أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩
هرب منه ، ما أدري ما حسب رجاء امرئ عرض له البلاء لم يصبر عليه لما يرجو ، وما أدري ما حسب خوف امرئ عرضت له شهوة لم يتركها لما يخشى.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر بن أبي الصقر (١) ، أنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أحمد بن إبراهيم ، نا موسى بن إسماعيل ، نا عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار ، حدّثني حجّاج بن دينار عن معاوية بن قرّة قال :
دخلت على مسلم بن يسار فذكر حديثا من حديث النار ، فقلت : يا أبا عبد الله ، والله إنا لنرجو ونخاف ، فقال : ما أدري ما حسب رجاء رجل لرحمة الله ، وهو لا يصبّر نفسه على المكروه من طاعة الله ، وما أدري ما حسب مخافة رجل يزعم أنه يخاف الله وهو لا يصبّر نفسه عن الشهوات عن ما حرّم (٢) الله قال : فنبّهني ، وكان خيرا مني.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا يوسف بن عبد الله الحلواني ، نا داود بن رشيد قال : قال مسلم بن يسار :
ما أدري ما إيمان رجل كره شيئا لم يدعه لله ، وما أدري ما حسب رجل (٣) نزل به أمر لم يصبر لله لما يرجوه من الثواب غدا في القيامة ، وما أدري ما حسب امرئ عرضت له شهوة لم يدعها لما يخاف يوم القيامة.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبو كريب الهمداني ، نا أبو بكر بن عيّاش ، وذكر مسلم بن يسار فقال : حدّثني العذري عنه قال : حجّ مسلم ، فو الله إنه قاعد في بيته يعالج شيئا ـ يعني : من طعام ـ جاءته امرأة فقالت له شيئا ، فتناول شيئا فأعطاها قالت : ليس هذا أطلب ، أنا أطلب ما تطلب المرأة من زوجها ، فقال بكلّ شيء في يده فطرحه ثم خرج يشتد [فلما خرج](٥) فقال : ربّ ليس لهذا جئت أنا هاهنا.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمي ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا محمّد بن
__________________
(١) في «ز» : الصفراء.
(٢) في «ز» : عن محارم الله.
(٣) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.
(٤) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٢٩٣.
(٥) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل ، وبعده : صح.
الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا ابن المنادي ـ وهو أحمد بن جعفر ـ نا جعفر الصائغ ، نا الحسن بن بشر ، نا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله قال :
سمعت مسلم بن يسار رجلا يدعو على أخ له من أجل أنه ظلمه ، فقال له مسلم : يا أخي لا تدع على أخيك ، ولا تقطع رحمه ، وكّله إلى الله ، فإنّ خطيئته هي أشدّ له طلبا من أعدى عدو له.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، نا سعيد بن أسد ، وأبو عمير (٢) ، ومحمّد بن عبد العزيز الرملي ، قالوا : نا ضمرة ، عن علي بن أبي حملة قال :
سمعت مسلم بن يسار وسمع رجلا يدعو على رجل ظلمه ، فقال له مسلم : كل (٣) الظالم إلى ظلمه ، فإنه أسرع إليه من دعائك عليه ، إلّا أن يتداركه بعمل ، وقمن (٤) أن لا يفعل.
أخبرنا أبو الوقت (٥) عبد الأول بن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.
ح وأخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور.
قالا : أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عقيل بن الأزهر البلخي ، نا محمّد بن نصر بن الحجّاج المروزي ، نا عفّان بن مسلم ، نا حمّاد بن سلمة ، أنا ثابت ، عن مسلم بن يسار قال :
ما من شيء من عملي إلّا وأنا أتخوف أن يكون قد دخله ما أفسده عليّ ، ليس الحب في الله (٦).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان ، وأبو القاسم عبد الله بن الحسن بن محمّد ، قالا : أنا أبو علي الحسن بن القاسم بن
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٦.
(٢) اسمه عيسى بن محمد الرملي المعروف بابن النحاس ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٥٧١.
(٣) في المعرفة والتاريخ : خلّ.
(٤) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي المعرفة والتاريخ : «قمن» وكلاهما بمعنى : الخليق والجدير.
(٥) قوله : «أبو الوقت» مكانه بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : طمس.
(٦) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢ / ٢٩٣.
الحسن بن العلاء المعروف بابن الخلّال الدياسي (١) ، نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمّد ـ صاحب أبي صخرة ـ نا علي بن مسلم الطوسي ، نا أبو داود ، أنا عمران ، عن قتادة ، عن مسلم ابن يسار قال :
مرضت مرضة ، فلم أجد في عملي شيئا أوثق في نفسي من قوم كنت أحبّهم ، لا أحبّهم إلا لله.
أنبأنا أبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفّر الظني ، أنا أبو محمّد عبد الله بن الحسن ابن حمزة البعلبكي ، أنا أبو نصر بن الجبّان ـ إجازة ـ أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبي ، نا حفص ابن عمر بن يزيد ، نا الأصمعي ، عن عثمان الشحّام قال :
كان لمسلم بن يسار بعير لا يعرف لأحد مثله ، وكان يحجّ عليه ، فرآه رجل فأعجبه ووقع في نفسه ، فأتى مسلم بن يسار فأعطاه به مائة دينار ، فأبى أن يبيعه ، وازداد الرجل به إعجابا ، فسأل عن أعزّ الناس على مسلم ، فقيل له : أخوه فلان ، وهو رجل كريم ما يخالف له مسلم أمرا ، قال : فأتاه الرجل ، فقال : قصدتك في حاجة قد أهمّتني ، قال : وما هي؟ قال : بعني بعير أخيك مسلم ، قال : نعم ، بكم تريده؟ قال : بخمسين دينارا ، قال هو لك ، فأخذ منه خمسين دينارا ثم نهض معه إلى الموضع الذي فيه البعير ، فحلّه ودفعه إليه ، فأتى مسلم فقيل له : إنّ أخاك فعل كذا وكذا ، قال : ليفعل ما شاء ، فقال له : إنه يعطيك الرجل مائة دينار فلا تبيعه ثم يبيعه هو بخمسين دينارا فتجيز ذلك؟ فقال : يا بنيّ باعه أخي فما عسيت أن أطمع (٢) به.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو (٣) حامد بن بلال ، نا محمّد بن إسماعيل (٤) ، نا وكيع ، عن حمّاد بن زيد.
