الخليل بن أحمد الفراهيدي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦
تعمل شيئا ، لأنّه حرف جاء بمعنى (١) الجحد. قال الشاعر : (٢)
من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والسّيء بالسّيء ، عند الله مثلان |
فأضمر الفاء بمعنى : (٣) فالله يشكرها.
وقد يجازى بـ «أين» أيضا. قال الشاعر : (٤)
أين تصرف ، بنا ، العداة تجدنا |
|
نصرف العيس ، نحوها ، للتّلاقي |
وتقول : متى تأتني آتك ، ومهما تفعل أفعل (٥). قال الشاعر : (٦)
ألا هل لهذا الدّهر من متعلّل |
|
سوى النّاس؟ مهما شاء بالنّاس يفعل |
نصب «شاء» لأنّه فعل ماض ، وجزم «يفعل» لأنّه جواب المجازاة. ويقال : إنّ «شاء» في معنى (٧) : يشأ.
__________________
(١) ق : ولا يعمل شيئا لأنه جزم جاء لمعنى.
(٢) عبد الرحمن بن حسان. الكتاب ١ : ٤٣٥ و ٤٥٨ والنوادر ص ٣١ والمقتضب ٢ : ٧ وأمالي ابن الشجري ١ : ٨٤ و ٢٩٠ و ٣٧١ ومجالس العلماء ص ٤٣٢ والخصائص ٢ : ٢٨ والمنصف ٣ : ١٨ والمحتسب ١ : ١٩٣ وشرح المفصل ٩ : ٢ والمغني ص ٥٨ و ١٠٢ و ١٤٩ و ١٧٨ و ٢٦٠ و ٤٧٢ و ٤٧٣ و ٥٧١ و ٧٠٧ و ٧٢١ والأشموني ٤ : ٢٠ والعيني ٤ : ٤٢٣ والخزانة ٣ : ٦٤٤ و ٦٥٥ و ٤ : ٤٥٧. وفي النسختين : «والشّرّ بالشّرّ».
والسيء مخفف السّيىء.
(٣) ق : «أي». ب : أراد.
(٤) عبد الله بن همام. الكتاب ١ : ٤٣٢ والمقتضب ٢ : ٤٨. وشرح المفصل ٤ : ١٠٥ و ٧ : ٤٥ والأشموني ٤ : ١٠. ق : «تضرب بنا الغداة .. نضرب العيش». وتصرف : توجه. والعداة : جمع عاد. والعيس : جمع أعيس. وهو من الإبل ما خالط بياضه شقرة.
(٥) في الأصل : نفعل.
(٦) الأسود بن يعفر. النوادر ص ١٥٩ والكتاب ١ : ٣٣٢ و ٤٣٧ والجمل للزجاجي ص ١٨٩ وأمالي ابن الشجري ١ : ١٢٧ والسمط ص ٩٣٥. والمتعلل : التعلل. وهو اللهو والشغل.
(٧) ق : ويقال معنى شاء.
وتقول : إن أتاه صاحبه يقول له. رفع ، «يقول» (١) على معنى (٢) : قال. فصرف من ماض إلى مستقبل (٣) ، فرفع. قال زهير ابن أبي سلمى : (٤)
وإن أتاه خليل ، يوم مسألة ، |
|
يقول : لا غائب مالي ، ولا حرم |
معناه : قال (٥). فصرف من منصوب إلى مرفوع.
وأما (٦) قوله ، تبارك وتعالى : (٧) (إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ ، أَوْ تُخْفُوهُ ، يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ، فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ ..) (٨).
والجزم بـ «لم» وأخواتها
[وهي حروف تجزم الأفعال التي في أوائلها الزوائد الأربع](٩)
فاعلم أنّ علامات الجزم (١٠) بالضّمّ ، والوقف ، والفتحة ،
__________________
(١) ق : تقول.
(٢) في الأصل : «يقول إن». ولعله يريد : يقول أي.
(٣) ق : لأنه صرف من ماض إلى مستأنف.
(٤) ديوان زهير ص ١٠٥ والكتاب ١ : ٤٣٦ والمقتضب ٢ : ٧٠ والمحتسب ٢ : ٦٥ والإنصاف ص ٦٢٥ وشرح المفصل ٨ : ١٥٧ وشذور الذهب ص ٣٤٩ والمغني ص ٤٧٢ وابن عقيل ٢ : ١٣٢ والهمع ٢ : ٦٠ والدرر ٢ : ٧٦ والأشموني ٤ : ١٧ والعيني ٤ : ٤٢٩. وفي الأصل : «ولا كرم». والخليل : الفقير. والمسألة : الحاجة والسؤال. والحرم : الحرام الممنوع.
(٥) ق : إن أتاه.
(٦) سقط حتى «لمن يشاء» من النسختين.
(٧) الآية ٢٨٤ من البقرة.
(٨) في الكلام انقطاع. وانظر الكتاب ١ : ٤٤٧ ـ ٤٤٨ والبحر ٢ : ٣٦٠ ـ ٣٦١.
(٩) من ق.
(١٠) في هذا تكرار لما مضى في الورقة ٤٦.
وإسقاط النون ، والكسرة. فالوقف مثل قولك : لم يخرج ، ولم يبرح. وهو السّكون. والجزم بالضّمّ : لم يدع ، ولم يغز. والجزم بالكسر : لم يرم ، ولم يقض. والجزم بالفتح : لم يلق ، ولم يرض (١). [وإسقاط [النّون] : لم يخرجا ، ولم يخرجوا](٢).
وربّما تركت (٣) الواو ، والياء ، في موضع الجزم استخفافا. (٤) قال الله ، عزّ وجلّ (٥) : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ ، فَلا تَدْعُوا) (٦) مَعَ اللهِ أَحَداً). أثبت الواو ، [ومحلّه الجزم](٧) لأنّه مخاطبة الواحد ، (٨) فيما (٩) ذكر [لي](١٠) بعض أهل المعرفة. قال الشاعر : (١١)
هجوت زبّان ، ثمّ جئت معتذرا ، |
|
من هجو زبّان ، لم تهجو ، ولم تدع |
__________________
(١) ق : «وعلامة الجزم الوقف والضمة والفتحة والكسرة وإسقاط النون. فالوقف لم تخرج والكسرة لم يبن والفتحة لم يخش والضمة لم يغز ولم يهج». ب : لم يثن ولم يرم والفتحة لم يلق والضمة لم يغز ولم يهج.
