الخليل بن أحمد الفراهيدي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦
فيها ، بتقديم وتأخير وإسقاط وتشويه ، فاضطررت إلى إغفال بيان كثير منه ، واكتفيت منه بما شاركت فيه «ق» ، أو كان فيه فائدة مرجوّة.
وقد استعنت على تقويم النصّ ، بما قدّمته النسخ الثلاث ، أو بالرجوع إلى مصادر النحو واللغة والتفسير والأدب ، أو بما يقتضيه سياق التفكير والتعبير. ولذلك اضطررت إلى إقحام كلمات وجمل وعبارات ، بين أثناء النصّ ، وقد حصرت كلّا منها بين قوسين معقوفين ، عدا ما استقيته من النسختين لإتمام الآيات الكريمة ، ومحتوى الورقتين ١٣ و ١٦ ، وزيادات آخر «ق». فأمّا ما كان مزيدا من إحدى النسختين ، أو من مصدر محدّد ، فقد علّقت عليه بذكر مورده. وأمّا ما كان استظهارا واجتهادا ، فقد تركته غفلا من التعليق.
ولقد أصاب النصّ في الورقات الأولى من الأصل اضطراب وتداخل ، أفسدا استقامته وتسلسله ، فحاولت تقويم ذلك وتسديده ، بالظنّ والتقدير كما كان في مستهلّ الورقة ٣ ، وبمعونة النسختين كما كان في مستهلّ الورقة ٤. ولذلك ستجد خلافا بين الأصل والنصّ في ترقيم الأوراق الأولى.
وهكذا استقام لديّ النصّ ، فوزّعته على عناوين رئيسيّة وفرعيّة متناسقة ، وفقر لطيفة متساوقة ، وصوّبت ما أشكل في التصحيف والتحريف والتشويه. ثم زوّدت الكلمات بالإعجام والضبط الضروريّين ، وملأت ما بين عباراته وجمله ومفرداته بعلامات الترقيم تيسّر التناول والاستفادة ، وجعلت للآيات الكريمة أقواسا كبيرة ، وللأحاديث الشريفة والجمل والكلمات المحكيّة أقواسا صغيرة مزدوجة ، ولسداد الثغر أقواسا معقوفة.
بيد أنّ هذه الاستقامة المرجوّة لم تحل دون بروز جانب من القلق والاضطراب. فقد لبثت فقر تتململ في مواطنها ، أشرت إليها في التعليق ولم أجد لهدايتها سبيلا ، وأشكلت عليّ عدة عبارات لم أصل إلى الصواب فيها ، فتركتها كما هي ، يحكم في أمرها المحقّقون والتاريخ.
ثمّ ألحقت بالنصّ تعليقات تضمّ ، بالإضافة إلى خلافات النسخ ، متمّمات
للتحقيق. فكان فيها تفسير الغريب ، والتعريف ببعض الأعلام ، وتذليل مشكل العبارات ، وتحديد مصادر الاقتباس والأقوال ، وتخريج ما تيسّر من الشواهد القرآنيّة والشعريّة والنثريّة ، مع الإحالة على المصادر والمراجع التي تعتمد.
ففي الآيات الكريمة من المتن اختلفت النسخ مرارا ، فكان في كلّ منها قراءات تقتضي الضبط والتحقيق. ولذلك تابعت ما اختلفت فيه ، ورددت كلّ وجه إلى الذين نسب إليهم من القرّاء ، محيلا على المصادر المعتمدة.
وفي شواهد الشعر والرجز ، نسبت الغفل إلى أشهر من عزي إليه ، ثم سردت أكبر عدد من المصادر ، بغية تيسير دراسة الكتاب ، ومقارنة نصه بنصوص الكتب الأخرى. على أنّني بقي لديّ عديد من الأبيات دون نسبة ، ينتظر بذل المحقّقين والدارسين ، كما بقيت بضعة أبيات بروايات غريبة ، تتطلب النظر والاختبار. هذا مع أنّ كثيرا من الشواهد قد أصابه التشويه ، فسدّدت ما استطعت تسديده ، وأعرضت عمّا تعذّر عليّ فيه ذلك.