ح قال : وأنا أبو الحسين [بن بشران](٥) ، أنا أبو عمرو بن السمّاك ، نا حسن بن
__________________
(١) في م : «الدنامير» تصحيف.
(٢) في د : أصنع به. وقوله : «فما عسيت أن أفعل» مكانه بياض في «ز» وم ، وكتب في وسط البياض في «ز» : كذا بالأصل.
(٣) مكان : «أبو» بياض في «ز» وم وكتب وسط البياض : كذا.
(٤) في م : «نا محمد بن أبي» وبعدها بياض.
(٥) بياض بالأصل ، والمستدرك عن د ، وفي م و «ز» : «ح قال ونا أبو» ثم بياض ، وكتب في وسط البياض في «ز» : كذا ، وكتب على هامشها : هذا البياض كله طمس بالأصل.
إسحاق ، نا عفّان بن مسلم ، نا حمّاد بن زيد ، نا محمّد بن واسع (١) قال : قال مسلم بن يسار :
ما غبطت رجلا بشيء من الدنيا ما غبطته بثلاث : بزوجة صالحة (٢) ، وبجار صالح ، وبمسكن واسع ، وفي رواية وكيع عن حمّاد عن محمّد بن واسع عن مسلم (٣) بن يسار ما غبطت رجلا بشيء من الدنيا إلا : جار صالح ، أو مسكن واسع (٤) ، أو زوجة صالحة.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية.
ح وأخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الطيب عثمان بن عمرو بن المنتاب ، قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا مؤمل بن إسماعيل ، نا حمّاد بن زيد ، نا محمّد بن واسع قال :
قال مسلم بن يسار : ما غبطت أحدا من أمر الدنيا إلّا بمسكن واسع ، وجار صالح ، وامرأة صالحة.
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن مسعود بن محمّد بن منصور ، وأبو حفص عمر بن محمّد ابن الحسن بن محمّد بن إبراهيم ، قالا : أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو طاهر بن محمش ، أنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال البزاز ، نا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ، نا وكيع ، عن حمّاد بن زيد ، عن محمّد بن واسع ، عن مسلم بن يسار قال :
ما غبطت أحدا بشيء من الدنيا إلّا جار صالح ، أو مسكن واسع ، وزوجة صالحة.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو سعيد محمّد بن عليّ بن محمّد ، أنا أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو العباس الدغولي ، نا محمّد بن إبراهيم ، نا عيسى بن إبراهيم ، نا حمّاد بن زيد ، نا محمّد بن واسع قال : قال مسلم :
ما غبطت أحدا على شيء من أمر الدنيا إلّا رجلا أعطي ثلاث خصال : مسكنا واسعا ، وزوجة صالحة ، وجيرانا صالحين.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن
__________________
(١) قوله : «بن واسع» مكانه بياض في «ز» ، وكتب وسط البياض : طمس.
(٢) مكان : «صالحة» بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : طمس.
(٣) قوله : «عن مسلم» مكانه بياض في «ز» ، وكتب في وسطه : طمس. ومكان «مسلم» بياض في م.
(٤) من قوله : واسع إلى هنا استدرك على هامش م.
بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا عفّان بن مسلم ، نا حمّاد بن زيد ، نا محمّد بن واسع قال : قال مسلم بن يسار :
ما غبطت رجلا بشيء من الدنيا ما غبطته بثلاث : زوجة صالحة ، وجار صالح ، ومسكن واسع.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى ، أنا أبو محمّد ابن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا أبو عبيد الله الورّاق ، نا أبو عامر ، نا أبو هلال ، عن قتادة ، عن مسلم بن يسار قال :
اعمل عمل رجل يعلم أنه لا ينجيه إلّا عمله ، وتوكّل توكّل رجل يعلم أنه لا يصيبه إلّا ما كتب له (١).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن علي ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي بن أحمد السيرافي ـ بالبصرة ـ نا القاضي أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي ، نا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن يعقوب المتّوثي ، نا أبو داود سليمان بن الأشعث ، نا ابن كثير ـ يعني ـ محمّد ، أنا همّام ، عن قتادة قال (٢) : قال مسلم بن يسار في الكلام في القدر : فقال : هما واديان عريضان (٣) يسلك الناس فيهما لن يدرك غورهما ، فاعمل عمل رجل يعلم أنه لن ينجيك إلّا عملك ، وتوكّل توكّل رجل يعلم أنه لن يصيبك إلّا ما كتب الله لك.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن أبي (٤) عثمان ، أنا الحسن بن الحسن ابن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا خالد بن خداش ، نا حمّاد بن زيد ، عن محمّد بن واسع قال : كان مسلم بن يسار يقول :
إيّاكم والمراء ، فإنها ساعة جهل العالم ، وبها يبتغي الشيطان زلته (٥).
قال حمّاد : قال لنا محمّد : هذا الجدال ، هذا الجدال.
أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو بكر محمّد بن عمر بن
__________________
(١) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢ / ٢٩٢.
(٢) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٤ / ٥١٢.
(٣) في سير أعلام النبلاء : عميقان.
(٤) سقطت من م.
(٥) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢ / ٢٩٤.
