تصديقا للإثبات المستفاد من إنكار النفي (١).

وقد اشتهر هذا في العرف.

فلو (٢) قال أحد : يا زيد أليس لي عليك ألف درهم ، وقال زيد : نعم ، يكون إقرارا ويقوم مقام (بلى) لتقرير الإثبات بعد النفي.

(وبلى) مختصة بإيجاب النفي) يعني : تنقض النفي المتقدم وتجعله إيجابا سواء كان ذلك النفي مجردا عن الاستفهام نحو : بلى ، في جواب من قال : (ما قام (٣) زيد) أي : قد قام ، أو مقرونا به.

فهي إذن لنقض النفي الذي بعد ذلك (٤) الاستفهام ، كقوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) [الأعراف : ١٧٢] أي : بلى أنت ربنا.

وقد جاء على سبيل الشذوذ لتصديق الإيجاب ، كما تقول في جواب : أقام زيد؟ بلى قام زيد.

و (أي) إثبات بعد الاستفهام ، ولا شك (٥) في غلبة استعمالها مسبوقة بالاستفهام.

وذكر بعضهم : أنها تجيء لتصديق الخبر أيضا.

__________________

(١) يعني : أن الهمزة الداخلة عليه لما كانت للإنكار أمضي أن يكون مضمونه إثباتا كما كان مضمون قوله تعالى: (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ)[الزمر : ٣٦] هو أنه كاف ، وكذا أن يكون مضمون ألست بربكم هو أنا ربكم فكلمة نعم تكون مقررة لمعنى أنا ربكم لا لمعنى لست بربكم. (أيوبي).

(٢) قوله : (فلو قال) الفاضل الهندي ومنه وما ورد في حديث الخثعمية من قولها : نعم قوله عليه‌السلام : «لو كان على أبيك دين لقضيته أما كان يقبل عنك؟» فقالت : نعم ، فقال النبي عليه‌السلام : «فدين الله تعالى أحق» [البخاري (١٩٥٣)] فإن أيجاب للقبول ولا تصديق للنفي. (عصام).

(٣) يعني إذا أخبر أحد نفي قيام زيد بقوله : (ما قام زيد وقلت في جوابه بلى كان معناه أي : قد قام. (محرم).

(٤) قوله : (بعد الاستفهام) بالهمزة أو ببل وكذا جميع حروف الإيجاب لان أسماء الاستفهام لطلب التعيين وحرف الإيجاب لتقرير الحكم. (سيالكوني).

ـ كما هو المختار لا إنها لتقرير الإثبات المفهوم من نفي النفي كما هو غير المختار. (محرم).

(٥) ولما كان مراده به أن كونها كذلك غالبي لا تزوم أشار إليه بقوله : (ولا شك). (أيوبي).