(٢) من ق.
(٣) زاد هنا في الأصل : هذه.
(٤) سقطت من ق. والنص مختل في الأصل وب بالتقديم والتأخير.
(٥) ق : تعالى.
(٦) الآية ١٨ من الجن. ق : «فلا تدعوا». وإثبات الألف ههنا جائز لدى المؤلف. انظر الورقة ٦٠. وفي الأصل : «ولا تدعوا». ب : «فلا تدع». وسقط «وأن المساجد لله» من الأصل وب. وانظر البحر ٨ : ٣٥٢.
(٧) من ق.
(٨) في الأصل : مخاطبة مما.
(٩) ب : مما.
(٧) من ق.
(١٠) أبو عمرو بن العلاء. المنصف ٢ : ١١٥ وأمالي ابن الشجري ١ : ٨٥ والإنصاف ص ٢٤ وشرح المفصل ١٠ : ١٠٤ و ١٠٥ والممتع ص ٥٣٧ وشرح شواهد الشافية ص ٤٠٦ وشرح الملوكي ص ٢٧١ والهمع ١ : ٥٢ والدرر ١ : ١٢٨ والأشموني ١ : ١٠٣ والعيني ١ : ٢٣٤. وفي الأصل : «قال آخر». وجعل فيه البيت مع التعليق عليه بعد «الياء استخفافا». ق : «تهجوا» هنا وفيما يلي. وزبان هو أبو عمرو نفسه.
قال : (١) «تهجو» بإثبات الواو ، استخفافا. وقال قيس بن زهير : (٢)
ألم يأتيك ، والأنباء تنمي ، |
|
بما لاقت لبون بني زياد؟ |
قال : «يأتيك» ، فترك الياء استخفافا (٣). وقال بعضهم : أسقط الهمزة (٤) من «يأتيك» وترك الياء (٥) ، لأنّ الفعل لا يجزم من وجهين. ومثله قول زهير : (٦)
لعمري ، لنعم الحيّ ، جرّ عليهم |
|
بما لم يماليهم حصين بن ضمضم |
فترك الياء ، وأسقط الهمزة.
والجزم بالوقف وإن شئت بالإسكان (٧)
مثل قولهم : رأيت زيد ، وركبت / فرس. [على الأصل](٨) ،
__________________
(١) ق : فقال.
(٢) الكتاب ١ : ١٥ و ٢ : ٥٩ والنوادر ص ٢٠٣ والجمل للزجاجي ص ٣٧٣ والمنصف ٢ : ٨١ و ١١٤ و ١١٥ والخصائص ١ : ٣٣٣ و ٣٣٧ والمحتسب ١ : ٦٧ و ١٩٦ و ٢١٥ وأمالي ابن الشجري ١ : ٨٤ و ٨٥ و ٢١٥ والإنصاف ص ٣٠ والممتع ص ٥٣٧ وشرح المفصل ٨ : ٢٤ و ١٠ : ١٠٤ والمغني ص ١١٤ و ٤٣٢ وشرح شواهده ص ١١٣ وسر الصناعة ١ : ٨٨ وشرح الشافية ٣ : ١٨٤ وشرح شواهدها ص ٤٠٨ والهمع ١ : ٥٢ والدرر ١ : ١٢٨ والأشموني ١ : ١٠٣ و ٢ : ٤٤ والعيني ١ : ٢٣٠ والخزانة ٣ : ٥٣٤. ب : «وقال غيره». وتنمي : تبلغ وتشيع. واللبون : الناقة ذات اللبن.
(٣) سقطت من النسختين.
(٤) كذا في الأصل. وفي النسختين : «المهموز». وهمزة «يأتي» هي فاء الفعل وليست لامه.
فحذفها ليس من الإعراب ، ويقتضي أن تكون الرواية : «ألم يتيك» أو : «ألم ياتيك».
والمشهور في مثل هذا تقدير حذف الضمة وترك الياء. انظر الكتاب ٢ : ٥٩ والخزانة ٣ : ٥٣٤.
(٥) ق : الفعل.
(٦) شرح القصائد السبع ص ٢٧٥ وشرح القصائد العشر ص ١٨٧. ق : «بما لا يواتيهم». انظر ديوان زهير ص ٢٠ والخزانة ١ : ٤٤٢. وجر : جنى. ويمالىء ويواتي : يوافق ويتابع. وحصين هو ابن عم النابغة غدر بعبسي بعد الصلح.
(٧) في الأصل : الإسكان.
(٨) من ق
لا يلزمون حركة ، لأنّ الإعراب حادث (١) ، وأصل الكلام السكون. قال طرفة [بن العبد](٢) :
أيّها الفتيان ، في مجلسنا ، |
|
جرّدوا اليوم ورادا ، وشقر |
أعوجيّات ، طوالا ، شزّبا |
|
دورك الصّنعة ، فيها ، والضّمر (٣) |
فسكّن القافية ، على الأصل. وقال آخر : (٤)
شئز جنبي ، كأنّي مهدأ |
|
جعل القين ، على الجنب ، إبر |
ولم يقل : «إبرا» ، وهو مفعول منصرف.
والجزم بالبنية
مثل : من ، وما ، ولم ، وأشباهها. لا يتغيّر إلى حركة. (٥)
والجزم بردّ حركة (٦) الإعراب على ما قبلها
قولهم : هذا أبو بكر ، هذا أبو عمرو. حوّل حركة الإعراب (٧) إلى ما يليه. قال الشاعر :
__________________
(١) في الأصل : حادثة.
(٢) ديوان طرفة ص ٧٠ والمحتسب ١ : ١٦٢ وشرح المفصل ٥ : ٦٠. وما بين معقوفين من ق. وفي الأصل : «والشّقر». والوراد : جمع ورد. وهو الفرس بين الكمتة والشقرة.
(٣) الأعوجية : المنسوبة إلى أعوج. وهو حصان لبني هلال مشهور. والشرب : جمع شازب.