بكير النجار ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان ، نا الهيثم بن خلف بن محمّد الدوري ، نا محمود بن غيلان ، نا المؤمل ـ يعني ـ ابن إسماعيل قال : سمعت حمّاد بن زيد قال : سمعت ابن عون يقول :
كان مسلم بن يسار عند الناس ، أي وكان الحسن أي دونه ، فلمّا وقعت الفتنة خفّ مسلم فيها وأبطأ عنها الحسن ، فأمّا مسلم فإنه أي اتضع ، وأمّا الحسن فإنه ارتفع.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد (٢) قال :
ذكر أيوب القرّاء الذين خرجوا مع ابن الأشعث فقال : لا أعلم أحدا منهم قتل إلّا رغب له عن مصرعه ، ولا نجا فلم يقتل إلّا ندم على ما كان منه ، قال : وصحب أبو قلابة مسلم بن يسار إلى مكة فقال له : يا أبا قلابة إنّي أحمد إليك الله ، إنّي لم أطعن فيها برمح ، ولم أرم فيها بسهم ، ولم أضرب فيها بسيف ، قال : فقال له : أبا عبد الله كيف بمن رآك واقفا (٣)؟ فقال : هذا أبو عبد الله ، والله ما وقف هذا الموقف إلّا وهو على حق ، فتقدّم فقاتل حتى قتل ، قال : فبكى حتى تمنيت أنّي لم أكن قلت شيئا.
قال (٤) : ونا سليمان ، نا حمّاد ، عن أيوب قال : قيل لابن الأشعث : إنّ سرّك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل (٥) عائشة ، فأخرج مسلم بن يسار معك ، قال : فأخرجه مكرها.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (٦) :
قال حكام ، نا الحسن بن عميرة قال مسلم بن يسار : شهدت الجماجم ، فما رميت ولا
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٦ ـ ٨٧ ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى بألفاظ متقاربة ٧ / ١٨٨.
(٢) يعني حماد بن زيد كما في المعرفة والتاريخ.
(٣) في ابن سعد : واقفا في الصف.
(٤) القائل : يعقوب بن سفيان ، والخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٦.
(٥) يعني يوم حرب الجمل بين أم المؤمنين عائشة وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام من جهة والإمام علي بن أبي طالب من جهة أخرى.
(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ٣٠٢ ضمن ترجمة الحسن بن عميرة.
طعنت برمح ، فقال له أبو قلابة : أبا عبد الله ، لعل فئاما (١) من الناس رأوك واقفا ، فقالوا : هذا مسلم بن يسار فقتلوا في سبيلك ، فانتحب فبكى.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلاس ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، حدّثني حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة قال لي مسلم بن يسار :
أما إني أحمد الله إليك أنّي لم أرم بسهم ، ولم أضرب بسيف ، قال : قلت : فكيف بمن رآك بين الصفّين فقال : هذا مسلم بن يسار لا يقاتل إلّا على حق ، فقاتل حتى قتل ، فبكى والله حتى وددت أنّ الأرض انشقت فدخلت فيها.
أخبرنا (٢) أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة السلمي ، نا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ابن محمّد التميمي ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد بن عبد الله بن جعفر البجلي ، أنا أبي ـ رحمهالله ـ نا أيوب بن سليمان بن نبة الرازي ، نا عبد الله بن محمّد القرشي ، حدّثني محمّد ابن الحسين ، حدّثني إبراهيم بن بشار ، نا سفيان.
أن عابدا كان يتعبد في جبل يؤتى كل يوم ، فقال لمسلم بن يسار : يا مسلم بن يسار ، أما كان في مهابة الله وإعظام جلاله ، والاشتغال بطاعته ما يصدك عن مخرجك الذي خرجت له؟ قال : فبكى مسلم بن يسار وقال : ويحك أيها الراهب ، ما أردت إلّا خيرا ، والله لقد وقفت موقفا ما رميت فيه سهما ، ولا خدشت أحدا خدشا ، ولوددت أني ما كنت قبل ذلك بزمان طويل ، ولم أشهد ذلك الموقف ، قال : فقال له الراهب : وكيف تصنع بمن نظر إليك في ذلك المشهد فقال : هذا مسلم بن يسار سيد القرّاء قد خرج وأنا أرضى لنفسي ما رضي مسلم بن يسار لنفسه؟ فبكى مسلم بن يسار حتى اشتدّ بكاؤه وعلا صوته ، فلما رأى الراهب ما قد نزل به ، قام ، وتركه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٣) ، نا عيسى بن محمّد ، أنا أزهر ، عن ابن عون قال :
كان مسلم بن يسار لا يفضل عليه أحد في ذلك الزمان حتى فعل تلك الفعلة ، فلقيه أبو
__________________
(١) رسمها بالأصل : «مياما» وفي «ز» وم : «قياما» والمثبت عن د ، والتاريخ الكبير.
(٢) كتب فوقها في «ز» ، ود : ملحق.
(٣) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٥.
قلابة فقال : والله لا أعود أبدا ، فقال أبو قلابة : إن شاء الله ، وتلا أبو قلابة : (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ)(١) ، فأرسل مسلم عينيه.
قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر ابن حيّوية ، أنا أبو الطيب محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، نا عبد الرّحمن بن يونس قال : قال سفيان : قال الحسن لما مات مسلم بن يسار : وا معلماه (٢).
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وقد قيل إنّ مسلم بن يسار ويكنى أبا عبد الله بصري ، قتل مع ابن الأشعث ـ يعني ـ بدير الجماجم ، سنة ثلاث وثمانين.
