بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٢٨
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه ، ففعلت ذلك فعاد وجهها طريا. (١)

٢٧ ـ وقال (ص) : مر أخي عيسى (ع) بمدينة وإذا في ثمارها الدود ، فشكوا إليه ما بهم ، فقال : دواء هذا معكم وليس تعملون ، أنتم قوم إذا غرستم الاشجار صببتم التراب ثم صببتم الماء ، وليس هكذا يجب ، بل ينبغي أن تصبوا الماء في أصول الشجر ثم تصبوا التراب لكيلا يقع فيه الدود ، فاستأنفوا كما وصف فذهب ذلك عنهم. (٢)

٢٨ ـ وقال (ص) : مر أخي عيسى (ع) بمدينة وإذا وجوههم صفر ، وعيونهم زرق ، فصاحوا إليه وشكوا مابهم من العلل ، فقال : دواؤه معكم ، أنتم إذا أكلتم اللحم طبختموه غير مغسول ، وليس يخرج شئ من الدنيا إلا بجنابة ، فغسلوا بعد ذلك لحومهم فذهبت أمراضهم.

٢٩ ـ وقال : مر أخي عيسى (ع) بمدينة وإذا أهلها أسنانهم منتثرة ، ووجوههم منتفخة ، فشكوا إليه ، فقال : أنتم إذا نمتم تطبقون أفواهكم فتغلي الريح في الصدور حتى تبلغ إلى الفم ، فلايكون لها مخرج ، فترد إلى أصول الاسنان فيفسد الوجه ، فإذا نمتم فافتحوا شفاهكم وصيروه لكم خلقا ، ففعلوا فذهب ذلك عنهم. (٣)

٣٠ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن علي بن حديد ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله (ع) قال : قال عيسى بن مريم (ع) في خطبته قام لها (٤) في بني إسرائيل : أصبحت فيكم وإدامي الجوع ، وطعامي ماتنبت الارض للوحوش والانعام ، وسراجي القمر ، و فراشي التراب ، ووسادتي الحجر ، ليس لي بيت يخرب ، ولا مال يتلف ، ولا ولد يموت ، ولا امرأة تحزن ، أصبحت وليس لي شئ ، وأمسيت وليس لي شئ وأنا أغنى ولد آدم. (٥)

٣١ ـ مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن سهل الازدي

__________________

(١) علل الشرائع : ١٦٩.

(٢) علل الشرائع : ١٩١.

(٣) علل الشرائع : ١٩٢.

(٤) في نسخة من الكتاب ومصدره : في خطبة قام فيها. وفي نسخة اخرى من المصدر : قام بها.

(٥) معاني الاخبار : ٧٤.

٣٢١

العابد قال : سمعت أبا فروة الانصاري وكان من السائحين يقول : قال عيسى بن مريم (ع) يامعشر الحواريين بحق أقول لكم : إن الناس يقولون : إن البناء بأساسه ، وأنا لا أقول لكم كذلك ، قالوا : فماذا تقول ياروح الله؟ قال : بحق أقول لكم : إن آخر حجر يضعه العامل هو الاساس ، قال أبوفروة : إنما أراد خاتمة الامر. (١)

٣٢ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل بإسناده عن شقيق البلخي ، عمن أخبره من أهل العلم قال : قيل لعيسى بن مريم (ع) : كيف أصبحت ياروح الله؟ قال : أصبحت وربي تبارك وتعالى من فوقي ، والنار أمامي ، والموت في طلبي ، لا أملك ما أرجو ، ولا أطيق دفع ما أكره ، فأي فقير أفقر مني؟! الخبر. (٢)

٣٣ ـ مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن عمرو ، عن صالح ابن سعيد ، عن أخيه سهل الحلواني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : بينا عيسى بن مريم في سياحته إذ مر بقرية فوجد أهلها موتى في الطريق والدور ، قال : فقال : إن هؤلاء ماتوا بسخطة ، ولو ماتوا بغيرها تدافنوا ، (٣) قال : فقال أصحابه : وددنا أنا عرفنا قصتهم ، فقيل له : نادهم ياروح الله ، قال : فقال : يا أهل القرية ، قال : فأجابه مجيب منهم : لبيك يا روح الله ، قال : ماحالكم؟ وماقصتكم؟ قال : أصبحنا في عافية وبتنا في الهاوية ، قال : فقال : وما الهاوية؟ فقال : بحار من نار ، فيها جبال من النار ، قال : ومابلغ بكم ما أرى؟ قال : حب الدنيا وعبادة الطاغوت ، قال : وما بلغ من حبكم الدنيا؟ قال : كحب الصبي لامه ، إذا أقبلت فرح وإذا أدبرت حزن ، قال : وما بلغ من عبادتكم الطواغيت؟ قال : كانوا إذا أمرونا أطعناهم ، قال : فكيف أنت أجبتني من بينهم؟ قال : لانهم ملجمون بلجم من نار (٤) عليهم ملائكة غلاظ شداد ، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم ، فلما أصابهم العذاب أصابني معهم ، فأنا متعلق بشعرة على شفير (٥) جهنم ، أخاف أن أكبكب في النار ، (٦) قال :

__________________

(١) معاني الاخبار : ٩٩.

(٢) امالي الطوسي : ٤٩.

(٣) في المصدر : لتدافنوا.

(٤) في نسخة : لانهم ملجمون بلجام من نار.

(٥) الشفير : ناحية كل شئ. ومن الوادي : ناحيته من أعلاه.

(٦) كبكب الشئ : قلبه وصرعه.

