الخليل بن أحمد الفراهيدي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦
ألا أيّهذا اللّائمي ، أحضر الوغى |
|
وأن أشهد اللّذات ، هل أنت مخلدي؟ |
معناه : أن أحضر الوغى (١). وقال (٢) : نصب بإضمار «أنّ» والدليل على ذلك «وأن أشهد اللّذات». وقال آخر : (٣)
خذي العفو منّي تستديمي مودّتي |
|
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب |
فإنّي رأيت الحبّ ، في الصّدر ، والأذى |
|
إذا اجتمعا لم يلبث الحب ، يذهب |
على معنى : أن يذهب. فلمّا نزع (٤) حرف الناصب ارتفع. (٥) وأما قوله ، (٦) عزّ وجلّ : (٧) (وَلا تَسْتَعْجِلْ. لَهُمْ ـ كَأَنَّهُمْ ، يَوْمَ
__________________
(١) ق : «أن أحضره». ب : أن أحضر.
(٢) سقط حتى «اللذات» من النسختين.
(٣) جعل الشاهد مع التعليق عليه في النسختين بعد التعليق على الآية التالية. والبيتان لشريح القاضي. الوحشيات ص ١٨٥ وعيون الأخبار ص ٣ : ١١ وحماسة الخالديين ٢ : ٢٧٤ وتزيين الأسواق ص ١٥٠ والموشى ص ٩٤ والأغاني ١٨ : ١٢٨ وشواهد الكشاف ص ٣٢٩ والبحر ٢ : ١٥٨ وديوان المعاني ٢ : ١٧١ ونهاية الأدب ٤ : ٢٠٤ وصبح الأعشى ١٤ : ٢٧٠ واللسان (عفو).
(٤) ب : أسقط.
(٥) ق : الحرف الناصب رفع.
(٦) ق : قول الله.
(٧) الآية ٣٥ من الأحقاف. وسقط «ولا تستعجل لهم كأنهم» من الأصل وب. ق : «فلا تستعجل».
يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ ، لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ ـ بَلاغٌ) فرفع (١) «بلاغا» ، على أنّه (٢) خبر الصّفة. [معناه : فلا تستعجل. لهم بلاغ](٣).
والرفع بالصّرف (٤)
قول الله ، عزّ وجلّ : (٥) (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ). ذكر النّحويّون أنّ معناه : ولا تمنن مستكثرا. فصرف من منصوب إلى مرفوع. ومثله : (ثُمَّ ذَرْهُمْ) (٦) ، فِي خَوْضِهِمْ ، يَلْعَبُونَ) [معناه : ثم ذرهم (٧) في خوضهم](٨) لاعبين. فصرف من النصب إلى الرفع. (٩) لو لا ذلك لكان «يلعبوا» جزما ، على جواب الأمر. ومثله : (فَذَرُوها ، تَأْكُلْ) (١٠) فِي أَرْضِ اللهِ). ومن يقرؤها
__________________
(١) في النسختين : رفع.
(٢) ق : لأنه.
(٣) من ق. وانظر البحر ٨ : ٦٩ وآخر الورقة ٤٠.
(٤) في النسختين : من الصرف.
(٥) الآية ٦ من المدثر.
(٦) الآية ٩١ من الأنعام. وفي النسخ : «فذرهم». وانظر منتصف الورقة ٤٦ وأوائل الورقة ٤٨.
(٧) في النسختين : فذرهم.
(٨) من النسختين. وفي الأصل : «أي». وانظر البحر ٤ : ١٧٨.
(٩) ق : من منصوب إلى مرفوع.
(١٠) الآيتان ٧٣ من الأعراف و ٦٤ من هود. وفي الأصل وق : «تأكل». وانظر الورقة ٤٦.
بالرفع (١) ، أي : آكلة ، فصرف (٢) [من النصب](٣) إلى الرفع.
ومثله قول الشاعر : (٤)
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا |
|
تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا / |
وقال آخر : (٥)
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره |
|
تجد خير نار عندها خير موقد |
رفع «تعشو» (٦) ، على معنى : تأته عاشيا. [فصرف من النصب إلى الرفع](٧). ولو لا ذلك لكان «تعش» على المجازاة ، جزم (٨) وأما قول الأعشى ، وليس من هذا النوع : (٩)
لقد كان في حول ثواء ثويته |
|
تقضّي لبانات ، ويسأم سائم |
__________________
(١) سقط «ومن يقرؤها بالرفع» من ق.
(٢) ق : فصرفه.
(٣) من ق.
(٤) عبيد الله بن الحر. الكتاب ١ : ٤٤٦ والمقتضب ١ : ٦٦ والإنصاف ص ٥٨٣ وشرح المفصل ٧ : ٥٣ و ١٠ : ٢٠ والهمع ٢ : ١٢٨ والدرر ٢ : ١٦٦ والأشموني ٣ : ١٣١ والخزانة ٣ : ٦٦٠. وسقط البيت من ق. وانظر أول الورقة ٤٨.
(٥) الحطيئة. ديوانه ص ١٦١ والكتاب ١ : ٤٤٥ ومجالس ثعلب ص ٤٦٧ والمقتضب ٢ : ٦٥ والجمل للزجاجي ص ٢٢٠ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٢٧٨ وشرح المفصل ٢ : ٦٦ و ٤ : ١٤٨ و ٧ : ٤٥ و ٥٣ وشذور الذهب ص ٦٤ والعيني ٤ : ٤٣٩. ب : «وقال أيضا». وتعشو : تقصد في الظلام.
(٦) سقطت من ق.