[قال ابن عساكر :](٣) وهذا وهم فاحش.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصوّاف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا هاشم بن محمّد قال : قال الهيثم : مات مسلم بن يسار مولى قريش في خلافة عمر بن عبد العزيز.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن شهريار ، أنا أبو حفص الفلّاس قال :
ومات مسلم بن يسار ، وكان يعد خامس خمسة من فقهاء أهل البصرة ، سنة مائة.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد ابن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (٤) :
وفيها ـ يعني : سنة مائة ـ مات مسلم بن يسار [بالبصرة](٥).
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا [مكي بن](٦) محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وقال الهيثم :
__________________
(١) سورة الأعراف ، الآية : ١٥٥.
(٢) في «ز» : «رأوا معلماه» ووضع تحتها خط أفقي ، وكتب على هامشها : وا معلماه.
(٣) زيادة منا.
(٤) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٢١ (ت. العمري).
(٥) استدركت عن هامش الأصل ، وبعدها صح.
(٦) قوله : «مكي بن» استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.
وفي سنة إحدى ومائة مات مسلم بن يسار ومقسم مولى [ابن عباس ، وذكر](١) أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن الهيثم بذلك.
أخبرنا أبو القاسم (٢) علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا يوسف بن عبد الله بن بشران (٣) ، نا مسلم [ابن إبراهيم](٤) ، نا الحسن بن أبي جعفر قال : سمعت مالك بن دينار يقول :
رأيت مسلم بن يسار في النوم بعد موته بسنة (٥) ، فسلّمت عليه فلم يردّ عليّ السلام؟ فقلت : ما منعك أن تردّ عليّ السلام؟ قال : أنا ميت ، فكيف أرد السّلام ، فقلت : فما ذا لقيت بعد الموت؟ فدمعت عيناه وقال : لقيت أهوالا وزلازل عظاما شديدا قلت : فما كان بعد ذلك؟ قال : وما تراه يكون من الكريم؟ قبل منّا الحسنات وعفا لنا عن السيئات ، وضمن لنا التبعات ، ثم شهق مالك شهقة خرّ مغشيا عليه ، فلبث بعد ذلك مريضا من غشيته ، ثم مات.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٦) ، نا فهد بن إبراهيم بن فهد ، نا محمّد بن زكريا الغلابي ، حدثتني ولّادة بنت إبراهيم الأزدية قالت : حدثتني أمي قالت : قال مالك بن دينار :
رأيت مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة ، فسلّمت عليه ، فلم يرد عليّ السّلام ، فقلت : لم لا ترد عليّ السلام؟ قال : أنا ميت ، فكيف أرد السّلام؟ فقلت : ما ذا لقيت يوم الموت؟ قال : لقيت أهوالا وزلازل عظاما شدادا ، قلت : وما ذا كان بعد ذلك؟ قال : وما تراه يكون من الكريم؟ قبل منّا الحسنات ، وعفا لنا عن السيئات ، وضمن عنا التبعات ، قالت : فكان مالك يحدّث بهذا وهو يبكي ، ويشهق ثم غشي عليه ، فلبث بعد ذلك أياما مريضا ، ثم مات في مرضه ، فكنا نرى أن قلبه انصدع.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو الحسين بن بشران ،
__________________
(١) ما بين معكوفتين مكانه بياض بالأصل وم و «ز» ، واستدرك عن د.
(٢) قوله : «أبو القاسم» مكانه بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض «طمس».
(٣) كذا بالأصل ، وفي د : «ماهان» وفي «ز» : «بشار» ومكانها بياض في م وظهر آخر حرفين منها «ان».
(٤) بياض بالأصل ، و «ز» ، وكتب في وسط البياض فيها : «قطع» والمستدرك عن د ، وم.
(٥) قوله : «بعد موته بسنة» مكانه بياض في «ز» ، وكتب في وسط البياض : قطع.
(٦) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٢٩٤ ـ ٢٩٥.
أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا داود بن المحبر ، نا أعين أبو حفص الخيّاط قال : سمعت مالك بن دينار يقول :
رأيت أبا عبد الله مسلم بن يسار في منامي بعد موته بسنة ، فسلّمت عليه (١) ، فلم يردّ عليّ السلام ، فقلت : ما يمنعك أن تردّ عليّ السلام؟ قال : أنا ميت ، فكيف أردّ عليك السلام؟ قال : فقلت له : ما ذا لقيت بعد الموت؟ فدمعت عينا مالك عند ذلك ، وقال : لقيت والله أهوالا وزلازل (٢) عظاما شدادا ، قال : فقلت : فما ذا كان بعد ذلك؟ قال : وما تراه يكون من الكريم؟ قبل منّا الحسنات ، وعفا لنا عن السيئات ، وضمن عنّا التبعات ، قال : ثم شهق شهقة خرّ مغشيا عليه ، قال : فلبث بعد ذلك أياما مريضا من غشيته ، ثم مات ، رحمهالله ، فيرون أنه انصدع قلبه [فمات](٣).
٧٤٣١ ـ مسلم أبو عبد الله الخزاعي ، مولاهم
صاحب حرس معاوية ، وهو أول من ولي الحرس.
روى عن : معاذ بن جبل ، وأبي الدّرداء.
روى عنه : أبو زبر عبد الله بن العلاء بن زبر ، وزيد (٤) بن واقد ، وكان يدور على الحلق بدمشق ، وكانت له (٥) دار في نواحي زقاق النهر.
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود المغربي (٦) ، وأبو غالب محمّد بن الحسن ، قالا : أنا أبو علي علي بن أحمد بن علي ، أنا القاسم بن جعفر بن عبد الواحد ، أنا أبو علي اللؤلؤي ، أنا أبو داود السّجستاني ، نا هارون بن محمّد بن بكّار بن بلال ، أنا محمّد ابن عيسى ـ يعني ـ ابن سميع ، نا زيد بن واقد ، حدّثني أبو عبد الله (٧) مسلم [عن معاذ] أنه
__________________
(١) قوله : «فسلمت عليه» استدرك على هامش م.
