قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المصابيح

183/672
*

[(٣) أبو طالب]

وأما أبو طالب فإن الحسن بن علي الجوسقي [٦٢] أخبرنا [قال : حدثني أبو محمد الأنصاري ، قال : حدثني عمارة بن زيد ، قال : حدثني إبراهيم بن سعد الزهري عن محمد بن إسحاق ويزيد بن رومان وصالح بن كيسان ويحيى بن عروة وغيرهم] (١) أن أبا طالب حدب (٢) على رسول الله مظهرا لأمره.

قال ابن إسحاق (٣) : وحدثني غير واحد أن رجال قريش مشوا إلى أبي طالب فقالوا : إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا ، وظلل آباءنا فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه.

فقال رسول الله صلّى الله عليه (٤) وآله وسلّم لأبي طالب : «والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه» ثم استعبر باكيا وولىّ ، فناداه أبو طالب فأقبل عليه.

فقال : اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت ، فو الله لا أسلمك لشيء أبدا (٥).

وجمع بني هاشم ودعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله فأجابوه ، إلّا ما كان من أبي لهب عدو الله ، وفي ذلك يقول أبو طالب (٦) :

__________________

(١) في أصولي : بإسناده عن غير واحد من مشايخه. والسند كما أثبتناه ؛ إذ أنه روى بإسناده إلى الزهري عن ابن إسحاق وابن رومان وابن كيسان وغيرهم.

(٢) حدب : أي تعطف عليه.

(٣) الخبر المشار إليه أورده في كتابه : المبعث المشهور (بسيرة ابن إسحاق) ص (١٢٨ ـ ١٥٠).

(٤) نهاية الصفحة [٦٧ ـ أ].

(٥) انظر سيرة ابن إسحاق (ص ١٣٥ ـ ١٣٦).

(٦) الأبيات في سيرة ابن إسحاق ص (١٣٠) هكذا :

منعت الرسول رسول المليك

ببيض تلألأ كلمع البريق

بضرب يزيد دون التهاب

جذار البوادر كالجنفقيق

أذب وأحمي رسول المليك

حماية يحام عليه شقيق

وما أن أدب لأعدائه

دبيب البكار حذار الفنيق

ولكن أزيد لهم ساميا

كما زأر ليث بغيل مضيق