بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٢٨
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فروخ ، عن داود بن أبي الفرات ، عن علباء بن أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : خط رسول الله (ص) أربع خطط في الارض. وقال : أتدرون ماهذا؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، فقال رسول الله : أفضل نساء الجنة أربع : خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون. (١)

١٠ ـ ل : سليمان بن أحمد بن أيوب اللحمي ، (٢) عن علي بن عبدالعزيز ، عن حجاج بن المنهال ، عن داود بن أبي الفرات ، عن علباء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال خط رسول الله (ص) أربع خطوط ، ثم قال : خير نساء الجنة مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون. (٣)

١١ ـ ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : إن الله عزوجل اختار من النساء أربعا : مريم ، وآسية ، وخديجة ، وفاطمة. الخبر. (٤)

١٢ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن أحمد ، عن أبان ابن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : إن المغيرة يزعم أن الحائض تقضي الصلاة كما تقضي الصوم ، فقال : ماله لا وفقه الله؟ إن امرأة عمران قالت : « رب إني نذرت لك مافي بطني محررا » والمحرر للمسجد لا يخرج منه أبدا ، فلما

__________________

٢١٤ وتوفى سنة ٣١٧. وشيبان بن فروخ هو شيبان بن فروخ أبي شيبة الحبطي الابلي ابومحمد المتوفى في سنة ٢٣٥ أو ٢٣٦ وله بضع وتسعون سنة. وداود بن أبي الفرات هو داود بن بكر بن أبي الفرات الاشجعي المدني. وعلباء بالكسر فالسكون هو ابن أحمر اليشكري البصري كان من القراء.

(١) الخصال ١ : ٩٦ و ١ : ١٦٤ من الطبعة الجديدة.

(٢) هكذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر : اللخمي بالخاء ، وهو بفتح اللام وسكون الخاء نسبة إلى لخم وهو مالك بن عدي ، ولخم وجذام قبيلتان من اليمن ، والرجل هو سليمان بن احمد بن أيوب اللخمي ابوالقاسم الطبراني الحافظ ، عاش مائة سنة ، وسمع وهو ابن ثلاث عشرة سنة وبقى إلى سنة ستين وثلاث مائة.

(٣) الخصال ١ : ٩٦.

(٤) الخصال ١ : ١٠٧.

٢٠١

وضعت مريم قالت : « رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالانثى » فلما وضعتها أدخلتها المسجد ، فلما بلغت مبلغ النساء أخرجت من المسجد ، أنى كانت تجد أياما تقضيها و هي عليها أن تكون الدهر في المسجد؟. (١)

شى : عن إسماعيل بن عبدالرحمن الجعفي مثله. (٢)

١٣ ـ كا : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي مثله. وفيه : فلما وضعتها أدخلتها المسجد ، فساهمت عليها الانبياء ، فأصابت القرعة زكريا عليه‌السلام فكفلها زكريا عليه‌السلام فلم تخرج من المسجد حتى بلغت ، فلما بلغت ماتبلغ النساء خرجت. فهل كانت تقدر على أن تقضي تلك الايام التي خرجت وهي عليها أن تكون الدهر في المسجد؟ (٣)

أقول : سيأتي شرحه في كتاب الصلاة إن شاء الله.

١٤ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر (ع) ، عن عمران أكان نبيا؟ فقال : نعم كان نبيا مرسلا إلى قومه ، وكانت حنة امرأة عمران وحنانة امرأة زكريا أختين ، فولد لعمران من حنة مريم ، وولد لزكريا من حنانة يحيى عليه‌السلام وولدت مريم عيسى عليه‌السلام وكان عيسى عليه‌السلام ابن بنت خالته ، وكان يحيى (ع) ابن خالة مريم ، وخالة الام بمنزلة الخالة. (٤)

بيان : أي فلذا كان يقال : إن يحيى ابن خالة عيسى.

ثم اعلم أن هذا مخالف لما مر ، وسيأتي أن مريم كانت أخت أم يحيى ، ولعل أحدهما محمول على التقية ، ويمكن حمل الاخت الوارد في تلك الاخبار على المجاز أيضا ، ويمكن إرجاع ضمير أختها في خبر إسماعيل الآتي إلى أم مريم.

__________________

(١) علل الشرائع : ١٩٣.

(٢) تفسير العياشي مخطوط ، واخرجه البحراني أيضا في البرهان ١ : ٢٨٢.

(٣) فروع الكافي ١ : ٣٠.

(٤) قصص الانبياء مخطوط.

٢٠٢

١٥ ـ ص : بهذا الاسناد ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله تعالى جل جلاله أوحى إلى عمران إني واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الاكمه والابرص ، ويحيي الموتى بإذن الله ، وإني جاعله رسولا إلى بني إسرائيل ، قال : فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهي أم مريم ، فلما حملت كان حملها عند نفسها غلاما ، فقالت : « رب إني نذرت لك مافي بطني محررا » فوضعت أنثى فقالت : « وليس الذكر كالانثى » إن البنت لاتكون رسولا ، فلما أن وهب الله لمريم عيسى بعد ذلك كان هو الذي بشر الله به عمران. (١)

كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي بصير مثله.