(٢) بالأصل ود ، وم : «وزلازلا» والمثبت عن «ز».
(٣) استدركت عن م ، و «ز» ، ود.
(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د ، وم ، ومكانها بياض في «ز» ، وم ، وكتب مكانها فيها : طمس.
(٥) مكانها بياض في م ، و «ز».
(٦) غير مقروءة بالأصل ، وم ، ود ، والمثبت عن «ز» ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ١٢٦ / ب.
(٧) بالأصل وم : «أبو عبد الله عن مسلم» وفي «ز» : أبو عبيد الله عن مسلم وفي د : «أبو عبد الله عن معاذ» وله الصواب ما أثبت والزيادة عن د.
قال : من عقد ... (١) في عنقه فقد برئ مما عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمّد ـ إجازة ـ نا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملاس ، نا الحسن بن محمّد بن بكّار قال : سمعت أبا مسهر يقول : أول من ولي الحرس مسلم الخزاعي ، وكان على حرس معاوية بن أبي سفيان.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال.
في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهي العليا : أبو عبد الله مسلم الخزاعي ، روى عن أبي الدّرداء ، روى عنه أبو زبر.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.
وأنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير بن جوصا ـ قراءة ـ.
قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثانية : أبو عبد الله مسلم الخزاعي ، دمشقي.
قال أبو زرعة بن عمرو : وهو جد بني مسلم مولى خزاعة.
قال ابن جوصا : وسمعت سليمان بن عبد الحميد يقول : سعيد بن عبد الله الأغطش مولى خزاعة ابن عمّه.
٧٤٣٢ ـ مسلم أبو سليمان ، والد حمّاد بن أبي سليمان
كان مولى لمعاوية بن أبي سفيان ، فأهداه إلى أبي موسى الأشعري بدومة الجندل حين التحكيم ، له ذكر.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا الفضل بن دكين ، أنا أبو إسرائيل.
__________________
(١) رسمها بالأصل ود وم : «الحريه» وفي : «الحرية».
إن أبا سليمان ، أبا حمّاد وكان اسمه مسلم ، فكان ممن أرسل به معاوية بن أبي سفيان إلى أبي موسى الأشعري ، وهو بدومة الجندل.
أخبرنا (١) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني ، أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : اسم أبي سليمان بن حمّاد بن أبي سليمان مسلم ، وحمّاد يكنى أبا إسماعيل ، مولى لآل إبراهيم بن أبي موسى الأشعري.
كتب إليّ أبو علي الحدّاد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن الفضل ، أنا عبد الله بن محمّد بن عيسى المقرئ ، نا الحجّاج بن يوسف ، نا الهيثم بن عدي ، نا عتّاب ، نا سعيد بن عبيد ، وعبد الله ابن الوليد المرّي عن أشياخهم قال :
شق التيمرة (٢) من أصبهان عنوة ، وافتتحها الأحنف بن قيس ، ورستاق الشيخ (٣) عنوة ، ورستاق برخوار ، ومنها سبي أبو سليمان أبو حمّاد بن أبي سليمان الفقيه ، ورستاق حجرم قاسان عنوة ومنها سبي وثاب مولى عبد الله بن عباس ، وعقبه اليوم بأصبهان في مدينة جيّ وشقها صلح.
٧٤٣٣ ـ مسلم
مولى عمر بن عبد العزيز.
حكى عن عمر.
حكى عنه ابنه عبد الله بن مسلم ، وابن ابنه أحمد.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا أبو حامد بن جبلة ، نا محمّد بن إسحاق ، نا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحرّاني قال : سمعت جدي أبا شعيب عبد الله ابن مسلم عن أبيه قال :
__________________
(١) كتب فوقها في «ز» ، ود : ملحق.
(٢) التيمرة بضم الميم ، من رساتيق أصبهان الستة عشر ، وهما التميرة الكبرى والتميرة الصغرى (راجع معجم البلدان).
(٣) رستاق الشيخ من كور أصبهان (معجم البلدان).
(٤) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٥ / ٣٢٣ ضمن ترجمة عمر بن عبد العزيز.
دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده كاتب يكتب ، قال : وشمعة تزهر وهو ينظر في أمور المسلمين ، قال : فخرج الرجل ، فأطفئت الشمعة ، وجيء بسراج إلى عمر ، فدنوت منه ، فرأيت عليه قميصا فيه رقعة قد طبق ما بين كتفيه ، قال : فنظر في أمري.
رواها الحاكم أبو أحمد عن محمّد بن إسحاق السّرّاج.
أخبرنا أبو منصور عبد الرّحمن بن محمّد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب (١) قال : قرأت على الحسين بن محمّد المؤدب ، عن أبي سعد الإدريسي قال : مسلم جد أبي شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن مسلم الحرّاني ، كان من سبي سمرقند ، فوقع لابنة لعمر (٢) بن عبد العزيز ، فاشتراه منها عمر بن عبد العزيز ، فأعتقه ، ثم ولد له بعد ذلك مولود ، فجاء به إلى عمر بن عبد العزيز وهو ابن شهرين ، فسمّاه عبد الله ، وفرض له في الذرية ، فعاش عبد الله عشرين ومائة سنة.
قال الإدريسي : سمعت أحمد بن بندار الفقيه يقول : سمعت محمّد بن أحمد أبا علي ـ ببغداد ـ يقول : قال لنا أبو شعيب ، أنا (٣) عبد الله بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن مسلم ، وحدّثني جدي أحمد ، عن جده مسلم قال : سبيت من سمرقند ، فوقعت لابنة عمر (٤) بن عبد العزيز ، الحكاية بطولها.
[ذكر من اسمه](٥) [مسمع](٦)
٧٤٣٤ ـ مسمع بن محمّد الأشعري (٧)
من أهل دمشق.
