حتى يصل الى نقطة معينة ، ثم يحدث انقلاب مفاجئ سريع يتم به التحول ، وهذا هو مكان ( الثورة ) حين يطبق هذا المبدأ على المجتمعات ، وحين يلاحظ جريانه في مجال الاقتصاد.
كل شيء في حركة دائبة ، وكل شيء في تغير مستمر ، والحال المرتقبة دائماً أسمى من الحال الحاضرة ، وليس في الوجود شيء ثابت.
وإذن فلا وجود لله ، لأنه ـ كما يقول المؤلهون ـ أزلي سرمدي لايطرأ عليه التغير ، ولا يتصف بالانتقال ، ولا يدركه الفناء.
ولا وجود لحقائق ما وراء الطبيعة ، فإن المؤمنين بها يتحدثون عنها على أنها ثابتة باقية ولو الى حين.
ولا بقاء ولا ثبات للقيم الاخلاقية ، ( ومن يعتقد بثباتها من الناس فهو مصدق بأشياء لا توجد في هذه الطبيعة ) بل هي واجبة التغير والانتقال الى النقيض كما يحدث في الأشياء الطبيعية المحسة سواء بسواء.
وإذن فالمادة ـ وحدها ـ هي الحقيقة الموجودة ، لأنها ـ وحدها ـ هي الشيء المحسوس ، ولا وجود لغيرها إلا ان يكون مخلوقاً لها أو ظاهرة من ظواهرها. وحتى الفكرة فانما هي أثر من آثار المادة ، والآراء والمعتقدات والقوانين والتقاليد انما هي انعكاسات للحياة المادية ومن حيث أن الفكر ذاته جزء من الطبيعة ونتاج أعلى لها ، ومن حيث ان تنائجه كلها انما هي انعكاسات للمادة ، من حيث هذا وذاك وجب أن تخضع الآراء والافكار والحياة العقلية كلها لقانون النقيض.
وأخيراً فالديالكتيك ـ كما يقول ستالين ـ
يعتبر الطبيعة كلا واحداً متماسكاً ترتبط فيه الأشياء والحوادث فيما بينها ارتباطاً عضوياً ، ويتعلق