١٦ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده عن ابن أورمة ، عن محمد بن أبي صالح عن الحسن بن محمد بن أبي طلحة قال : قلت للرضا عليه‌السلام أيأتي الرسل عن الله بشئ ثم تأتي بخلافه؟ قال : نعم إن شئت حدثتك ، وإن شئت أتيتك به من كتاب الله تعالى جلت عظمته : « ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم » الآية ، فما دخلوها ودخل أبناء أبنائهم ، وقال عمران : إن الله وعدني أن يهب لي غلاما نبيا في سنتي هذه وشهري هذا ، ثم غاب وولدت امرأته مريم وكفلها زكريا ، فقالت طائفة : صدق نبي الله ، وقالت الآخرون : كذب ، فلما ولدت مريم عيسى عليه‌السلام قالت الطائفة التي أقامت على صدق عمران : هذا الذي وعدنا الله. (٢)

١٧ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد رفعه قال : قال الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : « ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها » قال : أحصنت فرجها قبل أن تلد عيسى خمسمائة عام ، قال : فأول من سوهم عليه مريم ابنة عمران ، نذرت أمها ما في بطنها محررا للكنيسة ، فوضعتها أنثى فشبت فكانت تخدم العباد تناولهم حتى بلغت ، وأمر زكريا عليه‌السلام أن يتخذ لها حجابا دون العباد ، فكان زكريا عليه‌السلام يدخل عليها

__________________

(١ و ٢) قصص الانبياء مخطوط ، والحديث الثاني مجهول بمحمد بن ابي صالح والحسن بن محمد بن ابي طلحة ، ومتنه من البداء الذي تقدم ذكره ومعناه ودفع الاشكال عنه في باب البداء.

٢٠٣

فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف ، وثمرة الصيف في الشتاء ، قال : « يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله » تعالى ، وقال : عاشت مريم بعد عمران خمسمائة سنة. (١)

بيان : لايخفى ما في هذا الخبر من الشذوذ والغرابة والمخالفة لسائر الاخبار و الآثار. (٢)

١٨ ـ شى : أبوخالد القماط ، عن إسماعيل الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن امرأة عمران لما نذرت مافي بطنها محررا قال : والمحرر للمسجد إذا وضعته دخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا ، فلما ولدت مريم قالت : « رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم » فساهم عليها النبيون فأصاب القرعة زكريا وهو زوج أختها ، وكفلها وأدخلها المسجد ، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء وكانت تصلي فتضئ المحراب لنورها ، فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء ، فقال : « أنى لك هذا قالت هو من عند الله » فهنالك دعا زكريا ربه قال : إني خفت الموالي من ورائي ، إلى ماذكر الله من قصة زكريا ويحيى. (٣)

١٩ ـ شى : حفص بن البختري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله : « إني نذرت لك ما في بطني محررا » المحرر يكون في الكنيسة ولا يخرج منها « فلما وضعتها أنثى قالت رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالانثى » (٤) إن الانثى تحيض فتخرج من المسجد ، والمحرر لايخرج من المسجد. (٥)

٢٠ ـ شى : في رواية حريز ، عن أحدهما (ع) قال : « نذرت مافي بطنها » للكنيسة

__________________

(١) قصص الانبياء مخطوط.

(٢) مع انه مرسل ومرفوع.

(٣) تفسير العياشي مخطوط ، وأخرجه البحراني أيضا في البرهان ١ : ٢٨٢.

(٤) في نسخة من البرهان : والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى.

(٥) تفسير العياشي مخطوط.

٢٠٤

أن تخدم العباد ، وليس الذكر كالانثى في الخدمة ، قال : فشبت وكانت تخدمهم وتناولهم حتى بلغت ، فأمر زكريا عليه‌السلام أن يتخذ لها حجابا دون العباد ، فكان يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء ، فهنالك دعا وسأل ربه زكريا فوهب له يحيى. (١)

٢١ ـ شى : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : أوحى الله إلى عمران إني واهب لك ذكرا مباركا ، يبرئ الاكمه والابرص ، ويحيي الموتى بإذن الله ورسولا إلى بني إسرائيل ، فأخبر بذلك امرأته حنة فحملت فوضعت مريم ، فقالت : « رب إني وضعتها أنثى » والانثى لاتكون رسولا ، وقال لها عمران : إنه ذكر يكون نبيا ، فلما رأت ذلك قالت ماقالت ، فقال الله وقوله الحق : « والله أعلم بما وضعت » فقال أبوجعفر عليه‌السلام : فكان ذلك عيسى بن مريم عليه‌السلام ، فإن قلنا لكم : إن الامر يكون في أحدنا فكان في ابنه وابن ابنه أو ابن ابن ابنه فقد كان فيه فلا تنكروا ذلك. (٢)

أقول : سيأتي بعض أخبارها في أبواب أحوال فاطمة عليها‌السلام.

٢٢ ـ لى : بإسناده عن ابن عباس في حديث طويل (٣) رواه عن النبي (ص) أنه قال في فاطمة عليها‌السلام وما يصيبها من الظلم بعده : ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول : يافاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ، يافاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ، ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض فيبعث الله إليها مريم بنت عمران تمرضها (٤) وتؤنسها في علتها. إلى آخر الخبر. (٥)

__________________

(١) تفسير العياشي مخطوط ، وفي البرهان : وسأل ربه زكريا أن يهب له ذكرا فوهب له يحيى.

(٢) تفسير العياشي مخطوط واخرجه البحراني وما تقدم في البرهان ١ : ٢٨٢.

(٣) في فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، ولم يذكر المصنف إسناد الحديث اختصارا ويذكره في محله وهو هكذا : علي بن أحمد بن موسى الدقاق رحمه الله قال : حدثنا محمد ابن ابي عبدالله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن ابي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس.

(٤) مرضه : داواه واعتنى به في مرضه.

(٥) امالي الصدوق : ٦٩ و ٧٠.

٢٠٥

٢٣ ـ ع : بإسناده (١) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إنما سميت فاطمة محدثة لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ، يافاطمة اقنتي لربك واسجدي و اركعي مع الراكعين ، فتحدثهم ويحدثونها ، فقالت لهم ذات ليلة : أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا : إن مريم كانت سيدة نساء عالمها ، وإن الله عز وجل جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها وسيدة نساء الاولين والآخرين. (٢)

( باب ١٧ )

* ( ولادة عيسى عليه السلام ) *

الايات ، آل عمران « ٣ » إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ٥٩.