ثم اختتمت النصّ بالفهارس الفنيّة التقليديّة ، مضيفا إليها لونين اثنين لهما قيمة في مثل هذا الكتاب : أمّا الأوّل فهو فهرس الأمثلة. ذلك لأنّ ما يورده قدماء النحاة ، من أمثلة نثريّة ، هو في الحقيقة شواهد تقتضي الدراسة والتدبّر ، ولا يجوز إغفالها بالزعم أنّها من صنيع المصنّفين. إنّها جمل وتراكيب وعبارات لها قيم لغويّة ونحويّة وتاريخيّة ، وإنّ جمعها في فهرس منسّق لييسّر اكتشاف تلك القيم.
وأمّا الثاني فهو فهرس المصطلحات. ولسوف ترى ، في هذا الكتاب ، نماذج متميّزة من الدلالات الاصطلاحيّة ، بعضها قريب من عرف النحاة واللغويين والبلاغيّين والنقّاد ، وبعضها الآخر مخالف لما عرفه هؤلاء ، والبعض الأخير غريب في بابه ، يمدّ الدارس بمعلومات كانت خفيّة مجهولة. ولذا كان في فهرسة المصطلحات خدمة للكتاب وللباحثين. فهي تقدم حصرا دقيقا منسقا يكشف الأصول المعتمدة في استخدام المصطلح وصياغته ، والوجهات المختلفة
التي توزّعت فيها الألفاظ والتراكيب الاصطلاحيّة ، والمعاني الموحّدة أو المختلفة لكلّ منها ، والغنى الوفير الذي تميّز به هذا الكتاب.
* * *
وعلى هذا أكون ، بعون الله ، قد وفّيت جانب التحقيق ومتمّماته ، بما قدّمته من خدمة للنصّ ، وجهد في العمل ، وإخلاص في البذل ، وتضحية في العطاء. ولست أغالي إذا ادّعيت أنّ هذا الكتاب ، على صغر حجمه ، هو أعسر ما اعترضني من النصوص حتّى الآن ، لما حواه من تعقيد واضطراب ، وما أثاره من مشكلات في النحو والقراءات والأشعار واللغة والتفسير والبيان ، وما زخر به من المصطلحات والحدود والمذاهب والتوجيهات .. ولقد حاولت استيعاب هذا كلّه ، مستعينا بالله ، فكان منّي حمل للكثير ونوء بالقليل ، لقصور يد الإنسان ، وافتقاد بعض المصادر ، وزهد من حولي في التعاون العلميّ.
فما زال توثيق النصّ ، أي تصحيح نسبه ، في حاجة إلى نظر وتحرير ، وما فتئت عدّة ثغرات وعبارات تحمل طابع الإشكال ، وينقصها التصويب والتحقيق. وها أناذا أضع ذلك بين أيدي المحقّقين وعلماء العربيّة ، آملا أن يشاركوا في تذليل العقبات ، وإقالة العثرات ، وتقويم ما ظهر من الخطل في الاختيار والاجتهاد. فلعلّ ما لديهم من المصادر المخطوطة والمطبوعة ، وما يحيطون به من خبرة وعلم واطلاع ، يقدّمان لي عونا على ما أخفقت فيه ، أو أعرضت عنه ، أو نؤت به ، أو تهيّبته فتجاوزته ، أو تحرّجت منه وأشفقت أن أحمل تبعته.
وبعد ، فإنّي أكرّر الحمد لله ، وأضرع إليه أن يسدّد خطانا ، ويبارك ما كان منا صوابا طيّبا ، ويتجاوز عمّا كان منا خطأ أو ضلالا ، ويجزينا على كلّ أجر من اجتهد في العلم يطلب الحقيقة والمعرفة ، ويرجو وجه ربّه الكريم. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أزلّ ، أو أضلّ أو أضلّ ، أو أظلم أو أظلم ، أو أجهل أو يجهل عليّ.
