تستعصي على التجربة ، أما المصادفة والاتفاق والتعاليل المضحكة التي ينحدر اليها تفكير الانسان في هذه المجالات فلها بحوث اخرى من غير هذا الكتاب.
* * *
( قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ) (١).
وهذا نهج آخر من التدليل يسلكه القرآن الكريم ليوحد الارباب في ربّ ثم ليحصر الأديان في دين.
وكلمة الربوبية في لغة العرب تدل على مزيج من معاني العظمة والرفعة. ففيها معنى السيادة وفيها معنى المالكية وفيها معنى الرعاية والتربية الحكيمة.
والتربية حين يطلقونها يريدون منها تنشئة الكائن وتغذية جسمه وروحه وتنمية مداركه ومواهبه ، وتعهده بالتهذيب والتقويم حتى ينمو ويستكمل ، وحتى ينال غايته المرجوة من النمو والاستكمال. وإذن فكلمة الرب في الآية تدل على معنى التدبير الحكيم للمربوب بايتائه النظام التام لكماله التام.
وشيء آخر وضعته الآية الكريمة موضع التسليم ، فلا ينبغي أن يثار حوله جدل ، ولا ينبغي ان يسمو اليه ارتياب ، فان العقول اسمى خطراً من أن تمتري في حق أو تجادل في برهان. ذلك الشيء الذي لاريب فيه أبداً هو أن الله رب كل شيء ، فهل فيه مرية ؟.
__________________
١ ـ الأنعام ، الآية ١٦٤.