مريم « ١٩ » واذكر في الكتاب مريم ( إذ )؟ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا * قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا * قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا * فحملته فانتبذت به مكانا قصيا * فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا * فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا * وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي و قري عينا * فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا * فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئا فريا * يا أخت هارون ما كان

__________________

(١) لم يذكر المصنف الاسناد اختصارا فهو هكذا : حدثنا محمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي العسكري ، عن محمد بن زكريا الجرهري قال : حدثنا شعيب بن واقد قال : حدثني إسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسى بن زيد بن علي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام.

(٢) علل الشرائع : ٧٢.

٢٠٦

أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا * قال إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا أينما كنت و أوصاني بالصلوة والزكوة مادمت حيا * وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * و السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا * ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون * ماكان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ١٦ـ ٣٥.

الانبياء « ٢١ » والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ٩١.

التحريم « ٦٦ » ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا و صدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ١٢.

١ ـ فس : « ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها » قال : لم ينظر إليها « فنفخنا فيه من روحنا » أي روح الله مخلوقة (١) « وكانت من القانتين » أي من الداعين. (٢)

٢ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن محمد بن إسماعيل ، (٣) عن محمد بن عمرو الزيات ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لم يولد لستة أشهر إلا عيسى بن مريم ، والحسين ابن علي عليهما‌السلام. (٤)

٣ ـ ع : أحمد بن الحسن ، عن أحمد بن يحيى ، عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، عن تميم بن بهلول ، عن علي بن حسان ، عن عبدالرحمن بن المثنى الهاشمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لم يعش مولود قط لستة أشهر غير الحسين وعيسى بن مريم (ع). (٥)

__________________

(١) في المصدر : أي روح مخلوقة.

(٢) تفسير القمي : ٦٨٨.

(٣) في المصدر : علي بن اسماعيل ، وهو الصحيح والظاهر انه علي بن اسماعيل السندي بقرينة روايته عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات كما يظهر من جامع الرواة.

(٤) اصول الكافي ١ : ٤٦٤ و ٤٦٥.

(٥) علل الشرائع : ٧٩.

٢٠٧

٤ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث طويل في صفة المعراج وساق الحديث إلى أن قال : ثم قال لي جبرئيل : انزل فصل ، فنزلت وصليت ، فقال لي : تدري أين صليت؟ فقلت : لا ، فقال : صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى تكليما ، ثم ركبت فمضينا (١) ماشاء الله ، ثم قال لي : انزل فصل ، فنزلت وصليت ، فقال لي : أتدري أين صليت؟ فقلت : لا ، فقال : صليت في بيت لحم (٢) و بيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسى بن مريم عليه‌السلام الخبر. (٣)

٥ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمد جميعا ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث قال : رأيت أبا عبدالله عليه‌السلام يتخلل بساتين الكوفة فانتهى إلى نخلة فتوضأ عندها ثم ركع وسجد ، فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة ، ثم استند إلى النخلة فدعا بدعوات ثم قال : يا حفص إنها والله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم : « وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ». (٤)

٦ ـ فس : « واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا » قال : خرجت إلى النخلة اليابسة « فاتخذت من دونهم حجابا » قال : في محرابها « فأرسلنا إليها روحنا » يعني جبرئيل عليه‌السلام « فتمثل لها بشرا سويا * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا » (٥) فقال لها جبرئيل : « إنما أنا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا » فأنكرت ذلك لانه لم يكن في العادة أن تحمل المرأة من غير فحل ، فقالت : « أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا » ولم يعلم جبرئيل أيضا كيفية القدرة فقال لها : « كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا » قال : فنفخ في جيبها فحملت بعيسى (ع) بالليل فوضعته بالغداة ، وكان حملها تسع ساعات (٦)

__________________

(١) في نسخة : فمضيت.

(٢) في نسخة : صليت ببيت لحم.

(٣) تفسير القمي : ٣٦٨.

(٤) روضة الكافي : ١٤٣ ١٤٤.

(٥) في المصدر : يعني ان كنت ممن يتقى الله.

(٦) هذا ينافي ما تقدم من أنه لم يولد لستة أشهر إلا عيسى بن مريم ، ولم يسند القمي ذلك إلى حديث.

٢٠٨

جعل الله الشهور لها ساعات ، ثم ناداها جبرئيل : « وهزي إليك بجذع النخلة » أي هزي النخلة اليابسة ، فهزت وكان ذلك اليوم سوقا فاستقبلها الحاكة وكانت الحياكة أنبل صناعة في ذلك الزمان ، فأقبلوا على بغال شهب ، فقالت لهم مريم : أين النخلة اليابسة؟ فاستهزؤوا بها وزجروها ، فقالت لهم : جعل الله كسبكم نزرا ، (١) وجعلكم في الناس عارا ، ثم استقبلها قوم من التجار فدلوها على النخلة اليابسة فقالت لهم : جعل الله البركة في كسبكم ، و أحوج الناس إليكم ، فلما بلغت النخلة أخذها المخاض فوضعت بعيسى ، فلما نظرت إليه قالت : « ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا » ماذا أقول لخالي؟ وماذا أقول لبني إسرائيل؟ فناداها عيسى من تحتها : « ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا » أي نهرا « وهزي إليك بجذع النخلة « أي حركي النخلة » تساقط عليك رطبا جنيا » أي طيبا ، وكانت النخلة قد يبست منذ دهر طويل فمدت يدها إلى النخلة فأورقت وأثمرت وسقط عليها الرطب الطري وطابت نفسها ، فقال لها عيسى : قمطيني وسويني ثم افعلي كذا وكذا ، فقمطته وسوته ، وقال لها عيسى : « فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما » وصمتا كذا نزلت « فلن أكلم اليوم إنسيا » ففقدوها في المحراب فخرجوا في طلبها ، وخرج خالها زكريا عليه‌السلام فأقبلت وهو في صدرها وأقبلن مؤمنات بني إسرائيل يبزقن في وجهها ، فلم تكلمهن حتى دخلت في محرابها ، فجاء إليها بنو إسرائيل وزكريا فقالوا لها : « يامريم لقد جئت شيئا فريا * ) يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا » ومعنى قولهم : يا أخت هارون أن هارون كان رجلا فاسقا زانيا فشبهوها به ، (٣) من أين هذا البلاء الذي جئت به والعار الذي ألزمته بني إسرائيل؟ فأشارت إلى عيسى في المهد فقالوا لها : « كيف نكلم من كان في المهد صبيا » فأنطق الله عيسى عليه‌السلام فقال : « إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلوة والزكوة مادمت حيا * وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا

__________________

(١) النزر : القليل أي جعل الله ربحه قليلا.

(٢) في المصدر : أي عظيما من المناهى.

(٣) راجع ماسيأتي عن الطبرسي في ذلك.

٢٠٩

شقيا * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا * ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون » أي يتخاصمون ، فقال الصادق عليه‌السلام في قوله : « وأوصاني بالصلوة والزكوة » قال : زكاة الرؤوس ، لان كل الناس ليست لهم أموال ، وإنما الفطرة (١) على الغني والفقير والصغير والكبير.

حدثني محمد بن جعفر قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن يحيى بن المبارك ، عن عبدالله بن جبلة ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « وجعلني مباركا أينما كنت » قال : نفاعا. (٢)

أقول : في بعض النسخ بعد قوله : « في المهد صبيا » زيادة وهي قوله : فنطق عيسى عليه‌السلام بإذن الله بلسان فصيح ، وقال : « إني عبدالله آتاني الكتاب » أي قدر لي أن أكون صاحب شرع له « وجعلني نبيا » إلى قوله : « ويوم أبعث حيا » قيل : لايكون على الانسان شئ أشد من هذه المواطن الثلاثة : عند الولادة وقد فارق رفاهية اعتدال الحرارة الغريزية ، وصدم أهوال الدنيا ، ولمس الايدي له ، وهو موجب لصراخه ، وعند الممات وما يجده من سكرات الموت ، وفراق الاحبة والمسكن ، ومجاورة الاموات الذين لا يتعارفون ولا يتزاورون ، وعند الحشر وما يكون من أهوال يوم القيامة ، فأخبر عيسى عليه‌السلام أن الله تعالى قد سلمه وآمنه من الآلام والاهوال في هذه الاحوال الثلاث.

٧ ـ ما : المفيد ، عن علي بن بلال ، عن إسماعيل بن علي بن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن عيسى بن حميد الطائي ، عن أبيه حميد بن قيس ، (٣) عن علي بن الحسين (ع) قال

__________________

(١) في نسخة : وانها الفطرة.

(٢) تفسير القمي : ٤٠٩ ٤١١.

(٣) في المصدر : عن أبيه حميد بن قيس قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا جعفر بن علي بن الحسين يقول : إن امير المؤمنين عليه السلام إه.

٢١٠

إن أمير المؤمنين (ع) لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء ، (١) فقال للناس : إنها الزوراء فسيروا وجنبوا عنها ، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة ، فلما أتى يمنة (٢) السواد إذا هو براهب في صومعة له ، فقال له الراهب : لا تنزل هذه الارض بجيشك قال : ولم؟ قال : لانها لاينزلها إلا نبي أو وصي نبي يقاتل (٣) في سبيل الله عزوجل هكذا نجد في كتبنا ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنا وصي سيد الانبياء ، وسيد الاوصياء فقال له الراهب : فأنت إذن أصلع قريش ، ووصي محمد ، فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنا ذلك ، فنزل الراهب إليه فقال : خذ علي شرائع الاسلام ، إني وجدت في الانجيل نعتك وأنك تنزل أرض براثا (٤) بيت مريم وأرض عيسى (ع) ، (٥) فأتى أمير المؤمنين (ع) موضعا

__________________

(١) قال ياقوت في المعجم : زوراء : دجلة بغداد ، وارض بذي خيم ، وحكى عن الازهري أن مدينة الزوراء ببغداد في الجانب الشرقي ، وعن غيره أنها مدينة ابي جعفر المنصور وهي في الجانب الغربي. ودار بناها النعمان بن منذر بالحيرة.

وقال : زوراء : فلج ، وفلج مابين الرحيل إلى المجازة وهي أول الدهناء. قلت : الظاهر أن المراد ههنا هو بغداد.

(٢) في المصدر : فلما أتى موضعا من أرضها قال : ما هذه الارض؟ قيل : أرض بحرا ، فقال : ارض سباخ جنبوا ويمنوا ، فلما أتى يمنة السواد وإذا هو براهب في صومعة له ، فقال له : ياراهب انزل ههنا ، فقال له الراهب : لاتنزل اه.

(٣) في المصدر : بجيشه يقاتل.

(٤) قال ياقوت : براثا محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول ، و كان لها جامع مفرد تصلى فيه الشيعة وقد خرب عن آخره ، وكذلك المحلة لم يبق لها أثر ، فاما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستعملت في الابنية ، وفي سنة ٣٢٩ فرغ من جامع براثا واقيمت فيه الخطبة ، وكان قبل مسجدا يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبون الصحابة فكبسه الراضي بالله وأخذ من وجده فيه وحبسهم وهدمه حتى سوى به الارض ، وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أمير الامراء ببغداد فأمر باعادة بنائه وتوسيعه واحكامه ، وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليا عليه‌السلام مر بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور ، وذكر أنه دخل حماما كان في هذه القرية ، وقيل : بل الحمام كان بالعتيقة محلة ببغداد خربت أيضا.

