الخليل بن أحمد الفراهيدي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات استقلال
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٦
قال الشاعر [في مثله] : (١)
وإنّ لكم أصل البلاد وفرعها |
|
فللخير فيكم ثابتا مبذولا |
نصبت (٢) «ثابتا (٣) مبذولا» ، على الاستغناء وتمام الكلام ، لأنّك إذا قلت «فللخير (٤) فيكم» فقد تمّ كلامك (٥). وتقول : أنتكلّم (٦) وأنت ههنا قاعدا؟ ومثله (٧) : [(انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) (٨). نصب «خيرا» لأنّه يحسن (٩) السكوت عنه](١٠) وقوله (١١) : (فَمَنْ) (١٢) تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ، وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) ، رفع لأنّه خبر ، لا يحسن السكوت دونه. [وكذلك] : (وَأَنْ) (١٣) يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ). (١٤)
__________________
(١) الكتاب ١ : ٢٦٢. وما بين معقوفين من. ب. وفي الأصل : «فإنّ .. والخير». ق : «فذا خير». ولعله يريد «فذا الخير» ب : «فالخير فيكم ثابت».
وفي حاشية الاصل : ويروى : «وطولها».
(٢) في الأصل وب : نصب.
(٣) سقطت من النسختين.
(٤) في الأصل : «فالخير». ق : «فذاخير». ب : الخير.
(٥) في الأصل : الكلام.
(٦) ق : «آتيك». ب : أتيتكم.
(٧) سقطت من ق.
(٨) الآية ١٧١ من النساء.
(٩) في حاشية ق : «لا» مصححا عليها. والمراد «لا يحسن». وهو وهم.
(١٠) من النسختين. وفي ب : يحسن دونه السكوت.
(١١) سقط حتى «دونه» من النسختين.
(١٢) الآية ١٨٤ من البقرة. وفي الأصل : «ومن».
(١٣) الآية ٦٠ من النور. ق : «وإن». وما بين معقوفين منها.
(١٤) زاد هنا في ق : مثله.
ويقال : معناه : وإن (١) تصوموا فالصّيام خير لكم ، (٢) وإن (٣) يستعففن [يكن الاستعفاف خيرا لهنّ](٤) ، فالاستعفاف خير لهنّ. ومثل الأوّل في «الأعراف» : (٥) (قُلْ : هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً). نصب [«خالصة»](٦) على تمام الكلام ، كما تقول : هي [لك] نحلة. ويرفع أيضا بـ «هي» (٧) ، كما تقول : أنحلها (٨) ، لك نحلة. (٩) ويرفع أيضا ، تقول : (١٠) «[هي] خالصة» ، على تقدّم الكلام على خبره. (١١)
وأما قوله ، عزّ وجلّ : (١٢) (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) ، (١٣) (وَلَهُ الدِّينُ واصِباً) ـ [معناه : هو الحقّ المصدّق ، (١٤) وله الدّين الواصب](١٥) ـ فإنّه لمّا (١٦) أسقط الألف واللام نصب ، على القطع (١٧).
__________________
(١) في الأصل وق : وأن.
(٢) زاد هنا في ق : فالمعنى.
(٣) في الأصل : وأن.
(٤) من ق.
(٥) الآية ٣٢.
(٦) من النسختين.
(٧) سقط «كما تقول .. هي» من النسختين.
(٨) ق : أنحلتها.
(٩) في الأصل : نحلة.
(١٠) سقطت بقية الفقرة من ق.
(١١) في الأصل : «على تقدم لا على تأخيره». وفي الحاشية : «خبره» مصححا عليها. يريد : على تقدم «للذين .. الدنيا» على خبر الضمير هي. ب : «على تقديم الكلام لا تأخيره». ولعله يريد : على تقديم الكلام وتأخيره.
(١٢) الآية ٩١ من البقرة. وقدمت عليها الآية التالية في الأصل. ق : تعالى.
(١٣) الآية ٥٢ من النحل.
(١٤) ب : فعلى معنى الحق مصدقا.
(١٥) من النسختين.
(١٦) ب : فلما.
(١٧) في الأصل : واللام من الواجب نصبه على قطع الألف واللام.
والنصب الذي يقع / في (١) النداء المفرد
أن (٢) تنادي اسما ليس فيه الألف واللام ، ثم تعطف (٣) عليه باسم فيه ألف ولام. تقول (٤) : يا زيد والفضل ، ويا محمّد والحارث. وقال الله ، جلّ وعزّ : (٥) (يا جِبالُ ، أَوِّبِي مَعَهُ ، وَالطَّيْرَ). نصب «الطير» ، لأنّ حرف النداء يقع (٦) عليه. ولم يجز أن تقول : «يا الفضل» ، فنصبت (٧) على خلاف النداء. وقال الشاعر : (٨)
ألا يا زيد والضّحّاك سيرا |
|
فقد جاوزتما خمر الطّريق |
وقال آخر : (٩)
فما كعب بن مامة وابن سعدى |
|
بأجود منك يا عمر الجوادا |
أراد : يا الجواد. فلمّا لم يجز نصبه.
ويجوز أن ترفع (١٠) على معنى : يا زيد أقبل ، وليقبل معك الفضل (١١).
__________________
(١) سقطت الورقة ١٦ من الأصل. واستوفينا ما فيها من النسختين.
(٢) ق : وهو أن.
(٣) ق : وتعطف.
(٤) ب : قولك.
(٥) الآية ١٠ من سبأ. ب : قال الله عز وجل.
(٦) ب : لم يقع.
(٧) في النسختين : فنصب.
(٨) معاني القرآن ٢ : ٣٥٥ والمقدمة في النحو ص ٧٧ وتفسير أرجوزة أبي نواس ص ١٦٦ والأزهية ص ١٧٤ والجمل للزجاجي ص ١٦٥ وشرح المفصل ١ : ١٢٩ والبحر ١ : ٦١ والهمع ٢ : ١٤٢ والدرر ٢ : ١٩٦ واللسان والمقاييس (خمر). والخمر : وهدة يختفي فيها الذئب ونحوه.
