هذا ماتوحي به الآية أفليس الواقع كذلك ؟
ومن البين أن أسبق النعم على المرء هي نعمة الوجود ، وان جميع النعم الاخرى متفرعة على هذه في التكوين ، ومن البين كذلك أن نعمة الوجود لن تصل الى تمامها الا يوم يصل الموجود الى ذروة كماله.
وماذا في الانسان غير وجوده ( إذا صح منا هذا التعبير ) ؟.
ماذا فيه غير كيانه المادي الخاص ، وغير الحياة التي تعمر الكيان ، والعقل الذي يدبر سلوك الحياة ؟.
فيه أجزاء مادية داخلية وخارجية يتألف منها الجسد ، وفيه قوى وطاقات آليّة وإرادية يبرز فيها نشاط الحياة ، وفيه أشواق وغرائز تشير الى ضرورات ذلك الجسد وفاقات تلك الحياة. وفيه أشياء كثيرة وعجيبة تدهش العقل وتحيّر اللب.
فيه هذه المجموعة الكبيرة من الأشياء المختلفة التي يقوم بها كيانه وتستقيم بها حياته ، وكل واحد من أشياء هذه المجموعة نعمة كبيرة على الانسان لا صلاح له بدونها ، ولو أنها فقدت أو نقصت منه لتعذرت عليه حياته أو لتنغَّصَتْ عليه معيشته واضطربت أحواله.
فاذا استعرضنا هذه المجموعة واستقرأنا مافيها من أجزاء ومظاهر وخصائص وجدناها مليئة بالحوافز والاستعدادات. الاستعدادات للتكامل الانساني والحوافز على طلبه والحصول عليه.
وحتى نمو الانسان الطبيعي والاجهزة الكثيرة التي تعمل له ، والطاقات الكبيرة التي تنفق فيه انما هي إعدادات لتلك الغاية.
فاذا كان الدين هو المنهاج الذي ينال
الانسان به رشده ويستكمل