كثيرة تتعلق بها ويمعن في تفكيره ، ويطلب من نفسه أو من غيره اجوبة لهذه المسائل ويسميها مشكلة الكون ومشكلة الحياة ثم إما يؤمن بالسبب الاعلى لهذه الكون واما يلحد ، فما الذي يحدوه الى التساؤل وإلى التعميق في الطلب ؟
إن فراغ النفس من بذور الفكرة وجذورها معناه الغفلة عنها وليس معناه الالتفات اليها ثم الشك في تحققها والنتيجة لذلك ان يصبح الناس غافلين عنها الا أن يثيرها لهم مثير.
ما الذي يحدو بالمرء الى التساؤل ثم الى الالحاح فيه لولا قانون السببية الذي يحسه بفطرته ؟.
نعم. ذلك القانون الفطري هو البذرة الاولى للفكرة ، ثم إما توكده للانسان نظرة تفصيلية في مشاهد الكون فيؤمن ، واما يعارضه هوىً مخالف في النفس فيلحد.
وحلق العلم وتوالت كشوفه وتتابعت خطواته ، في الطبيعة ، وفي الفلك ، وفي الأرض. وفي المعادن. وفي الجماد. وفي النبات. وفي الحياة. وفي الأحياء. وفي الانسان وفي مختلف جهات الانسان. وفي عناصر هذه المركبات ، وفي طاقاتها ، وفي الدقائق التي تأتلف منها العناصر. والوحدات التي تتكون منها الطاقات. وفي كل ماتناله التجربة وتبلغه الآلة.
وكشف قوانين تدبر هذه المكونات وقوانين تشد بعضها ببعض. وقوانين تحفظ علاقات بعضها ببعض ، وماهذه الخطوات وما هذه الكشوف الا اطراد لقانون السببية أو اطراد لقانون الغائية.