فاس : الاربعاء ١ رمضان ١٤٠٢ ٢٣ حزيران ١٩٨٢ |
الدكتور فخر الدّين قباوة |
بسم الله الرّحمن الرّحيم (١)
قال الخليل بن أحمد ، رحمه الله : (٢)
هذا كتاب فيه جملة (٣) الإعراب ، إذ (٤) كان جميع النحو في الرفع ، والنصب ، والجرّ ، والجزم. وقد ألّفنا هذا الكتاب ، وجمعنا (٥) فيه جمل وجوه الرفع والنصب والجرّ والجزم ، وجمل الألفات ، واللامات ، والهاءات ، والتاءات ، والواوات ، وما يجري من اللام ألفات (٦). وبيّنّا كلّ معنى في بابه ، باحتجاج (٧) من القرآن ، وشواهد من الشّعر. فمن عرف هذه الوجوه ، بعد نظره فيما صنّفناه من (٨) مختصر النحو قبل هذا ، استغنى عن كثير من كتب النحو (٩). ولا [حول ولا](١٠) قوّة إلّا بالله.
وإنّما بدأنا بالنصب ، لأنّه أكثر الإعراب طرقا ووجوها (١١).
__________________
(١) بعدها في ق : «ومنه العون والتوفيق» ، وفي ب : «وما توفيقي إلا بالله».
(٢) سقط السطر من النسختين.
(٣) في حاشية الأصل : «جملة». وهو توكيد لما في المتن.
(٤) ق : إذا.
(٥) ق : وذكرنا.
(٦) ق : «لام ألفات». وقد أغفل ههنا ذكر «ما» وما بعدها. انظر الورقة ٧٦ وما بعدها.
(٧) ب : باحتجاجات.
(٨) في الأصل : صنفنا في.
(٩) في الأصل : النحويين.
(١٠) من النسختين.
(١١) ق : فبدأنا بالنصب لأنه أكثر وجوها وطرقا في الإعراب.
وجوه النّصب
فالنصب أحد وخمسون وجها (١) : نصب من مفعول (٢) ، ونصب من مصدر ، ونصب من قطع ، ونصب من حال ، ونصب من ظرف ، ونصب بـ «إنّ» (٣) وأخواتها ، ونصب بخبر «كان» [وأخواتها (٤)] / ، ونصب من التفسير (٥) ، ونصب من التمييز (٦) ، ونصب بالاستثناء (٧) ، ونصب بالنفي ، ونصب بـ «حتّى» وأخواتها ، ونصب بالجواب بالفاء ، ونصب بالتعجّب ، ونصب (٨) فاعله مفعول [ومفعوله فاعل] ، ونصب من نداء نكرة موصوفة ، ونصب بالإغراء ، ونصب بالتحذير ، ونصب من اسم بمنزلة اسمين ، ونصب بخبر «ما بال» وأخواتها ، ونصب من مصدر في موضع فعل ، ونصب بالأمر (٩) ، ونصب بالمدح ، ونصب بالذّم ، ونصب بالترحّم ، ونصب بالاختصاص ، ونصب بالصّرف ، ونصب بـ «ساء [ونعم] وبئس» وأخواتها ، ونصب
__________________
(١) ب : فجملة وجوه النصب ثمانية وأربعون وجها فاعلم ذلك.
(٢) ق : مفعول به.
(٣) في الأصل وب : بأنّ.
(٤) من ق.
(٥) في الأصل : بالتفسير.
(٦) في الأصل : بالتمييز.
(٧) ب : من الاستثناء.
(٨) زاد هنا في ق : بأنّ.
(٩) زاد هنا في ب : والنهي.