(٧) من ق.
(٨) سقطت من النسختين.
(٩) ديوان الأعشى ص ٥٦ والكتاب ١ : ٤٢٣ والمقتضب ١ : ٢٧ و ٢ : ٢٦ و ٤ : ٢٩٧ والجمل للزجاجي ص ٣٨ والأزمنة والأمكنة ٢ : ٣١١ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٦٣ وشرح المفصل ٣ : ٦٥ والمغني ص ٥٦٠. وسقط «وليس من هذا النوع» من النسختين.
ق : «ويسأم». واللبانة : الحاجة.
[أراد أن يقول : أن يسأم سائم ، فصرف النصب إلى الرفع ، فقال : ويسأم](١). وقال بعضهم : نصب : «ويسأم» على إضمار «أن» ، [فصرف إلى النصب ، لأنّ](٢) معناه : وأن يسأم.
والرفع بالحمل على الموضع
كقول الشاعر : (٣)
ولمّا يجد إلّا مناخ مطيّة |
|
تجافى بها زور ، نبيل ، وكلكل |
ومفحصها عنها الحصا بجرانها |
|
ومثنى نواج ، لم يخنهنّ مفصل (٤) |
وسمر ظماء ، واترتهنّ بعد ما |
|
مضى هجعة من آخر اللّيل ، ذبّل (٥) |
رفع «سمرا» ولم ينسقه على الاستثناء ، لأنّه حمله على المعنى. لأنّك إذا قلت : لم أر في البيت إلّا رجلين ، فهو في المعنى : (٦)
__________________
(١) من النسختين.
(٢) من ق.
(٣) كعب بن زهير. ديوانه ص ٥٢ ـ ٥٤ والكتاب ١ : ٨٨. والرواية : «فلم يجدا». والضمير يعود على غراب وذئب ذكرهما قبل. وفي الأصل : «بحافاتها» ق : «لحافاتها». ب : «بحافاته». والمناخ : موضع الإناخة. والزور : ما بين الذراعين من الصدر. والنبيل : المشرف الواسع. والكلكل : ما بين الترقوتين.
(٤) في الأصل : «ومفحصها». ق : «ومفحصها». والنصب هو الوجه لأن الشاهد في البيت التالي ، وبينه وبين هذا البيت بيت آخر أسقطه المؤلف. والمفحص : موضع الفحص.
والجران : ما ولي الأرض من العنق. والمثنى : موضع الثني. والنواجي : جمع ناجية. وهي القائمة السريعة.
(٥) في الأصل : «زمّل». وأراد بالسمر : البعرات. والظماء : جمع ظامئة. وهي اليابسة. وواتر : تابع. والذبل : جمع ذابلة. وهي الضامرة الجافة.
(٦) ب : فالمعنى.
في البيت رجلان. (١) وعلى هذا ، قال الشاعر : (٢)
بادت ، وغيّر آيهنّ على البلى |
|
إلّا رواكد ، جمرهنّ هباء |
ومشجّج ، أمّا سواء قذاله |
|
فبدا ، وغيّر ساره المعزاء (٣) |
فرفع. وكان حدّه النصب على الاستثناء ، كما تقول : فني المال إلّا أقلّه. ولكنّه (٤) رفعه (٥) على المعنى ، لأنّك تريد : بقي أقلّه (٦). وساره بمعنى (٧) : سائره.
وأما قول الفرزدق [بن غالب] : (٨)
إليك أمير المؤمنين رمت بنا |
|
هموم المنى والهوجل المتعسّف |
وعظّ زمان يابن مروان لم يدع |
|
من المال إلّا مسحت أو مجلّف (٩) |
__________________
(١) في الأصل : لم أر في البيت رجلين.
(٢) الكتاب ١ : ٨٨ وشرح أبياته ١ : ٢٦٢ واللسان (شجج) والإفصاح ص ٨١. وفي النسختين : «مع البلى». وفي الأصل : «رواكد». والآي : جمع آية. وهي علامات الدار وآثارها. والبلى : تقادم العهد. والرواكد : جمع راكدة. وهي الآثفية الثابتة.
(٣) في الأصل : «ومشحّج أما سواد». والمشجج : الوتد. والسواء : الوسط. والقذال : أعلى الوتد. والمعزاء : الأرض الغليظة ذات الحجارة.
(٤) ب : ولكن.
(٥) ق : رفع.
(٦) في الأصل : «فني». ب : في أوله.
(٧) سقطت من ق.
(٨) ديوان الفرزدق ص ٥٥٦ وطبقات فحول الشعراء ص ١٩ والجمل للزجاجي ص ٢١٣ والخصائص ١ : ١٩٩ والمحتسب ١ : ١٨ و ٢ : ٣٦٥ والإنصاف ص ١٨٨ وشرح المفصل ١ : ٣١ و ١٠ : ١٠٣ والخزانة ٢ : ٣٤٧. وما بين معقوفين من ب. والهوجل : البطن الواسع من الأرض. والمتعسف : الذي يسلك بلا علم ولا دليل.
(٩) في الأصل : «وعظ». وفي الحاشية : صوابه «وعضّ». وفي النسختين : «وعضّ». وقال الخليل : «العض كله بالضاد إلا عظ الزمان والحرب». الخزانة ٢ : ٣٥٠.