وهو الضامر. ودورك : توبع. والصنعة : التعهد وحسن القيام. والضمر : التضمير.
(٤) عدي بن زيد. ديوانه ص ٥٩ والخصائص ٢ : ٩٧ ورصف المباني ص ٣٥ وشرح المفصل ٩ : ٦٩ وشرح الملوكي ص ٢٣٤ واللسان (هدأ). والشئز : القلق. والمهدأ : الذي يعلل للنوم. والقين : الحداد.
(٥) ق : والجزم بمثل ما ومن لا يتغيران عن شيء من الحركات.
(٦) ق : والجزم بحركات.
(٧) سقطت من ق.
علّمنا إخواننا ، بنو عجل |
|
شرب النّبيذ ، واعتقالا بالرّجل (١) |
حوّل حركة اللام إلى الجيم ، في «عجل» (٢). وقال آخر (٣) :
إيها ، فداء [لكم] ، بني عجل |
|
إن يظفروا يصنعوا ، فينا ، الغزل |
والجزم بالدعاء
تقول : يا ربّ اغفر لنا (٤) ، والدعاء (٥) لمن فوقك ، والأمر لمن دونك. وتقول : قل للخليفة : انظر في أمري. فهذا دعاء وطلب (٦). قال الله ، تبارك وتعالى (٧) : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ). وتقول : لا يزل صاحبك بخير ، أي : لا زال (٨). قال الله ، جلّ وعزّ : (٩) (فَلا يُؤْمِنُوا ، حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ). معناه (١٠) : فلا آمنوا. دعا عليهم. قال الشاعر : (١١)
فلا يزل صدرك في ريبة |
|
يذكر منّي تلفي ، أو خلوصي |
__________________
(١) النوادر ص ٣٠ والخصائص ٢ : ٣٣٥ والإنصاف ص ٧٣٤ والمخصص ١١ : ٢٠٠ واللسان (مسك) والعيني ٤ : ٥٦٧. ق : «إخوتنا». وعجل : قبيلة من بني لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. والاعتقال بالرجل : إدخالها بين رجلي المصارع لتصرعه.
(٢) ونقل الراجز أيضا حركة السّلام إلى الجيم ، في قوله «بالرجل». وسقط «حول .. عجل» من ق.
(٣) ق : «الغزال». وفي حاشية الأصل : «مثل الأول». يريد أن هذا الشاهد كالذي قبله ، وما بين معقوفين من ق.
(٤) ب : لي.
(٥) ق : «فالدعاء». ب : الدعاء.
(٦) ق : وطلبة.
(٧) الآية ٦ من الفاتحة. ق : عز وجل.
(٨) ق : وتقول لا يزال صاحبك كبر ولادا.
(٩) الآية ٨٨ من يونس.
(١٠) سقطت من ق.
(١١) ق : «أم خلوص». والخلوص : النجاة.
أي : فلا زال. صرفه (١) من نصب إلى جزم.
والسّلام (٢) جزم ، والأذان جزم. وهذا ممّا (٣) اصطلحت عليه العرب ، لكثرة (٤) الاستعمال.
والجزم بـ «لن» وأخواتها
يقولون (٥) : لن أكرمك ، ولن أخرجك. قال الشاعر (٦) :
وأغضي على أشياء منك لترضني |
|
وأدعى إلى ما سرّكم فأجيب |
جزم «ترضيني» (٧) بلام «كي». وقال آخر : (٨)
أبت قضاعة أن تعرف ، لكم ، نسبا |
|
وابنا نزار ، فأنتم بيضة البلد |
وأما قول الله ، جلّ وعزّ (٩) ، في سورة «الحديد» : (١٠) (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) أن لا (يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ) معناه : ليعلم أهل
__________________
(١) ق : فلا يزال فصرفه.
(٢) في الأصل وب : والسلم.
(٣) ب : فهذا ما.
(٤) ق : أكثر.
(٥) ق : «تقول». ب : يقول.
(٦) الضرائر لابن عصفور ص ٩١. وقال ابن عصفور : «أنشده اللحياني في نوادره». ق : «لترضه». ب : وأغضّ عن ... لترضها.
(٧) ق : «ترضه». ب : لترضه.
(٨) الراعي. ديوانه ص ٦٤ والحيوان ٢ : ٣٣٦ و ٤ : ٣٣٦ والأغاني ٢٢ : ٣٦١ والخصائص ١ : ٧٤ و ٢ : ٣٤١ والمعاني الكبير ص ٥٧٥ واللسان والتاج (بيض) وثمار القلوب ص ٣٩٢. ب : «وقال غيره .. لكم خيرا». وبيضة البلد : منفردون لا ناصر لهم بمنزلة بيضة قام عنها الظليم ليس لها من يحميها. وكل من رمي بالذل والقلة قيل له : بيضة البلد.
(٩) ق : «تعالى». ب : عز وجل.
(١٠) الآية ٢٩. وسقط «على شيء» من النسختين.
الكتاب (١) أنّهم لا يقدرون. لو لا ذلك لكان «ألّا يقدروا» ، نصب بـ «ألّا» (٢). وكذلك قوله [جلّ وعزّ](٣) : (أَفَلا يَرَوْنَ) أن لا (يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً)؟ معناه : أنّه لا يرجع. ومن قرأ «يرجع» نصب (٤) بـ «ألّا».
وأما قوله [تعالى](٥) ، في «البقرة» : (٦) (إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ) فإنّما (٧) أثبت هذه / النون ، لأنّها نون إضمار جميع (٨) المؤنّث.[ونون جميع المؤنّث](٩) لا تسقط في حال النصب (١٠) ، والجزم (١١) ، لأنّك إذا أسقطت (١٢) هذه النون ذهب الضمير. وكذلك (١٣) تقول : هنّ لم يدعونني ، وهنّ يدعونني. استوى الرفع والنصب والجزم.
فإنّما يلحق الواو [والياء] ، في مثل هذه الأفعال ، إذا كان الفعل من ذوات الواو والياء. فأما في غير ذلك تقول : هنّ يكرمنني ويكلّمنني ، ولم يكرمنني. وفي المذكّر : هو يكرمني ،
__________________
(١) سقط «ليعلم أهل الكتاب» من النسختين.
