو خلف بن الأحمر.

٤٤٩

بلغني أن معاذا لما طعن فجعل سكرات الموت تغشاه فيفيق (١) الإفاقة ثم يقول : وعزّتك أنت تعلم أنّي لم أكن أريد البقاء في الدنيا لكراء الأنهار وغرس الأشجار ، ولكن لمزاحمة العلماء بالركب في المجالس عند حلق الذكر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمود بن خداش ، نا شجاع بن الوليد (٢) ، عن عمرو بن قيس.

إن معاذ بن جبل لما حضره الموت قال : انظروا أصبحنا؟ قال : فقيل : لم تصبح ، حتى أتى فقيل قد أصبحت ، قال : أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار ، مرحبا بالموت ، مرحبا زائر مغب ، حبيب جاء على فاقة ، اللهمّ إنك تعلم أنّي كنت أخافك ، فأنا اليوم أرجوك ، إنّي لم أكن أحب الدنيا ، وطول البقاء فيها لكراء الأنهار ، ولا لغرس الأشجار ولكن لظمإ الهواجر ولمكابدة الساعات ، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.

قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا يحيى بن إسحاق البجلي ، نا ضمام بن إسماعيل المعافري قال : سمعت موسى بن وردان يحدّث.

إن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة بكى فقيل له : ما يبكيك؟ قال : ما أبكي جزعا من الموت ، ولكن أبكي على الجهاد في سبيل الله ، وعلى فراق الأحبّة ، قال : ويغشاه الكرب ، فجعل يقول : اخنق خنقك فو عزتك إنّي أحبك.

أخبرنا أبو الخير عبد السّلام بن محمود بن أحمد ، نا أبو بكر الباطرقاني ـ إملاء ـ نا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد الأيوبي ، ومحمّد بن أحمد بن محمّد المهلبي ، قالا : نا أحمد ابن محمّد بن عاصم ، نا محمّد بن إبراهيم بن أبان ، نا بكر بن بكّار ، نا البرّاء بن عبد الله الغنوي ، نا الحسن قال :

لما حضر معاذ بن جبل الموت جعل يبكي ، فقيل له : أتبكي وأنت صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنت ، وأنت ، قال : ما أبكي جزعا من الموت إنّ حلّ بي ، ولا دنيا تركتها بعدي ، ولكن إنّما هي القبضتان فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.

__________________

(١) مكانها بياض في «ز».

(٢) من طريقه رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ١ / ٢٣٩.

٤٥٠

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصفّار ، نا محمّد النضر الأصبهاني ، نا بكر بن بكّار ، نا البراء بن عبد الله ، نا الحسن بن أبي الحسن البصري قال :

لما حضرت معاذ الوفاة جعل يبكي ، قال : فقيل له : أتبكي وأنت صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنت ، وأنت ، فقال : ما أبكي جزعا من الموت إن حلّ بي ، ولا دنيا تركتها بعدي ، ولكن إنّما هما القبضتان ، قبضة في النار ، وقبضة في الجنّة ، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، أنا محمّد بن عبد الله الأردني (١) ، نا أسد بن راشد ، عن البراء بن عبد الله ، أو ابن بريدة ، أراه عن الحسن.

إن معاذ بن جبل لما احتضر دخل عليه وهو يبكي ، فقيل : ما يبكيك؟ قد صحبت محمّدا (٢) والأحبة ، فقال : ما أبكي جزعا من الموت إن حلّ بي ، ولا على دنيا أتركها بعدي ، ولكن بكائي أنّ الله قبض قبضتين فجعل واحدة في الجنّة وواحدة في النار ، فلا أدري في أيّ القبضتين أكون.

قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني الفضل بن إسحاق بن حبان ، نا أبو قتيبة ، عن البراء الغنوي ، سمع الحسن يقول :

دخل علي معاذ وهو بالموت فبكى فقيل : ما يبكيك؟ قال : ما أبكي على الموت إن حلّ بي ، ولا على دنيا أخلّفها ، ولكن هما قبضتان : قبضة في الجنّة وقبضة في النار ، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضيل بن يحيى ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا أبو عبيد الله الورّاق ، نا أبو داود ، نا البراء بن يزيد الغنوي ، نا الحسن قال :

لما حضر معاذا الوفاة بكى ، فقيل له : ما يبكيك؟ قال : أبكي إنّما هما قبضتان : قبضة في الجنّة ، وقبضة في النار ، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.

__________________

(١) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» ، وم : الأزدي.

(٢) بالأصل : «محمد.» والمثبت عن «ز» ، ود ، وم.

٤٥١

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمّد بن يوة ، أنا أبو الحسن اللنباني (١).