(٩) جرير. ديوانه ص ١٣٥ والمقتضب ٤ : ٢٠٨ والجمل للزجاجي ص ١٦٥ وشرح المفصل ٢ : ٢٩٩ و ٣ : ١٤٣ والمغني ص ١٤ والهمع ١ : ١٨٦ والدرر ١ : ١٥٣ والعيني ٤ : ٢٥٤. وابن سعدى هو أوس بن حارثة الطائي. وعمر هو عمر بن عبد العزيز.
(١٠) ق : يرفع.
(١١) ق : الضحاك.
وعلى هذا ، يقرأ من يقرأ (١) : (يا جبال ، أوّبي معه ، والطّير) ، على الرفع. ومجازه : وليؤوّب الطّير معك. (٢)
وأمّا قول النابغة : (٣)
كليني لهمّ يا أميمة ناصب |
|
وليل أقاسيه بطيء الكواكب |
فنصب «أميمة» ، لأنّه أراد الترخيم ، فترك الاسم على أصله ، وأخرج على التمام ، ونصب على نّية الترخيم. وقال قوم : نصبه على النّدبة. والتفسير (٤) الأوّل أحسن. والمندوب يندب بالهاء (٥) والألف. وإنّما ألحقوا الألف لبعد الصوت ، فقالوا : يا زيدا. ويقال بالهاء أيضا : يا زيداه. وقال جرير بن عطيّة ، يرثي عمر بن عبد الّعزيز رحمة الله عليه : (٦)
قلّدت أمرا عظيما فاصطبرت له |
|
وسرت فيه بحكم الله يا عمرا |
فألحق (٧) الألف للنّدبة. قال الله ، عزّ وجلّ (٨) : (يا حَسْرَتى ، عَلى ما فَرَّطْتُ ، فِي جَنْبِ اللهِ).
__________________
(١) ق : «وعلى هذا يقرأ». وهذه قراءة السلمي وابن هرمز وأبي يحيى وأبي نوفل ويعقوب وابن أبي عبلة وجماعة من أهل المدينة وعاصم في رواية. البحر ٧ : ٢٦٣.
(٢) ق : معك.
(٣) ديوان النابغة الذبياني ص ٢ والكتاب ١ : ٣١٥ و ٣٤٦ و ٢ : ٩٠ والجمل للزجاجي ص ١٨٦ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٨٣ وشرح المفصل ٢ : ١٢ و ١٠٧ والهمع ١ : ١٨٥ والدرر ١ : ١٦٠ والعيني ٤ : ٣٠٣ والخزانة ١ : ٣٧٠ و ٣٩١ و ٣٩٧ و ٢ : ٣١٦.
والناصب : المتعب.
(٤) زاد هنا في ب : والقول.
(٥) ق : بالواو.
(٦) ديوان جرير ص ٣٠٤ والمغني ص ٤١١ والهمع ١ : ١٨٠ والدور ١ : ١٥٥ والأشموني ٣ : ١٣٤ و ١٦٧ و ١٦٩ والعيني ٤ : ٢٢٩ و ٢٧٣. ب : «وقال الشاعر .. وقمت فيه بحق الله».
(٧) ب : وألحق.
(٨) الآية ٥٦ من الزمر.
والنصب على البنية
ما كان بناء بنته العرب ، ممّا لا يزول إلى غيره. مثل الفعل الماضي ، ومثل حروف (١) : إنّ ، وليت ، ولعلّ ، وسوف ، وأين ، وما أشبهه (٢) ...
أي (٣) : كثروا. وقال آخر : (٤)
لو أنّ قومي حين تدعوهم حمل |
|
على الجبال الصّمّ لا نهدّ الجبل |
أي : حملوا. فأفرد مؤخّرا. وقال آخر : (٥)
إذا رأيت أنجما من الأسد |
|
جبهته أو الخرات والكتد |
بال سهيل في الفضيخ ففسد |
|
وطاب ألبان الشّتاء وبرد (٦) |
أي : بردت.
__________________
(١) ق : حروف.
(٢) ق : وما أشبه.
(٣) سقطت بقية الفقرة من النسختين. وفي الكلام انقطاع. ولعل المؤلف يعلق هنا على قول الراجز :
شبّوا على المجد ، وشابوا ، واكتهل
الذي حذف فيه الضمير ، والمراد : «اكتهلوا» أي : كبروا. انظر البحر ٤ : ٢٥٦ والضرائر لابن عصفور ص ١٢٩.
(٤) إيضاح الوقف والابتداء ١ : ٢٧٣ وشرح الملوكي ص ٣٨٧ وشرح المفصل ٩ : ٨٠ والضرائر لابن عصفور ص ١٢٨.
(٥) معاني القرآن ١ : ١٢٩ و ٢ : ١٠٨ ومجالس العلماء ص ١١٧ والأزمنة والأمكنة ١ : ١٩١ و ٣١٨ ومجالس ثعلب ص ٤٢١ واللسان (جبه) و (خرت) و (كتد) و (فضخ). وفي الأصل : «والخرات». والجبهة : أربعة أنجم ينزلها القمر. والخرات والكتد : نجمان من نجوم الأسد.
(٦) الفضيخ : شراب يتخذ من البسر دون أن تمسه النار.
والنصب بالدعاء
قولهم : تبّا لهم (١) وسحقا ، وتربا له وجندلا (٢) ، أي : لقّاه الله ، تربا وجندلا. قال (٣) الشاعر : (٤)
هنيئا لأرباب البيوت بيوتهم |
|
وللعزب المسكين ما يتلمّس |
قال (٥) «هنيئا» في معنى : ليهنهم ، كما يقال (٦) : هنيئا لك أبا فلان ، أي : ليهنك. ويرفع [أيضا](٧) ، فيقال : ترب له وجندل ، أي : الذي يلقاه ترب (٨) وجندل ، [أي : تلقّاه ترب وجندل](٩).
