• الفهرس
  • عدد النتائج:

ولهذا قيل ـ ونسب (١) إلى ابن عباس ـ : إن المخاطبين بقوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ (٢)) لو قالوا : نعم كفروا. فيكون التقدير حينئذ (٣) : ليس لك عليّ ، فيكون انكارا ، لا اقرارا.

وجوابه : انا لا ننازع في إطلاقها (٤) كذلك (٥) ، لكن قد استعملت في المعنى الآخر (٦) لغة كما اعترف به جماعة. والمثبت (٧) مقدم ، واشتهرت (٨) فيه (٩) عرفا ، وردّ (١٠) المحكي عن ابن عباس ، وجوّز الجواب بنعم ، وحمله (١١) في المعنى على أنه لم يكن اقرارا كافيا (١٢) ، لاحتماله (١٣). وحيث ظهر ذلك (١٤) عرفا ووافقته اللغة رجّح هذا المعنى (١٥) ، وقوي كونه (١٦) اقرارا.

______________________________________________________

(١) كما في مغني اللبيب.

(٢) سورة الأعراف ، الآية : ١٧٢.

(٣) أي حين كون (نعم) تصديقا للنفي.

(٤) أي إطلاق (نعم).

(٥) أي في كونها تصديقا للنفي.

(٦) وهو إبطال للنفي وتقرير للمنفي كلفظ (بلى).

(٧) أي والمثبت من أهل اللغة بأن لفظ (نعم) مستعمل في إبطال النفي وتقرير المنفي مقدم على النافي ، لأن المثبت قد اطلع على ورود هذا الاستعمال بخلاف النافي الذي لم يطلع.

(٨) أي (نعم).

(٩) في المعنى الآخر من كونها إبطالا للنفي وتقريرا للمنفي.

(١٠) أي وردّ المحكي عن ابن عباس بأن الاستفهام التقريري الوارد في الآية خبر موجب وليس بمنفي ، فلذا لو أجابوا بنعم لم يكفروا ، لأن (نعم) بعد الإيجاب تصديق ، وهذا ما نقله ابن هشام في المغني عن السهيلي وغيره.

(١١) أي وحمل قول ابن عباس.

(١٢) أي لم يكن إقرارا كافيا بالربوبية ، لأن لفظ (نعم) محتمل لكونها إبطالا للنفي ، ومحتمل لتصديق النفي ، واللفظ المحتمل لا يكفي في تحقق الإسلام.

(١٣) أي لاحتمال الإقرار بالربوبية.

(١٤) من كونها أبطالا للنفي وتقريرا للمنفي.

(١٥) أي معنى إبطال النفي وتقرير المنفي.

(١٦) أي كون (نعم) بعد النفي.