حمله (١) على المعنى ، فرفعه (٢) ، لأنّ معناه : بقي ، من المال ، مسحت أو مجلّف. (٣) والمسحت : المهلك (٤). والمجلّف : المستأصل. (٥) من قول الله ، جلّ وعزّ (٦) : (فَيُسْحِتَكُمْ) (٧) بِعَذابٍ) أي : يهلككم. ومعنى (٨) «لم يدع» (٩) : لم [يبق](١٠) إلّا مسحت. ومن روى : «مسحت ومجلّف» (١١) بكسر الحاء ، واللام [في «مجلّف»]. (١٢) فإنّه رفعه على الموالاة ، لأنّه جعل «إلّا» بمنزلة الواو. كأنّه قال : وعظّ (١٣) زمان أذهب ما لنا ، (١٤) ومسحت ومجلّف من الزمان ، أي : مهلك (١٥). ومنه قول الله ، جلّ وعزّ (١٦) : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ، إِلَّا الَّذِينَ
__________________
(١) في النسختين : حمل.
(٢) سقطت من النسختين.
(٣) في الأصل وق : ومجلف.
(٤) في الأصل : فالمسحت المهلك.
(٥) ق : المستأصل.
(٦) ق : تعالى.
(٧) الآية ٦١ من طه. وفي الأصل وق : «فيسحتكم». وهي قراءة. البحر ٦ : ٢٥٤.
(٨) سقطت الواو من ق.
(٩) زاد هنا في ق : معناه.
(١٠) من ق.
(١١) ق : «أو مجلّف». وسقط منها «ومن روى مسحت».
(١٢) من ب.
(١٣) في النسخ : وعض.
(١٤) في الأصل : «أذهب بما لنا». ب : ذهب بما لنا.
(١٥) سقط «أي مهلك» من النسختين.
(١٦) ق : عز وجل.
ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ ، وَ) اخشون) (١). معناه : والذين ظلموا منهم. وقال الشاعر : (٢)
من كان أسرع ، في تفرّق فالج |
|
فلبونه جربت ، معا ، وأغدّت |
إلّا كناشرة ، الّذي ضيّعتم |
|
كالغصن في غلوائه ، المتنبّت (٣) |
أي : وكناشرة. و «إلّا» في موضع الواو. وذلك أنّ بني مازن يزعمون أنّ بني فالج الذين هم في بني سليم ، وناشرة الذين / هم في بني أسد ، من بني مازن. ومنه (٤) قول الأعشى : (٥)
إلّا كخارجة ، المكلّف نفسه |
|
وابني قبيصة ، أن أغيب ويشهدا |
أي (٦) : وكخارجة.
__________________
(١) الآية ١٥٠ من البقرة. وسقط «واخشون» من ق. وسقط «منهم فلا تخشوهم واخشون» من ب. وحذف الياء ورد في تفسير النيسابوري ٢ : ٤٦. وانظر معاني القرآن ١ : ٩٠ وتفسير الطبري ٢ : ١٩ ـ ٢١ وتفسير الرازي ٤ : ١٣٧ ـ ١٣٩ والكشاف ١ : ٣٢٣ والبحر المحيط ١ : ٤٤٢ وتفسير القرطبي ٢ : ١٧. وانظر الورقة ٧٥.
(٢) عنز بن دجاجة. الكتاب ١ : ٣٦٨ و ٢ : ٦٩ والمقتضب ٤ : ٤١٦ والحيوان ٦ : ٥٠٠ ومجاز القرآن ١ : ٢٨٣ و ٢ : ٦١ وشرح ديوان المفضليات ص ٢٠٩ وشرح اختيارات المفضل ص ٥٣٧ وشرح ديوان أبي تمام ١ : ٢١ والمخصص ٦ : ٦٨ واللسان والتاج (فلج) و (نبت). وفالج : ابن مازن بن مالك من بني عمرو بن تميم ، أساء إليه بعض بني مازن فلحق ببني ذكوان. واللبون : الناقة ذات اللبن. وأغد : صار فيه غدة.
(٣) ق : «كياسر» هنا وفيما يلي. والغلواء : النماء والارتفاع. والمتنبت : الثابت النامي. وكان بنو مازن قد ضيقوا على ناشرة حتى لحق ببني أسد.
(٤) ق : ومثله.
(٥) ديوان الأعشى ص ٢٨١ والمقتضب ٤ : ٤١٨ وسر الصناعة ١ : ٣٠٢ وشرح ديوان المفضليات ص ٢٠٩. وفي الأصل : «أن تغيب وتشهدا». ق : «وتسهدا». وخارجة : رجل من بني شيبان.
(٦) سقط حتى «بفعلهما» من النسختين.
وقال آخر : (١)
نهدي الخميس نجادا في مطالعها |
|
إمّا المصاع ، وإمّا ضربة رغب |
حمل «الضربة» على المعنى فرفعها ، ولم يعطفها على «المصاع» فينصبها. كأنّه قال : وإمّا أن تكون ضربة رغب.
وأما قول الأعشى (٢) :
إن كنت أعجبتني فالآن أعجبني |
|
قتل الغلامان ، بالدّيمومة البيد |
فإنّه أراد : ما قتله الغلامان. فرخّم الهاء ، وسكّن التاء لتحرّك (٣) اللام ، ورفع «الغلامين» بفعلهما.
والرفع بالبنية
مثل : حيث ، وقط. لا يتغيّران عن الرفع ، على كلّ حال.
وكذلك : قبل ، وبعد ، إذا كانا (٤) على الغاية. وفي (٥) لغة بعضهم «حيث» بالفتح ، لأنّ الفتحة أخفّ الحركات. وقالوا : حيث ، وحوث.
