• الفهرس
  • عدد النتائج:

قد صدق فى هذا القول ، ولكن النّهاية ليست ما ذهب هو إليها أنّ نهايتها الى بقراط وجالينوس. وذكر أنّه (١) روى عنهم الألف والآحاد من الطّب ومعرفة العقاقير. فما خبر (٢) الامم الذين كانوا قبل بقراط وجالينوس؟ هل استغنوا عن معرفة (٣) العقاقير أم لا؟ فانّ الذين مضوا قبلهما (٤) كانوا فى مثل طبائع من كان بعدهما إلى يومنا هذا! وان كان قبل بقراط وجالينوس من عرف طبائع العقاقير ، فانهما أخذا عمّن تقدّمهما إلى أن ينتهى الأمر فيه إلى بدء الخلق الّذي هو آدم (ع) وهو النّهاية. وإن كان بقراط وجالينوس زادا (٥) شيئا فانّ سبيلهما ما (٦) قد ذكرنا أنهما قدرا على ذلك بتأييد من الله جلّ ذكره ووحى منه. ومن كانت سبيله هكذا فهو نبىّ مؤيّد من الله (٧) ، والأنبياء هم أئمّتنا ، لا أئمّة الملحدين. ولا ينكر أنّ الله عزوجل (٨) يوحى إلى الأنبياء فيما ينساه (٩) النّاس مما (١٠) يحتاجون إليه ويجدّد التّعليم لهم بذلك. كما قالوا إنّ المسيح (ع) كان لا يمرّ بحجر ولا شجر الّا وكلّمه. فليس معنى الكلام (١١) هاهنا معنى المجاوبة (١٢) ، إنّما معناه الاعتبار والاستدلال. ومن اعتبر بالشّيء وعلم ما فيه من النّفع والضرّ فقد كلّمه ذلك الشيء. وهذا باب مشهور عند أهل المعرفة والتمييز. فهكذا كان أمر المسيح (ع) ، كان لا يمر بشيء إلّا ويعرف طبع ذلك الشيء بوحى من الله عزوجل. وهكذا كان سبيل الحكماء الذين وضعوا هذه الرسوم ولم يقدروا على ذلك إلّا بوحى من الله وبتأييد (١٣) منه وكانوا أنبياء ؛ ولا يقدر أحد أن يعرف طبيعة شيء بعقله وفطنته ولا يصح ذلك (١٤) من جهة العقول.

__________________

(١) ـ انه : انهاA (٢) ـ خبر : حال B (٣) ـ معرفة : ـ C (٤) قبلهما : قبلهاB (٥) ـ زادا : زادA (٦) ما : كماB (٧) ـ الله ... الله : ـ C (٨) ـ عزوجل : ـ A (٩) ينساه : يتاه A (١٠) ـ مما : فيماC (١١) ـ الكلام : الكلاA (١٢) المجاوبة : المحاورةB ، المجاوزةC (١٣) ـ بتأييد : + له B (١٤) ـ ذلك : + الاA