وكم اثبتت المشاهدة العلمية اثراً ، فقال العلم : لابد هنا من سبب لأن الفرض لايتم بدونه ، ووقفت المشاهدة ووقفت الآلة لأنهما لايملكان أن يقولا شيئاً ، وأصر العلم على قوله ، ومرّ زمان والعلم يقول ، والمشاهدة لاتقول. ثم ثبت ذلك للعلم ، وثبت للتجربة وثبت للمشاهدة وما قصة اكتشاف الكوكبين ( نبتون ) و ( بلوتو ) والسيارات الصغرى الواقعة بين المريخ والمشتري ، وما قصص هذه الاكتشافات الفلكية من العلم ببعيد.
وجاء قوم فانكروا قانون السببية وأنكروا شهادة الفطرة وانكروا شهادة الاستقراء. انكروا جميع ذلك لينكروا نتيجة واحدة من نتائجه ، هي دلالة هذا الصنع العظيم على صانع أنكروا كل ذلك ثم وقفوا عند شهادة العلم لانهم لايستطيعون أن يقولوا فيه ماقالوا في سواه.
وأخيراً ألجأهم الموقف أن يعترفوا بقانون السببية في جزئيات الكون ، في مجالات العلم للتجريبي فقط ، فيما تستطيع ان تكشفه الآلة ويناله الاختبار. أما الطبيعة ذاتها ، وأما المادة التي يقوم بها بناء هذا الكون فلا يجب أن يكون لهما سبب.
لماذا ؟
لأن السبب الذي يتحدث عنه الالهيون لايناله الحس ، ولا تبلغه الآلة ولا تدركه التجربة ، أما ائتلاف المادة وقيام المكونات فمنشؤه المصادفة.
وليتهم يستطيعون أن يقيموا دليلاً واحداً محسوساً على هذا الاستثناء الغريب ، وأقول محسوساً لانهم لايدينون بغير الحس على ما يقولون.
وبعد فما أعتى القوانين العقلية على
الاستثناء وما اكثر الحقائق التي