(٥) في المصدر ههنا زيادة وهي هذه : فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قف ولا تخبرنا بشئ. ثم أتى موضعا فقال : الكزوا هذه فألكزه برجله عليه‌السلام إه. قلت : لكزه : ضربه.

٢١١

فلكزه برجله فانبجست عين خرارة ، (١) فقال : هذه عين مريم التي أنبعت لها ، (٢) ثم قال : اكشفوا ههنا على سبعة عشر ذراعا ، فكشف فإذا بصخرة بيضاء ، فقال (ع) : على هذه وضعت مريم عيسى (ع) من عاتقها وصلت ههنا ، (٣) ثم قال : أرض براثا هذه بيت مريم عليها‌السلام. (٤)

٨ ـ يب : محمد بن أحمد بن داود ، عن محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن سعد بن عمرو الزهري ، عن بكر بن سالم ، عن أبيه ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين (ع) في قوله تعالى : « فحملته فانتبذت به مكانا قصيا » قال : خرجت من دمشق حتى أتت كربلاء فوضعته في موضع قبر الحسين عليه‌السلام ثم رجعت من ليلتها. (٥)

٩ ـ ع : بالاسناد إلى وهب قال : لما أجاء (٦) المخاض مريم عليها‌السلام إلى جذع النخلة اشتد عليها البرد ، فعمد يوسف النجار إلى حطب فجعله حولها كالحظيرة ، ثم أشعل (٧) فيه النار فأصابتها سخونة الوقود من كل ناحية حتى دفئت ، وكسر لها سبع جوزات وجدهن في خرجه فأطعمها ، فمن أجل ذلك توقد النصارى النار في ليلة الميلاد ، وتلعب بالجوز. (٨)

__________________

(١) من خر الماء : أسمع صوته فهو خرار.

(٢) في المصدر : انبعقت لها. قلت : بعق البئر : حفرها.

(٣) في المصدر ههنا زيادة وهي هذه : فنصب أمير المؤمنين عليه‌السلام الصخرة وصلى اليها وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة ، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة ، ثم قال : أرض براثا هذا بيت مريم عليها‌السلام ، هذا الموضع المقدس صلى فيه الانبياء ، قال أبوجعفر محمد بن علي عليه‌السلام : ولقد وجدنا انه صلى فيه ابراهيم قبل عيسى عليه‌السلام انتهى. قلت : قوله : على دعوة اي على قرب.

(٤) امالي الطوسي : ١٢٤ ١٢٥. قلت : حديث الراهب والصخرة مما روته الخاصة والعامة ، وذكره اهل السير ونظمه الشعراء واورد الحميري في قصيدته البائية المذهبة :

ولقد سرى فيما يسير بليلة * بعد العشاء بكربلا في موقف

وسيأتي تفصيل القضية في محلة ، وتقدم الايعاز اليها في ج ١٠ : ٦٧ ٦٨.

(٥) التهذيب ٢ : ٢٦.

(٦) في المصدر : لما الجأ.

(٧) في المصدر : اشتعل.

(٨) علل الشرائع ، ٣٨ والحديث كما ترى من مرويات العامة.

٢١٢

١٠ ـ ك : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق عليه‌السلام قال : لما ولد المسيح أخفى الله ولادته وغيب شخصه ، لان مريم لما حملته انتبذت به مكانا قصيا ، ثم إن زكريا وخالتها أقبلا يقصان أثرها حتى هجما عليها وقد وضعت ما في بطنها وهي تقول : « ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا » فأطلق الله تعالى ذكره لسانه بعذرها وإظهار حجتها ، فلما ظهر اشتدت البلوى والطلب على بني إسرائيل ، وأكب الجبابرة والطواغيت عليهم ، حتى كان من أمر المسيح عليه‌السلام ماقد أخبر الله به ، واستتر شمعون بن حمون والشيعة حتى أفضى بهم الاستتار إلى جزيرة من جزائر البحر فأقاموا بها ففجر لهم (١) فيها العيون العذبة ، وأخرج لهم من كل الثمرات ، وجعل لهم فيها الماشية ، (٢) وبعث إليهم سمكة تدعى القمد لا لحم لها ولا عظم ، وإنما هي جلد ودم ، فخرجت من البحر فأوحى الله عزوجل إلى النحر أن يركبها فركبها فأتت النحل إلى تلك الجزيرة ونهض النحل وتعلق بالشجر فغرس (٣) وبنى وكثر العسل ، ولم يكونوا يفقدون شيئا من أخبار المسيح. (٤)

أقول : تمامه في قصة طالوت.

١١ ـ كا : أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا ، عن محمد بن علي ، عن الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم ، عن أبي الحسن موسى (ع) في حديث طويل قال : أما أم مريم فاسمها مرتا (٥) وهي وهيبة بالعربية ، وأما اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال وهو اليوم الذي هبط فيه الروح الامين ، وليس للمسلمين عيد كان

__________________

(١) في المصدر : ففجر الله لهم.

(٢) في المصدر : وأخرج لهم فيها الماشية.

(٣) في المصدر : فعرش. أي بنى عريشا.

(٤) اكمال الدين : ٩١ و ٩٥.

(٥) في المصدر : مرثا بالثاء المثلثة ، قال المصنف في مرآت العقول : مرثا في بعض النسخ بالمثلثة وفي بعضها بالمثناة. وهيبة بمعنى موهوبة ويحتمل التصغير. وفي خبر عن ابي عبدالله عليه السلام أن اسمها كان حنة كما في القاموس ، ويحتمل أن يكون احدهما اسما والاخر لقبا ، او يكون احدهما موافقا للمشهور بين أهل الكتاب.