(٢) ق : «لا يقدروا وهو في محل النصب». ب : يقدر في محل نصب.
(٣) الآية ٨٩ من طه. وما بين معقوفين من ق.
(٤) الرفع قراءة الجمهور ، والنصب قراءة أبي حيوة والزعفراني وابن صبيح وأبان والشافعي.
البحر ٦ : ٢٦٩. ق : فمن قرأ بالنصب ينصب.
(٥) من ق.
(٦) الآية ٢٣٧.
(٧) سقطت من ق.
(٨) في الأصل : «جمع». ق : لجماعة.
(٩) من ب.
(١٠) ب : نصبه.
(١١) ق : لا تسقط في حال نصبها ولا في حال جزمها.
(١٢) ب : لأنه إذا سقطت.
(١٣) سقط حتى «في الكتابة» من النسختين. وهو استطراد.
وهما يكرمانني ، وهم يكرمونني ، في الرفع بنونين. وتقول في الجزم : لم تكرمني ، ولم يكرماني (١) ، ولم يكرموني ، بنون واحدة في الاثنين والجميع. ذهبت النون في علامة الجزم ، والألف ضمير الأثنين ، والواو ضمير الجميع.
قال الله تعالى ، في «الحجر» (٢) : (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) بنون واحدة. وقال : بعض العرب إذا اجتمع (٣) حرفان ، من جنس واحد ، أسقطوا أحد الحرفين ، واكتفوا بحرف واحد.
وأما قوله ، تعالى ، في «الأنبياء» : (ونجيناه (٤) من الغم ، وكذلك نجي (٥) المؤمنين) فإنّه أدغم إحدى النونين في الأخرى (٦). قال الشاعر : (٧)
منّيتنا فرجا ، إن كنت صادقة |
|
يا بنت مروة ، حقّا ما تمنّيني |
__________________
(١) في الأصل : ولم تكرماني.
(٢) الآية ٥٤.
(٣) في الأصل : إذا اجتمعت.
(٤) الآية ٨٨. وفي الأصل : فنجّيناه.
(٥) هذه قراءة ابن عامر وأبي بكر عن عاصم. البحر ٦ : ٣٣٥. وليس فيها إدغام النون في النون.
(٦) كذا. والإدغام يقتضي : «نّجّي». وهو بعيد وغريب. والظاهر أنه يعني حذف إحدى النونين من الفعل المضارع : «ننجّي» ، كما يدل الشاهد التالي. انظر تفسير القرطبي ١٠ : ٣٣٥ وقيل : هو إخفاء أو إدغام للنون في الجيم. انظر تفسير النيسابوري ١٧ : ٥١ والطبري ١٧ : ٦٥ ومعاني القرآن ٢ : ٢١٠ والكشاف ٢ : ٥٨٢ وتفسير القرطبي ١٠ : ٣٣٥.
(٧) في الأصل : «فرحا». وقد حذف الشاعر إحدى النونين ، قبل ياء المتكلم ، في «تمنيني».
وقال آخر : (١)
وتفكّر رّبّ الخورنق ، إذ أب |
|
صر يوما ، وللهدى تفكير |
تدغم (٢) إحدى الراءين في الأخرى في الرواية ، وتكتب في الكتابة. (٣)
وأما قول الله (٤) ، عزّ وجلّ (٥) ، في «النمل» : (أَلَّا يَسْجُدُوا) (٦) لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ ، فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، بتشديد «ألّا» ، فإنّ محلّه النصب بـ «ألّا» (٧). ومن قرأ «ألا يسجدوا (٨)» بالتخفيف فإنّ محلّ «يسجدوا» جزم بالأمر (٩) ، و «ألا» تنبيه. ومجازه : ألا يا هؤلاء ، أو ألا يا قوم (١٠) ، اسجدوا. واكتفى بحرف النداء (١١) عن [إظهار](١٢) الأسماء ، فقال : (١٣) يا اسجدوا ، كما قال الأخطل : (١٤)
__________________
(١) عدي بن زيد. ديوانه ص ٨٥ ـ ٨٦ والاختيارين ص ٧١٢ والنشر في القراءات العشر ١ : ٢٧٤ وأمالي ابن الشجري ١ : ٩١ و ١٠٠. ورب الخورنق : النعمان بن امرىء القيس.
والخورنق : بناء مشهور بناء سنمّار.
(٢) في الأصل : يدغم.
(٣) في الأصل : «ويكتب في الكناية». وفي الحاشية : صوابه الكتابة.
(٤) في النسختين : قوله.
(٥) سقط «عز وجل» من ق.
(٦) الآية ٢٥. ق : «ألّا تسجدوا». وسقط «في السماوات والأرض» من الأصل وق.
(٧) في الأصل : «فإنه نصب». ب : من شدد ألّا فمحل يسجدوا النصب.
(٨) هذه قراءة ابن عباس وأبي جعفر والزهري والسلمي والحسن وحميد والكسائي. البحر ٧ : ٦٨. وزاد هنا في ق : لله.
(٩) ب : ومن خففه فمحله الجزم على الأمر.
(١٠) ق : «ألا يا قوم أو ألا يا هؤلاء» ب : ألا يا قوم ويا هؤلاء
(١١) في الأصل : فاكتفى بحرف التنبيه.
(١٢) من النسختين.
(١٣) سقط «فقال يا اسجدوا كما» من ق ، و «فقال يا اسجدوا» من ب.
(١٤) ديوان الأخطل ص ٩٤. ب : «قال الشاعر». والغواني : جمع غانية. وهي التي غنيت بجمالها عن الزينة. وراغ به : خدعه. والوشل : ماء في الجبل يقطر شيئا بعد شيء. والتصريد : التقطيع.
يا قل خير الغواني ، كيف رغن به؟ |
|
فشربه وشل فيه ، وتصريد |
أراد : يا رجل ، قلّ خير الغواني.
