مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) (١).
من هؤلاء المتلصصون على قدس الله المختانون لأمانته ، الكاتبون بأيديهم وبأهوائهم ما يكتبون ، والقائلون لما كتبوا وما كذبوا هذا من عند الله يحتالون بذلك على الناس ليأخذوا من دنياهم ، ثم لايبالون أن تتحطم بذلك عقباهم وتخزى به اخراهم ؟.
ومن هم اولئك المراوغون المختالون الذين لايذكرون شريعة الله إلا حيث لا تكلفهم عناءً ولا تصطدم لهم ببغية ؟
ومن أولئك الطامعون في أن يتعبد لهم الأنام كما يتعبدون لبارئهم وأن يدينوا بأقوالهم كما يدينون بشريعته ؟ من هؤلاء وأولئك الذين ناقشهم القرآن الحساب وأوعدهم أشد العذاب ؟.
أليسوا هم المحترفين باسم الدين المتاجرين بشرائعه ؟
( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لَّا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ ) (٢).
إن هؤلاء المتكبرين من الناس يشرئبون لأن ينازعوا الله حقوقه ويطمعون في أن يقاسموه سلطانه فلا مساغ معهم لهدنة ولا مكان لمسالمة وان الحرب معهم لطويلة شديدة فان لم نخضعهم في هذه الحياة الاولى ولم ينيبوا الى ربهم ويسلموا إليه أمره فلسوف تمتد معهم الى الحياة الاخرى :
( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ) (٣).
__________________
١ ـ البقرة ، الآية ٧٩.
٢ ـ الأعراف ، الآية ١٦٩.
٣ ـ الزمر ، الآية ٦٠.