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن اللّالكائي ، أنا علي بن محمّد بن بشران ، أنا ابن صفوان.

قالا : نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين (٢) ، نا عبيد الله بن موسى ، نا شيبان ، عن الأعمش ، عن شهر ، عن الحارث بن عميرة الزبيدي قال :

إني لجالس عند معاذ بن جبل وهو يموت وهو يغمى عليه مرة ويفيق مرة ، فسمعته يقول عند إفاقته : اخنق خنقك ، فو عزتك إني لأحبك (٣).

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر ، أنا علي ، أنا ابن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني بشر بن معاذ العقدي ، نا عامر بن يساف ، عن يحيى بن أبي كثير قال :

قال معاذ بن جبل وشدد عليه ـ يعني ـ الموت : اخنق خنقك ، فإن قلبي ليحبك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو الحسن الحربي ، نا القاضي بدر بن الهيثم ، نا تمام بن العبّاس بن عيسى الهاشمي ، نا الحارث ـ يعني ـ ابن منصور ، نا عمر بن قيس ، عن عطاء ، وعمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :

لما ثقل معاذ قال : ارفعوا سجفي القبة ، وأذنوا لمن بالباب ، فقال : يا أيها الناس إنّي محدّثكم بحديث لم يمنعني أن أحدّثكم به إلّا مخافة أن تتّكلوا (٤) ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من لقي الله يشهد أن لا إله إلّا الله من نفس يقين دخل الجنّة» (٥) [١٢٢٠٣].

أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، نا أبو الحسين بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى.

__________________

(١) تحرفت بالأصل وبقية النسخ إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.

(٢) كذا بالأصل وبقية النسخ : «محمد بن الحسين» ولعله تصحيف ، وصوابه : «محمد بن سعد» فالسند الأول هو الذي يأخذ فيه المصنف عن ابن سعد برواية ابن أبي الدنيا.

(٣) الخبر في سير أعلام النبلاء ١ / ٤٦٠ وراجع طبقات ابن سعد ٣ / ٥٨٩.

(٤) في «ز» : تتكلموا.

(٥) كتب بعدها في «ز» ، ود :

آخر الجزء الثاني والسبعين بعد الستمائة من الفرع.

٤٥٢

قالا : أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي ، أنا محمّد بن مخلد قال : قرأت على علي بن عمرو ، حدّثكم الهيثم بن عدي قال : مات معاذ بن جبل في طاعون عمواس.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا البخاري ، حدّثني محمّد بن يوسف أبو أحمد ، نا عبد الأعلى بن مسهر قال :

مات معاذ بن جبل سنة سبع عشرة ، سنة فتح بيت المقدس.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدّثني الوليد بن عتبة (١) الدمشقي ، نا أبو مسهر قال : قرأت في كتاب ابن عبيدة بن أبي المهاجر ـ وكان سعيد ابن عبد العزيز يقول : إنه صحيح : ـ مات معاذ بن جبل في سنة سبع عشرة ، وفي تلك السنة فتحت بيت المقدس.

أخبرنا أبو علي الحسين (٢) بن علي (٣) بن أشليها ، وابنه أبو الحسن علي ، قالا : أنا أبو الفضل (٤) بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القزويني نا ابن علي ، حدّثني عبد الأعلى (٥) بن مسهر أنه قرأ في كتاب ابن عبيدة ـ يعني ـ يزيد قال : فتحت بيت المقدس سنة سبع عشرة ، وفيها هلك معاذ بن جبل.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن محمّد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون.

قال : وأنا تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي.

قالا : أنا أبو زرعة (٦) ، حدّثني محمّد بن عائذ ، عن أبي مسهر قال : قرأت في كتاب يزيد بن عبيدة : توفي معاذ بن جبل سنة سبع عشرة.

__________________

(١) في «ز» : عقبة.

(٢) في د : الحسن.

(٣) مكانها بياض في د.

(٤) قوله : «علي ، قالا : أنا أبو الفضل بن» مكانه بياض في «ز» ، ود ، وم.

(٥) قوله : «القزويني ، نا ابن علي ، حدّثني عبد الأعلى» مكانه بياض في «ز» ، وم وكتب على هامش «ز» : طمس.

(٦) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢١٩.

٤٥٣

أخبرنا أبو غالب (١) ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين (٢) ، نا ابن أبي خيثمة قال : وسمعت يحيى بن معين يقول : مات معاذ بن جبل سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة وهو ابن أربع وثلاثين سنة (٣).