٣٢٢

فقال عيسى (ع) لاصحابه : إن النوم على المزابل وأكل خبز الشعير خير كثير مع سلامة الدين. (١)

٣٤ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى ابن أورمة ، عن عيسى بن العباس ، عن محمد بن عبدالكريم التفليسي ، عن عبدالمؤمن بن محمد رفعه قال : قال رسول الله (ص) : أوحى الله تعالى جلت عظمته إلى عيسى عليه‌السلام جد في أمري ولا تترك ، إني خلقتك من غير فحل آية للعالمين ، أخبرهم آمنوا بي وبرسولي النبي الامي ، نسله من مباركة ، و هي مع أمك في الجنة ، طوبى لمن سمع كلامه ، وأدرك زمانه ، وشهد أيامه ، قال عيسى : يارب وما طوبى؟ قال : شجرة في الجنة تحتها عين ، من شرب منها شربة لم يظمأ بعدها أبدا ، قال عيسى : يارب اسقني منها شربة ، قال : كلا ياعيسى إن تلك العين محرمة على الانبياء حتى يشربها ذلك النبي ، وتلك الجنة محرمة على الامم حتى يدخلها أمة ذلك النبي. (٢)

٣٥ ـ ص : الصدوق بإسناده عن ابن سنان قال : قال الصادق (ع) : قال عيسى ابن مريم (ع) لجبرئيل متى قيام الساعة؟ فانتفض (٣) جبرئيل انتفاضة أغمي عليه منها فلما أفاق قال : ياروح الله ما المسؤول أعلم بها من السائل ، وله من السماوات والارض لاتأتيكم إلا بغتة ، وقال الحواريون لعيسى : يامعلم الخير علمنا أي الاشياء أشد؟ قال : أشد الاشياء غضب الله ، قالوا : فبما يتقى غضب الله؟ قال : بأن لاتغضبوا ، قالوا : وما بدء الغضب؟ قال : الكبر والتجبر ومحقرة الناس. (٤)

٣٦ ـ ختص : الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن البزنطي ، عن عبدالكريم ابن عمرو ، عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي عبدالله (ع) قال : إن عيسى بن مريم (ع) قال : داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله ، وأبرأت الاكمه والابرص بإذن الله ، وعالجت

__________________

(١) معاني الاخبار : ٩٧ ، وفيه : خير كثير مع عافية الدنيا والاخرة مع سلامة الدين.

(٢ و ٤) قصص الانبياء مخطوط.

(٣) أي ارتعد واضطرب.

٣٢٣

الموتى فأحييتهم بإذن الله ، وعالجت الاحمق فلم أقدر على إصلاحه ، فقيل : ياروح الله وما الاحمق؟ قال : المعجب برأيه ونفسه ، الذي يرى الفضل كله له لا عليه ، ويوجب ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا ، فذلك الاحمق الذي لاحيلة في مداواته. (١)

٣٧ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده عن ابن سنان ، عن البزنطي ، عن أبي بصير ، عن الصادق (ع) قال إن عيسى عليه‌السلام مر بقوم مجلبين (٢) فسأل عنهم ، فقيل : بنت فلان تهدى إلى بيت فلان ، فقال : صاحبتهم ميتة من ليلتهم ، فلما كان من الغد قيل : إنها حية ، فذهب مع الناس إلى دارها ، فخرج زوجها ، فقال له : سل زوجتك ما فعلت البارحة من الخير؟ فقالت : ما فعلت شيئا إلا أن سائلا كان يأتيني كل ليلة جمعة فيما مضى ، وإنه جاءنا ليلتنا فهتف فلم يجب ، فقال : عز علي أنها لا تسمع صوتي و عيالي يبقون الليلة جياعا ، (٣) فقمت متنكرة فأنلته مقدار ما كنت أنيله فيما مضى ، قال عيسى عليه‌السلام : تنحي عن مجلسك ، فتنحت فإذا تحت ثيابها أفعي عاض على ذنبه ، فقال : بما تصدقت صرف عنك هذا. (٤)

٣٨ ـ جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار عن رجل ، عن واصل بن سليمان ، عن ابن سنان قال : سمعت أبا عبدالله (ع) يقول : كان المسيح عليه‌السلام يقول لاصحابه : إن كنتم أحبائي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة و البغضاء من الناس ، فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني ، إنما أعلمكم لتعملوا ، (٥) ولا أعلمكم لتعجبوا ، إنكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ماتشتهون ، وبصبركم على ما

__________________

(١) الاختصاص مخطوط.

(٢) أجلب القوم : ضجوا واختلطت أصواتهم.

(٣) في نسخة : ضياعا.

(٤) قصص الانبياء مخطوط. وتقدم الحديث عن الامالي في باب فضله عليه‌السلام مع اختلاف في ألفاظه وتفصيل.

(٥) في المصدر : لتعلموا.

٣٢٤

تكرهون ، وإياكم والنظرة فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة ، وكفى بها لصاحبها فتنة.

ياطوبى لمن يرى بعينيه (١) الشهوات ولم يعمل بقلبه المعاصي ، ما أبعد ما قد فات وأدنى ماهو آت! ويل للمغترين لو قد آزفهم مايكرهون ، (٢) وفارقهم ما يحبون ، و جاءهم مايوعدون ، في خلق هذا الليل والنهار معتبر ، ويل لمن كانت الدنيا همه ، والخطايا عمله ، كيف يفتضح غدا عند ربه؟ ولا تكثروا الكلام في غير ذكر الله ، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لايعلمون ، لاتنظروا إلى عيوب الناس كأنكم رئايا عليهم ، ولكن انظروا في خلاص أنفسكم فإنما أنتم عبيد مملوكون ، إلى كم يسيل الماء على الجبل لايلين؟! إلى كم تدرسون الحكمة لايلين عليها قلوبكم؟! عبيد السوء فلا عبيد أتقياء ، (٣) ولا أحرار كرام ، إنما مثلكم كمثل الدفلى يعجب بزهرها من يراها ، ويقتل من طعمها. والسلام. (٤)

بيان : قال الفيروز آبادي : الدفل بالكسر وكذكرى : نبت مر فارسيته : « خرزهره » قتال ، زهره كالورد الاحمر ، وحمله كالخرنوب. (٥)

٣٩ ـ عدة : قال عيسى عليه‌السلام : بحق أقول لكم : كما نظر (٦) المريض إلى الطعام فلا يلتذ به من شدة الوجع كذلك صاحب الدنيا لا يلتذ بالعبادة ولا يجد حلاوتها مع مايجده من حلاوة الدنيا.

بحق أقول لكم : كما أن الدابة إذا لم تركب وتمتهن تصعبت وتغير خلقها كذلك القلوب إذا لم ترقق (٧) بذكر الموت وبنصب العبادة تقسو وتغلظ.

__________________

(١) في المصدر : بعينه.

