• الفهرس
  • عدد النتائج:

(ص) على مصارعهم وقال لأصحابه : هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان فعرفهم (١) مصارعهم رجلا رجلا. فأظفره الله عزوجل بهم ولم يخالف (٢) أحد مصرعه ، وحقّق قوله وصدق وعده ؛ ثم نزلت : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ) فحقّق الله قوله وقطع دابرهم وقتل فرسانهم وصناديد هم وأسر رؤساءهم وعظماءهم (٣) ، وانتقم الله منهم (٤) ببطشة وأنزل أيضا : (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) ونزلت : (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ) الى قوله : (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) وذلك أنّ كثيرا منهم كانوا يودّون أن يأخذوا الأموال التى فى العير بغير حرب ، وكثير منهم رضوا بما اختار الله لهم ، فنزلت (٥) أيضا : (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ). فهذا نزل به القرآن قبل أن كان قوله (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) والآية تدلّ على (٦) أنّها نزلت قبل هذه القصّة ؛ لأنّ قوله : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ) هذه السّين تكون للمستقبل لا للماضى ، وكذلك السّين التى فى الآية فى قصّة الرّوم : (سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ) تدلّ على المستقبل (٨) ، ونزلت هذه الآيات بهذه الأنباء (٩) قبل أن كانت ، ثمّ كانت من بعد ذلك وصحّت. وهذا القرآن ينطق به ، وهذه القصص لا شكّ فيها أنّها كانت ، وهى شبه العيان والمشاهدة لا يدفعها الّا

__________________

(١) ـ فعرفهم : فهم B (٢) يخالف : يخالفوB (٣) ـ وعظماءهم : ـ B (٤) منهم : ومنهم B (٥) ـ فنزلت : ونزلت AC ـ (٦) ـ على : ـ C (٧) ـ الجمع : ـ C (٨) ـ لا للماضى ... المستقبل : ـ B (٩) ـ بهذه الانباء : ـ C