اعلم (١) أن النحاة وضعوا باب يسمونه باب (الإخبار بالذي (٢) أو ما يقوم مقامه) ومقصودهم من وضعه تمرين (٣) المتعلم فيما تعلمه في هذا الفن من المسائل ، وتذكيره إيّاها.

فإنهم إذا قالوا لأحد : أخبر عن الاسم الفلاني في الجملة الفلانية ب : (الذي) بعد بيانهم طريقة الإخبار به ، لابد له من تذكر كثير من مسائل (٤) النحو : وتدقيق النظر فيها حتى يعلم أن ذلك الإخبار في أيّ اسم يصح؟ وفي أي اسم يمتنع؟.

فأراد المصنف الإشارة إلى هذا الباب ، فقال :

(وإذا أخبرت) (٥) أي : إذا أردت أن تخبر عن جزء جملة (بالذي) (٦) أي : باستعانة (الذي أو التي أو الألف واللام). فإن الباء ليست صلة للإخبار ؛ لأن (الذي)(٧) مخبر عنها لا مخبر بها.

__________________

(١) لما وسط مسألة الأخبار بالذي بين مقام الأجمال والتفصيل تباعا للنحاة أراد الشارح بيان فائدة توسيطهم لها فقال : (اعلم أن ... إلخ).

(٢) تقييد الإخبارية ؛ لأنه أول ما يعرفه المتعلم من الموصولات ، أو لأنه جرى العادة بالتمرين به وإلا هو جار في كل من الموصولات. (حاشية).

(٣) التمرين التمكين والتقريب أي : التعذر أي : ألقاه في المهالك حتى الجرأة كما هو عادة الفرسان في تعليم الذي فمعنى تمرين المتعلم تعوده في الجملة بإلغاء فكره في المسائل العميقة. (شرح الشرح).

(٤) مثلا لا بد من تذكير أن الحال والتمييز يجب أن يكونا نكرتين حتى يعلم أنهما لا يخبران عنهما والمجرور بحتى وكاف لا يقعان مضمرين حتى يعلم أنهما لا يخبران عنهما وأن ضمير الشأن يجب تقديره لغرض الإبهام قبل التفسير حتى يعلم أنه لا يخبر عنه وعلى هذا فقس غيره. (وجيه الدين).

(٥) عن اسم منسوب أو منسوب إليه في جملة فعلية أو اسمية لمن علم المنسوب أو المنسوب إليه على وجه مبهم غير جهة المخبر عنه. (خبيصي).

(٦) عن شيء معلوم باعتبار الذات ومجهول باعتبار العرض أو على العكس بالنسبة إلى السامع. (عوض).

(٧) قوله : (لأن الذي) بحسب الذكر وأما ذات المخبر عنه فهو زيد في المثال المذكور وإنما اعتبر هذا الوصف بالقياس إلى زيد دون الذي مع أنه المخبر عنه بحسب الظاهر ؛ لأن شان المخبر عنه أن يكون مفروغا عنه والجملة الأولى مع أجزائها مفروغ عنها دون الموصول. (غفور).