من خلاف المضاف ، ونصب على الموضع لا على الاسم (١) ، ونصب من نعت النكرة (٢) تقدّم على الاسم ، ونصب من النداء (٣) المضاف ، ونصب على الاستغناء وتمام الكلام ، ونصب على النداء في الاسم المفرد المجهول (٤) ، ونصب على البنية ، ونصب بالدعاء (٥) ، ونصب بالاستفهام ، ونصب بخبر «كفى» مع الباء ، ونصب بالمواجهة (٦) وتقدّم الاسم ، ونصب على فقدان الخافض ، ونصب بـ «كم» إذا كان استفهاما ، ونصب يحمل (٧) على المعنى ، ونصب بالبدل (٨) ، ونصب بالمشاركة ، ونصب بالقسم ، ونصب بإضمار «كان» ، ونصب بالتّرائي ، ونصب بـ «وحده» ، ونصب (٩) بالتحثيث ، ونصب من فعل دائم بين صفتين (١٠) ، ونصب من المصادر التي جعلوها بدلا من اللفظ الداخل على الخبر.
__________________
(١) سقط «ونصب على الموضع لا على الاسم» من ق.
(٢) في الأصل : نكرة.
(٣) ق : نداء.
(٤) سقطت من النسختين.
(٥) في الأصل : على الدعاء.
(٦) في الأصل : للمواجهة.
(٧) ب : بالحمل.
(٨) ب : على البدل.
(٩) سقطت بقية الفقرة من النسختين.
(١٠) في الأصل : «صفته». وانظر الورقة ٢٥.
فالنصب من مفعول (١)
[قولك](٢) : أكرمت زيدا ، وأعطيت محمدا.
وقد (٣) يضمرون في الفعل الهاء ، فيرفعون المفعول به ، كقولك : زيد ضربت ، وعمرو شتمت ، على معنى : ضربته ، وشتمته. فيرفع «زيد» بالابتداء ، ويوقع (٤) الفعل على المضمر ، كما قال الشاعر : (٥)
وخالد يحمد أصحابه |
|
بالحقّ لا يحمد بالباطل |
يعني : يحمده أصحابه. وقال آخر : (٦)
أبحت حمى تهامة بعد نجد |
|
وما شيء حميت بمستباح |
يعني : حميته. وقال آخر : (٧)
ثلاث كلّهنّ قتلت عمدا |
|
فأخزى الله رابعة تعود / |
يعني : قتلتهنّ. وقال آخر : (٨)
__________________
(١) ق : مفعول به.
(٢) من ب.
(٣) سقط حتى «كلمه الله» من النسختين.
(٤) في الأصل : ويرفع.
(٥) الأسود بن يعفر. المقرب ١ : ٨٤ والمغني ص ٦٧٦ والبحر ٨ : ٢١٩.
(٦) جرير. ديوانه ص ٩٩ والكتاب ١ : ٤٥ و ٦٦ وأمالي ابن الشجري ١ : ٢٥ و ٧٨ و ٣٢٦ والمغني ص ٥٥٦ والعيني ٤ : ٧٥.
(٧) الكتاب ١ : ٢٤ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٢٦ والخزانة ١ : ١٧٧.
(٨) النمر بن تولب. الكتاب ١ : ٤٤ والمؤتلف والمختلف ص ٢٢ ومجمع الأمثال ١ : ٣٧ وشرح اختيارات المفضل ص ١٣٥٧ والشمني ٢ : ١٦٩ والعيني ١ : ٥٦٥ والهمع ١ : ١٠١ و ٢ : ٢٨ والدرر ١ : ٧٦ و ٢ : ٢٢. وليس فيه شاهد على إضمار الهاء وحدها.
فيوم علينا ويوم لنا |
|
ويوم نساء ويوم نسرّ |
يعني : نساء فيه ، ونسرّ [فيه]. ومنه قول الله ، جلّ اسمه ، في «البقرة» : (١) (مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ) أي : كلّمه الله.
والنصب من مصدر
كقولك (٢) : خرجت خروجا ، وأرسلت رسولا وإرسالا (٣).