قال الشاعر (١٠) :
لقد ألّب الواشون ألبا لبينهم |
|
فترب لأفواه الوشاة وجندل |
فرفع ، والنصب أجود. وإنّما رفعه ، لأنه جعله اسمين (١١). وقال آخر : (١٢)
__________________
(١) ق : له.
(٢) الجندل : الحجارة.
(٣) ب : وقال.
(٤) الكتاب ١ : ١٦٠ والهمع ١ : ٢٦ والدرر ١ : ٧. ويتلمس : يطلب.
(٥) ب : يقال.
(٦) ب : ليهنكم كما تقول.
(٧) من ب.
(٨) زاد هنا في الأصل : له.
(٧) من ب.
(٩) الكتاب ١ : ١٥٨ وتحصيل عين الذهب ١ : ١٥٨ و ٢ : ٢٤ والمقتضب ٣ : ٢٢ وشرح المفصل ١ : ١٢٢ والهمع ١ : ١٩٤ والدرر ١ : ١٦٦. وألب : حشد وجمع.
(١٠) ب : أجود إلا أن يجعله اسمين.
(١١) النابغة الذبياني. ديوانه ص ٢٣٤ والكشاف ١ : ١١٠ وشرح شواهده ص ٣٩٢. والزاري : العائب. وسقط حتى «قول الآخر» من النسختين.
نبّئت نعما على الهجران عاتبة |
|
سقيا ورعيا ، لذاك العاتب الزّاري |
أي : سقاه الله ، ورعاه.
وأما قول الآخر : (١)
عجبا لتلك قضيّة وإقامتي |
|
فيكم على تلك القضيّة أعجب |
فإنّه أراد : عجبت عجبا (٢). ويروى : «عجب» بالرفع. (٣) ونصب «قضيّة» ، على عدم الصفة ، أي : من قضيّة
والنصب بالاستفهام
قولهم (٤) : أقعودا والناس قيام؟ على معنى : أتقعدون [والناس قيام](٥)؟ وهذا فعل ليس بماض ولا مستقبل ، وهو فعل دائم أنت فيه. قال الشاعر : (٦)
أطربا وأنت قنّسريّ |
|
والدّهر بالإنسان دوّاريّ؟ |
أراد : تطرب (٧) طربا؟ وقال آخر : (٨)
__________________
(١) هني بن أحمر. الكتاب ١ : ١٦١ والمؤتلف والمختلف ص ٣٨ وشرح المفصل ١ : ١١٤ والهمع ١ : ١٩١ والدرر ١ : ٦٤ والأشموني ١ : ٢٠٦ والعيني ٢ : ٣٤٠ والخزانة ١ : ٢٤١.
(٢) سقط «فإنه .. عجبا» من النسختين.
(٣) زاد هنا في ب : والنصب.
(٤) ب : نحو قوله.
(٥) من النسختين.
(٦) العجاج. ديوانه ص ٦٦ والكتاب ١ : ١٧ و ٤٨٥ والمخصص ١ : ٤٥ وأمالي ابن الشجري ١ : ١٦٢ وشرح المفصل ١ : ١٢٣ والهمع ١ : ١٩٢ والدرر ١ : ١٦٥ والأشموني ٤ : ٢٠٣ والخزانة ٤ : ٥١١. ق : «قنّسريّ». والقنسري : الشيخ الكبير.
والدواري : الدوار المتقلب.
(٧) ب : «أطرب». وفي حاشيتها عن إحدى النسخ : أتطرب طربا.
(٨) جرير. ديوانه ص ٦٢ والكتاب ١ : ١٧ و ١٧٣ والجمل للزجاجي ص ١٦٨ والأشموني ٢ : ١١٨ و ٣ : ١٤٥ والعيني ٣ : ٤٩ و ٤ : ٢١٥ و ٥٠٦ والخزانة ١ : ٣٠٨. وشعبى : اسم موضع.
أعبدا حلّ في شعبى غريبا |
|
ألؤما لا أبالك واغترابا؟ |
أراد : تجمع لؤما واغترابا؟ (١) وقال آخر : (٢)
أفي الولائم أولادا لواحدة |
|
وفي العيادة أولادا لعلّات؟ |
[يعني : لأمّهات](٣). أي : تصيرون (٤) مرّة كذا ، ومرّة كذا؟ وتقول : أقرشيّا (٥) مرّة وتميميّا (٦) مرّة؟ أي : تصير (٧) مرّة كذا ومرّة كذا؟
وأما (٨) قول الشاعر : (٩)
ألحق عذابك بالقوم الّذين طغوا |
|
وعائذا بك أن يطغوا فيطغوني |
فكأنّه قال : أعوذ بك عائذا (١٠).
والنصب بخبر «كفى» مع الباء
قولهم (١١) : كفى بزيد رجلا. قال الله ، عزّ وجلّ / (١٢) : (وَكَفى بِاللهِ ، حَسِيباً) (١٣) ، (وَكَفى بِاللهِ ، شَهِيداً) ، (١٤) (وَكَفى بِرَبِّكَ ،
__________________
(١) سقط التفسير من النسختين.
(٢) الكتاب ١ : ١٧٢ والمقتضب ٣ : ٢٦٥ والإفصاح ص ٣٠٨ واللسان (علل). وفي الأصل : «أخي الولائد». وأولاد العلات : الذين أبوهم واحد وأمهاتهم شتى.
(٣) من ق.
(٤) في الأصل : يصيرون.
(٥) في الأصل : «أقريشيّا». وهو القياس.
(٦) في الأصل : وتميما.
(٤) في الأصل : يصيرون.