(٢) في المصدر : قد اريهم. قلت : آزفهم اي أعجلهم.

(٣) في المصدر : لا عبيد أتقياء.

(٤) أمالي المفيد : ١٢١ و ١٢٢. وفي نسخة : ويتفل من طعمها.

(٥) خرنوب بالضم نبت معروف فارسيته : جنك جنكك.

(٦) في المصدر : ينظر.

(٧) في نسخة : إذا لم ترفق.

٣٢٥

وبحق أقول لكم : إن الزق إذا لم ينخرق يوشك أن يكون وعاء العسل ، كذلك القلوب إذا لم تخرقها الشهوات أو يدنسها الطمع أو يقسها النعيم (١) فسوف تكون أوعية الحكمة. (٢)

٤٠ ـ وعن الصادق (ع) قال : في الانجيل إن عيسى عليه‌السلام قال : اللهم ارزقني غدوة رغيفا من شعير ، وعشية رغيفا من شعير ، ولا ترزقني فوق ذلك فأطغى. (٣)

٤١ ـ نبه : أوحى الله إلى عيسى (ع) : أن كن للناس في الحلم كالارض تحتهم ، وفي السخاء كالماء الجاري ، وفي الرحمة كالشمس والقمر فإنهما يطلعان على البر والفاجر. (٤)

٤٢ ـ وقال عليه‌السلام : من ذا الذي يبني على موج البحر دارا؟ تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا. (٥)

٤٣ ـ وصنع عيسى عليه‌السلام للحواريين طعاما ، فلما أكلوا وضأهم بنفسه ، قالوا : ياروح الله نحن أولى أن نفعله منك ، قال : إنما فعلت هذا لتفعلوه بمن تعلمون. (٦)

٤٤ ـ وقال عليه‌السلام : هول لا تدري متى يغشاك لم لا تستعد له (٧) قبل أن يفجأك. (٨)

٤٥ ـ وقيل له عليه‌السلام : من أدبك؟ قال : ما أدبني أحد ، رأيت قبح الجهل فجانبته. (٩)

__________________

(١) في المصدر : النعم.

(٢) عدة الداعي : ٧٧.

(٣) عدة الداعي : ٨٣.

(٤) تنبيه الخواطر ١ : ٨٠.

(٥) تنبيه الخواطر ١ : ١٣٣.

(٦) تنبيه الخواطر ١ : ٨٣.

(٧) في المصدر : وقال عليه‌السلام : لاتدري متى يغشاك الموت لم لاتستعد له؟.

(٨) تنبيه الخواطر ١ : ٨٦.

(٩) تنبيه الخواطر ١ : ٩٦.

٣٢٦

٤٦ ـ وقال عليه‌السلام : طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره (١)

٤٧ ـ وروي أنه عليه‌السلام مر مع الحواريين على جيفة ، (٢) فقال الحواريون : ما أنتن ريح هذا ( الكلب؟ )! فقال عيسى عليه‌السلام : ما أشد بياض أسنانه!. (٣)

٤٨ ـ وقال عليه‌السلام : لا تتخذوا الدنيا ربا فتتخذكم عبيدا ، اكنزوا كنزكم عند من لا يضيعه ، فإن صاحب كنز الدنيا يخاف عليه الآفة ، وصاحب كنز الله لا يخاف عليه الآفة. (٤)

٤٩ ـ وقال عليه‌السلام : يا معشر الحواريين إني قد أكببت لكم الدنيا على وجهها فلا تنعشوها (٥) بعدي ، فإن من خبث الدنيا أن عصي الله فيها ، وإن من خبث الدنيا أن الآخرة لا تدرك (٦) إلا بتركها ، فاعبروا الدنيا ولا تعمروها ، واعلموا أن أصل كل خطيئة حب الدنيا ، ورب شهوة أورثت أهلها حزنا طويلا. (٧)

٥٠ ـ وقال (ع) : إني بطحت (٨) لكم الدنيا وجلستم على ظهرها ، فلا ينازعنكم فيها إلا الملوك والنساء ، فأما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فإنهم لم يتعرضوا لكم ما تركتم دنياهم ، وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاة. (٩)

٥١ ـ وقال (ع) : لا يستقيم حب الدنيا والآخرة في قلب مؤمن ، كما لايستقيم الماء والنار في إناء واحد. (١٠)

٥٢ ـ وقيل له (ع) : لو اتخذت بيتا ، قال : يكفينا خلقان من كان قبلنا. (١١)

__________________

(١) تنبيه الخواطر ١ : ٩٦. وفيه : لموعود غائب لم يره.

(٢) في المصدر : على جيفة كلب.

(٣) تنبيه الخواطر ١ : ١١٧.

(٤) تنبيه الخواطر ١ : ١٢٩.

(٥) في نسخة : فلا تغشوها بعدي.

(٦) في المصدر : لا تنال ولا تدرك.

(٧) تنبيه الخواطر ١ : ١٢٩.

(٨) بطحه : ألقاه على وجهه.

(٩ ـ ١١) تنبيه الخواطر ١ : ١٢٩. والخلقان كعثمان جمع الخلق : البالي.

٣٢٧

٥٣ ـ وروي أن عيسى عليه‌السلام اشتد به المطر والرعد يوما ، فجعل يطلب شيئا يلجأ إليه ، فرفعت له خيمة من بعيد فأتاها فإذا فيها امرأة فحاد عنها ، (١) (فإذا)؟ هو بكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده عليه وقال : إلهي لكل شئ مأوى ، ولم تجعل لي مأوى ، فأوحى الله تعالى إليه : مأواك في مستقر رحمتي ، وعزتي لازوجنك يوم القيامة مائة حورية خلقتها بيدي ، ولاطعمن في عرسك أربعة آلاف عام ، يوم منها كعمر الدنيا ، ولآمرن مناديا ينادي : أين الزهاد في الدنيا؟ احضروا عرس الزاهد عيسى بن مريم. (٢)

٥٤ ـ وقال عيسى : ويل لصاحب الدنيا كيف يموت ويتركها ، ويأمنها وتغره ، ويثق بها وتخذله ، ويل للمغترين كيف رهقهم مايكرهون؟ وفارقهم مايحبون؟ وجاءهم ما يوعدون؟ وويل لمن الدنيا همه ، والخطايا أمله ، كيف يفتضح غدا عند الله؟ (٣)

٥٥ ـ وقيل لعيسى عليه‌السلام : علمنا عملا واحدا يحبنا الله عليه ، قال : أبغضوا الدنيا يحببكم الله. (٤)

٥٦ ـ وروي أن عيسى عليه‌السلام كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوز هتماء ، عليها من كل زينة ، فقال لها : كم تزوجت؟ فقالت : لا أحصيهم ، قال : وكلهم مات عنك أو كلهم طلقك؟ قالت : بل كلهم قتلت ، فقال عيسى (ع) : بؤسا لازواجك الباقين كيف تهلكهم (٥) واحدا واحدا ولم يكونوا منك على حذر. (٦)

بيان : قال الفيروزآبادي : هتم كفرح : انكسرت ثناياه من أصولها فهو أهتم.