٢١٣

أولى منه ، وأما اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلاثاء لاربع ساعات ونصف من النهار ، والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى هو الفرات ، فحجبت لسانها (١) ونادى قيدوس ولده وأشياعه فأعانوه وأخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم ، فقالوا لها ماقص الله في كتابه. (٢)

١٢ ـ يب : بإسناده ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة ، عن البزنطي عن أبان بن عثمان ، عن كثير النواء ، عن أبي جعفر (ع) قال : يوم عاشوراء هو اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم عليه‌السلام. (٣)

١٣ ـ يه : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى وابن هاشم ، عن الوشاء ، عن الرضا (ع) قال : ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم عليه‌السلام وولد فيها عيسى بن مريم عليه‌السلام ، الخبر. (٤)

__________________

(١) في المصدر : والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى هل تعرفه؟ قال : لا ، قال : هو الفرات وعليه شجر النخل والكرم ، وليس يساوى بالفرات شئ للكروم والنخيل ، واما اليوم الذي حجبت فيه لسانها ونادى قيدوس ولده وأشياعه فأعانوه واخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم فقالوا لها ما قص الله عليك في كتابه وعلينا في كتابه فهل فهمته؟ قال : نعم إه قلت : المخاطب هو نصراني ورد عليه فارشده إلى الاسلام. قال المصنف في مرآت العقول : وكون ولادة عيسى عليه‌السلام بالكوفة على شاطئ الفرات مما وردت فيه اخبار كثيرة ، وربما يستبعد ذلك بانه تواتر عند اهل الكتاب بل عندنا أيضا أن مريم كانت في بيت المقدس ، وكانت محررا لخدمته ، وخرجت إلى بيت خالتها أو اختها زوجة زكريا فكيف انتقلت إلى الكوفة والى الفرات مع هذه المسافة البعيدة في هذه المدة القليلة؟ والجواب أن تلك الامور إنما تستبعد بالنسبة إلينا ، وأما بالنسبة اليها وأمثالها فلا استبعاد فيمكن أن يكون الله تعالى سيرها في ساعة واحدة آلاف فراسخ بطي الارض ، ويؤيده قوله تعالى « فانتبذت به مكانا قصيا » أي تنحت بالحمل إلى مكان بعيد ، هذا على فرض كون مدة حملها ساعات قليلة ، وإلا على فرض كونها تسعة أشهر أو ثمانية أشهر فيمكن أن يكون ذهابها إلى الكوفة بغير طي الارض أيضا ، والمشهور بينهم أن ولادته كانت في بيت لخم بقرب بيت المقدس.

قلت : بيت لخم بالمهملة والمعجمة كلاهما صحيح وان كان الاول أشهر.

(٢) اصول الكافي ١ : ٤٧٩ ٤٨٠.

(٣) التهذيب ١ : ٤٣٧.

(٤) من لايحضره الفقيه : ١٧٢. الموجود في المطبوع وروى عن الحسن بن علي الوشاء ، و لم يذكر بقية الاسناد.

٢١٤

بيان : لعل الخبر الاول الدال على كون ولادته في يوم عاشوراء محمول على التقية كما يشهد به بعض الاخبار ، (١) وكذا الاخبار المختلفة الواردة في زمان الحمل وموضع الولادة لعل بعضها محمولة على التقية لاشتهارها بين المخالفين. والله يعلم.

١٤ ـ ص : قال الباقر عليه‌السلام : إن مريم بشرت بعيسى ، فبينا هي في المحراب إذ تمثل لها الروح الامين بشرا سويا « قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا » فتفل في جيبها فحملت بعيسى فلم يلبث أن ولدت. وقال : لم يكن على وجه الارض شجرة إلا ينتفع بها ولها ثمرة ولا شوك لها حتى قالت فجرة بني آدم كلمة السوء ، فاقشعرت الارض ، وشاكت الشجر ، وأتى إبليس تلك الليلة فقيل له : قد ولد الليلة ولد لم يبق على وجه الارض صنم إلا خر لوجهه وأتى المشرق والمغرب يطلبه فوجده في بيت دير (٢) قد حفت به الملائكة ، فذهب يدنو فصاحت الملائكة : تنح ، فقال لهم : من أبوه؟ فقالت : فمثله كمثل آدم ، فقال إبليس : لاضلن به أربعة أخماس الناس. (٣)

١٥ ـ ص : الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن زياد بن سوقه ، عن الحكم بن عيينة قال : قال أبوجعفر (ع) : لما قالت العواتق الفرية وهن سبعون لمريم : « لقد جئت شيئا فريا » أنطق الله عيسى عليه‌السلام عند ذلك ، فقال لهن : ويلكن تفترين على أمي؟ أنا عبدالله ، آتاني الكتاب وأقسم بالله لاضربن كل امرأة منكن حدا بافترائكن على أمي ، قال الحكم : فقلت للباقر عليه‌السلام : أفضربهن عيسى عليه‌السلام بعد ذلك؟ قال : نعم ولله الحمد والمنة. (٤)

١٦ ـ ع : بإسناده عن وهب اليماني قال : إن يهوديا سأل النبي فقال : يامحمد أكنت في أم الكتاب نبيا قبل أن تخلق؟ قال : نعم ، قال : وهؤلاء أصحابك المؤمنون مثبتون معك قبل أن يخلقوا؟ قال : نعم ، قال : فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت

__________________

(١) مع أنه ضعيف بكثير النواء.

(٢) هكذا في النسخ.

(٣ و ٤) قصص الانبياء مخطوط.