(٧) في النسختين : فأما.
(٨) عبد الله السهمي. الكتاب ١ : ١٧١ وشرح الحماسة للمرزوقي ص ٤٧٥ والروض الأنف ١ : ٢٠٨ وشرح المفصل ١ : ١٢٣ واللسان (عوذ). وفي الأصل : فيطغون.
(٩) زاد هنا في ب : وعياذا.
(١٠) ب : كقولهم.
(١١) الآيتان ٦ من النساء و ٣٩ من الأحزاب. ق : تعالى.
(١٢) الآيات ٧٩ و ١٦٦ من النساء و ٢٨ من الفتح.
(١٣) الآية ٣١ من الفرقان.
هادِياً ، وَنَصِيراً). ومثله كثير في كتاب الله ، [عزّ وجلّ](١). قال الشاعر ، [هو حسّان بن ثابت](٢) :
فكفى بنا فضلا على من غيرنا |
|
حبّ النّبيّ محمّد إيّانا |
نصب «فضلا» بـ «كفى» ، وخفض «غيرنا» لأنّه جعل «من» نكرة. كأنّه قال : (٣) على حيّ غيرنا. وقد رفعه ناس وهو أجود ، على قوله «على من [هو](٤) غيرنا» أي : على حيّ هم غيرنا. فيضمرون «هم» ، كما قرىء (٥) هذا الحرف في «الأنعام» : (ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ ، تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) (٦) أي : على الذي (٧) هو أحسن. ومن قرأ (عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) (٨) فإنّ محلّه الخفض ، إلّا أنّه على «أفعل» ، و «أفعل» لا ينصرف (٩).
و «حسب» مثل «كفى». إلّا أنّك تخفض بـ «حسب» ، وتنصب بـ «كفى». تقول : حسب زيد درهم. [وهو في محلّ الخفض](١٠). فإذا نسقت عليه باسم ظاهر خفضت الاسم الظاهر
__________________
(١) من ق.
(٢) الكتاب ١ : ٢٦٩ ومجالس ثعلب ص ٣٣٠ والجمل للزجاجي ص ٣١١ وأمالي ابن الشجري ٢ : ١٦٩ و ٣١١ وشرح المفصل ٤ : ١٢ والمغني ص ١١٦ و ٣٦٤ ، ٣٦٦ والهمع ١ : ٩٢ و ١٦٧ والدرر ١ : ٧٠ و ١٤٥ والعيني ١ : ٤٨٦ والخزانة ٢ : ٥٤٥.
وما بين معقوفين من ب.
(٣) زاد هنا في ب : أي.
(٤) من ب ـ وسقط «على» من النسختين.
(٥) ب : قرؤوا.
(٦) الآية ١٥٤. وهذه قراءة يحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق. البحر ٤ : ٢٥٥.
(٧) في الأصل : «على الذين». ب : على ما.
(٨) انظر البحر ٤ : ٢٥٥ ـ ٢٥٦.
(٩) ق «أنه على الذي أفعل وهو في محل خفض كأنه قال على أحسن». ب : لأنه على أفعل.
(١٠) من النسختين.
أيضا. تقول : حسب زيد وعمرو درهمان ، وحسب عبد الله وأخيك ثوبان. رفعت «حسب» على الابتداء ، وثوبان خبر الابتداء (١). فإذا كنيت الاسم (٢) الأوّل ، وعطفت عليه باسم ظاهر ، نصبت الاسم الظاهر (٣). تقول : حسبك (٤) وعبد الله درهمان ، وحسبه ومحمدا ثوبان. معناه : حسبك وكفى عبد الله درهمان. قال الشاعر : (٥)
إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا |
|
فحسبك والضّحّاك عضب مهنّد |
أراد (٦) : حسبك ، وكفى الضّحّاك ، [سيف مهنّد](٧).
والنصب بالمواجهة (٨) مع تقدّم (٩) الاسم
قولهم (١٠) : إيّاك ضربت ، وإيّاك أردت (١١). قال الله ، جلّ
__________________
(١) ق : خبره.
(٢) سقطت من ق.
(٣) ب : الاسم الأول عطفت عليه باسم ظاهر ونصبت الاسم الظاهر أيضا.
(٤) سقط حتى «معناه» من ق.
(٥) نسب القالي البيت إلى جرير. ذيل الأمالي ص ١٤٠ والسمط ص ٨٩٩ ومعاني القرآن ١ : ٤١٧ والمغني ص ٦٢٢ وشرح المفصل ٢ : ٤٨ و ٥١ وشرح شواهد الكشاف ص ٣٧٤. والهيجاء : الفتنة والحرب. وانشقت العصا : تفرقت الجماعة. والعضب : السيف القاطع. والمهند : المصنوع من حديد الهند.
(٦) ب : أي.
(٧) من ب.
(٨) في النسختين : للمواجهة.
(٩) في الأصل : «وتقدم». ب : مع تقديم.
(١٠) ب : نحو قولك.
(١١) قدم هذا المثال في النسختين على ما قبله.
وعزّ : (١) (إِيَّاكَ نَعْبُدُ ، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). إيّاك : في محلّ (٢) النصب ، برجوع (٣) [ما في](٤) الفعل عليه. قال الشاعر : (٥)
إيّاك أدعو فتقبّل ملقي |
|
واغفر خطاياي وثمّر ورقي |
وقال آخر : (٦)
وإيّاك لو عضّتك في الحرب مثلها |
|
جررت على ما ساء نابا وكلكلا |
أراد : أنت لو عضّت (٧). إلّا أنّه أظهر الكناية ، فقال :
«عضّتك» ، فأوقع الفعل على الاسم ، وألغى كاف الكناية. وقال آخر : (٨)
لعمرك ما خشيت على عديّ |
|
سيوف بني مقيّدة الحمار |
ولكنّي خشيت على عديّ |
|
سيوف الرّوم أو إيّاك حار |
__________________
(١) الآية ٥ من الفاتحة. ق : «جل اسمه». ب : عز وجل.