روى عن الليث بن سعد ، وابن أبي ذئب.
__________________
(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٩ / ٤٣٥ ضمن ترجمة عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب.
(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي د : «لابنة عمر» وفي تاريخ بغداد : لابنة أحمد بن عبد العزيز.
(٣) «أنا» سقطت من تاريخ بغداد.
(٤) «عمر» سقطت من تاريخ بغداد.
(٥) زيادة منا للإيضاح.
(٦) زيادة استدركت عن م ، ود ، و «ز».
(٧) ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ١١٢ والمغني في الضعفاء ٢ / ٦٥٨ ولسان الميزان ٦ / ٣٦ والجرح والتعديل ٨ / ٤٢١ والتاريخ الكبير ٨ / ٦٠.
روى عنه : مروان الفزاري ، وهو أكبر منه ، وجنادة بن محمّد المري (١).
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف ابن أحمد ، أنا أبو جعفر العقيلي (٢) ، نا أحمد بن محمّد بن صدقة ، نا أحمد بن محمّد بن عمّار ـ يعني : ابن أخي هشام بن عمّار ـ نا جنادة بن محمّد المرّي (٣) ، نا مسمع بن محمّد الأشعري ، نا ابن أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله يبغض المؤمن الذي لا زبر له» (٤) [١٢٠٩٠].
قال جنادة : يعني الشدة في الحق.
قال أبو جعفر العقيلي : ولا يعرف بالنقل بهذا الإسناد ، ولا أحفظ هذه اللفظة إلّا في حديث عياض بن حمار المجاشعي أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «أهل النار خمسة : الضعيف الذي لا زبر له» (٥).
قال العقيلي : مسمع بن محمّد الأشعري عن ابن أبي ذئب لا يتابع على حديثه.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، حدّثنا ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري (٦) قال :
مسمع الدمشقي ، سمع الليث ، وروى عنه مروان بن معاوية (٧).
أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا حمد إجازة.
ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي.
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : «المزي» وفي د : «المزني» والمثبت عن م و «ز» ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٣٩.
(٢) رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧.
(٣) انظر الحاشية قبل السابقة.
(٤) الذي لا زبر له : أي الذي لا عقل له يزبره ، ويمنعه مما لا ينبغي ، وقيل : هو الذي لا مال له ، وقيل : الذي ليس عنده ما يعتمده.
(٥) أخرجه مسلم في ٥١ كتاب الجنة ، ١٦ باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار ص (٢١٩٧).
(٦) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٦٠.
(٧) في التاريخ الكبير : روى عنه مروان الفزاري.
قالا : أنا ابن أبي حاتم (١) قال :
مسمع الدمشقي ، [روى عن ......](٢) روى عنه مروان (٣) بن معاوية الفزاري ، سمعت أبي يقول ذلك.
كذا في نسختين مبيضتين.
٧٤٣٥ ـ مسمع بن مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب بن علقمة بن عباد بن عمرو
ابن ربيعة بن ضبيعة بن قنيس بن ثعلبة ، ويقال : مسمع بن مالك بن مسمع
ابن شهاب بن قلع ، وقلع لقب ، واسمه : علقمة بن عمرو بن عباد ،
ويقال : ابن عباد بن عمرو بن جحدر أبو سيّار الربعي ، البصري
وفد على عبد الملك ، وكان سيد بكر بن وائل بالبصرة.
قرأت في كتاب أحمد بن محمّد الدلوي (٤) مما نقله من خط أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري مما حكاه عن غيره قال :
فولد مالك بن مسمع بن شيبان أبا غسّان مسمع بن مالك ، وغسّان بن مالك ، وشهاب ابن مالك ، فأمّا مسمع بن مالك فكان شريفا سيدا حليما لا يقدّم عليه أحد من ربيعة في زمانه ، وكان جوادا سخيا ، فلمّا ولي عبد الملك بن مروان شكر لمالك بن مسمع ، ومسمع بن مالك ما كان من مالك إلى مروان ، فلمّا أقطع مالكا قطيعته التي بين الجسرين ، أقطع مسمعا أيضا قطيعة خلف قطيعة أبيه ، نقاودها من طريقها التي ينتهي إلى جندلان إلى طريقها الذي إلى زيادان (٥) قطيعة زياد بن عمرو ، والحد الثالث منها إلى أرض برقالي وذلك قبل أن يحفر عدي. ابن أرطأة نهره (٦) ، فلما حفر عدي بن أرطأة شرعت عليه قطيعة مسمع بن مالك ، ولم يكن لها شرب ، فحفر مسمع لقطيعته نهرا من نهر معقل (٧) يسمى نهر الملاحة ، وجعل ترابه جبلا
__________________
(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٨ / ٤٢١.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل والمستدرك عن «ز» ، ود ، والجرح والتعديل ، ومكانها بياض في م.
(٣) بالأصل : «معاوية بن مروان» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، ود.
(٥) زيادان : ناحية ونهر بالبصرة منسوبة إلى زياد مولى بني الهجيم (معجم البلدان).
(٦) نهر عدي بن أرطأة بالبصرة (راجع معجم البلدان) ٥ / ٣٢١.
(٧) نهر معقل نهر معروف بالبصرة (معجم البلدان ٥ / ٣٢٣).
بين قطيعة أبيه وقطيعة زياد بن عمرو يمنع هاتين من كثر الماء ، وكان يدفن أكرة هاتين القطيعتين وسائر نهر معقل موتاهم في هذا الجبل ، وهو لبني مسمع جميعا.