فما كان مفتوحا فهو على القياس. وأما المضمومة كأنّهم توهّموا هذه الضمة التي في هذا الجنس ، الذي لا يجري فيه
__________________
(١) مزاحم العقيلي. الكتاب ١ : ٨٧. واللسان (مصع). وفي الأصل : «رعب» هنا وفيما يلي.
والمصاع : المضاربة بالسيوف. والرغب : الواسعة.
(٢) في الأصل : «فالآن أعجبتني». والديمومة : الأرض يدوم بعدها. والبيد : جمع بيداء. وهي الفلاة. وقد وصف المفرد بالجمع للمبالغة.
(٣) في الأصل : لتحول.
(٤) ق : كان.
(٥) سقط حتى «فاعرف موضعها» من النسختين.
الإعراب ... متحرّك (١) الوسط سكّنوه إذ (٢) لم يجتمع الساكنان. وذلك مثل : نعم ، وأجل ، وكم ، وهل ، ومن. وإنّما سكّنوه ، لأنّه حرف جاء لمعنى ، وليس باسم فيكون فاعلا أو مفعولا أو مضافا ، فيدخله الإعراب. وإذا كان الحرف المتوسّط منه ساكنا (٣) حرّك بالفتح ، لئلّا يسكنا ، مثل : أين ، وكيف ، وليت ، وأنّ ، وحيث ، وأشباه (٤) ذلك. فاعرف موضعها.
والرفع بالحكاية
كلّ شيء من القول فيه الحكاية فارفع ، نحو قولك : قلت عبد الله صالح ، وقلت الثوب ثوبك. قال الله جلّ ذكره (٥) : (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ). وقال (٦) : (وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ) ، (٧) (وَقُولُوا حِطَّةٌ). فإذا أوقعت عليه الفعل (٨) فانصب (٩) ، نحو قولك : قلت خيرا ، قلت شرّا. نصبت لأنّه فعل واقع. (١٠)
__________________
(١) كذا. وفي الكلام انقطاع.
(٢) في الأصل : إذا.
(٣) في الأصل : ساكنة.
(٤) في الأصل : وأنّى وحيث وأشباه.
(٥) الآية ٢٢ من الكهف. ق : «قال الله عز وجل». ب : وقوله.
(٦) الآية ١٧١ من النساء. وفي الأصل : وقوله.
(٧) الآيتان ٥٨ من البقرة و ١٦١ من الأعراف.
(٨) ق : القول.
(٩) ب : نصبت.
(١٠) ب : بإيقاع الفعل عليه.
والحروف التي يحكى بها أربعة (١) : سمعت ، وقرأت ، ووجدت ، وكتبت (٢). قال ذو الرمة : (٣)
سمعت : النّاس ينتجعون بحرا |
|
فقلت لصيدح : انتجعي بلالا |
ويروى : «ينتجعون غيثا». ويروى : «وجدت : النّاس». (٤)
رفع [«النّاس»](٥) على الحكاية. وقال آخر : (٦).
وجدنا في كتاب بني تميم : |
|
أحق الخيل بالرّكض المعار |
رفع «أحق» على الحكاية. ولو لا ذلك لكان نصبا ، كما تقول :
وجدت مالا. وقال آخر : /
كتبت أبو جاد وخطّ مرامر (٧) |
|
وخرّقت سربالا ولست بكاتب |
__________________
(١) ق : أربع.
(٢) ق : وجدت وعلمت وقرأت وسمعت.
(٣) ديوان ذي الرمة ص ٤٤٢ والمقتضب ٤ : ١٠ والكامل ص ٢٥٩ والجمل للزجاجي ص ٣١٥ والأشموني ٤ : ٩٣ واللسان (صدح) و (نجع) والخزانة ٤ : ١٧. وفي الأصل وب : «صخرا». ق : منتجعون عينا.
(٤) سقط «ويروى ينتجعون .. الناس» من النسختين.
(٥) من ق.
(٦) بشر بن أبي خازم. ديوانه ص ٨٧ والكتاب ٢ : ٦٥ والمقتضب ٤ : ١٠ والكامل ص ٢٥٩ وشرح ديوان المفضليات ص ٦٧٦ وشرح اختيارات المفضل ص ١٤٣٩ ومجمع الأمثال ١ : ٢٠٣ والخزانة ٤ : ١٧. ب : «قال الشاعر». والمعار : السمين.
(٧) معاني القرآن ١ : ٣٦٩ والمزهر ٢ : ٢١٥ و ٢١٨ وصبح الأعشى ٣ : ٩ واللسان (مرر) وفي الأصل : «وخطّي مرامز» ق : وخطّ.
وكلّما استفهمت فارفع بالحكاية (١) ، ما لم تجىء بالتاء. فإذا جئت بالتاء فانصب. فإنّه (٢) بمنزلة : تظنّ ، وترى. أما الرفع فمثل (٣) قولك : أقلت عبد الله خارج؟ فيم قلت الناس خارجون؟ بكم قلت الثوبان؟ فإذا جاءت التاء فانصب (٤) ، نحو قولك :
أتقول زيدا عالما؟ (٥) أتقول (٦) الناس خارجين؟ قال الشاعر : (٧)
أنوّاما تقول بني لؤيّ |
|
قعيد أبيك ، أم متناومينا؟ |
نصب «نوّاما» و «بني» بـ «تقول» (٨). وقال آخر : (٩)
متى تقول القلص الرّواسما |
|
يلحقن أمّ غانم ، وغانما؟ |
نصب «القلص الرّواسما» (١٠) ، لمّا أدخل التاء. وقال (١١) آخر : (١٢)
__________________
(١) ق : في الحكاية.
(٢) ب : لأنه.
(٣) ب : فأما الرفع فنحو.