(٢) ب : موضع.
(٣) ق : لرجوع.
(٤) من ب.
(٥) العجاج. ديوانه ١ : ١٧٨ والجمهرة ٣ : ١٦٣ وأمالي اليزيدي ص ١٢٨ واللسان (ملق) و (رق). وفي الأصل : «ندعو» ب : «خطيئاتي». وفيها بعد البيتين : «الورق يراد به المال من الإبل والغنم وكل ما حسّن حال الرجل جائز أن يسمى ورقا ، يشبه بورق الغصن»
(٦) المرار الأسدي. الكتاب ١ : ٧٥. وفي الأصل : «جرت ما تشا نابا عليّ وكلكلا». ق : «غصّتك». والكلكل : الصدر.
(٧) ق : أراد لو غصّك.
ق : والكاف.
(٨) فاختة بنت عدي. الكتاب ١ : ٣٨٠ ومجالس ثعلب ص ٦٤٢ والأغاني ١٠ : ١٦ والحيوان ١ : ٣٥١ و ٦ : ٢١٩ وأمالي ابن الشجري ٢ : ٨٠ وثمار القلوب ص ٥٣ وآكام المرجان ص ١١٦ واللسان (رمح) و (قيد) و (حمر). وعدي : ملك غساني قتله ابنا تماضر مقيدة الحمار.
أراد [حارثا (١). وأراد](٢) : وخفتك (٣). فلم (٤) يستقم عليه الشّعر ، فقال «إيّاك». قال آخر (٥) :
إليك ، حتّى بلغت إيّاكا
فلمّا (٦) لم يصل إلى الكاف قال (٧) «إيّاك»
أمّا (٨) قولهم : / إيّاك وزيدا ، إيّاك والتماس الباطل ، قال : فإنّهم ينصبون الكلام الأخير ، على معنى التحذير. قال الشاعر : (٩).
إيّاك أنت وعبد المسي |
|
ح أن تقربا قبلة المسجد |
وقال آخر (١٠) :
إيّا المزاحة والمراء فدعهما |
|
خلقان لا أرضاهما لصديق |
وقال آخر (١١) :
__________________
(١) الحارث هو ابن أبي شمر الغساني.
(٢) من ب. ق : أي.
(٣) كذا بالواو.
(٤) ب : ولم.
(٥) حميد الأرقط. الكتاب ١ : ٣٨٣ والعقد ٤ : ١٣٦ والخصائص ١ : ٣٠٧ و ٢ : ١٩٤ وأمالي ابن الشجري ١ : ٤٠ والإنصاف ص ٦٩٩ وشرح المفصل ٣ : ١٠٢ والخزانة ٢ : ٤٠٦. وزاد في ب. «لمّا» بعد «حتى».
(٦) في النسختين : لما.
(٧) ق : وقال.
(٨) سقط حتى «ومواقفهم» من النسختين.
(٩) جرير. الكتاب ١ : ١٤٠ والمقتضب ٣ : ٢١٣. يخاطب الفرزدق. وعبد المسيح أراد به الأخطل.
(١٠) مسعر بن كدام. حماسة البحتري ص ٢٥٣ وعيون الأخبار ٣ : ٣١٨ والصداقة والصديق ص ٣٤٣. وفيها : «أمّا المزاحة والمراء». وفي الأصل : «فإيّاك إيّاك المراء». وقد أضاف الشاعر : «إيّا» إلى الاسم الظاهر. انظر البحر ١ : ٢٣ واللسان والتاج (أيي).
(١١) الفضل بن عبد الرحمن : الكتاب ١ : ١٤١ ومعجم الشعراء ص ١٧٩ والمقتضب ٣ : ٢١٣ والخصائص ٣ : ١٠٢ وشرح المفصل ٢ : ٢٥ والمغني ص ٧٥٦ والأشموني ٣ : ٨٠ و ١٨٩ والعيني ٤ : ١١٣ و ٣٠٨ والخزانة ١ : ٤٦٥. وزاد في الأصل «فدعهما» بين «المراء» و «فإنه».
فإيّماك إيّاك المراء فإنّه |
|
إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب |
نصب «المراء» على النهي عنه. فإذا أخبرت ترفع. تقول (١) : كلّ امرىء ونفسه ، وكلّ قوم ومواقفهم.
والنصب بفقدان الخافض
نحو قول الله ، عزّ وجلّ ، في «آل عمران» (٢) : (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ). نصب «أولياءه» ، على فقدان الخافض.
يعني : بأوليائه. فلمّا أسقط (٣) الباء نصب. ومثله قوله ، [جلّ ذكره](٤) : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ ، زَكَرِيَّا). نصب «عبده (٥)» ، على فقدان الخافض ، أي : لعبده. فلمّا أسقط اللام نصب (٦). ومثله : (٧) (أَوْ عَدْلُ ذلِكَ ، صِياماً) أي : من صيام. ومثله : (٨) (ما هذا بَشَراً) أي : ببشر. فلمّا أسقط الباء نصب.
وتميم (٩) ترفع [هذا](١٠) ، كلّما كان بعد الاسم المبهم والمكنيّ ، يجعلون مبتدأ وخبرا. ويقرؤون (١١) : (ما هذا بشر) ،
__________________
(١) في الأصل : ترفع القول.
(٢) الآية ١٧٥.
(٣) ق : سقط.
(٤) الآية ٢ من مريم. وما بين معقوفين من ق. ب : عز وجل.
(٥) زاد هنا في ب : زكرياء.
(٦) ق : أسقطت اللام انتصب.
(٧) الآية ٩٥ من المائدة.
(٨) الآية ٣١ من يوسف.
(٩) ب : وآل تميم.
(١٠) من ق.
