( أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ ؟ ).
بهذه الجملة القصيرة ينقلهم الى الوقف المرعب ، وانها لجملة تحضر في القلب الواعي كل ما للفزع والرعب من حدود.
أتاكم عذاب الله. والإضافة وحدها تجهر بما لهذا العذاب المطل من نكال وبطش ، إنه العذاب الساحق الماحق ، ... إنه عذاب الله وكفى ... عذاب الله المقتدر المنتقم الذي لا يقاوم غضبه كما لاتحد رحمته. نعم ، وكفى ذعراً وكفى هؤلاء أن يكون الموقف مما تحتجب فيه رحمة الله ويضيق واسع حلمه ويوصد باب عفوه !!.
ولا يخفف من الرعب أنه فرض اقتضاء عرض الحديث ، ولا يهون من شدته أنه تقديم استدعته إقامة الدليل ، لأنه عذاب الله لايأمنه مستطيل عليه بشرك أو متمرد على ربوبيته بجحود.
هاقد وقع الامر ، وحقت الكلمة. وأنزلت الآية. وتدلى العذاب.
هاقد وقع الأمر. واخذتكم الصيحة بغتة ، وانقطع رجاؤكم من النجاة ، وانبتَّت آمالكم من المجير ، ويئست عقولكم من الحيلة وعجزت قواكم عن المكافحة.
هاقد حلّ ما تستعجلون ، وحاق بكم ما كنتم به تستهزؤون.
وإذا كنتم لاتزالون في فسحة فهبوا الأمر كذلك. هبوا العذاب قد حلّ فأدهشكم هوله ، واخذتكم غاشيته. أو هبوا قد أتتكم الساعة ، ألكم من الساعة مهرب ؟ هبوا أنها قد دنت وتفاقمت خطوبها ووقعتم في مضائقها.
أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله أحداً تدعون لكشف هذه الشدائد وتفريج هذه الغمم ؟.