قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

تحمیل

إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر

102/624
*

في النشر : صحة الوجهين جميعا ، وذهب ابن شريح ، ومكي في آخرين إلى التفصيل فأجازوه فيما صورت فيه الهمز واو ، أو ياء دون غيره.

وتقدم : أن هشاما من طريق الحلواني بخلف عنه يسهل الهمز المتطرف خاصة وقفا في جميع الباب مثل ما يسهله حمزة من غير فرق وموافقة الأعمش بخلفه لحمزة في جميع الباب متطرفا ، وغيره ، والباقون بالتحقيق في الحالين هذا ما قدر إيراده من هذا الباب على سبيل الإجمال ، وسيأتي معظم مسائله مفصلة بوجوهها في محالها من الفرش إن شاء الله تعالى (١).

باب الفتح والإمالة

الفتح هنا عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف إذ الألف لا تقبل الحركة ويقال له : التفخيم وربما قيل له النصب وينقسم إلى شديد وهو نهاية فتح الفم بالحرف ويحرم في القرآن ، وإنما يوجد في لغة العجم ، ومتوسط ، وهو ما بين الشديد ، والإمالة المتوسطة ، والإمالة أن تنحي بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء كثيرا وهي المحضة ويقال لها الكبرى والإضجاع والبطح وهي المرادة عند الإطلاق ، وقليلا وهو بين اللفظين ويقال له : التقليل وبين وبين ، والصغرى ويجتنب في الإمالة المحضة القلب الخالص ، والإشباع المبالغ فيه.

ثم إن الفتح والإمالة لغتان فصيحتان نزل بهما القرآن والفتح لغة أهل الحجاز والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد ، وقيس واختلف في الأولى منهما ، واختار الداني التقليل ، وهل الإمالة فرع عن الفتح ، أو كل منهما أصل ذهب إلى الأول جماعة وإلى الثاني آخرون ، والإمالة في الفعل أقوى منها في الاسم لتمكنها في التصريف ، وهي دخيلة في الحرف لجموده ، ولذا قلت فيه (٢).

__________________

(١) انظر الصفحة : (١٥٩) وما بعدها.

(٢) وأسباب الإمالة ثمانية : كسرة موجودة في اللفظ قبلية أو بعدية كالناس والنار والربا وكلاهما ومشكاة. أو عارضة في بعض الأحوال نحو طاب وجاء وشاء وزاد لأن الفاء تكسر منها إذا اتصل بها الضمير المرفوع. أو ياء موجودة في اللفظ نحو لا ضير فإن الترقيق قد يسمى إمالة. أو انقلاب عنها نحو رمى. أو تشبيه بالانقلاب عنها كألف التأنيث. أو تشبيه بما أشبه المنقلب عن الياء نحو موسى وعيسى. أو ما جاوره إمالة وتسمى إمالة لأجل إمالة نحو تراءى أعني ألفها الأولى وكذا إمالة نون نأى وراء رأى. أو تكون الألف رسمت ياء وإن كان أصلها الواو كضحى. وكلها ترجع إلى شيئين كسرة أو ياء.

ووجوهها ترجع إلى مناسبة أو إشعار. فالمناسبة فيما أميل بسبب موجود في اللفظ وفيما أميل لإمالة غيره كأنهم أرادوا أن يكون عمل اللسان ومجاورة النطق بالحرف الممال وبسبب الإمالة من وجه واحد على نمط واحد. والإشعار ثلاثة أقسام : إشعار بالأصل وذلك في الألف المنقلبة عن ياء أو واو مكسورة. وإشعار بما يعرض في الكلمة في بعض المواضع من ظهور كسرة أو ياء حسبما تقتضيه