قال : وحدّثني عمي عبد الله بن شيبان ، عن عمه عامر بن عبد الملك ، وشهاب بن عبد الملك ، قال :
لما هزم أبو فديك الحروري أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد من البحرين دعا خالد ابن عبد الله مسمع بن مالك ، فقال له : يا أبا سيّار ، إنّي لا أعرف أحدا أحقّ بالشخوص منك في أمر أمية ، قد هزم من البحرين ، وقد وجد عليه أمير المؤمنين موجدة شديدة ، وهو صهرك ، ومن لا يكل أمره إلى أحد أحقّ بالقيام فيه منك ، وأعرف حالك عند أمير المؤمنين عبد الملك وما يلزمه نفسه لكم (١) أهل البيت ، فأنا أحب أن تشخص إليه إلى الشام ، فتسأله الرضا عنه ، وأن يعيده إلى حاله ومرتبته.
فشخص مسمع بن مالك إلى عبد الملك ، فدخل عليه ، فأكرمه وسأله حاجته ، فقال : جئتك يا أمير المؤمنين في أمر أمية بن عبد الله أن ترضى عنه ، وتهب لي سخطك عليه ، فإنه من كهول قريش ، إن كان أخطأ فأنت أحقّ من غفر له ، فقال له عبد الملك : كيف أعيده وقد تكلّمت بعزله على المنبر واستعمال عمر بن عبيد الله بن معمر ، ولكن أعوّضه لكلامك ما هو خير له من ولايته ، قال : فولّاه سجستان ، قال : قد قبلت ذلك ، وكتب لمسمع إلى خالد بن عبد الله أن يعطيه مائة ألف درهم ، فجعلها خالد مائة ألف وألف (٢) ، وكانت عمرة عند أمية ابن عبد الله فمن أجل ذلك قال له : إنّك أحقّ من شخص في أمور هذا.
قال : وزعم يوسف النحوي قال : خشي الحجّاج بن يوسف أن يولي مسمع بن مالك العراق ، فافتعل كتابا على سجستان وكرمان على لسان عبد الملك ، ثم بعث به إلى مسمع فقبله ، فبلغ عبد الملك قبوله ، فضرب بيده على جبهته واسترجع وقال : أرضي مسمع أن يكون من تحت يد الحجّاج على سجستان وكرمان؟ قال خلف بن يونس : إن كنت لاستصغر له العراق.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن
__________________
(١) استدركت عن هامش الأصل.
(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، ود ، وم : واف.
عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) : كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجّاج أن : ولّ (٢) مسمع ابن مالك سجستان ، فولّاه ، فلم يزل عليها حتى مات ، فولّى ابن أخيه محمّد بن شيبان ، فعزله الحجّاج وولى الأشعث بن قيس (٣) الكلبي ، ثم عزله وضمّها إلى قتيبة بن مسلم.
وجدت بخط أحمد بن محمّد بن علي المؤدّب الأنباري ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن ابن دريد الأزدي ـ إجازة ـ أنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال :
كان عبيد الله بن ظبيان فاتكا بذيء اللسان ، وقد قاتل مصعب بن الزبير ، وهو حامل رأسه إلى عبد الملك بن مروان ، وله حديث ، فخرج مع مسمع بن مالك بن مسمع في رفقة ، فحدا الحادي لمسمع فقال :
يا مسمع بن مالك بن مسمع |
|
أنت الجواد والخطيب المصقع |
وفارس الخيل إذا ما تفزع |
|
اصنع كما كان أبوك يصنع |
فقال عبيد الله : إذا والله تنكح أمه ، فسمعها مسمع ، فتطأطأ لها ، وكان حليما.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو سهل محمود بن عمر العكبري ، أنبأ أبو طالب عبد الله بن محمّد بن شهاب ، أنا الحسن بن علي بن المتوكل ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد المدائني قال :
قال مسلمة ـ يعني ـ ابن محارب : قتل ابن لعبد الملك بن عامر بن مسمع بالزاوية (٤) فاجتزوا رأسه ، فأتوا به الحجّاج فقال : اذهبوا برأسه إلى مسمع بن مالك بن مسمع ، فأتوه به ، فجعله في ثوبه وأقبل به إلى الحجّاج وهو يبكي ، فقال له الحجّاج : أجزعت عليه؟ قال : لا ، بل جزعت له من النار ، فإن رأى الأمير أن يأذن لي في دفنه ، فأذن له ، فدفنه.
قرأت في كتاب أحمد بن محمّد الدلوي ـ مما نقله من خط أبي سعيد السكري مما حكاه عن غيره قال : وقال أبو الحسن المدائني : نا زهير ، نا غسّان بن عبد الملك أبو راشد عن ميمون أبي السمط مولى مسمع بن مالك قال :
__________________
(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٩٥ (ت. العمري).
(٢) بالأصل : «ولي» خطأ ، والتصويب عن م ، و «ز» ، ود.
(٣) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي تاريخ خليفة : بشر.
(٤) الزاوية ، في عدة مواضع ، والمراد هنا الموضع قرب البصرة وبه كانت الوقعة المشهورة بين الحجاج وابن الأشعث (معجم البلدان).
كان مسمع بن مالك مع الحجّاج في جميع مشاهده لا يفارقه : يوم رستق آباذ (١) ، ويوم ابن الأشعث ، ويوم الزاوية ، ويوم دير الجماجم ، وكان منادي الحجّاج يخرج فينادي : ألا إن مسمع بن مالك سيّد أهل العراق.
قال : وقال أبو عبيدة : لما خلع عبد الله بن الجارود الحجّاج بن يوسف اتّبعه بشر كثير لم يبق من أعلام أصحاب الحجّاج أحدا إلّا اتبعه ، منهم : قتيبة بن مسلم ، وعباد بن الحصين ، وعبيد الله بن ظبيان وغيرهم ، وبقي الحجّاج في نفر يسير من أصحابه ، فقال له مسمع : إنّ هؤلاء القوم ما خلعوا أمير المؤمنين ولا يدعون إلى غيره ، ولكنهم خلعوك خاصة ، وقد ذهب جماعة أصحابك إلى ابن الجارود وأنا جارك من ابن الجارود وجميع أهل العراق لا يعرض لك أحد منهم حتى أصيّرك إلى عبد الملك بن مروان ، فحقدها عليه.