(١١) في الأصل : بعد الأسماء المبهمة والمكنية يجعلونه مبتدأ وخبرا فيقولون.
فيجعلون «هذا» مبتدأو «بشرا»خبره (١). وعلى هذا يروون (٢) هذا البيت[للنابغة] : (٣)
قالت : فيا ليتما هذا الحمام لنا |
|
إلى حمامتنا ونصفه فقد |
يرفعون «الحمام» ، لأنّهم يجعلون «هذا» مبتدأ ، و «الحمام» خبره ، (٤) ولا يعملون «ليت». ومن نصب أراد العمل لـ «ليت» ، وأراد (٥) : ليت الحمام [لنا](٦) ، وجعل «ما» و «هذا» [ههنا](٧) حشوا. وكذلك (٨) مذهبهم في : (ما هذا بشر) (٩). وعلى هذا يقرؤون ، في سورة «البقرة» : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي) (١٠) ، أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) بالرفع ، على (١١) معنى ابتداء وخبره (١٢) ومن قرأ «ما بعوضة» (١٣) جعل «ما» حشوا وصلة ، على معنى : أن يضرب مثلا بعوضة.
__________________
(١) في الأصل وق : «خبره». ب : هذا بالابتداء وبشر خبره.
(٢) في النسختين : يروى.
(٣) ديوان النابغة الذبياني ص ٢٤ والخصائص ٢ : ٤٦٠ وأمالي ابن الشجري ٢ : ١٤٢ و ٢٤١ والإنصاف ص ٤٧٩ وشرح المفصل ٨ : ٥٤ و ٥٨ وشذور الذهب ص ٢٨٠ والمغني ص ٦٦ و ٣١٦ و ٣٤١ والهمع ١ : ٦٥ و ١٤٣ والدرر ١ : ٤٤ و ١٢١ والأشموني ١ : ٢٨٤ والعيني ٢ : ٢٥٤ والخزانة ٤ : ٢٩٧. وما بين معقوفين من ب.
ق : «ألا ليتما». وفي الأصل وب : «أو نصفه». وقد : يكفي.
(٤) في النسختين : والحمام خبره.
(٥) سقط «العمل لليت وأراد» من النسختين.
(٦) من النسختين.
(٧) من ب.
(٨) في الأصل : وعلى هذا.
(٩) ق : بشرا.
(١٠) الآية ٢٦. وفي الأصل وب : «لا يستحي». وسقط «فما فوقها» من الأصل وق.
(١١) ب : في.
(١٢) ق : «الابتداء والخبر». وانظر البحر ١ : ١٢٣.
(١٣) في الأصل : ومن نصب.
قال الفرزدق (١) ، في فقدان الخافض : (٢)
منّا الّذي اختير الرّجال سماحة |
|
وجودا إذا هبّ الرّياح الزّعازع |
أي : (٣) [اختير](٤) من الرجال. وقال آخر : (٥)
استغفر الله ذنبا لست محصيه |
|
ربّ العباد إليه الوجه والعمل |
أي : من ذنب. وقال آخر : (٦)
وكونوا أنتم وبني أبيكم |
|
مكان الكليتين من الطّحال |
أي : مع بني أبيكم. فلّما نزع «مع» نصبه. (٧) وقال آخر (٨) : /
وأغفر عوراء الكريم اصطناعه |
|
وأعرض عن شتم اللّئام تكرّما |
أي : لا صطناعه (٩). وقال الله ، جلّ وعزّ (١٠) ، في «الأعراف» :
__________________
(١) في الأصل وب : الشاعر.
(٢) ديوان الفرزدق ص ٥١٦ والكتاب ١ : ١٨ والمقتضب ٤ : ٣٣٠ ومجالس العلماء ص ١٩٣ وأمالي ابن الشجري ١ : ١٨٦ و ٣٦٤ وشرح المفصل ٥ : ١٢٣ و ٨ : ٥٠ والهمع ١ : ١٦٢ والدرر ١ : ١٤٣ والخزانة ٣ : ٦٧٢. ب : «في فقدان الخافض شاهدا». وفي الأصل : «اختبر». والزعازع : جمع زعزع. وهي الشديدة.
(٣) في النسختين : معناه.
(٤) من النسختين.
(٥) الكتاب ١ : ١٧ والمقتضب ٢ : ٣٢١ و ٤٣١ والخصائص ٣ : ٢٤٧ وشرح المفصل ٧ : ٦٣ و ٨ : ٥١ وشذور الذهب ص ٣٨١ والهمع ٢ : ٨٢ والدرر ٢ : ١٠٦ والأشموني ٢ : ١٩٤ والعيني ٣ : ٢٢٦ والخزانة ١ : ٤٨٦. ب : «وقال الشاعر أيضا». والوجه : القصد.
(٦) الكتاب ١ : ١٥٠ ومجالس ثعلب ص ١٢٥ وشرح المفصل ٢ : ٤٨ و ٥٠ والهمع ١ : ٢٢٠ و ٢٢١ والدرر ١ : ١٩٠ والأشموني ٢ : ١٣٩ والعيني ٣ : ١٠٢.
(٧) ب : انتصب.
(٨) حاتم الطائي. ديوانه ص ١٠٨ والكتاب ١ : ١٨٤ و ٤٦٥ والنوادر ص ١١٠ والمقتضب ٢ : ٣٤٨ والكامل ص ١٦٥ والجمل للزجاجي ص ٣١٠ وشرح المفصل ٢ : ٥٤ والأشموني ٢ : ١٨٩ والعيني ٣ : ٧٥ والخزانة ١ : ٤٩١. ق : «ادّخاره .. اللئيم».
(٩) ق : لادخاره.
(١٠) في النسختين : عز وجل.
(وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً ، لِمِيقاتِنا) (١) أي : من قومه.