قال (٤) الشاعر : (٥)
ألا ليت شعري هل إلى أمّ معمر |
|
سبيل فأمّا الصّبر عنها فلا صبرا |
لآخر :
أمّا القتال فلا أراك مقاتلا |
|
ولئن هربت ليعرفنّ الأبلق (٦) |
نصب «القتال» و «الصبر» ، على المصدر.
وقد (٧) يجعلون الاسم منه في موضع مصدر ، فيقولون : أمّا صديقا مصافيا فليس بصديق ، وأمّا عالما فليس بعالم. معناه : أمّا كونه عالما فليس بعالم (٨).
__________________
(١) الآية ٢٥٣.
(٢) سقطت من ق.
(٣) في النسختين : وأرسلت إرسالا.
(٤) سقط حتى «على المصدر» من النسختين. وهو في الأصل مقحم قبل «النصب من قطع».
(٥) ابن ميادة. الكتاب ١ : ١٩٣ والأغاني ٢ : ٨٩ وزهر الآداب ص ٧١٧ وأمالي ابن الشجري ١ : ١٨٦ و ٢ : ٣٤٩ والعيني ١ : ٥٢٣. وفي الأصل : «قال آخر .. فلا صبر». وذكر ابن الشجري أن معاصرا له رواه بالرفع.
(٦) الأبلق : الفرس فيه سواد وبياض.
(٧) سقطت الفقرة من النسختين.
(٨) أقحم بعدها في الأصل ٣٦ سطرا هي من «النصب من الحال» و «النصب من الظرف». انظر الورقة ٤.
والنصب من قطع (١)
مثل قولك (٢) : هذا الرّجل واقفا ، وها أنا ذا (٣) عالما. قال الله ، جلّ ذكره : (٤) (وَهذا صِراطُ رَبِّكَ ، مُسْتَقِيماً). ومثله (٥) (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ ، خاوِيَةً) على القطع. ومثله (وَهذا) (٦) بَعْلِي ، شَيْخاً) على القطع. وكذلك (٧) (وَلَهُ الدِّينُ ، واصِباً) ، وكذلك (٨) (وَهُوَ الْحَقُّ ، مُصَدِّقاً). معناه : وله الدّين الواصب ، وهو الحقّ المصدّق. وكذلك (تُساقِطْ) (٩) عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا). معناه : تسّاقط عليك الرّطب الجنيّ. فلمّا أسقط الألف واللام نصب على قطع الألف واللام. وقال جرير : (١٠)
هذا ابن عمّي في دمشق خليفة |
|
لو شئت ساقكم إليّ قطينا |
__________________
(١) ق : القطع.
(٢) سقط «مثل قولك» من النسختين.
(٣) ق : وهذا زيد.
(٤) الآية ١٢٦ من الأنعام. ق : «تعالى ذكره». ب : عز وجل.
(٥) الآية ٥٢ من الأنعام. وسقط حتى «قطع الألف واللام» من النسختين. وانظر آخر النصب على الاستغناء ، وآخر النصب بفقدان الخافض.
(٦) الآية ٧٢ من هود. وفي الأصل : «هذا» بإسقاط الواو.
(٧) الآية ٥٢ من النحل.
(٨) الآية ٩١ من البقرة.
(٩) الآية ٢٥ من مريم. وهذه قراءة الجمهور. انظر البحر ٦ : ١٨٤.
(١٠) ديوان جرير ص ٥٧٩ ومجالس ثعلب ص ٦٦٥ والعمدة ٢ : ٢١٨ وأمالي ابن الشجري ١ : ٢٦٨ و ٢ : ٢٧٦. والقطين : الخدم.