وأما قوله ، تبارك وتعالى (١) : (يُخْرِجُونَ) (٢) الرَّسُولَ ، وَإِيَّاكُمْ ، أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ ، إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي ، وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي ، تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) معناه : يخرجون الرسول. ثمّ قال : وإيّاكم ، (٣) إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي (٤) ، أن تسرّوا إليهم بالمودّة (٥). فلمّا أسقط حرف الناصب رفعه ، على الصّرف ، قال (٦) : «تسرّون» كما قال ، تعالى ، في «البقرة» : (٧) (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ ، لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ). معناه : ألّا تعبدوا.
وأما ما استعمل محذوفا فمثل (٨) قول الله (٩) ، تبارك وتعالى (١٠) ، في «النحل» : / (وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (١١) بغير
__________________
(١) ق : «قوله تعالى». ب : «قوله عز وجل». وكل ما يلي حتى «مضى تفسير وجوه الجزم» هو استطراد.
(٢) الآية ١. من الممتحنة. ب : «تخرجون».
(٣) سقط «يخرجون الرسول ثم قال وإياكم» من النسختين. وزاد هنا في ق : ربكم.
(٤) سقط «جهادا ... مرضاتي» من النسختين.
(٥) سقطت من النسختين.
(٦) سقط حتى «ألّا تعبدوا» من النسختين.
(٧) الآية ٨٣.
(٨) ق : كمثل.
(٩) ب : قوله.
(١٠) ق : قول الله تعالى.
(١١) الآية ١٢٧. وسقط «مما يمكرون» من الأصل.
نون (١). فهذا محذوف. وقال ، في «النمل» (٢) أيضا : (٣) (وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ) (٤) بالنون. ولا فرق بينهما. ومثله (٥) : (يَوْمَ يَأْتِ) (٦) ، لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ ، إِلَّا بِإِذْنِهِ). ومثله. (٧) (وَاللَّيْلِ ، إِذا يَسْرِ). و [مثله](٨) : (يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ) (٩). أسقط الياء استخفافا لها (١٠) [قال خفاف بن ندبة : (١١)
كنواح ريش حمامة ، نجديّة |
|
ومسحت ، بالّلثتين ، عصف الإثمد |
أسقط الياء من «نواح»](١٢). وقال الأعشى : (١٣)
وأخو الغوان متى يشأ يصرمنه |
|
ويصرن أعداء ، بعيد وداد |
فأسقط الياء من «الغواني». (١٤)
__________________
(١) سقط «بغير نون» من النسختين.
(٢) في الأصل : «النحل». والتصويت من الحاشية.
(٣) ق : «وقال في موضع آخر». ب : وفي موضع آخر قال.
(٤) الآية ٧٠. وفي الأصل : «ضيق». وهي قراءة. انظر البحر ٧ : ٩٤ ـ ٩٥.
(٥) ب : مثل قوله.
(٦) الآية ١٠٥ من هود. ق : «يأتي». وهي قراءة ابن كثير وقراءة النحويين ونافع في الوصل.
البحر ٥ : ٢٦١.
(٧) الآية ٤ من الفجر.
(٨) من ب.
(٩) الآية ٤١ من ق. وفي الأصل : «المنادي». وهي قراءة ابن كثير وقراءة نافع وأبي عمرو في الوصل. البحر ٨ : ١٣٠. ق : ينادي المناد.
(١٠) ق : «بها». وزاد هنا في ب : وكذلك هما في المصحف بغير ياء
(١١) الكتاب ١ : ٩ والإنصاف ص ٥٤٦ وشرح المفصل ٣ : ١٤٠ والمغني ص ١١٢. وصف شفتي المرأة. وعصف الإثمد : ما سحق منه. وفي البيت التفات. وفيه أيضا قلب لأنه أراد : ومسحت اللثتين بعصف الإثمد.
(١٢) من ق.
(١٣) ديوان الأعشى ص ٩٨ والكتاب ١ : ١٠ والمنصف ٢ : ٧٣ والإنصاف ص ٣٨٧ و ٤٥ والهمع ٢ : ١٥٧ والدرر ٢ : ٢١٧. يريد : يتعرض لصرمهن فيصر منه.
(١٤) ق : الغوان.
وأما قول العجّاج : (١)
وربّ هذا البلد المحرّم ، |
|
قواطنا مكّة من ورق الحمي |
أراد «الحمام» ، فأسقط الميم التي هي حرف الإعراب ، فبقي «الحما» ، فقلب الألف كسرة (٢) لاحتياجه إلى القافية ، اضطرارا. (٣)
وقال آخر : (٤)
فلو أنّ الأطبّا كان عندي |
|
وكان مع الأطبّاء الشّفاء |
فحذف الواو من «كانوا». وقال آخر : (٥)
فلو كنت ضبّيّا عرفت قرابتي |
|
ولكنّ زنجيّ ، عظيم المشافر |
أراد : ولكنّك زنجيّ عظيم المشافر (٦).
__________________
(١) ديوان العجاج ١ : ٤٥٣ والكتاب ١ : ٨ والأمالي ٢ : ١٩٩ والخصائص ٢ : ١٣٥ و ٤٧٣ والمحتسب ١ : ٧٨ والإنصاف ص ٥١٩ وشرح المفصل ٦ : ٧٤ والهمع ١ : ١٨١ و ٢ : ١٥٧ والدرر : ١٥٧ و ٢ : ٢١٨ والأشموني ١ : ٢٩٩ و ٣ : ١٨٣ والعيني ٣ : ٥٥٤ و ٤ : ٢٨٥. وفي الأصل وب : «قول رؤبة». ق : «قول رؤبة العجاج». والورق : جمع ورقاء. وهي التي في لونها غبرة.
(٢) ق : إلى كسرة.
(٣) سقطت من ق.
(٤) أسرار العربية ص ٣١٧. وانظر الإنصاف ص ٣٨٥ والخزانة ٢ : ٣٨٥ والعيني ٤ : ٥٥١ ومجالس ثعلب ص ١٠٩ وشرح المفصل ٧ : ٥ و ٩ : ٨٠ والهمع ١ : ٥٨ والدرر ١ : ٣٣.
وفي الأصل : كان عندي.