ونصب «سبعين» بإيقاع الفعل عليه ، ونصب «رجلا» على التفسير. قال (٢) الشاعر : (٣)
أزمان قومي ، والجماعة ، كالّذي |
|
لزم الرّحالة ، أن تميل مميلا |
أي : مع الجماعة. وقال الفرزدق : (٤).
نبّئت عبد الله ، بالجوّ ، أصبحت |
|
كراما مواليها لئاما صميمها |
أي : عن عبد الله وقال المتلمّس : (٥)
آليت حبّ العراق ، الدّهر آكله |
|
والحبّ يأكله في القرية السّوس |
أي : على حبّ العراق. وآكله بمعنى : لا آكله.
[وأما قول الله ، تعالى (٦) : (تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا) فهذا على قطع الألف واللام منه. يعني «الرّطب». فلمّا قطع الألف واللام نصبه](٧).
__________________
(١) الآية ١٥٥. وسقط «لميقاتنا» من النسختين.
(٢) سقط حتى «مع الجماعة» من النسختين.
(٣) الراعي. ديوانه ص ١٤٦ والكتاب ١ : ١٥٤ وجمهرة أشعار العرب ص ١٧٦ والهمع ١ : ١٢٢ و ٢ : ١٥٦ والدرر ١ : ٩٢ و ٢ : ٢١١ والأشموني ٢ : ١٣٨ والعيني ٢ : ٩٥ و ٣ : ٩٩ والخزانة ١ : ٥٠٢. والرحالة : الرحل أو السرج.
(٤) الكتاب ١ : ١٧ والأشموني ٢ : ٧٠ والعيني ٢ : ٥٢٢. وفي الأصل : «وقال آخر .. بالحقّ». وفي حاشية ق : «أي : قبيلة عبد الله. س». وهي قبيلة عبد الله بن دارم. والجو : اسم موضع والصميم : الخالص النسب.
(٥) ديوان المتلمس ص ٩٥ والكتاب ١ : ١٧ وأمالي ابن الشجري ١ : ٣٦٥ والمغني ص ١٠٣ و ٢٧١ و ٦٥٣ و ٦٦٦ والأشموني ٢ : ٩٠ والعيني ٢ : ٥٤٨. وفي الأصل : «وقال آخر». ب : «وقال الشاعر .. اليوم آكله».
(٦) الآية ٢٥ من مريم.
(٧) من النسختين. وانظر الورقة ٣.
والنصب بـ «كم» إذا كان استفهاما (١)
قولهم (٢) : كم رجل (٣) عندك! أراد ربّ : رجل عندك (٤). فإذا فصلت نصبت ، فقلت (٥) : كم عندك رجلا! قال زهير : (٦)
تؤمّ سنانا ، وكم دونه ، |
|
من الأرض ، محدودبا غارها! |
أراد : كم محدودب من الأرض غارها! فلمّا فصل نصب. وقال آخر : (٧)
كم ، بجود ، مقرفا نال العلى |
|
وكريما بخله قد وضعه! |
وقال القطامي : (٨)
كم نالني منهم ، فضلا ، على عدم |
|
إذ لا أزال من الإقتار أجتمل! |
أراد : كم فضل نالني منهم! فلمّا فصل نصب.
__________________
(١) كذا ، وكم فيما يلي غير استفهامية ، وانظر الإنصاف ص ١٣٧.
(٢) ب : نحو قولك.
(٣) ق : رجلا.
(٤) سقط «أراد : رب رجل عندك» من ق. ب : إذا أردت من عندك.
(٥) ق : فإذا فصلت قلت.
(٦) الكتاب ١ : ٣٩٥ والعقد ٣ : ٢٠٧ والمحتسب ١ : ١٣٨ والإنصاف ص ٣٠٦ والعمدة ١ : ١٣ وشرح المفصل ٤ : ١٢٩ و ١٣١ ومجموعة المعاني ص ١٠ والعيني ٤ : ٤٩١.
وفي الأصل وب : «قال الشاعر». والغار : الغائر.
(٧) أنس بن زنيم. الكتاب ١ : ٢٩٦ والمقتضب ٣ : ٦١ والجمل للزجاجي ص ١٤٧ والإنصاف ص ٣٠٣ وشرح المفصل ٤ : ١٣٢ والهمع ١ : ٢٥٥ و ٢ : ١٥٦ والدرر ١ : ٢١٢ و ٢ : ٢٠٦ والأشموني ٤ : ٨٢ والخزانة ٣ : ١١٩. وفي الأصل : «قال الشاعر».
ق : «نال المنى». والمقرف : اللئيم الأب.
(٨) ديوان القطامي ص ٦ والكتاب ١ : ٢٩٥ والمقتضب ٣ : ٦٠ والإنصاف ص ٣٠٥ وجمهرة أشعار العرب ص ١٥٣ وشرح المفصل ٤ : ١٢٩ و ١٣١ والهمع ١ : ٢٥٥ والدرر ١ : ٢١٢ والأشموني ٤ : ٨٢ والعيني ٣ : ٢٩٨ والخزانة ٣ : ١٢٢. وفي الأصل وب : «وقال آخر». وفي النسختين : «إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل». والعدم والإقتار : الفقر. واجتمل : جمع العظام لاستخراج ودكها.
وتقول في الخبر : كم رجل أتاك ، وكم رجل لقيت! قال الشاعر : (١)
كم ملوك باد ملكهم |
|
ونعيم سوقة بارا! |
وإن شئت رفعت (٢) : كم رجل عندك ، كأنّك قلت : رجل عندك.
ولم تلتفت إلى «كم».
وأما (٣) قول الشاعر : (٤)
على أنّني ، بعد ما قد مضى |
|
ثلاثون للهجر حولا كميلا |
[يذكّر نيك حنين العجول |
|
ونوح الحمامة ، تدعو هديلا](٥) |
أراد : «ثلاثون (٦) حولا كميلا ، للهجر» ، ففصل.