قال : وأنا المدائني قال : مات معاذ بن جبل سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة (٤) أو تسع عشرة.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب (٥) ، أنا محمّد بن الحسن (٦) ، نا أحمد بن الحسين ابن زنبيل ، نا عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن ، نا محمّد بن إسماعيل قال : وقال علي بن عبد الله : مات معاذ في طاعون عمواس سنة سبع أو ثمان عشرة.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا علي بن محمّد بن طوق ، أنا عبد الجبّار بن محمّد ، نا عون بن الحسن بن عون ، نا عبيد الله بن محمّد ، نا بكر ابن عبد الوهّاب ، حدّثني محمّد بن عمر الواقدي قال : مات معاذ بن جبل سنة ثمان عشرة في طاعون عمواس.

وعن الواقدي : نا أيوب بن النعمان ، عن أبيه ، عن قومه قال :

شهد معاذ بدرا وهو ابن عشرين سنة ، أو إحدى وعشرين سنة ، ومات سنة ثمان عشرة في الطاعون ، وهو ابن ثمان وثلاثين ، وكان طويلا ، أبيض ، حسن الثغر ، عظيم العينين ، مجموع الحاجبين ، جعدا ، قططا (٧).

قال : ونا إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن جده قال : وكان يكنى أبا عبد الرّحمن ، ومات بناحية الأردن.

__________________

(١) كذا بالأصل ود ، وفي م و «ز» : أبو محمد بن أحمد عاليا.

(٢) قوله : «أنا محمد بن الحسين» مكانه بياض في «ز» ، وم ، وكتب على هامش «ز» : مقشوط.

(٣) في «ز» ود : «مات معاذ ثماني عشرة .... وثلاثين سنة».

(٤) قوله : «أو ثماني عشرة» مكانه بياض في «ز» ، وم.

(٥) تحرفت في «ز» إلى : الخطيب.

(٦) بياض بالأصل وم ، و «ز» ، ود ، وكتب على هامش «ز» : مقشوط.

(٧) تهذيب الكمال ١٨ / ١٦٧.

٤٥٤

قال أبو عبد الله : ولم يولد له قط ، زعموا ، وكان من أجلّ (١) الرجال.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا أحمد بن عبد الجبّار ، عن يونس بن بكير.

ح قال : وأنا محمّد بن علي العطوفي البغدادي ، نا محمّد بن يحيى المروزي ، نا أحمد ابن محمّد بن أيوب ، عن إبراهيم بن سعد ، عن محمّد بن إسحاق قال (٢) :

ومعاذ بن جبل من بني سلمة شهد المشاهد كلها ، مات بالشام بعمواس ، عام الطاعون ، سنة ثماني عشرة في خلافة عمر.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد ، نا عمي ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق قال : توفي معاذ بن جبل سنة ثماني عشرة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم عبد الواحد ابن علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا الحسن بن محمّد بن الحسن ، نا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا ابن نمير قال :

مات معاذ بن جبل سنة ثماني عشرة بناحية الأردن.

أخبرنا أبو الأعزّ بن الأسعد ، أنا الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، نا محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلّاس قال :

ومات معاذ بن جبل في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة ، وكان يكنى أبا عبد الرّحمن ، ومات بناحية الأردن (٣) ، وكان جميل الوجه ، برّاق الثنايا ، شهد بدرا ابن عشرين سنة ، ومات ابن ثلاث (٤) وثلاثين سنة.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (٥) قال (٦) :

__________________

(١) في «ز» : أجمل.

(٢) سيرة ابن هشام ٢ / ١٠٧.

(٣) قوله : «ومات بناحية الأردن» مكانه بياض في «ز».

(٤) في «ز» : ثمان وثلاثين.

(٥) من قوله إسحاق إلى هنا مكانه بياض في «ز» ، ود.

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٣٨ (ت. العمري).

٤٥٥

وفيها سنة ثمان عشرة طاعون عمواس مات بالشام فيه معاذ بن جبل.

حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم (١) ، أنا نعمة الله بن محمّد ، نا أحمد بن محمّد بن سليمان ، أنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني الحسن بن شقيق (٢) ، نا [محمد](٣) بن علي ، عن (٤) محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر يقول :

توفي معاذ بن جبل سنة ثمان عشرة في الطاعون (٥) ، ـ وهو ابن ثمان وثلاثين (٦) بناحية الأردن ، زعموا أنه لم يولد له.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا علي بن أحمد (٧) بن محمّد ، أنا أبو طاهر ـ إجازة ـ نا عبيد الله بن عبد الرّحمن (٨) بن أحمد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة ثمان عشرة معاذ بن جبل ـ يعني ـ مات.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد ابن عبيد ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين (٩) ، نا ابن أبي خيثمة قال :

مات بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة ، وهو ابن ثمان وثلاثين ، وذكر موته إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان الربعي قال :

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس ، يكنى أبا عبد الرّحمن ، مات سنة ثمان عشرة في طاعون عمواس بالشام ، بناحية الأردن.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو محمّد التميمي ، أنا أبو

__________________

(١) قوله : «بن جبل ، أخبرنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم» مكانه بياض في «ز» ، وم.