(٥) الفرزدق. ديوانه ص ٤٨١ والكتاب ١ : ٢٨٢ ومجالس ثعلب ص ١٢٧ والمحتسب ٢ : ١٨١ والمنصف ٣ : ١٢٩ وسر الصناعة ١ : ٤١ والإنصاف ص ١٨٢ وشرح المفصل ٨ : ٨١ و ٨٢ والأغاني ١٩ : ٢٤ والمغني ص ٧٢٣ والهمع ١ : ١٣٦ و ٢٢٣ والدرر ١ : ١١٤ و ١٩١ والبحر ٧ : ٢٣٦ والخزانة ٤ : ٣٧٨. وضبة : قبيلة من بني أدبن طابخة بن الياس بن مضر. والمشافر : جمع مشفر. وهو شفة البعير. واستعاره للمهجو.
(٦) سقط «عظيم المشافر» من ق.
وقال النجاشيّ : (١)
فلست بآتيه ، ولا أستطيعه |
|
ولاك اسقني ، إن كان ماؤك ذا فضل |
أراد «ولكن» (٢) ، فحذف النون.
ومنه قول الله ، جلّ وعزّ (٣) ، في «الأحزاب» : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ ، وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ) (٤) النَّبِيِّينَ). معناه (٥) : ولكنّه رسول الله. ومثله : (وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى ، مِنْ دُونِ اللهِ ، وَلكِنْ تَصْدِيقَ) (٦) الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ). [أراد : ولكنّه](٧). ومن قرأ بالنصب أراد : ولكن كان رسول الله ، ولكن كان تصديق الذي بين يديه. (٨) وأما قول الشاعر : (٩)
__________________
(١) الكتاب ١ : ٩ والخصائص ١ : ٣١٠ والمنصف ٢ : ٢٢٩ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣١٥ والإنصاف ص ٦٨٤ وشرح المفصل ٩ : ١٤٢ والمغني ص ٣٢٣ والهمع ٢ : ١٥٦ والدرر ٢ : ٢١٠ والأشموني ١ : ٢٧١ والخزانة ٤ : ٣٦٧. وفي الأصل : «وقال آخر». ب : «وقال الشاعر». والبيت على لسان ذئب.
(٢) في الأصل : ولكنّ.
(٣) ب : وقوله.
(٤) الآية ٤٠. و «خاتم» بكسر التاء قراءة الجمهور. والرفع قراءة زيد بن على وابن أبي عبلة. البحر ٧ : ٢٣٦ وفي الأصل : «رسول الله وخاتم» وسقط «وخاتم النبيين» من النسختين.
(٥) ب : أراد.
(٦) الآية ٣٧ من يونس. وهذه قراءة عيسى بن عمر. البحر ٥ : ١٥٧. وفي الأصل وق : «تصديق».
(٧) من ب.
(٨) النصب قراءة الجمهور. البحر ٧ : ٢٣٦ و ٥ : ١٥٧. وسقط «ومن قرأ ... يديه» من ق ، و «ولكن كان .. يديه» من ب.
(٩) العجاج. ديوانه ص ٨٢ والكتاب ١ : ٢٨٤ وطبقات فحول الشعراء ص ٦٥ ودلائل الإعجاز ص ٢١٠ وشرح المفصل ١ : ١٠٣ و ١٠٤ و ٨ : ٨٤ والمغني ص ٣١٦ والهمع ١ : ١٣٤ والدرر ١ : ١١٢ والأشموني ٢ : ٢٧٠ والخزانة ٤ : ٢٩٠.
*يا ليت أيّام الصّبا رواجعا*
فإنّه يريد (١) : كانت رواجعا. (٢)
وقال مالك بن خريم الهمدانيّ ـ ويقال : ابن جريم : (٣)
فإن يك غثّا ، أو سمينا ، فإنّني |
|
سأجعل عينيه ، لنفسه ، مقنعا |
فحذف الإشباع من الهاء في «نفسه» (٤). وقال آخر : (٥)
لي والد ، شيخ ، تهدّه غيبتي |
|
وأظنّ أنّ نفاد عمره عاجل |
فترك الإشباع من الهاء. وقال آخر : (٦)
خبطته خبط الفيل ، حتّى تركته |
|
أميما ، به مستدميات قوارش |
فحذف (٧) الإشباع [من الهاء](٨). وقال الشمّاخ ، يصف حمارا : (٩)
له زجل ، كأنّه صوت ظبي ، |
|
إذا طلب الوسيقة ، أوزمير |
__________________
(١) في النسختين : أراد.
(٢) ق : رواجع.
(٣) الأصمعيات ص ٦٢ والكتاب ١ : ١٠ والمقتضب ١ : ٣٨ و ٢٦٦ والاقتضاب ص ٤٣٥ والإنصاف ص ٥١٧. وانظر السمط ص ٤٧٨. وفي الأصل : «وقال آخر». والمقنع : القناعة.
(٤) سقط «في نفسه» من ق.
(٥) الإنصاف ص ٥١٩.
(٦) ناهض بن ثومة. الحيوان ٧ : ١١٢. والأميم : الذي يهذي لإصابة أم رأسه. والمستدميات : الشجاج تقطر دما. والقوارش : جمع قارشة. وهي الشجة تصدع العظم ولا تهشمه.
(٧) في الأصل : حذف.
(٨) من ق.
(٩) ديوان الشماخ ص ١٥٥ والكتاب ١ : ١١ والمقتضب ١ : ٢٦٧ والصناعتين ص ١١٢ والموشح ص ٩٣ والخصائص ١ : ١٢٧ و ٢ : ١٧ و ٣٥٨ والإنصاف ص ٥١٦ والهمع ١ : ٥٩ والدرر ١ : ٣٤ والبحر ٣ : ٧١ وتفسير القرطبي ١ : ٢٧٨ وشرح شواهد الشافية ص ٢٤٠. والزجل : صوت فيه حنين. والوسيقة : الأتان الوحشية.
فترك (١) الإشباع.