قال أبو عبيدة : فلمّا قتل الحجّاج ابن الجارود ، اتّهم مسمعا أن يكون مال ، وزيّن ذلك له بعض أمره ، مع أن مسمعا لم يفارقه.
وقال عون بن كهمس : دعا ابن الجارود مسمعا إلى الخروج معه فقال : لو كنت سبقتك إليها لمضيت عليها ، فأمّا الآن فلا أرى أن أسير تحت رايتك ، رجع الحديث إلى أبي عبيدة ، فأخذ الحجّاج مسمعا فحبسه.
٧٤٣٦ ـ مسور (٢) بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة
ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي
أبو عبد الرّحمن ـ ويقال : أبو عثمان ـ القرشي الزهري (٣)
له صحبة ، روى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أحاديث.
وروى عن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وأبي هريرة ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعمرو بن عوف.
__________________
(١) في معجم البلدان : رستقباذ من أرض دستوا (معجم البلدان).
(٢) مسور : بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح الواو ، كما في التقريب.
(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ١٠٨ وتهذيب التهذيب ٥ / ٤٤٢ والإصابة ٣ / ٤١٩ وأسد الغابة ٤ / ٣٩٩ ونسب قريش للمصعب ص ٢٦٢ وجمهرة أنساب العرب ص ١٢٩ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٣٩٠ والجرح والتعديل ٨ / ٢٩٧ والتاريخ الكبير ٧ / ٤١٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٦١ ـ ٨٠) ص ٢٤٤ وانظر بهامشه أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
روى عنه : عروة بن الزبير ، وعلي بن الحسين ، وعبد الله بن أبي مليكة ، وعبيد الله بن أبي رافع ، وسليمان بن يسار (١) ، وجهم بن أبي الجهم الجمحي ، وابنه عبد الرّحمن بن المسور ، وابنته أم بكر بنت المسور.
وقدم دمشق برسالة عثمان إلى معاوية يستدعيه إليه لأجل الذين حصروه (٢) ، ثم قدمها ثانية وافدا على معاوية في خلافته.
أخبرنا أبو نصر بن رضوان ، وأبو غالب بن البنّا ، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد بن نجا ، قالوا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٣) ، نا أبو سعيد مولى بني هاشم ، نا عبد الله بن جعفر ، حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة ، عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنة له (٤) فقال له : قل له : فليلقني في العتمة ، قال : فلقيه ، فحمد الله تعالى ـ المسوّر ـ وأثنى عليه وقال : أمّا بعد ، أما والله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحبّ إليّ من نسبكم وصهركم ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «فاطمة مضغة مني ، يقبضني ما قبضها ، ويبسطني ما بسطها ، وإنّ الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي [وسببي](٥) وصهري» ، وعندك ابنتها ، ولو زوّجتك لقبضها ذلك ، فانطلق عاذرا له [١٢٠٩١].
هذا حديث غريب ، وقد روي من وجه آخر صحيح ، ورفع إلي عاليا.
أخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد ، أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى ـ قراءة عليه وأنا حاضر ـ أنا أبو بكر [بن] المقرئ ، نا أبو العباس بن قتيبة ، نا أبو خالد يزيد [بن خالد](٦) بن موهب ، وعيسى ، قالا : نا الليث ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو على المنبر يقول : «إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ، إلّا أن يريد بن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما هي بضعة منّي يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها» [١٢٠٩٢].
لفظ أبي خالد.
__________________
(١) تحرفت في «ز» ، وم إلى : سيار.
(٢) سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٩١.
(٣) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٦ / ٤٨٦ ـ ٤٨٧ رقم ١٨٩٢٩ طبعة دار الفكر.
(٤) في المسند : يخطب ابنته.
(٥) زيادة عن المسند.
(٦) استدركت اللفظتان عن هامش الأصل وبعدهما صح.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا سعيد بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو العباس السراج ، نا قتيبة ، نا ابن لهيعة ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب وإنّي لا آذن ثم لا آذن ، ثم لا آذن ، إلّا أن يشاء ابن أبي طالب أن ينكح ابنتهم ويطلّق ابنتي ، إنّما هي بضعة منّي ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما أذاها» [١٢٠٩٣].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السري بن يحيى ، أنا شعيب بن إبراهيم ، أنا سيف بن عمر التميمي ، عن سهل بن يوسف ، عن القاسم بن محمّد قال : كان رسول عثمان إلى معاوية المسور بن مخرمة الزهري.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنا أبو الحسين الأهوازي ، أنا أبو حفص ، نا خليفة (١) قال : المسور بن مخرمة بن نوفل بن وهيب (٢) بن عبد مناف بن زهرة ، وأمّه امرأة من بني زهرة ، يكنى أبا عبد الرّحمن ، مات بمكة سنة أربع وستين.
قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، أنا أحمد بن عبيد ، نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة قال : سمعت أبي يقول : المسور بن مخرمة أبو عبد الرّحمن.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار (٣) قال :
وابنه المسور بن مخرمة ، وأمّه عاتكة ابنة عوف بن عبد عوف ، هاجرت وأمها الشّفاء بنت عوف بن عبد ، هاجرت أيضا ، وهي أم عبد الرّحمن بن عوف ، وعبد الرّحمن بن عوف خال المسور بن مخرمة ، أخو أمه لأبيها وأمّها ، وكان المسور ممن يلزم عمر بن الخطّاب
__________________
(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٤٦ رقم ٨١.
(٢) في طبقات خليفة : أهيب.
(٣) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٦٢.