نصب (١) «خليفة» على القطع من المعرفة ، من الألف واللام (٢). ولو رفع على معنى : هذا ابن عمّي هذا خليفة ، لجاز (٣). وعلى هذا [المعنى](٤) يقرأ من يقرأ : (وَإِنَ) (٥) هذِهِ أُمَّتُكُمْ ، أُمَّةً واحِدَةً). فإن جعل «هذا» اسما ، و «ابن عمّي» صفته ، و «خليفة» خبره ، جاز (٦) الرفع. ومثل هذا قول الراجز : (٧)
من يك ذا بتّ فهذا بتّي |
|
مقيّظ ، مصيّف ، مشتّي |
أعددته من نعجات ستّ |
|
سود جعاد من نعاج الدّشت (٨) |
من غزل أمّي ، ونسيج بنتي (٩) |
[رفع كلّه على معنى](١٠) : هذا بتّي ، هذا (١١) مقيّظ ، هذا مصيّف ، [هذا مشتّي](١٢).
__________________
(١) في الأصل : فنصب.
(٢) سقط «من الألف واللام» من النسختين.
(٣) ب : جاز.
(٤) من ب.
(٥) الآية ٥٢ من المؤمنون. ق : «إنّ» بلا واو. وهي من الآية ٩٢ من الأنبياء.
(٦) ب : لجاز.
(٧) رؤبة. ديوانه ص ١٨٩ والكتاب ١ : ٢٥٨ ومجاز القرآن ٢ : ٢٤٧ والعقد ٦ : ٥ والإفصاح ص ٣١١ والإنصاف ص ٧٢٥ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٢٥٥ والهمع ١ : ١٠٨ و ٢ : ٦٧ والدرر ١ : ٧٨ و ٢ : ٨٤ والعيني ١ : ٥٦١. والبت : الكساء الغليظ المربع.
(٨) في النسختين : «تخذته من». وضبط سود وجعاد في الأصل بالرفع والجر. والدشت : الصحراء.
(٩) سقط البيت من النسختين.
(١٠) في الأصل : «معناه». وانظر الورقة ٧٧.
(١١) سقطت من ق.
(١٢) من ب.
وأما قول الشاعر (١) النابغة : (٢)
توهّمت آيات لها فعرفتها |
|
لستّة أعوام وذا العام سابع |
فرفع (٣) «العام» بالابتداء ، و «سابع» خبره. وقال أيضا : (٤)
فبتّ كأنّي ساورتني ضئيلة |
|
من الرّقش في أنيابها السّمّ ناقع |
فرفع (٥) «السّمّ» بالابتداء (٦) ، و «ناقع» خبره.
وأما (٧) قول الله ، تبارك وتعالى ، في «ق» : (٨) (هذا ما لديّ عتيد) رفع (٩) «عتيدا» لأنه خبر / نكرة ، كما تقول : هذا شيء عتيد عندي.
والنصب من الحال
قولهم (١٠) : أنت جالسا أحسن منك قائما ، أي : في حال جلوسه أحسن منه في حال قيامه (١١).
__________________
(١) سقطت من ق.
(٢) ديوان النابغة ص ٥٠ والكتاب ١ : ٢٦٠ والمقتضب ٤ : ٣٢٢ والعيني ٤ : ٤٨٢. وتوهم : تفرس. والآيات : علامات الدار وما بقي من آثارها. ولستة أي : بعد ستة.
(٣) في الأصل وق : رفع.
(٤) ديوان النابغة ص ٥١ والكتاب ١ : ٢٦١ والمغني ص ٦٣٢ والهمع ٢ : ١١٧ والدرر ٢ : ١٤٨ والعيني ٤ : ٧٣. وساور : واثب. والرقش : جمع رقشاء. وهي الأفعى المنقطة بسواد. والناقع : الثابت.
(٥) ب : رفع.
(٦) ق : السم رفع على الابتداء.
(٧) سقط حتى «عتيد عندي» من النسختين.
(٨) الآية ٢٣. والعتيد : الحاضر.
(٩) كذا بحذف الفاء من جواب «أما» خلافا لما قرر في الورقتين ٧٦ و ٧٨. وهذا الحذف كثير جدا في الكتاب.
(١٠) ب : كقولك.
(١١) في الأصل : «في حال جلوس وحال قيام». ب : «في حال قيام». وأقحم بعده في الأصل ما هو من «النصب من الظرف» ، فنقلناه إلى موضعه من الكتاب.