(٤) ب : فإذا جئت بالتاء نصبت.
(٥) ب : خارجا.
(٦) سقطت الهمزة من الأصل.
(٧) الكميت. الكتاب ١ : ٦٣ والمقتضب ٢ : ٢٤٩ وشرح المفصل ٧ : ٧٨ وشذور الذهب ص ٣٨١ والهمع ١ : ١٥٧ والدرر ١ : ١٤٠ والأشموني ٢ : ٣٧ والعيني ٢ : ٤٢٩ والخزانة ١ : ٤٢٣ و ٤ : ٢٣. وقعيد أبيك أي : صاحب أبيك قسمي. والصاحب هنا هو الله سبحانه وتعالى. والقسم به.
(٨) ب : فنصب نواما برجوع الفعل.
(٩) هدبة بن خشرم. الشعر والشعراء ص ٦٧٢ والجمل للزجاجي ص ٣١٥ وشذور الذهب ص ٣٧٩ والهمع ١ : ١٥٧ والدرر ١ : ١٣٩ والأشموني ٢ : ٣٦ والعيني ٢ : ٤٢٧.
والقلص : جمع قلوص. وهي الناقة الفتية. والرواسم. جمع راسمة. وهي المسرعة.
(١٠) سقط «القلص الرواسما» من ق.
(١١) سقط حتى «تظن» من النسختين.
(١٢) عمر بن أبي ربيعة. ديوانه ص ٣٩٤ والكتاب ١ : ٦٣ والمقتضب ٢ : ٢٤٩ والجمل للزجاجي ص ٣١٤ وشرح المفصل ٧ : ٧٨ والعيني ٢ : ٤٣٤ والخزانة ١ : ٤٢٣.
أمّا الرّحيل فدون بعد غد |
|
فمتى تقول الدّار تجمعنا؟ |
نصب «الدار» على معنى : تظنّ.
وأما قول الشاعر (١) :
فقالت : حنان ، ما أتى بك ههنا؟ |
|
أذو نسب ، أم أنت بالحيّ عارف؟ |
يريد : أمري وأمرك حنان. لو لا ذلك لنصبه. وأما قول الآخر : (٢)
حناني ربّناء وله عنونا |
|
نعاتبه لئن نفع العتاب |
فإنّه أراد : تحنّن ربّنا مرّة بعد أخرى. والتحنّن : الرّحمة.
يقول : (٣) ارحمنا رحمة بعد رحمة.
وأما قول الآخر : (٤)
يشكو ، إليّ ، جملي طول السّرى |
|
صبر جميل ، فكلانا مبتلى |
[فإنّه](٥) رفع «صبرا» ، لّما وصفه (٦) ، فقال : صبر جميل. لو لا
__________________
(١) منذر بن درهم. الكتاب ١ : ١٦١ و ١٧٥ والمقتضب ٣ : ٢٢٥ ومعجم البلدان (روضة المثرى) وشرح المفصل ٨ : ١١ وأوضح المسالك ١ : ٢١٧ والهمع ١ : ١٨٩ والدرر ١ : ١٦٣ والأشموني ١ : ٢٢١ واللسان (حنن) والعيني ١ : ٣٥٩ والخزانة ١ : ٢٧٧. وفي الأصل وق : «فقلت». ب : «قالت». والحنان : الرحمة.
(٢) الحارث بن كلدة. أمالي ابن الشجري ١ : ٨. وانظر ديوان أمية بن أبي الصلت ص ٥٤ والمحتسب ٢ : ٢٠ والمخصص ١٢ : ٢١٥ واللسان (حتم) والعيني ٤ : ٦٠ وديوان جرير ص ١٠٢٠ والأمالي ٢ : ١١٦. وفي الأصل وق : «ربّنا». ق : «يعاتبه». ب : «ليرتفع». وعنا : خضع وذل.
(٣) سقط حتى «بعد رحمة» من النسختين. وفي الأصل : تقول.
(٤) الكتاب ١ : ٦٢ وأمالي المرتضى ١ : ١٠٧ وسر الصناعة ١ : ٤٦٣ وشروح سقط الزند ص ٦٢٠ والأشموني ١ : ٢٢١ والبحر ٥ : ٢٨٩.
(٥) من ق.
(٦) ق : وصفته.
ذلك لنصب «صبرا» ، على الأمر (١). يقول (٢) : أمري وأمرك صبر جميل.
قال طرفة : (٣)
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا |
|
حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض |
كأنّه قال : رحمتيك ، لأنّ التحنن من الرحمة ، أي : ارحمنا رحمة بعد رحمة.
وأما قولك : «لبّيك» إنّما يريدون : قربا ودنوّا ، [على معنى : إلباب بعد إلباب ، أي : قرب بعد قرب. فجعلوا بدله «لبّيك»](٤). ويقال (٥) : ألبّ الرّجل بمكان كذا وكذا ، أي : أقام.
وكان الوجه أن تقول (٦) : «لبّيتك» ، لأنّهم (٧) شبّهوا ذلك باللّبب. (٨) فإذا اجتمع في الكلمة حرفان غيّروا الحرف الأخير ، كما قال الله ، جلّ وعزّ : (٩) (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها). والأصل : دسّسها.
__________________
(١) ق : المصدر.
(٢) في الأصل وق : تقول.
(٣) ديوان طرفة ص ٤٨ والكتاب ١ : ١٧٤ والمقتضب ٣ : ٢٢٤ ودلائل الإعجاز ص ٣٠١ وشرح المفصل ١ : ١١٨ والهمع ١ : ١٩٠ والدرر ١ : ١٦٥. ق : «ومنه قول طرفة».
