• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • تفسير آل عمران

  • وقوله تعالى : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ).

    قيل : (الْحِكْمَةَ) فى هذا الموضع معرفة القرآن وتفسيره. وهو قول ابن عباس (١) ـ رضى الله تعالى عنه ـ وكذا روى مرفوعا (٢).

    وقيل (٣) : (الْحِكْمَةَ) الفهم فى القرآن.

    وقيل (٤) : الفقه.

    وقيل (٥) : (الْحِكْمَةَ) النبوة.

    وقيل (٦) : (الْحِكْمَةَ) هى الإصابة. وفيه دليل جواز الاجتهاد ، وأنه مصيب فى اجتهاده.

    قال الشيخ ـ رحمه‌الله تعالى ـ فى قوله : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ) : اختلف فى تأويل (الْحِكْمَةَ) فى هذا :

    قال قوم (٧) : (الْحِكْمَةَ) هى القرآن ، وهو على ما وصفه (نُورٍأَ) [الأنعام : ٩١] و (هُدىً) [الأنعام : ٩١] ، و (رُوحاً) [الشورى : ٥٢] ، و (وَشِفاءٌ) [يونس : ٥٧] والنور : هو الذى يبصر به حقائق الأشياء ، وبالهدى يدرك كل شىء ويتقى كل تلف ، وبالروح يحيى كل ذى روح ، وبالشفاء يبرأ كل سقيم ويزال كل آفة. والذى هذا وصفه فهو الخير.

    وبالله التوفيق.

    وقال قوم (٨) : (الْحِكْمَةَ) هى الإصابة لحقيقة كل شىء ، وبها يتقى كل شر ، وينال كل خير ، وذلك هو الخير الكثير ، وبالله العصمة.

    وقال بعضهم : (الْحِكْمَةَ) ، هى السنة ، كأنه أكرم رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالذى من سلكه نجا ،

    __________________

    (١) أخرجه ابن جرير (٦١٧٦) ، وابن المنذر وابن أبى حاتم والنحاس فى ناسخه كما فى الدر المنثور (١ / ٦١٦).

    (٢) أخرجه ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس كما فى الدر المنثور (١ / ٦١٦).

    (٣) قاله أبو العالية وإبراهيم ، أخرجه ابن جرير عنهما (٦١٧٩ ، ٦١٨٨) ، وانظر الدر المنثور (١ / ٦١٦).

    (٤) قاله قتادة ، أخرجه ابن جرير عنه (٦١٧٧ ، ٦١٧٨) ، وعن مجاهد (٦١٨٠) ، وعن ابن عباس (٦١٨١).

    (٥) قاله ابن عباس ، أخرجه ابن المنذر عنه كما فى الدر المنثور (١ / ٦١٦) ، وعن السدى أخرجه ابن جرير (٦١٩٠).

    (٦) قاله مجاهد ، أخرجه ابن جرير عنه (٦١٨٢ ، ٦١٨٣ ، ٦١٨٤).

    (٧) قاله ابن عباس ، أخرجه ابن الضرير عنه كما فى الدر المنثور (١ / ٦١٦).

    (٨) قاله مجاهد ، أخرجه عبد بن حميد عنه كما فى الدر المنثور (١ / ٦١٦).