ويتحدى الطبيعة التي
توهموا أنها هي الخالقة ، ويخضعها لسلطانه ، ويكتشف أسرارها بوعيه ، ويسخر طاقاتها لمآربه ، ويحصي عناصر الكون ، ويتقصى طبقات الأرض ويستخرج دفائنها ، ويستنبط معادنها ، ويعبِّد كل حزن ، ويذلل كل صعب ويسير اعماق البحار ويخترق أجواز الفضاء ويرسل طلائعه ليغزو الكواكب.
فهل لا يزال حيواناً بعد ؟ وهل يملك
الحيوان مثل هذه الارصدة ومثل هذه القوى ؟
وحين تطورت بيده أساليب الحضارة ووضعت
بيمينه مفاتيح الكنوز ، وجعلت له السيادة في هذه الأرض ، فهل استوجب ذلك كله وهو حيوان ؟.
وقال العلم إن جينات الوراثة تنقل الى الفرد
خصائص آبائه وصفاتهم. نعم وأصبح هذا الأمر في عداد الحقائق الثابتة. فهل يمكن لدوران أن يتخذه باباً ينفذ منه الى مايريد ؟.
لقد قال العلم بالوراثة وعدها في
الحقائق الثابتة ، ولكن مامعنى ذلك وما حدوده ؟
أفمعنى ذك أن يصبح الفرد نسخة مكرورة
معادة لأصله ، فلا يستطيع فكاكاً من صفة ولا يملك اختياراً في عمل ولا انفراداً في تقصد ؟!.
الحق أن القول بتطور الأنواع لا يناقض
بشيء كما يناقض بقاعدة الوراثة إذا فسرت بهذا التفسير ، وانداحت الى هذه الأبعاد.
ودارون ذاته يعترف بأن الفرع قد يحصل
على استعدادات جسمية أو عقلية جديدة يقوى بها على اكتساب صفات جديدة يوائم بها بيئته أو يكافح بها طوارئه ، استعدادات جديدة لم تكن لواحد من أسلافه ، وان هذه