الاستقامة ، ويكشف لها مغبة هذه الطوارلاء ويلمسها اعراض هذه العلل.
من الضروري ان يكون لها هذا المرشد الذي يقيها العثار ويجنبها الخسار ، والاّ فستنزلق ولا نجاة ، بل وستموت ولا حياة.
من الضروري لها هذا الدليل المأمون يسير بها الى الاستقامة خطوة خطوة ويوقفها على المعوقات واحدة واحدة ، ويبصرها علاج تلك الادواء علة علة.
وهذه هي الظاهرة الأولى من ظواهر الدين الحق والسمة البينة من سماته :
( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) (١).
واذا لم تكن للدين هذه السمة واذا لم يقم تشريعه على هذه الركيزة فليس من الحق ولا من الاستقامة في شيء.
وفي الأثر النبوي :
« كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه ويمجسانه ».
كل مولود يولد على الفطرة وينشأ على الاستقامة ، ولو أنه ترك لفطرته لاستكمل رشده واهتدى سبيله ، ولسار هكذا سوياً مستقيماً حتى يبلغ غايته المأمولة.
ولكنها الآفات ، ولكنها الصوارف ، ولكنها التربية الفاسدة وإيحاءاتها
__________________
١ ـ الروم : الآية ٣٠.