٥٧ ـ نبه : أوحى الله تعالى إلى عيسى : إذا أنعمت عليك بنعمة فاستقبلها بالاستكانة أتممها عليك. (٧)

__________________

(١) أي فمال عنها.

(٢ و ٣) تنبيه الخواطر ١ : ١٣٢.

(٤) تنبيه الخواطر ١ : ١٣٤.

(٥) في المصدر : بؤسا لازواجك الباقين كيف لايعتبرون بأزواجك الماضين؟ كيف تهلكينهم واحدا واحدا ولا يكونوا منك على حذر.

(٦) تنبيه الخواطر ١ : ١٤٦.

(٧) تنبيه الخواطر ١ : ٢٠٢.

٣٢٨

٥٨ ـ وقيل : بينما عيسى بن مريم عليه‌السلام جالس وشيخ يعمل بمسحاة ويثير الارض ، (١) فقال عيسى (ع) : اللهم انزع منه الامل ، فوضع الشيخ المسحاة واضطجع فلبث ساعة ، فقال عيسى : اللهم اردد إليه الامل ، فقام فجعل يعمل ، فسأله عيسى عن ذلك فقال : بينما أنا أعمل إذ قالت لي نفسي : إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير؟ فألقيت المسحاة واضطجعت ، ثم قالت لي نفسي : والله لابد لك من عيش مابقيت ، فقمت إلى مسحاتي. (٢)

٥٩ ـ وقال عليه‌السلام : بما ذا نفع امرؤ نفسه؟ باعها بجميع مافي الدنيا ثم ترك ما باعها به ميراثا لغيره وأهلك نفسه ، ولكن طوبى لامرئ خلص نفسه واختارها على جميع الدنيا. (٣)

٦٠ ـ وروي أنه عليه‌السلام ذم المال وقال : فيه ثلاث خصال ، فقيل : وماهن ياروح الله؟ قال : يكسبه المرء من غير حله ، وإن هو كسبه من حله منعه من حقه ، وإن هو وضعه في حقه شغله إصلاحه عن عبادة ربه. (٤)

٦١ ـ وكان عليه‌السلام إذا مر بدار قد مات أهلها وخلف فيها غيرهم يقول : ويحا لاربابك الذين ورثوك كيف لم يعتبروا بإخوانهم الماضين. (٥)

٦٢ ـ وكان يقول : يادار تخربين وتفنى سكانك ، ويانفس اعملي ترزقي ، وياجسد انصب تسترح. (٦)

٦٣ ـ وكان عليه‌السلام يقول : يا ابن آدم الضعيف اتق ربك ، وألق طمعك ، وكن في الدنيا ضعيفا ، وعن شهوتك عفيفا ، عود جسمك الصبر ، وقلبك الفكر ، ولا تحبس لغد رزقا فإنها خطيئة عليك ، وأكثر حمد الله على الفقر فإن من العصمة أن لاتقدر على ماتريد. (٧)

__________________

(١) في المصدر : ويثير به الارض.

(٢) تنبيه الخواطر ١ : ٢٧٢.

(٣) تنبيه الخواطر ٢ : ١١٥.

(٤) تنبيه الخواطر ٢ : ١١٨.

(٥) تنبيه الخواطر ٢ : ٢١٩.

(٦) تنبيه الخواطر ٢ : ٢٢٠.

(٧) تنبيه الخواطر ٢ : ٢٢٩.

٣٢٩

٦٤ ـ وقال (ع) : النوم على المزابل (١) وأكل كسر خبز الشعير في طلب الفردوس يسير. (٢)

٦٥ ـ وكان (ع) يقول : يا معشر الحواريين تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم ، (٣) والتمسوا رضاه بسخطهم. (٤)

٦٦ ـ وقال (ع) لاصحابه : استكثروا من الشئ الذي لاتأكله النار ، قالوا : وما هو؟ قال : المعروف. (٥)

٦٧ ـ ين : ابن المغيرة ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : تمثلت الدنيا لعيسى عليه‌السلام في صورة امرأة زرقاء ، فقال لها : كم تزوجت؟ قالت : كثيرا ، قال : فكل طلقك؟ قالت : بل كلا قتلت ، قال : فويح أزواجك الباقين كيف لايعتبرون بالماضين؟ (٦)

٦٨ ـ ين : فضالة ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : كان عيسى عليه‌السلام يقول : هول لا تدري متى يلقاك ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك؟ (٧)

٦٩ ـ كا : علي ، عن أبيه ، وعلي بن محمد جميعا ، عن الاصفهاني ، عن المنقري ، عن حفص ، عن أبي عبدالله (ع) قال : قال عيسى (ع) : اشتدت مؤونة الدنيا ومؤونة الآخرة ، أما مؤونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شئ منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليها ، وأما مؤونة الآخرة فإنك لاتجد أعوانا يعينونك عليها. (٨)

٧٠ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن الحسن بن طريف ، (٩)

__________________

(١) في نسخة من المصدر : النوم على الحصير.

(٢) تنبيه الخواطر ٢ : ٢٣٠.

(٣) في المصدر : بالتباعد عنهم.

(٤) تنبيه الخواطر ٢ : ٢٣٥.

(٥) تنبيه الخواطر ٢ : ٢٤٩.

(٦ و ٧) مخطوط.

(٨) روضة الكافي : ١٤٤.

