• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • تم فهرس الجزء الأول من كتاب نفح الطيب
  • إن طال ليلي بعدهم فلطوله

    عذر ، وذاك لما أقاسي منهم

    لم تسر فيه نجومه لكنّها

    وقفت لتسمع ما أحدّث عنهم

    فأرقي ، الزائد في حرقي ، أظهر المكنون وأبان ، ووجدي بمن نأى وبان ، لم يجد فيه تعلّل برند وبان : [الرجز]

    تنبّهي ، يا عذبات الرّند ،

    كم ذا الكرى؟ هبّ نسيم نجد (١)

    فلست مثلي في جوى أو أرق

    وحرقة من فرقة أو صدّ

    عوفيت ممّا حلّ بي من جيرة

    في الغرب لم يرثوا لفرط وجدي

    أعلّل القلب ببان عنهم

    وهل ينوب غصن عن قدّ (٢)

    بانوا فلا مغنى السرور بعدهم

    مغنى ، ولا عهد الرضا بعهد

    آها من البعد ومن لم يدره

    لم يشجه تأوّهي للبعد

    وفي شغل من أبكته الربوع والطلول ، وذهبت برهة من زمانه بين الترحّل والحلول ، فركب من الأخطار الصّعب والذّلول ، وحافظ على العهود ولم يسلك سبيل الغادر الملول : [الطويل]

    سقاها الحيا من أربع وطلول

    حكت دنفي من بعدهم ونحولي (٣)

    ضمنت لها أجفان عين قريحة

    من الدّمع مدرار الشؤون همول

    ومن الغريب ، الذي ينكره غير الأريب ، أنّ الحادي إن سرّ القلب بكشف رين ، فقد تسبّب في اجتماع أمرين متنافيين متنافرين : [الطويل]

    ترنّم حاد بالصّريم فشاقني

    إلى ذكر من باتت ضلوعي تضمّه

    فسرّ وساء النفس شجوا فربما

    كلفت به من حيث صرت أذمّه

    وارتجلت حين مللت من طول السّرى ، مضمّنا ذكر ما أروم له تيسّرا ، وقد أكثر الرفاق عند رؤية ما لم يألفوه من الآفاق تلهّفا وتحسّرا : [الخفيف]

    قلت لمّا طال النّوى عن بلادي

    ولأهل النوى جوى (٤) وعويل

    __________________

    (١) عذبات : جمع عذبة : وهي الغصن.

    (٢) في ب : ببان رامة.

    (٣) الحيا : المطر. والدّنف : المرض الشديد.

    (٤) النوى : البعد. والجوى : الحرقة. والعويل : البكاء.