(٢) مكانها بياض في د.

(٣) مكانها بياض بالأصل ، والمثبت عن د.

(٤) قوله : «بن سفيان ، حدّثني الحسن بن شقيق ، نا محمد بن علي» مكانه بياض في «ز» ، وم.

(٥) سير أعلام النبلاء ١ / ٤٦١ وتهذيب الكمال ١٨ / ١٦٧.

(٦) قوله : «وهو ابن ثمان وثلاثين» مكانه بياض في «ز».

(٧) من أول السند إلى هنا ، بياض في «ز» ، وم.

(٨) بياض بالأصل وبقية النسخ.

(٩) مكانها بياض في «ز» ، وم.

٤٥٦

الميمون ، نا أبو زرعة (١) ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، عن ضمرة بن ربيعة قال : توفي معاذ بن جبل بقصير خالد من أرض الأردن.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا عبد الله بن جعفر البغدادي ـ بمصر ـ نا يحيى بن أيوب ، نا سعيد بن أبي مريم ، نا يحيى ابن أيوب (٢) ، عن يحيى بن سعيد قال :

توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وعشرين سنة ، والذي يرفع في سنة يقول : اثنتين وثلاثين.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس ، أنا أبو القاسم ابن الأشقر ، نا البخاري ، نا إسماعيل ـ يعني ـ ابن أبي أويس ، حدّثني أخي ، عن سليمان ـ هو ابن بلال (٣) ـ عن يحيى بن سعيد قال :

توفي معاذ بن جبل ابن ثمان وعشرين سنة ، والذي يرفع في سنّه يقول : ابن إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثين والذي يعرف سنه يقول إحدى أو اثنتين وثلاثين سنة (٤).

أنبأنا أبو علي الحدّاد وغيره قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة ، أنا سليمان بن أحمد ، نا أبو الزّنباع روح بن الفرج ، نا يحيى بن بكير ، حدّثني ابن لهيعة ، حدّثني عمارة بن عرفة ، عن يحيى بن سعيد قال : توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمانية وعشرين سنة.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.

قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، نا ابن بكير قال : سمعت مالك بن أنس يقول :

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢١٨ ـ ٢١٩.

(٢) كذا بالأصل ود ، وم ، والذي في «ز» : نا يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد ، وليس فيها «نا سعيد بن أبي مريم نا يحيى بن أيوب» ويحيى بن أيوب الوارد أولا هو يحيى بن أيوب بن بادي الخولاني أبو زكريا المصري راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٣. أما الثاني فهو يحيى بن أيوب الغافقي ، أبو العباس المصري ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٥.

(٣) تحرفت في «ز» إلى : هلال.

(٤) الرواية مضطربة في «ز» ، ود ، وم.

٤٥٧

إن معاذ بن جبل هلك وهو ابن ثمان وعشرين سنة ، وقائل يقول : اثنتين وثلاثين ، وهو أمام العلماء رتوة (١).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر ، نا العباس الدوري ، نا أبو بكر ـ يعني ـ ابن أبي الأسود ، نا الأصمعي ، قال : وسمعت ابن أخي المجاشون يذكر عن يحيى بن سعيد قال : المكثر (٢) في سن معاذ بن جبل يقول : اثنان وثلاثون.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الأشعث ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم العلّاف ، قالا : أنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا الحسن بن محمّد ، نا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، نا هدبة (٣) بن خالد ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد (٤) ، عن سعيد بن المسيّب قال : مات معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث وثلاثين.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن الحسن بن عقبة ، أنا جعفر بن محمّد الهمداني ، نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد بن المسيّب قال :

مات معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، ورفع عيسى ابن مريم وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمّد ، أنا أحمد بن محمّد بن عمر ، نا ابن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد (٥) قال : وأخبرت عن هشيم ، عن علي ابن زيد ، عن سعيد بن المسيّب قال :

قبض معاذ وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا ابن رزقويه ، أنا ابن السمّاك ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، نا هشيم ، أنا علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب قال :

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١ / ٤٦٠.

(٢) كذا بالأصل ، وبدون إعجام في د ، وم ، وفي «ز» : المكبر.

(٣) تحرفت في «ز» إلى : هبة.

(٤) تحرفت في «ز» إلى : يزيد.

