في ظِلال العقيدة
طبيعي أن يكون العقل أول ناحية من الانسان تنصرف اليها عناية الدين وأحقها بالمزيد من تهذيبه ، فالعقل أسمى موهبة يختص بها الانسان وأولى ميزة يرتفع بسببها عما حوله من الكائنات.
والعقل هو المصدر الاول لأفكار الانسان والملتقى الاعظم لتصوراته ، الحق منها والباطل ، المنتج منها والعقيم ، الرفيع منها والضيع.
وللعقل اشراف تام أو ناقص على صفات المرء التي يكتسبها بالتخلق ، وعلى مراميه التي يندفع نحوها بالرغبة ، وعلى أعماله التي يصدرها بالاختيار.
والعقل من وجهة خاصة هو المجال الاول للدين ، فقد علمنا ان الدين هو منهاج الانسان الى كماله الأعلى الذي يبلغه بالاختيار ، والتفسير الواضح لذلك : ان الدين هو النهج القويم لتزكية العقل في ذاته وتوجيهه الى الرشد في سلوكه.
وهذا مانهج اليه كل دين فيما نعلم ، فان
العقيدة من كل دين هي الاساس