أحدها بالآخر ويكون بعضها شرطاً لبعض بصورة متقابلة (١) فاذا اراد أحد أن يدرس شيئاً من أشياء الطبيعة أو حادثاً من حوادثها على الطريقة الديالكتيكية فلابد وان ينظر اليه بما هو مجمع لهذه الروابط وملتقى لهذه الاضافات. ويبتعد عن هذه الطريقة اذا نظر الى الشيء مفصولا عن كله معزولاً عن شروطه وظروفه.
هذه هي الخطوط المهمة التي تأتلف منها فلسفة ماركس.
فهي مادية وضعية ، تعتبر أن الطبيعة هي الواقع الموضوعي لكل شيء ، ولا حظ من الواقع لسواها.
الطبيعة على اطلاقها ، في أي مجال وفي أي اتجاه.
فاذا حاول أن يطبق نظريته هذه على واقع الحياة ، وإذا أراد أن يقيم عليها مذهبه في الاجتماع تقلصت دائرة المادة وتضامت أطرافها وتقاربت ابعادها ، وانحصرت في الاقتصاد.
في القوت والكسوة والمأوى.
في المال الذي تسد به هذه الفاقات ، والعمل والأدوات التي تنتج المال ، والعلاقات التي تكون بين القوى المنتجة وارباب المال.
في المعدة ومقدماتها ونتائجها.
وقد قالوا في تلخيص هذا المذهب : ( إن الحاجة الى الطعام والشراب والوقود والملبس والمأوى هي اول الضرورات التي يواجهها الانسان. وهو لايستطيع السعي وراء السياسات والعلوم والأديان والفنون مالم يسد
__________________
١ ـ المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية ص ٦.