(٥) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

٤٥٨

قبض معاذ وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة.

أخبرنا أبو محمّد السلمي ، نا أحمد بن علي بن ثابت.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، نا محمّد بن هبة الله.

قالا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب ، نا أبو هاشم ـ يعني ـ زياد بن أيوب ، نا هشيم ، أنا علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيّب قال :

قبض معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو الحسين (١) بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا المدائني ، عن أبي سفيان الغداني (٢) ، عن ثور ، عن خالد بن معدان ، عن عبد الله بن قرط قال :

حضرت وفاة معاذ بن جبل فقال : روّحوني ألقى الله مثل سنّ عيسى بن مريم ، ابن ثلاث وثلاثين ، أو أربع وثلاثين سنة (٣).

٧٤٨٢ ـ معاذ بن سعد السكسكي (٤)

من أهل دمشق.

روى عن : جنادة بن أبي (٥) أمية.

روى عنه : يزيد بن عطاء السكسكي.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنا عبد الله بن محمّد بن مسلم الإسفرايني ، نا موسى بن سهل الرملي ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، حدّثني يزيد بن سعد بن ذي عضوان ، عن يزيد بن عطاء السكسكي ، عن رفاعة (٦) بن معاذ السكسكي ، عن جنادة بن أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت قال :

__________________

(١) تحرفت بالأصل و «ز» ، وم إلى : الحسن ، والمثبت عن د.

(٢) بدون إعجام بالأصل ، ود ، وم ، والصواب : الغداني ، بالغين المعجمة ، واسمه عبيد الله بن سفيان.

(٣) سير أعلام النبلاء ١ / ٤٦٠.

(٤) ترجمته في الجرح والتعديل ٨ / ٢٤٨ وميزان الاعتدال ٤ / ١٣٢ والتاريخ الكبير ٧ / ٣٦٥.

(٥) «أبي» ليست في «ز».

(٦) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

٤٥٩

سأل رجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يا رسول الله ، ما أمدّ أمّتك من الرخاء؟ فأسكت عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم سأله ، فأسكت عنه ، ثم سأله فقال : «أمدّ أمّتي من الرخاء ـ قال ـ مائة سنة» قال : هل لذلك يا رسول الله من أمارة أو علامة؟ قال : «نعم ، الخسف ، والمسخ ، والإرجاف ، وإرسال الشياطين الملجمة على الناس» [١٢٢٠٤].

[قال ابن عساكر :](١) كذا قال رفاعة ، وإنما هو معاذ بن سعد السكسكي.

أخبرناه على الصواب [أبو البركات](٢) عبد الله بن محمّد بن الفضل ، وأبو يعلى حمزة بن الحسين المقرئ ، وأبو سهل محمّد بن عبد الرشيد بن نصر ، وأبو الفتوح عرفة بن علي العطّار ، وأبو الدرّ جوهر بن عبد الله العميدي ـ بنيسابور ـ وأبو سعد إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل الفقيه ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن الصوفي ، وأبو القاسم عبد الجبّار بن محمّد بن أبي القاسم القايني ـ بهراة ـ قالوا : أنا أبو المظفّر موسى بن عمران بن محمّد ، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن (٣) داود بن علي بن عيسى الحسني ، أنا أبو نصر ابن حمدوية المروزي ـ وهو محمّد بن سهل ـ نا عبد الله بن حمّاد الآملي ، نا يحيى بن صالح ، نا يزيد بن سعيد العنسي ، نا يزيد بن عطاء السكسكي أبو عطاء ، عن معاذ بن سعد السكسكي ، عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصامت يقول :

إن رجلا أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، ما مدّة أمتك من الرخاء؟ فلم يردّ عليه شيئا حتى سأله ثلاث مرّات ، كلّ ذلك لا يجيبه ، فانصرف الرجل ، ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أين السائل عن شيء ما سألني عنه أحد من أمّتي ، مدة أمتي من الرخاء مائة سنة» قاله مرتين أو ثلاثا ، فقال الرجل : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة أو علامة أو آية؟ قال : «نعم ، الخسف ، وإرسال الشياطين الملجمة على الناس» [١٢٢٠٥].

تابعه أبو زرعة الدمشقي ، وذلك فيما.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد في كتابه ، وحدّثنا أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد اللخمي ، نا أبو زرعة الدمشقي ، نا يحيى بن صالح الوحاظي ، نا يزيد بن سعيد بن ذي عضوان ، عن أبي عطاء يزيد بن عطاء السكسكي ،

__________________

(١) زيادة منا.

(٢) الزيادة عن «ز» ، ود ، وم.

(٣) استدركت على هامش «ز».

٤٦٠