وأبو منذر : عمرو بن هند.
(٤) من ق.
(٥) سقط حتى «وأقمت» من النسختين.
(٦) في الأصل : أن يقول.
(٧) في الأصل : إلّا أنهم.
(٨) اللبب : ما يشد في صدر الفرس ليمنع تأخر السرج.
(٩) الآية ١٠ من الشمس.
فقالوا : «لبّيك» : قربت وأقمت.
وإذا قالوا «أنا لبّ» (١) فإنّما يريدون : قريب (٢) منك ، مرّة واحدة. وإذا قالوا «لبّيك» أرادوا : أنا قريب منك أنا قريب منك ، مرّتين (٣). قال الشاعر : (٤)
دعوت ، لما نابني ، مسورا |
|
فلبّى ، فلبّي يدي مسور / |
والرفع بالتحقيق
قولهم : لا رجل إلّا زيد ، ولا إله إلّا الله. رفعت اسم «الله» (٥) و «زيدا» ، على التحقيق ، ولأنّه لا يجوز أن تسكت دون تمامه. ألا ترى أنّك إذا قلت «لا رجل» (٦) لم يكن كلامك تامّا (٧) ، حتّى تقول «إلّا زيد».
__________________
(١) في الأصل : «يا لب». ق : «لبّى». ويقال : «لبّ». انظر الكتاب ١ : ١٧٦ واللسان والتاج (لبب) والخزانة ١ : ٢٧٠.
(٢) في الأصل : قربت.
(٣) في الأصل : وإذا قالوا لبيك أنا قريب أنا قريب مرتين.
(٤) رجل من بني أسد. الكتاب ١ : ١٧٦ والمحتسب ١ : ٧٨ و ٢ : ٢٣ وشرح المفصل ١ : ١١٩ والبحر ٥ : ٤٠٩ و ٧ : ٥١٣ والمغني ص ٦٤٠ وشرح شواهده ص ٣٠٧ وابن عقيل ٢ : ٩ والهمع ١ : ١٩٠ والدرر ١ : ١٦٥ والأشموني ٢ : ٢٥١ واللسان والتاج (لبب) والعيني ٣ : ٣٨١ والخزانة ١ : ٢٦٨. والبيت في الأصل بعد «قربت وأقمت».
(٥) زاد هنا في ب : تبارك ربنا وتعالى.
(٦) في الأصل : لا رجل.
(٧) في النسختين ، لم يكن كلاما.
وأما قول الأعشى : (١)
وكلّ أخ مفارقه أخوه |
|
لعمر أبيك ، إلّا الفرقدان |
رفع «الفرقدين» ، لأنّه أراد : والفرقدان يفترقان. فجعل «إلّا» (٢) تحقيقا. وقال بعضهم : «إلّا» في موضع (٣) الواو ، ومثله قول (٤) الله تعالى (٥) ، في «يونس» : (٦) (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ ، فَنَفَعَها إِيمانُها ، إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ ، لَمَّا) (٧) آمَنُوا). معناه : فهلّا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها ، إلّا قوم يونس ، أي : وقوم يونس ، لمّا آمنوا. و «إلّا» في موضع الواو. وإنّما نصب «قوم يونس» لأنّ «إلّا» بمعنى : لكنّ (٨) قوم يونس. لأنّ «إلّا» تحقيق ، و «لكنّ» تحقيق. ومثله [قوله ، جلّ ذكره] : (٩) (طه ،
__________________
(١) كذا في الأصل. وفي النسختين : «قول الشاعر». والبيت لعمرو بن معد يكرب أو حضرمي ابن عامر أو سوار بن المضرب. ديوان عمرو ص ١٨١ والإفصاح ص ٣٧٤ والكتاب ١ : ١٣٧ والمقتضب ٤ : ٢٠٩ والكامل ص ٧٦٠ وحماسة البحتري ص ٢٣٤ والمؤتلف والمختلف ص ٨٥ وأمالي المرتضى ٢ : ٨٨ والإنصاف ص ٢٦٨ وشرح اختيارات المفضل ص ١٥٩٩ والمفصل ص ٣٢ وشرحه ٢ : ٨٩ والممتع ص ٥١ والأزهية ص ١٨٢ ومجاز القرآن ١ : ١٣١ والمغني ٧٦ وشرح شواهده ص ٢٦٦ وتفسير القرطبي ٩ : ١٠١ والتبيان ٦ : ٦٩ و ٧ : ٢٣٩ والجنى الداني ص ٥١٩ والهمع ١ : ٢٢٩ والدرر ١ : ١٩٤ والأشموني ٢ : ١٥٧ والخزانة ٢ : ٥٢ و ٤ : ٧٩. والفرقدان : نجمان متلازمان قريبان من القطب. وانظر الورقة ٧٥.
(٢) زاد هنا في ب : في موضع الواو وجعل إلّا.
(٣) ق : بمعنى.
(٤) ق : «كقول». ب : قال.
(٥) ب : عز وجل.
(٦) الآية ٩٨.
(٧) سقط حتى «موضع الواو» من ب ، وحتى «وإنما نصب» من ق.
(٨) ق : «قوم يونس لأن المعنى لكن». ب : قوم يونس بمعنى لكن.
(٩) الآيات ١ ـ ٣ من طه. ومن بين معقوفين من ق.
ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى). نصب «تذكرة» (١) على معنى : لكنّ تذكرة. (٢) إذ (٣) كان من حروف التحقيق. ومن قرأ «تذكرة» بالرفع أراد : إلّا أن تكون (٤) تذكرة. عن الفرّاء. (٥)
وأما قول الشاعر (٦) :
إذا لقي الأعداء كان خلاتهم |
|
وكلب على الأدنين ، والجار ، نابح |
أراد : [كان خلاة للأعداء](٧) ، وهو كلب على الأدنين. أو قيل (٨) : وما هو أيضا؟ فقال (٩) : كلب على الأدنين. رفع (١٠) على الابتداء. ومثله قول الآخر : (١١)
فتى النّاس ، لا يخفى علينا مكانه |
|
وضرغامة ، إن همّ بالأمر أوقعا |
__________________
(١) سقطت من النسختين.
(٢) زاد هنا في ق : «عن الفراء». وانظر معاني القرآن ٢ : ١٧٤.
(٣) ق : إذا.
(٤) ق : يكون.
(٥) سقط «عن الفراء» من النسختين.
(٦) الكتاب ١ : ٢٥١ والإفصاح ص ٢٨٥. وفي الأصل وق : «حلابهم». وفي حاشية ق عن إحدى النسخ : «قناهم». وفي النسختين : «والزاد نابح». والحلاب : اللبن. والخلاة : الرطبة من الحشيش.
(٧) من ب. وفيها : أراد بقوله كان خلاة للأعداء ثم قيل وما هو.
(٨) ق : وهو كلب وقيل.
(٩) في الأصل : قال.
(١٠) سقطت من النسختين.
(١١) الكتاب ١ : ٢٥١ والإفصاح ص ٢٨٥ واللسان (ضرغم). ق : «إن همّ بالحرب».
والضرغامة : الشجاع.
يعني : وهو ضرغامة (١)
و «لو لا» (٢) تكون في معنى «هلّا». وتكون (٣) في معنى (٤) «إذا» (٥) ، كما قال الله ، جلّ وعزّ (٦) : (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ). معناه (٧) : فإذا بلغت الحلقوم.
وتكون (٨) «هل» في معنى (٩) «أليس». قال الله ، جلّ وعزّ (١٠) : (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)؟ أي : أليس [في ذلك قسم](١١)؟ وتكون (١٢) في معنى (١٣) «قد». قال الله ، جلّ ذكره (١٤) : (هَلْ أَتى ، عَلَى الْإِنْسانِ ، حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) أي : قد أتى [على الإنسان](١٥).
والرفع بـ «الّذي ، ومن وما» (١٦)
فهذه أسماء ناقصة ، لا بدّ لها من صلات ، ويكون جوابها (١٧) مرفوعا أبدا (١٨). تقول : الذي ضرب عمرو زيد (١٩). فـ
__________________
(١) ق : أي هو ضرغامة بالأمر أو قعا.
(٢) هذه الفقرة والتي تليها استطراد ، وليستا من «الرفع بالتحقيق».
(٣) ق : يكون.(٤) ب : بمعنى.
(٥) يريد أنها في الآية مؤكّدة بما بعدها.
(٦) الآية ٨٣ من الواقعة. ق : «كقول الله تعالى». ب : «كقول الله عز وجل». وسقط «وأنتم حينئذ تنظرون» من الأصل وب.
(٧) ق : أي.
(٣) ق : يكون.(٤) ب : بمعنى.
(٨) الآية ٥ من الفجر. ق : «تعالى». ب : قوله عز وجل.
(٩) من النسختين. وسقط «قسم» من ق.
(٣) ق : يكون.
(٤) ب : بمعنى.
(١١) الآية ١ من الإنسان. ق : «تعالى». ب : «قوله أيضا تبارك وتعالى». وسقط (حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) من الأصل وب.
(١٢) من ب.
(١٣) ق : وما ذا.
(١٤) زاد هنا في ب : «خبرها». وهو تفسير للجواب
(١٥) ق : أبدا مرفوعة.
(١٦) ق : الذي ضرب زيد عمرو.
«الذي» رفع (١) على الابتداء ، و «ضرب» صلته (٢) ، و «عمرو» رفع بفعله ، و «زيد» رفع لأنّه خبر الابتداء (٣). وتقول : الذي أكلت تمر ، والذي شربت لبن (٤). رفعت «تمرا» ، لأنّه خبر الابتداء. ومثله (٥) قول الله ، تعالى ، في «يونس» : (ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ) (٦) ، [على الخبر](٧) ، أي (٨) : الذي جئتم به السّحر.
وأما (٩) قول الشاعر : (١٠) /
عدس ، ما لعبّاد عليك إمارة |
|
عتقت ، وهذا تحملين طليق |
معناه : الذي تحملين طليق. رفع ، لأنه خبر «الذي».
ومثله : (١١) ، (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ (١٢) مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ)
__________________
(١) في الأصل : رفع الذي.
(٢) في الأصل : صلة.
(٣) ب : المبتدأ.
(٤) في الأصل : «قند». والقند : عسل قصب السكر إذا جمد.
(٥) ق : خبر الذي ومنه.
(٦) الآية ٨١. ق : «السحر» بالفتح هنا وفيما بعد. وانظر ما يلي بعد أربع فقر.
(٧) من ق.
(٨) ب : بمعنى.
(٩) سقط حتى «خبر الذي» من النسختين.