(٩) هكذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر « ظريف » بالظاء المعجمة ، والرجل هو الحسن ابن ظريف بن ناصح أبومحمد الكوفي الثقة.

٣٣٠

عن أبيه ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال عيسى بن مريم (ع) : من كثر كذبه ذهب بهاؤه. (١)

٧١ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي العباس الكوفي جميعا عن عمرو بن عثمان ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اجتمع الحواريون إلى عيسى عليه‌السلام فقالوا له : يامعلم الخير أرشدنا ، فقال لهم : إن موسى كليم الله عليه‌السلام أمركم أن لاتحلفوا بالله تبارك وتعالى كاذبين ، وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله كاذبين ولا صادقين ، قالوا : ياروح الله زدنا ، فقال : إن موسى نبي الله عليه‌السلام أمركم أن لاتزنوا ، وأنا آمركم أن لاتحدثوا أنفسكم بالزنا فضلا عن أن تزنوا ، فإن من حدث نفسه بالزنا كان كمن أوقد في بيت مزوق فأفسد التزاويق الدخان وإن لم يحترق البيت. (٢)

٧٢ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن أبي قرة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : قالت الحواريون لعيسى : ياروح الله من نجالس؟ قال : من يذكركم الله رؤيته ، ويزيد في علمكم منطقه ، ويرغبكم في الآخرة عمله. (٣)

٧٣ ـ كا : حميد بن زياد ، عن الخشاب ، عن ابن بقاح ، عن معاذ بن ثابت ، عن عمرو بن جميع ، عن أبي عبدالله (ع) قال : كان المسيح عليه‌السلام يقول : لاتكثروا الكلام في غير ذكر الله فإن الذين يكثرون الكلام (٤) قاسية قلوبهم ولكن لايعلمون. (٥)

٧٤ ـ ج ، يد ، ن : عن الحسن بن محمد النوفلي في خبر طويل يذكر فيه احتجاج الرضا (ع) على أرباب الملل ، قال : قال الرضا عليه‌السلام للجاثليق : يانصراني هل تعرف

__________________

(١) اصول الكافي ٢ : ٣٤١.

(٢) فروع الكافي ٢ : ٧٠.

(٣) اصول الكافي ١ : ٣٩.

(٤) في المصدر : يكثرون الكلام في غير ذكر الله.

(٥) اصول الكافي ٢ : ١١٤.

٣٣١

في الانجيل قول عيسى (ع) : إني ذاهب إلى ربكم وربي ، (١) والبارقليطا جائي ، (٢) هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له ، وهو الذي يفسر لكم كل شئ ، وهو الذي يبدي فضائح الامم ، وهو الذي يكسر عمود الكفر؟ فقال الجاثليق : ماذكرت شيئا في الانجيل (٣) إلا ونحن مقرون به ، فقال : أتجد هذا في الانجيل ثابتا؟ قال : نعم. قال الرضا عليه‌السلام : ياجاثليق ألا تخبرني عن الانجيل الاول حين افتقدتموه عند من وجدتموه ومن وضع لكم هذا الانجيل؟ قال له : ما افتقدنا الانجيل إلا يوما واحدا حتى وجدناه غضا طريا فأخرجه إلينا يوحنا ومتى ، فقال له الرضا عليه‌السلام : ما أقل معرفتك بسر الانجيل وعلمائه! (٤) فإن كان هذا كما تزعم فلم اختلفتم في الانجيل؟ وإنما وقع الاختلاف في هذا الانجيل الذي في أيديكم اليوم ، فلو كان على العهد الاول لم تختلفوا فيه ، ولكني مفيدك علم ذلك :

اعلم أنه لما افتقد الانجيل الاول اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم : قتل عيسى بن مريم وافتقدنا الانجيل وأنتم العلماء فما عندكم؟ فقال لهم الوقا و مرقابوس : (٥) إن الانجيل في صدورنا ونحن نخرجه إليكم سفرا سفرا في كل أحد ، فلا تحزنوا عليه ولا تخلوا الكنائس ، فإنا سنتلوه عليكم في كل أحد سفرا سفرا حتى نجمعه كله ، فقعد الوقا ومرقابوس ويوحنا ومتى فوضعوا لكم هذا الانجيل بعدما افتقدتم الانجيل الاول ، وإنما كان هؤلاء الاربعة تلاميذا لتلاميذ الاولين ، أعلمت ذلك؟ قال الجاثليق : أما هذا فلم أعلمه (٦) وقد عملته الآن ، وقد بان لي من فضل علمك بالانجيل وسمعت أشياء مما علمته شهد قلبي أنها حق ، فاستزدت كثيرا من الفهم

__________________

(١) في المصدر : ربي وربكم.

(٢) في التوحيد : والفارقليطا. وفي العيون : والبارقليطا يعني محمد جاء.

(٣) في الاحتجاج : من الانجيل. وفي التوحيد : مما في الانجيل.

(٤) في العيون والاحتجاج : ما اقل معرفتك بسنن الانجيل وعلمائه!.

(٥) زاد في الاحتجاج : ويوحنا ومتى.

(٦) في الاحتجاج : وأما قبل هذا فلم أعلمه.