وأما قول الأخطل : (٢)
أبني كليب ، إنّ عمّيّ اللّذا |
|
قتلا الملوك ، وفكّكا الأغلالا |
أراد «اللّذان» ، فحذف النون. وقال آخر :/ (٣)
وإنّ الّذي حانت ، بفلج ، دماؤهم |
|
هم القوم ، كلّ القوم ، يا أمّ خالد |
أراد «إنّ (٤) الّذين» ، فكفّ النون. [وقال امرؤ القيس : (٥)
لها متنتان ، خظاتا ، كما |
|
أكبّ ، على ساعديه ، النّمر |
أراد «خظاتان» ، فكفّ النون](٦). وقال آخر : (٧)
ولقد تغنى بها ، جيرانك ال |
|
ممسكو منك ، بأسباب الوصال |
أراد «الممسكون» ، فحذف النون. وقال (٨) آخر : (٩)
__________________
(١) في الأصل : حذف.
(٢) ديوان الأخطل ص ١٠٨ والكتاب ١ : ٩٥ والمقتضب ٤ : ١٤٦ والمنصف ١ : ٦٧ والمحتسب ١ : ١٨٥ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٠٦ وشرح المفصل ٣ : ١٥٤ و ١٥٥ والهمع ١ : ٤٩ والدرر ١ : ٢٣ والعيني ١ : ٣٢٤ والخزانة ٢ : ٤٩٩ و ٣ : ٤٧٣. وكليب : ابن يربوع رهط جرير. وعما الأخطل هما عمرو ومرة ابنا كلثوم.
(٣) أشهب بن رميلة. الكتاب ١ : ٩٦ والبيان والتبيين ٤ : ٥٥ والمقتضب ٤ : ١٤٦ والمحتسب ١ : ١٨٥ والمنصف ١ : ٦٧ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٠٧ وشرح المفصل ٣ : ١٥٤ و ١٥٥ والمغني ص ٢١٢ و ٦٠٩ والهمع ١ : ٤٩ و ٢ : ٧٣ والدرر ١ : ٢٤ و ٢ : ٩٠ والعيني ١ : ٤٨٢ والخزانة ٢ : ٥٠٧. وفلج : اسم موضع.
(٤) سقطت من الأصل.
(٥) ديوان امرىء القيس ص ١٦٤ ومجالس العلماء ص ١٠٩ وشرح المفصل ٩ : ٢٨ والممتع ص ٥٢٦ وشرح الشافية ٢ : ٢٥٠ وشرح شواهدها ص ١٥٦ ـ ١٦٠ وشرح اختيارات المفضل ص ٩٢٣. يصف فرسا. والمتنة : المتن. والخظاة : المرتفعة. يريد : كأن عليها نمرا باركا لإشرافها.
(٦) من ق.
(٧) ضرائر الشعر للقيرواني ص ١٣٣. وفي الأصل : «بأسباد». ق : «أيعيا». وتغنى : تعيش.
(٨) سقط حتى «الذين فكف النون» من النسختين.
(٩) الأزهية ص ٣٠٩ ورصف المباني ص ٢٧٠ والسمط ص ٣٥ والبحر ١ : ٧٧ اللسان (ذا) والتاج ١٠ : ٣٢٦. والرواية : يا ربّ عبس.
يا ربّ عيسى ، لا تبارك في أحد |
|
في قائم ، منهم ، ولا فيمن قعد |
غير الّذي قاموا ، بأطراف المسد (١) |
يعني «غير الّذين» ، فكفّ النون. ومنه قول الله ، تبارك وتعالى ، (٢) في «الحج» ، في حرف من يقرأ : (وَالْمُقِيمِي) (٣) الصَّلاةِ). أراد «المقيمين الصّلاة (٤)» ، فكفّ (٥) النون ، ونصب الصلاة بإيقاع الفعل عليها. كأنّه (٦) قال : الذين أقاموا الصّلاة. وقال الشاعر : (٧)
الحافظي عورة العشيرة ، لا |
|
يأتيهم من ورائهم نطف |
أي : الحافظين. و [كأنّه] قال : هم الذين حفظوا عورة العشيرة.
وأما قول الشاعر : (٨)
لتجدنّي ، بالأمير ، برّا |
|
وبالقناة ، مدعسا ، مكرّا |
__________________
(١) المسد : الحبل المحكم الفتل.
(٢) ق : «ومثله قول الله تعالى». ب : وأما قول الله عز وجل.
(٣) الآية ٣٥. وهذه قراءة ابن أبي إسحاق والحسن وأبي عمرو. البحر ٦ : ٣٦٩. وسقطت الواو من الأصل.
(٤) سقطت من النسختين.
(٥) ب : فحذف.
(٦) سقط حتى «نون لالتقاء الساكنين» من النسختين.
(٧) عمرو بن امرىء القيس. الكتاب ١ : ٩٥ والمقتضب ٤ : ١٤٥ والمنصف ١ : ٦٧ والمحتسب ٢ : ٨٠ والإفصاح ص ٢٩٩ ومعاهد التنصيص ١ : ١٩٠ وديوان قيس بن الخطيم ص ١٧٢ والعيني ١ : ٥٥٧ والخزانة ٢ : ١٨٨. وانظر الاختيارين ص ٤٩٥. والنطف : التلطخ بالعار.
(٨) النوادر ص ٩١ ومعاني القرآن ١ : ٤٣١ و ٣ : ٣١٠ والإفصاح ص ٦٠ والإنصاف ص ٦٦٥ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٨٢ وعبث الوليد ص ٧٥ والضرائر لابن عصفور ص ١٠٦ والبحر ٥ : ٣١ والمقرب ٢ : ٦٧ واللسان (دعس) و (دعص) و (غطف) و (هند).
والمدعس : الطعّان.
إذا غطيف السّلميّ فرّا (١)
فلم (٢) يقل «غطيف» ، لالتقاء الساكنين. وقال آخر : (٣)
حيدة خالي ، ولقيط ، وعلي |
|
وحاتم الطّائيّ وهّاب المئي |
فإنّه لم يقل «حاتم» ، لالتقاء الساكنين. وعلى هذا ، يقرأ من يقرأ (٤) : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ). ترك التنوين من «أحد».