والنصب الذي يحمل على المعنى
كقول الشاعر : (٧)
وبينا نحن ننظره أتانا |
|
معلّق وفضة وزناد راعي |
__________________
(١) عدي بن زيد. ديوانه ص ١٣١ ومجاز القرآن ٢ : ١٥٣. وهو مصحف الروي في المغنى ص ٢٠١ والدرر ١ : ٢١١ والعيني ٤ : ٤٩٥. ق :
كم ملوك باد ، عنهم ، ملكهم |
|
ونعيم سوقة بادوا معا! |
ب : «كم ملوك أباد الدهر ملكهم وطيب سوقة بادوا». وبار : تعطل وزال.
(٢) ق : رفعته.
(٣) ب : «فأما». وانظر «النصب من التفسير» في الورقة ٥.
(٤) العباس بن مرداس. الكتاب ١ : ٢٩٢ والمقتضب ٣ : ٥٥ ومجالس ثعلب ص ٤٩٢ والانصاف ٣٠٨ وشرح المفصل ٤ : ١٣٠ والمغني ص ٦٣٣ والهمع ١ : ٢٥٤ والدرر ١ : ٢١٠ والأشموني ٤ : ٧١ والعيني ٤ : ٤٨٩ والخزانة ١ : ٥٧٣. والكميل : الكامل
(٥) من ق. والعجول : التي فقدت ولدها. والهديل : صوت الحمامة.
(٦) في الأصل : ثلاثين.
(٧) رجل من قيس عيلان. الكتاب ١ : ٨٧ والمحتسب ٢ : ٧٨ والمفصل ٢ : ٦٥ وشرحه ٤ : ٩٩ و ٦ : ١١ وشرح اختيارات المفضل ص ١٧٢٢ والمغني ص ٣٧٧ وشرح شواهده للسيوطي ص ٢٧٠ وشرح القصائد السبع ص ٩٧ والهمع ١ : ٢١١ والدرر ١. ١٧٨ –
حدف التنوين من «معلّق» وأضافه إلى «وفضة» ، وعطف عليه (١) «زناد راعي». كأنّه قال : (٢) «ومعلّقا (٣) زناد راعي (٤)»
وقال آخر : (٥)
هل أنت باعث دينار ، لحاجتنا |
|
أو عبد ربّ أخا عون بن مخراق؟ |
حمله على المعنى ، أراد : هل أنت باعث دينارا؟ فحذف التنوين ، [وخفض الدينار](٦) ، ونصب «عبد» بالعطف على موضعه ، كأنّه نوى التنوين (٧).
وأما / قول الآخر : (٨)
وكرّار خلف المحجرين جواده |
|
إذا لم يحام دون أنثى حليلها |
أراد : كرّار جواده. فأضاف «خلف» (٩) إليه ، ونصب
__________________
وفي الأصل : «شكوة» وفوقها «وفضة». وكذلك فيما بعد. ق : «قربة» هنا وفيما بعد. ب : «شكوة» هنا وفيما بعد. والوفضة : خريطة للزاد. والشكوة : وعاء صغير من الجلد للماء أو اللبن.
(١) سقطت من النسختين.
(٢) في الأصل وق : كأنك قلت.
(٣) في الأصل وب : ومعلق.
(٤) ب : زنادا.
(٥) جابر بن رألان : الكتاب ١ : ٨٧ والمقتضب ٤ : ١٥١ والجمل للزجاجي ص ٩٩ والهمع ٢ : ١٤٥ والدرر ٢ : ٢٠٤ والأشموني ٢ : ٣٠١ والعيني ٣ : ٥٦٣. ونسب في البحر ٧ : ١٥ إلى تأبط شرا. ودينار وعبد رب : رجلان.
(٦) من ق.
(٧) في الأصل : ونصب دينارا على نية التنوين.
(٨) الأخطل. ديوانه ص ٦٢٠ والكتاب ١ : ٩٠ والخزانة ٣ : ٤٧٤. ب : «وقال آخر». وفي الأصل : «خلف». ق : «خلف». والكرار : العطاف. والمحجر : المحاط به. والحليل : الزوج.
(٩) ب : خلفا.
«جواده» على المفعول به. ومنه قول الآخر : (١)
ترى الثّور ، فيها ، مدخل الظّلّ رأسه |
|
وسائره باد ، إلى الشّمس ، أجمع |
أراد : مدخلا رأسه الظّلّ (٢). فأضاف «الظلّ» إليه ، (٣) ونصب «رأسه» على المفعول به. (٤)
والنصب بالبدل
كقول الله عزّ وجلّ (٥) [في «الأنعام»](٦) ، (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ). نصب الجنّ بالبدل. ومثله : قوله فيها (٧) : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا ، شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ). نصب «شياطين» (٨) على البدل. وقال الشاعر : (٩)
كأنّ الفرات ، ماءه وسديره |
|
غدا بأناس يوم قفّى الرّحائل |
__________________
(١) الكتاب ١ : ٩٢ ومعاني القرآن ٢ : ٨٠ وتأويل مشكل القرآن ص ١٤٨ وأمالي المرتضى ١ : ٢١٦ والبحر ٥ : ٤٣٩ والهمع ٢ : ١٢٣ والدرر ٢ : ١٥٦. ب : وقال آخر.
(٢) سقط «أراد .. الظل» من النسختين ، وجاء بعد في ب.
(٣) ق : إلى مدخل.
(٤) سقط «على المفعول به» من ق. وزاد هنا في ب : أي مدخل رأسه في الظل.
(٥) ق : جل وعز.
(٦) الآية ١٠٠.
(٧) الآية ١١٢. ق : قوله تعالى.
(٨) ب : الشياطين.
(٩) في الأصل : «غدا بإياس يوم قف». السدير : نهر بالحيرة. وقفى : ذهب ورحل. والرحائل : جمع رحالة. وهي مركب من مراكب النساء.