٣٣٢

فقال له الرضا (ع) : فكيف شهادة هؤلاء عندك؟ قال : جائزة ، هؤلاء علماء الانجيل ، و كل ما شهدوا به فهو حق ، فقال الرضا عليه‌السلام للمأمون ومن حضره من أهل بيته : (١) اشهدوا عليه ، قالوا : قد شهدنا ، ثم قال للجاثليق : بحق الابن وأمه هل تعلم أن متى قال : « إن المسيح هو داود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب بن يهوذا بن خضرون؟ » (٢) وقال مرقابوس في نسبة عيسى بن مريم : « إنه كلمة الله أحلها في الجسد الآدمي فصارت إنسانا؟ » وقال الوقا : « إن عيسى بن مريم وأمه كانا إنسانين من لحم ودم ، فدخل فيهما روح القدس؟ » ثم إنك تقول من شهادة عيسى عليه‌السلام على نفسه : « حقا أقول لكم : إنه لايصعد إلى السماء إلا من نزل منها إلا راكب البعير خاتم الانبياء ، فإنه يصعد إلى السماء و ينزل » فما تقول في هذا القول؟ قال الجاثليق : هذا قول عيسى لاننكره ، قال الرضا عليه‌السلام : فما تقول في شهادة الوقا ومرقابوس ومتى على عيسى وما نسبوه إليه؟ قال الجاثليق : كذبوا على عيسى ( ، )؟ قال الرضا (ع) : ياقوم أليس قد زكاهم وشهد أنهم علماء الانجيل وقولهم حق؟ فقال الجاثليق : يا عالم المسلمين (٣) أحب أن تعفيني من أمر هؤلاء وساق الحديث إلى أن قال عليه‌السلام لرأس الجالوت : في الانجيل مكتوب : إن ابن البرة ذاهب ، والبارقليطا جائي من بعده ، وهو يخفف الآصار ، ويفسر لكم كل شئ ، و يشهد لي كما شهدت لكم ، أنا جئتكم بالامثال وهو يأتيكم بالتأويل ، أتؤمن بهذا في الانجيل؟ قال : نعم. (٤)

__________________

(١) في المصادر : وأهل بيته وغيرهم.

(٢) هكذا في النسخ ، وفي المصادر : هو ابن داود ، وفي التوحيد وفي نسخة من العيون : حضرون ، وفي الانجيل : حصرون.

(٣) في هامش التوحيد : يا أعلم المسلمين خ ل.

(٤) احتجاج الطبرسي : ٢٢٩ و ٢٣٠ و ٢٣١ ، توحيد الصدوق : ٤٣٧ و ٤٤٠ و ٤٤٢ ، عيون الاخبار : ٩١ ٩٤ ، وفيها : نعم لا انكره. وتقدم الحديث بتمامه في كتاب الاحتجاجات ، راجع ج ١٠ ص ٢٩٩ ٣١٨.

٣٣٣

( باب ٢٢ )

* ( تفسير الناقوس ) *

١ ـ لى ، مع : صالح بن عيسى العجلي ، عن محمد بن علي الفقيه ، (١) عن أبي نصر الشعراني ، عن سلمة بن الوضاح ، عن أبيه ، عن أبي إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، (٢) عن عاصم بن ضمرة ، عن الحارث الاعور قال : بينا أنا أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في الحيرة إذا نحن بديراني يضرب بالناقوس ، قال : فقال علي بن أبي طالب (ع) : ياحارث أتدري مايقول هذا الناقوس؟ قلت : الله ورسوله وابن عم رسوله أعلم ، قال : إنه يضرب مثل الدنيا وخرابها ويقول : لا إله إلا الله حقا حقا ، صدقا صدقا ، إن الدنيا قد غرتنا ، وشغلتنا واستهوتنا واستغوتنا ، يا ابن الدنيا مهلا مهلا ، يا ابن الدنيا دقا دقا ، يا ابن الدنيا جمعا جمعا ، تفني الدنيا قرنا قرنا ، مامن يوم يمضي عنا إلا أوهى (٣) منا ركنا ، قد ضيعنا دارا تبقى واستوطنا دارا تفنى ، لسنا ندري ما فرطنا فيها إلا لو قد متنا.

قال الحارث : يا أمير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك؟ قال : لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح إلها من دون الله عزوجل ، قال : فذهبت إلى الديراني فقلت له : بحق المسيح عليك لما ضربت بالناقوس على الجهة التي تضربها ، قال : فأخذ يضرب وأنا أقول حرفا حرفا حتى بلغ إلى قوله : إلا لو قد متنا ، فقال : بحق نبيكم من أخبرك بهذا؟ قلت : هذا الرجل الذي كان معي أمس ، قال : وهل بينه وبين النبي من قرابة؟ قلت : هو ابن عمه ، قال : بحق نبيكم أسمع هذا من نبيكم؟ قال : قلت : نعم ، فأسلم ، ثم قال لي : والله إني وجدت في التوراة أنه يكون في آخر الانبياء نبي وهو يفسر ما يقول الناقوس. (٤)

__________________

(١) في الامالي أبوبكر محمد بن علي بن علي ، وفي المعاني أبوبكر محمد بن محمد بن علي الفقيه.

(٢) في المصدر : أبي إسحاق الهمداني.

(٣) في نسخة من المصدر : أوهن.

(٤) أمالي الصدوق : ١٣٦ معاني الاخبار : ٦٨ و ٦٩. وقد أخرجه المصنف ايضا في كتاب العلم راجع ج ٢ : ٣٢١.

٣٣٤

( باب ٢٣ )

* ( رفعه إلى السماء ) *

الايات ، آل عمران « ٣ » إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيمة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون * فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة ومالهم من ناصرين * وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لايحب الظالمين ٥٥ ٥٧.

النساء « ٤ » وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما * وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وماقتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وماقتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما * وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيمة يكون عليهم شهيدا ١٥٦ ١٥٩.

١ ـ لى : بإسناده عن حبيب بن عمرو قال : لما توفي أمير المؤمنين عليه‌السلام قام الحسن عليه‌السلام خطيبا فقال : أيها الناس في هذه الليلة رفع عيسى بن مريم. الخبر. (١)

٢ ـ د : في ليلة إحدى وعشرين من رمضان رفع عيسى بن مريم عليه‌السلام. (٢)

٣ ـ ك : بإسناده عن أبي رافع ، عن النبي (ص) قال : لما ملك اسيخ بن أشكان (٣)

__________________

(١) امالي الصدوق : ١٩٢.

(٢) مخطوط.

(٣) في نسخة : اسنج. وفي المصدر : اشج بن أشجان ، وكان يسمى الكيس ، وكان قد ملك إه وقال المسعودي في اثبات الوصية : ٥٩ في ترجمة روبيل بن اليسابغ وشرح ما وقع في أيامه من ملك دارا والاسكندر وقتله وما وقع في زمانهما : وملك عند ذلك أشبح بن اشبحان مائتى وستين سنة ، وفي إحدى وخمسين سنة من ملكه بعث الله عزوجل المسيح عيسى بن مريم عليه‌السلام اه. وقال اليعقوبي : كان عيسى عليه‌السلام في زمان حيردوس. وفي الكامل : و في اثنتين واربعين سنة من ملك هيردوس بن انطيقوس كانت ولادة المسيح.