٢١٥

من بطن أمك كما تكلم عيسى بن مريم على زعمك وقد كنت قبل ذلك نبيا؟ فقال النبي (ص) إنه ليس أمري كأمر عيسى بن مريم عليه‌السلام إن عيسى بن مريم خلقه الله عزوجل من أم ليس له أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم ، ولو أن عيسى عليه‌السلام حين خرج من بطن أمه لم ينطق بالحكمة لم يكن لامه عذر عند الناس ، وقد أتت به من غير أب ، وكانوا يأخذونها كما يأخذون به من المحصنات ، فجعل الله عزوجل منطقه عذرا لامه. (١)

١٧ ـ ص : الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن يحيى بن عبدالله قال : كنا بالحيرة فركبت مع أبي عبدالله عليه‌السلام فلما صرنا حيال قرية فرق الماصر قال : هي هي ، حين قرب من الشط و صار على شفير الفرات ، ثم نزل فصلى ركعتين ، ثم قال : أتدري أين ولد عيسى عليه‌السلام؟ قلت : لا ، قال : في هذا الموضع الذي أنا فيه جالس ، ثم قال : أتدري أين كانت النخلة؟ قلت : لا ، فمد يده خلفه فقال : في هذا المكان ، ثم قال : أتدري ما القرار وما الماء المعين؟ قلت : لا ، قال : هذا هو الفرات ، ثم قال : أتدري ما الربوة؟ قلت : لا ، فأشار بيده عن يمينه فقال : هذا هو الجبل إلى النجف ، (٢) وقال : إن مريم ظهر حملها وكانت في واد فيه خمسمائة بكر تيعبدن ، وقال : حملته تسع ساعات ، فلما ضربها الطلق خرجت من المحراب إلى بيت ديرلهم فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة فوضعته فحملته فذهبت به إلى قومها ، فلما رأوها فزعوا فاختلف فيه بنو إسرائيل فقال بعضهم : هو ابن الله ، وقال بعضهم : هو عبدالله و نبيه ، وقالت اليهود : بل هو ابن الهنة ، ويقال للنخلة التي أنزلت على مريم : العجوة.

بيان : المآصر بالمد جمع الماصر كمجلس أي المحبس ، ولعل المراد محابس الماء ، والماصر بغير مد : الحاجز بين الشيئين. والحد بين الارضين. وابن الهنة كناية عن ولد الزنا ، بأن يكون المراد بالهنة الشر والقبيح كما تطلق عليه كثيرا ، وقد يكنى به عن كل جنس ، فالمعنى ابن رجل.

١٨ ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى ابن أورمة ، عن أحمد بن خالد

__________________

(١) علل الشرائع : ٣٨.

(٢) في نسخة : أي النجف.

٢١٦

الكرخي ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن سليمان الجعفري ، (١) عن أبي الحسن (ع) قال : أتدري بما حملت مريم؟ (٢) قلت : لا ، قال : من تمر صرفان (٣) أتاها به جبرئيل (ع). (٤)

سن : أبي وبكر بن صالح ، عن سليمان الجعفري عنه عليه‌السلام مثله ، وفي آخره : نزل بها جبرئيل فأطعمها فحملت. (٥)

١٩ ـ ير : علي بن الحسين ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم ، عن سليمان بن نهيك ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين » قال : الربوة : نجف الكوفة ، والمعين : الفرات.

٢٠ ـ كا : أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا ، عن محمد بن علي ، عن الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام في مسائله التي سأل النصراني عنها فقال له أبوإبراهيم عليه‌السلام : والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى هل تعرفه؟ قال : لا ، قال : هو الفرات. الخبر. (٦)

٢١ ـ سن : أبي ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : ستة كرهها الله تعالى لي فكرهتها للائمة من ذريتي ، وعد منها الرفث في الصوم ، قال : (٧) وما الرفث في الصيام؟ قال : ما كره الله لمريم في قوله : « إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا » قال : قلت : صمتت من أي شئ؟ قال : من الكذب. (٨)

٢٢ ـ نجم : ذكر أبوجعفر بن بابويه في كتاب النبوة في باب سياقه حديث عيسى بن

__________________

(١) في نسخة : الجعفي وهو مصحف ، والرجل هو سليمان بن جعفر الجعفري.

(٢) في المحاسن : أتدري مما حملت مريم.

(٣) صرفان محركة : تمر رزين صلب المضاغ ، أو هو الصيحاني.

(٤) قصص الانبياء مخطوط.

(٥) محاسن البرقي : ٥٣٧.

(٦) اصول الكافي ١ : ٤٨٠ ، والحديث مكرر ، راجع الحديث ١١ وذيله.

(٧) في المصدر : قال : قلت.

(٨) محاسن البرقي : ١٠.

٢١٧

مريم عليه‌السلام فقال ماهذا لفظه : وقدم عليها وفد من عظماء المجوس (١) زائرين معظمين لامر ابنها ، وقالوا : إنا قوم ننظر في النجوم ، فلما ولد ابنك طلع بمولوده نجم من نجوم الملك ، فنظرنا فيه فإذا ملكه ملك نبوة لا يزول عنه ولا يفارقه حتى يرفعه إلى السماء فيجاور ربه عزوجل ما كانت الدنيا مكانها ، ثم يصير إلى ملك هو أطول وأبقى مما كان فيه ، فخرجنا من قبل المشرق حتى رفعنا إلى هذا المكان فوجدنا النجم متطلعا عليه من فوقه ، فبذلك عرفنا موضعه ، وقد أهدينا له هدية جعلناها له قربانا لم يقرب مثله لاحد قط ، وذلك أنا وجدنا هذا القربان يشبه أمره ، وهو الذهب والمر واللبان (٢) لان الذهب سيد المتاع كله ، وكذلك ابنك هو سيد الناس ما كان حيا ، ولان المر جبار الجراحات وكذلك ابنك يبرئ الله به الجراحات والامراض والجنون والعاهات كلها ، ولان اللبان يبلغ دخانه السماء ولن يبلغها دخان شئ غيره (٣) وكذلك ابنك يرفعه الله عزوجل إلى السماء وليس يرفع من أهل زمانه غيره. (٤)

