ويسوءني أن أشير إلى موقف المسلمين من هذا الحكم ، والى مقدار حرصهم على الوقوف أمامه !. ويسوءني أن اعترف بأيد تخبط ثم لاتني عن الخبط واهواء تلعب ثم لا تكف عن اللعب !. ويسوءني أن اعترف بأن هذا الموقف المزري وهذه الايدي العابثة هي التي مكنت للطاعنين أن يشيعوا قالة السوء عن الإسلام. ومن للانصاف بأن يفهم هؤلاء أن حقائق الإسلام غير اعمال المسلمين ؟!.
والفروق. والفرق ؟
انها النتائج المعلومة المحتومة لركوب الارؤس وامتطاء الاهواء ، وانها اول القائمة التي ينابذها الإسلام ، ويشن عليها الحرب العوان ، وآيات الكتاب تجعل الغارة على الأهواء أول عمل يبدأ به الدين. ولا غرو فالأرض لن تكون صالحة للغرس الطيب المجدي حتى تستل منها آخر جرثومة من الطفيليات والاعشاب السامة.
( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) (١) ، أرأيت ؟ ان الآية الكريمة لتكاد تقصر اهداف الله من شرعه في ان يقام دينه ولا يتفرق فيه !. ثم اقرأ اذا شئت قوله سبحانه :
( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) (٢).
__________________
١ ـ الشورى ، الآية ١٣.
٢ ـ الأنعام ، الآية ١٥٩.