٣٣٥

وملك مائتين وستا وستين سنة ففي سنة إحدى وخمسين من ملكه بعث الله عزوجل عيسى ابن مريم عليه‌السلام واستودعه النور والعلم والحكمة وجميع علوم الانبياء قبله ، وزاده الانجيل وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى كتابه وحكمته وإلى الايمان بالله و رسوله فأبى أكثرهم إلا طغيانا وكفرا ، وأتى بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغبهم فيما عند الله ثلاثة وثلاثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت أنها عذبته ودفنته في الارض حيا وادعى بعضهم أنهم قتلوه وصلبوه ، وما كان الله ليجعل لهم سلطانا عليه ، وإنما شبه لهم وماقدروا على عذابه ودفنه ولا على قتله وصلبه لقوله تعالى : « إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا » فلم يقدروا على قتله وصلبه لانهم لو قدروا على ذلك كان تكذيبا لقوله : « ولكن رفعه الله إليه » بعد أن توفاه ، فلما أراد أن يرفعه أوحى إليه أن استودع نور الله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمون الصفا. (١) إلى آخر ماسيأتي في باب أحوال ملوك الارض.

٤ ـ ص : بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (ع) قال : قال أبوجعفر (ع) : لما كانت الليلة التي قتل فيها علي عليه‌السلام لم يرفع عن وجه الارض حجر إلا وجد تحته دم عبيط (٢) حتى طلع الفجر ، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون (ع) ، و كذلك كانت الليلة التي رفع فيها عيسى بن مريم عليه‌السلام وكذلك الليلة التي قتل فيها الحسين عليه‌السلام. (٣)

٥ ـ فس : « قوله بهتانا عظيما » أي قولهم : إنها فجرت. قوله : « وقولهم إنا قتلنا المسيح (٤) » لما رفعه الله إليه » وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ». (٥)

٦ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر (ع) قال : إن عيسى عليه‌السلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا إليه

__________________

(١) إكمال الدين : ١٣٠.

(٢) أي خالص طري.

(٣) قصص الانبياء مخطوط.

(٤) في المصدر : المسيح عيسى بن مريم رسول الله.

(٥) تفسير القمي : ١٤٦.

٣٣٦

عند المساء وهم اثنا عشر رجلا فأدخلهم بيتا ، ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء ، فقال : إن الله أوحى إلي أنه رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود فأيكم يلقى عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي؟ فقال شاب منهم : أنا ياروح الله ، قال : فأنت هوذا ، فقال لهم عيسى : أما إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة ، (١) فقال له رجل منهم : أنا هو يانبي الله؟ فقال له عيسى : أتحس بذلك في نفسك فلتكن هو ، ثم قال لهم عيسى عليه‌السلام : أما إنكم ستفترقون بعدي على ثلاث فرق : فرقتين مفتريتين على الله في النار ، وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة ثم رفع الله عيسى إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه.

ثم قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى عليه‌السلام : إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة ، و أخذوا الشاب الذي ألقي عليه شبح عيسى فقتل وصلب ، وكفر الذي قال له عيسى : تكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرة. (٢)

٧ ـ فس « يا أيها الذين آمنو كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة » قال : التي كفرت هي التي قتلت شبيه عيسى وصلبته ، والتي آمنت هي التي قبلت شبيه عيسى حتى يقتل « فأيدنا الذين آمنوا » هي التي لم تقتل شبيه عيسى على الاخرى فقتلوهم « على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ». (٣)

٨ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن حمزة العلوي ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن ابن علي بن يوشع ، عن علي بن محمد الجريري ، (٤) عن حمزة بن يزيد ، عن عمر ، عن جعفر

__________________

(١) في المصدر : اثنى عشر كفرة ، وهكذا فيما يأتي.

(٢) تفسير القمي : ٩٣.

(٣) تفسير القمي : ٦٧٨ ، الموجود في المصدر : والتي آمنت هي التي قبلت ، فقتلت الطائفة التي قتلته وصلبته وهو قوله : « فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين » وفي البرهان : والتي آمنت هي التي قتلت الطائفة التي قتلت شبه عيسى ( هي التي قبلت ، فقتلت الطائفة التي قتلته خ ) وصلبته ، وهو قوله إه.

(٤) في نسخة : الجزري.

٣٣٧

عن آبائه ، عن النبي (ص) قال : لما اجتمعت اليهود على عيسى عليه‌السلام ليقتلوه بزعمهم أتاه جبرئيل (ع) فغشاه بجناحه ، وطمح عيسى ببصره فإذا هو بكتاب في جناح جبرئيل « اللهم إني أدعوك باسمك الواحد الاعز ، وأدعوك اللهم باسمك الصمد ، وأدعوك اللهم باسمك العظيم الوتر ، وأدعوك اللهم باسمك الكبير المتعال الذي ثبت أركانك كلها أن تكشف عني ما أصبحت وأمسيت فيه » فلما دعا به عيسى عليه‌السلام أوحى الله تعالى إلى جبرئيل : ارفعه إلى عندي. ثم قال رسول الله (ص) : يابني عبدالمطلب سلوا ربكم بهؤلاء الكلمات ، فوالذي نفسي بيده ما دعا بهن عبد بإخلاص دينه إلا اهتز له العرش ، وإلا قال الله لملائكته : اشهدوا أني قد استجبت له بهن ، وأعطيته سؤله في عاجل دنياه وآجل آخرته ، ثم قال لاصحابه : سلوا بها ، ولا تستبطئوا الاجابة. (١)

٩ ـ شى : عن ابن عمر ، عن بعض أصحابنا ، عن رجل حدثه ، عن أبي عبدالله (ع) قال : رفع عيسى بن مريم (ع) بمدرعة صوف من غزل مريم ، ومن نسج مريم ، ومن خياطة مريم ، فلما انتهى إلى السماء نودي : يا عيسى ألق عنك زينة الدنيا. (٢)

١٠ ـ م : قوله عزوجل : « وأيدناه بروح القدس » هو جبرئيل ، وذلك حين رفعه من روزنة (٣) بيته إلى السماء ، وألقي شبهه على من رام قتله فقتل بدلا منه. (٤)

١١ ـ ن : الطالقاني ، عن الكوفي ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا (ع) أنه قال في حديث طويل في وصف الائمة عليهم‌السلام : وإنهم يقتلون بالسيف أو بالسم وساق الحديث إلى أن قال عليه‌السلام : ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه عليهم‌السلام للناس إلا أمر عيسى بن مريم وحده ، لانه رفع من الارض حيا ، وقبض روحه بين السماء والارض ، ثم رفع إلى السماء ورد عليه روحه ، وذلك قوله عز وجل : « إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا » وقال عزوجل حكاية

__________________

(١) قصص الانبياء مخطوط.