٢٣ ـ ع : الدقاق ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله (ع) : لم خلق الله عيسى من غير أب وخلق سائر الناس من الآباء والامهات؟ فقال : ليعلم الناس تمام قدرته وكمالها ، ويعلموا أنه قادر على أن يخلق خلقا من أنثى من غير ذكر ، كما هو قادر على أن يخلقه من غير ذكر ولا أنثى ، وإنه عزوجل فعل ذلك ليعلم أنه على كل شئ قدير. (٥)

٢٤ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن الاحول قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الروح التي في آدم قوله : « فإذا سويته ونفخت فيه من روحي » قال : هذه روح مخلوقة ، والروح التي في عيسى مخلوقة. (٦)

__________________

(١) في المصدر : من علماء المجوس.

(٢) المر : صمغ وقيل : دواء كالصبر. واللبان بالضم : الكندر

(٣) في المصدر : دخان غيره.

(٤) فرج المهموم : ٢٨.

(٥) علل الشرائع : ١٧.

(٦) اصول الكافي ١ : ١٣٣.

٢١٨

٢٥ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن ثعلبة ابن ميمون ، عن حمران قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : « وروح منه » قال : هي روح الله مخلوقة خلقها في آدم وعيسى عليهما‌السلام. (١)

أقول : قد مضت الاخبار في تفسير الروح في كتاب التوحيد ، (٢) وستأتي في كتاب الامامة إن شاء الله تعالى.

٢٦ ـ لى : أبي ، عن ابن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن نوح بن شعيب ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن علقمة ، (٣) عن الصادق (ع) أنه قال في حديث طويل : ألم ينسبوا مريم بنت عمران إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف؟! الخبر. (٤)

٢٧ ـ وبإسناده عن علي (ع) قال : دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا علي إن فيك شبها من عيسى بن مريم عليه‌السلام : أحبته النصارى حتى أنزلوه بمنزلة ليس بها ، و أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه. (٥)

٢٨ ـ كا : حميد بن زياد ، عن أبي العباس عبيد الله بن أحمد الدهقان ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن محمد بن زياد بياع السابري ، عن أبان ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن مريم حملت بعيسى عليه‌السلام تسع ساعات ، كل ساعة شهرا. (٦)

٢٩ ـ كا : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جراح المدائني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن

__________________

(١) اصول الكافي ١ : ١٣٣.

(٢) راجع ج ٤ : ١١ ١٥.

(٣) في المصدر : صالح ، عن علقمة.

(٤) امالي الصدوق : ٦٣ و ٦٤.

(٥) نسبوه إلى الربوبية والالوهية وعبدوه! واخرى نسبوه إلى العصيان وعادوه وسبوه ، قال الصادق عليه‌السلام في الرواية المتقدمة : ياعلقمه ما اعجب اقاويل الناس في علي عليه‌السلام! كم بين من يقول انه رب معبود ، وبين من يقول انه عبد عاص للمعبود! ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية.

(٦) روضة الكافي : ٣٣٢. قوله : ( شهرا ) أي كل ساعة له كان بمنزلة شهر من غيره.

٢١٩

الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ، ثم قال : قالت مريم : « إني نذرت للرحمن صوما » أي صمتا. (١)

٣٠ ـ كا : علي بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن الوشاء ، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير ، عنه عليه‌السلام مثله. (٢)

٣١ ـ كا : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : كانت نخلة مريم عليها‌السلام العجوة ، ونزلت في كانون. (٣)

٣٢ ـ فض ، ضه : عن مجاهد ، عن أبي عمرو وأبي سعيد الخدري في حديث طويل في ولادة علي (ع) عن النبي (ص) إنه قال : هذا عيسى بن مريم عليه‌السلام قال الله عزوجل فيه : « فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا » إلى قوله. « إنسيا » فكلم أمه وقت مولده وقال حين أشارت إليه فقالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا : « إني عبدالله آتاني الكتاب » إلى آخر الآية ، فتكلم عليه‌السلام في وقت ولادته فأعطي الكتاب والنبوة ، وأوصى بالصلاة والزكاة في ثلاثة أيام من مولده ، وكلمهم في اليوم الثاني من مولده. (٤)

* تذنيب : قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى : (٥) « إذ قالت الملائكة » : قال ابن عباس : يريد جبرئيل « يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه » ففيه قولان : أحدهما أنه المسيح سماه كلمة ، عن ابن عباس وقتادة وجماعة من المفسرين ، وإنما سمي بذلك لانه كان بكلمة من الله من غير والد وهو قوله : « كن فيكون » يدل عليه قوله تعالى :

__________________

(١) فروع الكافي ١ : ١٨٧ ، فيه : أي صوما صمتا.

(٢) فروع الكافي ١ : ١٨٧.

(٣) فروع الكافي ٢ : ١٧٧.

(٤) روضة الواعظين : ٧٢ و ٧٣ الروضة ١٣٤ و ١٣٥ ، راجع الاخير.

* روى الثعلبي عن مجاهد قال : قالت مريم عليها‌السلام : كنت اذا خلوت انا وعيسى حدثني وحدثته ، فاذا شغلني عنه انسان سبح في بطني وانا اسمع. منه رحمه الله.

(٥) هكذا في النسخ ، والترتيب يقتضى أن يذكر ذلك إلى قوله : ( واذكر في الكتاب مريم ) في الباب السابق لان الايات المفسرة مذكورة هناك.

٢٢٠