(١٠) يزيد بن مفرغ. ديوانه ص ١١٥ والشعر والشعراء ص ٣٢٤ والمحتسب ٢ : ٩٤ وأمالي ابن الشجري ٢ : ١٧٠ والإنصاف ص ٧١٧ وشرح المفصل ٢ : ١٦ و ٤ : ٢٣ و ٢٤ و ٧٩ والمغني ص ٥١٤ وشرح شواهده ص ٢٩١ وحاشية الأمير ٢ : ٨٩ والأغاني ١٨ : ١٩٦ وشذور الذهب ص ١٤٧ والهمع ١ : ٨٤ والدرر ١ : ٥٩ والأشموني ١ : ١٦٠ و ٣ : ٢٠٨ والصحاح واللسان والتاج (عدس) والعيني ١ : ٤٤٢ و ٣ : ٢١٦ و ٤ : ٣١٤ والخزانة ٢ : ١٤ و ٣ : ٨٩. وفي الأصل : «عتقت». وعدس : اسم صوت لزجر البغال ، أو اسم بغلة وعباد : ابن زياد بن أبيه. وعتق : نجا وأسرع.
(١١) الآية ١٩٤ من الأعراف.
(١٢) ق : يدعون
أي (١) : [إنّ](٢) الذين (٣) تدعون عباد أمثالكم (٤). ومثله [أيضا](٥) : (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) (٦). معناه : إنّ الذي صنعوا (٧).
وأما «ماذا» فمنهم من يجعل «ماذا» بمنزلة «ما» وحده ، فيقول : ماذا رأيت؟ (٨) [أي : ما رأيت]؟ (٩) فتقول (١٠) : زيدا ، أي : رأيت زيدا ، كما قال الله تعالى (١١) ، في «النحل» : ((١٢) (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا : خَيْراً). كأنّه قال : أنزل خيرا.
ومنهم من يجعل «ماذا» بمنزلة «الذي» ، فيقول : ماذا رأيت؟ فتقول (١٣) : خير ، أي : الذي رأيت خير. قال الله ، تعالى : (١٤) (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا : أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ). رفع ، على معنى : الذي أنزل [أساطير الأولين](١٥). ومنه قول الله تعالى (١٦) ، في
__________________
(١) سقطت من النسختين.
(٢) من ق.
(٣) في الأصل : الذي.
(١) سقطت من النسختين.
(٤) من ب.
(٥) الآية ٦٩ من طه. وفي الأصل : «سحر». ق : «ساحر ، سحر». و «سحر» قراءة.
البحر ٦ : ٢٦٠. وانظر ما يلى بعد فقرتين.
(٦) سقط «معناه ... صنعوا» من النسختين.
(٧) ق : رأيت.
(٨) من النسختين. وفي ق : رأيت.
(٩) في الأصل وق : فيقول.
(١٠) ب : عز وجل.
(١١) الآية ٣٠. وزاد هنا في الأصل : «وإذا قيل لهم». وهو من الآية التي سترد بعد.
(٩) في الأصل وق : فيقول.
(١٢) الآية ٢٤ من النحل.
(١٣) في الأصل وق : «الذي أنزل خير». وسقط «أساطير الأولين» من ب أيضا.
(١٤) ب : قوله تبارك وتعالى.
«البقرة» (وَيَسْئَلُونَكَ) (١) : ما ذا يُنْفِقُونَ؟ قُلِ : الْعَفْوَ) ، [بالرفع](٢). معناه : الذي ينفقون العفو (٣). قال الشاعر : (٤)
الا تسألان المرء ما ذا يحاول |
|
أنحب ، فيقضى ، أم ضلال وباطل؟ |
قال : «أنحب» ، على معنى (٥) : الذي يحاول نحب أم ضلال (٦) وباطل؟
ويقرأ : (ماذا ينفقون؟ قل : العفو (٧)) ، بالنصب (٨) على (٩) معنى : ينفقون العفو. وهو فضلة المال. وكذلك عفو الماء والقدر وغير ذلك : فضلته. وكذلك يجوز النصب في قوله : (ما جئتم به السّحر (١٠)) ، و (إنّما صنعوا كيد (١١) ساحر) ، على إيقاع الفعل ، أي : صنعوا.
__________________
(١) الآية ٢١٩. وسقطت الواو قبل الفعل من الأصل وق.
(٢) من النسختين. وهذه قراءة أبي عمرو. البحر ٢ : ١٥٩.
(٣) ق : «العفو». ب : بمعنى الذي ينفقون هو العفو.
(٤) لبيد. ديوانه ص ٢٥٤ والكتاب ١ : ٤٠٥ ومعاني القرآن ١ : ١٣٩ والمعاني الكبير ص ١٢٠١ والجمل للزجاجي ص ٣٣١ والمخصص ١٤ : ١٠٣ والمغني ص ٣٣٢ وأمالي ابن الشجري ٢ : ١٧١ و ٣٠٥ وشرح المفصل ٣ : ١٤٩ و ٤ : ٢٣ والبحر ٢ : ١٤٢ واللسان (ذو) و (ذوات) و (حول) والعيني ١ : ٧ و ٤٤٠ والخزانة ١ : ٣٣٩ و ٢ : ٥٥٦.
ب : «أم غرور». والنحب : النذر.
(٥) ب : فقال أنحب بمعنى.
(٦) في الأصل وب : غرور.
(٧) هذه قراءة الجمهور. البحر ٢ : ١٥٩.
(٨) في الأصل : فالنصب.
(٩) سقط حتى «أي صنعوا» من النسختين. وفي ق بدلا منه : وذلك يجوز بوقوع الفعل عليه.
(١٠) انظر معاني القرآن ١ : ٤٧٥ وتفسير القرطبي ٨ : ٣٦٨.
(١١) هذه قراءة مجاهد وحميد وزيد بن علي. البحر ٦ : ٢٦٠.