(٢) تفسير العياشي مخطوط ، وأخرجه أيضا البحراني في البرهان ١ : ٢٨٥.

(٣) الروزنة : الكوة. معربة.

(٤) تفسير الامام : ١٤٨ و ١٤٩.

٣٣٨

لقول عيسى (ع) : (١) « وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد » الخبر. (٢)

١٢ ـ ك : بإسناده عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : وأما غيبة عيسى فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل ، فكذبهم الله عزوجل بقوله : « وما قتلوه وماصلبوه ولكن شبه لهم ». (٣)

١٣ ـ وبإسناده عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن في القائم من أهل بيت محمد (ص) شبها (٤) من خمسة من الرسل وساق الحديث إلى أن قال : وأما شبهه من عيسى (ع) فاختلاف من اختلف فيه : قالت طائفة منهم : (٥) ماولد ، وقالت طائفة : مات ، وطائفة قالت : قتل وصلب. (٦)

١٤ ـ وبإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (ع) قال : في صاحب هذا الامر أربع سنن من أربعة أنبياء وساق الحديث إلى أن قال : وأما من عيسى فيقال : إنه مات ولم يمت. (٧)

أقول : سيأتي الاخبار الكثيرة في ذلك في كتاب الغيبة ، وقد مر في باب جوامع أحوالهم عليهم‌السلام عن الرضا (ع) أن عيسى لما أراد اليهود قتله دعا الله بحفنا فنجاه من القتل ورفعه إليه.

١٥ ـ وعن أبي عبدالله (ع) أنه قال : ينزل على القائم عليه‌السلام تسعة آلاف ملك وثلاثمائة وثلاث عشر ملكا وهم الذين كانوا مع عيسى لما رفعه الله إليه. (٨)

__________________

(١) في المصدر : لقول عيسى عليه‌السلام يوم القيامة.

(٢) عيون الاخبار : ١١٨ ١٢٠.

(٣) كمال الدين : ٢٠١ و ٢٠٢.

(٤) في المصدر : سنة. شبهة خ ل.

(٥) في المصدر : حتى قالت طائفة منهم.

(٦) كمال الدين : ١٨٨ ، وفي قوله : قتل وصلب غرابة لم نعرف قائله.

(٧) كمال الدين : ٩١.

(٨) والاحاديث كلها مسندة في المصدر كما يأتي في كتاب الغيبة.

٣٣٩

بيان : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : « وبكفرهم » : أي بجحود هؤلاء بعيسى « وقولهم على مريم بهتانا عظيما » أي أعظم كذب وأشنعه ، وهو رميهم إياها بالفاحشة ، عن ابن عباس والسدي ، قال الكلبي : مر عيسى عليه‌السلام برهط فقال بعضهم لبعض : قد جاءكم الساحر ابن الساحرة ، والفاعل ابن الفاعلة! فقذفوه بأمه ، فسمع ذلك عيسى عليه‌السلام فقال : « اللهم أنت ربي خلقتني ولم أتهم من تلقاء نفسي ، اللهم العن من سبني وسب والدتي » فاستجاب الله دعوته فمسخهم خنازير « وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله » يعني وقول اليهود إنا قتلنا عيسى بن مريم رسول الله حكاه الله سبحانه عنهم ، أي رسول الله في زعمه ، وقيل : إنه من قول الله سبحانه لا على وجه الحكاية لهم ، وتقديره : الذي هو رسولي « وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم » اختلفوا في كيفية التشبيه ، فروي عن ابن عباس أنه قال : لما مسخ الله الذين سبوا عيسى وأمه بدعائه بلغ ذلك يهودا وهو رأس اليهود فخاف أن يدعو عليه ، فجمع اليهود واتفقوا على قتله ، فبعث الله جبرئل يمنعه منهم ويعينه عليهم ، وذلك معنى قوله : « وأيدناه بروح القدس » فاجتمع اليهود حول عيسى عليه‌السلام فجعلوا يسألونه فيقول لهم : يامعشر اليهود إن الله تعالى يبغضكم ، فثاروا إليه (١) ليقتلوه ، فأدخله جبرئيل (ع) خوخة البيت (٢) الداخل لها روزنة في سفقها فرفعه جبرئيل إلى السماء ، فبعث يهودا رأس اليهود رجلا من أصحابه اسمه ططيانوس (٣) ليدخل عليه الخوخة فيقتله فدخل فلم يره فأبطأ عليهم فظنوا أنه يقاتله في الخوخة ، فألقى الله عليه شبه عيسى (ع) ، فلما خرج على أصحابه قتلوه وصلبوه ، وقيل : ألقي عليه شبه وجه عيسى ولم يلق عليه شبه جسده ، فقال بعض القوم : إن الوجه وجه عيسى والجسد جسد ططيانوس ، وقال بعضهم : إن كان هذا ططيانوس فأين عيسى؟ وإن كان هذا عيسى فأين ططيانوس؟ فاشتبه الامر عليهم ، وقال وهب بن منبه : أتى عيسى (ع) ومعه سبعة عشر من الحواريين (٤) في بيت ، فأحاطوا بهم فلما دخلوا عليهم صيرهم الله

__________________

(١) في المطبوع « فشاروا إليه » وهو وهم. وفي المصدر : فساروا إليه.

(٢) في المصدر : في خوخة البيت.

(٣) في المصدر : طيطانوس ، وكذا فيما يأتي بعده. وفي الكامل : نطليانوس.

(٤) في المصدر : ومعه سبعة من الحواريين.

٣٤٠