قال (١) الأندلسي : لا يتجاوز (٢) (جاء وقعد) الموضع الذي استعملهما العرب فيه خلافا للفراء.

(تدخل) هذه الأفعال ، وما كان نحوهن (٣) (على الجملة الاسمية) المركبة من المبتدأ(٤) والخبر (لإعطاء الخبر) أي : لأجل إعطائها الخبر (حكم معناها) (٥) أي : معنى هذه الأفعال يعني : أثره المترتب عليه مثل : (صار زيد غنيا) فمعنى (صار) الانتقال وحكم معناه ، أي : أثره المترتب عليه كون الخبر منتقلا إليه ، فلما دخل على الجملة الاسمية ، أعني : (زيد غني) وأفاد معناه الذي هو الانتقال ، أعطي الخبر وهو (غني) أثر ذلك الانتقال وهو كون الغنى منتقلا إليه.

(فترفع) هذه الأفعال الجزء (الأول) لكونه فاعلا (٦) (وتنصب) الجزء (الثاني) لشبهه بالمفعول به في توقف الفعل عليه (٧) (مثل (كان زيد قائما) ف : (كان) (٨).

(تكون ناقصة) كائنة (لثبوت (٩) خبرها).

__________________

(١) ولما انفهم من كلام المفركون قعدت وجاء مستعملين ناقصا في هذين التركيبين فقط وأن المعنى ذهب إلى مذهب قال : إنه لا يتجاوز أشار إلى المذهبين فقال : (قال الاندلسي). (محرم).

(٢) قوله : (لا يتجاوز جاء وقعد) ولهذا جاء المصنف بالتركيبين اللذين هما وقعا فيها ، لكن قال المصنف في بعض تصانيفه : الحق في جاء الاطراد ، فإنه يقال : جاء البر قفيزين ، وقيل في ضبطه : مواضع استعمال قعد أن يكون الخبر كأنه هذا. (عصام).

(٣) قوله : (ما كان نحوهن) إشارة إلى عموم هذا الحكم يعني الأفعال الناقصة وكذا الأفعال التي كانت مثلها في كونها نواسخ المبتدأ والخبر من أفعال القلوب وغيرها تدخل. (عبد الله).

(٤) احترازهن المركبة من المبتدأ والفاعل نحو : أقائم زيد وما قائم زيد. (عصام).

(٥) كما يعطي الخبر حكم معناها يعطي الاسم أيضا فصار زيد غنيا يجعل الغنى مستقلا إليه ويجعل زيد منتقلا. (حاشية).

(٦) قوله : (لكونه فاعلا) أي : فاعلا اصطلاحيا بناء على أن الفعل لا بد له من فاعل لفظي ولذا لم يعد المصنف اسمها في المرفوعات على حدة. (سيالكوني).

(٧) يعنى : كما أن الفعل المتعدى لا يتم معناه بدون المفعول به لا تتم معنا هذه الأفعال بدون أخبارها. (حكيم).

(٨) قوله : (فكان) تفصيل لبيان المعاني يمتاز بها بعض هذه الأفعال عن بعض بعد ذكر القدر المشترك بينها المميز عما سواها. (سيالكوني).

(٩) ظرف مستقر منصوبة المحل صفة ناقصة أو حال من المستكن في تكون أو ناقصة كما ـ