• الفهرس
  • عدد النتائج:

٨١٣ ـ فما كان بين الخير لو جاء سالما

أبو حجر إلّا ليال قلائل (١)

أي : بين الخير وبيني.

و «له» متعلّق ب «مسلمون» ، قدم للاهتمام به لعود الضمير على الله ـ تعالى ـ أو لتناسب الفواصل.

فصل في الكلام على الآية

قدم الإيمان بالله ؛ لأن من لا يعرف الله يستحيل أن يعرف نبيّا أو كتابا ، فإذا عرف الله ، وآمن به عرف أنبياءه ، وما أنزل عليهم.

وقوله : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) فيه وجهان :

الأول : لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى ، بل نؤمن بالكل ، روي عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ؛ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم وقولوا : آمنّا بالله وما أنزل ...» (٢) الآية.

الثاني : لا نقول : إنهم متفرقون في أصول الديانات ، بل هم يجتمعون على الأصول التي هي الإسلام كما قال تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ) [الشورى : ١٣].

[فإن قيل : كيف يجوز الإيمان بإبراهيم وموسى وعيسى مع القول بأن شرائعهم منسوخة؟

قلنا : نحن نؤمن بأن كل واحد من تلك الشرائع كان حقّا في زمانه ، فلا تلزمنا المناقضة ، وإنما تلزم المناقضة لليهود والنصارى ؛ لاعترافهم بنبوة من ظهر المعجز على يده ، ولم يؤمنوا](٣).

وقوله : «ونحن مسلمون» يعني أن إسلامنا لأجل طاعة الله لا لأجل الهوى.

قوله تعالى : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(١٣٧)

«الباء» في قوله (بِمِثْلِ) فيه أقوال :

__________________

(١) البيت للنابغة الذبياني. ينظر ديوانه : ص ١٢٠ ، وشرح التصريح : ٢ / ١٥٣ ، وشرح عمدة الحافظ : ص ٦٤٨ ، والمقاصد النحوية : ٤ / ١٦٧ ، وأوضح المسالك : ٣ / ٣٩٦ ، وشرح الأشموني : ٢ / ٤٣٠ ، والدر المصون : ١ / ٣٨٦.

(٢) أخرجه البخاري (٤ / ١٥) تعليقا كتاب الشهادات باب : لا يسأل أهل الشرك ، (٩ / ١٩٨) رقم (٧٣٦٢) كتاب الاعتصام باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا تسألوا أهل الكتاب ، (٩ / ٢٨٠) رقم (٧٥٤٢) كتاب التوحيد باب ما يجوز من تفسير التوراة وأخرجه البيهقي (١٠ / ١٦٣) والبغوي في «شرح السنة» (١ / ٢٦٩).

(٣) سقط في ب.