به غايته فهو دون شك متم هذه النعم لانها لن تستكمل فعليتها الا يوم اتباعه.
فالدين متم هذه النعم بمعنى أن تشريعه يضم نعمة كبيرة الى أعدادها الكثيرة.
الدين متم هذه النعم بمعنى انه السبيل الذي تبلغ به نهايتها.
وبعد أن يستحق الدين هذه الصفة ، وبعد أن يكون بحق هو المتم لنعمة الله على عبده ، فلا محيد من أن يكون تشريع الدين حقاً لله وحده ، ولا مساغ لأن يدان فيه لأحد سواه. هذا ماتوحي به الآية أيضاً. أفليس الحق هو ذلك ؟
الله وحده مفيض نعمة الوجود في ابتدائها ولا شريك له في ذلك ولا ظهير له عليه ، أفلا يكون من حقه وحده أن يكون مصدر هذه النعمة في استكمالها وان لايكون له فيها شريك ولا ظهير ؟ والله وحده هو الذي استودع الانسان نزعة التكامل ومكن له في طبيعته وأعد له قواه ومشاعره ، أفليس من حقه وحده كذلك ان يسن له المنهج الذي يتكامل فيه وان يهديه سبيله ويقيم له دليله.
الدين حق خالص لله فلا يؤخذ إلا منه.
والكمال البشري غاية الله من تكوين الانسان فلا يرجع في رسم حدوده ولا في تعيين سبيله الى أحد سواه. هذا ماتوحي به الآية الكريمة وهذا ما يجب أن يكون ، ألم نقدم جميع هذا مبسوطاً بدلائله ؟.
ولست أريد الاستقصاء ففي الآية لفتات اخرى
حول الدين وحول الانسان ، وفي القرآن الكريم إيضاحات أخرى لهذه المضامين وفيه