وأما من يقرأ ، في «التوبة» : (وَقالَتِ الْيَهُودُ : عُزَيْرٌ) (٥) ابْنُ اللهِ) بالتنوين فإنّه ينوّن ، لأنّه يخبر ، وليس على الحقيقة (٦) ، كما تقول : محمد (٧) بن عبد الله ، إذا سمّيته بذلك. وقد نوّنوا على الحقيقة أيضا ، كما قال الشاعر : (٨)
جارية من قيس بن ثعلبه |
|
كأنّها فضّة سيف ، مذهبه |
وإنّما حرّك (٩) ، لالتقاء الساكنين.
__________________
(١) في الأصل : جرّا.
(٢) في الأصل : ولم.
(٣) امرأة من عقيل. النوادر ص ٩١ والمنصف ٢ : ٦٨ ودلائل الإعجاز ص ١٢٩ والخصائص ١ : ٣١١ والإنصاف ص ٦٦٣ وشرح شواهد الشافية ص ١٦٣ والعيني ٤ : ٥٦٥ والخزانة ٣ : ٣٠٤ و ٤٠٠ و ٤ : ٥٥٤ و ٥٩١. والمئي أصله «المئين» فحذفت النون.
(٤) الآيتان ١ و ٢ من الإخلاص. وانظر البحر ٨ : ٥٢٨.
(٥) الآية ٣٠. وهذه قراءة عاصم والكسائي. البحر ٥ : ٣١.
(٦) يريد بالحقيقة أن الثاني هو أب للأول على الحقيقة في وصف أو بدل.
(٧) في الأصل : محمد.
(٨) الأغلب. الكتاب ٢ : ١٤٧ والمقتضب ٢ : ٣١٥ والخصائص ٢ : ٤٩١ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٨٢ وشرح المفصل ٢ : ٦ والمغني ص ٧١٦ والخزانة ١ : ٣٣٢.
(٩) في الأصل : نوّن
وأما قول الآخر : (١)
إنّ أباها ، وأبا أباها |
|
قد بلغا في المجد غايتاها |
فإنّه (٢) قال [«وأبا أباها»](٣) ، في لغة من يكره أن يكون الاسم على أقلّ من ثلاثة أحرف ، مثل : أب ، وفم ، ودم ، فيقول (٤) : أبا ، وفما ، ودما ، [على الأصل](٥). وهو مقصور مثل (٦) : قفا ، وعصا ، ورحا. فأخرجه على التّمام ، فقال : «أباها ، وأبا أباها». ولم يقل «أبا أبيها» ، لأنّه مقصور ، كما تقول : رحا رحاها ، وقفا قفاها. وإذا ثنّى قال : أبوان ، وفموان ، ودموان ، ودميان أيضا.
ومن قال : أب ، وفم ، ودم ، [ثمّ] ثنّى ، ردّه إلى الأصل فقال : أبوان ، وفموان.
ومن قال : أب ، ثمّ ثنّى وجمع على الاسم الناقص ، قال : أب ، / وأبان ، وأبين في النصب ، وأبين في الرفع ، وأبين في الخفض (٧).
__________________
(١) الرجز لأبي النجم. ديوان رؤبة ص ١٦٨ والإنصاف ص ١٨ وشرح المفصل ص ٤٨ والمغني ص ٣٧ و ١٣١ و ٢٣٨ وابن عقيل ١ : ٤١ الهمع ١ : ٣٩ والدرر ١ : ١٢ والأشموني ١ : ٧٠ والعيني : ١ : ١٣٣ و ٣ : ٣٤٦ والخزانة ٣ : ٣٣٧.
وفي الأصل وق : «منتهاها». وقد ضرب عليه في الأصل وأثبت قبالته «غايتاها» مصححا عليه. والضمير في «غايتاها» يعود على المجد. وأنث لتأويل المجد بالأصالة.
(٢) ق : وإنه.
(٣) من ق.
(٤) في النسختين تقديم وتأخير. وفي الأصل وب : فيقولون.
(٥) من ب.
(٦) سقط حتى «أي ثم ثنى» من النسختين.
(٧) في النسختين : «وجماعة على الجمع الناقص في لغة من يقول : أب وأبان وأبين في النصب والجر وأبون في الرفع. فأراد : أباها وأبا أبيها. فلم يجز ذلك لأنه مقصور مثل قفاها وعصاها».
قال الشاعر : (١)
فلسنا ، على الأعقاب ، تدمى كلومنا |
|
ولكن ، على أقدامنا ، يقطر الدّما |
[قال «الدّما» ومحلّه الرفع ، لأنّهم يكرهون أن يكون الاسم على حرفين ، فقال : دما. وهو مقصور. ويقولون : دما ودم ، وأبا وأب (٢). والدليل على ذلك أنّهم إذا ثنّوا قالوا : دموان وأبوان.
يردّونه إلى أصله](٣). وقال آخر : (٤)
لنا الجفنات ، البيض ، يلمعن بالضّحى |
|
وأسيافنا يقطرن من نجدة دما |
استوى الرفع والنصب. وكذا الوجه في المقصور.
__________________
(١) حصين بن الحمام. المنصف ٢ : ١٤٨ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٣٤ و ١٨٧ وشرح المفصل ٤ : ١٥٣ و ٥ : ٨٤ وشرح الحماسة للمرزوقي ص ١٩٨ وشرح شواهد الشافية ص ١١٤ والعقد ١ : ٧٢ و ٧٥ والأغاني ١١ : ٨٨ وأمالي اليزيدي ص ٢٠٧ وأمالي الزجاجي ص ٢٠٧ وشرح بانت سعاد ص ٢٠٣ وشرح اختيارات المفضل ص ٣٢٦ والخزانة ٣ : ٣٥٢. ق : «وأما قول الآخر». وفي النسختين : ولسنا.
(٢) ق : وفما وفم.
(٣) من النسختين. وفي الأصل بدلا منه : ومحل الدم رفع إلا أنه مقصور.
(٤) حسان بن ثابت. ديوانه ص ٣٧١ والكتاب ٢ : ١٨١ والمقتضب ٢ : ١٨٨ والخصائص ٢ : ٢٠٦ والمحتسب ١ : ١٨٧ و ١٨٨ وشرح المفصل ٥ : ١٠ والأشموني ٤ : ١٢١ والعيني ٤ : ٥٢٧ والخزانة ٣ : ٤٣٠. والجفنة : القصعة. والنجدة : البطولة وسرعة الإغاثة.